تأليف : امل شانوحة
الزومبي الكومبارس
فور دخول الشباب 12 الى المسرح (الذي سيقام فيه احداث الفيلم المرعب ، والذي بُنيّ على شكل قبّةٍ زجاجيّة ضخمة) ظهر صوتٌ مجهول للترحيب بهم :
- اهلاً بالفائزين باختبارات التمثيل لفيلمنا الجديد العالمي !!
فتساءل احد الممثلين الشباب : كنّا نظن اننا سنلتقي بالمخرج وجهاً لوجه !
- بل ستستمعون الى توجيهاتي من خلال مكبّر الصوت داخل ستديو الزجاجيّ المُعتمّ .. وكل ما عليكم فعله هو حفظ السيناريوهات التي بأيديكم ، وتمثيلها طبقاً لإرشاداتي .. ومن يتقن الدوّر ، يحصل على جائزةٍ ماليّة بنهاية الفيلم ، عدا عن الشهرة العالميّة
- هل سنمثّل كل الفيلم هذا اليوم ؟!
الصوت : اليوم او غداً على ابعد تقدير ، فمازلنا في الصباح الباكر
- وفي حال تعبنا او أحسسنا بالجوع ؟
الصوت : صدّقوني لن تشعروا بمرور الوقت .. ثم لديكم غرفة الإستراحة ، يمكنكم استخدامها بين المشاهد التصويريّة
فسأله احدهم : واين المصوّرين ؟!
- انا المخرج والمنتج ومؤلّف القصة .. اما التصوير : فسيكون من خلال كاميرات صغيرة موزّعة في السقف وجوانب القبّة الزجاجيّة .. وكما قرأتم بالنصّ البارحة : هناك بطلٌ واحد ومجموعة من الكومبارس .. وسيحاول البطل في كل المشاهد إنقاذ حبيبته من الزومبي ، لينجو وحده بنهاية الفيلم .. لذا اريد من الشباب العشرة ان يلبسوا زيّ الزومبي مع أقنعة السليكون المخيفة التي ستجدونها في خزانتكم بغرفة الإستراحة
البطل : وماذا عني ، وعن صديقتي ؟
- ملابسكما مناسبة للفيلم ، لا داعي لتغيّرها .. يمكنكما الذهاب لغرفة الإستراحة لحين مناداتكما لبدء الفيلم
- اذاً سنراجع حواراتنا جيداً .. فهو دوّرنا الأول ، ونريد إتقانه
الصوت : احسنت يا بطل !! فربما هذا الدوّر يفتح لك باب الشهرة الواسعة .. فقد بعت الفيلم مُسبقاً لعدةّ بلدان ، وسيُعرض فور انتهائنا من تصويره
الصبيّة بحماس : ممتاز !! هذه بدايةٌ جيدة
^^^
واجتمع الممثلون 12 (من خرّيجي المعهد الفنّي) في غرفة الإستراحة ، لمناقشة ادوارهم قبل بدء التصوير..
احدهم بقهر : انا حزين لأن دوري ينتهي في بداية الفيلم !
البطل : انت اول زومبي سيخرج من المقبرة لملاحقة حبيبتي
- كنت اريد البقاء للنهاية
البطل : لا تحزن .. فحينما يُعرض الفيلم ، سننشهر جميعنا
- سهلٌ عليك قول ذلك ، فأنت البطل
شابٌ آخر بغيظ : اساساً المخرج اختاره ليس لبراعته بالتمثيل ، بل لوسامته هو وصديقته
احدهم : لا نريد شجاراً يا اصدقاء .. نحن كومبارس بهذا الفيلم ، وعلينا تقبّل ذلك
الصبيّة بحماس : هيا لنبدأ التصوير ، فأنا متشوّقة لتمثيل دوري المُعقّد بالفيلم
^^^
وخرجوا جميعاً لوسط القبّة ، في انتظار تعاليم الصوت المجهول ..
وفي المشهد الأول : كان على البطل إخراج حبيبته من المقبرة التي تحدّاها اصدقائها للمبيت فيها ليلةً كاملة .. حيث سارع الى هناك ، فور سماع صراخها اثناء ملاحقة اول زومبي لها !
وكان مكتوباً بالسيناريو : انه سيطلق رصاصة من مسدسه على قدم الزومبي .. ليتفاجأ البطلان بصرخةٍ مدويّة من الكومبارس الذي ازال قناعه البلاستيكيّ ، وهو يصرخ باكياً :
- يا ملعون !! لقد اصبت قدمي بالفعل
وانصدم الجميع لرؤية الدماء تخرج بغزارة من قدم صديقهم الذي ثار غضبه لدرجة رميّه الفأس (الذي وجده بديكور المقبرة) على البطل الذي ابتعد بآخر لحظة ، ليصيب صدر الكومبارس خلفه ، ويرديه قتيلاً !
وضجّ المسرح بصراخ الممثلين المطالبين بإنهاء الفيلم فوراً ، وإحضار الإسعاف لإنقاذ المصاب ونقل الميت للمشرحة .. فظهر الصوت وهو يقول بحزم :
- انا غاضب لتغيّركم السيناريو الذي كتبته بدقّة ، لكن لا بأس طالما احداث الفيلم مستمرّة
الصبيّة بصدمة : الا ترى ان احدنا مات مقتولاً ، والآخر يكاد يفقد قدمه من شدّة النزيف ؟!
الصوت بلا مبالاة : يبدو انكم لم تقرأوا القصة جيداً .. البطل الوحيد الذي سيبقى حيّاً في نهاية الفيلم
البطل بقلق : أكنت تقصد ذلك حرفيّاً ؟!
- بكل تأكيد !! تماماً كما حصل مع ابطال أفلامي السابقة
وعرض على الشاشة الضخمة : ملخّصاً لخمسة افلامٍ مختلفة ، مُثلّت قبل شهور داخل القبّة الزجاجيّة ، والتي انتهت بخروج البطل حيّاً بعد موت بقيّة الكومبارس !
الصوت : إن كنتم تتساءلون عن مصير الأبطال الأربعة ؟ فهم ينعمون بجائزة المليون دولار في جزيرةٍ استوائيّة ، بعد إعطائهم هويّات جديدة للهرب من جرائمهم السابقة .. وهذا ما سيناله بطل هذا الفيلم بعد قتله رفاقه العشرة ، بالإضافة لفشله بإنقاذ صديقته التي ستموت بالمشهد الأخير للفيلم
وكلام المخرج المُستفزّ أفقد البطل اعصابه ، وجعله يُمزّق اوراق السيناريو وهو ينظر للكاميرا المُعلّقة بسقف القبّة :
- نحن لسنا فئران تجارب ، ولن نمثّل فيلمك اللعين !!
ووافقه بقيّة الكومبارس بعد إغماء المصاب من شدّة نزيف قدمه ..
الصوت غاضباً : القرار ليس لكم !!
- وماذا ستفعل ان رفضنا التمثيل ؟
الصوت : حينها أضّطر لعقابكم !!
وإذّ بتيّارٍ كهربائيّ ينزل من القبّة كالبرق ، لصعقهم بقوّة !
فتعالت صرخاتهم وهم يشعرون بألمٍ شديد ، قبل توقف المخرج عن تعذيبهم وهو يقول بلؤم :
- هذه إحدى وسائل تعذيبي ، أتريدون تجربة غيرها ؟
فالتزموا الصمت برعب ! فإذّ بمياهٍ تخرج من كل جهة ، حتى وصلت الى ركبهم ..
فركض كل واحدٍ في جهةٍ مختلفة من القبّة ، وهم يحاولون كسر زجاجها ..والصراخ بعلوّ صوتهم ، املاً بسماعهم من الخارج
الصوت : تحاولون عبثاً !! فهذا زجاج ضدّ الكسر ، ومانع للصوت ايضاً
الصبيّة بخوف : أوقف الماء حالاً !!
الصوت : سأوقفها بالوقت الراهن .. كنت اريد إفهامكم انه بإمكاني إغراقكم بسهولة .. عدا عن انابيب الغاز المتواجدة بسقف القبّة ، والتي ستقتلكم إختناقاً ..بالإضافة لقنبلةٍ موقوته حول المسرح ، يمكنني تفجيرها متى اشاء
البطل غاضباً : وصل بك الغرور لتظن نفسك ملك الموت ، وقتلنا متى تشاء .. حياتنا ملكنا وحدنا ، ولن نُجبر على تمثيل فيلمك القذر!!
ليُفاجأ البطل بزميله يطبق يديه على رقبته ، مُهدّداً :
- ستنفّذ اوامر اللعين غصباً عنك !!
البطل بصدمة : هل جننت ؟! أتريدني ان اقتلك ؟!
فأجابه بلؤم : وهل تظن ايها النحيل أنك ستفوز على ملاكمٍ محترفٍ مثلي ؟ اريدك متابعة التمثيل لحين وصولنا للنهاية ، بعدها أتقاسم معك الجائزة غصباً عنك !!
الصوت : زميلك معه حق !! فجميعكم يحلم بالثراء .. لذا عليكم تمثيل احداث فيلمي تماماً كما كتبته ، دون تغيّر النصوص .. فكل واحدٍ سيموت حسب السيناريو الذي اخترته له !! وإلاّ سيموت ببطءٍ شديد ، كما حصل مع الزومبي الأول
فسارعوا نحو المصاب ، ليجدوه نزف حتى الموت ! خاصة انه يعاني من فقر الدم
البطل بصدمة : كيف عرفت بموته ؟!
الصوت : لأن السِّوار الذي أجبركم حارسي على وضعه قبل دخول المسرح ، يجعلني أقيس نبضات قلبكم ومستوى خوفكم .. ولا تحاولوا إزالته ، لأنه عالقٌ بأيديكم
فحاول احدهم إزالته بالقوّة .. ليصاب بصعقةٍ كهربائيّة من السّوار الإلكترونيّ ، قتلته على الفور بسبب ملابسه المُبتلّة !
الصوت : وهآ نحن خسرنا كومبارس آخر بسبب غبائه .. فهل ستصرّون على معاندتي ، ام تكملون احداث فيلمي اللعين ؟!!
احدهم بيأس : وما الفائدة ، طالما سنموت بجميع الأحوال ؟!
الصوت : يكفي انكم ستعيشون بضعة ساعاتٍ اضافيّة ، لحين حلول قدركم الذي اخترته لكم
كومبارس سمين غاضباً : انا لن اكمل التمثيل !! سأذهب لغرفة الإستراحة لتناول كل الطعام الموجود هناك
وما ان دخل الغرفة الصغيرة ، حتى قال الصوت لبقيّة الممثلين :
- لا تلحقوه !! فالطعام مسموم ، وهو اختار طريقة موته بنفسه .. هيا تابعوا التمثيل .. وانت يا بطل !! حاول إنقاذ حبيبتك بكل الطرق الممكنة.. فالأسلحة التي سيستخدمها الزومبي حقيقيّة ، كالسيوف الحادّة والقنابل اليدويّة قاتلة .. هيا لنبدأ التصوير !!
البطل بحزم : يبدو انك أصمّ !! لن ألتزم بسيناريو فيلمك الدمويّ ، وسأمنع احداثه بنفسي !!
الصوت ساخراً : أرني بطولتك
^^^
وبالفعل حاول البطل بكافة الطرق منع الشجارات بين اصدقائه ، مُتحمّلاً آلام التعذيب الذي يتحكّم بها المخرج المجهول..
صديقته وهي ترى آثار التعذيب على جسمه المرهق :
- توقف رجاءً ، ستموت ببطء ان عارضت اوامره
البطل بتعب : لا أتقبّل فكرة ان اصبح قاتلاً !
وهنا قال الصوت بلؤم : لا تنسى انه مات اثنان بسببك حتى الآن
البطل : لم أتقصّد ذلك !
فقال احدهم بخبث للصوت :
- سيدي !! يبدو انك اخترت شخصيّةً جبانة لتكون بطل قصتك .. فهل في حال تمكّنت من قتله ، أحصل وحدي على المليون دولار؟
الصوت : الفائز بهذه المسابقة يحصل على الجائزة ، سواءً إلتزم بالسيناريو ام لا
الكومبارس بابتسامةٍ خبيثة : الآن اصبح الفيلم حماسيّاً !!
البطل : يا غبي ! انا أتعذّب منذ بداية الفيلم كيّ أحميّكم ، وانت تحاول طعني من الخلف ؟!
الكومبارس : بطولاتك لا تهمّني .. سأحصل على الجائزة وحدي ، بالإضافة لصديقتك الفاتنة
ثم لمس حبيبته بطريقةٍ غير لائقة ! جعلت البطل يلكمه بقوّة ، كسرت عنق رقبته
ليقف الجميع مذهولاً بعد رؤيتهم قتيلاً آخراً من الكومبارس ، وسط صرخات الصبيّة التي هزّها البطل بعنف :
- لما تبكين على المتحرّش القذر ؟!!
صديقته بحزنٍ شديد : بل ابكي عليك ، بعد تحوّلك لقاتلٍ لعين !!
وهنا علت ضحكات الصوت الذي قال للبطل :
- كنت متأكّداً انني احسنت إختيارك للدوّر الرئيسي بالفيلم .. وكما تمكّنت من قتل الخائن ، يمكنك قتل البقيّة .. الآن بدأت حبكة الفيلم بالتصاعد .. خاصة بعد تعديلي شروط الجائزة ، ومنحها لمن يصل حيّاً بنهاية الفيلم.. هيا ابدأوا باختيار اسلحتكم يا وحوش !!
فشعر البطل بالخوف بعد رؤية اللمعة المخيفة بعيون زملائه الذين طمعوا بالثراء السريع .. والذين اختاروا اسلحتهم العنيفة التي سيلاحقونه بها مع صديقته ، داخل المتاهة المُصطنعة اسفل القبّة الضخمة
***
وبعد ساعة .. وجد البطل بالصدفة صندوق التحكّم خلف المرآة التي كسرها ، اثناء محاربته الزومبي .. فصرخ على رفاقه ، بعد تقطيعه الأسلاك الكهربائيّة التي أطفأت الكهرباء على القبّة بأكملها :
- رجاءً توقفوا !! فقد دمّرت وسائل التعذيب للمخرج اللعين.. وبدل قتل بعضنا ، لنبحث عن الباب الذي دخلنا منه للمسرح ، للعودة الى منازلنا سالمين
احدهم : وكيف سنجده ، ونحن دخلنا مُنوّمين الى هنا ؟!
البطل : سنفتّش في كل جزءٍ من القبّة الزجاجيّة..
صديقته مقاطعة : الموضوع اصبح مستحيلاً مع هذا الظلام !
البطل : المهم تخلّصنا من تحكّمات المخرج المجنون بنا ..
وقبل إكمال كلامه ، عادت الكهرباء من جديد مع ضحكات المخرج المُستفزّة :
- محاولةٌ جيدة !! لكن لديّ وسائل إحتياطيّة ، أستخدمها مع الممثلين الأغبياء امثالكم .. هيا لا تماطلوا ، توجّهوا نحو الحقل المزيّف لملاحقة البطل وحبيبته
ورغم محاولة البطل إقناعهم بعدم الإمتثال لأوامر المخرج ، لكنهم مازالوا يطمحون للحصول على الجائزة الكبرى .. مما أجبر البطل على الركض مع حبيبته الخائفة داخل الحقل المجهول ، قبل نجاح الصبيّة بقتل احدهم بعد ان انهالت عليه بالعصا لإبعاده عن خنق حبيبها ، ليموت الكومبارس مًضرّجاً بالدماء .. مما جعلها تنهار بعد ارتكابها اول جريمة في حياتها !
وقد حاول البطل تهدأتها .. لكنها توغّلت باكية في الحقل دون حذر ، لينصدم البطل بسماع صرختها المدويّة بعد بتر قدمها من لغمٍ مزروعٍ هناك!
فرفع البطل رأسه للشاشة العملاقة ، وهو يصرخ بهستيريا :
- هل انت مجنون ؟!! أتريد إصابتنا بإعاقةٍ دائمة ؟!!
الصوت : بل أرغب برؤيتهم ميتين ، فيما عداك ايها المجازف المتهوّر .. هيا إحمل صديقتك ، فالزومبي على وشك الوصول لكما
^^^
وبعد ساعة .. خسرت صديقته الكثير من دمائها ، الى أن فقدت وعيها بين ذراعيه
ليظهر الصوت قائلاً :
- لما مازلت تحملها وسط العشب والوحل ؟!
البطل بتعب : لأني لست متوحشاً مثلك ، فأنا مخلص لحبيبتي
- لكنها ليست وفيّةً لك
- ماذا تقصد ؟!
الصوت : أنظر الى الشاشة في سقف القبّة ، وستفهم ما اقوله
ليرى فيديو عن قبلات حبيبته مع صديقه الذي قتله بعد محاولته التحرّش بها !
الصوت : إن كنت تظن انها تضايقت من لمسته الغير لائقة ، فأنت مُخطئ .. ففي كواليس اختياري للممثلين كان واضحاً أنهما على علاقةٍ سرّية ، لهذا غضبت من قتلك له
فنظر البطل لحبيبته النائمة بين ذراعيه ، بخيبة امل :
- أكاد اموت من التعب والألم في محاولة لإنقاذ حياتك ، وانت تخونني ايتها الفاسقة !!
ووضعها في منتصف الحقل الصناعي ، واختبأ بعيداً بعد وصول الزومبي الأربعة (المتبقين من الممثلين بعد موت البقيّة) والذين هجموا عليها لتقطيعها بالسيوف ، بعد تحوّلهم لهمجيين للحصول على الجائزة الكبرى !
ومن شدّة حزن البطل على خيانة صديقته ، إستجمع قواه لاستخدام الأسهم الناريّة لحرق ثلاثة منهم ..
ثم ركض مبتعداً عن الحقل ، الى ان ارتطم بالزجاج المقوّس (بنهاية القبّة الضخمة) في مشهدٍ نهائيّ جمعه بالملاكم القويّ ، وكلاهما مُصاب برضوضٍ وجروحٍ متفاوته
وبعد تشابكٍ عنيفٍ بينهما ، تمكّن الكومبارس الملاكم من إيقاع السكين من يد البطل الذي حاول إقناعه العدول عن قتله :
- إسمعني رجاءً ، سأعطيك الجائزة كلها .. فقط دعني ارحل من هنا حيّاً ، ولن أخبر الشرطة بما حصل
الكومبارس بلؤم : لن اجازف بذلك .. فسيناريو فيلمنا يؤكّد أنك الرابح الأخير ! لهذا يتوجّب قتلك للحصول على الجائزة ، والعيش في جزيرة الأثرياء
وعادا للتعارك بالأيدي .. فاستغلّ البطل الجرح العميق في خاصرة الملاكم ، للضغط عليه بقوّة .. فصرخ الكومبارس متألّماً :
- حسناً ، أوافق على اقتراحك الأخير .. سنتقاسم الجائزة معاً !!
لكن البطل رفض هذه المرة المشاركة ، خاصة لوحشيّة الملاكم معه طوال الفيلم .. مما اثار غضب الكومبارس الذي هجم عليه بكل قوته .. إلاّ أن البطل إبتعد في اللحظة الأخيرة .. ليصطدم الملاكم بالحائط الذي فيه مسمارٌ حادّ ، إنغرز في جبهته .. ليسقط جثةً هامدة!
وهنا سمع تصفيقاً من مكبّر الصوت :
- احسنت !! انت الفائز كما توقعت منذ البداية ، رغم غضبي منك ومن رفاقك لعدم التزامكم بالسيناريو الذي كتبته بدقّة ، لكن لا بأس طالما النتيجة متشابهة
البطل وهو يشعر بإرهاقٍ شديد : والآن ماذا ؟!
الصوت : إذهب الى غرفة الإستراحة .. ستجد داخل خزانة الملابس بابٌ سرّي ، يوصلك لخارج القبّة الزجاجيّة.. ولا تقلق من جرائمك ، فالمشاهدون سيظنون أنه فيلماً خياليّاً .. مبروك عليك الشهرة والثراء ، يا بطل !!
^^^
فتوجّه الناجي الأخير يائساً الى غرفة الإستراحة .. ليجد الكومبارس السمين ميتاً بعد تناوله الطعام المسموم !
وفي الخزانة : وجد باباً صغيراً يصله لخارج المسرح الدمويّ .. حيث كان ينتظره الحارس المقنّع لتسليمه حقيبة مليئة بالمال ، مع تذكرة سفر بهويّته الجديدة
وهنا سمع الصوت يقول :
- حارسي سيوصلك لطائرتي الخاصّة التي ستنقلك لجزيرة الأبطال الأربعة .. رحلة موفقة ايها الممثل المُبدع !!
***
فور وصوله للجزيرة ، لاحظ خمسة اكواخ صغيرة ..واربعة شباب يشربون العصائر على كراسي من القشّ خارج بيوتهم !
فرفع يده ، للسلام عليهم .. ليردّ احدهم باشمئزاز :
- هآ قد وصل القاتل الخامس
البطل : هل انتم الفائزون بالمسابقة الدمويّة ؟
فلم يجيبه احد ، لشعورهم بالخزيّ مما فعلوه .. لكن بعد إصراره عليهم ، أجابه كبيرهم :
- نعم ، جميعنا مثّلنا بالفيلم الإجرامي الذي قتلنا فيه اصحابنا للوصول الى هنا
البطل باستغراب : ولما انتم يائسون هكذا ، بعد فوزكم بالمليون دولار ؟!
- وما فائدة المال بهذا المكان المعزول ؟
- عدا عن حرماننا من اهالينا واصدقائنا بعد تغيير هويّاتنا للأبد!
البطل بقلق : الا تمرّ السفن من هنا ؟!
- لا .. والقارب الذي احضرك الى هنا ، لن تراه مجدداً
البطل مُستفسراً : ولما لا تسبحون باتجاه الشاطئ ؟
وأشار الى يابسة تظهر من بعيد ..
فردّ أحدهم ، هو يشير للأسفل :
- أنظر بنفسك !!
ليجد قروشاً ضخمة تسبح اسفل الأكواخ !
- اعتقد ان المخرج المجنون وضعهم تحت جزيرتنا ، كيّ لا نهرب منها
البطل بقلق : وما غرضه من ذلك ؟!
وهنا ظهر ذات الصوت من ميكروفونٍ مخفي على الجزيرة :
- انا سأجيبكم !
فارتعدوا خوفاً ، لعلمهم بأفكاره الدمويّة..
الصوت : كما ترون !! يوجد خمسة اكواخ على الجزيرة ، يعني عددكم إكتمل لبدء مسابقتنا التالية بعنوان : ملك الجزيرة
- ماذا تقصد ؟!
الصوت : من يبقى حيّاً منكم ، يصبح مالك الجزيرة الرسمي مع جائزة مليار دولار
- مليار !
الصوت : نعم !! وكل ما عليكم فعله هو البقاء أحياء حتى نهاية المسابقة
- لكن اكواخنا ليس فيها سوى صنّارات الصيد ، وخزّان لتصفيّة مياه البحر
الصوت : مع وصول المتسابق الأخير للجزيرة ، زوّدنا اكواخكم بصناديقٍ خشبيّة .. ستجدون فيها كل الأسلحة البدائيّة : من سيف وسكين ورمح وفأس وسهامٍ بأطرافٍ سامّة : أيّ جميع الوسائل الهمجيّة التي استخدمت بالعصور المظلمة .. وهذه المرة لن اكتب مشاهد فيلمكم الذي ستصوّره طائرة درون لعرضه بالسينما العالميّة ، كونه الجزء الأخير من سلّسلة افلامي المرعبة
وهنا ظهرت طائرة درون وهي تحلّق فوقهم بطنينها المزعج ، بينما تابع الصوت تعليماته :
- هآقد بدأ التصوير ، ماذا تنتظرون ؟!! إذهبوا لاكتشاف اسلحتكم ، والفائز يصبح مالك الجزيرة والمليونير الأول بينكم ، بالإضافة للشهرة العالميّة
فأسرع الشباب الخمسة الى اكواخهم وهو يخطّطون للفوز بالجائزة الكبرى بعد اعتيادهم على القتل ، لاعتقادهم إنه الحلّ الوحيد للتخلّص من المخرج المجنون .. او هكذا يظنون ، فهو ينوي تحويل سلّسلة افلامه الدمويّة الى مباراةٍ دوليّة للعثور على بطل العالم او أشدّهم إجراما !
هذه من القصص الفخورة بها ، أتمنى ان تعجبكم
ردحذفقصه مخيفه مرة أخرى ..وهي صوره مصغره لما يحدث في العالم الآن ..يقولون أن كل كاتب حتما يحمل إضطرابا ما من نوعا ما ولو بدرجه طفيفه وإلا ما أستطعنا التأمل وإفراغ هذه التخيلات الدمويه ..
ردحذفيمكن للإنسان أن يصل لأبعد حد ممكن من الإجرام خاصة لو أمن العقوبه ..قامت فتاه هولنديه أظن بتصوير فيديو لها خلال ساعات وكانت النتيجه أنها تعرضت للتحرش 108 مره خلال سيرها فقط ..وطالبه علم نفس أخرى روسيه أخبرت من حولها في الحانه أنها ستظل صامته ولهم أن يفعلوا ما يخطر ببالهم أيا كان وكانت النتيجه أنها أصيبت بإنهيار عصبي ودخلت في حالة إكتءاب بعدما إنصدمت من ردود أفعالهم التي وصلت لحد الاغتصاب الجماعي..الشاهد أن الإنسان كاءن مبدع حقا..
أحسنتم بالتصوير العقلي والسرد السلس ..
سأنتظر قصة رأس السنه من الآن عسى أن تكون تذكارا لمن لم يدخل فيلم الحياه ..
وهناك ايضاً تجربة لأستاذ جامعي بنى سجناً بقبو الجامعة .. واختار بعض طلاّبه ان يكونوا سجناء والبعض الآخر شرطة .. ليتفاجأ بعنف الشرطة باستجواب زملائهم ، وصل للضرب والصعق الكهربائي والجلد ! ولولا انها دراسة علميّة لسجن الأستاذ بعد تعرّض طلّابه السجناء لعنفٍ جسديّ ونفسيّ شديد من قبل زملائهم الشرطة الذين اعطوا الصلاحيّة لاستخدام ما يريدون لسحب الحقائق من المجرمين !
حذفوتجربة اخرى : اجلسوا فيها اشخاص بغرفة فيها ازار تحكّم .. وكلما استخدموا زرّاً ، سمعوا صراخ احدهم من الغرفة الثانية .. ورغم معرفتهم انهم يصعقون اشخاص ظلماً ، الا ان معظمهم رفع مستوى التعذيب لأقصى قوة !
يبدو بداخل كل انسان مجرماً يحتاج فرصة للظهور !
صحيح لدى كل مجرم دافع داخلية(وراثية او تعقد من المجتمع) وعندما يجد عوامل خارجية تحرك العوامل الداخلية للجريمة
حذفماشاءالله اختي خيال واسع لكتابة هذة القصة المتتابعة احداثها بشغف تجعل القاري ينسجم بالقصة بجانب فكري وجانب معرفة النهاية
ردحذفالمجرم الاخير بالجزيرة سوف يقتل لانه سيكون الشاهد الوحيد بان الفلم كانت احداثة حقيقية وسوف تقود المخرج للسجن ، فالمخرج سوف يقتلة فهو بالجزيزة لدية فقط اسلحة بدائية
ربما يحصل هذا ، او ينجو المخرج كحال جميع المجرمين الكبار في هذه الدنيا الظالمة !
حذفسعيدة ان الفصة اعجبتك