الخميس، 28 يوليو 2016

تحت المصعد

تأليف : امل شانوحة


مخيف, ولد, توحد, اكل البشر, مصعد, قبو, زوجان
من هذا الولد المشوّه المختبىء هنا ؟!


بعد عودة الزوجان الى منزلهما الجديد , قادمان من عملهما .. حدثت مشاداة بين زوجها و الجار , لركن سيارته مكانهم .. فتركت الزوجة زوجها ليحلّ هذه المشكلة , و سبقته الى مدخل العمارة .. 

و عندما فُتح المصعد , خرج منه البواب.. فطلبت الزوجة منه ان يحلّ الخلاف الحاصل في موقف البناية .. أسرع البواب للخارج , فسقط من جيبه مفتاح .. لكن الزوجة لم تهتم لأخباره , لعلمها بأنه سيعود و يلقاه .. ثم ضغطت على زر شقتها في الطابق الرابع , 

لكنه حدث شيءٌ غريب ! فقبل ان يصلّ المصعد الى هناك .. حصل عطلٌ ما , جعله يهبط بسرعة الى الأسفل .. و من هول الصدمة , لم تستطع المرأة الصراخ , و لم تعي لنفسها الاّ بعد توقف المصعد ..ففتحت بابه (و هي ترتجف بقوة) ..  

الا ان الصدمة الكبيرة كانت في انتظارها ..فالمصعد لم يوصلها للطابق الأرضي , بل الى طابقٍ آخر في اسفله ..(اي تحت موقف السيارات) .. و رغم انها تعيش في هذه العمارة منذ اكثر من سنة , الا انها لم تكن تعلم ابداً بوجود هذا الطابق السفلي , فهو ليس له اساساً اي زر في المصعد .. 

لكنها قبل ان تحاول من جديد الصعود للطابق الأرضي (لتُخبر زوجها بالأمر).. حصل ما لم يكن بالحسبان .. فقد لمحت من بعيد , ولد يخرج من بين الظلام .. و الضوء الخافت (الذي يظهر من النافذة الصغيرة بأعلى السقف , من موقف السيارات الذي يعلوه) وضّح بعض معالم هذا الولد (الذي يبدو انه في العاشرة من عمره) و الذي كان يعرج بشدة .. و وجهه كان مشوهاً جداً , و فمه كان مشقوقاً (حيث اختفت شفّته العلوية) .. اما عينه فهي مائلة عن العين الثانية .. 

لكن و قبل ان تتأكّد منه , اسرع فجأة بإتجاهها (و هو يعرج) و كان يصرخ بكلامٍ غير مفهوم .. فارتعبت المرأة و دخلت المصعد , و ضغطت بقوّة على زر الطابق الأرضي ..و قبل ان يفتح الولد الباب عليها.. ارتفع بها المصعد , بعد ان الصق الولد وجهه خلف الزجاج (الخلفي) للمصعد .. 

و ما ان انفتح المصعد , حتى ركضت الزوجة الخائفة نحو باب العمارة .. لتجد امامها , زوجها و البواب ..فحاولت ان تشرح لهما ما حصل , قبل ان تسقط مغشية عليها ..و لم تستيقظ الاّ في منزلها و زوجها بجانبها..

زوجته تستيقظ بتعب :
-اين انا ؟!
زوجها :
-انت في البيت ..ماذا حصل ؟ و مالكلام الغريب الذي كنت تقولينه قبل قليل ؟!

فتتذكّر بخوف :
-هل اخبرتكم عن الجنّي الموجود في الأسفل ؟!
زوجها :
ايّ جني ؟! الم تسمعي ما قاله البواب .. هذا المبنى لا يحوي اصلاً طوابقاً سفلية !
-لكني لا اكذب !! دعني فقط اروي لك ما حصل !

زوجها بإرهاق :
-رجاءً فيما بعد ..فأنا جداً مرهق , لكني اعدك بأنّي سأسمعك حين استيقظ من قيلولتي

زوجته :
-لكن الموضوع خطير !

الا انه ادار ظهره لينام ..
***

و بعد ساعتين .. كان الزوج غارقاً في النوم .. لكن الموضوع اشغل بال زوجته جداً , لدرجة انها خرجت (بهدوء من المنزل) لتتأكد بنفسها .. و نزلت الدرج (لأنها تخاف استخدام المصعد بعد الذي حصل معها) .. 

و هناك قرب المصعد في الطابق الأرضي ..لاحظت وجود عدّة درجات توصلها للقبو .. ..فظلّت تنزل الى ان اعترضتها لوحة كبيرة .. فأضاءت جوالها ..ثم ازاحت اللوحة قليلاً , لتتفاجىء بوجود باب حديدي (خلفها) ..  

فتساءلت (بإستغراب) :
-و لما يخفي صاحب العمارة هذا الباب ؟! و هل يعقل ان البواب لا يعلم بأمره ؟!

ثم تذكّرت المفتاح (الذي سقط من البواب) .. فصعدت للطابق الأرضي , لتجد انه مازال في مكانه (على الأرض) ..فأخذته و هي تتساءل :
-امعقول ان يكون هذا هو مفتاحه ؟! لأجرّب !!

و عادت و نزلت ..و كانت المفاجأة , فقد فُتح الباب فعلاً

لكنها عادت و اغلقته خوفاً من ذلك الجني .. ثم صعدت الدرج الى الطابق الرابع ..و عندما دخلت بيتها , كان قد استيقظ زوجها ..  
فرفعت المفتاح في وجهه و هي تقول : 
-ارأيت !! هذا هو مفتاح القبو

فيستفسر بإستغراب
-و اين وجدّته ؟!
زوجته بإصّرار
-انها قصّة طويلة .. هيّا تعال معي .. لو سمحت !!
-الى اين ؟!

لكنها تسرع به للخارج ..و تأخذه نحو الدرج

زوجها : طيب و لما لا ننزل بالمصعد ؟!
زوجته بقلق :
-لا مستحيل !! فإحتمال ان نعلق فيه مع ذلك الشيء ! 

زوجها بدهشة
-فقط اشرحي لي الموضوع !!
-سترى بنفسك

و في الطابق الأرضي .. نزلا الأدراج السفلية , حتى وصلا للوحة

زوجها :
-ارأيتي !! لا يوجد بابٌ هنا

فأبعدت زوجته اللوحة , ليظهر الباب من خلفه و هي تقول :
-و ماذا تقول الآن ؟!

زوجها بإستغراب :
-و لما يكذب البواب بهذا الشأن ؟!
-لأني اظنّ انه هو من سجن ذلك الصبي
زوجها : صبي , امّ جنّي ؟!
زوجته بخوف : 
-اظنّ الأثنان معاً !

ثم تفتح القفل بالمفتاح.. فيسرع الزوج و يبعدها بقلق :
-لحظة !! سأدخل انا اولاً .. اعطني جوّالك
فاضاءت له الجوال , ثم اعطته ايّاه 
فنزل الأدراج و لحقه زوجته ...
زوجها :
-يبدو انه مجرد مكانٌ فارغ !

لكن فجأة !! هجم عليه شيء من بين الظلام .. فصرخ الرجل (بألم)..

فحملت زوجته الجوال (الذي سقط منه على الأرض) لترى ما حصل .. فوجدت هذا الصبي المشوّه يعضّ كتف زوجها ..فأسرعت وامسكت خشبة (وجدتها على الأرض) و ضربت بها الولد ..فهرب..

فقال زوجها بألم و هو ينزف : 
-آخ !! ما هذا الشيء المخيف الذي هاجمني ؟!
فقالت برعبٍ شديد
-لا ادري ! فلنهرب حالاً !!

لكن قبل ان يصعدا الدرج (الموصّل للباب الحديدي للقبو) .. يجدان البواب بأعلى الدرج , و هو يحمل بيده كيس سميك
فقال لهم البواب بدهشة و غضب :
-ماذا تفعلان هنا ؟!!  و كيف فتحتما الباب ؟!

لكن الولد عاد و اسرع بإتجاه البواب , الذي صرخ في وجهه..
البواب :
-الى الوراء !! بسرعة !!!

فتوقف الولد و هو ينظر للبواب برعب
فيستفسر الرجل بدهشة
-اتعرف هذا الولد ؟!

فدخل البواب .. ثم اغلق خلفه الباب الحديدي ..
المرأة بخوف و استغراب :
-ماذا تفعل ؟! دعنا نخرج من هنا !! الا ترى ان زوجي ينزف ؟!

البواب بلؤم :
-ليس قبل ان نتكلّم
ثم قال للولد بنبرة امر
البواب :
-و انت !! الى غرفتك !!!

فصار الولد يتكلّم بكلامٍ غير مفهوم , فعاد و صرخ عليه (بغضب) 

البواب :
-قلت !! الى غرفتك .. و الا سأضربك بالسوط !!!

فأسرع الولد الى غرفته (الموجودة بآخر هذا الطابق المظلم) ..و هو يعرج ..  ثم اغلق الباب خلفه..

الرجل بإهتمام :
-من هذا الولد ؟!
البواب : انه ابني
الزوجان بدهشة
-ماذا ؟!!

فيتذكّر البواب (بقهر) :
-نعم للأسف ! فقد وُلِدَ مشوهاً كما ترون .. فرغبت حينها برميه في إحدى المصحّات.. لكن زوجتي رفضت .. ثم عرفنا  بعد ان صار عمره سنة , انه مصاب ايضاً بتوحدٍ شديد .. عدا عن عدم قدرته على النطق الجيد , بسبب التشوّه الذي في فمه ..  لكن هذا كلّه لا شيء امام ما عرفناه لاحقاً .. فعندما صار عمره ثلاث سنوات.. صرنا نلاحظ اختفاء اللحم و الدجاج , الذي كنت احضره لأمه من المحل ..

الرجل مقاطعاً و بدهشة :
-أكان يأكلهم نيئاً ؟!
البواب :
-نعم و لم نصدّق ذلك , الاّ بعد ان وجدنا بقايا عظام تحت سريره !

زوجته متضايقة :
-هذه حالةٌ نادرة ! لكن كان عليكم ان تعالجوه , لا ان تسجنوه اسفل العمارة !

البواب :
-كنّا بالفعل نجمع انا و امه ثمن علاجه , حتى اتى ذلك الصباح المشؤوم !.. (يتنهد) .. كان قد بلغ السادسة من عمره .. اما اخوه الأصغر ففي شهره السادس

المرأة بإهتمام و قلق :
-و ماذا حصل ؟

البواب :
-استيقظنا على صراخٍ مخيف !.. (بغضب) ..فوجدنا ان هذا المسخ قد اكل اصبعين من قدم اخيه !  فعرفنا انه من آكلي لحوم البشر !

الرجل بغضب
-اذاً اقتله يا رجل !!

البواب :
-و الله كنت سأفعل !!  لكن زوجتي منعتني بآخر لحظة ! فقلت في نفسي : لما لا استفيد من هذا القبو المغلق ..و كنت كما تلاحظون..

ثم اخرج من الكيس (الذي يحمله) كلبٌ ميت
و اكمل البواب كلامه :
-اطعمه الكلاب و القطط

فعاد و خرج الولد من غرفته , بعد ان اشتم رائحة الكلب المذبوح 

البواب :
لا بنيّ !! هذه المرّة سأتركك مع وليمة الذّ


ثم فتح الباب الحديدي .. و قبل ان يخرج البواب من القبو..
يسألاه الزوجان بقلق
-الى اين انت ذاهب ؟!

البواب بلؤم
-آسف ! لكنّي لن اسمح لهذا السرّ ان يعرفه احد .. و على فكرة !! جدران هذا القبو عازلة للصوت , فلا تتعبا انفسكما  بالصراخ

ثم اقفل الباب خلفه (بالمفتاح)..

الزوجان :
لا !! لا تتركنا مع هذا الوحش !!!!!

و اختفى صراخهما المرعب داخل جدران القبو الأسمنتي

انا امّ انا

تأليف : امل شانوحة


قرين,خطة,عمل,شاب,جامعي,شركة
انا قويّ من الداخل 

خرج الشاب من غرفته بكامل اناقته , كعادته عندما يكون لديه مقابلة عملٍ جديدة له ..و بعد ان تناول فطوراً خفيفاً ..طلب من امه الدعاء له ..ثم خرج (من ذلك المنزل الأرضي) و كلّه حماس للمقابلة ... لكن امه لم تكن بمثل حماسه .. فبالرغم من ان إبنها تخرّج حاملاً مرتبة الشرف , الاّ ان له اكثر من سنة و هو يذهب الى مقابلات العمل و يعود بخفيّ حنين .. 

و السبب هو : في توتره عند لقاءه بالقائمين على المقابلات , رغم امتيازه في الأجوبة التحريرية ..اما المشافهة فهو يترددّ و يتلعثم , رغم دعاء امه الدائم له  

و كما هو متوقّع ! عاد بعد ساعتين بوجهٍ حزين .. فعرفت امه ما حصل , لذلك لم تسأله عن شيء .. بلّ قدّمت له الغداء , الاّ انه فقد شهيته ..و ذهب لغرفته ليرتاح قليلاً ..

و هناك .. غفى على سريره .. فرأى في منامه ..
(( ان هناك شخصاً يشبهه تماماً , يخرج من جسده .. ثم وقف بمواجهته و صار يصرخ عليه : (الى متى يا احمد  ستخاف ؟!! اكلّ مرّة نذاكر سوياً طوال الليل ..و اساعدك بحلّ المسائل الكتابية , ثم تخذلني في المقابلة .. انظر كيف ان جميع اصدقائك صار لديهم رواتب , و انت مازلت حتى الآن تأخذ مصروفك من والدتك المسكينة ! الا ترغب في ان تريحها من عناء العمل ! اسمعني جيداً !! اذا لم تتصرّف فوراً , فأنا اعرف تماماً كيف اتصرّف مع ترددّك الغبي هذا .. افهمت !!!) ..ثم مشى هذا الشبيه بعيداً ! )) 

فقام الشاب من نومه (فزعاً) .. و لكن هذا المنام الغريب اعطاه الدافع لكيّ يحاول من جديد مع مدرائه , فانكبّ على العمل و التحضير طوال الليل ..  
***

و في صباح اليوم التالي و على غير عادته , خرج من البيت بسرعة دون ان يرى والدته (التي تفاجأت بعدم وجوده في فراشه)   
ثم ذهب الشاب احمد الى مدراء الشركة , و الذين كانوا قد انهوا امتحان الدفعة الأخيرة من المتقدمين للوظيفة .. 
و دخل عليهم دون استئذان , مما ضايق المدير الذي صرخ في وجهه (بغضب)
-من انت ؟! و كيف دخلت الى هنا ؟!!

فقال احمد بتصميمٍ غريب : 
-انا احمد موسى ..  موظفكم الجديد !!
فقال احد الأشخاص في اللّجنة و هو عضو في الإدارة :
-الم نمتحنك البارحة ؟!
احمد بغموض :
-ذلك الشخص لم يعد موجوداً !!

فتفاجىء الجميع 
-و ماذا تقصد ؟!!
احمد بثقة و غرور :
-اقصد ..انني الفائز لهذه الوظيفة !!
المدير بغضب :
-هذا الشيء لا تقرره انت يا استاذ !
فأجاب احمد بثقة كبيرة :
-بصراحة .. بلى !!

ثم وضع اللوحة (التي كان يحملها) امامهم , ثم رسم عليها بيان توضيحي لحال شركتهم الإقتصادي .. ثم قال :
-اليس هذا هو الوضع الراهن لشركتكم ؟

فنظر الجميع الى اللوحة (بدهشة) ..
بينما تابع هو حديثه , و هو يشير الى البيان التوضيحي (بثقة)
احمد :
-كما هو واضحٌ هنا !! فأنتم تعانون من نقص في الموارد المادية .. لذلك قررتم بأن تبدّلوا موظفيكم القدامى بالمتخرجين الجددّ , و الذين سيقبلون حتماً برواتبٍ منخفضة .. و كل هذا كيّ لا يتسرّب عجزكم المادي الى الشركات المنافسة لكم ..اليس كذلك ؟! 


المسؤول المالي (في الادارة) بدهشة :
-و كيف عرفت ذلك ؟!
احمد :
-فلنقل ان لديّ مصادري الخاصة ..  لكن دعني اكمل كلامي .. (يسكت قليلاً) ..  انا لا انكر انها خطةٌ لا بأس بها  بالوقت الراهن , الاّ انها لا تحلّ الأزمة ..  بل ان الحل الأنسب !! هو ان تدّمج شركتكم مع هذه الشركة بالذات ..

ثم يكتب اسم الشركة على اللوحة.... فيقول له المدير
-أأنت مجنون ! هذه شركة كبيرة .. كيف ستقبل الدمج معنا ؟!

يبتسم احمد بثقة :
-لأن لديكم ما تحتاجه .. فصحيح ان هذه الشركة تمتلك موارداً ماليةً ضخمة , الا انها تفتقر الى التصاميم الإبداعية للهندسة ..  و بالرغم من انها اجرت العديد من المسابقات لجذب المصممّين , الا ان العديد من المبدعين يفضلون البدء  بشركة متواضعة كشركتكم , قبل ان يفكروا بالإتحاق بشركات ضخمة مثلها

احد اعضاء الإدارة يستفسر بإهتمام :
-و لماذا ؟!
احمد :
-ربما ما اقوله يبدو غريباً للبعض , لكنه الواقع ..  فالمتخرجين الجددّ امثالي يهابون البدء من الأعلى , لأننا مازلنا نفتقر للخبرة.. لذلك نفضّل التدرّج عندكم , حتى يصبح لدينا القدرة و الثقة للإنتقال فيما بعد للشركات الكبرى ..  فمن منّا يرغب في العودة الى منصبٍ صغير بعد ان فشل في ادارة منصبه الكبير , هذا يؤدي حتماً للإكتئاب و العجز .... فالإنسان بطبعه يرغب دائماً في التقدّم للأمام , و ليس التراجع للخلف ..  افهمتم ما اعنيه ؟

المدير :
ربما يكون لكلامك بعض الصحّة ! لأني في شبابي فضّلت القيام بمشروعي الصغير هذا , على ان اتوظّف في شركة كبيرة

احد افراد اللجنة :
-لكن يبقى كل هذا الكلام مجرد فرضيات .. فما الذي يثبت ان شركة عظيمة مثل هذه , ستقبل بتسليمنا دور جلب المصممين المبدعين , بينما تقوم هي بالإنفاق على مشاريعنا ؟!
يبتسم احمد بثقة و غرور :
-اذا دعني اثبت لك فرضيتي حالاً !!
  
ثم يخرج احمد هاتفه , و يبدأ بإجراء اتصال .. فيسأله المدير (بقلق) 
-بمن تتصلّ ؟!

فيبدأ احمد بالتحدّث مع صاحب الرقم (بكل ثقة).. بينما يتسمّع اعضاء الإدارة على هذه المكالمة (بقلق و اهتمام)

احمد :
-(( مرحبا .. هل معي السيد سعيد مراد ؟ .. نعم .. معكم الشركة الهندسية للشباب , اظنك سمعت بنا .. الموضوع هو .. اننا علمنا برغبتكم بالدمج مع شركة متخصصة كشركتنا ... ماذا ؟ نعم اعلم سيدي بأنكم لم تعلنوا بعد عن ذلك .. لكن الأخبار وصلت الينا , و نحن نرغب بهذا الترشّح ..  و انت تعلم ان شركتنا تملك موظفين و مصمّمين مبدعين فعلاً .. فلو تكرّمتم و اعطيتمونا موعداً , فسنريكم بعضاً من مخطوطاتنا و مشاريعنا المستقبلية ..  و ان حصل و قبلتم ان تدعمونا , فنحن نتشرّف بأن تخرج مشاريعنا تحت إسم شركتكم العظيمة .... من انا ؟! آه آسف ! لم اعرّفك بنفسي .. اسمي احمد موسى , و انا المستشار الهندسي لهذه الشركة ..  و مديري يرغب حقاً في التكلّم معكم ..هذا اذا سمحتم له .. ....آه حاضر , حاضر!! لحظة لو سمحت...))


ثم تقدّم احمد من مديره (الذي كان مندهشاً كباقي افراد ادارته مما حدث) .. 
احمد :
-تفضل !! هو يريد التكلّم معك !!

فيسأل المدير احمد بدهشة (و بصوتٍ منخفض)
-وكيف احضرت رقم جوّاله ؟!
احمد يبتسم بغرور :
-كما قلت .. لديّ مصادري الخاصّة ..  هيّا تفضّل !!

ثم اخذ الهاتف من احمد (و تكلّم بقلق و ارتباك)
المدير :
(( الو ..نعم سيدي .. نعم تماماً كما قال لك مستشاري .. ماذا ؟!  ..اليوم سيدي !..حاضر , حاضر...نحن قادمون حالاً !!  سلام ))

اعضاء الادارة بدهشة و اهتمام :
-ماذا حصل ؟!
المدير بإبتسامة و ارتياح :
-انه يرغب فعلاً بالتناقش في موضوع الدمج !

الجميع :
-ماذا ! ...احقاً ؟! 
المدير بحماس :
-هيّا بسرعة !! فالمقابلة بعد ساعة من الآن !

احمد بإبتسامة :
-لحظة !! الم تنسى شيئاً ؟
المدير
-آه , نعم

ثم ينادي السكرتيرة.. و عندما دخلت 
المدير :
-خذي اوراق الإستاذ احمد , و وظفيه عندنا كمستشاراً هندسي للشركة ..

تستفسر السكرتيرة بإستغراب :
-مستشار ؟!
المدير بحزم : 
-نعم ..نفّذي فوراً !!

و بعد ان اخذت الأوراق من احمد .. ذهبت لتُكمل الإجراءات ..

فيستفسر احمد :
-اهذا يعني انني ذاهبٌ معكم ؟!
المدير :
-طبعاً !! الم تورّطنا بهذا الموضوع الكبير ؟
يبتسم احمد بثقة :
-صدقني .. ستشكرني بعد قليل 

فيكلّم المدير اعضاء الإدارة (بصوتٍ عالي) :
-هيّا اذهبوا لمكاتبكم !! و ابدأوا بتحضير الأوراق الرسمية لهذا الإجتماع ..  و لا تنسوا مشاريعنا الهندسية

فيتقدّم احمد من المدير :
-اذا سمحت لي ..  لقد احضرت بعض تصاميمي في عمارة ناطحات السحاب , فأنتم لم تطلعوا عليها في مقابلتي السابقة ! 

فيربت المدير على كتف احمد , و يقول له بإعزاز :
-اذاً ستركب معي الليموزين , و تريني اياها في طريقنا الى هناك

و بعد ان خرج احمد مع المدير ..  
يهمس احدِ اعضاء الإدارة لزميله الآخر (بغيرة و حقد)

عضوٌ في اللجنة :
-ليموزين و وظيفة مستشار من اليوم الأول !
عضوٌ آخر بغضب (و بصوتٍ منخفض) :
-ياله من عبقريٍ محظوظ !

***
و في عصر ذلك اليوم .. عاد احمد سعيداً الى امه .. 
امه بقلق :
-اين كنت ؟! لقد اخفتني !!

ابنها بفرح : 
-باركِ لي يا امي !!  فأنت تتكلمين الآن مع مستشار اكبر شركة هندسية في البلد !!
امه بدهشة :
-اهذا يعني ..

يُكمل عنها :
-بأنك لن تعملي بعد اليوم ..  و اعدك بأنني سأعوضك يا امي عن كل التعب الذي عانيته لتربيني بمفردك .. 
فتحضنه امه (بفخر) .. 


و بعد قليل..
يدخل احمد الى غرفته , و يقفل الباب خلفه ..  
ثم يتقدّم نحو سريره و يجرّه .. و فجأة !!  
يختفي جسده داخل الأرض (تحت السرير) .. 

و هناك .. كان نفس الشاب (احمد) مُقيّد في الأسفل ..  فيقترب منه و يفكّ الرباط عن فمه .. 
و هو يقول له :

قرين الشاب (احمد) :
-اتعلم !! لقد استعنت بمعلومات اخذتها من اصدقائي الجنّ .. يعني قرائن  المدراء .. و بالنتيجة !!  قمت بتوظيفك اخيراً  بأفضل وظيفة يمكن ان تتخيلها ..  فمبروكٍ عليك !! لكن !!! (و بنبرة تهديد).. و الله ان عدت لحركاتك الغبية و تردّدك القديم , فأحلف بأننا سنتبادل الأدوار للأبد !!!

الإتصال المفزع

تأليف : امل شانوحة


مكالمة,مخيفة,تهديد,محامية,حادث,قتل,غلط
انا لا اقبل التهديد !!

قبل ذهابها الى قاعة المحكمة , لكشف اسماء المتورطين في الجريمة المنظّمة ..  

و في مكتبها .. بعيداً عن الصحفين الذين اصرّوا على تغطية مجريات القضية , التي تابعها الكثيرون عبر وسائل الإعلام .. كانت هذه المحامية تُلقي بنظرة اخيرة على الورقة التي دوّنت فيها : اسماء اكبر شخصيات البلد المتورطة في هذا الموضوع .. و بعد ان انتهت من التحضيرات .. اغلقت حقيبتها التي امتلأت بالحقائق , و التي استطاعت وحدها و بذكائها ان تتفوّق على زملاء المهنة في فكّ رموز هذه القضية الخطيرة .. ثم اتجهت (بغرور و كبرياء) نحو قاعة المحكمة , غير مكترثة لأسئلة الصحفين .... و لكن قبل ان تصل الى هناك , تصِلها مكالمةٌ غريبة .. 

المحامية تتكلّم من جوالها : 
-الو ..
صوت رجلٌ مجهول :
-ايّاك ان تفعلي ما تنوين عمله , و الاّ ..
فتقاطعه (بصوتٍ يرتجفّ) :
-لا تهدّدني ..فأنا ..

يقاطعها الرجل (بلؤم) :
-اذاً !! سينال ابنك العقاب !!
ثم اغلق الهاتف ..  

فدبّ الرعب كيان هذه المحامية , فهي لا تستطيع التفريط بإبنها الوحيد .. 
و هنا سمعت موظف المحكمة (من الداخل) و هو ينادي : على القضية التالية , في نفس الوقت الذي كانت تحاول فيه  الإتصال بإبنها ..  

فأقترب منها مديرها ..
المدير :
-هيّا ادخلي ..ماذا تنتظرين ؟!

فقالت و هي ما زالت ترتجف من الخوف :
-لحظة لو سمحت !! اريد ان اكلّم ابني ضروري
المدير : فيما بعد
المحامية متضايقة :
-رجاءً سيدي !! ..خمس دقائق
المدير :
-قلت فيما بعد !! فلا يصحّ ان نترك القاضي ينتظرنا .. هيّا , فالجميع في انتظارك... آه .. و لا تنسي ان تقفلي خطّك

فأقفلت جوالها (و هي متضايقة جداً).. ثم دخلت القاعة مع مدير مكتبها ..  
و هناك تسمّرت اعين الجميع عليها .. فهي كانت قد اعلنت الليلة الفائتة لوسائل الإعلام , بأنها ستكشف اليوم كل شيء .. 

و بعد مرور بعض الوقت على المحاكمة , جاء دور مرافعتها ..  فأنصت الموجودين اليها (بإهتمام)..
لكن كلامها فاجىء الجميع .. و خاصّة وكيلها (الرجل الخمسيني البسيط) الذي استطاع الكبار اللصاق التهمة به .. 
لأنها قالت ..

المحامية :
-لقد اتضح لي بعد التدقيق في القضية .. بأن موكّلي ...
ثم سكتت و هي تتذكر المكالمة المرعبة.. ((اذاً سينال ابنك العقاب !!)) .. ثم استجمعت قواها دون ان تستطيع النظر الى موكّلها , الذي كان ينتظر هذه المرافعة منذ سنة بفارغ الصبر مع عائلته (التي كانت تجلس خلفه بالقاعة) ..    فأكملت قائلة :  
-ان موكّلي هو من قام بالفعل بالإتجار بهؤلاء الأولاد , و الذي تسبّبَ لاحقاً بموت بعضهم ..

و قبل ان تُكمل كلامها ..امتلأت القاعة بالهرج و المرج , فالجميع لم يصدّق ما سمعه ! 

و هنا طرق القاضي بمطرقته , و هو يقول (بصوتٍ عالي) للجميع  -هدوووووء !!  هدوء رجاءً !!!

و بعد انقضاء ساعةٌ اخرى .. خرج الجميع من قاعة المحاكمة امّا مذهولاً او غاضباً .. 
امّا المحامية فقد اسرعت نحو سيارتها , لتهرب من اسئلة الصحفين الذين انهالوا عليها بالأسئلة و الإستفسارت ... لكن المحامية ابتعدت بسيارتها عن المكان بسرعة (و هي منهارة تماماً) ..

و في منزلها .. ردّ ابنها (المراهق) على هاتف المنزل .. 
ابنها بقلق :
-الو ..امي .. ماذا حصل ؟ لماذا تبكين ؟!

المحامية و هي تبكي برعب :
-يبدو ان المجرمين علموا بمسكننا الجديد ! لذلك حبيبي !! اغلق الأبواب جيداً , و ايّاك ان تفتح لأحد او ان تخرج من المنزل .. 

ابنها و هو يقاطعها صارخاً :
-امي !! كم مرّة قلت لك بأن تتركي هذه القضية !! (ثم يتنهد بغضب) .. افّ !! على كلٍ سأهرب حالاً .. 
امه بحزم (و هي تمسح دموعها) :
-ايّاك بنيّ !!  فقط افعل ما قلته لك .. و انا قادمة اليك بأسرع وقت !!

ثم تغلق الهاتف .. و تأخذ مسدسها من صندوق السيارة (قرب المقود) و تضعه في حقيبتها .. ثم تتابع القيادة بسرعة .. 
***

و في مكانٍ آخر ..  
كان يجلس اب مع طفله الصغير و هو يشاهد الأخبار , حيث كانت المذيعة تقول ..

المذيعة :
(( انه يوم المفاجآت .. فالمحامية المشهورة , نكثت بوعدها و لم تكشف الشبكة السرّية التي وعدتنا بها بالأمس .. بلّ بسببها حصل موكّلها على حكم الإعدام .. لكن يبدو انه بريء , لأن العدالة الآلهية اخذت مجراها .. فقد تعرضت المحامية منذ لحظات ..و كما ترون خلفي .. الى حادثٍ مرعب على الطريق السريع ..و توفيت بالحال .. و يبدو ان النار التي اشتعلت في سيارتها , التهمت معها كل الدلائل و الأسماء .. و بذلك افلت المجرمون الكبار مجدّداً من العقاب ..  فهل يا ترى كان الحادث عرضي ام مدبّر ؟! سنعرف هذا بعد ان تنتهي شرطة المرور من تدقيقها في اسباب الوفاة ))

و بينما كان الأب يستمع لهذا الخبر العاجل في التلفاز (بإهتمام) .. كان ابنه (ذو الثلاث سنوات) بجانبه يأكل الشوكولا بنهمّ 

فصار الأب يحدّث نفسه (بصوتٍ مسموع)
-ان الله لا يرضى بالظلم , و سيأخذ كل ظالم عقابه ..  اووه ! لااا ابني !! ماذا فعلت ؟!  

و بينما هو يمسح آثار الشوكولاتة من على الكنبة ..
تدخل زوجته المنزل (بشعرها القصير) ..  و التي ما ان رأت ابنها يأكل الشوكولا , حتى صرخت على زوجها  .. 
-سامي !! الم اخبرك بأنه يعاني من الإسهال ! فلما الحلوى ؟!!

يبتسم زوجها سامي بلؤم :
لأنّي اخبرتك بأنني سأجعلك تعانين من مرضه هذا , في حال قصصتِ شعرك ..

زوجته بإستغراب :
-لكني عدتُ و اقنعتك البارحة , بأن شعري الطويل يضايقني بهذا الحرّ !
-هذا صحيح , لكنّي عدلت عن رأيّ .. حتى انّي اخبرتك بذلك !
تستفسر : و متى كان هذا ؟!

زوجها :
-اليوم صباحاً ! الم اتصل بك و اخبرك : (( بأن لا تفعلي ما تنوين عمله , و الاّ سأعاقب ابنك))
زوجته بإستغراب :
-لا .. انا لم اتلقّى ايّ اتصال !

زوجها بدهشة : كيف هذا ؟!
ثم نظر الى جوّاله .. فقال :
-آه ! يالَغبائي .. يبدو انني اتصلت بشخصٍ آخر !
ثم يضحك و اردف قائلاً :
-حتى انني ضخّمت صوتي , و تكلّمت بنبرةٍ لئيمة !

زوجته وهي تأخذ ابنها الى غرفته :
-اذاً عليك ان تتصل به فوراً , و تعتذر منه

زوجها و هو يرفع صوته :
-تقصدين ..اتصل بها !! حسناً , ربما معك حق .. لأنه يبدو ان المسكينة خافت منّي بالفعل..

تعود زوجته من الغرفة بسرعة(و بإرتباك) : 
-لا !! لا تتصلّ بها .. اقصد ... لا اظنه سيحصل ايّ ضررّ من هكذا مزحة بريئة !  

فيضحك الزوج :
-يالك من امرأة غيورة ! لكن اتدري !! (و هو يضع جواله جانباً).. معك حق !! فكثرة الحلويات آلمت بطني ! آآآخ !

مكالمة مع ملاك

تأليف : امل شانوحة


مكالمة,ام,ابنة,موت,مظاهرات,علم نفس,علاج
اين انتِ يا ابنتي ؟!

في احدى الأيام .. اشترت فتاةٌ كرت جوّال مستعمل .. و ما ان فتحته (لأوّل مرة) , حتى انهالت عليها العشرات من الرسائل القديمة .. و محتواها كان حزيناً جداً .. فيبدو ان هذه السيدة تتمنّى من المستخدمة القديمة ان تعود للمنزل , و بأنها تحبها و انها مشتاقة اليها جداً .. 

فقرّرت الفتاة مسح هذه الرسائل .. لكن و قبل ان تفعل , رنّ جوّالها (للمرّة الأولى) ..فردّت عليه ..و ما ان قالت اول كلمة , حتى سمعت صوت سيدة تقول لها (بلهفةٍ شديدة)

-ابنتي , حبيبتي !! الحمد الله انك اجبتني ! ارجوك عودي الى المنزل.. اكاد اموت على فراقك .. و انا اعتذر منك ان كنت ضايقتك او قسوت عليك ..
لكن و قبل ان تجيبها , انقطع الإتصال .. 

و بعد لحظات .. عاد و رنّ جوّالها (من نفس الرقم) فأجابت الفتاة (بقلق) .. الاّ ان المتكلّم هذه المرّة كان شاباً , حيث قال لها (بإحراج و حزن) :
-اعتذر منك عن اتصال امي , فقد ظنّت أنك اختي المرحومة !
الفتاة :
-آه ! اسفة لسماع ذلك ..  لكن يبدو ان اختك توفيت منذ فترة قصيرة .. اليس كذلك ؟

الشاب يتذكّر :
-هذا صحيح ! (يتنهد بحزن) .. هل سمعت بالمظاهرة الجامعية التي توفّي بها العشرات من الطلبة , منذ شهرين تقريباً

فقالت بشفقة :
-آه , اكانت منهم ؟! 
يتذكّر (بحزن) :
-نعم للأسف ! و المشكلة ان امي لم تصدّق حتى الآن بوفاتها ! ربما لأنها تشاجرت معها ذلك النهار .. الاّ ان اختي  سامحها الله .. اصرّت على انضمام الى اصدقائها في المظاهرة , غير آبهى بتحذيراتنا جميعاً !


الفتاة : رحمها الله ..
الشاب :
-لا ادري لما اخبرك بكل هذا ..
-لا بأس .. اكمل , فأنا اسمعك

-المشكلة انني اضّطُررت لبيع خطّ المرحومة ظنّاً منّي بأن هذا في مصلحة امي , الاّ ان حالتها ازدادت سوءاً !  و رغم محاولاتي انا و اخوتي لإبعاد امي عن الهواتف , الا انها دائماً تجد الوسيلة لكي تعود و تتصل بصاحب هذا الرقم ..  (يتنهد) ....حتى انك ثالث شخص يشترى هذا الكرت , بعد ان ملّ جميع من قبلك من اتصالاتها المتكرّرة ...... لذا سامحينا ..  و حاولي ان تتجاهلي اتصالاتها..  

الفتاة تقاطعه :
-لحظة لو سمحت !!  هل صوتي يشبه صوت اختك المرحومة ؟

بارتباك :
-بصراحة نعم .. و الى حدٍ كبير !  لكن لما تسألين ؟!
-طيب اذاً سأسالك بعض الأسئلة عن عائلتك , و انا سأدوّن اجاباتك على دفتري..

يستفسر (بإستغراب) :
-عفواً !! لكن لماذا ؟!

الفتاة :
-بصراحة انا ادرس الطبّ النفسي .. و اظن ان هذه هي الطريقة الوحيدة لعلاج الوالدة !
-انا لم افهم بعد ما تنوين فعله ؟!
الفتاة :
سأخبرك لاحقاً !!  لكن اولاً اعطني رقم جوّالك الخاص

و بعد ان انتهت من تدوين جميع الإجابات ..طلبت من الشاب ان يُغلق الجوال و يعيده لأمه .. ثم يتركها على راحتها..

و فعلاً .. و بأقل من ساعة ..عادت الأم و اتصلت بالفتاة (التي كانت تتوقّع اتصالها)
و بنبرة حزينة (و يائسة)
السيدة :
-الو ابنتي ..رجاءً اخبريني اين انت ؟

ففاجأتها الفتاة بقولها :
-امي .. امازلت غاضبةً منّي ؟ 

فانهارت الأم باكية :
-لا حبيبتي !! لا !!!  لست غاضبة منك .. لما تقولين ذلك ؟!
الفتاة :
-لأني ذهبت للمظاهرة دون اذنك ..  (ثم تتنهد بحزن) .. آه يا امي !  كم انا نادمة لعدم سماعي لكلامكِ !

فبكت الأم و اخبرتها : بأنها سامحتها و بأنها مشتاقة اليها .. 
فأخبرتها الفتاة : بأنه مسموحٌ لها في الجنة بأن تتصل بها مرّة واحدة في الشهر , و ان عليها ان تكثر من الدعاء لها .. ثم سألتها عن باقي اخوتها الأربعة و ما فعلوه بدراستهم ...... و ما ان سمعت الوالدة بتلك التفاصيل , حتى تأكّدت بأنها تتكلم فعلاً مع ابنتها ..و امتدّت المحادثة بينهما قرابة الساعة ..

و بعدها اخبرتها الفتاة : بأنها ستعاود الإتصال بها بعد شهر بنفس التوقيت , بشرط ان تهتم بصحتها و تهتم بباقي اخوتها .. و حلّفتها بأن لا تخبر احد عن حديثهما الخاص , و الاّ مُنعت من الإتصال بها .. 
فوعدتها الأم بكتمان السرّ ..
*** 

و بالفعل .. و في كل مرّة .. و قبل يوم من هذا الأتصال المنتظر ..كانت الفتاة تتصل بجوّال الشاب , لتسأله عن احوال امه ..و عن المستجدّات التي جرت في حياتهم طيلة الشهر الفائت , و من ثم تدوّن ما يقوله بدفترها .. ثم تنتظر اتصال والدته ..لتفاجئها بمعرفتها بكل ما يحصل في حياتها ..

***
و هكذا مرّت الأيام .. الى ان اتى يوم .. و تمنّى الشاب من الفتاة بأن يراها , ليشكرها على صنيعها مع والدته .. و ذلك بسبب تحسّن نفسية والدته .. 

و بالفعل !! التقيا بالجامعة .. و بعد عدّة لقاءات بينهما ... قرّر خطبتها .. و حينها فقط , التقت بوالدته لأوّل مرّة .. لكن دون ان تلاحظ الأم أي شيء .. 

و بعد الزواج ..قرّرت الفتاة ان تُبقي على اتصالاتها الشهرية مع حماتها , على ان تغير صوتها معها بجوالها الجديد .. و تعاهدت مع زوجها على كتمان هذا السرّ .... 

***
و بعد سنة .. اصبحت الفتاة حاملاً بشهرها السابع .. 
و في احدى الليالي ..  ايقظها زوجها (فزعاً) و قال : بأن امه تحتضر في المستشفى .. 

فذهبا لزيارتها .. و عندما دخلت هي و زوجها لعند امه .. طلبت حماتها منها بأن تعدها : ان تُسمي طفلتها بإسم عمتها المتوفية ..فوافقت الفتاة على الفور .. 

لكن فجأة !! اشتدت عليها آلام الإحتضار.. فأسرعت الفتاة للخارج لتطلب الطبيب ..

و هنا امسكت الأم بيد ابنها (الحزين) ..و قالت له (و هي تبتسم بتعب) 

الأم (حماتها) :
-ابني !! اشكر زوجتك عنّي على حيلتها العبقرية ! و قلّ لها : بأني سأخبر اختك المرحومة عن مكالماتنا السرّية ..

فتفاجىء ابنها و سألها : 
-و منذ متى و انت تعلمين بأنها هي ..

لكن امه كانت قد فارقت الحياة..

عزة نفس

تأليف : امل شانوحة

حب,عزة نفس,طبيب,ولادة,مصعد
اين هو ذلك الطبيب ؟

عندما انهت الفتاة يومها في معهد التفصيل , ذهبت الى المستشفى لأخذ نتيجة تحاليل امها من الطابق الرابع ..و كان معها في ذلك المصعد : امرأة (يبدو عليها الآلام المخاض) , و طبيبٌ شاب ..

و ما ان وصل المصعد الى الطابق الثاني , حتى توقف فجأة .. فصرخت المرأة الحامل (بخوف) 
-لا ليس الآن !! فأنا على وشك الولادة !

وصار الجميع يطالب بتصليح المصعد ..  
لكن مسؤول المصاعد صرخ (من خلف الأبواب) : 
-لماذا صعدّتم بهذا المصعد بالذات ؟! الم تقرأوا الورقة المكتوبة عليه : بأنه معطّل !

فنظرت الحامل و الطبيب الى الفتاة (بغضب) لأنها كانت اول الواصلين , و هي من فتحت الباب لهما .. 

الفتاة بإحراج : 
-كنت انظر الى جوالي , و فتحت الباب .. فلم انتبه على وجود تلك الورقة ! انا آسفة حقاً !

لكن لم يكن هناك وقتٌ ليغضبا منها , فقد بدأ موعد الولادة فعلاً ..  فصرخ الطبيب على المسؤول (من خلف الباب).. 
-حاول ان تصلح العطل فوراً .. فمعنا امرأة في حالة وضع !!

فأجابه مسؤول المصاعد :
-سأحاول !! لكني احتاج لبعض الوقت .. لذا عليك التصرّف يا دكتور !!!

فما كان على الطبيب الاّ ان بدأ اجراءات الولادة ..
و قال للسيدة (بقلق) :
-انا محمد .. (يتنهد).. مع اني طبيب عظام ! الا انني سأفعل كل ما يلزم لأساعدك سيدتي

ثم طلب من الفتاة ان تساعده ايضاً , لكنها رفضت لأنها كانت خائفة جداً , فهي لا تعلم ايّ شيء عن الولادة ..الاّ انه صرخ في وجهها ..قائلاً (بغضب) 

الطبيب : ان ما حدث لنا كان بسبب خطأك !  و الآن محجوزين معاً , فعليكِ مساعدتي فوراً !!

فحاولت مساعدته قدر الإمكان (و هي تمسح دموعها , و تترجف بخوف)..  كما انها تحمّلت صراخ المرأة المرعب ..و بالفعل تمّت الولادة على خير .. و حمل الطبيب الطفل , بعد ان وضعه على ردائه .. ثم قطع الحبل السري بالمقص (الذي كان في حقيبة الفتاة) 

ثم طالبها بحمل الطفل .. لكن الفتاة رفضت ذلك (و برعبٍ شديد) .. فما كان منه الاّ ان وضع الطفل في حضنها (دون ان يأبه برفضها).. و اكمل عمله مع المرأة (الغائبة عن الوعي) ..  

و بعد لحظات .. تم اصلاح العطل و خرجوا من المصعد .. و وُضعت المرأة على الحمّالة و بجانبها طفلها ... ثم اقتربت  الممرضة من الفتاة , و دلّتها على مكان لتغسل يديها (الملطّختان بالدم) .. و عندما خرجت من هناك , وجدت الطبيب في انتظارها , فنادها

الطبيب: لحظة يا آنسة !! لا تذهبي
الفتاة بغضب :
-لا يحق لك ابداً ان تصرخ بوجهي !!

فأجابها بإحراج :
-كان عليّ فعل ذلك .. لأنه بدى عليك و كأنك ستنهارين من الخوف ..  فأردّت ان..

لكنها تركته (قبل ان يُكمل كلامه) , و اتجهت نحو الأدراج .. فعاد و ناداها

الطبيب :
-لحظة واحدة !! اريد ان اقول شيئاً مهماً
فألتفتت اليه الفتاة (بغضب) :
-و ماذا تريد ايضاً ؟!!

الطبيب بإبتسامة :
-اريد رقم هاتف منزلكم .. فمن يدري ؟ ربما تعطّل هذا المصعد لم يكن صدفةً !

لكنها فاجئته بردّها السريع و القاسي 
-لا !! لا يوجد نصيب !

ثم خرجت بسرعة من المستشفى .. تاركةً الطبيب في حيرةٍ و حزن .. 
***

ثم مرّت السنين ..و تقدّم لخطبة هذه الفتاة عدّة عرسان ..لكنها رفضت , لأنها علمت متأخرة بأن قلبها تعلّق بذلك الطبيب .. و بالرغم انها تعرف مكان عمله , و هو لا يعرف ايّ شيئاً عنها و لا حتى اسمها .. الاّ ان عزة نفسها منعتها من الذهاب الى هناك ..  

و في احدى الأيام ..اضّطرت امها للقيام بعملية في نفس هذه المستشفى ..  و بعد العملية , تركت الفتاة امها لترتاح قليلاً .. ثم ذهبت لتسأل عن ذلك الطبيب , الذي لم تره منذ اربع سنين .. 

و بالفعل استطاعت معرفة مكان عيادته .. فصعدت الى الطابق السادس ..  و اقتربت من السكرتيرة , و سألتها عن الطبيب محمد دكتور العظام ..  ففاجأتها بالقول

السكرتيرة :
-عندنا طبيبان بهذا الأختصاص , و بنفس الإسم ..  لكن احدهم للأسف , توفيّ الأسبوع الفائت بحادث سيارة .. اما الآخر فهو قادمٌ الى عيادته بعد قليل

فانتظرت في عيادته و قلبها يدقّ بسرعة .. ثم سمعت السكرتيرة و هي تقول لها 
-هآقد وصل الدكتور محمد !!

لتتفاجىء الفتاة بأنه رجلٌ في الستين من عمره 

الأربعاء، 27 يوليو 2016

القطة السوداء

تأليف : امل شانوحة

رعب,جن,قطة,سوداء,موت,سحر,اتفاق
وجدت قطة سوداء قربها فجأة !

في منتصف الليل .. خرجت فتاةٌ الى شرفة منزلها في الطابق الخامس و هي تبكي , بعد ان اخبرها خطيبها بالهاتف عن فسخه للخطوبة التي دامت بينهما لأكثر من عام , و من دون ان يذكر لها اسباباً واضحة .. 

و بينهما هي تفكّر كيف ستخبر اهلها بهذا الخبر .. نظرت الى الشارع لترى هناك , قطة في غاية السواد .. فتذكرت ما قرأته قديماً عن الجن ..

فقالت (و هي تحدّث نفسها) : 
-اذا كنت ايتها القطة جنيةً حقيقية , فانظري اليّ 

و فوراً دبّ الرعب بقلب الفتاة , عندما نظرت اليها بالفعل ! لكنها تجمّدت في مكانها , بعد ان رأت القطة و هي تقفز بسرعة خيالية من مكانٍ لآخر .. حتى وقفت على حافة الشرفة بمواجهة الفتاة , التي كاد ان يغمى عليها من هول الصدمة .. 

لكن المفاجآت لم تنتهي هنا , فقد تكلّمت معها القطة و قالت :  
-لا تخافي ... أنا جنّية , و جئت لأنفّذ طلباتك !!

الفتاة برعب :
-ليس لديّ اي طلبات .. رجاءً ارحلي !!
القطة :
-احقاً !! يعني الا تريدين الإنتقام مثلاً من خطيبك , الذي تركك لأجل فتاةٍ اخرى

وهنا تبدّل خوف الفتاة الى غضب , و سألتها : 
 -الهذا السبب تركني ؟!
القطة : نعم .. و القرار يعود اليك 

و هنا انفجرت الفتاة غاضبة , و قالت دون تفكير ..  
-اذاً اريده ان يختفي تماماً عن الوجود !!

و ما ان انهت جملتها , حتى اختفت القطة ! فسقطت الفتاة من الخوف .. و ركضت الى غرفتها , بعد ان اقفلت الباب عليها.. و لم تستطع النوم الاّ مع تباشير الصباح  

و عندما استيقظت ظهراً.. وجدت امها تجلس على حافّة سريرها (بوجهٍ حزين).. فسألتها (بقلق)
-ماذا هناك امي ؟!

فأمسكت امها بيدها , و قالت (بحزن) :
-للأسف ابنتي .. وصلنا خبرٌ سيء قبل قليل ..  (تتنهد).. لقد حصل لخطيبك حادث و هو في طريقه الى عمله
فسألتها ابنتها (برعب) : 
-و كيف حاله الآن ؟َ! 

امها بقهر :
-علينا طلب الرحمة و المغفرة له !
و هنا انهارت الفتاة تماماً من الصدمة .. 
***

و بعد ايام من انتهاء العزاء .. 
جلست الفتاة على شرفة منزلها , تتذكّر خطيبها و هي تبكي ..  

و لكن فجأة !! تظهر لها نفس القطة السوداء , و هي تقف عند الحافة .. و هنا انفجرت الفتاة غاضبةً منها .. 
-انا لم اطلب منك ان تقتليه !! فهو مازال حبي الوحيد ..

القطة : لا يهمني , فقد نفذت اوامرك .. و حان الوقت لكيّ تدفعي دينك لي !! 
فاستفسرت الفتاة بقلق : 
-ماذا تقصدين ؟! 

القطة :
-انا سآتي اليك مساء الغد , و سأخبرك عن احدِ الأشخاص .. و عليك انتِ ان تدبري له طريقة لتؤذيه , امّا بذهابك لعند السحرة , او بطريقة اخرى.. لا يهم

الفتاة بإستهزاء : 
-يا سلام !  و من قال لك بأني احب اذيّة الناس !
القطة : انا لا اطلب منك ..انا آمرك !! فهذا هو ثمن استخدام الجنّ

الفتاة بقلقٍ بالغ : 
-و ان لم افعل ؟!

القطة بنبرة تهديد :
-اذاً لن يكون خطيبك هو الوحيد الذي ستخسرينه !!

ثم اختفت القطة فجأة !! تاركةً الفتاة غارقة بهمٍ كبير  

العالم الأخضر

تأليف : امل شانوحة

جن,قرين,مرآة,عالم,اخضر,خوف
علقت داخل المرآة

في يومٍ بارد , انقطعت الكهرباء في منتصف الليل ..و عرفت ليلى بذلك رغم انها كانت غارقة في النوم , بسبب انطفاء مدفأتها .. فقامت ليلى من فراشها الدافىء لتُضيء بعض الشمعات في ارجاء البيت , في حال استيقظ والدها العجوز من نومه ليلاً .. 

و بعد ان انهت عملها , عادت لغرفتها .. لكن ما ان فتحت غرفتها ..حتى رأت و كأن هواء الغرفة تلوّن  باللون الأخضر ! فنظرت خلفها لتفاجىء بأن بيتها كلّه صار بنفس اللون .. 

فأسرعت لغرفة والدها لتجده نائماً , و امامه شخصٌ يشبهه يجلس بقربه و هو يراقبه .. و عندما رآها , دخل بسرعة الى جسد والدها 

فارتعبت ليلى و اسرعت لتخرج من بيتها .. لكن كل شيءٍ انقلب فجأة.. فالباب الخارجي اصبح خلفها , و كذلك الغرف تبدّلت اماكنها .. فصارت تصرخ بكل قوتها , لكن كأن هذا الهواء لا ينقل ذبذبات الصوت , فأحسّت و كأنها في اعماق البحر.. 

فعادت الى غرفتها لتبحث عن جوالها , فربما تتصل بأحدٍ ينقذها .. لكنها وجدت في غرفتها فتاة تُشبهها تماماً , و هي تنام على سريرها .. فأقتربت ليلى منها و صارت تهزّها (بغضب) 
-من انتِ ؟! ابتعدي عن سريري !! و اخرجي من غرفتي ..هيا !!

و هنا تسمع صوت والدها يناديها :
-ليلى !!! 
و هنا استيقظت ليلى من منامها , لترى والدها عند الباب يقول لها :
-ما بك ؟! لماذا كنتِ تصرخين ؟!

فتقول و هي مازالت مرتعبة :
-ياه يا ابي !! لقد كان مناماً مرعباً ! جيد انك ايقظتني منه
-لا بأس ابنتي , كان كابوساً و انتهى .. هيا جهزي نفسك , لكي اوصلك الى عملك

و في مكانٍ آخر .. كانت ليلى ماتزال عالقة في نفس الغرفة الخضراء , و هي تشاهد والدها يتكلّم مع شبيهتها .. 

فصارت تصرخ (بخوف)
ليلى : ابي !! هذه ليست انا ! انا عالقةٌ هنا !! ارجوك انتبه !! لا تذهب معها .. ستُؤذيك !

و في غرفتها .. اقتربت هذه الشبيهة و نظرت في المرآة , لتتلاقى عيناها مع عينا ليلى (العالقة خلف المرآة) .. ثم تقول لها (بإبتسامة ماكرة) 

الشبيهة : بصراحة يا ليلى .. مللتُ من كوني فقط قرينتك ! فقرّرت تبادل الأدوار

فتطرق ليلى من خلف المرآة (بغضب) :
-اخرجيني من هنا .. فوراً !! و ايّاكِ ان تؤذي اهلي !!

قرينتها بنظرة لئيمة :
-و لما لا ؟ الم يحنّ الوقت لكيّ يرى الجميع جانبك السيء !  

ثم ضحكت (ضحكةٍ ساخرة) .. تاركةً ليلى و هي تصرخ (خلف المرآة) بأعلى صوتها , لكن دون ان يسمعها احد !

الملاهي الملعونة

تأليف : امل شانوحة

ملاهي,مهجورة,مخيفة,عائلة,اشباح
ملاهي مخيفة

في رحلةٍ عائلية نحو الجبل ... قرّر الأب اتخاذ طريقاً مختصراً .. لم يكن قد استخدمه من قبل , للوصول الى جهته المطلوبة .. و هناك ..لاحظ ابنه طريقاً فرعي يؤدي الى مدينة الملاهي .. و رغم ان الأب اراد الوصول الى مكانٍ آخر ..الاّ ان اصرار ابنه و ابنته الصغيرين , جعله ينحرف بقيادته الى هناك .. 

و ما ان توقفت السيارة ..حتى ركض ولداه الى داخل الملاهي المكتظّة بالناس .. فتفاجىء الوالد بزحمة الملاهي , لأن المنطقة كانت هادئة قبل قليل ! لكنه اسرع هو و زوجته للحاق بأولادهم , قبل ان يضيعا بالزحام..  

و في الداخل .. سمعت الأم ابنها يناديها (و هو يعتلي كرسي لعبة الأميرة) .. و يقول : بأنه اشترى لها التذكرة .. فأسرعت و ركبت معه .. اما الأب فقد اشترى الحلوى لإبنته , بعد اصرارها على ذلك ... و جلس هو على احدِ المقاعد , ليشاهد عائلته و هي تمرح 
و بعد قليل .. سقطت بعض الحلوى من ابنته , فانحنت لإلتقاطها ..  فناداها ابوها (من بعيد) : بأن تتركها لأنها تلوثت .. لكنه تفاجىء بأنه عندما انحنت ابنته , مرّ رأسها من خلال جسد احدِ المارّة ..  
فصرخ الأب (برعب) : اشباح !!! 

لكن ابنته لم تسمعه , بل ظلّت تأكل الحلوى و هي تراقب الألعاب الدائرة.. فأسرع الأب اليها .. و أرتعب اكثر حين رأى , أن الحلوى التي تأكلها مليئة بالعناكب السوداء .. و بسرعة حاول ان يرمي الحلوى بعيداً عن ابنته , الاّ ان يده مرّت من خلال الحلوى الخيالية ..فأمسك ابنته , الاّ ان يده ايضاً مرّت من خلالها ! فعرف ان ابنته تحولت بدورها لشبح 

فركض لزوجته و ابنه , اللذان كانا يركبان احدى الألعاب الدوّارة ..و رغم انه صرخ بأعلى صوته , الاّ انهما لم يسمعانه ..فأسرع نحو العامل ليوقف اللعبة , لكنه ايضاً لم يسمعه ..فدخل الأب ليطفأ اللعبة بنفسه , فلاحظ ان يده اخترقت جسد العامل ..فعرف ان هذه الملاهي هي بالحقيقة : مدينة للأشباح ! 

و رغم انه حاول جاهداً ان يوقف اللعبة , الاّ انه لم يستطع ..و حتى عائلته يبدو انهم اصبحوا في عالمٍ آخر .. 

فقرّر الهرب و النجاة بنفسه , الاّ انه لم يجد سيارته خارج الملاهي .. بلّ كان الظلام قد حلّ في الخارج , بينما الملاهي خلفه مازال الوقت فيها نهاراً .. و قد امتلأت بضحكات الأطفال الوهميّن .. 

و بعد عدّة محاولات للخروج من تلك المنطقة , الاّ ان كل الطرقات التي سلكها كانت تعيده مجدداً الى الملاهي , و كأنه دخل في متاهةٍ لا نهاية لها ! 

و بعد ساعات من المحاولات الفاشلة , قرّر الأب يائساً العودة من جديد الى الملاهي .. ليتفاجىء بأن اللعبة الدوّارة قد توقفت , و بأن زوجته و ابنه و حتى ابنته التي انضمّت اليهما ينادوه جميعاً للركوب بجانبهم .. 

فركب معهم مرغماً , ثم دارت اللعبة من جديد .. 
و ماهي الا لحظات , حتى علت ضحكات الأب مع عائلته .. 

اما في خارج الملاهي فالوقت كان مايزال نهاراً , حتى ان سيارة العائلة ما تزال في مكانها و التي كانت مركونة بجانب ملاهيٍ قديمة (و مهجورةً تماماً) .. 

لكن فجأة !! تتحرّك هذه السيارة لوحدها , لكيّ ترمي بنفسها نحو الوادي الذي امتلىء بالسيارات الأخرى المحطّمة ! 

جنّ الجبل

تأليف : امل شانوحة

جن,قصر,جبل,دين,ارواح,ورثة
قصر مهجور فوق الجبل

على قمّة جبل في بلدٍ عربي , بُنيَّ قصرٌ كبير لم يسكنه احد ..مما حدا بفضول زائر (الى تلك المنطقة) ان يصل الى القصر ..و لكن تحذيرات سكان المنطقة له , بأنه قصرٌ مسكون لا يُقرب منه ..

و لكن اصرار هذا السائح اوصله الى معرفة مصدر المال (الذي بُنيّ به هذا القصر) .. و الى الوريث الوحيد له .. و اخبره برغبته لشرائه .. فأسرع بطلب مبلغٍ زهيد مقابل هذا القصر الضخم (و هو متفاجىء برغبة ايّ احد بشراء هذا المكان المخيف و المسكون) 
و بعد ان اشتراه السائح ..و قبل ان يدخل الى قصره , ذهب ليسأل الناس ان كان هناك من يعرف الجدّ الأكبر (ايّ باني  هذا الصرح العظيم) .. فدلّوه على رجلٍ عجوز , الذي ما لبث ان انهال على هذا الجدّ بالسبّ و اللعنّ فور نطق السائح بإسمه .. فسأله (بإستغراب) : عن سرّ حقده و غضبه الشديد عليه ؟! 

فأخبره : بأنه كان صديقه , و قد اعطاه كل ما يملك من المال بغرض التجارة ..لكن الأخير اخذ المال لبناء قصره , و مات قبل ان يردّه اليه .. و عندما ذهب هذا الدائن الى ابن المرحوم , رفض الأخير اعطائه المال , بحجّة عدم اثبات ذلك , و بأن والده لم يخبره شيئاً عن هذا الدين .. 

فسأله السائح : و كم كان يساوي قيمة دينك وقتها ؟ 
فقال العجوز : كنت استطيع به ان اشتري احدى الجرّارات المستخدمة للزراعة .. و لو كنت فعلت , لما شقينا انا و احفادي في ارضنا كلّ هذه السنين .... 

فأخرج السائح دفتر شيكاته , و اعطاه ما يساوي قيمة جرارٍ كبير بهذه الأيام .. و قال له : بأن لديه شرطاً واحداً , و هو ان يأتي معه الى القصر الكبير , و يصرخ فيه بأعلى صوته : بأنه قد سامح صديقه على فعلته .. 

***
و بالفعل في اليوم التالي , و فور حصول العجوز على المال من البنك ..  ذهب مع السائح , و صرخ داخل القصر : 
-بأن يا فلان !! لقد حصلت اخيراً على حقّي !! لذلك اسامحك دنيا و آخرة !! 
و على الفور ! سكتت الأصوات المرعبة التي كانت تصدر من داخله  
***

و بعد شهر .. نام هذا السائح في قصره لأوّل مرّة (بعد ان اجرى فيه بعض التعديلات) .. و ليلتها رأى في منامه : 

(( رجلٌ عجوز , قال له بعد السلام : بأن روحه علقت في هذا القصر لخمسين سنة .. و كلّه بسبب هذا الدين .. فما كان منه الاّ ان صار يصدر هذه الأصوات المرعبة , لكيّ يُذكّر اولاده او احفاده به .. فربما يسألون و يعرفون بأمر الدين و يدفعونه .. ثم قال له : لكن بعد ان فعلت انت ذلك , فقد ارتاحت روحي , بعد ان خرجت اخيراً للبارئها .. فهنيئاً لك  بقصرك الجديد ))

الكعك الأحمر

تأليف : امل شانوحة

كعك,عرس,نساء,غيرة,الماس,حيلة
كعكة بداخلها مفاجئة !

في ذلك الصباح ..تفاجىء الموظفون (لشركة اوروبية) بعد ان قرأوا الإعلان (الذي وضعه المدير) .. و الذي يبشّرهم فيه : بأنه ينوي تزويج كل المخطوبين في شركاته الثلاثة بحفلٍ جماعيٍ كبير , و على حسابه الخاص .. و استغرابهم كان بسبب معرفتهم جميعاً بكراهية هذا المدير (الأربعيني) الشديدة للنساء .. 

لكن بالفعل و في نفس اليوم المحددّ .. بدأ العرس الجماعي بقاعةٍ فخمة (كان قد استأجرها لهم المدير) .. ثم تابع اهالي العرسان الثمانية مع باقي الموظفين مراسم الزواج .. و بعد ان تم عقد القران للعرسان .. علت صوت الموسيقى مترافقاً مع الرقص .. و بعد ساعة ..تغيرت نغمة الموسيقى  مع دخول الكعكة الضخمة .. 

و الغريب ان الكعكة كانت مغطاة بالكريما الحمراء !..و بعد ان استقرّت في وسط القاعة .. تكلّم المدير (بمكبّر الصوت) و قال : 
-اهنىء العرسان على هذا اليوم المميز ..  فألف مبروك للجميع !!!

و هنا علا التصفيق و الصفير .. ثم تابع كلامه
المدير : و قبل ان تقطّعوا هذا الكيك .. اريد ان اخبركم !! بأنّي وضعت بنفسي داخله خاتماً الماسياً , سعره ثلاثمائة الف دولار .. فمن تجده منكنّ ..

و قبل ان يكمل كلامه .. قفزت العرائس الى داخل الكيك .. و في ثواني .. علا الصراخ و السباب بينهنّ ..حتى انه وصل للضرب , بعد ان صرخت احداهن : بأنها وجدته ... 
لكن زوج هذه المحظوظة .. استطاع (بصعوبة) تخليص عروسته من بين باقي العرائس الغيورات .. 

فعادت العرائس جميعن لأزواجهن , بعد ان تلطّخت فساتينهم البيضاء ووجوههن باللون الأحمر .. و بعد ان تناثر الكيك  في كل ارجاء القاعة .. 

لكن بعد هذا , عمّ السكوت .. و الذي لم يخلو من نظرات التعجّب الشديد الصادرة من العرسان نحو زوجات المستقبل , بعد ان رأوا بأعينهم سوء اخلاقهنّ , هذا عدا عن الوحشية التي ظهروا بها قبل قليل .. لذلك شعرت العرائس بالحرج الشديد امام ازواجهم الجدّد و عائلاتهم .. 

لكن هذا السكوت قطعه ضحكات المدير , و هو يقول (بمكبّر الصوت) ساخراً : 
-اشكر العرائس على توضيحنّ لفكرتي ..  فالنساء فعلاً لا يهمّها سوى المال و المجوهرات..  اما للعرسان فأقول لهم : هنيئاً لكم حسن اختياركم لمصّاصات الدماء !!.. آه عفواً ! اقصد لزوجات المستقبل , و اللآتي ستتابعن الطريق معهنّ طواااااااااال حياتكم .. فمبرووكٌ لكم !!

ثم اكمل المدير طريقه الى خارج القاعة و هو مازال يضحك (ساخراً) , تاركاً العرسان في موقفٍ محرج امام الجميع

الأحد، 24 يوليو 2016

بعض اشعاري



اشعاري


  أنا و الفنّ

يلوموني على خوض غِمَارٍ              هو بالفسّاق ملئانِ

و حجّتي بأني إبنة مصلحٍ                 و ديني اركان بنياني

ايّا لائمون بعجزكم                        صار بلائهم سلوانِ !

امّا انا ..فلن يمنعني                  صمتٌ و لا خوفٌ و لا اذعانِ

و سأشعل ظلمتهم نوراً                الّهم القاصي بها و الداني

فلن تُغريني شهرةً و لا مالً          فعند الله , كلّه فاني

فرسالة فنّهم وهماً !                  و رسالتي لفنّهم , هدّامي

و مهما شرست ضبائعهم           فلن تحلّ للأُسدِ مكانِ

و سأخُطّ بالتاريخ درباً             لتغدو صحرائهم , بستاني
  


  المجدُ


  لو كان المجد بيده                      لنام اسير احلامي

و لنشرت بالشذا ورقاً                  و طبعت بالغد اختامي

 و لطرت بالهوا نغماً                  على صدى وقّع اقلامي

  و الكون تناثر اخباراً                 عصفت بالليل وجداني

  تهزّ بنفسي موقدةٌ                      حنينٌ تائهٌ سامي

  فهل يا قلبٌ لنا مجدٌ ؟!               ام أُسر المجدُ بأحلامي ؟

البستان المشبوه

تأليف : امل شانوحة

بستان, مخيف, قربان, طفل, خطف, خطط, مؤامرة

من هؤلاء المرعبين داخل البستان ؟!

بعد ان خرج جاك و مايكل من مدرستهما المتوسطة , اتفقا ان يلعبا بالكرة في الملعب القريب من منزلهما .. و قبل ان يصلا الى هناك .. توقفت سيارةٌ سوداء امامهما فجأة !! و خرج منها رجلان ضخمان مُقنّعان ,  و هجما عليهما , بعد ان وضعا القماشة (المبلولة بالمخدّر) فوق انفيهما ..  
و في ثواني ... اختفى الصبيان !

و في المساء .. استيقظ مايكل بصعوبة , ليجد نفسه مُكبّل اليدين و الرجلين  و مُكممّ الفم .. نائماً فوق ارضية من القش , في مكانٍ لا ينيره سوى قنديل الغاز , المعلّق على عمودٍ خشبي في وسط اسطبل.. 

فتلفّت مايكل من حوله (برعب) ليجد صديقه جاك مُكبّلاً مثله , و هو يبكي بخوف .. فحاول الزحف نحوه .. لكن قبل ان يصل اليه , سمع صوت قفل الباب يُفتح .. فأغمض مايكل عيناه متظاهراً بالنوم ... فدخل رجلٌ ضخم  و اقترب من صديقه جاك و حمله , و حاول المسكين الصراخ المخنوق .. لكنهما خرجا , بعد ان اقفل الباب خلفه من جديد .. 

ففتح مايكل عيناه و هو لا يصدق ما يحدث ! 
- الى اين يأخذون صديقي ؟ و ماذا يريدون منا ؟ .. .. و اين انا ؟!
و صار مايكل يتلفّت يُمنةً و يسرى و هو يبحث عن شيءٍ ينقذه , فزحف الى كل زاوية و ركن في هذا الإسطبل (بنوره الخافت) .. 

و بعد ساعة من البحث المتواصل , وجد اخيراً قطعة من الزجاج المكسور .. فمسكها بيده (المقيدة خلف ظهره)  و صار يحاول بها قطع الحبل ..و قد استطاع بعد مدة ان يفك قيد يديه , بعد ان جرح نفسه عدة مرات ..و قبل ان يزيل الرباط عن فمه .. سمع صوت بكاء صديقه يقترب من الإسطبل .. فعاد بسرعة الى مكانه , و وضع يديه خلف ظهره (متظاهراً بأنه مازال مُقيداً) ..و اخفى قطعة الزجاج في جيبه , علّها تحميه من ذلك الوحش !
و عاد الصبي جاك (الغير مُقيد) و الرجل الضخم من خلفه , يدفعه بقسوة الى الداخل 
- هيا ادخل !! و ايّاك ان تُخبره بشيء ... افهمت !!
ثم اقفل الباب من جديد..

فتكوّر جاك بزاوية الإسطبل بعد ان اخفى وجهه بين ارجله , و صار يبكي بقهر !
فأسرع مايكل و فكّ قدميه و رباط فمه , و ركض ناحية صديقه..  و سأله بفزع :
- جاك !! جاك مالذي حصل ؟ .. ماذا فعلوا بك ؟!
- ابتعد عني !!
قالها و هو مازال يخفي وجهه بين يديه , و يرتجف بشدة
- ارجوك جاك اخبرني!! ..... حسناً لا بأس , اهدأ قليلاً ! .. و دعنا نفكر بطريقة للهرب من هنا.. 
- اهرب وحدك .. ...فأنا اريد الموت !!
- ماهذا الكلام .. انظر !! الجوال مازال معي .. فهم لم يفتشوني جيداً .. سأتصل بأبي

و بعد قليل..
- لا !!! اللعنة , لا يوجد تغطية هنا
و اعاد مايكل جواله في جيبه
- اسمع !! اعدك بأن نعود كلانا للمنزل .. اقسم لك !! لكن علينا اولاً ....لحظة اسمعت ؟!.. هناك احدٌ قادم الينا .. سأعود و اقيد نفسي , لكني لن اشدّ الحبل ..و سأحاول الفرار .. و سنذهب سوياً..  افهمت !!

لكن جاك لم يجيبه , بل ظلّ شارداً بشكلٍ يثير القلق.. فتركه مايكل ليعود الى مكانه (بعد ان لفّ الحبل حول قدميه , و ربط القماشة حول فمه)  و اخفى قطعة الزجاج بقبضته (و يداه خلف ظهره)

و فُتح قفل الإسطبل من جديد ..و اقترب الرجل الضخم هذه المرة من مايكل , و حمله و هو يقول :
- امازلت نائماً ايها الكسول ؟! هيا افق !! فأمامك حفلة طويلة ..  اليس كذلك يا جاك ؟
و جاك يحاول ان يحشر نفسه بالزاوية , برعبٍ شديد !

و هنا !! فاجأ مايكل الرجل بجرح رقبته بالزجاج بحدّة , فصرخ الرجل بألم !! و اسقط مايكل من يده ..و الذي بدوره اسرع لفك رباط رجله و فمه , ثم ركض ناحية صديقه و نزعه من مكانه نزعاً , حتى خرجا من الإسطبل .. و الرجل الضخم يلاحقهما , و هو يضغط بيده على جرح رقبته (الذي كان ينزف بغزارة) 
و صار الولدان يجوبان الطرقات الوعرة داخل الغابة المظلمة بهلعٍ شديد.. 

و يبدو ان الرجل الضخم لم يرد اعلام احداً بفشله في الحفاظ على الرهينتين الضعيفتان , لذلك فضّل اطلاق الكلاب خلفهما ..
و صار الولدان يهربان بكل قوتهما , لكن اصوات الكلاب ظلت تقترب منهم بسرعة .. لهذا لم يجد مايكل حلاً , الا ان يمسك بيد جاك و يقفزا معاً نحو البركة التي وجداها هناك .. و قد سبحا فيها لمدة , قبل ان يختفي نباح الكلاب .. و كانت البركة مظلمة بشكلٍ يثير الرعب , لا يسمع فيها الا اصوات الحشرات و نقيق الضفادع 

.. و ظلا يسبحان الى ان ظهرت انواراً من بعيد .. فاقتربا حتى شاهدا حفلاً بالهواء الطلق موجوداً بالطرف الآخر للبحيرة , و كأنها مسرحية قد صفّت امامها مقاعد للمتفرجين ..  و كان خلف الممثلين (الذين يلبسون عباءات الكهنة , بقبعاتٍ مخروطية) تمثالاً خرسانياً لبومةٍ ضخمة .. و يحملون مشاعل النار , و كأنها طقوساً دينية ! 

ثم ظهر رجلٌ بلباسٍ احمر و هو يحمل طفلاً صغيراً , ثم وضعه على مهدٍ حجري.. و صار الجمهور يتلو تراتيل بلغةٍ غريبة , و بصوتٍ عالي مترافقاً مع جوقة الممثلين 

فأسرع مايكل و اخرج جواله من جيبه و صار يصوّر الحدث ,  و هو يقول :
- جيد ان جوالي ضد الماء.. لا تقلق يا جاك ..سأنشر هذا الفيديو على اليوتيوب , فور خروجنا من هنا .. و سأفضح هؤلاء الملاعين امام الجميع , لينالوا جزائهم 
ثم انتبه مايكل على رجلٍ يجلس بمكانٍ عالٍ بين المشاهدين 
- جاك ! من الذي يجلس هناك بين الجمهور ؟ اهو رئيس البلد , ام شبيهه ؟!
- بل هو !! ....فقد كنت دميته قبل قليل !
- ماذا تقصد ؟!
و قبل ان يجيب .. توقفت التراتيل فجأة !! ليريا الرجل (بلباسه الأحمر) يرفع شعلة من النار , و هو يقول بصوتٍ عالي : 
- الآهنا ابليس !! سنرسل لك هذا القربان الطاهر , و نتمنى ان تقبله منا !!

ثم يشعل النار بالطفل الذي ظلّ يتلوّى و يصرخ من الألم , وسط تصفيق الجماهير , الى ان اختفى صوته بين النيران التي التهمته!  
و كاد الصبيان ان يُغمى عليهما من هول الصدمة ! و صارا يسبحان بكل قوتهما الى الجهة الأخرى من البحيرة .. ثم انطلقا ناحية السياج الحديدي , الموجود بنهاية هذا المخيّم المخيف !
لكن ما ان اقتربا منه , حتى وجدا لافتة تقول : 
((انتبهوا !! سياجٌ مُكهرب))

فقال مايكل و هو يحاول التقاط انفاسه :
- اللعنة !! لقد علقنا !
- لا حلّ سوى ان تقفز من فوق ظهري
- ماذا تقول ؟! السياج مُكهرب , ستموت و انت مبلولاً هكذا !!
- اسمع يا مايكل !! انا لا استطيع ان اواجه اهلي , بعد الذي فعلوه بي هؤلاء ال.. (و يبكي)
- و مالذي فعلوه ؟ فأنت لم تخبرني بشيء !

و هنا !! سمعا نباح الكلاب تقترب منهما ..و قبل ان يعي مايكل ما يحدث , رأى جاك و هو ينطلق بسرعة بإتجاه السياج , و هو يقول :
- سلّم لي على اهلي !!! 
ثم رمى بجسده المبلول فوق السياج لتنطلق الشرارات الكهربائية , التي ادت لتعطيل السياج .. و احتراق جسده الصغير !

و وسط هول الصدمة (بأن صديقه توفي) الاّ ان غريزة البقاء جعلته يقفز من فوق جسده المتفحّم , نحو الشارع الموجود خارج البستان الملعون

و ظلّ مايكل لساعاتٍ طويلة يركض في الطريق المهجور الى ان خارت قواه , فسقط على الأرض مغشياً عليه 

ثم استيقظ بعد قليل في سيارة احدهم , فصرخ برعب
- الى اين تأخذني ؟!!
- اهدأ بنيّ ! انا صياد .. و كنت ذاهباً للغابة لأصطاد , و وجدتك واقعاً في وسط الشارع ! و سآخذك الآن الى المخفر , ليوصلوك لأهلك .. ...لكن اخبرني !! مالذي حصل لك ؟ و لما انت وحدك هنا , في هذا الطريق المهجور ؟!
لكن مايكل لم يجبه , بل ظلّ يبكي بمرارة , و هو يتذكّر صديقه المحترق

و في المخفر , و بعد ان استمع المحقق لكلام مايكل  .. مدّ يده , و هو يقول :  
- كلامك مرعبٌ جداً , يا ولد ! .. هيا اعطني جوالك , لأرى بنفسي
- انظر بنفسك , ما فعلوه بالطفل الصغير !
و شاهد المحقق الفيديو (بالجوال) :
- اممم ...الملاعين !!.. ايها الحارس !!!!

فأتى الحارس .. ثم همس المحقق بإذنه بضعة كلمات , سمع مايكل منها هذه الجملة :
- انه يتكلّم عن البستان البوهيمي .. ... .نعم ....حضّره حالاً 

و بعد دقائق , عاد الحارس و معه كوب الحليب الساخن
- اشرب بنيّ , و هدأ اعصابك
- انا لا اريد شيئاً !! فقط اعيدوني الى بيتي !
- لقد اتصلنا بوالدك , و هو في طريقه الينا .. هيا لا تعاند , فالحليب سيريحك

و بعد ساعة .. حاول مايكل بصعوبة فتح عيناه , ليشاهد ظلال رجلٌ  يدخل على المحقق , و الذي بدوره قفز من مكانه ليحيه بالتحية العسكرية (و هو مندهش , و سعيد برؤيته) : 
- سيدي !! أأتيت بنفسك ! كم هذا شرفٌ لي 
- دعنا من البرتوكولات و اخبرني.. اين جوال الصبي ؟
- لا تقلق سيدي ...لقد حذفت الفيديو 
- لا يهم !! اعطني جواله , و انا سأتلفه بنفسي
- كما تشاء .. تفضل !!
و سلّمه جوال جاك , الذي حاول القيام من كرسيه و هو يترنّح
- لا !! لا تتلفوا الدليل !
ثم رأى جاك وجه الشخصية المهمة .. فإذا هو : رئيس البلد !
- أأنت ؟!
فقال الرئيس لحارسه الشخصي : 
- خذه و اعيده للبستان .. فإبليس ينتظر قربانه الثاني
- لااااا !!!!

و أُخذ مايكل لمصيره المجهول ! 

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...