الخميس، 28 يوليو 2016

عزة نفس

تأليف : امل شانوحة

حب,عزة نفس,طبيب,ولادة,مصعد
اين هو ذلك الطبيب ؟

عندما انهت الفتاة يومها في معهد التفصيل , ذهبت الى المستشفى لأخذ نتيجة تحاليل امها من الطابق الرابع ..و كان معها في ذلك المصعد : امرأة (يبدو عليها الآلام المخاض) , و طبيبٌ شاب ..

و ما ان وصل المصعد الى الطابق الثاني , حتى توقف فجأة .. فصرخت المرأة الحامل (بخوف) 
-لا ليس الآن !! فأنا على وشك الولادة !

وصار الجميع يطالب بتصليح المصعد ..  
لكن مسؤول المصاعد صرخ (من خلف الأبواب) : 
-لماذا صعدّتم بهذا المصعد بالذات ؟! الم تقرأوا الورقة المكتوبة عليه : بأنه معطّل !

فنظرت الحامل و الطبيب الى الفتاة (بغضب) لأنها كانت اول الواصلين , و هي من فتحت الباب لهما .. 

الفتاة بإحراج : 
-كنت انظر الى جوالي , و فتحت الباب .. فلم انتبه على وجود تلك الورقة ! انا آسفة حقاً !

لكن لم يكن هناك وقتٌ ليغضبا منها , فقد بدأ موعد الولادة فعلاً ..  فصرخ الطبيب على المسؤول (من خلف الباب).. 
-حاول ان تصلح العطل فوراً .. فمعنا امرأة في حالة وضع !!

فأجابه مسؤول المصاعد :
-سأحاول !! لكني احتاج لبعض الوقت .. لذا عليك التصرّف يا دكتور !!!

فما كان على الطبيب الاّ ان بدأ اجراءات الولادة ..
و قال للسيدة (بقلق) :
-انا محمد .. (يتنهد).. مع اني طبيب عظام ! الا انني سأفعل كل ما يلزم لأساعدك سيدتي

ثم طلب من الفتاة ان تساعده ايضاً , لكنها رفضت لأنها كانت خائفة جداً , فهي لا تعلم ايّ شيء عن الولادة ..الاّ انه صرخ في وجهها ..قائلاً (بغضب) 

الطبيب : ان ما حدث لنا كان بسبب خطأك !  و الآن محجوزين معاً , فعليكِ مساعدتي فوراً !!

فحاولت مساعدته قدر الإمكان (و هي تمسح دموعها , و تترجف بخوف)..  كما انها تحمّلت صراخ المرأة المرعب ..و بالفعل تمّت الولادة على خير .. و حمل الطبيب الطفل , بعد ان وضعه على ردائه .. ثم قطع الحبل السري بالمقص (الذي كان في حقيبة الفتاة) 

ثم طالبها بحمل الطفل .. لكن الفتاة رفضت ذلك (و برعبٍ شديد) .. فما كان منه الاّ ان وضع الطفل في حضنها (دون ان يأبه برفضها).. و اكمل عمله مع المرأة (الغائبة عن الوعي) ..  

و بعد لحظات .. تم اصلاح العطل و خرجوا من المصعد .. و وُضعت المرأة على الحمّالة و بجانبها طفلها ... ثم اقتربت  الممرضة من الفتاة , و دلّتها على مكان لتغسل يديها (الملطّختان بالدم) .. و عندما خرجت من هناك , وجدت الطبيب في انتظارها , فنادها

الطبيب: لحظة يا آنسة !! لا تذهبي
الفتاة بغضب :
-لا يحق لك ابداً ان تصرخ بوجهي !!

فأجابها بإحراج :
-كان عليّ فعل ذلك .. لأنه بدى عليك و كأنك ستنهارين من الخوف ..  فأردّت ان..

لكنها تركته (قبل ان يُكمل كلامه) , و اتجهت نحو الأدراج .. فعاد و ناداها

الطبيب :
-لحظة واحدة !! اريد ان اقول شيئاً مهماً
فألتفتت اليه الفتاة (بغضب) :
-و ماذا تريد ايضاً ؟!!

الطبيب بإبتسامة :
-اريد رقم هاتف منزلكم .. فمن يدري ؟ ربما تعطّل هذا المصعد لم يكن صدفةً !

لكنها فاجئته بردّها السريع و القاسي 
-لا !! لا يوجد نصيب !

ثم خرجت بسرعة من المستشفى .. تاركةً الطبيب في حيرةٍ و حزن .. 
***

ثم مرّت السنين ..و تقدّم لخطبة هذه الفتاة عدّة عرسان ..لكنها رفضت , لأنها علمت متأخرة بأن قلبها تعلّق بذلك الطبيب .. و بالرغم انها تعرف مكان عمله , و هو لا يعرف ايّ شيئاً عنها و لا حتى اسمها .. الاّ ان عزة نفسها منعتها من الذهاب الى هناك ..  

و في احدى الأيام ..اضّطرت امها للقيام بعملية في نفس هذه المستشفى ..  و بعد العملية , تركت الفتاة امها لترتاح قليلاً .. ثم ذهبت لتسأل عن ذلك الطبيب , الذي لم تره منذ اربع سنين .. 

و بالفعل استطاعت معرفة مكان عيادته .. فصعدت الى الطابق السادس ..  و اقتربت من السكرتيرة , و سألتها عن الطبيب محمد دكتور العظام ..  ففاجأتها بالقول

السكرتيرة :
-عندنا طبيبان بهذا الأختصاص , و بنفس الإسم ..  لكن احدهم للأسف , توفيّ الأسبوع الفائت بحادث سيارة .. اما الآخر فهو قادمٌ الى عيادته بعد قليل

فانتظرت في عيادته و قلبها يدقّ بسرعة .. ثم سمعت السكرتيرة و هي تقول لها 
-هآقد وصل الدكتور محمد !!

لتتفاجىء الفتاة بأنه رجلٌ في الستين من عمره 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لقاءٌ ساحر (الجزء الأخير)

تأليف : الأستاذ عاصم تنسيق : امل شانوحة  رابط الجزء الأول من القصة : https://www.lonlywriter.com/2024/10/blog-post_4.html مفتاح الحرّية بعد ...