فكرة : أختي أسمى
كتابة : أمل شانوحة
حبٌ لا يعرف المستحيل
في ريف إنجلترا ، بالقرن 18 .. دخل محامي السير إدوارد الى مكتبه في القصر ومعه الصحيفة :
- سيدي ، مقالتك الأخيرة أثارت حفيظة نساء من الطبقة المخمليّة في الدولة
فردّ الكاتب إدوارد بلا مبالاة ، وهو مازال يطبع على الآلة الكاتبة :
- منذ متى يهمّني رأيهنّ
- لكن سيدي..
الكاتب مقاطعاً بلؤم : سأحرص على إغضابهن أكثر في مقالتي القادمة
***
بعد اسبوع .. طرقت امرأةٌ فقيرة صهباء الباب الخلفي لقصر الكاتب ، فخرج كبير الخدم ليسألها :
- ماذا تريدين ؟
- اريد العمل لديكم كخادمة ، لأصرف على والدايّ العاجزين ..
رئيس الخدم مقاطعاً : لا اريد قصة حياتك ، هل تجيدين الطبخ ؟
- نعم سيدي
فقبل بتوظيفها ، لأن معظم خدم القصر من كبار السن الذين خدموا والديّ إدوارد المتوفيين ..
لتبدأ الخادمة صوفيا على الفور بتنظيف الطّوابق العليا بالقصر ، مما أثار غيرة الخادمات القدامى لجمالها ونشاطها الملفتين !
***
بعد أسابيع .. تفاجأ الكاتب إدوارد بوردةٍ حمراء فوق مكتبه ! فرماها في سلّة النفايات بامتعاضٍ واشمئزاز ..
ثم تكرّر الأمر كل صباح ، مما أثار غضبه .. فنادى رئيس خدمه الذي سأل بدوره بقية الخدم ، دون معرفته الفاعل ..
ثم توقفت الورود لفترة .. قبل أن تظهر ثانيةً فوق مكتب السيد ، لكن هذه المرة مُرفقة بقصاصة ورق مكتوباً عليها بيتين من الغزل المحترم !
ورغم ضيق إدوارد من هذه التصرّفات الطائشة ، إلّا أنه أُعجب بالشعر الذي لم يسمعه من قبل ، وكأنه أُلّف خصيصاً له !
فصار يحتفظ بقصاصات الشعر في درج مكتبه ، ويشمّ الوردة لثواني قبل رميها في القمامة
***
بعد أيام .. وضع الوردة لأول مرة في كأس الماء الموجود امامه ، وتابع طباعة مقاله على الآلة الكاتبة ..
فدخلت الخادمة الجديدة لإعطائه كوب القهوة .. فانتبه إدوارد على ابتسامتها ، فسألها بتهكّم :
- مالذي يسعدك هكذا ؟!
- لا شيء ..
وقبل خروج صوفيا من مكتبه ، قالت بشكلٍ سريع :
- وردةٌ جميلة
وأقفلت الباب ، قبل استفهامه عمّا تقصده !
***
وفي أحد الأيام .. وبينما صوفيا تنشر الغسيل في الحديقة الخلفية ، سمعت صراخاً غاضباً للسيّد إدوارد !
فتوجهت نحو الحديقة الأماميّة .. لتجد الخدم مُتجمعين حوله ، لمشاهدة عقابه لعبده الذي أهمل عمله في مزرعته ..
لكن قبل أن يجلده ، فاجأت صوفيا الجميع بإمساك يده وهي تقول :
- سيُحسن العمل في المرة القادمة ، لا داعي لتعذيب الفتى
مما أغضب إدوارد كثيراً ، فأمر رئيس خدمه :
- جهّز هذه الخادمة الحمقاء للجلد !!
فقالت له :
- وأنا موافقة بأن أُجلد بدل العامل ، لكن وحدنا بعيداً عن أعين الشامتين
فذُهل عاملي القصر ، بمن فيهم السيّد من طلبها الجريء !
فشدّها من يدها ، لإدخالها مكتبه وجلدها هناك ..
بينما أسرع العبد اليافع الى الحقل ، قبل أن يغيّر السيّد رأيه .. ونزلت الخادمات الى المطبخ بأمرٍ من رئيسهم ، في انتظار عودة صوفيا باكية ومتألّمة إليهن !
***
في المكتب .. طلب منها الإنحناء لجلدها ، فتقدّمت نحوه لتهمس في إذنه :
- انا صاحبة الورود الحمراء ، هل أعجبك شِعري ؟
فسقط السّوط من يده !
واستغلّت ذهوله ، للخروج سالمة من مكتبه ..
***
وحين نزلت الى المطبخ ، تجمّعت حولها الخادمات وهنّ يسألنها باستغراب:
- كيف عُدّت بهذه السرعة ؟!
فأجابت بابتسامة : السيّد لن يؤذي حبيبته
فعاتبتها كبيرتهن :
- إخرسي قبل أن يسمعك رئيسنا ، وتكون عاقبتك وخيمة
فاقتربت منها وهي تقول بثقة :
- بل ستشهدنّ قريباً مراسم عرسنا
وعادت الى غرفتها ، تاركةً الخدم يتحدثنّ عن طموحها الجنونيّ الذي سيودي بحياتها !
***
بعد تلك الحادثة ، إختفت الورود من جديد !
وفي أحد الأيام .. وبينما إدوارد مجتمعاً مع رفاقه الكتّاب في القهوة ، لمناقشة مقاله الأخير الذي أغضب النساء في جميع أنحاء إنجلترا بعد وصفهنّ : بالرخيصات والإستغلاليات اللآتي يبعن كل شيء حتى شرفهن لأجل المال ..
وأثناء عتاب زملائه على كلامه القاسي ، إنتبه إدوارد لوجود ورقة في جيبه !
فابتعد عنهم لقراءتها ، ليجد فيها :
((حتى التوائم لا تتشابه بالطّباع ، وكذلك النساء .. فبعضنا مخلصات للحبيب .. تذكّر ذلك جيداً ، عزيزي إدوارد))
فعلم إنها رسالة من خادمته الصهباء التي أشعرته بالإهانة لعدم ذكرها لقب سيد او سير ، او حتى صفته ككاتب !
***
بعد عودته القصر ، طلب من رئيس خدمه إرسالها الى مكتبه .. وحين دخلت ، صرخ في وجهها وهو يمسك قصاصة الورق :
- كيف تجرأين على مخاطبتي كأني في مقامك الدنيء ايتها البلهاء ؟!! وماذا قصدّتي بموضوع الخيانة والإخلاص ؟
فأجابته بنبرةٍ حزينة : كان حدسي في مكانه ، فقساوتك وراءها خيانة امرأة .. فقد علمت مؤخراً بشأن حبيبتك السابقة التي تركتك للزواج من ثريّ ، والتي بسببها إجتهدّت بعملك لتصبح غنياً ..
إدوارد مقاطعاً بغضب : إيّاك أن تتعدّي حدودك معي ، ايتها الخادمة!!
فردّت بحنق : اولاً اسمي صوفيا .. وأنا أعرف حدودي جيداً ، وأتمنى أن تعرفها انت ايضاً.. ولولا وسامتك ، لكان لي كلامٌ آخر
وخرجت من مكتبه ، وهو منصدمٌ من قدرتها الغريبة بالسيطرة على إنفعالاتها ومشاعرها ، كما تأثيرها القويّ عليه !
فهو صادف الكثير من النساء الجميلات في حياته ، لكن قوّة شخصيتها أثارت إهتمامه وأشغلت تفكيره !
***
بعد ذلك النقاش .. أصبح يجد رسائلها بين كتبه ، أو في خزانة ملابسه وهي تمدحه بصفاته الجميلة : ككرمه وحسن اخلاقه ، وثقافته وبراعته في الكتابة.. وكانت تختم رسائلها بالعبارة ذاتها :
((إخلع قناع القسّوة عن وجهك ، فهو لا يليق بجمال روحك الداخلية))
وقد أعجبه طريقة كتابتها التي تُظهر ثقافتها اللغوية !
لكنه لم يعدّ يلتقي بها كثيراً ، لانشغال كلاهما بالعمل ..
***
من بعدها توقفت رسائلها تماماً ! فأخذ يبحث في ادراج مكتبه وغرفة نومه ، دون أن يجد أثراً لها ..
فنزل الى المطبخ للبحث عن صوفيا ، ممّا فاجأ الخادمات اللآتي توقفنّ عن العمل فور دخوله !
وحين لم يجدها هناك ، صرخ بارتباك :
- أريد كوب قهوة !!
فأسرع رئيس الخدم اليه ، وهو يقول :
- حاضر سيدي ، سأرسلها مع إحداهنّ بعد قليل
وعاد السيّد مهموماً الى مكتبه ..
***
بعد قليل .. دخلت خادمةٌ عجوز ومعها القهوة ، فسألها :
- عادةً صوفيا تحضرها لي !
- هي مريضة يا سيدي
وتركته مُتخبّط المشاعر..
***
في المساء ، جافاه النوم ! فأخذ يتساءل في نفسه :
((لما لا أنام ؟! هي مجرّد خادمة ، لما أنا قلقٌ عليها هكذا ؟! .. ماذا بك يا إدوارد ! هل فقدت عقلك ؟!!))
وبعد أن أتعبه الأرق .. أخذ يتجوّل في قصره ، مُشتّت التفكير .. الى أن وجد نفسه واقفاً قرب غرفة الخدم !
وقبل دخوله الى هناك ، سمع سعالاً قوياً قادماً من العليّة !
فصعد الى فوق ، وفتح الباب .. ليجد صوفيا تسعل بألم ، وهي نائمة في غرفتها الباردة المُعبّقة برائحة الرطوبة .. وكانت المرة الأولى التي يراها بثياب النوم ، وشعرها الأحمر مسدولاً فوق كتفيها .. وحين وضع يده على جبينها المتعرّق ، أحسّ بحرارتها العالية ..
فأسرع بحملها وهي فاقدة الوعي من شدة المرض ، متجهاً الى غرفة نومه
ثم صرخ منادياً رئيس خدمه الذي استيقظ مع إحدى الخادمات ..والّلذان أسرعا اليه ، ليتفاجآ بصوفيا في سرير السيّد الذي طلب منهما إحضار الطبيب فوراً !
***
لاحقاً أعطاها الطبيب الدواء المناسب الذي جعلها تستردّ وعيها .. في الوقت الذي كانت فيه الخادمة تنشر خبر العلاقة السرّية بين صوفيا والسيّد لبقية الخدم..
في هذه الأثناء .. إستيقظت صوفيا لتجد نفسها في غرفة إدوارد ! فابتسمت بتعب :
- كنت أعرف إنك تحبني أيضاً
فارتبك من كلامها ، وانتفض قائلاً :
- إسمعي يا صوفيا !! إن كنت تخطّطين لإيقاعي بحبك ، فأنا لا أنوي الزواج من خادمتي
فقالت له وهي تخرج من سريره :
- تقصد حبيبتك
ورغم غيظه من عنادها ، إلّا أنه سألها :
- الى أين تذهبين ؟
- الى غرفتي
- رطوبة تلك الغرفة أصابتك بالمرض ، لما لا تنامين مع بقية الخدم ؟
صوفيا : لأني أحب الخصوصيّة
- اذاً نامي في الغرفة المجاورة .. وإيّاك الإعتراض ، فهذا أمر!!
صوفيا بابتسامةٍ حنونة : كما تشاء .. وفي المرة المقبلة لا تستغلّ مرضي لتقبيلي ، فأنا لا أحب أن يلمسني أحد سوى زوجي
فقال بعصبية : قلت لك !! مستحيل أن أفكّر..
فقاطعته قائلة : غداً تغيّر رأيك .. تصبح على خير ، يا حبيبي الغالي
وتركته كعادتها ، مذهولاً من ثقتها الشديدة بنفسها !
***
ومع الأيام ..تعوّد على طريقة كلامها معه ، ونصحها الدائم له ..ليس فقط في حياته العامة ، بل ايضاً في مجال عمله ..
حيث لحقته يوماً الى السوق قبل إتمام صفقته مع تاجرٍ ، لبيع خضار حقله .. وأخبرته إنه تاجرٌ سيء السمعة ، ومن عادته الإخلال بتنفيذ إلتزامات عقوده التجارية..
وبعد تشكيكها بنزاهته .. سأل عنه تجّار آخرين ، أكّدوا صحة كلامها ! فألغى الإتفاقية بينهما ، قبل خسارته ثمن محصول العام ..
***
بعد عودته الى القصر .. سألها عن كيفية علمها بأخبار التجّار والسوق ، فأجابته :
- لديّ أقارب يعملون هناك ، وهم أطلعوني على تلك المعلومات
- وما السبب الحقيقي للحاقك بي قبل إتمامي العقد مع ذلك المخادع ؟
صوفيا : لأني عرفت بشأن ضائقتك المادية ، بعد قرار النساء بعدم شراء كتابك الأخير..
إدوارد مقاطعاً : لا تشغلي نفسك بأحوالي المادية ... إلّا اذا كان هذا الموضوع هو همّك الوحيد
- أتدري يا إدوارد .. لوّ أزلت قناع الغرور والقسّوة عن وجهك ، ستعرف إن هناك اشياء كثيرة مشتركة بيننا
- يبدو انك مازلتِ تخطّطين للتقرّب مني ، رغم إنني أفهمتك أكثر من مرة بأن هذا مستحيل .. فأنا تعبت كثيراً للوصول لهذه المنزلة الإجتماعية ، ولن أدمّر سمعتي بزواجي من خادمة
صوفيا بتحدّي : يوماً ما ستندم على غطرستك هذه
- كلامك يستفزّني كثيراً !! ولولا إنك أنقذتني من ورطةٍ مادية كبيرة ، لطردتك فوراً .. لكن بطبعي لا أنسى المعروف ابداً ، لهذا سأضاعف أجرك ..
وقد أثار زيادة راتبها غضب وغيرة الخادمات القدامى اللآتي أفرغن حقدهن بمضاعفة عملها في القصر..
إلّا أن صوفيا لم تكترث لهن ، فهدفها الأول هو نيل ثقة ومحبة السيّد الذي مال قلبه لها بالفعل
***
بعد شهر ..عاد السيّد الى قصره سكراناً ، بعد حفلٍ حضره علّية القوم من الشخصيات البريطانية ..
ودخل غرفتها وهو يقول بامتعاض :
- جميعكن متشابهات !! تافهات ، ولا ترغبن سوى بالمنصب والمال
فاقتربت منه وهي تقول بابتسامةٍ حنونة :
- لا يهمّني مالك .. ما اريده هو هذا
وأشارت الى قلبه ، لتتفاجأ به يهجم عليها بشغف ! إلّا انها صفعته بقوة ودفعته خارج غرفتها ، وأقفلت بابها .. لتنهار ببكاءٍ شديد ، بعد فقدان ثقتها به لتصرّفه الأهوج ..
فعاد حزيناً الى غرفته المجاورة
***
في اليوم التالي ، بحث عنها في أرجاء القصر .. إلى أن أخبرته إحدى الخادمات بأنها رأتها تهرب قبيل الفجر ، وسألته إن كانت سرقت شيئاً من غرفته ..
فصرخ في وجهها :
- أعرف بشأن الشائعات القذرة التي نشرتموها عن صوفيا ، ولولا تدخل رئيس الخدم لطردكنّ جميعاً .. هيا أغربي عن وجهي!!
فأسرعت الى زميلاتها لتخبرهنّ عن غضبه الشديد ، بعد رحيل صوفيا التي نجحت بسرقة قلبه !
***
بعد غيابها .. بحث إدوارد عنها في كل مكان ، دون إيجادها !
فطلب من أحد عبيده الموهوبين ، أن يرسم صوفيا .. ثم طبعها في عدّة نسخ .. ألصقها خادمه في الأماكن العامّة ، بعد أن كتب السيد تحت رسمتها:
((عودي إليّ يا صوفيا ، وأعدك أن نتزوج سريعاً.. حبيبك : السير إداورد))
***
بعد أسابيع .. مرّت الكونتيسة إليزابيث بعربتها الفخمة بجانب الحديقة العامّة ، فانتبهت على الإعلان المُلصق على الشجرة .. فأمرت سائقها بإحضاره لها ..
وحين شاهدت الرسمة والوعد المكتوب أسفله ، قالت باستغراب :
- يبدو أن الكاتب إدوارد ، كاره النساء ، وقع أخيراً في الحب ! ..(ثم نادت السائق) : أعدني الى قصري !!
وهمست لوصيفتها التي تجلس بجانبها في العربة :
- لنبدأ التجهيزات في الحال
الوصيفة : حاضر سيدتي
***
في اليوم التالي .. دخل المحامي الى مكتب إدوارد وهو يحمل رسالةً ملكيّة ، قائلاً بارتياح :
- الكونتيسة إليزابيث تريد زيارتك غداً
فأجاب إدوارد بيأس : قلّ لها إنني مشغول
- سيد إدوارد ! انت أهملت عملك كثيراً في الفترة الماضية ، ممّا زاد من ضائقتك المالية .. وأنت تعلم جيداً إن محصول أرضلك لم يكن جيداً هذه السنة ، وإن عليك إستحقاقات ومصاريف مادية ..
إدوارد مقاطعاً بضيق : أعرف هذا !
المحامي : اذاً عليك مقابلتها ، لربما ساعدتك ..
فتنهّد إدوارد بضيق : حسناً .. سأخبر خدمي أن يجهّزوا الوليمة ليوم الغد ، مع إني لا أشعر برغبة لرؤية احد
***
في اليوم التالي .. نزل إدوارد لاستقبال الكونتيسة التي قارب موعد وصولها الى قصره ، ليتفاجأ بتجمّع خدمه قرب البوّابة الرئيسية ! فأمرهم بالعودة الى المطبخ ، لكن رئيس خدمه قال له :
- سيدي .. وصلنا أمر من مساعد الكونتيسة بجمع كل خدمك لاستقبالها
إدوارد باستغراب : غريب ! لما تهتم بهنّ ؟!
في هذه اللحظات .. وصلت عشرون عربة تابعة للكونتيسة إليزابيث الى القصر مليئةً بالمؤن الغذائية والتماثيل الفخمة وحقائب الملابس ، المقدّمة كهدايا منها الى السير إداورد ..
وحين نزلت من عربتها ، همست لمساعدها الذي اقترب من إدوارد قائلاً :
- الكونتيسة تسمح لك برفع الخمار عن وجهها
وحين فعل ، شهق الجميع برؤية الصهباء صوفيا !
إدوارد بدهشة : أهذا أنت ؟!
الكونتيسة : نعم انا .. هل صدّقت الآن حين أخبرتك مراراً إن ثرائك ومكانتك الإجتماعية لا تهمّني ؟
وهنا انتبهت على الخادمات اللآتي ترتجفنّ خوفاً بسبب معاملتهنّ السيئة لها ، وإطلاقهنّ الشائعات المسيئة لسمعتها ..
فقالت لهنّ :
- لا تخفنّ !! فأنا أناهض العنصرية ضدّ العبيد ..(ثم نظرت الى إدوارد)..وضدّ النساء ايضاً ..
فقال إدوارد متلعثماً : سيدتي ، أعتذر من ..
فقاطعته قائلة : الآن أصبحت سيدتك ! لا يهم .. أتدري سيد إدوارد .. لطالما إستفزّتني مقالاتك المسيئة للنساء ، لهذا أردّت معرفة كرهك لنا عن قرب .. لأعلم لاحقاً بأن قسوتك نابعة من كسّرة قلبك ، لهذا غفرت لك .. بل أكثر من ذلك .. وقعت في حبك .. فهل كنت صادقاً بما كتبته في الإعلان ؟
- نعم صوفيا ، أنوي حقاً الزواج بك
- اذاً لنفعل ذلك
- وانا مستعدّ ، في أيّ وقتٍ تحدّدينه
ففاجأته قائلة : لنتزوج الآن !!
ونادت الراهب الذي نزل من إحدى عرباتها .. كما خرجت وصيفاتها من عربةٍ أخرى مليئة بملابس الكونتيسة ومجوهراتها ، وهنّ يحملنّ الصندوق الكبير الذي فيه فستان فرحها
ثم غمزت الكونتيسة للسير إدوارد بغزل ، وسألته بدلال :
- ماذا تنتظر ؟
فنادى السيد بصوتٍ عالي وبحماس :
- ليدخل الجميع الى القصر ، لبدء تجهيزات العرس !!
وأمسك إدوارد ذراعها ، وقد ارتسمت على وجهه ابتسامةٍ عريضة .. ودخلا معاً القصر .. وتبعهما الجميع لحضور مراسم عرسهما الملكيّ !
هذه قصة من تأليف اختي أسمى ، أتمنى أن تعجبكم .. وكل عام وانتم بخير
ردحذفقصة جميلة شكرا امل
ردحذفقصة رائعة جدا وممتعة للغاية أحببت التفاصيل حيث أدخلتني في جو المكان...
ردحذفكأنني أشهد فيلم لقد أنسجمت مع الأحداث بشكل راااااائع.وخاصة النهاية حيث اجتمع الحبيب بمحبوبته.
فأرى نفسي داخل المكتب، وأشمّ رائحة الوردة الحمراء، حتّى أنّني كنت قلقا عندما كان يبحث عن حبيبته ولم يجدها.
القصة بالمجمل جميلة .كانت تستحق القراءة كل عام وأنت وأسمى وجميع القرّاء بخير.
قصة رائعة و مشوّقة للحظات نسيت انني أقرأ بل أحسست كأني أتابع فيلماً حيث تخيلت أدقّ التفاصيل شكل صوفيا وأمور كثيرة، كما انها تحمل الكثير من الاهداف والرسائل ،بالتوفيق حبيبتي 😘
ردحذفمساء طيبا للناس الطيبين وكل عام وانتم بألف خير
ردحذفتهنئة متأخرة ولكنها من اعماق قلبي لأغلى الشقائق أمل وأسمى من أمتعنا بهذه القصص الجميلة والافكار الرائعة ومنحنا الابتسامة في زمن ضاعت فيه الابتسامة فلا فض فوك ولا عاش من يهجوك فأنت أمل عنوان التفائل بالخير يا وجه الخير . وشكرا حتى يفيض القلب شكرا ودمتي في أمان الله وحفظة
شكراً جزيلاً على اطرائك الجميل الذي أسعد اختي وأسعدني ، سعيدة ان القصة اعجبتك
حذف