الخميس، 25 مايو 2017

بطاقة فالنتين

تأليف : امل شانوحة


بطاقة للمحبّين


(( عزيزي الغالي ..

اريد ان اشاركك قصة كنت قرأتها منذ زمن , تتكلّم عن السرّ وراء الحب , حيث قال فيها الراوي : قبل آلاف السنين .. خُلق الذكر و الأنثى في جسدٍ واحد , يتشاركان قلباً و روحاً واحدة .. و بقيا كذلك لمدّة , الى ان أمر الله بانفصالهما ليحظى كلاً منهما بجسدٍ خاصٍ به .. لكنهما ضاعا لاحقاً في متاهة الحياة .. 
و لهذا السبب , يبحث الإنسان طيلة حياته عن نصفه الآخر الذي يملك نصف روحه و قلبه ! 

عندما انتهيت من قراءة القصة , ضحكت من خيال الراوي الواسع 

الى ان جاء ذلك اليوم الذي رأيت فيه عيناك لأوّل مرّة , و خفق قلبي كما لم يفعل من قبل , حينها شعرت بأن ما قرأته ربما يكون صحيحاً ! 

فهل تصدّق يا عزيزي كلام الراوي ؟! ))

الخميس، 18 مايو 2017

روحها بداخلي

تأليف : امل شانوحة


سأستفيد من هذه المعلومات

في عصر ذلك اليوم .. تقابلت ندى مع صديقتها مروة في كافتيريا الجامعة
مروة : مابك غاضبة يا ندى ؟
ندى : تعرّفت على شاب على النت اسمه سعيد , فيه كل المواصفات التي اتمنّاها , لكن ..
- لكن ماذا ؟ اكملي
- يبدو انه معقّدٌ نفسياً بسبب وفاة خطيبته قبل اشهرٍ من زواجهما
- تقصدين انه متبلّد المشاعر ؟

- نعم للأسف .. اشعر وكأنه يحمل الكثير من المشاعر المكبوتة التي اغلق عليها بإحكام داخل قلبه 
- ربما يحاول ان يحمي نفسه من اخفاقة ثانية تؤلم روحه 
- بالضبط , فهو يضع قناع الشخص القاسي الذي يجرح كل من يقترب منه , ولا ادري هل اتركه ام اعطه فرصة ثانية ؟
فتبتسم مروة بخبث : يا صديقتي لكل قلبٍ مفتاح , ولكل سرٍ ملف 
ندى باهتمام : ماذا تقصدين ؟!
- اعطني فقط رابط صفحته , وسأعلّمك طريقة تُريحك في المستقبل
***

وبعد ايام وفي احدى الليالي ..وعلى الشات
سعيد يكتب بلؤم : هيا اذهبي ونامي , اريد ان اتكلّم مع فتاةٍ اخرى , فأنا لست مُتفرّغاً لحساسيتك الزائدة
فكتبت له ندى بذكاء : طيب .. سلام يا نكدي 
سعيد متفاجىء : من اين اتيت بهذا اللقب ؟! فخطيبتي المرحومة كانت تصفني بذلك عندما تغضب مني !

ندى : تقصد قمر ؟
سعيد بدهشة : وكيف عرفتي بإسمها ؟ فأنا لم اخبر احداً بذلك !
ندى بثقة : لأني هي 
سعيد بغضب : اذهبي ونامي يا ندى , وايّاكِ ان تمزحي معي هكذا مرة ثانية , مفهوم !!
ندى : لحظة قبل ان تذهب .. لا تنسى ان تُحضر لي القلادة التي بها الملاك الصغير بعيد ميلادي القادم ..ام انك ستخلف وعودك كالعادة ؟

فقفز سعيد من على كرسيه بعد ان افزعه هذا الكلام .. لكن بعد ان التقط انفاسه المتسارعة عاد الى مقعده , وبدأ يكتب في الشات بيدٍ مرتجفة :
- ندى ! كيف عرفتي بشأن القلادة ؟!

- الم ارها معك في السوق وانت وعدتني بأن تشتريها لي ؟ فماذا افعل ان كان الحادث اخذ روحي بعيداً عنك .. لكن الحمد الله انني استطعت قبل اسابيع ان اتلبّس جسد فتاة اسمها ندى , وجعلتها تجد صفحتك وتكلّمك بالنيابة عني .. مع اني متفاجئة قليلاً ! فمنذ متى اصبح قلبك قاسياً هكذا يا عزيزي النكدي , الم تكن رومنسياً في ايامي ؟!

سعيد يكتب بغضب : ندى !! كفّي عن الآعيبك .. انا لا احب ان يتكلّم احد عن حبيبتي قمر رحمها الله
- قلت لك .. انا قمر !! وان لم تكن تصدّقني , فسأخبرك بأهم الأحداث التي حصلت بيننا

ثم صارت تسرد له الذكريات القديمة التي كان يحاول بصعوبة طيلة العشر السنوات الماضية نسيانها , منذ يوم التقيا في الحارة بالصدفة , الى اول كلمة غزل بينهما , وحتى انها ذكّرته بالأغاني التي كانا يرسلانها لبعض , مما اتعب قلب سعيد جداً 

فكتب سعيد لها متألّماً : ارجوك اذهبي الآن وسنتكلّم لاحقاً

ثم اقفل الشات بعد ان انهارت كل قسوته , و بدأ يبكي بحرقة غارقاً بذكريات الماضي
***

وبعد ايام .. تغير سعيد تماماً مع ندى حيث عاد الى شخصيته الحنونة السابقة وصار يغدق عليها من كلمات المديح والحب التي اثلجت قلبها ..
***

وبعد شهرين ..تقدّم لخطبتها وهما في قمّة السعادة.. 

وبعد شهر العسل .. زارت ندى صديقتها مروة في بيتها , والتي قالت لها: 
مروة : ارأيتي كيف ان دروسي نفعتك ؟
ندى : شكراً لك , لم اكن اعرف انك هاكر (Hacker) ذكية هكذا ؟!
مروة بسخرية : وانا لم اكن اعرف انه مايزال احداً كزوجك سعيد يحتفظ بكل ذكرياته القديمة داخل ملّف بحاسوبه .. المسكين , لقد صدّق بحقّ ان روح حبيبته تلبّست بك !

ندى بسخرية : المشكلة انه حتى اليوم يُذكّرني بقصصه القديمة معها , وانا أكتفي بالابتسامة له وكأن ذكرياتهما معاً تُهمّني ..المهم انني تزوجته وانتهى الأمر

ثم تضحك الصديقتان بخبث

الثلاثاء، 16 مايو 2017

البيت المهجور

تأليف : امل شانوحة

اريد ان اعيش في منزلٍ لائق !!

عادت (رؤى) الفتاة المراهقة , غاضبة الى بيتها (المكوّن من طابقين وحديقة صغيرة مُهملة) قائلة لأمها بغضب :
- علينا ان نجد بيتاً لائقاً نعيش فيه !! فلما الجميع يسكن بيوتاً جميلة ونحن نعيش دائماً في أطلالٍ خِرْبَة ؟!
- كل قومنا يعيش في هكذا بيوت , هذا قدرنا يا بنتي
- لا هذا غير صحيح !! فعمي يعيش مع عائلته داخل مكتبة ضخمة , و ابنة خالتي تعيش مع عريسها في قصرٍ بأعلى التلال
- على الأقل نحن نعيش تحت سقفٍ اسمنتي , و ليس في الغابات او في المجاري كغيرنا !

رؤى مقاطعة وبعصبية : و مالفرق امي ؟ مالفرق ؟!! انظري الى بيتنا , جدرانه خضراء عفنة و ابوابه متآكلة و نوافذه الحديدية صدئة و الهواء فيه مكتوم و رائحته لا تطاق , انا لن اعيش حياتي كلّها هنا يا امي !! 

فسمع الشاب زياد اعتراضات اخته قبل ان تصفق باب غرفتها بقوة , فقال لأمه : 
- امازالت تردّد الموّال ذاته ككل مساء ؟!
- نعم .. لكن هذا حال المراهقات هذه الأيام , لا شيء يعجبهنّ ..المهم هل اكلت ابني ؟
***

و عند فجر اليوم التالي .. تفاجئوا جميعاً بدخول اشخاصٍ الى بيتهم المهجور
فأسرعت ام زياد بخفّة و اوقظت ولديها  
رؤى وهي تستيقظ بخمول : امي ! لقد نمت قبل قليل , فلما توقظيني في الصباح الباكر ؟! 
فتهمس لأبنتها بينما يقف ابنها بجانبها بقلق : اخفضي صوتك , فهناك من يقتحم بيتنا !

و برعب تلصّص الثلاثة من بين اعمدة الأدراج نحو الطابق السفلي ليجدوا بأن هناك اماً و معها ابنتيها , احدهما صبية و الأخرى مازالت طفلة صغيرة في الثالثة من العمر

و حينها كانت الصبية (اماني) تقول لأمها متضايقة :
- لما قدمنا الى هذا البيت العفن يا امي ؟!
- وماذا نفعل بعد ان انهدم جزءٌ كبير من بيتنا بالحرب , ولا نملك المال الكافي للجوء الى بلدٍ مجاور او النزوح الى مكانٍ قريب .. ليكن الله في عوننا ..هيا لنضع اغراضنا هنا , و نفترش الأرض لننام قليلاً بعد طول المسافة التي مشيناها , ولا تنسي ان تربطي العربة بالخارج جيداً كي لا يسرقها احد , فهي كل ما تبقى لنا من ذكرى والدك
- رحمه الله .. جيد ان اختي مازالت نائمة , فنحن لا نملك القوة حتى لفتح معلّبات الطعام التي جلبناها من بيتنا 
- اذاً لنرتاح قليلاً ..و بعد ان نستيقظ من القيلولة , نقوم بجولة داخل هذا البيت
***

في الطابق العلوي.. 
ام زياد بقلق : يبدو ان الغرباء سيشاركونا منزلنا ! 
اخوها : واو ! ارأيتي يا امي تلك الصبيّة الجميلة ؟ تبدو لي فتاةً قوية 
رؤى بعصبية : هل هذا كل ما يشغل بالك ؟! الا يهمّك انهم سيحتلوّن نصف بيتنا ؟!
اخوها بسخرية : الم تكوني البارحة متضايقة من منزلنا العفن , الآن اصبحتِ خائفة من ضياعه ؟!
الأم بحزم : اسكتا يا اولاد !! و تعالا معي الى المطبخ
***

و في ظهر ذلك اليوم .. استيقظت الصبية وامها و الطفلة الصغيرة (في الطابق السفلي) بعد ان اشتمّوا رائحة الطعام الزكية الموضوعة فوق الصوان , في زاوية الغرفة قرب الأدراج
اماني برعب : امي انظري هناك , انه طعام ! .. من احضره الينا ؟! 
امها (وهي تُخفي خوفها) : ربما رآنا احد ونحن ندخل الى هنا , فأراد مساعدتنا ! هيا قرّبيه منّا لنأكله , فقد اتعبنا الجوع 

و اكلوه بنهم , بينما كانت العائلة (التي تسكن الطابق العلوي) تراقبهم بالخفاء 

رؤى وهي تهمس لأمها بضيق : هذا بدل ان نطردهم من بيتنا , اجبرتنا على ان نطبخ لهم ؟!
ام زياد : هم جيراننا , وعلينا ان نساعد بعضنا
زياد : طيب نحن بإمكاننا مساعدتهم , لكن هم كيف سيساعدوننا يا امي ؟!
تبتسم الأم : بأن يرتّبوا لنا بيتنا  
فنظر الأخّان لبعضهما بدهشة !
***

في الطابق السفلي..
ام اماني : الأكل لذيذ , اليس كذلك يا بنات ؟
اماني : لكن ينقصه الملح ! 
امها : قولي الحمد الله أن سخّر الله لنا أحداً يخدمنا , و الآن دعينا نقوم بجولة داخل البيت
الطفلة : اريد دخول الحمام امي
الأم : حسناً ..لنبحث عن الحمام اولاً
***

في منتصف النهار .. قرّرت الأم و ابنتها اماني الصعود الى الطابق العلوي بحذر لأن الأدراج متهالكة , فأسرعت العائلة (التي فوق) بالإختباء داخل غرفة صغيرة في آخر الرواق كي لا تراهما 


اماني بعد ان وصلت الى هناك تسدّ انفها بقوة : يا الهي ! الطابق العلوي اسوأ من السفلي بكثير يا امي
امها : يبدو ان المطر تسرّب من السقف الى كل الغرف العلوية , هيا دعينا ننزل الى الأسفل  
اماني : الن نكمل رؤية باقي الغرف ؟!
- لا , لأن رائحة العفن هنا لا تطاق.. هيا نعود الى تحت , فأختك لوحدها هناك
وعادا الى مكانهما في الأسفل..
***

وبعد ان ابتعدتا , خرجت العائلة المختبئة من الغرفة العلوية وهم يهمسون لبعضهم :
رؤى لأمها واخوها : اسمعتما ما قالته الأم ؟! .. الم اقترح عليكما سابقاً : ان ننزل كلنا ونعيش في الأسفل لأنه افضل قليلاً من طابقنا العفن , لكنكما لم تسمعا كلامي !
زياد بحزن : لقد تأخّرنا اختي , فقد فقدنا الجزء السفلي من بيتنا , واصبح ملكهم الآن !  
***

ومرّت الأيام.. كانت الأم وابنتها اماني يتناوبان في تنظيف وترتيب الطابق السفلي ومسح العفن عن جدرانه و ارضيته , وقد استطاعتا بصعوبة ترتيب الحمام والمطبخ , حتى بات الطابق السفلي قابلاً للعيش فيه
الأم بقلق : اليوم انتهت كلّ المعلّبات التي احضرناها من بيتنا القديم !
اماني : لكني جائعة جداً يا امي بعد تنظيفي للغرف .. ماذا نفعل الآن ؟  ..(ثم تتنهد بحزن) ..آه ليت الذي أطعمنا في المرّة الأولى ان يُطعمنا اليوم ايضاً !
امها : لن نعتمد على الحظ , سأذهب الى الخارج واطرق ابواب الناس , فربما يحنّ احدهم عليّ و يعطوني صحن طعام .. وانت ابقي مع اختك هنا 
اماني بقلق : ارجوك لا تبتعدي كثيراً و تقلقيني عليك , فالحرب مازالت دائرة في الخارج !
الأم وهي تُخفي خوفها : ليحمينا الله
***

بعد ساعة .. بدأت الطفلة الصغيرة تبكي من الجوع , واختها اماني تحاول الهائِها باللعبة القماشية

وقد ضايق صوت بكاء الطفلة ام زياد كثيراً , فقالت لأبنتها رؤى وهي تسترق النظر على الفتاتين من فوق 
الأم بقلق : علينا ان نرسل لهما بعض الطعام , فهما جائعتان وامهما لم تأتي بعد !
رؤى : لكنهما مستيقظتان الآن .. واذا قدّمنا لهما ايّ شيء , فسينكشف امرنا ! وهم ايضاً سيتضايقون من وجودنا بينهم 
زياد : ليت الصبية تنام قليلاً , لأتأمّل وجهها الجميل
اخته معاتبة : ستتأمّله جيداً ايها الرومنسي , عندما تموت البنت جوعاً


لكن فجأة ! ظهر صوت انفجارٍ قوي بالقرب من بيتهم المهجور , فركضت اماني للخارج بفزع بحثاً عن والدتها , تاركةً اختها الصغيرة لوحدها .. وعلى الفور انطلق زياد للحاق بها , غير آبهٍ بنداءات امه واخته 
وبعد ان ذهبا خارج المنزل ..

رؤى : يبدو ان ابنك مغرمٌ بالفتاة !
امه : المسكين ! سينكسر قلبه , فعلاقتهما مستحيلة .. 
رؤى : اخاف ان تلاحظ الصبية ملاحقة زياد لها 
امها : لا تقلقي , فأخوك ذكي ولن يجعلها تنتبه لوجوده .. المهم الآن , ان نستعجل ونضع لهم الطعام في الأسفل قبل عودتهم جميعاً
رؤى : ولما يهمّك امرهم يا امي ؟!
الأم بحزم : تعالي وساعديني دون اعتراض , هيا رؤى !!
***

ثم نزلتا سريعاً نحو المطبخ السفلي (لأنه بعكس المطبخ الموجود فوق يحوي فرناً حجرياً) فقامتا على عجل بعجن ارغفة الخبز مع عمل طبخة سريعة , لكنهما اضطرتا لترك الأكل بالمطبخ والأسراع الى بيتهم (في الطابق العلوي) بعد ان احسّتا بإقتراب بعض الأشخاص من المنزل..لكن الذي قدم لم تكن اماني وامها بل ثلاثة جنود من جيش العدو ومعهم اسلحتهم , وكانوا يتحدّثون فيما بينهم عن رغبتهم بتحويل هذا البيت المهجور الى مركزٍ لهم  

فسمعتهم ام زياد من فوق : اللعنة ! سيحتلّون بيتنا 
رؤى بخوف : امي , ماذا عن الطفلة التي تركناها لوحدها تحت ؟
الأم بقلق : يا خوفي ان يأذوا الصغيرة ! 
رؤى بخوف : و ما العمل الآن ؟!
فتفكّر الأم قليلاً ثم تقول : لابد ان نخيفهم !! هيا رؤى , لنُعيد ما فعلناه مع الأشخاص الذين حاولوا هدم بيتنا قبل سنوات .. اتذكرين تلك الخطة ؟  
رؤى تبتسم بخبث : نعم اذكر تماماً .. سأحضر كل الأدوات اللازمة لتخويفهم 
الأم : ليت زياد كان معنا ليساعدنا
***

في الطابق السفلي ..
لاحظ الجنود على الفور وجود الطفلة , نائمة في وسط الصالة 
الجندي بدهشة : من ترك هذه الطفلة لوحدها هنا ؟!
قائهم يبتسم بخبث : جيد , سنتسلّى بها لاحقاً .. والآن ليصعد احدكما ويرى المكان من فوق ان كان صالحاً للقنص على سكّان المدينة المجاورة 

وهنا يدخل الجندي الثاني من حديقة البيت قائلاً : سيدي , لقد وجدت عربة خشبية قديمة مركونة بالخارج 
القائد : جيد , سنستفيد منها ايضاً ..وانت !! اطلع و استكشف المكان فوق
الجندي : حاضر سيدي
***

وفور وصول الجندي الى الطابق العلوي اشتمّ رائحة العفن القوية , فأغلق انفه بقوة وهو يقول بضيق : اوه يا الهي ! الرائحة هنا سيئة للغاية
ثم بدأ يسمع اصواتاً مريبة تتزايد كلما اقترب ناحية الغرف 
***

وبعد قليل .. تفاجأ القائد والجندي الموجودان في الأسفل بنزول الجندي من فوق وهو يصرخ برعب :
- اهربا !! البيت مسكون !!!!
القائد بحزم : توقف ايها الجندي !! 
لكن الجندي خرج من المنزل راكضاً كالمجنون , غير آبهٍ بتهديدات قائده بالعقاب لمخالفته الأوامر

القائد بغضب : عندما اجد هذا الغبي سأعاقبه بشدة ..وانت !! اصعد الى فوق واستكشف المكان ..هيا !!
الجندي الثاني بقلق : حاضر سيدي
*** 

وعندما صعد الثاني الى فوق , شاهد اشياءً تتحرّك لوحدها بينما الأبواب تُصفق بقوة , فركض هو الآخر نازلاً على الأدراج برعبٍ شديد وهو يصرخ :
- اهرب سيدي و انجو بحياتك !!!
وهرب من المنزل سريعاً , دون ان يتوقف لإفهام قائده بما رآه فوق 


القائد وقد اعتراه الخوف : ماذا رأيا هناك ليخافا هكذا ! سأرى بنفسي
لكن قبل ان يصعد الأدراج , شاهد ملاءةً بيضاء تطير لوحدها من فوق باتجاهه , فركض هارباً من المنزل المهجور بعد ان ترك رشاشه قرب الباب الخارجي

فنزلت رؤى وامها من فوق وهما تضحكان على هرب الجنود 
رؤى : ممتاز !! فخدعة الشراشف تنجح دائماً مع هؤلاء الجبناء
امها بارتياح : المهم انهم لم يأذوا الطفلة الصغيرة , هيا لنضع امامها الطعام قبل ان يعود اهلها
***

وفور وضعهما للطعام قرب الطفلة (التي استيقظت من صراخ الجنود) توقفت الصغيرة عن البكاء بعد رؤيتها لرؤى وامها بجانبها..

وهنا دخل عليهم زياد ..
رؤى بفزع : أهذا انت ؟! اخفتنا يا اخي
زياد بسعادة : لقد استطعت انقاذ اماني , بعد ان إلتمّ حولها بعض الشباب الفاسدين الذين ارادوا اذيتها 
امه بقلق : وهل رأوك ؟! 
زياد : لا طبعاً امي , فقد اختبأت خلف الأشجار وصرت ارميهم بالحجارة هنا وهناك , حتى أفزعتهم وهربوا وتركوها بحال سبيلها .. لكن ليتك رأيتي  يا امي كم كانت المسكينة خائفة , و الله حزنت عليها كثيراً

اخته رؤى معاتبة : احمد ربك انهم لم يأذوك
زياد : وكيف يأذونني يا ذكية ؟ المهم الصبية قادمة خلفي , فلنسرع الى فوق قبل ان ترانا 
***

وبعد ان صعدوا ثلاثتهم الى فوق , رأوا ام اماني تدخل المنزل
زياد وهو يتلصّص على الطابق السفلي من بين اعمدة الأدراج : آه هذه امها ! ..(بقلق) .. طيب اين اماني ؟!
***

وقد غضبت ام اماني من ابنتها لتركها اختها الصغيرة وحيدة في المنزل : آه ! يا صغيرتي , اين اختك الكبيرة ؟! ..هل هي من احضرت كل هذا الطعام ؟!

وهنا تدخل اماني المنزل بملابسها الممزقة وآثار الدموع في عينيها , فأقتربت منها امها بقلق :
- من فعل بك ذلك ؟
اماني وهي تمسح دموعها : لا تقلقي امي ..لم يفعلوا لي شيئاً , لأن مجموعة من الأشخاص رموا عليهم الحجارة من كل مكان ! فهرب الملاعيين وتركوني 
الأم بارتياح : الحمد الله على السلامة , تعالي يا ابنتي
وحضنتها لتبكي اماني بقهر على صدر امها 

وبعد ان هدأت الصبية ..
الأم : الحمد الله الذي سخّر الله لك اناسٍ يحموك من هؤلاء المعتدين , لكن ما كان عليك ان تتركي اختك لوحدها و تلحقي بي ؟
اماني وهي تمسح دموعها : سامحيني امي , لكني خفت عليك بعد الأنفجار
الأم : وانا ايضاً خفت عليكم , ولذلك عدّت سريعاً الى هنا .. (ثم تتنهد) ..من الجيد انك احضرتي معك الطعام  

اماني بدهشة : ايّ طعام ؟! انا قدمتُ بعدك امي ! 
الأم متفاجئة : اذاً من اين اتى كل هذا الطعام الموضوع بجانب اختك ؟!
اماني : ربما هو الشخص ذاته الذي اطعمنا سابقاً , هيا دعينا نأكل يا امي فأكاد اموت جوعاً 

فأكلوا الطعام دون ان تشعر البنتان بخوف امهما من هذا الطعام الذي كان يظهر لهم فجأة من حينٍ وآخر ! 
***

وفي منتصف احد الليالي ..
ام زياد : اين اخوكِ ؟
رؤى : لا ادري ! سأبحث عنه

وبعد البحث هنا وهناك , وجدت اخاها يجلس بالقرب من اماني , التي كانت نائمة فوق لحافٍ على ارضية غرفة من غرف الطابق السفلي 
فهمست لأخيها بدهشة : ماذا تفعل هنا يا مجنون ؟!
زياد بضيق : رؤى , اذهبي من هنا !!
رؤى بنبرة تهديد : والله سأخبر امي عن افعالك 
***

ثم تصعد الى الطابق العلوي.. 
ام زياد : هآ هل وجدت اخاك ؟ 
رؤى : منذ ان انتقلت اماني الى غرفة لوحدها , وهي يبقى عندها طوال الليل يتأمّلها وهي نائمة !
امه بغضب : الغبي سيفضحنا !!
***

وبعد قليل .. يصعد زياد الى غرفته في الطابق العلوي , فتلحقه امه وتبدأ في عتابه ..
زياد : امي .. اظنني بدأت اُغرم بها !
امه : ابني هداك الله , علاقتكما مستحيلة .. انسى الموضوع
زياد بعصبية  : ولما يا امي ؟!! الم يتزوج خالي واحدة منهنّ ؟ 
- هذه حوادث نادرة يا زياد .. كما انك تعلم جيداً ما حصل لخالك , فقد اضطر المسكين للعيش في الغربة طوال حياته بعد ان اهدر قومنا دمه , وانا لن اتحمّل خسارة ابني الوحيد ..افهمت ؟!!
- لكن بلادنا كبيرة يا امي , ونستطيع كلنا ان نعيش بعيداً عن مجتمعنا المتشدّد 

- لا يا زياد , لأنه بالتأكيد سيجدك احدهم ذات يوم , وستكون نهاية علاقتكما سيئة ..ثم ما يدريك بأنها ستتخلّى عن نمط حياتها لأجلك ؟
- وماذا في حياتها غير الحرب و الوحوش البشرية والجوع والألم ؟ 
- الموضوع مستحيل يا بنيّ , فإيّاك ان تفتحه مجدداً
***

في الصباح.. بالطابق السفلي  
اماني : امي ! هذا الخبز طيبٌ جداً
امها : الغريب انني عجنت ثلاثة ارغفة فقط , على ما اذكر ! فمن اين اتى هذان الرغيفان ؟! حقاً لا ادري , لكنهما اطيب من خبزي بكثير !
***

بالطابق العلوي .. و بعد ان سمعت رؤى كلام ام اماني بالصدفة , قالت لأمها مُحذّرة : امي ! ارجوك توقفي عن مساعدة ام اماني بالطبخ , و الاّ أثرتي شكوكهم حولنا
امها : طيب سأحاول
***

في المساء..
تفاجأ كل من في البيت بصوت انفجاراتٍ متلاحقة قوية , هزّت لها اركان البيت المهترىء
اماني بعد ان اسرعت راكضة الى غرفة امها واختها الصغيرة , تقول بفزعٍ شديد : الطائرات تقصف منطقتنا يا امي , ماذا نفعل الآن ؟!!
امها بثبات : انا سأحمل الفانوس , وانتِ احملي اختك والحقاني .. هيا !! 
اماني وهي تبكي فزعاً : لكن الى اين ؟
امها : سننزل ونختبأ في القبو
***

في قبو المنزل .. 
اماني وهي تحمل اختها التي كانت تبكي بفزع : امي ..رائحة العفن في القبو اسوء من الطابق العلوي
امها : ليس امامنا الا ان ننام هنا .. سأعود الى فوق لأحضر لنا لحافين , وانتِ انتبهي على اختك .. سأترك الفانوس معكما

وبعد ان صعدت امها ..قالت اماني لأختها الصغيرة 
- ابقي بقربي , لأن القبو وسخ وربما مليء بالحشرات والفئران.. مفهوم يا حبيبتي 
***

وبعد ساعات..هدأت اصوات الإنفجارات , وابتعدت الطائرات المقاتلة عن المنطقة..
فصعدت رؤى الى الطابق العلوي , حيث عاتبتها امها على طول غيابها
ام زياد بغضب : اين كنت طوال هذا الوقت ؟!!
رؤى : لا تقلقي امي , انا لم اخرج من البيت ..لكن صوت الإنفجارات افزعتني , فاختبأت مع تلك العائلة في القبو
امها معاتبة : اختبأتي معهم ؟! اجننتي !!

رؤى : لم يروني يا امي , فأنا كنت نزلت قبلهم و اختبأت داخل الخزانة القديمة المرمية في الأسفل.. لكن الطفلة الصغيرة رأتني , وقد خافت مني في البداية , لكني صرت اقوم لها بحركاتٍ مضحكة في وجهي من بعيد , فابتسمت لي

زياد : ولما اصلاً خفتي , فالحرب لن تطالنا يا غبية 
رؤى : انت تعلم جيداً ان صوت الإنفجارات يُرعبني دائماً .. لكن من الجيد انني نزلت الى هناك , فقد قتلت جرذاً كبيراً كان متجهاً ناحية الطفلة , لكن لا تقلقا لم يشعروا بوجودي 
امها : جيد , لكن علينا ان نكون اكثر حذراً على تصرّفاتنا يا اولاد
رؤى و زياد : حسناً امي
***

وفي احد الليالي..
اقتربت سيارة اغاثة من المكان , فلمح المسؤول نورَ الفانوس من داخل البيت المهجور , فأوقف سيارته ودخل الى هناك وهو ينادي: 
- ايوجد احدٌ بالداخل ؟!!
***

وبعد حديث رجل الأغاثة مع عائلة ام اماني وابنتيها , طلب منهم ان يأتوا معه ليأخذهم الى المنطقة الآمنة من الحرب
فأسرعت الأم وابنتها بضبّ اغراضهم..

اماني متضايقة : اسنعيش مع باقي النازحين و نُشاركهم خيامهم ؟!
امها : احمدي ربك بأننا سنبتعد اخيراً عن منطقة الحرب 
اماني بحزن : مع اننا عشنا شهراً واحداً في هذا البيت المهجور العفن , الا انني سأشتاق اليه ؟! 
امها : وانا ايضاً .. مع انني احياناً كنت اشعر بأنفاسٍ موجودة معنا في البيت , لكني لم اخبرك بذلك كي لا اخيفك يا ابنتي

اماني : اعرف امي , فأنا كنت اشعر دائماً بوجود احدٍ يراقبني في غرفتي , لكني مع هذا سأشتاق الى هذا المكان , فهو على الأقل كان بيتنا لوحدنا
امها : ماذا نفعل , هذا قدرنا .. (تتنهد) .. هيا بنا , فقد اخذت كل اغراضنا .. والآن احملي اختك والحقيني , فالرجل ينتظرنا بالسيارة 
***

وبعد ان تركت عائلة اماني البيت المهجور ..
وفي الطابق العلوي ..
ام زياد : اين اخوك ؟
رؤى : يجلس حزيناً في غرفة اماني .. المسكين ! لقد احبها بالفعل
امه : وانا حزينة ايضاً , فقد كنت اساعد الأم بالطبخ بالخفاء , و اتسلّى قليلاً
رؤى : وانا كنت الآعب الطفلة احياناً , كما كنت احب سماع قصص الأم لبناتها في المساء .. المهم , سأذهب الآن وارتّب اغراضي
امها : و الى اين ذاهبة ان شاء الله ؟!
رؤى : سأنتقل للعيش في الطابق السفلي , فقد اصبح الآن نظيفاً وخالياً من رائحة العفن 

وهنا سمعها اخوها الذي كان يصعد الأدراج 
زياد : جيد ! يعني قبلتي اخيراً ببيتنا المتواضع يا مغرورة ؟
رؤى بعناد : لا طبعاً !! هذا حلٌ مؤقت .. فطموحي هو ان اعيش مع فتى احلامي بإحدى القصور التي لا يتواجد بها سوى انا و هو
زياد بسخرية : سيأتي يوم وتقتنعي بأنها احلامٌ خيالية

امها : اتركها تحلم يا زياد , وانا بدوري سأدعو لها بأن تتزوج كبنات خالتك وتعيش كالأميرات
رؤى بحماس : نعم هكذا يا امي !! ادعي لي دائماً

ثم اخذت رؤى اغراضها و ذهبت تطفو مُحلّقة بخفّة نحو الطابق السفلي كجنيّةٍ مُتمرّدة

الأحد، 14 مايو 2017

الأبواب السبعة (قصة اطفال) من الموروث الشعبي اللبناني

كتابة : امل شانوحة



سبعة غرف ملونة تحت الأرض !

في صباح احد الأيام .. ذهب المزارع بشير الى ارضه , وبدأ كالعادة بحفر الأرض لوضع الحبوب , لكنه اختار هذه المرة بقعة صغيرة جرداء , محاطة بأشجارٍ كثيفة جعلتها بعيدة عن اعين الناس  
بشير : لما لم يزرع ابي رحمه الله هذا المكان من قبل ؟! 

ثم بدأ الحفر بنشاط , لكن شيئاً اعترض مجرفته ..
بدهشة : يبدو وكأن شيئاً مطمورٌ في الأسفل ! حسناً سأكمل الحفر لأعرف ماهو

وعندما اكمل الحفر , ظهر له بابٌ حديدي في وسطه حلقة 
بشير بحماس : ما هذا ؟! يبدو انه مدخل لقبوٍ ما .. سأشدّ قبضة الباب وافتحه


وعندما فتحه , رأى ادراجاً نحو اسفل الأرض 
بدهشة : يا الهي ! الى اين ستأخذني هذه الأدراج , لأحضر الفانوس وانزل لأستكشف المكان 
***

واسرع نحو بيته القريب واحضر الفانوس , ثم بدأ بنزول الأدراج ..وهو يعدّ الدرجات
بشير : هذه الدرجة الأولى ..والثانية ..الثالثة .........العاشرة

وفجأة ! عمّ الظلام بالداخل بعد سقوط الفانوس من يده , بسبب فزعه من صوت اغلاق الباب بقوة من فوقه
بشير بخوف : من اغلق الباب عليّ ؟! لا الفانوس !! لقد انكسر ! جيد ان معي علبة كبريت , لكن ضوئها سيكون خافتاً ؟! هل اعود الى بيتي ام اكمل النزول ؟! 

وبعد قليل من التردّد ..
بشير : لا بل سأكمل النزول , فربما اجد كنزاً في الأسفل  
واشعل الكبريتة الأولى , ثم استند على الجدار وصار ينزل الأدراج بتمهّلٍ وحذر

بشير وهو يعدّ خطواته : حسناً فهمت ..كل عشر درجات ينتهي السلّم , ليبدأ سلماً جديداً .. طيب لأبدأ ...هذه هي الدرجة الأولى ..الثانية ..الثالثة ..آه اللعنة ! كنت سأتعثّر .. الرابعة ..........العاشرة ..ما هذا ؟!

 وهنا انطفأت الكبريتة , فأشعل كبريتة اخرى وقرّبها من الجدار
بشير بدهشة : هذا ليس جدار , بل بابٌ خشبي لونه اصفر ! .. حسناً سأطرق الباب 

وطرق بشير عدّة طرقات لكن لا مجيب .. ففتح الباب الأصفر ليظهر من خلفه عالمٌ مضيء , كاد ضوء الشمس فيه ان يعميه ! فأغلق بشير عيناه بقوة وعبر من خلاله ..وهو يقول بدهشة :
- كيف يوجد شمس بداخل قبوٍ معتم ؟! وكأنه عالمٌ آخر تحتنا !..  يا الهي , عينايّ تؤلماني من قوة الإضاءة 

وبعد ان تعوّد بشير على الضوء , فتح عيناه بصعوبة ..فرأى قوماً يسكنون بيوتاً صغيرة , بينما يعمل الآخرون في حرفٍ يدوية داخل السوق لكن بكسلٍ شديد ! اما المارّة فيظهر جلياً على مُحيّاهم أثر التعب والأرهاق .. فأقترب وسأل الرجل العجوز :
بشير : عفواً يا عم , هل تخبرني اين انا ؟! ولما انتم متعبون هكذا ؟!

العجوز : يبدو انك غريب عن منطقتنا ! 
- انا قدمت من العالم الذي فوقكم
- آه ! انت من سكّان العالم الفوقي  
بشير بخوف : ماذا تقصد ؟! 
- لا تهتم .. اما جواب سؤالك .. فنحن عالم النور , حيث الشمس في عالمنا لم تغب منذ سنواتٍ طويلة , ولذلك نشعر دائماً بالتعب  و الأرهاق 

بشير بدهشة : الا تنامون ابداً ؟!
- وكيف ننام مع هذا النور القوي ؟
- الحلّ بسيط 
وطلب بشير من العجوز ان يجمع له الشعب ليخبرهم بالحلّ

وبعد ان اجتمع الجميع في السوق وهم يترنّحون من التعب , قال لهم بشير: 
- طالما ان شمسكم لا تغيب , فعليكم ان تهيّأوا بيوتكم للنوم .. 
فسألته امرأة باهتمام : وماذا نفعل؟!
بشير : عليكم ان تصنعوا ستائراً سوداء سميكة تضعونها على نوافذكم وبذلك تُظلم الغرف وتنامون قليلاً لتستعيدوا نشاطكم , ومن لا يملك منكم المال ثمناً للقماش فيكفي ان تطلوا نوافذكم بالطلاء الأسود لتعتيم غرف نومكم

فهلّل الجميع فرحاً بعد ان اعطاهم الحلّ لمشكلتهم , واسرع الجميع لبيوتهم لتنفيذ الخطة  

فأقترب العجوز من بشير ليشكره على صنيعه 
بشير : لا شكر على واجب يا عم , لكن اريد ان استشيرك في موضوع .. هل بعد ذهابي من عندكم اكمل طريقي الى أسفل الأدراج , ام اعود الى بيتي ؟
- برأيّ اكمل طريقك , فربما تجد مغامرات جديدة في انتظارك .. وكل ما استطيع فعله لك هو اعطائك هذا الشيء

ثم اعطاه بلورة مضيئة , واخبره انه في حال وضعها بالمكان المناسب , فستضيء مثل الشمس 

ثم قال له العجوز مُحذّراً : لكن لا تقم بنفس غلطتي يا بنيّ .. فأنا وضعتها قبل سنوات لشعبي لكي نعمل لساعاتٍ اطول .. لكني نسيت ان اضبط وقتها , ولهذا صارت تضيء كل الوقت , مما اتعبنا جميعاً .. ولهذا  اشكرك كثيراً لأنك خلّصتني اليوم من هذا الذنب الكبير
***

ثم خرج بشير من عالم النور وهو يحمل البلورة التي كانت تضيء طريقه نحو الأسفل .. بينما هو يعدّ الدرجات من جديد
- هذه الدرجة الأولى .. الثانية .. الثالثة ......العاشرة ..ماهذا ؟! انه بابٌ اسود ! حسناً سأفتحه

فإذا به عالمٌ مظلم لا ينيره سوى نور القمر الساطع فوق امواج البحر , كما النيران الخشبية التي اُوقدت بجانب الخيم الصغيرة 
فمشى حتى وصل اليهم ..وقد لاحظ على الفور اجسامهم النحيلة ووجوههم الشاحبة وكأنهم يتضوّرون جوعاً !
فسأل احدهم : ماذا حلّ بكم يا أخ ؟

فأجابه : يبدو انك غريبٌ عن منطقتنا ! نحن عالم الظلام , فالشمس عالقة بالعالم الذي فوقنا , لذلك بُتنا في ظلامٍ دامس .. 
وكما تعرف , الزرع يحتاج الى شمس كي ينمو .. وبعد موت مزروعاتنا اضطررنا للعيش على السمك لسنواتٍ طويلة , حتى بتنا نأنف الطعام ! وأزدادت لهفتنا لأكل الخضروات والفواكه , لكن هيهات بغياب الشمس .. كما ان الظلام الدامس يشعرنا بالأرهاق الدائم

فأخرج بشير الكرة المضيئة من جيبه , ليُسرع المارّة بإغلاق اعينهم التي لم تعتدّ رؤية مثل هذا الشعاع القوي منذ زمنٍ طويل  

وقد تكفّل بشير بنفسه لصعود الجبل القريب من الشاطىء ووضع البلورة المضيئة مكان القمر , بعد ان ضبط وقت اضاءتها ل 12 ساعة فقط .. 

وما ان سطعت البلورة بما يشبه نور الشمس , حتى هلّل الجميع فرحاً وانطلقوا جميعاً نحو اراضيهم البور لزراعتها من جديد 
وبعد ان أكل بشير بعض السمك المشوي مع الرجل , الذي قال له: 
- بما اننا اخذنا منك بلورتك المضيئة , فخذّ معكّ شعلة النار هذه لتنير دربك 

فشكره بشير على حسن الضيافة , وودّعه ليكمل طريقه..
***

وبعد ان اغلق الباب الأسود خلفه , نزل الأدراج مجدّداً حاملاً شعلة النار وهو يتساءل في نفسه :
بشير : كم عالمٌ غريب بقي في الأسفل ؟! لأنزل و أرى
وبدأ يعدّ الأدراج من جديد 
- الدرجة الأولى .. الثانية .. الثالثة ............العاشرة .. آه ! بابٌ جديد .. هذه المرة لونه ازرق , لأفتح وارى ماذا يوجد في الداخل.. ماهذا ؟! لا !!!!


وما ان فتح الباب حتى تدفق منه مياهٌ غزيرة , سحبته الى الداخل ..ومن دون مقدمات وجد نفسه في عمق البحر ..وقبل ان يغرق تماماً , شعر بأحدهم يسحبه من يده .. 

وعندما استيقظ وجد شاباً امامه ! 
بشير وهو يسعل مُخرجاً الماء الذي ابتلعه :
قال بصعوبة : اين انا ؟!
فأجابه الشاب : انت في عالم البحار 

فنظر بشير حوله فوجد عالماً داخل فقاعة زجاجية تحت البحر بينما الأسماك تسبح خارج الزجاج !
الشاب : نحن بنينا مدينتنا هنا , تجنّباً للحروب الطاحنة التي جرت على اليابسة فوقنا .. وبصراحة .. نحن من بدأنا العراك معهم والتعدّي على املاكهم , لهذا عاقبونا بالطرد من اراضيهم .. لكن كبارنا لم يقبلوا بالحكم الا اذا هم وعدونا بالمقابل بأن لا يقتربوا من البحر او حتى الشاطىء .. وبعد كتابة ذلك العهد القاسي , سكنّا تحتهم يحيط بنا البحر من كل جانب كما ترى 

بشير : ومنذ متى تعيشون هنا ؟
- لا ادري , فجدّ جدي كان من الغطّاسين القدامى الذين صنعوا هذا العالم 
- وهل مازال حكم النفي جارياً عليكم الى يومنا هذا ؟ 
- لا احد يعلم , لأنه لم يتجرأ اي شخص منّا للصعود الى اليابسة 
- اذاً ما رأيك لو تحقّقت لكم من الأمر ؟

فاندهش الشاب من جرأة بشير , واخذه عند قادته الذين فرحوا بتضحيته الجبّارة , وقرّروا ارساله مع الشاب الى الشاطىء (في الأعلى) بواسطة  غواصة كانوا بنوها قديماً

وعندما خرجت الغواصة فوق سطح الماء , قال الشاب لبشير مرتعباً : 
- انا سأوصلك للشاطىء ثم ابتعد , لأني أخاف من الوحوش التي على اليابسة
بشير : هذه ليست وحوش , بل حيوانات  
- اقصد اعداءنا الذين تحاربنا معهم قديماً
- آه فهمت , لا تقلق .. سأذهب اليهم لأرى الوضع , ثم اعود لأخبركم 
***

وبعد ان تخطّى الشاطىء الهادىء , وجد نفسه امام شجرة ضخمة عليها ادراجٌ خشبية 
بشير : ادراجٌ ثانية ! لكن هذه المرّة الى فوق

فصعد الأدراج وهو يعدّها : واحد .. اثنان .. ثلاثة ......... عشرة .. بابٌ أخضر داخل الشجرة ! سأطرقه .. (ونادى بصوتٍ عالي) .. هل يوجد احدٌ بالداخل ؟!!

ففتحت صبية جميلة له الباب , وهي مندهشة منه :
- انت لست من قبيلتنا او قبيلة اهل البحر ! مالذي اتى بك الينا ؟!
بشير : هل استطيع التكلّم مع رئيسكم لو سمحتي ؟

فأخذته الى الرئيس الذي استقبله في حضور افراد القبيلة الذين اندهشوا من وجود هذا الغريب بينهم !
بشير : كنت قبل قليل في عالم البحر , و قد اخبروني عن العهد الذي بينكم 

رئيس القبيلة : نعم هذا كان حكم جدي قبل سنواتٍ طويلة , ونحن احترمناه ولم نقترب من البحر او الشاطىء ثانيةً
بشير : طيب الم تشتاقوا لرؤية امواج البحر , او الى تذوق طعم السمك المشوي ؟

فصار افراد القبيلة الكبار يتذكّرون تلك الأيام بحزن , فقال عجوزٌ منهم :
- كنت سباحاً عظيماً في شبابي , لكني حرمت من هوايتي بسبب هذا الحكم الجائر
وقالت عجوزة : وانا كنت افضل امرأة تطبخ اصناف السمك , وقد اغلقت مطعمي منذ ذلك الحكم الذي خرب بيتي

فقال بشير : والناس ايضاً في عالم البحر مشتاقون جداً لطعم الفواكه والخضروات , والمشي فوق اليابسة بدل السباحة طوال الوقت .. وهم يتمنون لو تحصل هدنة بينكم , وتسمحوا لهم بالعيش ثانيةً معكم و ان تتشاركوا جميعاً ثمار الشجر و الإستفادة من البحر بسلام .. وقد ارسلوني اليكم كمرسال لأعرف رأيكم بالأمر ؟

وبعد ساعات من تشاور كبار عالم الغابات بالأمر , قبلوا بأن يُحضر بشير معه كبار عالم البحار لوضع شروط الهدنة بينهما 

وفي المساء .. احتفل مجتمع اليابسة مع مجتمع البحر , بعد ان قسّموا الجزيرة الى قسمين بينهما , على ان يكون البحر متاحاً للجميع 

ثم ودّع رئيس البحر ورئيس الغابة بشير عند البوابة : هل انت مصرّ على اكمال طريقك يا بشير 
بشير : نعم , اريد ان اعرف كم بقي من العوالم اسفل الدرج 
- بالتوفيق لك يا بني , لكن هل اطعموك جيداً ؟
بشير : نعم لقد اكلت وشربت بما يكفي لأكمال مغامرتي , فشكراً لكما
***

ثم خرج من عندهما نحو الأدراج المظلمة , بعد ان أشعل النار في شعلته وبدأ يعدّ الأدراج من جديد 
- الدرجة الأولى .. الثانية .........العاشرة ..آه وصلت .. بابٌ بنيّ هذه المرةّ ! لأفتح وارى .. بسم الله

ودخل ليجد طرقاتٍ ملوثة بالطين , بينما الأمطار تتساقط بغزارة , والناس تمشي بصعوبة وسط الوحل.. وعندما شاهد عجوزاً يعبر الشارع , قام بلحاقه 
بشير : يا عم .. يا عم انتظر !! 

العجوز : ماذا تريد ايها الغريب ؟! الا تراني مستعجلاً لأصل الى بيتي قبل ان يشتدّ المطر 
- ارجوك خذني معك الى بيتك , فقد ابتلّت ثيابي تماماً

فأخذه الى بيته الذي كان موسّخاً بالطين .. حتى ان بعض غرفه غارقة بالمياه 
بشير : ولما ترضون بالعيش وسط هذه الفوضى ؟!

العجوز : وماذا نفعل ان كان المطر هنا لا يتوقف لا صيفاً ولا شتاءً ؟! كما ان السيول قتلت الكثير من شعبي السنة الفائتة
بشير : اذاً ابنوا بيوتكم فوق الأشجار , وبذلك تحمون انفسكم من السيول والأوساخ 
- وكيف نبني مثل هذه البيوت المعلّقة ؟!
بشير : من حسن حظك انني كنت قبل قليل في عالم الغابات , ومن مشاهدتي لبيوتهم فوق الأشجار صارت لديّ فكرة عن طريقة صنعها , لكني احتاج الى مساعدة

ثم خرج مع العجوز الى وسط السوق , و جمع الناس الذين وقفوا تحت المطر يستمعون الى خطة بشير 

وعلى الفور .. استطاعوا تقليده بمهارة , بعد ان شاهدوه يبني بيتاً للعجوز فوق احد الأشجار

وفي المساء .. كان الجميع قد انتهى من بناء بيته فوق احد الأشجار .. وقد تفاجىء بشير بسرعة تعلّمهم كما سرعة انجازهم للعمل , حتى هو نفسه شعر وهو يساعدهم بأنه يمتلك قوةً خارقة ! 

والنتيجة كانت بأن الجميع فرح تلك الليلة لنومهم داخل بيوتهم الجافة البعيدة عن مجاري المطر على الأرض 

واثناء توديع بشير للعجوز لإكمال مسيرته نحو الأدراج الغامضة , قال له :
العجوز : امسك ايها الشاب ..لقد جمعت لك ماء المطر داخل هذه القربة , اشرب منها حين تعطش 
بشير : لكني لست ظمآناً يا عم
العجوز : هذه قربةٌ سحرية , فالماء الذي بداخلها لا ينضب ابداً .. خذها معك , لن تندم
فشكره بشير على هذه الهدية 
***

ثم اغلق البوابة خلفه , ليعود الى مغامرة الأدراج المجهولة  
بشير وهو يحاول اشعال النار بشعلته
بشير : تباً !! الشعلة ابتلّت بالمطر , يبدو انني لن استفيد منها , سأتركها هنا .. وسأحاول نزول الدرج على مهل كي لا اتعثّر وسط الظلام .. هيا يا بشير لا تخفّ , كلها عشر درجات وستصل الى عالمٍ آخر .. حسناً لأعدّها .. هذه الدرجة الأولى ..الثانية ...............العاشرة .. واخيراً وصلت .. اين هو الباب ؟

وصار يتحسّس الجدار هنا وهناك في الظلام
بشير بقلق : اين هو الباب ؟ انا لا ارى شيئاً .. آه وجدته .. يا ترى ما لونه هذه المرة ؟ لأفتحه 

لكن فتحه لم يكن سهلاً , وعندما دخل بعض النور استطاع بشير تميز لون الباب
بشير : آه الآن رأيت .. الباب برتقالي .. لكن ماهذه اللفحة الساخنة التي هبّت من ذلك العالم ؟! يا الهي ! هذا الباب يحتاج الى الكثير من القوة 

وبعد ان فتحه بصعوبة , شاهد كثباناً من الرمال خلفه واحسّ على الفور بالجوّ الحار جداً
بشير بدهشة : هذه صحراءٌ قاحلة ! هل ادخل اليها ؟! اخاف ان اعلق بالداخل

لكن بعد قليل من التردّد .. دخل الى ذلك العالم , ليشاهد خياماً لبدو .. وعندما اقترب من احد الرجال الذي كان ملثّماً بغترته , تفاجىء به يرفع سيفه في وجهه
بشير برعب : انزل سلاحك يا رجل !! لقد اخفتني 

الرجل : هل انت من قبيلة العدو ؟
بشير : لا لست من قبائلكم ولا من عالمكم اصلاً , كنت اريد فقط ان اسألك ..لما تعيشون بهذه الصحراء التي ليس فيها الا بعض النخيل ؟!

الرجل : بلادنا لم تكن جافة , لكن الأعداء ردموا بيرنا فلم يعد لدينا ماء , ولذلك تذهب نسّوتنا كل صباح لتعبئة المياه من مكانٍ بعيد 
بشير مبتسماً : من حسن حظّكم ان معي الحلّ لمشكلتكم 
ثم اراه قربة الماء التي يحملها 

الرجل بحماس : هل هذه ماء المطر من بلاد الوحول التي فوقنا ؟!
بشير : نعم , واحتاج منك ان تجمع اصدقائك لنصنع سويّاً حوضاً كبيراً كي أفرغه بداخله

وعلى الفور .. انطلق الشاب الى رئيس قبيلته الذي جمع كل الرجال , وتعاونوا فيما بينهم لبناء حوضاً كبيراً من الطين , والذي ما ان افرغ بشير بداخلها القربة حتى تحوّلت الى واحةٍ غنّاء وسط الصحراء 

وفي المساء .. اقيم حفلاً كبيراً وذبحت الذبائح اكراماً لضيفهم بشير 

وفي الصباح : ودّعهم بشير ليكمل مغامرته , بعد ان شكرهم على التمر السحري الذي سيشعره بالشبع طوال رحلته
***

وبعد ان اغلق البوابة , تذكّر امر الشعلة 
- يا غبي يا بشير ! ليتني اخذت من عندهم شعلة نار جديدة بدل التي تركتها فوق .. حسناً لا بأس ..اصلاً لم يعد الظلام يخيفني .. لأنزل على مهل واعدّ الأدراج بحذر 

- واحد .. اثنان .. ثلاث درجات ........ عشرة .. وهآقد وجدت الباب ..مالونه هذه المرة ؟ لأشقّ الباب قليلاً .. آه رأيته , انه ابيض ..  لكن ما هذا الهواء البارد ؟! عساه خيراً .. هيا يا بشير ادفع الباب بقوة 

وعلى الفور.. هفّت على وجهه نسيم رياحٍ باردة قادمة من عالمٍ تكسوه الثلوج في كل مكان 
بشير : يالهذا البرد القارص .. لكني لا ارى سوى الثلوج ! .. يا ترى اين يختبأ سكّان هذا العالم ؟!

ومشى بضعة خطوات ..حتى وجد كهفاً يخرج منه الدخان , فذهب الى هناك ليجد اعداداً قليلة من الناس تعيش هناك .. 
الا انه سقط مغشياً عليه من شدّة البرد امام احد الأكواخ , ليسرع طفلٌ ما ويغطيه بالفراء 

وعندما استيقظ بشير كان داخل احد البيوت , وامامه بعض الفحم المحروق لتدفأته 
بشير وهو يستعيد وعيه : اين انا ؟!
والد الطفل : ابني وجدك بالخارج , وانا ادخلتك بيتي .. انت الآن في عالم الثلوج .. لكن مالذي احضرك الينا ؟!
بشير : كنت قد مررّت على ستة ابوابٍ قبلكم .. عالم النور وعالم الظلام , وعالم البحار وعالم الغابات , وعالم الوحول وعالم الصحراء 

الرجل : ومالذي استفدّته من كل هذه التجربة ؟
بشير : بصراحة لا اعرف , لأن كل هدية حصلت عليها في احد العوالم خسرتها لحلّ مشكلة العالم الآخر !
- لم افهم ! اشرح لي اكثر 

- اقصد بأنني حصلت من عالم النور على بلورة مضيئة لكني استخدمتها كشمس لحل مشكلة عالم الظلام الذي بدورهم اهدوني شعلة نار التي تبلّلت في عالم الوحول ولم تعد صالحة للأستخدام , بينما اعطوني في عالم البحار سمكة سحرية لآكلها فهي على حسب قولهم ستشبعني لفترة طويلة لكني أهديتها لزعيم عالم الغابات الذي كان مشتاقاً كثيراً لطعم السمك , كما اهدوني في عالم الغابات بعض الفواكه التي ستنشطني لاحقاً , لكني اهديتها لرئيس عالم البحار كي اقنعه بالصعود معي الى الشاطىء ليقوم بهدنة جديدة مع عالم الغابات , كما اهداني عجوزاً من عالم الوحول قربة من ماء المطر كي لا اظمأ ابداً لكني استخدمتها كحلّ لمشكلة العطش في عالم الصحراء الذين اهدوني بدورهم تمراً ليعطيني سعرات حرارية..

الرجل مقاطعاً : هل فعلاً اعطوك التمر السحري ؟! فشعبي يعاني من البرد ونحتاج فعلاً الى سكّريات لتدفئة اجسامنا , فقد تعلّمنا ان نعيش كل يومٍ بيومه لأننا لا نعلم ما يخبئه الغد .. فالحياة هنا صعبة للغاية , فبخلاف البرد القارص يمكننا في ايّ لحظة ان نتعرض لأنهيارٍ جليدي من الجبال التي حولنا , او ان يُنهش لحمنا بسبب الدببة القطبية او الحيتان في البحر , كما نعاني من قلة الطعام والتدفئة , لذلك ليست لدينا احلاماً كبيرة للمستقبل , ومع ذلك نحن سعداء بعيش الزمن الحاضر

بشير : نعم اعتقد انكم تحتاجونها اكثر مني .. تفضل التمر.. لكن عليك ان توزّعها على الجميع و تعطي تمرة لكل عائلة , فالتمرة الواحدة تكفي عائلة من خمسة اشخاص طوال حياتهم , هذا ما اخبروني به ! 
- جميل جداً , سأوزّعه بعد قليل على كل شعبي .. لكن اخبرني بما تنوي فعله الآن ؟

بشير : سأحاول ان اكمل مسيرتي نحو أسفل الدرج 
الرجل : لكن لا يوجد المزيد من الأدراج يا صديقي .. فنحن فقط سبعة عوالم اسفل الأرض 
بشير بدهشة : ماذا يعني هذا ؟!
- يعني انتهت مغامرتك هنا , وصار عليك العودة الى عالمك بعد ان تعلّمت دروسك .. 
بشير : عن ايّ دروس تتكلم ؟! انا لم افهم شيئاً !
- هيا اغمض عيناك 
بشير : لكني لا اريد النوم .. لا لحظة ! لما اشعر بالنعاس فجأة ؟!
***

وعندما فتح بشير عيناه , وجد نفسه ببيته داخل مزرعته .. وعلى صدره قصاصة ورق مكتوبٌ فيها :
((كنت تبحث عن الكنز , وقد حصلت عليه .. 
1- اعمل دون ان تجهد نفسك .... (تحيات عالم النور , البوابة الصفراء) ِ
2- خذّ وقتاً للراحة بين حينٍ وآخر ..(تحيات عالم الظلام , البوابة السوداء)
3-  لا بأس من المجازفة .. (تحيات عالم البحار , البوابة الزرقاء)
4- اغفر و سامح لتحظى بحياةٍ اجمل ..(تحيات عالم الغابات , البوابة الخضراء)
5- تعلم وتدرب على مهاراتٍ جديدة (تحيات عالم الوحول , البوابة البنية)
6- يد الله مع الجماعة.. (تحيات عالم الصحراء , البوابة البرتقالية) 
7- استمتع باللحظة وعشّ الحاضر ..(تحيات عالم الثلوج , البوابة البيضاء)

هذه الدروس يا بشير هي الكنز الحقيقي الذي سيساعدك بتخطي الصعاب في حياتك العامة .. مع تحيات البوابات السبعة لعالم الجن و العفاريت))

فيصرخ بشير بخوف : يعني لم يكن حلماً ! و كنت فعلاً ضيفاً في عالم الجن ؟! 

واُغميَ عليه من أثر الرعبة ! 

ملاحظة :
اقرأوا تعليقي في الأسفل , وشكراً لكم

الجمعة، 5 مايو 2017

خادمة القصر



خادمة القصر



تأليف :
أمل شانوحة



خادمة,غني,زواج,رفض,طبقة,اجتماعية,حب

لن اسمح لأبني المليونير ان يتزوج من خادمته !! 



حقوق الطبع محفوظة 2016, تحت طائلة المسؤولية


ملخّص القصّة

هي قصّة شاب غني لديه عقدة من النساء , لكنه احب خادمته التي ظنّت في البداية بأنه سائق القصر , فماهي ردّة فعل كلا العائلتين من هذه العلاقة , في ظلّ اختلاف طبقاتهما الإجتماعية ؟



ملاحظة :

هذه القصة تصلح كمسلسل عربي او تركي , وهي مستوحاة من مسلسل لبناني قديم بعنوان (عازف الليل) لكن بسياق و احداث مختلفة , اتمنى ان تعجبكم


لمتابعة احداث القصة 

طبيب الأسنان المشبوه

فكرة : اختي اسمى كتابة : امل شانوحة    جنّية الأسنان جلست سلمى على كرسي طبيب الأسنان وهي ترتجف رعباً ، فهي المرّة الأولى التي تخلع فيها سن ا...