الجزء الأول :
فكرة : محمد بيومي آل غلّاب
كتابة : امل شانوحة
رابط القصة :
https://kabbos.com/index.php?darck=4618
الجزء الثاني :
تأليف : امل شانوحة
رابط القصة :
http://www.lonlywriter.com/2018/05/blog-post_6.html
الجزء الثالث والأخير :
تأليف : أمل شانوحة
خطأكِ هذا سيُكلّفنا حياتنا !!
قبيل غروب الشمس .. جلس جون وزوجته يلاعبان ابنهما (6 اشهر) في حديقة منزلهم المتواجد في أحضان غابةٍ بعيدة عن أجواء المدينة
وهناك سألها : أتدرين .. لم اسألك بعد عن القلادة التي تلبسينها دائماً , تبدو رخيصة الثمن !
ديانا وهي تفتح قلادتها : ربما رخيصة الثمن لكنها غالية كثيراً عليّ , أنظر ما بداخلها
وكان بها صورة لطفلة مع رجلٍ عجوز..
جون : هل هذه صورتك وانت صغيرة ؟
- نعم
- لكن العجوز لا يشبه والدك !
فقالت ديانا متأثرة وهي تستذكر الماضي :
- هذا جاري في بيتنا القديم قبل ان يُطلّق ابي امي وينتقل للعيش في ذلك السجن المهجور .. حيث صرت بعدها أقضي جلّ وقتي في بيت الجار حينما تكون امي بالعمل .. وهكذا أمضيت طفولتي معه الى ان توفيت امي بحادث سير وانا بعمر 13 .. ومن ثم أخذني ابي الى عالمه الإجرامي ليقضي على طفولتي البريئة بعد ان علّمني كل شيء عن الأسلحة والمخدرات , حتى انني شاهدته أول مرة يقتل شخصاً امامي وانا لم أتمّ بعد سن 15
جون بصدمة : يا الهي ! كم والدك قاسي
ديانا بحزن : نعم للأسف .. لكن هذا الرجل كان بمثابة والدي الحنون , وهو من أهداني القلادة في يوم جنازة امي , وقد علمت بوفاته بالسرطان قبل سنتين .. (ثم تنهدت بحزن) .. أليس هذا غريباً ؟! لقد تركت كل شيء يهمّني في المكسيك وليس عندي صورة لأمي او ابي , وكل ما حملته معي كان هذه القلادة التي بها صورة أغلى انسان على قلبي !
فربت جون على ظهرها بحنان ..
ديانا : انا بخير لا تقلق , المهم الآن .. متى سنذهب الى المطعم كما وعدّتني
جون وهو ينظر الى ساعته :
- بحلول المساء , تقريباً بعد ساعة من الآن ..هل جهزت أغراض الطفل ؟
- نعم ووضعت كل شيء في السيارة
وفجأة ! أحسّ جون بسيارةٍ تقف خارج اسوار منزله , قبل ان تتحرّك مُبتعدة عن المكان .. فقال لزوجته بقلق :
- هل سمعتي شيئاً ؟!
زوجته : ربما تكون سيارة أضاعت الطريق , فتوقفت قليلاً ثم أكملت سيرها
- لا , أظنه توقف قرب صندوق بريدنا ! سأخرج وأرى
وبعد قليل .. عاد جون حاملاً بيده لعبة دب من الصوف , وأخذ يلوّح بها لزوجته مبتسماً :
- أظن صديقنا الطبيب أرسل لعبة لجيمس الصغير , فلا أحد غيره يعرف عنواننا
فحاولت ديانا إخفاء قلقها , فهي لم تعلمه بعد بأنها أخبرت والدها بعنوان منزلهما
وبهذه اللحظات .. ضغط جون على زرّ في صدر اللعبة , ليصدر منها صوتٌ أجشّ يقول بنبرة تهديد :
- أهلاً بصهري العزيز !!
وما ان سمع جون صوت رئيس عصابة العقرب , حتى رمى باللعبة باتجاه الغابة بكل ما أوتيّ من القوة , ليصدر منها صوت إنفجارٍ مدويّ !!!!
وبعد ثوانيٍ من الصدمة والجمود ! قام جون من على الأرض وهو يرتعش من هول ما حدث :
- اللعنة عليه !
بينما كانت ديانا تحتضن ابنها بخوف , وهي لا تصدّق ما حصل للتوّ !
فأسرع جون اليهما وهو يقول بقلقٍ شديد :
- هل انتما بخير ؟!!
ديانا وهي ترتجف , محاولةً تهدأة ابنها الذي كان يبكي من الخوف:
- نعم نحن بخير , وانت ؟
لكنه فاجأها حين أمسك ذراعيها بقوة , وهو يحاول كبت غضبه :
- هل اتصلتي بوالدك ؟!!
فحاولت إنكار ذلك , بارتباك :
- لا !! انا لم ..
مقاطعاً بعصبية : والدك أرسل متفجرة داخل لعبة لإبننا !
بصدمة : مستحيل ! إنها ليست منه , فأبي لن يقتل حفيده الوحيد
فعاد وشدّ ذراعها لينبّهها بخطورة الموقف :
- والدك مجرم يا ديانا !! هو لا يهمّه ابنك ولا حتى انت ..متى ستفهمين ذلك ؟!!
- جون .. انا آسفة حقاً .. أردّت فقط الإطمئنان عليه.. كنت خائفة ان يقتلوه بالسجن , وأردّت توديعه لأن..
مقاطعاً : وكيف اتصلتي به ؟
- على رقم جواله القديم
فقال بعصبية : هذا يعني انه يعيش ملكاً في السجن , والاّ كيف سمحوا له الإحتفاظ بجواله ..
- جون انا ..
مقاطعاً بغضب : هو كذب عليك , وانت صدقته وأعطيته عنوان بيتنا.. وبسبب خطأك هذا , أصبحت حياتنا في خطر !!
وهنا انتبه جون الى صوت سيارتين تقتربان من المكان ..
فهمس لزوجته بقلق :
- ألحقي بي بسرعة قبل ان يصلوا الينا
فأسرعت معه الى خلف المنزل , حيث فاجأها بفتحه لبابٍ سرّي في أرضيّة الغابة .. ثم طلب منها نزول الأدراج مع الطفل الذي هدأ بعد ان وضعت المصّاصة في فمه .. ونزل هو بعدهما , وأقفل الباب خلفه
***
وكان في داخل هذا المخبأ السرّي : شاشات مراقبة لكل غرف المنزل وحديقته
فسألته زوجته باستغراب : لما لم تخبرني بهذا المكان من قبل ؟!
فأجابها بلؤم , وهو يُضيء جميع الشاشات :
- جيد انني لم أفعل , والا لكنت أخبرتي والدك عنه ايضاً
ديانا بعصبية : كفى يا جون !! ما كان يدريني بأن والدي سيفعل ذلك ؟
- لا وقت الآن للعتاب .. كل ما أريده منك هو ان تُبقي الصغير هادئاً , فنحن لا نريدهم ان يسمعوا صراخه ويقتلونا جميعاً
فأومأت برأسها موافقة , وهي تشاهد معه اللصوص الخمسة وهم يقتحمون منزلهم بعد غياب الشمس ..
وبدأ الرجال المُلثمّين بالبحث عن عائلة جون في جميع الغرف ..
وقد شاهد جون وزوجته أحدهم يقول لرئيسه : لا يوجد أحد في المنزل !!
وقال الآخر : سيدي !! لا يوجد أحد في الحديقة , لكني وجدت آثار إنفجار اللعبة التي أرسلها القائد , لكن لا أثر لأيّة دماء !
رئيسهم : هذا يعني ان جون إكتشف الأمر , وهرب مع عائلته من هنا
أحدهم : لا اظن ذلك , فسيارته مازالت خارج المنزل ..وقد وجدت فيها حقيبة السيدة ديانا وأغراض لإبنه
رئيسهم : جيد , إعطني حقيبتها ..
بهذه اللحظات .. كانت ديانا تشاهد رئيس اللصوص (من شاشة المراقبة) وهو يبعثر أغراض حقيبتها , فهمست لزوجها بقلق :
- اللعنة ! هويتي الجديدة فيها
جون بضيق : ليتك لم تضعي حقيبتك في السيارة !
- بيتنا بعيد عن كل منازل المنطقة , فما يدريني ان أحد سيقتحم سيارتنا ومنزلنا ؟!
جون بقلق : هاهو وجدها , ومنها سيعرفون اسم عائلتنا الجديد .. وبات ذهابنا الآن الى الفنادق مخاطرةً كبيرة !
ثم سمعا رئيس العصابة يقول لرجاله :
- إبحثوا في الغابة المجاورة , فلا أظنهم ابتعدوا كثيراً عن المكان
فاختار كل واحداً منهم جهة لتمشيطها , ولم يعدّ يظهرون على شاشات المراقبة ..
في هذه الأثناء .. سألت ديانا زوجها :
- لم تخبرني بعد .. هل انت من صنع هذا الملجأ السرّي , ام انك وجدته صدفة حين اشتريت المنزل ؟
جون : انا قبل ان أتقدّم لخطبتك , بحثت مطوّلاً في الإنترنت عن مكان بعيد عن الناس وفيه سرداب او ملجأً سرّي
ديانا باستغراب : ولماذا ؟!
جون معاتباً بعصبية : أتسألينني يا ديانا ! .. لأجل هكذا يوم بالطبع
فأحسّ بأنها استاءت من عتابه , فقال لها بابتسامةٍ حنونة :
- اشتريته لأنني أعرف ان قلبك الطيب لن يرتاح قبل الإطمئنان عليه , فهو والدك بالنهاية
فقالت بحزن وغضب : كنت طوال الوقت مخدوعةً فيه ! لطالما أوهمت نفسي بأنه يحبني .. لكن أن يرسل قنبلة لأبني , فهذا يعني فراقٌ بيني وبينه للأبد !! فأنا لن أسمح لأحد بأذيّة عائلتي
- إهدئي عزيزتي , فهو كان يريد فقط التخلّص مني
لكنه شعر بحزنها , فأراد تغير الأجواء :
- لم تسأليني من صاحب البيت ؟
- ولمن يكون ؟
- كان بيت رجلٍ يعمل جاسوساً في المخابرات ايام الحرب الباردة بين روسيا واميركا .. وحين هرب من روسيا وعاد الى هنا , خاف ان يقتلوه بعد ان أفشى اسرارهم المهمة للولايات المتحدة .. لهذا زوّد غرف بيته بكاميرات مراقبة , بالرغم انها قديمة الصنع لكنها مازالت فعّالة .. كما صنع هذا المخبأ السرّي المزوّد بحمام ومطبخٍ صغير ..
- وانت وجدت إعلاناً عنه بالإنترنت ؟
- لا , بل صديقنا الطبيب المكسيكي أخبرني عنه حين طلبت منه ان يكون شاهداً على زواجنا .. وقمت انا بشرائه من ابن ذلك الجاسوس الذي اراد بيع منزل والده بعد وفاته
وفجأة ! صرخ ابنهما الصغير الذي غفى قبل قليل !
جون بقلق : بسرعة إسكتيه قبل ان يسمعه أحد فوقنا !!
ديانا بخوف : لا ادري ما حصل له ! فهو لا يريد السكوت .. ارجوك ابني اهدأ قليلاً .. أظنه جائع , وطعامه في السيارة
- ليتك لم تفطميه باكراً .. لحظة ! ما هذا الصوت ؟!
وهنا سمعا حفراً فوق رأسيهما , كما سمعا شخصاً يكلّم نفسه بصوتٍ مسموع :
- سأقتلهم دون ان أخبر أحداً , لأحصل على الجائزة لوحدي
فأسرع جون بإخراج مسدسٍ قديم من درج المكتب , وبدأ يضع فيه الرصاصات الصدئة ..
ديانا بقلق : هل تظنه مازال يعمل , فهو مصنوع من نصف قرن تقريباً ؟!
جون بخوف : لا ادري , هذا الموجود هنا .. وسأدافع به عنكما
لكن فجأة ! سمعوا جميعاً صوت وابلٍ من الرصاص يُطلق في أرجاء المكان , فركض الرجل الذي كان فوقهم باتجاه المنزل ..
وشاهد جون وزوجته من شاشات المراقبة عصابةً أخرى من الأفارقة الأمريكان تقتحم المنزل طمعاً في الجائزة ..
وهنا كشفت العصابة الأولى الأقنعة عن وجهها وهي ترفع مسدساتها بمواجهة العصابة الثانية , ليظهر من اشكالهم انهم مكسيكيون
وقال رئيسهم للرئيس الأفارقة وأفراد عصابته مهدّداً :
- من الأفضل ان تنسحبوا , فنحن وصلنا قبلكم
فضحك الرئيس الأفريقي باستهزاء قائلاً :
- ما أراه هو اننا سبعة بمقابل خمسة فقط , وأظن انه يمكننا بسهولة القضاء عليكم , فأسلحتنا أقوى من تلك التي معكم
فتسرّع الرئيس المكسيكي بالقول : لنرى إذاً !!
وعلى الفور !! إنطلقت النيران من الجهتين المعاكستين بعد ان اختبأ كل واحداً منهم خلف حائط او كنبة او مكتب .. وقد شاهد جون وديانا كيف قضت العصابة الأفريقية بسهولة على المكسيكية .. لكن أصيب اثنين منهم بجراح , كانت إصابة رئيسهم هي الأخطر ..
فقال رئيس الأفارقة وهو يحتضر : دعكم مني , وفتشوا المنطقة للقبض على عائلة جون
أحد أعضاء عصابته رافضاً : لا !! لن نتركك تموت هنا .. هيا يا رجال لنأخذهما الى طبيبنا
وانسحبوا فوراً من المكان , تاركين خلفهم جثث الخمسة من عصابة المكسيكية مضرجين بدمائهم في صالة المنزل
وما ان شاهد جون رحيلهم عبر شاشة المراقبة , حتى أسرع مع زوجته وابنه بالخروج من الملجأ وركوب سيارته الرياضية السريعة لينطلقوا مغادرين المكان ..
***
ووصلوا مع تباشير الصباح الى فيلا صديقهم الطبيب المكسيكي الذي استقبلهم بحفاوة .. لكنه حزن كثيراً بعد معرفته بما حصل لهم
جون : لا اريد توريطك بالموضوع يا صاحبي , لكن لا يوجد مكانٌ آخر نذهب عليه بعد ان شاهدنا رئيس العصابة المكسيكية قبل مقتله يتصل بأحدهم ويخبره بأسمائنا الجديدة ..
الطبيب : وحسناً فعلت !! فهنا أأمن مكانٌ لكم , ويمكنكم البقاء فيه كما تشاؤون ..فبالنهاية يا جون , انت من أنقذتني من ذلك الجحيم , وساعدتني بالحصول على وظيفةٍ محترمة بمختبرات الأدوية الأمريكية كما كنت أحلم دائماً ..لهذا انا مدينٌ لك بالكثير يا صديقي
جون : لا تقل هذا , فما وصلت اليه اليوم كان بسبب ذكائك المهني .. كل ما يقلقني هو ان يصلوا اليك انت ايضاً , فهم بالتأكيد يريدون إستعادتك لمختبراتهم القذرة .. فكما علمت منذ ايام , ان والد ديانا مازال يدير اعماله الوسخة من داخل سجنه !
لكن الطبيب أسرع بالقول لديانا : عزيزتي , لما لا تأخذين ابنك الجميل وترتاحين بغرفة الضيوف
ديانا بقلق : كنت اريد ان اعرف ما سنفعله للهروب من هذه الأزمة
الطبيب : لا عليك , سأحلّها مع زوجك .. إرتاحي انت
ديانا وهي تمسح دموعها : سأذهب .. لكن ارجو ان لا تتورّطا بالأمر , فأنا عشت مع تلك العصابة طوال عمري , وهم لا يرحمون ابداً
جون مربتاً على كتف زوجته : لا تقلقي عزيزتي , لن نفعل شيئاً مخالفاً للقانون .. خذي الصبي وارتاحي ..
***
وبعد ذهابها , جلسا في المكتب لمناقشة المشكلة..
الطبيب : لم أردّ التكلّم امامها , لكن الوضع خطير يا جون
جون بقلق وضيق : أعرف هذا , فاللعين لن يرتاح قبل القضاء عليّ
الطبيب بابتسامةٍ خبيثة : او نقضي عليه اولاً
جون باهتمام : ماذا تقصد ؟
- عرفت منذ شهر , ان ابن عمي إنسجن في نفس سجن والد ديانا بسبب سرقته للسيارات ..
- وهل تظن انه من السهل الوصول الى شخصٍ يحيط نفسه برجاله الأقوياء كعمي العزيز ؟
- يمكننا ذلك , في حال رشونا الحرس .. فرواتب حرّاس سجن الحكومة المكسيكية زهيدةٌ للغاية
جون : الأمر يحتاج الى تخطيطٍ مركّز
- لا تقلق , فقد خطّطت لذلك سابقاً
جون باستغراب : وكيف عرفت بالذي سيحصل لعائلتي ؟!
الطبيب : كنت أخطّط للقضاء عليه إنتقاماً لأهلي , فرجاله قتلوا عائلتي امام عينيّ .. أظنني أخبرتك بقصتي سابقاً
جون : وهل ابن عمك جديرٌ بهذه العملية الخطيرة ؟
- نعم , فهو مجرمٌ منذ صغره .. كما لديه ثأرٌ قديم مع عصابة العقرب , فهم اعتدوا قبل سنوات على ابنته المراهقة التي انتحرت لاحقاً
- يا الهي ! كم ظلمت هذه العصابة أناساً ابرياء
الطبيب : بالفعل .. المهم الآن , سأخبرك بخطتي للقضاء على رئيسهم , لكن إيّاك ان تعرف زوجتك بالأمر , فربما تحذّر والدها وتورّطنا بالموضوع , فهي بالنهاية ابنته
جون : لا تقلق , لن تعرف شيء .. والآن ما هي الخطة ؟
***
ولم يستطع ابن عم الطبيب تنفيذ الخطة المتفق عليها الا بعد شهرين , حيث أخذه الشرطي المرتشي الى حمام السجن ليلاً في الوقت الذي كان يستحم رئيس عصابة العقرب لوحده فهو لا يحب مشاركة المكان مع أحد.. وهناك دخل عليه الرجل .. فمسح العجوز الأعور الصابون عن وجهه , وهو يقول له غاضباً :
- هاى انت !! من سمح لك بدخول حمامي ؟!!
لكنه تفاجأ بالرجل المكسيكي ينطلق ناحيته مُشهراً سكينه الذي غرزه بقوة في قلب الرئيس الذي حاول ببسالة مقاومته , لكن الرجل قال بغضب وهو يعاجله بالطعنات القاتلة :
- هذا من اجل ابنتي !! وهذا من اجل عائلة قريبي الطبيب !! وهذا من أجل جون !! صهرك ايها اللعين !!
فقال الرئيس وهو يلفظ انفاسه الأخيرة : وأخيراً يا جون نجحت بتحويلك الى مجرمٍ حقيرٍ مثلي ..
وسقط على أرض الحمام مُدرّجاً بدمائه , بينما أسرع الشرطي المرتشي بإخراج الرجل من هناك وإعادته الى زنزانة وكأن شيئاً لم يحصل !
***
وقد سبّب مقتل الزعيم , صدمةً كبيرة بين عصابات المكسيك ! وتناقلت الصحف خبر وفاته الذي وصل أصدائه الى ابنته في اميركا .. وكما توقّع جون , فقد أصابها الحزن الشديد لنهايته المأساوية فهي كانت تتأمّل أن يتوب يوماً ويصبح والداً حنوناً , كما كانت تتخيّله دائماً ..
وقد ساندها جون في هذه الفترة فهو بالنهاية والدها , لكنه لم يخبرها ابداً عن هويّة القاتل الذي لم يعرفه أحد , فقد عاهد صديقه الطبيب بأن يبقى السرّ بينهما للأبد .. كما تعاهدا بأن لا يلتقيا ثانيةً وان يُكمل كل واحداً منهما حياته مُتناسياً الماضي , خاصة بعد ان غيّر جون للمرة الثانية اسمه واسم زوجته وابنه خوفاً من انتقام افراد العصابة منه
***
وفي أحد الأيام .. عاد جون الى منزله ليجد ديانا تعلّق صورتها الصغيرة مع جارها العجوز في الصالة , وحين رأت علامات الدهشة على زوجها قالت له :
- قمت بتكبير الصورة التي في قلادتي , كيّ يراها ابننا حين يكبر وسأخبره بأنها صورة جده , لأنني لا اريد لإبني أيّ علاقة تربطه بتاريخ عائلتي القذر
جون : ألهذا قمت بتغير اسم عائلتك هذه المرة للإسم عائلة جارك؟
ديانا وهي تمسح دموعها : نعم , على الأقل يبقى سجلّه نظيفاً بعكس والدي
- ارجوك لا تبكي عزيزتي , فقد انتهت ايامنا الصعبة ولم يبقى امامنا الا حياةً مليئة بالحب والسعادة
- أتمنى ذلك حقاً .. (ثم تنهدت بقلق) ..عدّني يا جون بأن نُربّي ابننا جيداً , ونحميه من الأشرار في المستقبل
- لا تقلقي , سنكون عائلةً صالحة له
ثم حضنها ليخفّف من حزنها , فهي بالرغم انها لم تتجاوز الثلاثين من عمرها الا انها مرّت بالكثير من الحوادث التي لا يتحمّلها أقوى الرجال ! لكن قدرها جمعها بجون الشجاع الذي استطاع إنتشالها من ذلك المستنقع ليهبّ لها حياةً نظيفة ومليئة بالأمل كما كانت تحلم دائماً .. فكما يقولون : ((لا يأس مع الحياة )) !