تأليف : امل شانوحة
في الطابق العلوي للمول .. صعدت الفتاة الى إحدِ المصاعد , بعد ان كانت قد تبضّعت للعيد القادم .. و في داخل المصعد , ضغطت زر الطابق الأرضي .. لكن قبل ان تصل الى موقف السيارات , و بينما هي مشغولة بالكتابة على جوالها , تفاجأت بتوقف المصعد في احدِ الطوابق .. و من ثم دخول فنانٌ مشهور , بعد ان هرب من ملاحقة بعض المصورين المزعجين الذين عرفوا بوجوده في ذلك المول (رغم محاولاته الجاهدة لإخفاء معالم وجهه بالقبعة و النظارات و الوشاح) ..
و هناك في المصعد .. ادار الفنان ظهره للفتاة , لأنه لم يكن يرغب بالحديث مع احد ...
لكن ماهي الاّ لحظات , حتى انقطعت الكهرباء فجأة ! و اضيأت لمبة الطوارىء الخفيفة في احدى زوايا المصعد ..
فصرخ الفنان (بغضب)
الفنان
يا سلام !! هذا ما كان ينقصني !
الا ان الفتاة قالت له بهدوء
الفتاة
اهدأ سيد مراد .. فبعد قليل يحلّون المشكلة ..
لكن هذا الفنان اسرع و امسك هاتف الطوارىء , و تكلّم بغضب مع ادارة المول عن هذا العطل المفاجىء.. الا ان الرجل المسؤول عن المصاعد , فاجأه بقوله
مراقب المصاعد
لكن الكهرباء لم تقطع , سيدي ! كما ان شاشتي تُظهر بأن كل المصاعد تعمل بشكلٍ جيد !
يصرخ بغضب
الفنان
لكننا عالقون هنا !!
المراقب
طيب اخبرني برقم المصعد ؟
بعصبية
الفنان
و ما ادراني انا برقمه !!
المراقب
انه مكتوب تحت لوحة الأزرار .. ارأيته ؟
فيُدني الفنان وجهه من اللوحة الصغيرة , لقراءة رقم المصعد
الفنان
نعم وجدته !! ..رقم المصعد هو ..
لكنه تفاجئ بهذه الفتاة و قد اقتربت من خلف ظهره و ضغطت على زر الهاتف (الذي يحمله) , فأغلقته .. فصرخ في وجهها (بغضب)
الفنان
ماذا تفعلين ؟!!
فتقول بهدوء (و هي مُغمضة العينين)
الفتاة
معه حق !! فالمصعد ليس معطلاً اصلاً ..
ثم تفتح عيناها , فإذا هما : عينا قطّة .. فوقع الفنان على الأرض (برعب) ..
فقالت له
الفتاة
لا تخفّ !! انا جنّية .. لكنني لن اؤذيك
برعبٍ شديد
الفنان
و ماذا تريدين منّي ؟!
الجنّية
لقد تابع رئيسنا الجنّي مسلسلك الأخير , و قد سرَّ تماماً بعلاقتك مع البطلة ..
متضايق (بدهشة)
الفنان
يا الهي !! حتى انتم ! فالجميع يطالبني بأن اتزوجها فعلاً !
الجنّية
لأنه ظهر واضحاً من خلال المسلسل انكما مغرمان ببعض ..
الفنان
لا !! اقصد ...ربما هي احبّتني , لكن الأمر بالنسبة لي , كان مجرد تمثيل !
الجنّية
يبدو انك ممثلٌ جيد , سيد مراد ! فقد استطعت اقناع الجميع بهذا الحب
يستفسر بقلق
الفنان
طيب .. و ما المطلوب منّي الآن ؟!!
الجنّية
قائدنا ملك الجن .. يرغب منك ان تتزوجها .... و فوراً !!! و الاّ ..
بخوف و قلق
الفنان
و الاّ ماذا ؟!
بنبرة تهديد
الجنّية
سنقلب دنياك رأساً على عقب !! و ستُعاقب بكوابيس ستدفعك للجنون حتماً
ثم تدنو منه اكثر
الجنّية
و ربما تسمع قريباً , بوفاة اعزّ اصدقائك ..
برعب
الفنان
حسناً , حسناً ..سأتزوجها !!
بلؤم
الجنّية
و متى سيكون الحفل ؟
الفنان
قريباً جداً .. اعدكِ بذلك !!
بتهديد
الجنّية
اسمع !! ان لم تفعل ذلك بخلال شهرٍ واحد , فنحن نعلم تماماً كيف نصل اليك !!
ثم تنظر الى كاميرا المصعد .. و تضع يدها على زر الطابق الأرضي ..
و فجأة !! تقوى الأضاءة من جديد .. و يتابع المصعد حركته ..
و ما ان فُتح الباب نحو موقف السيارات , حتى قالت له بحزم
الجنّية
هيا قفّ , و اذهب الى سيارتك !!
فركض الفنان برعب الى سيارته .. ثم انطلق كالمجنون الى خارج المول
و بالفعل , و بأقل من شهر .. فُوجىء المعجبون ! بزواج هذا الثنائي الرائع , بالرغم من انكار الفنان لذلك سابقاً ..
***
و في مكان آخر في المول , و تحديداً في غرفة مراقبة المصاعد .. يعلو صوت ضحكات المسؤول هناك و هو يقرأ المجلة , بعد ان رأى صورة العريس (ايّ الفنان) مع بطلة المسلسل .. و رغم ان العروس كانت مبتسمة إبتسامة عريضة , الا ان الصورة تبين مدى قلق العريس ..
و هنا يقول الرجل
مراقب المصاعد
ما كان عليّ ان اوافقك انظري الى نظرات العريس المسكين , يبدو انه مازال خائفاً منك !
فتقترب منه نفس الفتاة , و هي تحمل بيدها عدسات عيون القطة..
الفتاة
بصراحة حتى انا لم اكن اتوقع ان عدسات الهولوين هذه , ستحققّ امنية الآف المعجبين !
والدها
انك لمهوسة حقاً , يا ابنتي !
و يضحكان سوياً