الاثنين، 14 أكتوبر 2024

طبيب الأسنان المشبوه

فكرة : اختي اسمى
كتابة : امل شانوحة 

 

جنّية الأسنان


جلست سلمى على كرسي طبيب الأسنان وهي ترتجف رعباً ، فهي المرّة الأولى التي تخلع فيها سن العقل التي سمعت عن خطورة عمليّته وآلامه المُبرحة.. لهذا وافقت على وضع قناع التخدير على وجهها ، لتجنّب الأوجاع المؤلمة !

^^^


لتستيقظ في قريةٍ ريفيّةٍ غريبة ، ذات اكواخٍ خشبيّة مُتهالكة وشوارع طينيّة موحلة.. فلم تفهم ما حصل ، أهو حلمٌ غريب أم تهيؤات بسبب المخدّر ؟! 

ومشت بين الأزقّة ، الى ان وصلت لمرآةٍ ضخمة في نهاية الشارع .. وعندما نظرت اليها ، إنتبهت لفمها المليء بالدماء ! ففتحته بخوف ، لتنصدم باختفاء احد اسنان العقل بالإضافة لنابيّن..

فصرخت سلمى بعلوّ صوتها :

- ماذا فعل الدكتور الحقير ؟!! طلبت منه خلع ضرس العقل المتسوّس ، لا السليم.. ومن سمح له بقلع نابايّ ؟! هذه اسناني ، ملكي وحدي !!

وهنا سمعت امرأة خلفها ، تسألها باهتمام :

- ماذا يعني اسنان ؟!

فالتفتت سلمى نحوها ، لتجدها تبتسم دون اسنان !


وفجأة ! خرج سكّان القرية من اكواخهم ، متوجهين نحوها وهم يبتسمون دون اسنان ! لكنهم أخفوا أفواههم المُشوّهة بإطالة شواربهم (للرجال) او الإكثار من زينة الشفاه (لنسائهنّ) ! 

قائلاً كبيرهم : تبدين غريبةً عنا ! تعالي لتناول الغداء الجماعيّ

^^^


وأخذوها الى منتصف القرية ، حيث وضعت مائدةً ضخمة عليها جميع انواع العصائر والشوربات الملوّنة !

سلمى : أهذا طعامكم ؟!

- نعم ، فذلك الطبق مثلاً : فيه لحمٌ مسلوق على مدى ايام ، بعدها عصرناه وصفّيناه كيّ نشرب مرقته.. وهذا هو طبق الحلويات : عبارة عن كيك مخلوط بالحليب حتى اصبح مهروساً ، فنحن لا يمكننا تناول الطعام الجاف القاسي

جني آخر : هيا إشربي معنا ، فكل كاسة مليئة بالفيتامينات ..خصوصاً شوربة قوس القزح


وقبل ارتشاف سلمى ملعقتها ، شاهدت عجوزاً من بعيد تشير لها : بأن لا تفعل !!


فاعتذرت منهم لدخول الحمام .. فدلّوها على كشك صغير على قارعة الطريق.. 

^^^


وهناك التقت بالعجوز التي ما ان فتحت فمها حتى لمع سنّها الوحيد !

سلمى بدهشة : انت تملكين سنّاً ، بعكسهم ؟!

العجوز بصوتٍ منخفض : هذا لأني بشريّة مثلك

سلمى بصدمة : ماذا ! ومن يكونون ؟!

- قبيلة من الجن تعاملوا منذ سنوات مع طبيب اسنانك الذي يُرسل زبائنه لهم ممّن يمتلكون اسنان قويّة مميزة

- لم افهم شيئاً !

العجوز : هناك اسنان نادرة لديها جذور قويّة تدوم العمر كلّه ، كالتي تملكينها .. والتي كانت بفمي قبل سنوات ! حيث يقوم الجن بطحنها وإذابتها بشورباتهم لإعطائهم الطاقة .. وفي المقابل يكافئون الطبيب بالعملات الذهبيّة .. تعالي معي لأُفهمك بقيّة القصة  

^^^


وأخذتها الى منزلها بأطراف القرية التي بجانبها حقلٌ مزروع ، يخرج من كل نبتة سنّاً لامعاً..

العجوز بضيق : للأسف فهمت متأخرة ، ان شوربة القوس قزح تجعلك تصعدين مجدّداً لعيادة الحقير لقلع المزيد من اسنانك ! وعندما صعدت في المرّة الأخيرة ، سرقت كل اسناني المخلوعة على طاولته ، اثناء انشغاله بتحضير ادواته .. وعدّت طواعيّةً الى هنا .. وقمت بزراعتها في ارضي .. وهآ انا ابيع كل سنّ للقرية المجاورة ، مقابل طعامٍ آدميّ .. أنظري بنفسك


وشاهدت سلمى اهالي قرية العجوز يتحدثون فيما بينهم ، وكل واحدٍ يلمع في فمه سنّاً ملوّناً !

العجوز : انا لم اتعامل مع اهالي القرية التي ظهرتِ فيها ، لأنهم مخادعون ..حاولوا سرقة حقلي اكثر من مرّة ، لكني تصدّيت لهم

سلمى بقلق : كلامك يُخيفني ! فأنا خسرت سن العقل السليم ونابيّن ، ولا اريد رؤية الطبيب الملعون من جديد..

- بالطبع سيخلع ضروسك السليمة .. فالجن يشمئزّون من المتسوّسة ، فهم بالنهاية يتغذّون عليها ! اما الطبيب فلابد ان تقابليه ، كيّ تنتقمي منه لأجلك ولأجلي .. فخطؤك انك ذهبت اليه دون مرافق ، فاستغلّ وجودك وحدك لتخديرك ، والتواصل مع الجن.. المهم الآن !! شوربة قوس قزح ستعيدك اليه ..لكن قومي اولاً بصفقة مع جنّية الأسنان التي تعيش في ذلك الكهف ، فقط تتبّعي نهر الدماء

^^^


وسبحت سلمى بالنهر الأحمر مُرغمة ، الى ان وصلت لكهفٍ فيه عرش امرأة غجريّة تضع اسنان الأطفال اللبنيّة كعقد حول رقبتها !

والتي ما ان رأتها ، حتى سألتها باهتمام :

- مالذي أتى بك الى مملكتي ، ايتها البشريّة ؟!

سلمى : اريد اخبارك بأن الطبيب الذي تتعاملين معه ، لديه أندرّ الأسنان بالعالم ..وانا سأبادله معك ، مقابل إخراجي من هذه الورطة

- أحقاً ما تقولين ؟!

- نعم ..فهو طبيبٌ شاب ، لديه اسنانٌ لامعة دون تسوّس

الجنّية : حسناً ، سأهبك القوّة لإتمام صفقتنا

^^^


وعادت سلمى للإجتماع بأهالي قريتها ، وهي تطلب منهم تذوّق شوربة قوس القزح .. قائلةً بنفسها باشمئزاز :

((اتمنى ان لا يكون مطحوناً فيه اضراس المرضى ، كما الشوربات الأخرى))

^^^


وما ان شربت كاستها ، حتى عادت الى كرسي طبيب الأسنان الذي حاول إعادة قناع التخدير الى وجهها.. لكنها باغتته بغرز ماكينة الحفر في رقبته ، ورميه بدالها على الكرسي مُتألّماً (وكأن جنّية الأسنان أعطتها القوّة لمصارعة رجل) .. ثم تثبيت جهاز التخدير فوق انفه ، بعد فتحته على أقصى قوّة .. ليغفو عقب انهيار مقاومته .. وخلال ثواني ، إختفى من العيادة !

فقالت سلمى بارتياح : دعّ الملاعين يقلعون جميع اسنانك ، ايها الحقير !!

وسارعت بالخروج من عيادته ، باتجاه منزلها

***


بعد ايام ، دخلت امها الى غرفتها :

- أمازال سن العقل يؤلمك ؟!

سلمى بألم : اللعين قلع ضرسي السليم !

- أخبروني عن طبيبٍ جيد ، يقلع الأضراس دون ألم باستخدام التخدير الكلّي

سلمى صارخة : لا يا امي ، لن اذهب الى اطبّاء اسنان في حياتي !!

وانهارت باكية من الم اسنانها الذي يبدو سيمتدّ لوقتٍ طويل ! 


السبت، 12 أكتوبر 2024

العميل الخائن

تأليف : امل شانوحة 

المنطقة المُستهدفة 


في منطقةٍ أمنيّةٍ مُشدّدة ، سكن فيها معظم المقاومين والقادة .. والتي عُدّت لسنوات مكاناً آمناً ، بسبب التفتيش الدقيق عند مدخل المجمّع..إندلعت الحرب ، لتُصبح اكثر منطقة خطرة بعد إستهداف العدوّ لمنازل المطلوبين فيها ! 

وفور هروب الحرس المسؤولين عن أمن منطقة الأثرياء ، تكاثر وجود اللصوص الذين يبحثون بين ركام الفلّل عن المال والذهب .. ليتفاجأوا بأن معظم البيوت خلت من الأشياء الثمينة ! 


وفي خُضمّ المعارك التي استمرّت اكثر من شهرين .. ذاع صيت مواطنٍ مُغترب تنقّل بين الأحياء ، لطمأنة النازحين (المشرّدين من بيوتهم) على بنائه مساكن لهم فور انتهاء الحرب ! مما جعله مُهاباً في المنطقة الأمنيّة التي سكن بها مُؤخّراً ، رغم خوف اتباعه الجدّد من إصابته بصواريخ العدوّ

***


وفي يوم ، إستهدف القصف مبنى سكنيّ من ثلاثة طوابق.. قتلت جميع سكّانه ، ما عدا رجلٍ كان ينام في الشرفة (حسين ، الضابط في الأمن العام) .. 

ومن قوّة الصاروخ الفراغيّ ، سقط فوق شجرة بموقف سيارات مبناه .. جعله الناجي الوحيد هناك !


وفي المستشفى .. لاحظ حسين إختفاء عقده الذي يضع فيه خاتم زوجته المتوفاة ، والذي لم يزله من رقبته لسنوات ! 


فسأل الممرّضين عنه ، حتى رجال الإسعاف الذي نقلوه للطوارئ .. لكن لا احد منهم رأى العقد الذي يصعب وقوعه بالإنفجار ، لقصر طوقه ! وقد ضايقه هذا الموضوع ، اكثر من خسارة شقته .. 


وبعد خروجه من المشفى ، إنتقل للعيش عند اقاربه في المبنى المجاور للعمارته المُهدّمة ، والتي تضرّرت بشكلٍ بسيط من الصاروخ المُوجّه بدقّة نحو الهدف !

***


وبعد ايام ، واثناء جلوسه بشرفة منزل قريبه .. لاحظ أمراً لافتاً : وهو رجل التوصيلات يدخل للمبنى المجاور .. وهو يشبه الرجل (مُخفياً وجهه بخوذة دارّجته الناريّة) الذي دخل عمارته قبل الإنفجار بقليل !

فقال حسين في نفسه ، بدهشة :

((يالا قوّة قلبك ! مازلت توصل الطلبات ، رغم نجاتك من الموت بإعجوبة المرّة الفائتة ؟!))


وظلّ يراقبه من الشرفة ، لحين نزول الدليفري وهو يحمل حقيبة ظهره بصعوبة ! 

حسين : ترى ماذا اعطوه الجيران ، ليمشي بصعوبة كأنه يحمل طوباً ؟!


وهنا شعر برغبة للنزول من المبنى وملاحقة رجل التوصيلات ، لربما يحصل منه على عنوان المطعم الذي مازال يعمل رغم القصف العنيف لهذه المنطقة بالذات !


ولحقه بسيارته ، الى أن دخل الدليفري الى منزل المغترب الشهير ! فظن حسين بأن الثريّ طلب طعاماً ، فهو بالنهاية يسكن وحده 

لكنه استغرب من عدم خروج الدليفري لوقتٍ طويل !

حسين : مابه تأخّر هكذا ؟! اريد سؤاله عن رقم المطعم ، لربما أعزم اهل قريبي على استضافتهم لي

***


وبعد قليل ، قرّر حسين الذهاب للسوق.. 

وبعد ساعتين .. مرّ بجانب منزل الثريّ ، ليجد درّاجة رجل التوصيلات مازالت في الخارج !

حسين : هل الدليفري يعمل حارساً في منزل المغترب ؟! بدأت أشكّ بأمره! 


ولأن حسين يعمل ضابطاً ، خطر بباله البحث عن ماضي الثريّ الذي ظهر فجأة ، ليصبح معشوق النازحين الذي وعدهم بإصلاح حالهم فور انتهاء الحرب ! 

ليكتشف امراً صادماً ..فهذا المغترب تسرّح حديثاً من سجن اوربي بعد اتهامه بعدة سرقات من سطوّ منازل ومحال تجاريّة ، حيث أمضى شبابه مُتنقلاً بين السجون ..وعاد للبلد قبل ايام من بدء المعارك ! وفور سكنه بالمنطقة الآمنة ، زادت حالات قصف منازل القادة ومقاومين.. 


والشيء المشترك : ان جميع المنازل المُستهدفة ، خلت تماماً من المال والذهب حسب اقوال اللصوص الذين قُبض عليهم هناك ! 

حينها تذكّر حسين بأن خادمته فتحت الباب لشخص اثناء وجوده بالشرفة ، وبعدها لاحظ دخاناً اصفراً ينتشر في منزله .. وقبل استسلامه للنوم المفاجئ ، سمع طائرةً حربيّة تحلّق فوق المكان ، قبل دقائق من قصفها العمارة !


كما تذكّر محاولته الوقوف مترنّحاً لرؤية الخادمة التي لم تستجب لندائه ، ليلاحظ نور ليزر يتحرّك على شرفته.. كأن أحداً من الشارع يُشير للمبنى ، قبل ثواني من دويّ الإنفجار الكبير !


لهذا قرّر حسين مراقبة الثريّ بصمت دون إخبار مركزه ، كيّ لا يطردوه من العمل .. فالمغترب اكتسب مكانةً كبيرة بين الأهالي ، وبوقتٍ قياسيّ بسبب مساعداته الإنسانيّة لهم !

***


وفي إحدى الليالي ، واثناء مراقبته منزل المغترب .. شاهد خروج الدليفري (بخوذته السوداء) وهو يقود درّاجته باتجاه إحدى الفللّ .. 


بعدها شاهده وهو يخرج من الفيلا ، حاملاً حقيبة الظهر الثقيلة .. ليقف بعيداً ، وهو يشير بقلم الليزر نحو المبنى مع اقتراب طائرة العدو المُسيّرة (درون) ..


ولم تمضي دقائق ، حتى قُصفت الفيلا بصاروخٍ من بارجةٍ بحريّة .. حوّلتها لأحجارٍ مُتناثرة !

حينها تأكّدت شكوك حسين من أن الثريّ هو عميل للعدو ! إستغلّ مكانته الزائفة بين الناس للتحرّك بحرّية بأرجاء المنطقة المشدّدة امنيّة ، دون قيام الحرس بتفتيشه او تفتيش منزله كبقية سكّان المنطقة! 


وبسرعة أبلغ حسين قادة الحزب بما حصل ، مُرسلاً لهم فيديوهات المراقبة التي سجّلها على جوّاله.. ليسارع حرس الحزب باقتحام منزل الثريّ الذي امتلأ بالذهب والمال والحواسيب والجوّالات المسروقة من المنازل المُستهدفة قبل تفجيرها ! ومنها عقد حسين الذي فيه خاتم زوجته (الذي سرقه منه ، اثناء إغماءته في الشرفة) 

***


وبعد التحقيق العنيف معه .. إعترف بأنه لصّ محترف ، عاد لوطنه للإستفادة من الإضطراب الشعبيّ مع تصاعد وتيرة الحرب.. وانه شعر بالأسى على كل المباني التي هُدمت دون سرقتها ، وإهدار الأشياء القيّمة في الشقق المُدمّرة ! 


لهذا خطر في باله التنكّر كرجل توصيلات .. وعندنا يفتحون الباب ، يرمي قنبلةً دخانيّة ، تخدّر الساكنين بالشقة قبل سرقته للأشياء الثمينة الصغيرة 


وبعدها يُشير لطائرة درون بقلمه الليزر على المبنى الذي فيه الرجل المطلوب أمنيّاً ، ليقوموا بتفجيره ! 

وحاول تبرير فعلته : بأن المستهدفين ميتون بجميع الأحوال ، لكن بفضله ماتوا نياماً دون شعورهم بالخوف او الألم .. وانه باع الكثير من الذهب المسروق لمساعدة النازحين بنيّة الحصول على دعمهم ، للترشّح للإنتخابات القادمة .. 


وبسبب جرمه الكبير ، قرّر القائد إعدام العميل الذي تسبّب بمقتل اهم مقاومي الحزب.. لكن حسين كان له رأيٌ آخر : وهو الجزاء من جنس العمل 

وقام بربطه بإحدى المنازل المهجورة .. ثم الإتصال بالعدو من جوّال المغترب .. بعدها تنكّر حسين بزيّ الدليفري ، وهو يشير بذات قلم الليزر على المنزل .. ليسارع العدو بإرسال طائرته الحربيّة .. بينما المغترب مُقيّداً بالداخل وهو منهار بالبكاء ، كلما زاد هدير الطائرة منه .. لتتناثر اشلاء الخائن مع شظايا المبنى المُهدّم ، ويصبح عبرة لكن من سوّلت نفسه خيانة الوطن !


الخميس، 10 أكتوبر 2024

لقاءٌ ساحر (الجزء الأخير)

تأليف : الأستاذ عاصم
تنسيق : امل شانوحة 

رابط الجزء الأول من القصة :

مفتاح الحرّية


بعد إختفاء جاك وجاكلين بين السطور .. وفور انتهاء مراسم عرسهما .. إختفت الكنيسة والمعازيم دون سابق إنذار ! 

ليجدا انفسهما بثيابهما في المشهد الأول (بعد تبدّل فستان عرسها الأبيض وطقمه الرسميّ) وسط غابةٍ كثيفةٍ مطيرة في جزيرةٍ نائية !


جاك بقلق : هل انتي بخير ؟! هل انت مصابة ؟ 

جاكلين : لا ، الحمد لله ..مجرّد خدوش بسيطة 

- إذاً دعينا نكتشف الجزيرة ، قبل اشتداد المطر .. لربما نجد مكاناً دافئاً يحمينا قبل إصابتك بالبرد ، بجسمك النحيل 

- لا تقلق عليّ .. فأنا مررت بظروفٍ صعبة في حياتي ، جعلتني فتاةً قوية 

جاك : طبيعي ان اخاف عليك ، فأنت زوجتي الآن .. ولا يوجد سوانا في هذه الرواية الغامضة !


وأخذا يبحثان في كل مكان .. الى أن وجدا فوق قمّة هضبة ، كوخاً مهجوراً ..  

^^^


وهناك وامام مدفأته (بعد إشعال الحطب فيها) تناولا الفطر والثمار التي قطفاها من الغابة  


جاك : واضح ان المنزل مهجور ، تماماً كالجزيرة الصغيرة ! 

جاكلين : لا يهم ، طالما فيه بابٌ يحمينا من الحيوانات المفترسة 

جاك مبتسماً : بصراحة ، عليك ان تخافي من الحيوان الذي بجانبك .. فدائماً كنت شخصيّةً قذرة ، بجميع قصص كاتبتك المفضلّة

- يبدو انك نسيت عرسنا.. ومع ذلك لن يحصل شيء بيننا ، قبل إيجاد مكانٍ لائق يأوينا لبقيّة حياتنا 

جاك : بما اننا متزوّجين ، فلنعتبر هذه الرحلة هي شهر عسلنا 

وحاول تقبيلها ، لكنها صفعته..


جاك بدهشة : هل جننت ؟! لطالما كنت شخصيّةً ضعيفة بمعظم قصصك الماضية !

- إسأل امل شانوحة ، لربما ارادت تغيّر شخصيتي بهذه القصة 

جاك : على اساس هربنا من حروفها المُعقّدة ، وتحرّرنا من عقلها المظلم  وأصبحتي ملكي وحدي .. (ثم عدّل جلسته ، وهو يقول بغرور) .. مع انك لا تناسبي ذوقي ومعايري المُحدّدة ! بعكس حبيبتي السابقة بطة ، التي كانت بالفعل إسم على مسمّى.. 

جاكلين مقاطعة بعصبيّة : انت لا تفهم شيئاً من الرومنسيّة !! أمعقول ان تمدح حبيبتك امام عروستك ، ايها المتخلّف ؟! 

جاك : أعتذر منك 


وأمسك يدها بحنان ، قائلاً :

- ياه ! يدك باردة بالفعل 

- الم تصفني قبل قليل بلوح الثلج ، وعديمة المشاعر ؟

جاك : كنت امزح معك

- حسناً لنتوقف عن الكلام .. ودعنا نفترش الأرض ، لننام .. ففي الصباح ، علينا البحث عن ينابيعٍ عذبة وأشجارٍ مثمرة بهذه الجزيرة 

- كما تشائين

- وابعد يدك القذرة عني ، فهناك قرّاء مراهقين .. وإن ذكرت عشيقاتك السابقات امامي ، ستكون آخر ليلةٍ لك !!

جاك مبتسماً : أعشق غيرتك وجنونك ، يا بائعة القهوة

***


في الصباح الباكر .. إيقظته جاكلين ، وهي تقول :

- هيا يا جاك .. لا تطيل النوم ، فعلينا إكتشاف الجزيرة كلها

- لا ، ستبقين هنا .. وانا سأحاول إصطياد شيءٍ ، بالبندقية القديمة التي وجدتها بالكوخ 

جاكلين : حسناً .. لكن توخّى الحذر ، فنحن لا نعرف انواع الحيوانات المفترسة المتواجدة هنا 

- هل انت خائفة عليّ ، يا جاكي (اسم الدلع) ؟

- فقط لا اريد البقاء وحدي بهذه الجزيرة الموحشة    


(وكانت جاكلين قلقه عليه بالفعل ، وتخشی إصابته بمكروه ..لكن تأبى الإفصاح عن ذلك ، فهي لم تعتدّ هذه المشاعر التي تُشعل قلبها للمرة الأولى !) 


جاك : علی الأقل أعطني قبلة وداع ، في حال لم ترني مجدداً..

جاكلين : لا تضيّع الوقت ، فالشمس تغيب بسرعة هنا ! وانا سأبحث في الكوخ عن ايّ شيءٍ ينفعنا ، فنحن لا نعلم كم سنبقى بعيدين عن الناس والمجتمع 


(وأغلقت الباب خلفه ..وهي تضع يدها علی قلبها المُرتجف ، وهي تدعو بعودته سالماً ..وأسندت ظهرها للباب وهي تتخيّل عودته مساءً .. واحتضانه شوقاً ، بينما يُمسّد شعرها بحنان.. 


وقبل انسيابها مع افكارها الرومنسيّة ، إهتزّت اركان الكوخ بقوّة ! 

فانتفض جسمها المُتعرّق ، وهي ترتجف كورقة خريف .. وقد أقلقها ما حصل ، فهي لا تعلم إن كان زلزالاً ضرب الجزيرة ، ام أن الكوخ المتهالك على وشك الإنهيار فوقها ! 


دون علمها بأن المؤلفة (امل شانوحة) مازالت تتحكّم بمجريّات القصة حتی الآن ! وهي من تسبّبت بالهزّة ، لمنع البطلة من الإستمتاع بخيالها الحالم..

فهي كاتبةٌ مُعقدة ، مُتخشّبة .. تحجّر قلبها ، فاستحال صخرۃً صلدة .. لذلك تحرم ابطال قصصها من لحظات السعادة المُفرطة ، ولوّ علی الورق ! رغم ان الله لا يعاقبنا على خيالنا الفاجر ، لكن لكتلة الجليد رأيٌ آخر ! 

^^^


وبعد هدوء الوضع ، أكملت جاكلين بحثها في الكوخ ..الى أن سمعت صرير الخشب تحت قدميها ! فأزالت السجادة القديمه المُهترئة .. لتجد تحتها بابٌ خشبيّ ، يمتد بسلالم نحو قبوٍ مظلم ! 

لكنها سارعت بإغلاق الباب ، فهي لا تريد المخاطرة .. وانتظرت رجوع جاك ، لاكتشاف القبوّ معاً 

***


عاد جاك بعد قليل وهو يحمل ارنباً ، ويسألها :

- هل بإمكانك طبخه ، عزيزتي ؟

جاكلين : نعم ، لكن دعنا اولاً ننزل للأسفل 


فأخذ جاك حطبةً مُشتعلة من المدفأة ، ونزلا معاً وهو يمسك يد عروسته الخائفة ..

لكن ما ان وصلا الى هناك ، حتى اختفت جاكلين فجأة !

فأخذ يبحث عنها في ارجاء القبوّ بجنون ، فهي رفيقته الوحيدة في هذا العالم الخياليّ!


وبعد اختفاء السلالم ايضاً ، لم يكن امامه إلاّ إكمال المسير في نفقٍ طويلٍ وجده محفوراً في زاوية القبوّ ! 

وظلّ يمشي وهو يحمل شعلة النار ، لحين عثوره على بابٍ ضخم ! 

فصار يدفعه بكتفه بقوة ، الى ان فتحه .. ليتفاجأ بوجوده داخل غرفة سيدة ، مُنشغلة بالطباعة على حاسوبها .. والتي ما ان رأته ، حتى شهقت باستغراب :

- جاك ! كيف وصلت الى بيتي ؟! 

- من انت ؟!

- انا الكاتبة امل شانوحة .. كيف وصلت اليّ ؟! هذا خطر على شخصيّات ابطالي ، وربما تنسف بحماقتك جميع قصصي الأدبيّة !

جاك غاضباً : الم أتحرّر انا وزوجتي منك ، ومن أفكارك النكدة ؟! 

امل بحزم : تأدّب يا جاك ، فأنا من أوجدتك من  العدم !! وهذا بيتي الواقعي ، ولا يحقّ لك التواجد فيه !

جاك بعصبية : تتكلّمين وكأني أتيت بحثاً عنك .. فأنا لا يهمّني امرك .. اريد فقط إستعادة زوجتي!!

امل : طالما عبرت النفق ، فستختفي جاكلين عن الوجود الخياليّ مؤقتاً .. فهي ليست شخصيةً عابرة ، بل نسختي التي تتصرّف بالطريقة التي احلم بها .. فأنا مُقيّدة بإسلوبٍ مُعين ، فرضته عليّ الحياة .. لكن لا تقلق ، فزوجتك مازالت بالكوخ .. رجاءً عاملها بلطف في الأيام المتبقيّة من حياتها  

              

جاك بقلق : ماذا تقصدين بجملتك الأخيرة ؟! 

امل : آسفة يا جاك .. جاكلين تحتضر منذ بداية القصة ، لكنها لم تخبرك بذلك 

جاك غاضباً : هل انت مُجرمة ؟!! لما تعذّبيننا هكذا ؟! والله لوّ حصل شيءٌ لها ، سأهدم الدنيا فوق رأسك !!  

امل : لا تستطيع تهديدي يا جاك .. ثم انا مُقيّدة بما كتبته في بداية القصة .. اساساً انت أفسدت كل شيء ، عندما امتنعت عن إكمال علاجك .. وبذلك عقّدت الأمور عليك ، وعلى المسكينة زوجتك ! صدّقني لم أتصوّر ان تحبها بهذه السرعة ، فهي لا تشبه الفتيات التي عشقتهنّ من قبل .. واللآتي اخترتهنّ لك بعناية ، ان كنت تذكر قصصك القديمة .. لكن ماذا افعل ، جُفّت الأقلام كما يقولون .. ولا تظنني سعيدة بما كتبت .. فأنا اسمع حرقة قلوبكما من خلال السطور .. ويعذّبني ضميري لما فعلته بالعاشقيّن .. لكن للأسف ! الجزء الأول من قصتكما نُشر بالفعل ، ولا يمكنني تغيّره 


جاك بعصبية : كل كلامك وندمك لن يُخفّف ألمنا !! وطالما مازلتي تكتبين الجزء الأخير من قصتنا ، فأريدك ان تتركي بائعة الكشك البسيطة بحال سبيلها .. إن كان احد سيموت ، فهو انا فقط !!

امل : آسفة جداً لعذابك يا جاك ، وسأحاول تحسين القصة بسطورها الأخيرة .. سأجعلكما تستمتعان بالوقت معاً ، قبل تفاقم مرضكما .. لكن من سيموت اولاً ، فهذا الموضوع ليس بيدي .. ولوّ كنت مكانك ، لرجعت للكوخ حالاً.. وعندما تستيقظ زوجتك من إغمائها (بعد حذف القبوّ السرّي من ذاكرتها) لا تخبرها عن السرداب الذي يصل لبيتي .. واستمتعا بكل لحظة بينكما .. والآن يمكنك الرحيل 


وأشارت اليه بقلمها ، ليجد نفسه قرب جاكلين بالكوخ وهو يحاول إيقاظها 

جاكلين بتعب : ماذا حصل ؟

- يبدو انك جائعة ، سأشوي لك الأرنب يا عزيزتي  


قالها بعينين دامعتيّن ، وهو يُخفي عنها الحقيقة المؤلمة.. وقد أخذ قراراً بالعيش معها اجمل لحظات حياته ، قبل ان تقرّر الكاتبة المجنونة إنهاء حياة احدهما او كليهما ، حسب قلمها الذي لم يرحم احداً من شخصيّاتها الأسيرة في قصصها السوداويّة الكئيبة !

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2024

الجسر الزمني

تأليف : امل شانوحة 

بوّابة العبور


في الآونة الأخيرة .. كثرت حالات الإنتحار فوق جسرٍ فرعي في اميركا ، أكثريّتهم من الشباب اليافعين ! وقد حاولت الدولة الحدّ من الظاهرة المخيفة ، بوضع كاميرات المراقبة ودوريّات الشرطة .. كما عيّنت أطبّاء نفسيين يتناوبون كل مساء ، لنصح الشباب بعدم انهاء حياتهم.. وقد تمكّنوا بالفعل من إيقاف الكثيرين .. 

لكنه ظلّ هناك شباب مُصرّون على القفز نحو البحر العميق ! والأغرب ان جثثهم اختفت تماماً ، كأن هناك تيّاراً يسحبهم بعيداً عن مكان الجسر !


ما لا تعرفه الحكومة ، إن إشاعة انتشرت بالإنترنت : بأن ذلك الجسر هو بوّابة الإنتقال بالزمن ، سواءً الماضي او المستقبل ! وكل هذا حدث بعد نشر فيديوهاتٍ لشاب ادّعى قدومه من الماضي الى زمننا الحاليّ ، حيث وضع صوراً (بالخلفيّة الصفراء القديمة) تجمعه مع زعماء امريكا السابقين قبل وصولهم للرئاسة !


لذلك صدّقه بعض الشباب الذين قفزوا من الجسر ، بأوقاتٍ متأخرة من الليل .. حيث اختار معظمهم الإنتقال للمستقبل ، لفضولهم بمعرفة الحضارة التي وصلت اليها البشريّة .. ماعدا اريك الذي اختار العودة للماضي ، فهو مغني مُبتدئ لم يلقى نجاحاً في زمنه الحاضر ، رغم عذوبة وقوّة صوته ! 

لهذا اختار فترة السبعينات التي تركّز فيها اهتمام الجمهور على جميع المواهب الفنّية ، خصوصاً التمثيل والغناء .. وبعد انتقاله الى هناك .. نشر الأغاني التي اشتهرت في حاضره ، على انها من تأليفه! 

وبسرعة البرق انتشرت بين الشباب ، ليحصل بسهولة على الشهرة والوفرة الماليّة التي حلم بها طوال حياته.. حتى أصبح معبود الجماهير (كما يقولون)


بينما الشباب الذين اختاروا المستقبل : فقد نقلتهم بوّابة العبور للعصر الذي تلا انتهاء الحرب العالميّة الثالثة النوويّة ، حيث تفاجأوا بانهدام الحضارة التي يعرفونها : فلا انترنت ولا حواسيب ولا جوّالات ، ولا شيء من الرفاهيّات التي نشأوا عليها ! 

وذلك بسبب إشعاعات الحرب النوويّة التي دمّرت شبكات الإتصال حول العالم ، مُلغيّةً رحلات الطيران للأبد .. مما أجبرت الناس على استخدام الدّواب للنقل من جديد ! 

كما ادّت الإنهيارات الماليّة الضخمة للدول العظمى وعملاتها النقديّة ، لإعادة التداول عن طريق المقايضة ! 


مما جعل الشباب (المُنتحرين) يندمون على اختيارهم المستقبل .. وقرّروا العودة لزمنهم الحاليّ قبل تجنيدهم إجباريّاً في المعارك التي مازالت دائرة بين الشعوب ، بأسلحتهم البدائيّة كالسيوف والرماح ! 

أما أصحاب البشرة السمراء ، فاختبأوا بصعوبة من تجّار العبيد ! 

وكادت الصبايا (اللآتي قفزنّ من جسر العبور) أن يُسقنّ لسوق الجواري بعد تزايد اسرى الحروب !


فسارعوا للمكان الذي قفزوا منه ، ليتفاجأوا بانهدام الجسر مع بداية المعارك ! وبذلك علقوا في عصرٍ مُتخلّف يصعب العيش فيه ! مما سيجبر الكثير منهم على الإقدام على الإنتحار الحقيقي هذه المرة 

^^^


اما اريك : وبعد حصوله على المال والشهرة التي إكتفى منها ، قرّر العودة لزمانه .. ليجد الجسر مازال قيد الإنشاء ! 

فوقف عند حافته .. وقبل قفزه ، سمع صوتاً في اذنه يقول :

- سنُعيدك لزمانك بشخصيةٍ مُغايرة ، لأنك مُتّ إنتحاراً بالنسبة لمعارفك.. لكنك ستبقى ثريّاً ، كما انت الآن

فقال في نفسه : 

((طالما سأبقى غنيّاً ، فلا بأس من عودتي كإنسانٍ آخر .. اساساً لم أتفق يوماً مع اهلي ، ولم أحظى بصديقٍ وفيّ طوال حياتي))


وحينما انتبه عمّال الإنشاء عليه (وهو يقف عند الحافّة) ركضوا باتجاهه لإيقافه .. فأسرع اريك بالقفز نحو البحر .. ليستيقظ في قصرٍ فخم ، وهو يشعر بآلام بكافة جسمه !

فنهض مُتثاقلاً عن سريره الناعم ، مُتوجهاً للمرآة الذهبيّة .. لينصدم بشكله وقد تجاوز التسعين (بعد ان كان بالثلاثينات قبل دقائق) !


وهنا دخل محاميه وهو يقول :

- أخبروني انك طلبتني لكتابة وصيتك

فعاد الى سريره مهموماً من حالته الصحيّة المتدهورة ، وهو يسأل محاميه: 

- حسناً إخبرني بأسماء اولادي وأحفادي ، فذاكرتي ضعيفة

المحامي بدهشة : سيدي ! انت لم تتزوّج مُطلقاً

- يعني لا ورثة لديّ !

- لا ، وكنت تنوي وهب مالك للحكومة

اريك : لا طبعاً !! إن أعطيتهم ثروتي ، سيستخدمونه في تمويل الحرب العالميّة الثالثة التي ستدمّر الحضارة .. فأنا رأيت لمحة بما حصل للشباب الذين اختاروا المستقبل

- ماذا تقول سيدي ؟! انا لا افهم شيئاً !


فتنّهد اريك بحزن : الحقّ عليّ ، ليتني تزوّجت عندما كنت مشهوراً بالسبعينات ..لكني انشغلت بجمع المال ، بعد ادّعائي تأليف وتلحين الأغاني الناجحة .. وهآ انا اموت وحيداً ، دون ان تنفعني ثروتي او شهرتي الزائفة! 

- سيدي ! لا ادري عمّا تتحدث .. فأنا قدمت اليوم ، لتخبرني بما ستفعله بمالك

اريك : اريدك ان تدفع أجرة مقاولٍ خبير ، لهدم الجسر الفرعي بالمدينة

وأعطاه عنوان الجسر..


المحامي : نعم ، سمعت عن كثرة الإنتحارات عليه 

- صحيح .. لكن نبّه المقاول بإغلاق الجسر على السيارات والمارّة بحجّة إصلاحه ، فلا اريد مزيداً من الضحايا .. اساساً لا فائدة من عودتنا للماضي او المستقبل ، والأفضل الإستمتاع بحاضرنا فقط .. فنحن نعيش في اجمل زمان ، عصر الحضارة والتكنولوجيا .. لولا الحكّام الحمقى الذين يريدون إعادتنا للعصور المُتخلّفة ، بسبب نرجسيّتهم وحماقتهم المُفرطة ! 

المحامي : مع اني لم افهم معظم ما قلته ! لكني سأدفع لمقاولٍ جيد ، لتنفيذ وصيّتك

- اعرف ان الدولة ستحاكمني على تفجير الجسر ، لذلك إدفع جزءاً من ثروتي لبناء الجسر في مكانٍ آخر بعيداً عن البوّابة الزمنيّة  


ورغم إعتقاد المحامي بجنون موكّله ، لكنه وعده بتنفيذ الوصيّة التي تتضمّنت ايضاً : دفع المال لهاكر محترف (مخترق إلكتروني) لحذف حساب الشاب (الذي ادّعي قدومه من الماضي) والذي ساهم بازدياد إنتحار الشباب .. مع إزالة إشاعة الجسر الزمني من جميع وسائل التواصل الإجتماعي ، لحماية اليافعين من هذه المخاطرة العقيمة التي سيندمون عليها لاحقاً ، كما حصل لإريك والشباب الأربعين العالقين في مستقبلنا البائس الهمجيّ !


الأحد، 6 أكتوبر 2024

الحب الإستثنائي

تأليف : امل شانوحة 

رهينة الكوخ


قبيل غروب الشمس.. إستيقظ شاب وسط الغابة ، بذاكرةٍ مُشوّشة !

- اين انا ؟ وكيف وصلت الى هنا ؟!

وقرر المُضيّ قدماً نحو هضبةٍ مرتفعة ، لرؤية المكان من فوق..

وقبل وصوله الى هناك ، حطّمت قدمه بعض العظام !

- هل هي عظام غزالةٍ نافِقة ؟! .. يا الهي ! لقد أرعبتني بالفعل 


وأكمل صعوده للقمّة ، الى ان وجد كوخاً خشبيّاً .. فدخله ، ليجد صالة بمدفأةٍ حجريّة مع مطبخ وحمام صغيريّن..

- طالما حلّ المساء ، فالأفضل البقاء هنا


وقبل استلقائه على الأريكة ، إهتزّت الصورة الكبيرة المُعلّقة على الجدار ! فارتعد خوفاً لعدم وجود هواء داخل الكوخ ، ببابه ونافذته المُغلقتيّن

واقترب بحذر من اللوحة .. ليجد خلفها باباً صغيراً ، بأدراجٍ خشبيةٍ مكسورة تصل لقبوٍ مُعتم !

فأضاء القنديل الذي وجده بالصالة ، ونزل الى هناك ..الى ان وصل لسريرٍ كبير تنام عليه صبيّةٌ فاتنة ، مُقيّدة القدميّن بالسلاسل ! والتي ما ان فتحت عيناها ، حتى ابتسمت له :

- هل أتيت لإنقاذي ؟!


الشاب بدهشة : من انت ؟ وكم لك مسجونةً هنا ؟!

- خطفني رجلٌ لعين اثناء عودتي من مدرسة الثانويّة ، وقيّدني هنا منذ شهور ..ولك ان تتخيّل ما فعله بي

- واين هو الآن ؟

الفتاة : لا ادري ! خرج البارحة لإحضار الطعام ، ولم يعد حتى الآن ..وانا أتضوّر جوعاً

- دعيني أحرّرك اولاً ، ثم نفتح إحدى المُعلّبات التي وجدتها بالمطبخ ..مع انها تبدو قديمة ومنتهية الصلاحيّة ! 

- لا بأس ، سآكل أيّ شيء

الشاب : حسناً ، دعيني ابحث عن شيءٍ أفكّ به قيودك

- المفاتيح معه ، لكن يوجد فأس فوق المدفأة

- نعم رأيته ، سأكسر به السلاسل .. المهم ان نخرج من هنا قبل عودة الخاطف الذي حتماً سيحتجزني معك ، او يُفضّل قتلي !

^^^


وبعد فكّ قيودها ، صعدا الى المطبخ .. وتناولا التونة بالشوكة من علبةٍ شبه صدئة ..ورغم خوفه من تناولها ، لكنها شجّعته للذّة طعمها !

الشاب : كنت قلقاً من التسمّم ، فالتاريخ غير واضح على العلبة

- لا تقلق ، الطعام الفاسد لن يؤثّر علينا

- لماذا !

لكنها أكملت طعامها ، دون ان تجيبه !

^^^


وبعد الطعام ، قالت له :

- يمكنك النوم على الأريكة ، وانا سأنام على سجّاد الأرض

الشاب : لن اقبل بذلك ..اساساً المكان غير آمن مع وجود الخاطف ، دعينا نهرب من هنا

- الظلام حالكٌ في الخارج ، سنهرب في الصباح

- وماذا لوّ عاد اللعين ، ونحن نائميّن ؟!

الفتاة : هو لا يأتي إلاّ ظهراً ، فقد حفظت مواعيده


وبعد إصراره على نومها فوق الأريكة ، إفترش الأرض وهو يسألها:

- لم تخبريني بإسمك ؟

- ديانا ، وعمري 17 سنة ..وانت ؟

- صدّقيني ، لا اذكر شيئاً !


وأخبرها كيف وجد نفسه مُستلقيّاً بالغابة مع ألمٍ في رأسه ، دون تذكّر ما حصل !

ديانا : تقصد ان احدهم ضربك بقوّة على رأسك ، أفقدك الذاكرة ؟

- ربما !

- قد يكون الخاطف شاهدك تصعد باتجاه الكوخ ، فخاف من إنكشاف امره ..فضربك من الخلف .. وابتعد عنك ، ظناً بموتك 

الشاب : كلامك يُخيفني ، ويجعلني أصرّ على الهرب قبل عودته 

- لا تقلق فهو جبان ، ولن يجرؤ على القدوم ليلاً ..خصوصاً مع تسلّط زوجته التي لا تسمح بمبيته خارج المنزل


فسألها باستغراب : أهو متزوجٌ ايضاً ؟!

ديانا : ولديه ولدان ..فهو أخبرني عن حياته التعيسة مع زوجته القاسية التي يتحمّلها بسبب صرفها عليه ، فهو عاطلٌ عن العمل منذ سنوات .. واصفاً بأني تعويض شبابه الذي ضاع بخدمتها ، دون امتنانٍ منها !

- ماذا عن اهلك ؟

فأجابت بحزن : مرّ وقتٌ طويل على رؤيتهم ، ولا ادري ان كانوا بخير بعد اختفائي

- هذا محزنٌ حقاً

ديانا : وانت !! الا تذكر ان كان لديك زوجة واولاد ؟

- لا أظنني متزوّجاً ، فمازلت في مقتبل العمر 

- صحيح .. تبدو شاباً وسيماً للغاية 

ثم ادارت رأسها خجلاً ، قائلةً : 

- أظنك مُتعباً .. دعنا ننام ، فغداً سنمشي مسافةً طويلة للخروج من الغابة الكبيرة


وناما تلك الليلة ، على امل الخروج من المأزق غداً

***


وفي الصباح الباكر ، تناولا الفاصولياء المُعلّبة .. ثم حزما بعض الأغراض من الكوخ ، في حال اضّطرا للمبيت في الغابة .. وبعدها نزلا الهضبة بحذر


وما ان وصلا لوسط الغابة ، حتى داست ديانا على بعض العظام .. وفور تفحّصها لهم ، صرخت مذهولة  :

- يا الهي !! انه هو !

الشاب باستغراب : ماذا حصل ؟!

ديانا : هذه عظام اللعين الذي خطفني ! 

- غير معقول

- بلى !! هذه جمّجمته الضخمة ..وتلك نظّارته الحمراء الغبية .. وهذه ساعته حول ذراعه العظميّة ..مع بقايا قميصه الأخضر الذي لبسه آخر مرة.. أنظر لقدمه !! يبدو انه علق بمصيّدة الثعالب ، ولم يستطع التحرّر منها حتى مات ربما بسكتةٍ قلبيّة ، فهو بنهاية الخمسينات .. (ثم ضحكت بهستيريا).. علق الغبي بمصيدةٍ حديديّة ، كما قيّدني لشهور بالسلاسل .. انها العدالة الآلهيّة !! 


الشاب : ديانا ، كلامك غير منطقي .. فمن المستحيل ان يتحلّل جسده خلال يومين فقط

- ومن قال انها يوميّن ؟

- انت قلتِ حين وجدتك بالقبو : انك لم تأكلي منذ البارحة 

ديانا : بل ظلّلت مُقيّدة بالسرير ثلاثين سنة

الشاب بصدمة : ماذا !


وخلال ثواني ، رآها على هيئة هيكلٍ عظميّ .. فانتفض رعباً ! لكنها أمسكت ذراعه بعد عودة شكلها كما كان :

- لا تخف يا مورفي


لكنه أصرّ على الهرب .. قبل فقد الإحساس بقدميّه اللّتين ارتفعتا عن الأرض ، كأنه يطفو ! 

الشاب بخوف : ماذا يحصل لي ؟!

ديانا : لا تخف يا مورفي ، فأنت على وشك تذكّر ماضيك 

- ماذا تقولين ؟! ثم من مورفي هذا ؟!

- هذا اسمك ..هل نسيت تحديّك لقائدك الذي عاقبك بنفيّك للغابة؟

- لا أفهم شيئاً ! ولما لا أشعر بوزني ، كأني تحوّلت لبالونٍ لعين!!


ديانا : سأفهمك القصة منذ البداية .. انا بالفعل فتاةٌ مراهقة ، تم اختطافي على يد هذا الحقير .. (وأشارت للجثة).. اثناء عودتي من المدرسة .. وحبسني بالكوخ لشهورٍ طويلة .. الى ان اتى يوم تركني مُقيّدة بالسرير كعادته ، لإحضار الطعام.. واثناء نزوله الهضبة ، علق كما يبدو بالمصيّدة دون سماع احد صراخه ، حتى توقف قلبه رعباً بعد حلول الظلام .. وبموته ، علقت بالكوخ دون طعامٍ او شراب ..وظلّلت أصرخ لأيام ، الى ان مُتّ جوعاً وعطشاً

- تقصدين انك شبح ؟!

- وانت جني

الشاب بصدمة : ماذا !

- انت كنت بعالمك السفليّ ، او بالأصح تحت هذه الغابة ..حين أمرك قائدك الشيطانيّ بأذيّة شخص بواسطة السحر ، لكنك رفضت ..فعاقبك بتحويلك لبشريّ ، ورماك هنا .. لهذا لا تذكُر شيئاً.. وعندما قابلتني ، عدّتُ صبيّة كما كنت .. كيّ لا تفزع برؤية هيكلٍ عظميّ فوق السرير

- لا أصدّق كلامك

ديانا : اذاً لماذا تطفو ؟

- لا ادري !

- حسناً ، لكيّ أثبت كلامي .. إرفع اصبعك بهذا الشكل

- ولماذا ؟

ديانا : فقط إفعل ما اقوله لك !!


وعندما فعل ، خرج نور من اصبعه .. مما أفزعه !

ديانا : توقف عن الصراخ ، فهذه حيلة يتقنها الجن لإنارة طريقهم

- وكيف عرفتي انني جني ؟

- ومن سيرى الأشباح سوى الجن ؟

الشاب : إن كان هذا صحيحاً ، فأين اهلي ؟

- اعتقد مازالوا اسفل الغابة

- وكيف أصل اليهم ؟

ديانا : انت وحدك قادرٌ على إجابة السؤال ، في حال تذكّرت مكان إستيقاظك بالغابة


فصار يطفو هنا وهناك ، الى ان اشار لشجرةٍ ضخمة..

- هناك !! إستيقظت بجانب تلك الشجرة

ديانا : اذاً هي البوّابة الفاصلة بين العالميّن


وما ان وضع يده على الشجرة ، حتى فتح بابٌ مضيء داخلها !

الشاب : كلامك صحيح ! برأيك إن دخلت فيها ، ستعود ذاكرتي من جديد ؟

- ربما ، لكنك لن تذهب وحدك

- هل ستأتين معي ؟!

ديانا : نعم !! فحياة الأشباح مملّة للغاية ، حيث عليّ الإلتصاق بمكان موتي ! وانا لم أعدّ أطيق القبوّ المعتم بالكوخ الرطب .. رجاءً خذني معك

- هاتي يدك


وأمسكها اثناء دخولهما فتحة الشجرة المضيئة ، التي اختفى نورها فور عبورهما فيه.. لتبدأ قصة حبٍ غريبة بين جني وشبح ، طوّرا مواهبهما بعد تجاوزهما سلّسلة من الصعاب والمغامرات الشيّقة في عالم الجن الخياليّ!  


الجمعة، 4 أكتوبر 2024

لقاءٌ ساحر

تأليف : الأستاذ عاصم
تنسيق : امل شانوحة 

مفتاح الحرّية


كان جاك يمضي عطلته الشتويّة على الشاطئ الذي خلا هذا اليوم من المصطافين ! حينما انتبه الى كشكٍ بعيد .. فذهب ليبتاع علبة سجائر من البائعة الصبيّة (وهي فتاةٌ صغيرة الحجم) 


جاك مُنادياً : هاى انت !! (مُصدراً صوتاً من فمه)

الصبيّة بضيق : ماذا تريد ؟ ولما تناديني هكذا ؟ هل انا قطة ؟!

وبعد إدارة وجهها ، تفاجأ من جمالها : 

- بصراحة أجمل قطة رأيتها في حياتي ! 

- انت مُستفزٌ فعلاً .. من تكون لتحدّثني هكذا ؟!

- دعيني أتعرّف عليك اولاً

- جاكلين .. ماذا تنوي شرائه ؟

جاك : علبة سجائز وولاّعة ، لوّ سمحتي .. خذي هذا المال ، واحتفظي بالباقي 

(وكانت نقوده من عملةٍ غريبة !)

- يبدو انك تصرّ على مزحك السخيف


جاك باستغراب : ولما غضبتي يا بنت ؟!

- بنت ! هل ألعب معك بالشارع ؟!! .. حسّن الفاظك يا رجل !!

- حسناً.. يا استاذة .. يا دكتورة .. يا سيدتي الجميلة .. أهكذا أفضل ؟

جاكلين بعصبيّة : خذّ سجائرك وولاّعتك ومالك ايضاً ، وابتعد عن هنا !!

- أتدري .. كنت ارغب فعلاً بإراحة قدمايّ 


وجلس على الكرسي الخشبيّ بجانب الكشك .. فاقتربت منه غاضبة :

- ماذا تريد ايضاً ؟!

- كوب قهوة من يديّك الجميلتيّن


فدخلت الكشك وهي تتأفّف .. وبعد قليل ، وضعت القهوة امامه  

- إشربها وارحل !! 

جاك : رجاءً إجلسي .. فأنا غريب عن المنطقة ، وأنوي البقاء بعض الوقت.. يعني اعتبريني جارك وصديقك منذ اليوم

فتنهّدت بضيق : يالا فرحتي

- هيا إجلسي ، واخبريني عن الكتاب الذي كنت تحملينه قبل قليل .. 

- ولما تسأل ؟

- هل كنت تقرأينه بالفعل ؟!

جاكلين بتهكّم : لا ، كنت اشاهد الصور الذي فيه .. رجاءً ، لا تحكم على الناس من مظاهرهم

- صحيح شكلك يبدو مُشرّدة ! لكن بنظري بدرٍ منير

- انا المخطئة ، لإطالة الحديث معك 


جاك : إجلسي رجاءً !! كنت أمزح معك فقط

- وعلى أيّ اساس ؟! هل انا صديقتك او خطيبتك ام حبيبتك.. انت مجرّد زبونٌ عادي ، وستذهب بعد قليل 

جاك : حدسي لا يُخطئ ابداً .. ويوماً ما ستكونين كل هؤلاء ، بالإضافة الى زوجتي 

- يبدو انك تشعر بالملّل وتريد إضاعة الوقت ، وانا ورائي عملٌ كثير

- لم ارى احداً منذ الصباح ! فالشاطئ كما ترين ، خالي تماماً 

جاكلين : الرزق يأتي بأيّةِ لحظة .. دعني اعود لعملي

- اولاً إخبريني بإسم الرواية التي كنت تقرأينها ؟

- هي قصة رومنسيّة ، للكاتبة امل شانوحة

- وهل النهاية سعيدة ؟

جاكلين : لا .. البطل يموت بالسرطان ، وحبيبته تنتحر حزناً لفراقه

- يا ساتر ! ماهذا النكد ؟!

- هي قصصها دائماً تنتهي بفاجعة ، او صدمة غير متوقعة للقرّاء !

جاك : ولما تقرأين قصصها الكئيبة ؟ 

- إعتدّتُ عليها ، فأسلوبها يعجبني ..كوني خرّيجة آداب


جاك باستغراب : أحقاً ! تبدين مراهقة

جاكلين : ربما لأن وجهي طفوليّ

- وهل انت مرتبطة ؟

- كنت عاشقة ، لكن قصتي انتهت قبل ان تبدأ.. وإيّاك أن تسألني عن التفاصيل .. (ثم وقفت) .. سأذهب لإغلاق الكشك قبل غروب الشمس .. فعليّ العودة للمنزل ، للإهتمام بأمي

جاك : هل انت مُضّطرة للذهاب باكراً ؟ لأني سأدفع لك إن ساعدتني بتنظيف الشاليه الذي انتقلت اليه اليوم

- حسناً أعطني العنوان .. وسألحق بك ، بعد أخذ الإذن من امي 

***


بعد ساعة ، قدمت للشاليه ومعها عدّة التنظيف

جاك : سننظّف لاحقاً .. دعينا نشرب العصير اولاً ، فأنت ضيّفتي

فالتفتتّ حولها : هل انت وحدك هنا ؟!

فأجابها بحزن : هاجرت زوجتي مع طفلتي للخارج ، دون علمي .. (ثم تنهّد بحزن) ..لا يهم ، تعوّدت على البقاء وحدي  

ثم حاول تقريب كرسيها منه.. 

جاكلين : ماذا تفعل ؟!

- اريد رؤية وجهك جيداً 

فابعدت يده عنها ، غاضبة : إسمعني جيداً !! إيّاك ان تتعدّى حدودك معي وإلاّ..

مقاطعاً : وإلاّ ماذا ؟ اساساً كلانا لا وجود له 

- ماذا تقصد ؟! 


جاك : انا وانت شخصيّتان خياليّتان ، وتقابلنا بعدّة قصصٍ مختلفة : بعضها بوليسيّ ، والآخر مخيف .. وهذه المرّة رومنسي ، حسب عقليّة كاتبتك المفضّلة 

جاكلين بصدمة : من تقصد ؟ .. امل شانوحة

- نعم .. الم تسألي نفسك كيف تقرأين قصصها بالعربية الفضحى ، مع انه المفترض ان نكون اجانب ؟! .. فأنت بطلتها الشهيرة جاكلين التي بالعادة تقتلها بآخر قصصها .. وانا جاك : الرجل المجرم المُنحرف ، او المُعقّد نفسيّاً .. لابد انك تذكّرتني الآن ؟

- لا مستحيل !

جاك : ربما نسيتني ، لأن شكلي وصفاتي تتغيّر مع كل قصة .. وبهذه القصة جعلتني امل ، مريضاً اعاني من فشلٍ كلويّ ! وأتيت الى المصيّف بعد مللي من المستشفيات ، كيّ أموت بهدوء .. حتى ابنتي التي خلّفتها ببداية القصة ، حرمتني رؤيتها !

- يا الهي ! كنت أشعر دائماً انني اعيش بحلمٍ طويل لا ينتهي .. حتى انني حاولت الإنتحار بالبحر ، لكني تفاجأت بأرضيّةٍ قاسية تُشبه غلاف كتابٍ  منعني من الغرق ! .. (ثم مسحت دمعتها).. ليتك لم تخبرني الحقيقة ، وتركتني أعيش المغامرة مع كل قصة تؤلّفها كاتبتي المفضّلة                 


جاك بحزم : برأيّ علينا التمرّد ، وعدم إطاعة قلمها هذه المرة

- وهل هذا ممكن ؟ فنحن مجرّد كومبارس

- حسب السنوات التي عانيتها مع قصصها المُتخلّفة ، فهمت عقليّتها المريضة ..فهي لديها مُعتقدات ترفض تغيّرها .. لذا علينا زعزعة أسسّ مبادئها ، لتنهار قصتها ونتحرّر من حماقتها

- مثل ماذا ؟!

جاك : هي تصرّ على جعلك ضعيفة الشخصيّة ، ودودة وهشّة أكثر من اللزوم .. وانا الرجل العنيف القاسي .. وربما ارادت بهذه القصة أن اعيش معك قصة حبٍ لطيفة قبل موتي ، لأني امتنعت عن غسل الكلاوي ..حسب عقليّة الكاتبة 

- وربما تختار كاتبتي التبرّع لك بكليّتي 

- وبعدها أتزوّج من فتاةٍ سليمة 

جاكلين بصدمة : هل ستخونني ؟!

- لا ادري ! ألست الشخصية الشريرة بكل قصصها ؟ لذا أعتقد بأن قلب الأدوار سيكون مفتاح الهرب من روايتها الحزينة نحو الحرّية الأبديّة .. او علينا.. 

- او ماذا ؟ لم سكتت ؟!


فقال بحماس : دعينا نتزوّج !!

جاكلين بصدمة : ماذا !

- هي دائماً تفصل الحبيبيّن عن بعضهما بنهاية قصصها ، ربما لعقدةٍ في حياتها .. لهذا دعينا نتزوّج بسرعة ، قبل استيقاظها من قيّلولتها وإكمال قصتنا الحزينة ككلّ مرة 

- واين سنجد رجل الدين بهذا المساء ؟!

جاك : جاكلين .. أنسيتي اننا داخل قصة ويمكننا خلق أيّةِ شخصيّة ، في حال تعاونّا معاً .. هيا إمسكي يدي ، وتخيّلي اننا داخل كنيسة بحضور المعازيم .. وانت تلبسين الفستان الأبيض .. وانا طقمٌ فخم ، وبكامل صحّتي ولياقتي البدنيّة .. المهم ان لا تتركي يدي ابداً .. لأننا سندخل دوّامة من الكلمات والأحداث القاسية .. وربما تنهشنا مخالب الحروف الجارحة .. لكن لا تقلقي ، سنعبر لجهة النور .. ثقي بي .. والآن دعينا نتخيّل عرسنا الجميل !!


وأخذا يردّدان معاً :

- عريس وعروس ، قسّيس ومعازيم 

- عريس وعروس ، قسّيس و

- عريس وعروس ، ق..

- عريس وعر..

- عر..

واختفيا بين السطور ! 


الأربعاء، 2 أكتوبر 2024

الحب الصعب

تأليف : امل شانوحة 

 

الرهينة البريئة


قبل تحريك سيارتها ، تفاجأت بقماشةٍ رطبة تُطبق على انفها من الخلف ! وقبل إغمائها ، شاهدت الخاطف المُقنّع من المقعد الخلفيّ لسيارتها


بعد قليل ، سمعت صوتاً يأمرها النزول من السيارة.. وبصعوبةٍ بالغة فتحت عينيها ، لترى المُقنّع المُسلّح يسحب ذراعها بعنف.. ولشعورها بالدوّار ، سقطت بقوّة على الأرض !

فتنهّد الخاطف بضيق : 

- اللعنة ! هذا ما كان ينقصني


وحملها مُرغماً الى منزلٍ يبدو بعيداً عن بقيّة المساكن (هذا ما لاحظته مع ضبابيّة الرؤية بسبب المخدّر) 

ثم رماها فوق فراشٍ بسيط في غرفةٍ فارغة ، وهو يقول :

- ستبقين هنا الى أن يُقرّر القائد مصيرك ، ايتها الخائنة

فقالت بدهشة وتعب : ماذا تقول ؟! من انت ؟ ومن قائدك ؟ انا لا افهم شيئاً!

- سأحبسك بالغرفة لحين وصوله من السفر 


ثم أقفل الباب عليها .. فحاولت الوقوف .. لكنها عادت للسقوط ، غائبةً عن الوعيّ فوق الفراش الصوفيّ !

***


في المساء ، شعرت بيدٍ تُبعد غرّتها عن وجهها بحنان ! لتلمح عيون الخاطف (من خلف قناعه) وهو يتأمّلها اثناء نومها.. فتكوّرت على نفسها ، بخوف :

- ماذا تريد مني ؟!

- لا تقلقي ، لن ألمسك كيّ لا أُغضب القائد

- من قائدك ؟ ولما أمرك بخطفي ؟!


لكنه لم يجيبها ، بل اكتفى بالإشارة لشطيرةٍ امامها مع قارورة ماء

- كلي عشائك.. وستجدين بزاوية غرفتك ، حمام صغير خاصٌ لك.. سأحسن ضيافتك ، رغم خيانتك للبلد

فقالت بدهشة : خيانتي للبلد ! ماذا تقصد ؟!

الخاطف : لا يحقّ لي قول المزيد

- رجاءً أخبرني بما يحصل !!


لكنه تجاهلها ، مُكملاً طريقه نحو باب الغرفة .. فنادته بنبرةٍ مُنكسرة:

- على الأقل دعني أتصل بأهلي ، لأخبرهم بأني نائمة عند صديقتي

الخاطف : هل انا مجنون لأعطيك جوّالك ، حتى تتصلي برؤسائك لقصف المكان

- عن ماذا تتحدث ؟! انا امرأة بسيطة ، ولا دخل لي بالعمليّات العسكريّة !

بعصبية : إخرسي !! ونامي بهدوء


وأقفل الباب من جديد ، وتركها مُحتارة مما سمعته !

***


واستمرّ الوضع عدّة ايام.. إعتاد فيها الخاطف وضع الطعام امامها ، والخروج من الغرفة دون التحدّث معها .. لهذا لم تتعرّف عليه (بقناعه السميك) والذي أصرّ على كتمان شخصيّة من أمره بخطفها! 


ومن وقتٍ لآخر .. شعرت بالخاطف يدخل غرفتها ، ليسرح بجمالها الناعم اثناء نومها ! وبدورها تظاهرت بالنوم ، خوفاً من إعتدائه عليها

***


وفي إحدى الليالي.. تنصتّت على الباب ، لسماع حديثه على الجوّال :

((الو .. سيد علي ، تأخّرت كثيراً بالعودة للبنان ! نعم أعرف بإغلاقهم المطار بعد الغارات الإسرائيليّة على الجنوب ، لكن ماذا بشأن حبيبتك ؟ أقصد طالما انت متأكّد من خيانتها للحزب ، فدعني أقتلها.. حسناً اهدأ سيدي .. لن ألمسها ، لحين إيجادك طريقة لأخذها من هنا.. تصل بالسلامة))


وأغلق الخاطف المكالمة ، وهو يتمّتم بضيق :

- ياله من رجلٍ عنيف ! مالذي جعلني اعمل لديه ؟! 

ثم اتصل بشخصٍ آخر :

((لن اسامحك ابداً !! فأنت ورّطتني مع السيد علي .. ما دخلي انا بخطف النساء ؟ انا قنّاصٌ محترف ، ولست حارساً لخطيبته الحسناء!!))


وهنا فهمت زينب جزءاً مما حصل ! وانتظرت إنهاء مكالمته ، لطرق باب غرفتها بقوّة ..

الخاطف بضيق : ماذا تريدين الآن ؟!

- رجاءً إفتح الباب ، اريد محادثتك بأمرٍ مهم


فلبس قناعه قبل فتحه القفل :

- ألم تتناولتي عشائك قبل قليل ؟ ماذا تريدين ايضاً ؟!!

- هل (علي المولى) هو من أمرك بخطفي ؟!

الخاطف بقلق : هل كنت تتنصتين عليّ ؟!

فردّت بعصبية : بماذا اتهمني اللعين ، بعد رفضي الزواج به ؟!!

- وكيف ترفضينه وهو من قادة الحزب المُهمّين ؟!

- لأنه عنيفٌ جداً ، وهناك شكوك من كونه عميلاً لإسرائيل


فضحك الخاطف ساخراً :

- أهو العميل ام انتِ ؟

- بالله عليك ..لما تجنّدني اسرائيل وانا لم أكمل تعليمي ، ولا دراية لي بالأمور التقنية او العسكريّة ، ولا أتقن لغة العدو ؟

الخاطف : لا علم لي بمن تكونين .. لكن طالما قائدي أخبرني انك خائنة للوطن ، فستبقين هنا حتى يفتحوا المطار .. وهو يتصرّف معك على طريقته

- الم تفهم انه ينتقم مني ، لرفضي له ؟ .. فأنا لا دخل لي بالتجسّس والعمالة ، صدّقني !!

- لن أصدّق حرفاً مما تقولينه


وقبل خروجه من الغرفة ، أمسكت ذراعه بقوة :

- رأيتك اكثر من مرة ، وانت تتأملني اثناء نومي .

فارتبك قائلاً :

- إيّاك إخبار السيد علي بذلك !

- أتدري ما سيفعله إن أمسك بي ؟ سيعتدي عليّ مراراً ، قبل قتلي .. هذا إن لم يستمتع بتعذيبي اولاً.. هل تقبل بتشويهه جمال الفتاة التي انت مُعجبٌ بها ؟


وقد هزّ كلامها كيانه ! لكنه اكتفى بالخروج السريع ، وإقفال الباب عليها من الخارج

فطرقت الباب بقوة ، وهي تقول :

- على الأقل تحقّق من براءتي ، كيّ لا تندم طوال حياتك !!!

^^^


ولم يستطع الخاطف النوم تلك الليلة ، وهو يتساءل في نفسه :

((أمعقول انه اتهمها ظلماً للإنتقام منها ؟ أيعقل ان يكون هو الخائن ؟! سأتحقّق من الأمر بسرّيةٍ مُطلقة .. لأني حقاً لا اريد لأحدٍ أن يلمسها ، حتى خطيبها السابق .. يبدو انني اغار عليها بالفعل !))

***


وخلال الإسبوع التالي .. بدأ تحقيقه في الملفات والمعلومات التي وصلت لإسرائيل ، والتي كانت السبب في اغتيالاتٍ متواصلة لقادة الحزب في الحرب الجارية على لبنان.. ليستنتج بأن معظم من استهدفهم العدو الفترة الماضية كانوا على عداوة مع علي الذي يبدو انه يختبئ بالغربة لحين انتهاء الحرب ! 


وظلّ الخاطف يبحث في مكتب قائده الى ان وجد قصاصات داخل آلة تمزيق الورق ، عبارة عن فاكس بلغةٍ عبريّة : لحوالةٍ ماليّة لعلي ، بعد إرساله معلومات عن ضحيّة قُتلت قبل يومٍ واحد من سفره ! حينها تأكّد من كلام زينب الذي عاد اليها .. لتتفاجأ بدخوله دون قناع هذه المرة !


الخاطف : معك حق ! علي هو الخائن ، وأراد توريطك بدلاً منه

زينب : هل صدّقتني الآن يا ..

- إسمي حسين .. إسمعيني جيداً يا زينب !! علينا الهرب فوراً ..فقد علمت قبل قليل أن علي تسلّل الى لبنان بحراً ، وهو في طريقه الى هنا

^^^


وأسرعت بركوب سيارة الخاطف المُظلّلة التي تنقّل بها في شوارع مظلمة ..قبل إيقافها بين الجبال !

زينب بقلق : اين نحن ذاهبان ؟!

حسين : سنكمل سيراً على الأقدام .. هيا إمسكي يدي ، فالطريق وعرة

^^^


وبعدها نزلا في إحدى الأنفاق السرّية للحزب ، حيث رُصّت الأسلحة والصواريخ على كلا الجنبيّن ! لذلك مشيا بحذر وهما يُضيئان كشّافاتهما اليدويّة .. الى أن وصلا للمقرٍّ في الأسفل ، مليئاً بالجنود المحاربين الذين تفاجأوا بوجودها بينهم !

فسأله القائد العسكري : من هذه يا حسين ؟!

- زوجتي

فنظرت زينب اليه بدهشة ! لكنها فهمت من نظرته ، انه يريد حمايتها من كتيبة الشباب المتواجدين هناك.. وأكمل قائلاً :

- آسف لإحضارها الى هنا ، لكنهم قصفوا بجانب منزلي وأردّت حمايتها

القائد : اذاً استخدما الغرفة الداخلية

حسين بامتنان : شكراً سيدي

^^^


وأدخلها الغرفة وهو يقول :

- إقفلي الباب على نفسك ، ولا تفتحي إلاّ لي.. فنحن سنمثّل امامهم اننا مُتزوجيّن

زينب بقلق : وهل ستنام معي بالغرفة ؟!

حسين : مُضّطر لذلك.. لكن لا تقلقي ، سأفترش الأرض بينما تنامين على السرير الحديديّ.. سنبقى هكذا الى ان أجد طريقة لتهريبك خارج البلاد.. المهم ان لا يعرف احد انك خطيبة علي ، وإلاّ سنقع في ورطةٍ كبيرة

***


وأمضت زينب هناك عدة ايام .. وهي تستمع لإطلاق الصواريخ من النفق ، مع تهليلات النصر كلما ضربوا مراكز مهمّة بإسرائيل ! 

بينما انشغل حسين باتصالاته الخاصة لتهريب زينب الى قبرص ، قبل عثور علي عليهما او نجاح اسرائيل بقصف النفق بمن فيه !

***


وبإحدى الليالي ، أيقظها حسين وهو يهمس لها :

- هيا بنا

زينب بقلق : الى اين ؟!

- سنسافر بحراً الى قبرص 

- ألن أودّع اهلي ؟

حسين مُنبّهاً : إيّاك الإتصال بأحد ، لحين تخلّصنا من الخائن علي الذي يبحث عني في كل مكان ، ليقتلني بعد تهريبك منه

***


وبالفعل وصلا الى قبرص بعد رحلةٍ بحريّةٍ طويلة.. واستأجرا بيتاً صغيراً ، كلاً لديه غرفته الخاصة 

***


وبعد اسبوع ، قالت له :

- لا يمكننا المتابعة هكذا

حسين : ماذا تقصدين ؟

- دعنا نتزوّج

بدهشة : أحقاً !

زينب : ربما ان عرف علي بزواجنا ، يتركنا وشأننا

- انا اعرفه اكثر منك ، لا شيء سيُهدّئ باله إلاّ قتلنا

- أفهم من ذلك انك ترفض فكرة زواجنا ؟!

حسين : لا طبعاً ! لنذهب الآن ، ونتزوّج مدنيّاً .. هيا بنا !!

***


وبعد الزواج .. ظلّ حسين متوتّراً ، حيث اعتاد مراقبة محيط منزله كل مساء .. الى ان اكتشف مُقنّعاً يحاول إجتياز الحديقة ! فسارع الخروج اليه ، وهو يشهر السلاح في وجهه..

المقنّع وهو يرفع يديه مُستسلماً :

- رجاءً لا تقتلني !!

حسين هامساً : إخفض صوتك ، لا اريد لزوجتي ان تستيقظ

- اذاً الإشاعة صحيحة ! لقد تزوّجت خطيبة قائدنا

فعرفه حسين من صوته :

- حيدر ! أهذا انت ؟! 

فأزال حيدر قناعه :

- هو يبحث عنك في كل مكان .. وينوي تعذيبك ببطء الى أن تتمنّى الموت ، حسب كلامه !

حسين : إسمعني جيداً .. سأعطيك كل الأدلّة على خيانته للوطن .. أريدك إيصالها للقادة العليا ، قبل ان يضحي بهم لإسرائيل

حيدر بصدمة : أحقاً ما تقول !

- نعم !! انت تعرف جدّيتي بالعمل ، وجميع المستندات معي.. تعال للداخل لأعطيها لك


وبالفعل اعطاه كل الدلائل .. وبدوره وعده حيدر بتوصيلها للمسؤولين بالحزب

***


في الصباح الباكر ، أخذ حسين زوجته الى المطار

زينب باكية : لا اريد السفر لإيران وحدي ، تعال معي

حسين : لديّ عملٌ مهم ، سأنهيه وألحقك.. قريبي ينتظرك بالمطار ، وهو سيوصلك الى منزلنا الجديد

- عدّني ان تبقى بخير

- أعدك حبيبتي

***


وعاد حسين الى لبنان بحراً بعد معرفته باختفاء علي ، عقب انكشاف امره ! فخطّط للنيل منه قبل قتله بقيّة قادة الحزب ، بالمعلومات التي يملكها عن الأنفاق السرّية


واتصل به قائلاً :

- اعرف رقمك السرّي يا علي .. وأريد إخبارك بأن زينب فتاةٌ رائعة ، لا تصدّق كم استمتعت معها بشهر العسل

علي غاضباً : يا حقير !! سأقتلك ببطءٍ شديد

- اذاً لا تكن جبان ، وتعال وحدك للعنوان التالي

^^^


وبالفعل وصل علي وحده ، وهو يشهر سلاحه نحو هضبةٍ مرتفعة في ليلةٍ معتمة ، رغم شرارات الإنفجارات فوق كل جزءٍ من اراضي الجنوب !

علي صارخاً : أخرج ايها الحقير !!

فظهر صوت حسين من خلف الهضبة : 

- إرمي سلاحك اولاً !! دعنا نتقاتل بالأيديّ ، رجلٌ لرجل !!

علي : حسناً لنفعل !! 

ورمى سلاحه جانباً ، ليظهر حسين من خلف الهضبة وهو يقول :

- لا أصدّق انك خسيس لدرجة اتهامك سيدة رقيقة كزينب بخيانتك ، ايها العميل المتواطئ ؟!

علي : انت لا تفهم شيئاً .. وجودي بأمريكا جعلني أكتشف خطة الدول العظمى بإنهاء الحزب تماماً من لبنان ، لهذا رغبت بالكسب الماليّ قبل موتهم جميعاً

حسين بقلق : هل أرسلت جميع المعلومات التي تعرفها لإسرائيل ؟

- ليس كلها .. بل ارسلت بعضها على دفعات ، للحصول على المزيد من المال

حسين : كنت اعلم انه ليس صعباً إستفزازك ، لاستخراج الإعتراف القذر منك .. (ثم صرخ بعلوّ صوته) .. إمسكوه يا شباب !!


وخرج جنود الحزب من خلف الهضبة ، وهو يشهرون السلاح ضدّ علي الذي انهار خوفاً :  

- لم أقصد خيانتكم ، صدّقوني !


لكنهم قيّدوه ، ووضعوه في جيبٍ عسكريّ .. باتجاه سجنهم بأحد الأنفاق ، لتعذيبه حتى الموت ! بينما توجّه حسين لسفينته ، للإبحار نحو قبرص .. ومنها للمطار للقاء زينب ، بعد قراره النهائي بالإبتعاد عن الأحزاب والطوائف ..والعمل بمهنته السابقة ككهربائي ، للإهتمام بزوجته الحامل بمولودهما الأول .


طبيب الأسنان المشبوه

فكرة : اختي اسمى كتابة : امل شانوحة    جنّية الأسنان جلست سلمى على كرسي طبيب الأسنان وهي ترتجف رعباً ، فهي المرّة الأولى التي تخلع فيها سن ا...