كتابة : امل شانوحة
القرار المصيريّ
أبّان الحرب العالمية الثانية ، وفي ليلةٍ باردة .. سهر الجندي الإلمانيّ (دومينيك) امام شعلة النار ، في مهمّة لحماية خيم العساكر في البريّة بانتظار معركة الغد .. حين لمح من بعيد جندي العدوّ المُلثّم يزحف باتجاههم ، وبيده قنبلةً موقوتة لتفجيرها قرب خيّم الجنود النائمين !
فأسرع الحارس دومينيك (الذي غطّى وجهه بالوشاح الصوفيّ في الجوّ القارص) باتجاه المُتسللّ الإنتحاريّ الذي تعارك معه بالأيدي ، بعد تمكّن كلاهما من إسقاط سلاح الآخر بالفنون القتاليّة التي يتقناها!
وبعد إيقاع خصمه على الأرض بالضربة القاضيّة ، وجّه دومينيك المسدس (الذي التقطه من الأرض) في وجه المُلثّم الذي تكلّم بصوتٍ مألوف :
- عيناك تذكّرني بصديقٍ قديم !
الحارس بقلق : من انت ايها اللعين ؟!
فأزال المُلثّم قناعه العسكريّ ، ليظهر أندريه (صديق الطفولة الذي سافر الى فرنسا قبل شهور من إعلان الحرب العالمية الثانية ..ورغم انه المانيّ الأصل إلاّ انه التحق بالجيش الفرنسي بسبب جنسيّة والدته)
وبسرعة ازاح دومينيك وشاحه .. حيث كاد الصديقان (الّلذان افترقا قرابة السنتين) على وشك التعانق ، قبل انتبهاهما لاختلاف زيّهما العسكريّ !
دومينيك : يا الهي ! كنت قلقاً على مصيرك بعد قصفنا بلادكم بوحشيّة العام الماضي .. كم تمنيّت لقائك ، لإخبارك عمّا فاتك من احداث حيّنا القديم
أندريه : وهآ نحن التقينا كأعداء في جيشيّن مُتحاربيّن .. يالا غرابة القدر !
- لما تخون موطن والدك ؟!
- الظروف أجبرتني على إخفاء هويّتي الألمانيّة داخل فرنسا
ثم توقفا عن الكلام ، بعد سماعهما نباح كلب القائد الألماني الذي خرج من خيمته لرؤية ما أفزع حيوانه الأليف !
فأسرع دومينيك بسحب ذراع صديقه ، وإخفائه خلف الأشجار..
- لا تصدر صوتاً ، حتى لا يقتلوك
أندريه : لا تحمني يا صديقي ، فمهمّتي كانت تفخيخ مخيّمكم
- يبدو أن قائدك ضحّى بك ، لعلمه بأصولك الإلمانيّة
- ربما الأمر كذلك .. لكني جندي بسيط ومجبور على إطاعة قائدي ، كما انت مُجبرّ على إطاعة الأوامر
وفجأة ! وجّه أندريه السكين على بطن دومينيك الذي سأله باستغراب:
- ماذا تفعل ؟!
أندريه : انت معك المسدس ، وانا معي السكّين .. والبقاء لمن يجرأ على فعلها اولاً
- لن اقتل صديق طفولتي !
- إن عثر الكلب عليّ ، فسيُجبرني قائدك على إفشاء اسرار كتيبتي القريبة منكم ..ولن افعل ذلك !! رجاءً أقتلني انت
دومينيك بإصرار : لن افعل !!
- الم تعدني بالبقاء معاً حتى الموت ، وهآ نحن وصلنا لهذه المرحلة ..رجاءً أقتلني انت ..فأنا أفضّل الموت برصاصة صديقي ، بدل رصاصة العدوّ
وهنا اقترب الكلب اكثر من مكانهما خلف الأشجار !
أندريه بفزع : لقد انكشف امري ..رجاءً إطلق رصاصة على رأسي لأجل ايامنا الخوالي ..لا تدعهم يعذّبونني يا صديقي
- لا استطيع !! انت مثل اخي
- اذاً لنكن مثل قابيل وهابيل ..اساساً كنت ستكون مكاني الآن ، لوّ لم تُسقط بندقيّتي .. فكلانا كومبارس في مسرحيةٍ هزليّةٍ كبيرة .. هيا دومينيك !! إن كنتُ فعلاً غالياً عليك ، فلا تدعني أُجرّب التعذيب النازي الشهير
وإذّ بهما يسمعا صوت جندي إلماني يُنادي قائده :
- أظن هناك شخص بالغابة ، سيدي !!
ممّا أجبر دومينيك على توجيه مسدسه نحو أندريه ، وهو يقول باكياً:
- لن اسمح لأحد بلمس شعرةٍ منك ، يا صديقي العزيز
أندريه : هيا إضغط الزناد !! ولا تقلق ، سأسامحك يوم القيامة .. وسنجتمع مجدّداً في الجنة ، فكلانا ضحايا زعمائنا الملاعيين
- الوداع يا صديقي
وهنا سمع القائد الإلمانيّ صوت طلقةٍ ناريّة في الغابة ! فأسرع مع كلبه باتجاه الصوت .. وقبل وصوله ، سمع طلقةً ثانية ! ليجد دومينيك مُنتحراً بجانب المُتسللّ المجهول ! بعد اختياره الموت بجانب صديقه ، لعلمه بأن ذكرياتهما ستلاحقه لآخر عمره .. ولعدم تحمّله تأنيب الضمير ، فضّل الموت بجانبه .. على امل ان يلتقيا في الآخرة ، يوم يقضي الله بالعدل بين الخصوم !
قرأت قبل يومين بالتيك توك سؤالاً : ماذا لوّ التقى الأصدقاء كأعداء بالحرب ؟
ردحذففخطرت ببالي هذه الفكرة ، أتمنى ان تعجبكم
اعتقد ان العبره ستكون باخلاق الجندي وما تربى عليه وهذا مايعملون على هدمه منذ زمن ..ولنا في الحروب الاهليه الحديثه ما هو اشد من هذا ..
ردحذفحسنا اعتقد ان معكي مهله ثلاثة ايام ربما لتعودين لنا بهيرا او زينب ..
الى نهاية شهر 7 ، حتى أتفرّغ من جديد للكتابة بإذن الله
حذفسعيدة انك تتابع نفس مسلّسلاتي التركيّة ! اعتقد انك معجب بجمال البطلتيّن اكثر من موضوع المسلسل ، ايها الثعلب المكّار
😍
ردحذفيعني متى موعد نشر القصه القادمه من باب العلم ..
ردحذفانا احاول جهدي بنشر قصة كل خمس ايام .. الى ان تهدأ الأمور في المنزل بإذن الله
حذفوالله مابكذب عليك استاذه امل كنت بدي اطلب منك قصه عن الحرب العالميه انت دوما سباقه لخير مبدعه دوما بس مافي جاكلين الصديقه لهما مع روز مبدعه دوما الله يعينك على الضيوف /
ردحذفالقصة التالية بإذن الله ستكون اجرامية .. وأظن بعدها نفسيّة .. لا ادري متى ستخطر ببالي قصة رومنسيّة لجاكلين .. لندعها للأيام
حذفقصتك ذكرتني عندما كنت أعيش في روسيا أواخر تسعينات القرن الماضي كان جاري عجوز تسعيني شارك في الحرب العالمية الثانية وكان كثيرا ما يحكي لي قصص الحرب العالمية الثانية عن معارك
حذفشارك بها أخبرني مرة أنهم في إحدى المرات بعد انتهاء إحدى المعارك كان عليهم قتل وإعدام الجرحى الالمان الذين اسروهم لانه علاجهم مكلف جدا وكان عليهم تنفيذ الاعدام طعنا بالحراب والبلطات توفيرا للذخيرة أخبرني أنه كان عليه أن يعدم جريح الماني على الأرض وأنه اخد يتوسل إليه باللغة الروسية أنه لديه عائلة وأطفال في المانيا أخبرني والندم في عينيه أنه كان مضطرا لتنفيذ الأوامر والا كان سوف يعدم وأنه قام بقتله بضربه بالبلطة على رأسه وظلت صورة الجندي لا تفارقه طول حياته
لهذا فضلّت انتحار البطل بقصتي ، لأن هذا النوع من الذكريات مستحيل ان ينسى بمرور السنين .. كان الله في عون الجنود المُجبرين على تنفيذ الأوامر ضد معتقداتهم الإنسانية التي تربّوا عليها ، فقط لإرضاء قادتهم النرجسيّن !
حذف