تأليف : امل شانوحة
العاشق الموهوم
بعد انتهاء تصوير الحلقة النهائيّة من مسلّسلٍ رمضانيّ .. إنضمّ الممثلون الى مأدبة العشاء الأخير ، مودّعين بعضهم على أمل الّلقاء بأعمالٍ فنيّة اخرى او مهرجانات تكريميّة ..
حيث تفاجأت البطلة (سعاد) بسحب البطل (أمجد) يدها بعيداً عن زملائهما ! ليقوم بحضنها بحنان ، وهو يودّعها بنبرةٍ حزينة :
- سأشتاق اليك
فسايرته بالكلام :
- وانا ايضاً استاذ أمجد
- نادني عبدو للمرة الأخيرة
(فهو الّلقب التي أطلقته عليه البطلة في المسلّسل لتدليله)
سعاد : حسناً يا عبدو ، انا مسافرة غداً الى الشام
أمجد : إتصلي بي حينما تصلين ، لن يهدأ بالي حتى اطمئن عليك
فابتسمت ابتسامةً مصطنعة :
- سأفعل استاذ أمجد
معاتباً : أمجد ثانيةً !
بابتسامة : الى الّلقاء يا عبدو
***
في مساء اليوم التالي ، إتصلت به لتخبره بوصولها الى منزلها في سوريا..
فأجابها بصوتٍ نعس :
- الآن اطمأن قلبي .. إستريحي الليلة وسأكلّمك غداً ، يا عزيزتي بسمة
فأغلقت سعاد المكالمة ، وهي تقول بنفسها باستغراب :
((إتصلت به لأودّعه ، فلماذا يريد محادثتي لاحقاً ؟! ولما يصرّ على مناداتي بإسم بطلة المسلّسل ؟!))
وتجاهلت شكوكها ، وذهبت للنوم من شدّة تعبها..
***
في الأسابيع التالية .. تتابعت إتصالات أمجد المسائيّة التي حاولت سعاد إختصار محادثته قدر المستطاع ! الى ان ضاق صدرها لإصراره على الإتصال بها بأوقاتٍ متأخرة من الليل بعد عودتها الى لبنان لعملٍ جديد ، مُجيبةً عليه بجفاء :
- استاذ أمجد ..الساعة ٣ صباحاً ! وغداً لديّ تصوير مشهدين لمسلّسلي الجديد
- ومن هو البطل ؟
سعاد : ستعرف حينما يُعرض المسلّسل بعد شهرين
أمجد بقلق : أهو شابٌ وسيم ؟ .. هل يعجبك ؟
- هذا موضوعٌ يُخصّني
- لا تلوميني يا سعاد ، فأنا أغار عليك
- استاذ أمجد .. مسلّسلنا نجح نجاحاً كبيراً ، وعلاقتنا العاطفيّة انتهت بنهاية حلقاته ، والأفضل أن نبقى زملاء مهنة فحسب
أمجد : لكن شعوري لم ينتهي اتجاهك يا بسمة
وهنا تأكّدت من هوسه بها ! فحاولت انهاء المكالمة :
- سأعود للنوم ، سلام استاذ أمجد
- عبدو.. نادني عبدو
سعاد بضيق : لا يهمّ !! فأنا نعسةٌ للغاية
- اذاً أتركي جوّالك مضاءً ، اريد سماع انفاسك
وقبل إكمال كلامه الرومنسيّ ، أغلقت جوالها وهي تتمتّم بعصبيّة :
- هذا ما كان ينقصني !! عازبٌ مهووس ببطلة مسلّسله الأول .. انه خطأي ، ما كان عليّ قبول عملٍ مع ممثلٍ صاعد .. سأحظر رقمه من جوالي ، لا حلّ آخر امامي
***
بمرور الأيام ، توقفت مكالمات أمجد المزعجة .. الى ان علمت سعاد بأنه يبالغ بمدح جمالها ورقتها معه بالكواليس في جميع مقابلته التلفازيّة ، والتي دفع بعضها من حسابه لإدارة القناة ، لظهوره بجميع وسائل التواصل الإجتماعي !
مما ضايق سعاد وأهلها ! وجعلها تفكّ الحظر ، لتعاتبه على تصرّفاته المراهقة :
- استاذ أمجد !! كنت أحترمك كثيراً لأنك فنّان متنوّع المواهب ، لكني غيّرت رأيّ بعد تصرّفاتك الطائشة !
- أهذا ذنبي لأني مخلصٌ في حبك ؟!
سعاد : إسمعني جيداً .. انت ممثلٌ موهوب ، وستأتيك عروض تمثيليّة اخرى مع ممثلاتٍ فاتنات وأصغر مني سنّاً ، وذات جمالٍ طبيعيّ .. وربما تجد بينهن ما تناسب ذوقك.. فنحن من ديانتين مختلفتين ، ومستحيل أن تقبل عائلاتنا بارتباطنا
- لكن بسمة وعبدو واجها نفس المشكلة ، ولم يمنعهما ذلك من الوقوع في الغرام !
سعاد بغضب : كان مسلّسلاً لعيناً وانتهى !!
- لم ينتهي بالنسبة لي.. مازلت أكرّر مشاهدنا سويّاً ، حيث تظهر لمعة عيونك وانت تتغزّلين بي
- مجرّد تمثيل !!
أمجد : لا ابداً !! كان واقعيّاً للغاية .. أتذكرين يوم نمتي بجانبي ؟ كنت مُغمض العينين وغارقاً بخيالاتي .. ليت المشهد طال اكثر من ذلك ..أتذكرين كم كان سريرنا دافئاً ؟
سعاد بغضب : انت قليل الأدب !!
وأغلقت جوّالها وهي تتمّتم بضيق :
- يا الهي ! ما هذه الورطة ؟
ثم اتصلت بممثلٍ شاركهما بطولة المسلّسل .. وبعد ساعة من حديثها معه :
- هذه مشكلتي مع زميلك أمجد ..ارجوك تحدّث معه ، وإفهمه أن يُكمل حياته دون التفكير بي
فؤاد : سأحاول يا سعاد
***
بعد ساعتين ، أعاد فؤاد الإتصال بها :
- للأسف يا سعاد ، هو مُصرّ على ملاحقتك ! يقول انه وافق على البطولة رغم انها تجربته الأولى بالدراما ، لأنه معجبٌ بك منذ بداية مشوارك الفنّي .. وانت تعرفين انه عاش معظم حياته عازباً .. وأخبرني بأنه كره الوحدة من بعدك .. وانه تعوّد على عطرك وضحكتك وطريقة كلامك معه اثناء تصويرنا المسلّسل .. ويبدو لن يهدأ باله ، حتى يكسب حبك .. أعانك الله يا سعاد على مُغرَمِك المهووس !
سعاد بضيق : كان يوماً نحِساً حين قبلت العمل معه ! .. من اليوم فصاعداً لن أقبل أن يشاركني البطولة سوى ممثلٍ متزوجٍ من اربعة نساء
فؤاد : أضحكني كلامك .. المهم ان تحرصي منه ، فأنا لا اعرف الى اين سيوصله هوسك بك !
سعاد بقلق : ليسترنا الله
***
بعد شهر .. توقف تمثيل الحلقة العاشرة من مسلّسل سعاد الجديد بعد تعرّض البطل الى ضربٍ مبرحٍ بالعصا بعد خروجه من الاستديو ، ويحتاج شهراً للخروج من المستشفى !
فشكّت سعاد بأمجد الذي هدّدها كثيراً بإفساد مسلّسلها ، بعد رؤيته بعضاً من مشاهدها العاطفيّة مع بطلها الجديد .. ويبدو انه لحقها الى مكان التصوير ، مُتخفّياً بين فريق العمل !
لهذا اتصلت به لتسأله إن كان هو المقنّع الذي هاجم البطل ؟
فانكر ذلك تماماً ، مُدّعياً وجوده بدولةٍ اخرى لبدء عملٍ جديد..
فاعتقدت ان الإعتداء بسبب مشاكلٍ شخصيّة للبطل !
***
كل هذا تغيّر بعد محاولةٍ فاشلة لدهس ابنها المراهق اثناء خروجه من المدرسة ! حيث أظهرت كاميرا المراقبة سيارةً بيضاء صغيرة ، تُشابه سيارة أمجد التي رفضته بآخر إتصالٍ بينهما ، بحجّة تفرّغها لرعاية ابنها الذي أخذت وصايته من طليقها.
وحاولت غاضبةً الإتصال به ، لتُفاجأ برنّة جوالٍ خارج شقتها !
فاقتربت بفزعٍ من الباب (فهي بمفردها بالشقة ، بعد إصرار ابنها على المبيت عند جدته)
وما أن وضعت عينها على منظار الباب .. حتى خلعه رجلٌ مقنّع ، واضعاً قماشة المخدّر على أنفها .. جعلها تسقط مغشيّاً عليها !
***
إستيقظت آخر الليل في قبوٍ رطب ، وهي تسمع موسيقى في الخارج!
فصعدت الأدراج الثلاثة مُترنّحة ، وطرقت الباب بصوتٍ مُرهق :
- إفتحوا الباب !!
فتوقفت الموسيقى ! وانفتح القفل .. لتجد أمجد امامها يقول بابتسامةٍ مستفزّة:
- ما رأيك بهذه المفاجأة ؟
سعاد بصدمة : هل جننت يا أمجد ؟! أتخطفني الى بيتك ؟!!
- استأجرت هذا البيت في اعلى الجبل .. ولوّ صرخت بعلوّ صوتك ، لن يسمعك احد
- ماذا تريد مني ؟!!
أمجد : اريدك ان تحبينني كما احببتك
- أخبرتك ألف مرة : انه مجرّد مسلّسلٍ لعين وانتهى !!
- مستحيل ان تكون كل مشاعرك الفيّاضة بالمسلّسل مجرّد تمثيل
سعاد : إتقاني للأدوار هو ما جعلني من اهم الممثّلات السوريّات
لكنه لم يكترث لتبريرها ، ومدّ يده نحوها : تعالي معي
- إبعد يدك اللعينة عني !!
فرفع مسدسه في وجهها .. فسألته بخوف :
- أهو حقيقيّ ؟!
أمجد بلؤم : وهل تظنينني سأستخدم إحدى مسدسات السينما ؟ .. هيا تعالي معي ، ولا ترغميني على استخدام العنف معك
***
وأخذها الى الصالة ، لمشاهدة مسلّسلهما المشترك على تلفازٍ كبير هناك..
سعاد بضيق : ليس مسلّسلنا اللعين ثانيةً !
أمجد : اريد ان اريك مقاطعاً أثّرت بي كثيراً.. أنظري مثلاً الى لقطتنا الرومنسيّة : كنت تعلمين جيداً انه مكتوب بالسيناريو بأنّي سأقبّلك على خدّك .. ومع هذا أدرت وجهك بلحظة اقترابي منك ، فلامست طرف فمك
سعاد : كان خطأً غير متعمّد !
- أحقاً ، ولماذا ضحكت بعد احمرار وجهك ؟
- لأني ظننت ان المخرج سيوقف التصوير ، لكنه تابع حتى النهاية ..لهذا كنت مُحرجة وقلقة من رأيّ المشاهدين بالمشهد بعد عرضه !
فأعاد المقطع ..
أمجد : أنظري الى الّلقطة جيداً .. كنت تراقبينني بطرف عينيك ، وأدرت وجهك بالوقت المناسب
- كفى يا أمجد !! ستُجنّ إن بقيت تفكّر هكذا
- وماذا عن مقطع إحتضاننا الحنون ، لم تبتعدي عني بعد إنتهاء المشهد ؟! وكأنه أعجبك الوضع !
فصفعته بقوة..
أمجد بابتسامةٍ عريضة : ممتاز !! فهكذا بدأت علاقتنا بالمسلّسل
فتوجّهت نحو باب الكوخ ، لكنها تسمّرت في مكانها بعد سماعها تلقيم المسدس !
أمجد مهدّداً : بسمة !! عودي للقبو ، ولن تخرجي منه إلاّ وانت مُغرمة بي
سعاد وهي تخفي رعبها :
- لم أكن انوي الهرب ، كنت ابحث عن دورة المياه
- يوجد واحدٌ بالقبو
- لكني جائعة ..
أمجد : سأحضّر لك طعامك المفضّل بعد قليل ، فقد طبخته بنفسي ..هيا عودي للأسفل ، وسأضع موسيقى مسلّسلنا لحين نضوج الطعام
- أمجد ! كان تمثيلاً.. إستيقظ قبل أن تفقد عقلك
أمجد : لم يكن تمثيلاً بالنسبة لي.. هيا إنزلي بهدوء ، ولا ترغميني على إظهار جانبي العنيف معك
فالتزمت بكلامه خوفاً من سلاحه ..
وظلّت تبكي طوال الليل في القبو ، وهي تُغلق اذنيها كيّ لا تسمع الموسيقى المزعجة
***
مرّ شهرٌ ونصف على اختطافها ، مُحاولاً إغرائها بكافّة الطرق ..
وفي إحدى الليالي ، واثناء تناولهما العشاء (بعد إجبارها على لبس ذات الملابس التي صوّرت فيها مشهدهما العاطفي في المسلّسل ، والذي أخفاه بحقيبته دون علمها .. كما عليها رشّ ذات العطر الذي تعوّد على شمّه طيلة التصوير) وبدأ يلقّمها بيده بعد تقيّد ذراعيها بالسلاسل ، عقب محاولاتها الفاشلة للهرب..
سعاد صارخة : فكّ وثاقي يا لعين ، ودعني آكل بنفسي !!
أمجد : انت أفقدتني ثقتي بك .. كما اني سعيد بإطعامك بيدي
سعاد بضيق : لم يعد الوضع يُطاق !!.. ولماذا أجبرتني على هذه الملابس؟!
أمجد : أتدرين انني شممّتها طوال شهور فراقنا
- انت مقرفٌ حقاً !
- ماذا افعل ؟ انت حبي الأول والأخير .. والغريب انني عشت لوحدي طوال حياتي ولم أهتم بعلاقتي بالنساء ! لكن بعد مسلّسلنا ، لم أعد اطيق البقاء دونك
سعاد : أمجد ، انا كبيرة في السن .. تزوّج أصغر مني ، لتنجب الأولاد
- لن أنجب الاّ منك : فتاةٌ وصبيّ نسميهما عبدو وبسمة ، ليبقى هاذين الإسمين في حياتنا
- متى ستفهم انك بمَثابة أخي الصغير ؟
أمجد بعصبية : كفّي عن قول هذا !!
- هذه هي الحقيقة ، فأنا اكبر منك بشهور ..كما إن برجي الهوائيّ لا يتفق مع برجك المائيّ
- لا أصدّق هذه الخرافات .. كل ما أصدّقه هو لغة العيون ، وانت نظرتي إليّ بشغف طوال حلقاتنا معاً
سعاد بدهشة : انت مجنونٌ حقاً !
- انا بالفعل مجنون ، الا ترين انني لبست ذات الملابس بالمسلّسل ، رغم اننا في فصل الصيف ! وأكاد اموت من الحرّ ، لكني اريد تأجيج مشاعرنا من جديد
وحاول التقرّب منها لتقبيلها ، لكنها بصقت عليه .. فمسح وجه بالمنديل بهدوء :
- كانت قبلاتي تسعدك بالمسلّسل ، والجميع لاحظ ضحكاتك وتعليقاتك الجريئة بعد التصوير
سعاد : كنت احاول إتقان الدور ، لكن صداقتنا سبّبت لي الأحراج مع اهلي والأصدقاء ..لهذا أعدك ان انتبه على تصرّفاتي بالأعمال القادمة .
- اعمالك المستقبليّة ستكون معي وحدي !! فأنا سأنتجّ وأؤلف لك اجمل الأفلام والمسلّسلات التي تجمعنا معاً ، لنصبح أجمل ثنائيّ في الوسط الفنّي
- هكذا سيملّ المشاهدون !
أمجد : لن يملّوا بعد شعورهم بحبنا الكبير
- انت تعلم جيداً إن حبك من طرفٍ واحد !
أمجد بعصبية : ستحبينني غصّباً عنك يا بسمة !! .. الم تسأليني بالمسلّسل ان كنت احبك ؟ ووعدّتني بالبقاء معي طوال العمر ؟ وانا مازلت عند وعدي
- يا الهي ! المسلّسل دمّر مسيرتك الفنيّة
- لكنه أشعل قلبي شغفاً
سعاد باشمئزازٍ وغضب : حقاً بدأت أكرهك ، ايها المتخلّف !!
- لا تدرين كم أعشق عصبيّتك المجنونة
وحاول إشرابها العصير التي رمته بيدها على الأرض ، لينسكب على أرضيّة القبو .. مما أفقده اعصابه ، فصفعها بقوة :
- لما تصرّين على معاندتي يا بسمة ؟!! هل صعبٌ عليك إلتزام الأدب مع حبيبك ؟!
وبدأ بإزالة الزجاج المنكسر ، دون علمه بإخفائها شظيّة تحت قدمها ..إستخدمتها قبل خروجه من القبو ، لجرح وجهه وهي تصرخ غاضبة :
- هل انت سعيدٌ الآن ؟!! هآ انا شوّهتك وأضعت مستقبلك الفنّي ، بسبب هوسك اللعين !!
لتُفاجأ بعصبيّته الهستيريّة التي جعلته يطرق رأسها مراراً على الأرض !
ولم يتوقف حتى فارقت الحياة ، وسط بركة دمائها (فهي لم تستطعّ الدفاع عن نفسها بسبب السلاسل حول يديها)..
لينهار بعدها ببكاءٍ مرير ، وهو يحتضنها مُعتذراً بقهر :
- لماذا أرغمتني على قتلك يا بسمة ؟ لماذا يا حبيبتي الشقيّة ؟!
وظلّ يبكي حتى الصباح وهو يتأمّل وجهها المُدمّى ، قائلاً النصّ ذاته بالمسلّسل : ((مثل الملاك ، غيّرتي حياتي ورحلتِ بهدوء))
***
في الصباح .. خرج من الكوخ وهو يحملها ، مُحدّثاً نفسه :
((حبيبتي لم تمت .. انا فقط أعيد تمثيل المشهد الأخير))
ثم تحدّث مع جثتها :
- هل تذكرين يا حبيبتي حين حملتك رغم وزننا المُتشابه ؟ ورغم ألم ظهري إلاّ اني كنت سعيداً بوجودك بين ذراعيّ .. لكنك أخفّ الآن من يوم المشهد بعد فقدك الكثير من وزنك ، رغم طبخي اللذيذ الذي لم تأكلي منه سوى لقيّماتٍ قليلة !
وحينما مرّ في شارع إحدى القرى ، وهو يحملها دون حراك ! ظنّ سكّانها بأنه يمثّل دوراً جديداً مع سعاد !
إلاّ أن ولداً صغيراً سارع بالإتصال بالشرطة (لعدم معرفته بالممثليّن) بعد أن أرعبه منظر الدماء التي تتساقط من رأس سعاد المُهشّم !
***
صدمةٌ كبيرة هزّت الوسط الفنّي والجمهور ، بعد نقل الممثل أمجد الى السجن بتهمة قتله زميلته : الفنانة الشهيرة !
وسرعان ما تمّ نقله لمستشفى المجانين بعد صراخه الدائم وهو يُطالب بمشاهدة مقاطعه من بسمة .. وعندما رفضت الشرطة تسليمه جواله ، حاول شنق نفسه بملاءة سريره !
لهذا نُقل للعلاج تحت حراسةٍ مشدّدة .. وهناك حاول الطبيب إقناعه بأن حبه من طرفٍ واحد هو السبب في تدهور حالته النفسيّة..
لكن أمجد أصرّ بأن سعاد أحبته بالمسلّسل ، والتي غيّرت رأيها بعد إغرامها ببطلها الجديد الوسيم ، الذي اعترف بمحاولة قتله سابقاً !
وفي مستشفى الأعصاب .. تعرّض أمجد للضرب من قبل زملائه ، بعد إصراره على مشاهدة مسلّسله للمرة الثالثة !
مما أجبر الإدارة على نقله الى غرفةٍ منفردة .. دون علمهم بانه اثناء إدعائه الإغماءة ، سرق مقصّاً من جيب الممرّض الذي كان يداوي جروحه (التي حصلت اثناء مشكلته مع بقيّة المرضى)
***
في غرفته المنفردة ، تمّتم أمجد حزيناً :
- بمسلّسلنا يا بسمة ، مُتِّ انت في الحلقة الأخيرة .. أمّا في واقعنا ، سأموت انا
ودخل الممرّض بعد ساعتين ، ليجده ميتاً بعد الكتابة بدمائه على جدران الغرفة : ((أحبك ، يا بسمة حياتي))
الى أن تصفّى دمه ، ليموت مُبتسماً بعد هوسه ببطلته الفاتنة !