تأليف : امل شانوحة
في منتصف الليل .. استيقظت امرأة من نومها , لتجد رجلاً يجلس على حافّة سريرها , وهو يحمل وسادة بين يديه .. فصرخت فزعة
المرأة
من انت ؟!!
و هنا بدت على الرجل علامات التعجّب
الرجل
انا زوجك ! ..الا تذكُرينني ؟!
بتعجبٍ شديد
زوجته
و هل انا متزوجةٌ فعلاً ؟!
ثم نظرت الى خاتمها ..
زوجته
آه ! يبدو ذلك .. لكنّي حقاً لا اتذكّرك !
فجلس زوجها على حافة السرير , و هو يقول
زوجها
ضعي اولاً هذه الوسادة خلف رأسك , فقد اغمي عليك قبل قليل .. و يبدو ان قوّة السقطة , افقدتك الذاكرة !
زوجته
يا الهي !! يبدو ان كلامك صحيح ! فأنا لا اتذكّر حتى اسمي !
و صارت تبكي .. فهدّئها قائلاً
زوجها
لا عليك !! اسمك جوزفين .. اسمعي !! سأحضر بعض الشراب لنا و بعض الثلج لتضعيها على رأسك , فربما تتذكرين..
مقاطعة , و هي تمسح دموعها (و بقلق)
زوجته جوزفين
و ماذا سيحصل ان لم اتذكّر ايّ شيء ؟!
زوجها
حينها آخذك الى المستشفى , و نقوم بكل الفحوصات اللازمة .. لا تخافي ....(ثم يقوم) .. هيا سأعود حالاً !!
و بعد ان عاد , و وضع الثلج على رأسها .. قال
زوجها
هل تشعرين بتحسّن ؟
زوجته
لا !! فأنا مازلت لا اذكّر شيئاً ! فمثلاً !! ماذا حصل قبل قليل ؟ و لما اغمي عليّ ؟ هل انا مريضة ؟ و لما شكل الغرفة هكذا ؟ اقصد ...هل انا امرأة غير مرتبة ؟!
بنبرة حزينة
زوجها
لا ! لكنك تعانين من بعض الصرع .. لذلك جعلت الغرفة هكذا , الى ان هدأتي اخيراً .. لكن للأسف .. افلتّي بالخطأ من يدي , وارتطم رأسك بحافة السرير .. لذا اعتذر منك , حبيبتي .. (يتنهد) .. هآ ..امازلتِ تشعرين بالتعب ؟!
بتعب
زوجته
اشعر ان كل عظامي تألمني !
زوجها
غداً اشتري لك كلّ الأدوية التي تحتاجينها , فلا تقلقي
و هنا سألته , و هي تنظر اليه بنظرة حنونة
زوجته
يبدو انك زوجٌ مثالي
بإستغراب
زوجها
و لما تقولين ذلك ؟!
زوجته
يعني ...صبرك على امرأة تُصرع و تذهب عن الوعي , مثلي ؟!
بإرتباك
زوجها
انا ..... انا فعلاً احبك جداً !
تبتسم
زوجته
يبدو انك خجولٌ ايضاً .. فهل مازلنا عرسان جددّ ؟
يبتسم
زوجها
بالحقيقة نعم .. فنحن متزوجان منذ سنة فقط
زوجته
جميل ! و كيف كان عرسنا ؟ اخبرني , فربما اتذكّر شيئاً
و هنا ابتسم اليها (بنظرة حزينة) ..ثم اسرع نحو الخزانة .. و بينما هو يبحث فيها .. وضعت جوزفين حبتا منوّم داخل شرابه .. ثم عاد اليها , و معه البوم الصور , و صار يخبرها عن حبهما ..و عن شعر العسل ..و كيف انهما مغرمان ببعض لحدّ الجنون .. و بعد ساعات من الذكريات..حضنها بحنان ..ثم غرق في نومٍ عميق
لكنه استيقظ فجأة !! عندما اطبقت زوجته (جوزفين) على انفاسه بالوسادة , و هي تشدّها بقوّة على وجهه ..بينما كان هو يحاول جاهداً مقاومة الموت , الاّ ان حبوب المنوّم اضعفت كثيراً من قوته ..
و هنا تتذكّر جوزفين كلّ شيء .. فهي تعلم تماماً بأن كل ما قاله لها (قبل قليل) كان كذباً ..فهو كان زوجاً سيئاً , ينهال عليها ضرباً كل يوم , لأجل ان تصرف عليه من معاشها ..
و في هذا اليوم بالذات.. كانت قد اكتشفت من خلال جواله , عن علاقته بامرأة اخرى .. لذلك حدث بينهما شجارٌ عنيف .. جعلته يضربها بقسّوة , ثم يرميها على السرير بقوّة .. و يسرع بعد ذلك و يأخذ الوسادة , ليقضي على انفاسها .. لكن بهذه اللحظة و قبل ان يقتلها تماماً , دقّت الجارة (بإصرار) جرس المنزل .. مما جعله يترك زوجته , لتلتقط انفاسها بصعوبة .. ثم اسرع نحو الباب ليفتحه , وهو يصرخ عليها
الرجل
ماذا تريدين بهذه الساعة المتأخرة ؟!!
فقالت جارته العجوز (بقلق)
الجارة
آسفة !! لكني سمعت اصواتاً لأشياء تتكسّر عندكم , فجئت للإطمئنان على جوزفين !
متضايق
الرجل
الأصوات ليست من عندنا !! اصلاً نحن كنّا نائمين , و انت ضايقتنا ..
بإحراج
الجارة
آه اسفة ! ظننتها من عندكم .. اكررّ اعتذاري .. تصبحون على خير ..
ثم يُغلق الباب خلفها ..و هو يقول (متضايق)
الرجل
يالك من عجوزٍ فضولية ! (يتنهد) .. لأذهب الآن و انهي ما بدأته ..
و عندما دخل الى غرفة النوم , و جد زوجته تنام على السرير بهدوء .. فقال بدهشة (و ارتياح)
زوجها
جيد انك لم تهربي !
ثم عاد و اخذ الوسادة , و اقترب من زوجته ..
التي ما ان فتحت عيناها , حتى صرخت (بفزع)
زوجته جوزفين
من انت ؟!!
بتعجّب
زوجها
انا زوجك .. الا تذكُرينني ؟!
و بهذه اللحظات .. تكون الزوجة قد انتهت من تذكّر كل ما حصل .. فرفعت الوسادة عن وجه زوجها .. لتظهر عيناه الجاحظتان , لتأكّدان بأنه فارق الحياة ..
ثم تبتسم بمكر , و هي تقول (بلؤم)
جوزفين
اتذكّرك تماماً , يا زوجي الخائن !!!