تأليف : امل شانوحة
الحب القدريّ
في شركة اعلانات تجاريّة .. وقف عشرة من الخرّيجي الجدّد (جرافيك ديزايّن والحاسوب) امام مدير الشركة العجوز ، لرؤية الإعلان الذي صمّمه نائبه (مروان ، ابنه الوحيد) الذي شرح الفيديو بتغطرس ، كإحدى إنجازاته الكثيرة بشركه والده !
وبعد انتهاء الإعلان ، سألهم مروان :
- رئيس شركة الحليب ، طلب مني إعلاناً قبل شهر .. وسأسلّمه هذا الفيديو بعد ثلاثة ايام.. هل لديكم ملاحظاتٍ عليه ، رغم انه كامل من جميع الجوانب ؟
فوافقه الجميع على كونه إعلاناً متميّزاً ، ما عدا سلوى (المتحجّبة الوحيدة بينهنّ) التي قالت :
- يوجد اربعة اخطاء بالإعلان
فردّ مروان مُمّتعضاً :
- اربعة دفعةً واحدة !
فأجابته بثقة :
- أتريد معرفتهم ؟
فسألها المدير باهتمام :
- وماهم ؟
سلوى : اولاً ، الفيديو طويل .. مدّته دقيقة ونصف ! ونحن بزمن لا نستطيع تحمّل إعلانات الحواسيب لأكثر من خمس ثواني .. لذا عليك حذف نصفه
مروان مُعترضاً : مستحيل !! هي قصّة قصيرة عن ولدٍ يكبر مع شربه الحليب .. تحتاج على الأقل دقيقة ، لعرض ملخّص حياته
والده : أرى كلامكِ منطقيّ
مروان بصدمة : ابي !
المدير : إكملي رجاءً
سلوى : الخطأ الثاني ، ان الجملة الختاميّة مُكرّرة وطويلة .. علينا اختصارها بثلاث كلماتٍ فقط
المدير : وماهي ؟
سلوى : أحتاج وقتاً لكتابتها ، لكنها حتماً لن تكون جملة من ثماني كلمات !
المدير : وما المشكلة الثالثة ؟
سلوى : الموسيقى لا تناسب الموضوع
مروان بعصبية : بل هي رائعة !!
سلوى : أعدّ عرض الإعلان مع إغماض عينيك ، ستتخيّل أنك في سيرك ! ولا دخل لها ، بطفلٍ ينمو بفضل الحليب
المدير : أيمكنك إيجاد موسيقى أفضل ؟
سلوى : يمكنني تسليمك الموسيقى غداً ، إن سمحت بعملي على الإعلان اليوم
المدير : سأخبرك بقراري ، بعد إخبارنا عن الغلطة الأخيرة
سلوى : الصبي الذي مثّل الإعلان ، لا يُشابه المراهق والشاب .. فعيناه زرّقاوتان ، والممثلان الآخران عيونهما سوداء !
مروان بضيق : لا احد سيلاحظ ذلك ، فالإعلان سريع
سلوى : طالما انتبهت انا على الغلط ، فسيلاحظه الآخرون
المدير : معك حقّ ، علينا الإنتباه على هذه النقطة.. أيمكنكِ إصلاح الإعلان قبل تسليمه بعد ثلاثة ايام ؟
سلوى : سأحاول إنهاءه ، قبل يوم من موعد التسليم
المدير : إذاً هو لكِ
مروان بغيظ : ابي ! أتُعطيها الإعلان الذي عملت عليه ، قرابة شهر
سلوى : لوّ انني استلمت الإعلان منذ البداية ، لما استغرق الموضوع أكثر من اسبوع
مروان بعصبية : أتحاولين منافسة نائب المدير ؟!!
المدير : اهدأ بنيّ ، وسلّمها إعلانك
فرمى مروان (السي دي) امامها ، وخرج غاضباً من قاعة الإجتماعات .. ثم تبعه والده ، بعد توظيف سلوى بمهمّتها الأولى
***
يوم تسليم الإعلان.. شاهد مروان بضيق ، سلوى وهي تشرح الموضوع بلغةٍ إنجليزيّة جيدة ، لمسؤول شركة الحليب الأجنبيّة الذي أُعجب بالإصلاحات التي أضافتها للإعلان
وبعد ذهابه .. أخبرها المدير بتوظيفها ، كمساعدة له .. رغم اعتراض ابنه على توكيلها بمهاتٍ لا تناسب خبرتها البسيطة بمجالهم الضخم !
***
في المساء ، تناقش مع ابيه عن وجودها في فريق عملهم
فأجابه والده :
- بالعكس بنيّ .. هي ذكيّةٌ جداً وسريعة البديهة ، وأربحتنا إعلاناً بآلاف الدولارات .. كما ستكون مساعدتي ، وليست ضمن فريق عملك ..فمالمشكلة؟!
مروان : تضايقني ثقتها الزائدة بنفسها ، رغم انها خرّيجة جديدة !
- هي تقدّر موهبتها ، فما الخطأ في ذلك ؟ .. أم تغيظك لأنها مُحجّبة ، ولا تطابق نوعيّة مُعجباتك اللآتي ..
مروان مقاطعاً : أفضّل الفتاة الطبيعيّة
ابوه : تقصد السهلة
- ابي !
- لا تقلق ، هي ستساعدني بأعمالٍ تختلف عن مشاريعك المُعتادة
مروان بضيق : المهم ان لا ألتقي بها مجدّداً
- لما نهضت ؟! الن تتعشّى معي ؟
- المغرورة سدّت شهيّتي
***
ومع الأيام .. استمرّت نجاحات سلوى مع كل إعلانٍ استلمته ، لتتفوّق على إنجازات مروان بغضون شهورٍ قليلة .. الى ان أصبحت اليد اليمنى لأبيه .. مما أغاظه ، لأن والده لم يعد يستشيره بالعمل ، كما فعل سابقاً !
وايضاً لمنافسته بالحصول على فرص العمل مع الشركات الأجنبيّة ، بينما اقتصر عمل مروان وفريقه مع الشركات الوطنيّة !
ورغم إدخالها اموالاً طائلة للشركة (مع راتبها المتواضع).. إلاّ ان مروان مازال يرمُقها باشمئزاز ، كلما مرّت بجانب مكتبه .. فهو مقهور لعدم إكتراثها به ، بعكس بقيّة الموظفات اللآتي يتمنّين نظرة منه ، لوسامته وثرائه
وقد أشغل تجاهلها تفكيره ، وبدأ يسأل زملائها : إن كانت مُغرمة بأحد او مخطوبة ؟ لكن لا احد منهم يعلم شيئاً عنها ! كونها عمليّة جداً ، ولا تضيّع وقتها بالتقرّب من الموظفين .. وتكتفي بتناول شطيرة (تحضرها من منزلها) في مكتبها ، دون الإجتماع بهم في كافتريا الشركة !
***
في احد الأيام .. تجمّع الموظفون في القاعة السفليّة للشركة ، لحضور عيد ميلاد مروان الذي لاحظ عدم وجودها بينهم !
وقبل نهاية الحفل .. صعد للمكاتب العليا ، ليجدها تعمل هناك !
مروان : الم تسمعي والدي وهو يعطيكم الإذن للإنصراف باكراً ؟
سلوى : تقصد لحضور عيدك ؟
- اذاً تعرفين ! فلماذا لم تحضري ؟
- أقوم بحميّةٍ غذائيّة
مروان : لم أقصد الكيك والحلوى ، بل مراعاةً..
سلوى : لشعورك
- الا يهمّك الأمر ؟!
- انا لا اعمل معك
مروان بغيظ : يعني لوّ كان عيد ميلاد ابي ، لحضرته ؟
- حسب عملي .. إن كنت متفرّغة ، لما لا
- جميع الموظفين لديهم اعمالاً مهمّة ، مع ذلك حضروا حفلتي
سلوى : انا لا أحب المماطلة بالواجبات اليوميّة
- ستكون حياتك كئيبة ، دون مشاركتك في المناسبات السعيدة
فأجابته بنبرةٍ ساخرة : شكراً على نصيحتك الظريفة .. إن انتهى كلامك ، يمكنك العودة للحفل .. فأنت تشغلني عن عملي .. فمازال امامي نصف ساعة لتسليم الملف لوالدك ، قبل عودتي لمنزلي
مروان بتهكّم : يعني تريدنني أن ارحل بهدوء !
- بل عدّ لحفلتك ، فالبنات ينتظرنّك هناك
- هل هذه غيرة ؟
سلوى : لا تهمّني هذه الأمور السخيفة ..رجاءً دعني أكمل عملي
مروان بعصبية : انت الخاسرة !!
ونزل متضايقاً للحفل ، هو يتمّتم :
- يا لها من مسترجلة ، ليس فيها ذرّة انوثة !
***
في اليوم التالي .. مرّ مروان بجانب مكتب الموظفات ، وهو يقول بصوتٍ عالي :
- السلام على الفتيات الجميلات !!
فردّت كل واحدة بغزلٍ ودلال ، ماعدا سلوى التي انشغلت بطباعة اوراق الإعلان القادم ..
فطرق بيده على طاولتها بقوّة :
- ردّي السلام على الأقل !!
فنظرت بلا مبالة :
- سأفعل بعد النشيد الوطني ، هل نحن في مدرسة ؟ .. طالما سلّمت على الجميع ، يمكنك الذهاب الى مكتبك
مروان بغضب : انا المدير هنا !! ويمكنني طردك
- والدك هو مديري ، أطال الله عمره
- هل تخطّطين للتقرّب منه ؟!
سلوى : ماهذه الفكرة الغبية ؟! هو في مقام والدي .. وهو ينتظرني لإعطائه نسخاً لأوراقٍ مهمّة ، فرجاءً لا تضيّع وقتي
ثم وضعتهم داخل ملفّ ، متوجّهةً لمكتب والده ، دون الإلتفات اليه..
فدخل مروان الى مكتبه غاضباً ، وهو يتساءل بضيق :
- لما تصرّ على تجاهلي ؟!
***
وذات يوم ، في إحدى الإجتماعات .. نجحت سلوى بعرضها الإعلان لشركةٍ ضخمة (كما هو متوقع)..
وبعد خروج الجميع من القاعة .. إنتبه مروان على نسيان جوالها !
فسارع بنسخ ملفاتها ، ونقلها الى جواله .. قبل عودتها لأخذه
***
في المساء .. فتح ملفّاتها ، كنوع من الفضول .. ليجد فيديو بعرس قريبتها (بصالة النساء) وهي بكامل زينتها دون حجاب ، وهي تغني للعروس بصوتٍ عذب وتشاركها الرقص الناعم ..
وقد صدمه شخصيّتها المرحة ، وضحكتها الفاتنة التي لم يسمعها من قبل !
لدرجة جعلته يُعيد الفيديو اكثر من مرة ، ليتأكّد انها ذاتها الموظفة العنيدة التي كرهها منذ يومها الأول !
^^^
نام قبيل الصباح بعد تشتتّ تفكيره ، ليشاهد مناماً : ((وهي تُطعم طفلاً صغيراً ، قبل إقترابه منها وهو يقول : صباح الخير يا زوجتي العزيزة ، وابني المشاغب))
فاستيقظ مرتعباً وهو يقول :
- لا مستحيل ! .. لن أتزوّجها ، ولوّ كانت آخر بنت في العالم
***
وقد أثّر به المنام ، لدرجة جعلته يراقبها طوال اليوم (من خلف باب مكتبه الزجاجيّ المُغلق) ..
ولم يلاحظ احدٌ ذلك ، سوى سكرتيرته التي دخلت اليه غاضبة :
- ما رأيك ان أنقل مكتبها الى غرفتك ؟!!
مروان باستغراب : من تقصدين ؟!
- سلوى ، فأنت لم تبعد نظرك عنها للحظة !
- انت تتوهمين .. كنت سارحاً بفكرة الإعلان القادم ، وتسمّرت عينايّ صوب مكتبكما .. لكني حتماً لا أفكّر بها ، فهي لا تناسب ذوقي
فاقتربت منه بدلال : طبعاً !! فأنا الوحيدة التي تناسبك ، كما أخبرتني بلقاءتنا السابقة.. فمتى سنتزوج ؟
بصدمة : ماذا !
السكرتيرة بضيق : هل فاجأك سؤالي ؟! نحن معاً منذ سنتين
مروان بلؤم : وهل أخبرتك خلالهما ، انك تعني لي اكثر من صديقة؟
- أهذا يعني انك لا تنوي الزواج بي ؟!
- لا طبعاً .. لن يوافق والدايّ على ارتباطي بك
فاستقالت السكرتيرة ذلك اليوم.. وخرجت من الشركة باكية ، بعد أن كسر قلبها ..
لكنه لم يأبه لرحيلها ، بعد انشغاله بالفيديو (الذي سرقه من جوّال سلوى) الذي ظلّ يشاهده كل مساء ! وهو يتساءل في نفسه :
- أمعقول أن لديها شخصيّة رائعة تُخفيها عن الجميع ؟!
***
وبأحد الأيام .. طلب المدير من سلوى ، مناقشة الإعلان الجديد مع ابنه..
فاجتمعت به في مكتبه .. وخلال شرحها الفكرة ، ظلّ سارحاً بها..
سلوى باستغراب : ماذا هناك ؟!
مروان : ماذا تقصدين ؟
- أُريك رسوماتي ، وانت تنظر أليّ بذهول ! هل هناك شيءٌ جديد في شكلي هذا اليوم ؟
- انت فعلاً جميلة ، كيف لم ألاحظ ذلك من قبل ؟!
سلوى بحزم : إسمعني جيداً !! لست من الموظفات اللآتي تتلاعب عليهنّ بالكلام المعسول
فسكت مطوّلاً ، قبل ان يقول بارتباك :
- اريد الإعتراف لك بشيء ، لكن رجاءً لا تغضبي مني
ثم أخبرها عن الفيديو الذي نسخه من جوالها
سلوى بعصبية : لا يحقّ لك ذلك ! إحذفه فوراً !!
وسحبت جواله من يده..
سلوى بغضب : إحذفه الآن ، وإلاّ كسرته !!
مروان بابتسامةٍ حنونة : وماذا لوّ أخبرتك بنيّتي الزواج بك ؟
فسكتتّ بحزن ، قبل ان تقول :
- إخترت الشخص الخطأ ، فأنا مرتبطة للأبد
فسألها بقلق : ماذا يعني هذا ؟!
سلوى : طالما نسخت جوّالي ، فأكيد شاهدت صوري مع الولد الذي كبرت معه
- ظننته اخوك !
- هو ابن عمي ، وكان مقدّراً زواجنا بعد تخرّجي الجامعيّ
مروان : وماذا حصل ؟
فتنهّدت بقهر : توفيّ بحادث سير ، العام الماضي.. ولولا حاجة عائلتي لراتبي ، لما خرجت من غرفتي ، لشدّة حزني عليه.. وسأبقى وفيّة له ما حييت
مروان : لكن على الحياة أن تستمرّ .. لا يمكنك دفن نفسك ، لوفاته باكراً
- هو حبّ حياتي ، ولا أظنني سأغرم بغيره
- أعطني فرصة على الأقل
سلوى : راقبتك بالشهور الستة الماضية ..وتأكّدت انك شخصٌ لعوب وعديم المسؤوليّة ، وهذا النوع لا يعجبني .. والآن رجاءً ، إحذف ملفّاتي من جوالك !!
ولم تخرج من القاعة ، إلاّ بعد تأكّدها بحذفهم جميعاً من جوّاله.. ثم تركته وهو بحيرةٍ من أمره !
***
في الشهرين التاليين .. حاولت سلوى تجاهله قدر الإمكان ، بعدم الإلتقاء به .. وذلك بتفويض زميلتها لشرح إعلاناتها ، في الإجتماعات مع فريقه ..
الى ان جاء يوم ، لحقها فيه الى المصعد ..
سلوى بقلق : لما أوقفته ؟! رجاءً أعدّ تشغيله
مروان بجدّية : لن أفعل ، قبل أن نتحدّث
- تحدّثنا سابقاً ، وانتهى الأمر !
مروان : أخبرت والدي البارحة بقرار زواجنا ، وأفرحه ذلك كثيراً ..فهو يراكِ مناسبة للعائلة ولشركتنا
سلوى بصدمة : ولما تخبره ، طالما رفضّت عرضك ؟!
- لأني اريدك في حياتي
- الا تفهم !! الفتاة التي رأيتها تغني وترقص ، ماتت بعد وفاة خطيبها.. ولم أعدّ تلك الصبيّة المرحة
مروان : أعلم انها مسجونة داخلك ، وستظهر بعد زواجك من شخصٍ مُحبٍّ وحنون
فتنهّدت بضيق : يبدو انك ستتعبني .. إخبر والدك باستقالتي
ثم اعادت تشغيل المصعد .. قبل خروجها من الشركة ، دون نيّتها في الرجوع !
***
بعد شهر على رحيلها المفاجىء .. تضرّرت الشركة ، لعدم إنهاءهم الإعلانات في الوقت المحدّد ، ولعدم رضا العملاء عن عملهم النهائيّ !
فطلب الأب من ابنه أن يُعيد سلوى للشركة بأيّةِ طريقة
***
وبعد ايام .. رجعت من السوق ، لتتفاجأ بمروان يتحدّث مع والدها في صالة منزلها!
فناداها ابوها بسعادة :
- تعالي يا ابنتي !! فهذا الشاب خطبك .. وانا وافقت عليه
سلوى بضيق : ابي ! .. كيف وافقت دون ان تسألني ؟!
ابوها : هو شابٌ ناجح ، ومن عائلةٍ محترمة .. ويبدو انه مُعجبٌ بك ! فلما أرفضه؟!
فدخلت غرفتها غاضبة .. ولحقها والدها ، كيّ يذكّرها بمرضه الخبيث (السرطان) ، وبأنه يريد الإطمئنان عليها قبل وفاته
فحضنته باكية :
- أطال الله عمرك .. رجاءً لا تقلّ هذا
ابوها : إن كنت تحبينني يا ابنتي ، فأريحي عقلي ..وطمأنيني عليك ، بقبولك العريس
وبعد ضغطٍ عليها من والديها ، وافقت على التكلّم معه بانفراد ..
وجلست معه في الصالة ، وهي تقول :
- يالك من عنيد !
مروان مبتسماً : يبدو اننا نتشابه في الكثير من الصفات
ثم أمسك يدها بحنان ..
- انا ووالدي بحاجة اليك ، يا سلوى
- حسناً سأعود للعمل ، في حال أزلت فكرة الزواج من رأسك
مروان : مستحيل !! فمنذ رؤيتي لذلك الفيديو ! تغيّرت مشاعري نحوك ، وتغيّرت نظرتي للحياة ، فلم تعدّ تهمّني البنات التافهات.. كما أن منامي يوضّح ان بيننا نصيب .. ولوّ رأيت ابننا ، لوافقت على الفور
فسكتت قليلاً ، قبل أن تسأله :
- هل هو جميل ؟
مروان : طفلٌ رائع ، وعنيد كوالديّه
فابتسمت له لأول مرة !
***
لاحقاً ، أجتمعت العائلتان لتحديد موعد العرس..
وبالفعل كان زواجها خيراً على الشركة التي اشتهرت خلال عام بإعلاناتها الناجحة .. بعد ان أصبحت سلوى شريكةً فيها ، عقب ولادتها وريث العائلة المُدلّل
***
في إحدى الليالي ، قالت لزوجها :
- أتدري يا مروان .. لوّ لم يكن قلبي مكسوراً عندما التقيت بك ، لقمت بالحيلة ذاتها
مروان باهتمام : أيّة حيلة ؟
سلوى : تجاهلك ، حتى تفقد اعصابك .. فهذا سيجعلك تراقبني ، لإيجاد عثرة تمسكها عليّ ..
- ولما كل هذا ؟!
- لأنك شابٌ ثريّ ووسيم ، والفتيات يلاحقنّك في كل مكان .. وكان مستحيلاً ان ألفت نظرك ، خاصّة أنني لا أشبه النساء المُعتاد عليهنّ.. فالتجاهل سيشعل غضبك ، وبالتالي يُثير انتباهك
مروان : وما يدريني انك لم تقومي بالحيلة فعلاً ؟
- صادف انني حينها لم أفكّر بالزواج مطلقاً ، لكني حصلت على النتيجة ذاتها !
- احياناً يُخيفني ذكائك
سلوى : تقصد دهائي ؟
مروان بابتسامة : مهما تكنّ عيوبك ، سأظلّ احبك كما انت
وحضنها بحنان ..