الخميس، 7 سبتمبر 2023

الرشاقة الجبريّة

تأليف : امل شانوحة 

التنحيف الكيميائيّ


في قريةٍ صغيرة تضُمّ عُمّال مصنع السكّريّات وعائلاتهم ، الذين اتصفوا بالسمنة الزائدة .. وخلال إحتفالهم برأس السنة في الهواء الطلق ، شاهدوا نيزكاً أضاء سمائهم .. فصفّقوا فرحين ، لحصوله لأول مرّة بتاريخ قريتهم.. واستطاع احدهم تصوير الحدث الإستثنائيّ بجواله

***


بعدها بأيام ، وفي منزل مُدرّبة الرياضة ((الوحيدة هناك التي حوّلت قبوّ منزلها لمركز تدريب الّلياقة البدنيّة ، بثلاث آلاتٍ رياضيّة فقط ، بعد إقناعها لشخصٍ واحد بالتمرّن معها .. فرغم الوزن الزائد لأهالي قريتها ، إلاّ انهم سعداء بذلك ! بل وفخورين بحصول أحدهم على لقب : أسمن رجلٍ بالعالم ، بعد وصول وزنه لنصف طنّ ! وتسجيل اسمه بكتاب غينيس للأرقام القياسيّة .. والذي لم يقتنع بكلامها لتخفيف وزنه لأجل صحّته ، لحبّه الشديد للحلويات التي تنتجها مصنعهم ..والتي أدمن عليها جميع اهالي قريتها ، ما عداها !)) التي لاحظت نقصان كيلو من وزنها (رغم حفاظها على صحّتها المثاليّة) .. فظنّت انها الوحيدة التي نزل وزنها ، دون تمارين رياضيّة في اليومين الفائتين ..

 

لتعلم لاحقاً بأن المشترك (الوحيد في ناديها) نزل ايضاً كيلو ، رغم تغيّبه بضعة ايام عن التدريب !

والأمر أفرحها في البداية ، لحين ملاحظتها نقصان كيلو من وزنها كل يوم! 

وتكرّر الأمر مع عائلتها الذين سعدوا بذلك ، رغم قلّة حركتهم ونهمهم الشديد للطعام!

***


وخلال شهرٍ واحد ، لاحظ الجميع نحافة المُدرّبة بشكلٍ مرضيّ ! 

فحاول اهلها إطعامها بالقوّة .. ورغم موافقتها أخيراً على زيادة وزنها ، إلاّ ان محاولاتهم باءت بالفشل .. وظلّت تنحف كيلو كل يوم ، حتى لوّ أكلت في سريرها طوال النهار دون حِراك !


وما حصل معها ، حصل مع بقيّة الأهالي (البالغ عددهم ٨٠ شخصاً) الذين لاحظوا بأن ملابسهم القديمة لم تعدّ تناسبهم ، بل أصبحت كبيرة عليهم بشكلٍ ملحوظ ! 

فبدأوا بشراء مقاساتٍ أصغر ، ذكّرتهم بماضيهم النّشط ! 

***


ولم يمضي الشهر الثاني على الظاهرة الغريبة ، حتى حضروا جنازة المُدرّبة التي ماتت بوزن ٣٠ كيلو ، بجسمٍ أشبه بالمومياء !

***


لم يتوقف الأمر عند موتها ، عقب ارتياب الأهالي من نقص اوزانهم بشكلٍ ثابت (كيلو كل يوم) دون مجهودٍ رياضيّ ، او تغيّر في نظامهم الغذائيّ الدسم ! 

لكنهم بالحقيقة سعداء لإقترابهم من الوزن المثاليّ الذي خسروه منذ وقتٍ طويل  


ممّا أجبر صاحب محل الملابس بمقاساتها الكبيرة ، لاستبدالها بمقاساتٍ رياضيّة ..رغم تميّز قريته بالسمنة الزائدة ، منذ بناء مصنع السكّريات قبل قرنٍ من الزمن !


حتى أسمن رجلٍ فيهم (جاك) نزل وزنه ل ٢٠٠ كيلو ! فاقداً بذلك لقب أسمن رجلٍ بالعالم .. رغم زيادة كميّات طعامه ، كيّ لا يخسر الإنجاز الوحيد في حياته ، لكن دون فائدة !

***


بنهاية العام .. خيّم الموت على اهالي القرية بعد تحوّلهم لهياكل عظميّة ، أدّت لدفنهم الواحد تلوّ الآخر ! 

ولم يبقى منهم ، سوى جاك الذي وصل اخيراً لوزنه الطبيعيّ .. والذي استطاع نشر تجربته بالإنترنت (الذي كان متوقفاً منذ شهور ، دون عطلٍ تقنيّ)


ليصله تعليقاً مخيفاً من عالمٍ مطرود من إحدى المختبرات الكيميائيّة : الذي أخبره بأن النيزك الذي شاهدوه بأول العام ، عبارة عن قنبلةٍ كيميائيّة مُرسلة من الجمعيّة السرّية .. بعد اقتراح احد علمائها بتجربتها على قريتهم المعروفة بسمنة أهلها .. كبديل عن نشرهم المجاعات بالعالم : عن طريق حرقهم الأراضي الزراعيّة ، وتفجير صوامع القمح في العديد من الدول ، ونشر طعامهم المُجرثم بالسرطانات ، وتلقيحات العُقم الإجباريّة .. 


فسلاحهم الجديد : يُنحّف البشر بشكلٍ تدريجيّ وثابت .. خاصّة أن البدناء لن يلاحظوا إقترابهم من الموت ، لفرحتهم بالوصول للوزن المثاليّ .. 

لكن الحقيقة المرعبة : أن السلاح السرّي يُذيب دهونهم بسوائل كيميائيّة خطيرة ، تُنشر في الجوّ بواسطة قنابل مضيئة (تشبه النيازك والشهب) لتحقيق غاية الماسون الأولى ، بالوصول للمليار الذهبي !

***


لاحقاً حاول جاك (بعد وصول وزنه لخمسين كيلو ، وهو قليل بالنسبة لرجلٍ بالغ) الهرب من قريته الملوّثة كيميائيّاً .. ليتفاجأ بحواجز من الأسلاك الشائكة على مدخليّ القرية ! 

حيث تمّ حصارهم بعد انتشار موتهم بالإنترنت ، باعتبارهم قريّة شعاعيّة ملوّثة ..ومنعت السلطات الدخول والخروج منها ، تحت تهديد السلاح ! 

وبذلك حُكم على جاك (آخر شخصٍ بالقرية) بالموت .. ليس جوعاً ، بل بالتنحيف الجبريّ !


لهذا قام في آخر عمره : بكتابة ما حصل للأهالي (بالنحت) في كهف الجبل المُطلّ على قريته ..على أمل أن يقرأه الجيل الجديد (أبناء المليار الذهبي) ليعلموا بظلم آبائهم للبشريّة جمعاء !


ولأنه آخر شخصٍ حيّ بالقرية ، لم يُدفن بشكلٍ لائق.. بل مات اثناء أكله المنتجات الأخيرة لمصنع السكّريات الذي أُغلق نهائيّاً ، بعد موت عمّاله وأهاليهم بالرشاقة القاتلة ! 


هناك 7 تعليقات:

  1. اعتقد ان المليار كثير بل يجب ان ينزل لنحو 40 مليون فقط على الاكثر على كل الكوكب بعد الغربله اما باقي ال 8 مليار اي ال 7 مليار و960 مليون فلا يستحقون التنفس المجرد كعدة اهل بدر 313 ومابقي من جيش طالوت ذو ال80 الف والناس كابل مءه لا تكاد تجد فيهم راحله اي اقل من 1% انعام بل هم اضل

    ردحذف
    الردود
    1. الله لن يعجز عن رزق 8 مليار وأكثر من البشر .. لكن الماسون يظنون انفسهم المسؤولين عن الكرة الأرضية ويتحجّجون بمصادر الماء القليلة .. وهم اساس التلوّث البيئي ، بسبب تلاعبهم بالطقس والزرع والدواء .. دعوا الخلق للخالق ، فهو كفيلٌ بهم

      حذف
  2. قصه جميله ومشوقه🌹

    ردحذف
  3. القصه حلوة ❤️
    بس شنو الماسون ؟

    ردحذف
    الردود
    1. موجود كل شيء عنهم بالإنترنت ، لكن الأفضل عدم التعمّق بمعرفتهم .. هم باختصار المسؤولين عن الفساد في العالم في جميع مجالاته .. خاصة الفن والسياسة .. حمانا الله من شرورهم

      حذف
  4. لافيكيا سنيورا
    رائعه القصه لكن مادخل الماسون في درجة الحراره هههههههههههههه

    عموما انا وزني متفاوت بين 47 48--- مره واحده فقط طلع وزني ل50 ولكني بصحه وعافيه. اغلب من حولي يصفو نحافتي بالمجاااعه اما انا مقتنع انها رشااااقه هههههه وتعرفين الرشاقه نصف الجمال والنصف الاخر من الجماال اشباااع البطن بوجبة لذيذة ههههههه

    على هونك أخت املانو لما كل هذا الهجوم ع الماسوون أتعلمين ان الماسون اعضائها من جميع الديانات ..هل تعلمين ان اسحاق نيوتن والبرت وغاليلو. وتوموجيري ونقار الخشب والكبتن ماجد والنمر المقنع ههه
    وغيرهم من العلماء المخترعين الذين افادو البشرية اغلبهم ماسونيين ..اظن ان عيب الماسون انهم لايردون على الاتهامات المووجهة نحوهم ..

    اخت امل هل قرأتي كتاب الرمز المفقود لدان بروان حيث يتكلم عن الماسونيين وحركتهم وكمان شيفرة دافنشي لنفس الكاتب حيث يتكلم عن المستنيزين او المتنورين والكلام يطوول ...

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
    الردود
    1. عندما يقتلونا جميعاً لأجل مليارهم الذهبي ، ستعلم حينها من الماسون

      اهل اليمن معروفين بنحافتهم ورشاقتهم ، فمنازلكم بأعالي الجبال دليلاً على لياقتكم البدنية العاليّة (ما شاء الله) ..
      ((اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا)) كما قال الرسول عليه السلام
      لافيكيا سنيورا ، ابن اليمن

      حذف

القفزة العقليّة

تأليف : امل شانوحة  الأسرار الكونيّة إستيقظت رِحاب على صوت منبّه اخوها العالي ، لتقول بنعاسٍ وضيق : - يالا نومك الثقيل ! وذهبت الى غرفته ،...