تأليف : امل شانوحة
العريس المُجرم
قبل عودته الى منزله ، وصلته دعوّة زفاف طليقته .. فانتفض رعباً بعد قراءته إسم العريس ! فهو مريضٌ نفسيّ ، تعالج عنده قبل فترة .. ويبدو أن طليقته تعرّفت عليه اثناء زيارتها عيادته ، لتوقيع الأوراق الرسميّة للحصول على حضانة ابنتهما
فأصبح الطبيب بين ناريّن : إمّا إخبارها أن عريسها ارتكب جريمتيّن دون عقاب ! ويفضح سرّية مرضاه ، ممّا يخسره عمله (حسب قوانين نقابة الأطبّاء النفسيين التي ستغلق عيادته المشهورة) .. او يُنقذها منه ، حمايةً لإبنته الوحيدة
***
قبل الزفافّ بيومين ، إتصل بطليقته :
- اريد رؤيتك لأمرٍ ضروريّ .. أنتظرك اسفل العمارة .. إتركي ابنتي مع امك ، وانزلي حالا !!
- لا يمكنك إصلاح علاقتنا قبل يومين من عرسي !
الطبيب بجدّية : الأمر لا يتعلّق بنا ، بل بمصير ابنتنا
كلامه الغامض جعلها تنزل اليه !
فأخذها الى الشاطىء .. وتحدّثا داخل السيارة ، بعد أن سألته :
- اراك مرتبكاً ، فماذا هناك ؟!
الطبيب : هل تعرّفتي عليه ، خلال زيارتك عملي ؟
- نعم ، في موقف العيادة.. حينها لم أتمكّن من ركن سيارتي ، فساعدني بكل ذوقٍ وأدب.. ثم تبادلنا الحديث لبعض الوقت ، قبل أن يعطيني بطاقة عمله .. بعدها تحدّثنا لثلاثة أشهر بالهاتف ، الى أن فاجأني بطلب الزواج .. لما تسأل؟!
الطبيب وهو يكتم غيظه : الم يخبرك عن جريمتيّه ؟
فسألته بصدمة : عن ماذا تتحدّث ؟!
- هو نرجسيّ بالفطرة .. وولادة أخويه التوأم ضايقه كثيراً ، لرغبته الحصول على اهتمام والديه وحده .. خاصّة لفرق السن بينه ، وبين الصغيرين
بقلق : وهل أذاهما ؟!
الطبيب : في البداية لم يعترف بشيء .. ولأني شعرت بمحاولته إخفاء الحقيقة ، قمتُ بتنويمه مغناطيسيّاً .. حينها اعترف انه بسن 13 ، أصرّ على النوم بمنزل صديقه الذي يبعد شارعين عن اهله .. وانه خبّأ علبة البنزين خلف شجرة منزله ، والتي أخرجها من كراج والده لتنفيذ خطّته الجهنّمية
بخوف : هل أحرق عائلته ؟!
- إنتظر آخر الليل ، بعد نوم اهاليّ الحيّ .. ثم تسلّل من نافذة بيت صديقه .. وسكب البنزين على باب منزله واسفل النوافذ ، كيّ لا يتمكّن اهله من الهرب ! ثم أشعل المكان .. وعاد سريعاً ، ليستلقي بغرفة صديقه
- لحظة ! قلت إن الشرطة لم تعاقبه على جرمه ، فكيف لم تلاحظ أثر البنزين حول المنزل ؟!
الطبيب : هو أذكى ممّا تتصوّرين.. فوالد صديقه هو مدير مركز الشرطة الوحيد في منطقتهم الصغيرة .. وقبل يومين من الحادثة ، أعطى موظفيه إجازة رأس السنة .. فانتقل معظمهم للمناطق المجاورة للإحتفال مع اهاليهم .. لهذا لم يكن بالمركز سواه ، مع حارسه العجوز .. ولأن المدير يعاني من السمنة المُفرطة ، لم يُتعب نفسه بالتحقيق بالحريق المُفاجىء .. وكتب في التقرير : أنه حصل بسبب ماسٍّ كهربائيّ لزينة الأعياد !
- الم يكترث احد من الجيران بموتهم ؟!
- لا ، فهم انتقلوا حديثاً الى حيّهم المعروف بكرههم الغرباء .. لهذا لم يُعاقب عريسك على جرمه
فسألته باهتمام : وماذا حصل له ، بعد موت اهله ؟
الطبيب : أرسلوه لدار الأيتام في المدينة ، والذين رموه بالشارع بعد بلوغه 15 لشدّة مشاغبته !
- هذا مُحزن !
الطبيب : وبقيّ مُشرّداً لسنتين ، أكل فيهما مُخلّفات المطاعم .. (ثم تنهّد بضيق) .. أذكر بعد استيقاظه من التنويم المغناطيسيّ ، سألته إن كان يشعر بأن الربّ عاقبه على قتله اهله ؟ .. فهدّدني بحرق عيادتي ، إن أخبرت أحداً بسرّه !
- إن كانت هذه قصّته فعلاً ، فكيف أصبح غنيّاً ؟
الطبيب : احد الأثرياء وجده بالشارع ، وأخذه للقصر بعد إعجابه بجماله..
- وماذا يريد من مراهق ؟!
- وما ظنّك يريد بمشردٍ جميل ؟
- هل أذاه ؟!
الطبيب : مِراراً.. الى ان أوهمه عريسك (بسن العشرين) انه مغرمٌ به ايضاً ! ..وصار يتقرّب منه ، حتى علّمه كل شيء عن تجارة السيارات .. وبعد إتقانه المهنة (بسن الثلاثين) هدّد العجوز بالسلاح ، لنقل الوكالة اليه.. ففعل ذلك مُرغماً.. وبعدها خنقه بكيسٍ فارغ .. وأبلغ الشرطة عن موته.. وللمرّة الثانية نجا من جُرمه ، لظنهم بوفاته بنوبةٍ قلبيّة لكبر سنّه ! بعدها أصبح مديراً لشركته ، خاصّة أن القتيل لا ورثة له
طليقته باستنكار : أتريدني أن أصدّق انه اعترف بجريمتيّه ، دون خوفه من إبلاغك الشرطة ؟
- أخبرتك انني سمعت اعترافه اثناء تنويمه المغناط..
مقاطعة بضيق : توقف !! انت مُغتاظ ، لأني سأتزوج من رجلٍ وسيمٍ وثريّ .. واخترعت هذه الأكاذيب لإبعادي عن سعادتي الحقيقيّة
الطبيب : صدّقيني !! قلت الحقيقة .. اساساً انا أغامر بخسارة عيادتي ورخصتي الطبيّة ، بفضح أسرار مريضي.. وكلّه خوفاً على..
فأكملت بعصبية : ابنتك !!
- وخوفٌ عليكِ ايضاً .. فأنت كنت زوجتي لعشر سنوات ، ولدينا الكثير من الذكريات الجميلة
فقالت بلؤم : والسيئة ايضاً !!
الطبيب بضيق : انا لم أخنك يوماً ! كل ذنبي انني مُدمنٌ على العمل ، لتوفير حياةً هانئة لنا.. ومع ذلك لم اعترض على الطلاق بعد إصرارك عليه ، وأعطيتك حضانة ابنتنا لإسعادك .. (ثم قال بحزم) .. لكنه في حال أصبحت صغيرتي بخطر ، سأبعدها بالقوّة عنك وعن زوجك المجرم !!
- إذا كنت تخاف عليها من خطيبي ، يمكنك أخذها من منزل امي
الطبيب بدهشة : الآن تتنازلين عنها ، بعد تهديدك بحرماني منها بقوّة المحاكم ؟!
- حبيبي مازال عازباً ، وليس مُضّطراً لوجودها معنا
- أأصبح حبيبك بثلاثة أشهر ؟!
فقالت بلؤم : هذا عرضي ، إمّا أن تقبله او ترفض
الطبيب بحزم : حسناً !! عندما أوصلك لمنزل اهلك .. إنزليها الى سيارتي .. وإن أردّت رؤيتها ثانيةً ، تزورينها في منزلي دون وجود الحقير معك
فردّت بلا مبالة : إتفقنا !!
^^^
وعاد بإبنته الى منزله وهو يراضيها طوال الطريق بعد بكائها بقهر ، لرؤية امها تحزم أمتعتها لتسليمها له ، دون الإهتمام بمشاعرها !
***
لم ينتهي شهر العسل ، حتى وصله اتصال من المستشفى بضرورة قدومه لغرفة العناية المركّزة !
وهناك صُدم برؤية طليقته مُشوّهة الوجه ، ومكسورة القدم والذراع بعد تعرّضها لضربٍ عنيف من زوجها النرجسيّ الذي فاجأها بحفلٍ ماجن في منزله .. وعندما اعترضت ، أفرغ غضبه عليها..
وأشفقت إحدى الساقطات عليها ! والتي اتصلت سرّاً بالإسعاف لإنقاذها ، بعد إغماء الزوج من شدّة سِكره
وهذه المرّة لم يستطع الهرب من جريمته ، بعد قيام الطبيب بالشهادة ضدّه بالمحكمة : بعرضه الفيديو المُصوّر لجلسة التنويم المغناطيسيّ الذي فضح ماضيه الأسود ، بالإضافة لجُرم ضربه العنيف لعروسته التي أوشكت على الموت !
فحوكم المجرم بالمؤبّد (لقتله 4 من عائلته ، مع العجوز الثريّ)..
وانتقلت ملكيّة شركته لعروسته التي طلبت من القضاء تطليقها منه
***
بعد شهور على انتهاء المحاكمة .. عاد الطبيب للتقرّب من ام ابنته التي وافقت على رجوعها لمنزله ، بعد وقوفه معها طيلة المحاكمة التي كلّفته عيادته التي خسرها ، بعد فضح مريضه (والذي يُعارض قوانين النقابة : بالحفاظ على اسرار المرضى ، مهما كانت الظروف)..
وفي المقابل وكّلت زوجها (الطبيب) بإدارة شركتها ، ممّا اضّطره لتعلّم تجارة السيارات .. كما وعدها أن تكون عائلته ، أولى اهتماماته .. ليبدآ معاً حياةً خالية من المشاكل ..
دون علمهما بتخطيط النرجسيّ للإنتقام منهم ، بعد اتفاقه مع مجرمٍ (سيُسرّح قريباً) لحرق منزلهم ليلاً .. كما فعل مع اهله سابقاً !
اعتقد القانون يجيز في حالات المجرمين خاصة السايكوباتيين ان يبلغ الطبيب الشرطه
ردحذفاحب هذا النوع من القصص
مشكلة الطب النفسي انه كاشف ويجعل من درسه يعاني
قصة معبرة ورائعة اتمنى لو تؤالفي جزء ثاني عنها وعن محاولة المجرم حرق منزلهم
ردحذفربما افعل يوماً ما ، من يدري ؟!
حذفمرحباً سيدة أمل .. سأحاول هذه الأيام وبأذن الله ، كتابه قصه وستعطيني رأيك بها .. اتفقنا ؟
ردحذفالأجمل بالموضوع إني هذه المرة سأكتب عنوان القصه .. ولن اخبرك بأنَ عليك انتي اختيار عنوانها ، وداعاً..
بالتوفيق لك
حذف