الاثنين، 30 يونيو 2025

مسابقة حافلة الموت

تأليف : امل شانوحة 

إنتقام الماضي 


وجد عشرة اشخاص انفسهم داخل حافلة دون سائق ، تسير مساءً بشكلٍ دائريّ حول ساحة القرية الخالية من المشاة بعد نوم الأهالي بهذا الوقت المتأخر !


حيث استيقظوا معاً بعد سماعهم صوتاً من مسجّل الحافلة ، لرجلٍ يقول :

- اهلاً بكم في رحلتكم الأخيرة !!

فسأله احدهم بقلق : من انت ؟! وكيف تسير الحافلة وحدها ؟!

الصوت : هذه الحافلة تمّ صُنعها خصيصاً لي .. وانا أتحكم فيها عن بُعد ، بتقنيّةٍ حديثة

- ومالذي تريده منا ؟!

الصوت : لن أفصح عن هدفي الآن .. اردّت فقط إعلامكم بأن الطعام محدود في الحافلة التي تتواجد فيها دوّرة مياهٍ صغيرة.. كما ستجدون اسفل كراسيكم مجموعة من الأسلحة المختلفة مثل : سكين ومسدس وصاعق كهربائي وعصا حديديّة ورذاذّ الفلفل .. وكما تلاحظون ، الأسلحة تكفي نصفكم ! ومن يبقى حيّاً منكم ، يفوز بسيارةٍ جديدة .. بشرط !! ان يقودها خارج القرية دون توقف .. ففي حال عاد الى بيته ، سأقتل بقيّة عائلته وأحرق منزله

احد الركّاب بامتعاض : ولما كل هذا ؟!

راكبة : مالذي فعلنا ، كيّ تعاقبنا بهذه الطريقة الوحشيّة ؟!

راكبٌ آخر غاضباً : اساساً من تكون لتحجزّ حرّيتنا ؟!!


الصوت : إن تذكّرتم الماضي ، ستعرفون السبب .. اما عن مدّة الرحلة ، فهي متوقفة على تصفيّة بعضكم.. فإن بقيّ ناجيٍ وحيد ، سأوقف الحافلة فوراً .. اما ان رفضّتم اللعب ضمن شروطي ، ستبقون داخل الحافلة الى مالا نهاية .. فهي غير مزوّدة بالوقود .. وتقنيّتها الإلكترونيّة المتطوّرة ، تجعلها تسير شهراً بشكلٍ متواصل 

أصغر الركّاب (المراهق) بخوف : سيجدنا احدهم وينقذنا

الصوت : الأبواب والنوافذ ضدّ الكسر .. كما انها كاتمة الصوت ، ومُظلّلة من الخارج.. وانتم تسيرون ضمن ساحة إحتفالات القرية ، التي بالعادة تُفتح صيفاً.. وطالما نحن في فصل الشتاء ، فالأهالي منشغلون بأعمالهم ومدارس اولادهم .. ولن يقترب احد من الساحة ، البعيدة عن منازلهم ومحلاّتهم التجاريّة

- لكنهم سيفتقدون وجودنا ، وسيبلّغون الشرطة عن إختفائنا !

الصوت : لا اظن ذلك .. فبعد ان خطفتكم من سياراتكم ومتاجركم ، واثناء مشيّكم بالشارع برذاذي المُخدّر.. ارسلت لأهاليكم : عن غيابكم الفترة القادمة ، بسبب سفركم للمدينة لموضوعٍ عاجل.. وبعدها تخلّصت من جوالاتكم .. لهذا سينتظرون على الأقل اسبوعاً ، قبل إبلاغهم الشرطة عن إختفائكم .. حتى دوريّات الشرطة لن يخطر ببالها تواجدكم معاً بأطراف القرية .. ما يهمّ الآن ، إن مسابقتي بدأت للتوّ !! وانتم ستحدّدون الفائز بينكم ، بينما سأكتفي بالمراقبة عن..


احدهم مقاطعاً : انت لم تخبرنا بسبب مسابقتك الدمويّة ؟ وهل كان إختيارنا عشوائيّاً؟!

الصوت : بالعكس !! بحثت عنكم بدقّةٍ وحذر .. وعليكم معرفة السبب بأنفسكم .. المهم ان تركّزوا الآن على الطعام والشراب التي تركتها بجيوب كراسيكم .. وهي كما ذكرت سابقاً ، كميّات محدودة .. بينما أراقبكم من كاميراتٍ صغيرة ، وُزّعت بكل أجزاء الحافلة .. ألقاكم لاحقاً !!

وانقطعت المكالمة !


فوقف الراكب (اكثرهم بدانة) وهو يوجّه مسدساً (وجده اسفل كرسيّه) نحوهم :

- من الآن إخبركم ، أنني لن اموت جوعاَ .. لهذا ستعطوني شطائركم وقوارير مياهكم ، لأني أستحقها اكثر منكم .. هيا !! ماذا تنتظرون ؟!!

فأعطوه طعامهم وشرابهم مُجبرين..


فقال احدهم : رجاءً لنهدأ جميعاً !! فنحن لا نريد قتل بعضنا ، لأجل شخصٍ مجنون .. دعونا نفكّر جدّياً بسبب خطفه لنا ، فهو أكّد تعمّده ملاحقتنا بالإسم ! ولنبدأ بوظائفنا ؟


لكن لا احد يعمل بنفس مجال الآخر ! فالعجوزان موظّفان متقاعدان .. والمراهق مازال في الثانويّة .. والسيدة تعمل في متجر ملابس .. والشاب ، عامل نظافة تابع للبلديّة .. وشابٌ آخر كهربائي.. والصبيّة كانت تُجهّز نفسها للسفر ، للدراسة الجامعيّة في المدينة .. وحبيبها السابق (الذي صادف وجوده معها بالحافلة) ملاكم .. والشاب البدين ، عاطل عن العمل .. اما الرجل ، فلديه محل تجاريّ صغير في سوق القرية !


فقال احدهم بضيق : لم نكتشف بعد ، سبب إختياره لنا !

البدين وهو يأكل بقيّة الشطائر بنهم ، قائلاً بلؤم :

- لا تتعبوا انفسكم بالتفكير .. فبجميع الأحوال ، سأفوز انا بالسيارة الجديدة

الشاب (عامل النظافة) ساخراً : أهذا همّك ؟! الطعام والسيارة .. الا تهتم بمنعه رؤية عائلتك من جديد ؟!

البدين بلا مبالاة : أتقصد والدايّ اللذان يرفضا علاج سمنتي او إدخالي نادي رياضيّ لتحسين صحتي ، بعد تجاوز وزني ٢٠٠ كيلو ؟ لا يا عزيزي ، أُفضّل الخروج من القرية قبل توقف قلبي

فردّت السيدة : طالما يُهمّك صحتك ، دعّ لنا بعض الشطائر .. فنحن لا نعلم كم سنبقى هنا


الرجل العجوز بقلق : يا شباب !! إهتموا اكثر بإيقاف الحافلة.. فسيرها بشكلٍ دائريّ يُشعرني بالغثيان .. فأنا رجلٌ كبير ، وعليّ أخذ دواء القلب

المرأة العجوز بخوف : وانا مريضة سكّري ، وأشعر حالياً بالفزع .. وإن لم أحصل على حقنتي ، سأصاب قريباً بنوبة سكّر

البدين بلؤم : ممتاز !! هكذا أتخلّص من اثنين دون خسارة رصاصات مسدسي

عامل النظافة بعصبية : اللعنة عليك !! أتظنه سهلاً بقائك بحافلة مليئة بالجثث ؟

البدين : لا تقلق ، ستنتهي المسابقة قبل تحلّل اجسادكم 

الصبيّة معاتبة : يبدو انك خُلقت دون ضمير !

فقال الرجل ، للبدين : 

- طالما انت قاسي هكذا ، فحاول تذكّر ماضيك .. لربما أذيّت قريباً لذلك المجنون الذي قرّر معاقبتنا على ذنبك ؟!

البدين : لا ، لم افعل شيئاً

عامل النظافة ساخراً : بالتأكيد لم تفعل ، فأنت علقت في مطبخ منزلك طوال حياتك البائسة

البدين باستحقار : إخرس ، ايها العامل القذر !!

فردّ عليه : وماذا ستفعل إن لم أسكت ، ايها الفيل الضخم ؟ اساساً ما كُنا لنسمع تهديداتك ، لولا عثورك على المسدس .. ولوّ كان من نصيبي ، لنسفت بطنك المُترهّل .. لكن يبدو سأكتفي بمقبضي


وضربه على بطنه ، محاولاً اخذ المسدس منه.. ليحصل عراكاً بينهما .. أدّى لكسر رقبة البدين بلكمةٍ قويّة ، وحصول العامل على مسدسه !


فتنهّدت السيدة بارتياح : الحمد الله على تخلّصنا من المشاكس النتن

العجوز للعامل : رجاءً بنيّ ، إخفض مسدسك كيّ لا تخرج منه رصاصةً طائشة


ليُفاجئ العامل الجميع ، بتوجيه المسدس نحوهم !

- ماذا تفعل ؟!

عامل النظافة : طالما انا الوحيد الذي يملك المسدس ، فستطيعون اوامري

- اهدأ قليلاً ، نحن لا نريد مزيداً من القتلى


فأخفى العامل المسدس في خاصرته ، جالساً في مقعد السائق الفارغ وهو يقول :

- سأهدأ في الوقت الراهن .. لكني أؤكّد لكم ، أنني سأكون الناجي الوحيد بهذه الرحلة المشؤومة


وحاول التحكّم بمقوّد الحافلة الذي يتحرّك اوتوماتيكيّاً .. في الوقت الذي انشغل فيه بقيّة الركّاب بكسر الباب والنوافذ .. حتى ان بعضهم صرخ بعلّو صوتهم ، على امل ان يسمعه احد من خارج الحافلة !


بهذه اللحظات .. جلس الشاب (الكهربائي) بجانب الصبيّة الجميلة (الجامعيّة) محاولاً التودّد اليها .. مما أفقد حبيبها السابق (الملاكم) اعصابه ، والذي لكمه بقوة على وجهه ! 


وعلى الفور ! تطوّرت المشادة بينهما ، لاستخدام الحبيب القديم للسكين (الذي وجده اسفل كرسيه) وطعن الكهربائي عدة مرات ، حتى قتله ! 


فصفعته صديقته السابقة على جرمه .. فعاتبها الملاكم بغيظ :

- يبدو انك انجذبتِ له فعلاً ، ايتها الخائنة !

فردّت بحنق : كم مرة أخبرتك بأن علاقتنا انتهت ؟!!


وكادت السيدة (وهي خالة الصبيّة جامعيّة) ان ترشّ الفلفل على وجهه (من العبوّة التي وجدتها اسفل كرسيها) لكن رجلٍ آخر سحبها من يدها :

- هل جننتِ ؟!! إن أطلقتها هنا ، سنموت اختناقاً من رائحتها النفّاذة ..خصوصاً لعجزنا عن فتح الباب والنوافذ

الصبية الجميلة : معه حق يا خالتي ، كما ان الرائحة ستقتلني

خالتها : آه ! نسيت انك مصابة بالربوّ .. كنت احاول فقط إبعاده عنك

فردّ الملاكم بلؤم : لا تتدخّلي بشؤوننا ، ايتها العانس !!

الخالة غاضبة : إسكت ايها الحقير !!

الصبيّة بقلق : رجاءً اهدآ قليلاً !!


ثم طلبت من خالتها العودة الى مقعدها ، وهي ستتصرّف مع حبيبها السابق الذي يبدو مازال غاضباً مما حصل ! حيث تبادلا الشتائم .. لينتهي الجدال بصعق الصبيّة له (من الصاعق الكهربائي الذي وجدته اسفل كرسيها) 

مما أفقده صوابه ، وجعله يسدّد طعنةً مباشرة الى قلبها ! 

وبذلك أضيفت جثتان جديدتان الى البدين المقتول (الصبيّة والكهربائي)


بهذا الوقت العصيب ، أُصيبت العجوز بنوبة سكّر.. 

وانشغل بقيّة الركّاب لإنقاذها .. بينما كان عامل النظافة (الجالس بمقعد سائق الحافلة) يصرخ ألماً بعد لمسه سلكاً عارياً ، صعقه كهربائيّاً ! 


فحاول العجوز إبعاده عن المقوّد ، ليُصعق معه .. ويموتا معاً !

وماهي الا دقائق ، حتى لحقتهما العجوز بنوبة السكّر !

^^^


وبعد ساعة من وضع الجثث الستة فوق بعضها بآخر الحافلة ، بعد تساعد الركّاب الأربعة بجرّ البدين للخلف .. مُستفسراً احدهم :

- كيف استطاع صاحب المسابقة تخدير البدين ، وحمله وحده لداخل الحافلة ؟!

- طالما صُنعت الحافلة المتطوّرة خصيصاً له ، لابد انه صنع آلة لحملنا مُخدّرين الى هنا ! فهو يبدو ثريّاً

- هو مجنون وحسب !! 

- دعونا منه ، ولننهي عملنا سريعاً .. لربما بقينا هنا حتى الصباح ، ونحتاج مقاعد فارغة للنوم عليها


بهذه الأثناء ، تمكّن المراهق من كسر جزء من نافذته بعصاه الحديديّة (التي وجدها اسفل مقعده) مُخرجاً نصف جسمه للخارج وهو يصرخ بعلوّ صوته ، طالباً المساعدة .. قبل ان ترتجّ الحافلة بعد دهسها كلباً بالخطأ .. جعلت الزجاج المكسور يخترق كبد الصبيّ ! 

وقد حاول الركّاب الثلاثة إيقاف نزيفه لنصف ساعة ، قبل تسليمه الروح !

^^^


وبعد ساعة .. كان الراكبان على وشك تقسيم الشطيرة الأخيرة (التي لم يأكلها البدين) قبل سماعهما صراخ السيدة (خالة الصبيّة) التي تمكّنت من خلع مقعد الحمام ، وهي تناديهما فرحاً لإيجادها طريقةً للهرب .. وإذّ بالحافلة يزداد سرعتها فجأة ، لتتعثّر الخالة وتسقط بالحفرة (بأرضيّة الحمام) وتُدهس تحت عجلاتها الخلفيّة !


بهذا الوقت لم يهتم الملاكم بمصير السيدة (خالة حبيبته السابقة) وطعن الرجل (صاحب المتجر) الذي اراد أخذ الشطيرة معه ، قبل دخوله الحمام لمعرفة مصير السيدة (فهو لا يثق بالملاكم) 

وبعد انهائه الشطيرة بثواني من شدّة جوعه ، إنتبه أنه الناجي الوحيد! 


فسارع لمسجّلة الحافلة ، وهو يقول بحماس :

- لا ادري ان كنت تسمعني ، لكني الفائز في مسابقتك !!

لتتوقف الحافلة فوراً ! 


الصوت : مبروك يا بطل !!! والآن إجلس في مقعد السائق ، للتوجّه لمكان الجائزة 

الملاكم بدهشة : هل ستسمح لي بقيادة حافلتك ؟!

الصوت : بكل تأكيد !!

- أخاف ان تصعقني بالمقوّد ..

الصوت مقاطعاً : لا !! اطفأت الصعق الكهربائي .. لكني أنبّههك منذ الآن ، بأن الحافلة مُلغّمة .. وفي حال حاولت العودة لمنزلك او طلب المساعدة من سائقي سيارات الطريق العام ، سأقوم ..

الشاب مقاطعاً : لن افعل ، اعدك بذلك !! اريد فقط الخروج من هذا الجحيم

^^^


ثم قادها حتى وصل الى هناك ، مع بزوغ الفجر...

الملاكم بقلق : لما أخذتني الى بحيرة القرية المتجمّدة ؟!

الصوت : لأن مهمّتك الأخيرة هي إغراق الحافلة بالماء

- لكنك وعدتني بسيارةٍ جديدة ؟!

الصوت : وهي متوقفة هناك ، بين الأشجار .. الا تراها ؟

الشاب بحماس : واو ! يالها من سيارةٍ رائعة 

الصوت : وستحصل عليها ، بعد وضعك احد الجثث فوق دوّاسة البنزين .. بينما تخرج من باب الحافلة قبل سقوطها بالماء

- لكن الباب مغلقاً بإحكام !

وقبل إكمال كلامه .. فُتح الباب ، ثم عاد للإنغلاق من جديد !


الصوت : انا أتحكّم بكل شيء .. ضعّ الجثة فوق الدوّاسة .. وقف بجانب الباب الذي فور فتحه لك ، تقفز من الحافلة .. معك خمس ثواني للنجاة

^^^


بعد إنهاء مهمّته الأخيرة.. وقف الملاكم امام البحيرة منصدماً ، وهو يشاهد غرق الحافلة بجثثها التسعة اسفل اللوح الجليديّ !

- لم اكن اعرف ان بحيّرتنا بهذا العمق !


ثم توجّه لسيارته الجديدة .. ليسمع الصوت ذاته من مسجّلتها :

- مبروك السيارة ، يا بطل !!

الملاكم بضيق : أستراقبني هنا ايضاً ؟!

الصوت : لا ، اردّت فقط تهنئتك .. وعليك قيادة سيارتك نحو المدينة ، دون تفكير العودة الى منزلك

- لا تقلق ، لن أفتقد عائلتي النكديّة .. لكني حزين ، لعدم توديع اخي الصغير  

الصوت : ربما تراه بعد سنوات .. هيا انطلق !!

- لحظة ! لم تفهمني سبب إختياري مع اولئك الأشخاص داخل حافلتك؟!


فسكت الصوت قليلاً ، قبل ان يقول بنبرةٍ حزينة :

- قبل خمس سنوات ، أُقيم حفل الحصاد في نفس المكان الذي تحرّكت فيه الحافلة بشكلٍ دائريّ

- صحيح ، نحن نقيم ذاك الحفل مرّة بالسنة

الصوت : اعلم ذلك ، فأنا من اهالي القرية السابقين

الشاب بصدمة : أحقاً ! ومن تكون ؟!

الصوت : وهل تظنني أحمقاً لأخبرك بهويّتي ؟

- آسف سيدي ، إكمل القصة

الصوت : في ظهر ذلك اليوم .. تمكّن ابني وصديقه الهرب من مدرستهما ، لرؤية الحفل الذي منعته الذهاب اليه.. ونزل صديقه اولاً .. وقبل خروج ابني ، أغلق السائق الغبي باب الحافلة على حقيبته .. ليتمّ سحله حتى الموت !

- اذاً الولد المراهق الذي كان معنا هو صديق ابنك ، اليس كذلك؟!

الصوت : نعم .. وهو وانتم ، لم تفعلوا شيئاً لإنقاذ ابني ! حتى انكم لم تصرخوا لإيقاف السائق ، ايها الملاعين !! مع انه قاد حافلته مرتيّن داخل الحفل !

- كنا مذهولين مما حصل ! كما كان هناك الكثيرين غيرنا ، فلما اخترتنا نحن بالذات ؟!

الصوت: لأن احدهم صوّرالحادثة .. لتظهر انت والأشخاص التسعة داخل الفيديو الذي رأيته اول مرة بمركز الشرطة ، قبل استلامي اشلاء ابني .. وطلبت من المحقّق إحتفاظي بالمقطع المؤلم


الملاكم : أذكر ان الأهالي ساهموا بدفع تعويضٍ كبيرٍ ، على فقدان ابنك الوحيد

الصوت : نعم ، واستثمرت ذلك المال بالبورصة بعد انتقالي للمدينة .. وأصبحت ثريّاً ، لدرجة انني طلبت تصنيع هذه الحافلة للإنتقام منكم .. فمجرّد صراخكم كان كفيلاً بإنقاذ ابني ، ايها الجبناء !

- اذاً لماذا لم تقتل سائق الحافلة المُستهترّ ؟!

الصوت : يبدو لم تسمع بما حصل له ! فقد خنقته بسلكٍ حديديّ ، ورميت جثته بالوادي بعد شهر من وفاة ابني .. لكن موته لم يشفي غليلي ! وخطّطت لسنوات ، للإنتقام من المتخاذلين

- معظم اهالي القرية تواجدوا في حفل ذلك العام ، وهم ايضاً لم يفعلوا شيئاً لإنقاذ ابنك .. لكن لسوء حظنا ، ظهرنا وحدنا بفيديو الرجل المجهول!

الصوت : المهم انه انتهى كابوسي أخيراً

الشاب بقلق : وماذا عني ؟!

الصوت : يمكنك الذهاب في طريقك ، فقد نجوّت من انتقامي


فأسرع بقيادة سيارته الجديدة الى خارج القرية..

لكن قبل خروجه من حدود سياجها الحديديّ .. إستيقظ الأهالي على دويّ إنفجارٍ غامض ، دون علمهم بوفاة الملاكم داخل سيارةٍ مجهولة!

***


في مقبرة القرية .. وقف الرجل امام قبرٍ صغير ، وهو يمسح دموعه:

- إنتقمت لك يا بنيّ .. قتلت الذين اكتفوا بمشاهدة موتك بأسوء الطرق ، وأشدّها إيلاماً ! اتمنى ان تحظى بالسلام الروحيّ .. اما الأهالي ، فلن يعلموا بمصير المفقودين الا بعد ذوبان الجليد عن البحيرة .. لذا عليّ ترك القرية نهائياً والهجرة للخارج .. ليت بإمكاني نقل رفاتك معي ، لكني مجبور على تركك هنا .. في امان الله ، يا ابني الوحيد


وخرج من المقبرة .. راكباً سيارته المستأجرة التي ستوصله لمطار المدينة ، ومنها للغربة بعد حصوله على انتقامٍ طال انتظاره !


هناك 9 تعليقات:

  1. هذه من القصص الفخورة بها ، اتمنى ان تعجبكم

    ردحذف
  2. .اتمنى ان اضع سكان الكوكب كله على هذه الحافله.لان كل البشر عامة حقراء ويستحقون الحرق احياء .
    احسنت استاذه مول 💐

    ردحذف
    الردود
    1. سعيدة انها اعجبتك ، استاذ احمد .. وشكراً على الورود

      حذف
  3. القصة ذكرتني بمسلسل لعبة الحبار الجزء الثالث الذي شاهدته منذ فترة هذه قصص العاب الانتقام تستهويني كثيرا

    ردحذف
    الردود
    1. انا اجمع قصص المسابقات في صفحة واحدة ، لربما تحوّلت لسلسلة افلام بعنوان (مسابقات دموية) .. هذا هو رابط صفحة قصص المسابقات
      https://www.lonlywriter.com/2024/09/blog-post_15.html

      حذف
  4. لا ادري لما اشعر بالأمان عند دخولي الى مدونتك شعور غريب

    ردحذف
    الردود
    1. هههه ، دائماً توقع الأسوء مع قصصي المرعبة .. تحياتي لك

      حذف
  5. بالعكس يبدو انك فهمتي قصدي بالعكس قلت لك اقصد اني اشعر بالامان دائما وقت دخولي الى مدونك

    ردحذف
    الردود
    1. مع ان معظم قصصي نهاياتها تعيسة او مخيفة ! لكني سعيدة بشعورك الجميل نحو مدوّنتي المتواضعة .. شكراً لك

      حذف

الوسيط الخفي

تأليف مُشترك بين : الأستاذ عاصم و امل شانوحة  الراقي والمسحورة في مساء ، إحدى القرى الشعبيّة .. إقتربت سيدة من زوجها وهي تقول :   - بعد ق...