الأحد، 15 يونيو 2025

بطلتي للأبد

تأليف : امل شانوحة 

الحب الوهمي


إنتهى المسلسل الرومنسي الناجح الذي اعجب المشاهدين ، خصوصاً فئة المراهقين لصغر عمر البطليّن اللذين أدّيا دورهما بإتقان ، رغم انها تجربتهما الأولى بعالم التمثيل ! وقد نجحا بذلك ، بسبب الكيماء المتطابقة بينهما ..والتي لامست قلوب الجماهير الذين أصرّوا بتعليقاتهم بضرورة زواجهما الحقيقي ، بسبب الحب الواضح في اعينهما البريئة.. فكلاهما عبّرا بإحدى المقابلات : ان ليس لهما تجارب عاطفيّة خارج المسلسل .. مما أكّد للمعجبين وجود شرارة حبٍ اشتعلت مع تطوّر احداث المسلسل الذي حصل على المركز الأول لهذا العام


لكن بعد انتهاء المسلسل .. شعر الجمهور بالإحباط بعد تباعد البطليّن ، عقب انشغالهما بعملهما الجديد في مدينتيّن مختلفتيّن.. وقد حاول احد الصحفين جمعهما في احدى اللقاءات.. لكنهما تعاملا معاً بصداقةٍ عادية ، بعد اختفاء نظراتهما العاشقة التي التقطتها الكاميرات في حفلات تكريمٍ سابقة !

^^^


لكن هذا الجفاء وإنكار المشاعر ، لم يدمّ طويلاً.. بعد ان وصل للبطلة خبر دخول زميلها المستشفى ، عقب حادث سيرٍ خطير ! جعلها تقطع تصوير مسلسلها الجديد ، للسفر الى مدينته والإطمئنان عليه


لكنه خرج من العمليّة ، فاقداً الذاكرة ! ومهما حاول والداه إخباره عن حياته السابقة ، الا انه لا يتذكّر حتى اسمه ! 

لهذا استبشرا بقدوم زميلته (التي أخبرهما عن حبه السرّي لها) لعلّها تعيد ذاكرته..

لكنه ايضاً لم يتعرّف عليها ! وإن أبدى إعجاباً بجمالها اللافت..


وبعد شعورها باليأس ، نادته سهواً بإسمه في المسلسل (الذي جمعهما معاً).. فإذّ بجسمه ينتفض ، وهو يناديها بإسمها بالمسلسل ! 

بل وفتح ذراعيه ، طالباً ضمّها بشوق .. مما ابكى والداه فرحاً بعد تذكّر دوّره التمثيلي ، فهي بشارة خير على استعادته جزءاً من ذاكرته !


وفور احتضانه لها ، تذكّر عطرها (الذي اشتمّه بالمقاطع الرومنسيّة بالمسلسل) وصار يحدّثها ، كأنها ذات الشخصيّة التي مثلّتها ! 

ومهما حاولت إفهامه بأنه دورٌ تمثيليّ فحسب .. الا انه يصرّ على كونها زوجته بالفعل ، وبذات طباعها بالمسلسل !

^^^


وبعد تلك الزيارة ، تحدّثت البطلة ووالداه مع الطبيب الذي اقترح شيئاً غريباً :

- يبدو ان ذاكرته انحصرت بذلك المسلسل !

البطلة بقلق : أتقصد دكتور .. انه يعتقد حقاً انني زوجته ؟!

الطبيب : نعم ، وعليك معاملته كما فعلتي بدوّرك الرومنسي .. والأفضل ان يحدث ذلك بنفس القصر الذي صوّرتما به احداث المسلسل

الأب : ولكم من الوقت ؟

الطبيب : لا ادري ! لنأمل بأن فور ذهابه الى هناك ، يستردّ مزيداً من ذاكرته

***


وبسبب حب الممثلين له ، وافقوا على العودة للقصر المُستأجر على حساب المنتجة القديمة التي وافقت على جمع البطل مع عائلته المزيفة (ممثلوا المسلسل) الذين راقبوه بحسرةٍ وقلق ! بينما تابع هو ايامه ، كروتين مشابه لدوّره في المسلسل


لكن البطلة لم تكن مرتاحة للموضوع ، بل قلقة من مطالبته بواجباتها الزوجيّة (طالما يؤمن فعلاً أنها زوجته) ولكيّ لا تحدث مشاكل من هذا النوع.. أقنعته مع بقيّة الممثلين بضرورة كتابة عقد قرانهما من جديد

فردّ البطل باستغراب :

- لكننا متزوجان منذ شهرين ؟!

(وهو ما حدث بالحلقات الأخيرة للمسلسل)

البطلة بارتباك : صحيح .. لكني ضيّعت ورقة زواجنا ، ونحتاجها للسفر للخارج.. لذا الأفضل إحضار شيخ ، لكتابة عقدنا من جديد

^^^


وبطريقةٍ ما ، أقنعوه بذلك .. وأحضروا شيخاً رسميّاً (وليس مزيفاً كما المسلسل) .. 

وفي يوم العرس ، بالقصر .. إجتمعت عائلة البطليّن الحقيقيّة لحضور زواجهما (الذي لطالما تمنّوه الجمهور)


وبعد انتهاء العرس ، أصرّ البطل على اخذ زوجته لأوروبا لشهر العسل.. وهو شيء ذُكر بالمسلسل (دون عرضه ، توفيراً لمال الإنتاج) 

فلم تعترض البطلة ، بعد تلقّيها خبر إستبعادها من مسلسلها الجديد (بسبب تمديد عطلتها)

***


وفي فرنسا .. نشرت صور شهر عسلها على صفحتها بالإنترنت الذي ضجّ بآلاف تعليقات التهنئة ، بعد تحققّ حلم المشاهدين بارتباطٍ حقيقيّ ، دون علمهم بمشكلة البطل الصحيّة !


وبالفعل عاشت معه شهر عسلٍ جميل ، كما حلمت منذ لقائهما الأول بتجارب الأداء.. فهي تعلّقت به بشدة ، وهو ما ظهر واضحاً في الكواليس التي عُرضت للجمهور ..لكنه في المقابل ، تحفّظ بتعامله معها طوال المسلسل .. ولهذا أنكرت حبها له لاحقاً ، بعد خيبة املها من عدم خطبته لها بعد انتهاء المسلسل (كما كانت تأمل) 

لذلك جاء مرضه مُحققاً لحلمها وحلم الجمهور

***


لكن بعد شهرين على زواجهما .. وفور إخباره بحملها ، حتى جن جنونه : 

- ممّن حملتي ايتها الخائنة ؟!!

البطلة بصدمة : ماهذا الكلام ؟!

زوجها : انا عقيم !! أنسيت ذلك ؟!

(فهو لم يقدر على الإنجاب في المسلسل)

فحاولت إقناعه : لا ، لست عقيماً .. قمّ بالفحوصات الطبيّة ، وستتأكّد من سلامتك

لكنه امسك ذراعها بعنف ، مُطالباً بمعرفة اسم عشيقها ؟


واشتدّ النقاش الجارح بينهما .. جعلها تفقد اعصابها ، وترمي عليه المزهريّة الذي حاول تجنبها .. لينزلق على الأرض ، ساقطاً بقوّة على رأسه ! 

وعلى الفور نقلته للمستشفى ، بعد فقده الوعيّ من شدة النزيف ..

***


وعندما استيقظ ، تراجعت صحته للأسوء ! فقد عاد بذاكرته الى الموسم الأول من المسلسل : ((حينما قدم للقصر للإنتقام من البطلة وعائلتها .. فهو طوال مئة حلقة : عاملها بلؤمٍ شديد ، بعد إجبارها مع اهلها على خدمته داخل قصرهم الذي اشتراه عقب إفلاسهم ، بسبب تارٍ قديم بين العائلتيّن!)) 


فهو ما ان استفاق بالمشفى حتى صرخ في وجهها على تجرّئها على زيارته ، فهي بالنسبة له : الخادمة التي يكرهها ! وليست زوجته (كما حصل بالموسم الثاني للمسلسل) بعد سلّسلة من الحوادث الصعبة ، التي مرّت بها البطلة !


وحالته هذه ، جعلتها تشعر باليأس .. فهي ليس لديها الطاقة لإعادة تلك الحلقات الصعبة من جديد ! 

لكن ما العمل بعد زواجها الفعليّ منه ، وحملها بطفله ؟! خاصةً مع صعوبة العودة للقصر ، بعد إنشغال المنتجة وبقيّة الممثلين بأعمالٍ اخرى !

 

وبسبب تردّي حالته النفسيّة ، علقت زوجته بين أمريّن : 

اما تركه يتعافى وحده ، لحماية نفسها من اذاه الجسدي والنفسي .. او إعادة احداث المسلسل الطويل من جديد

فهل برأيكم ستطلّقه ، لإكمال حياتها مع شخصٍ سليم عقلياً ؟ او ينتصر حبها بالواقع ، كما انتصر في المسلسل ؟!


هناك تعليقان (2):

  1. .بالطبع ستطلقه ما الذي يجبرها على هذا الشقاء ثم تتزوج الوغد
    شكرا مول قصه رقراقه

    ردحذف

بطلتي للأبد

تأليف : امل شانوحة  الحب الوهمي إنتهى المسلسل الرومنسي الناجح الذي اعجب المشاهدين ، خصوصاً فئة المراهقين لصغر عمر البطليّن اللذين أدّيا دوره...