تأليف : امل شانوحة
وجدت قطة سوداء قربها فجأة !
في منتصف الليل .. خرجت فتاةٌ الى شرفة منزلها في الطابق الخامس و هي تبكي , بعد ان اخبرها خطيبها بالهاتف عن فسخه للخطوبة التي دامت بينهما لأكثر من عام , و من دون ان يذكر لها اسباباً واضحة ..
و بينهما هي تفكّر كيف ستخبر اهلها بهذا الخبر .. نظرت الى الشارع لترى هناك , قطة في غاية السواد .. فتذكرت ما قرأته قديماً عن الجن ..
فقالت (و هي تحدّث نفسها) :
-اذا كنت ايتها القطة جنيةً حقيقية , فانظري اليّ
و فوراً دبّ الرعب بقلب الفتاة , عندما نظرت اليها بالفعل ! لكنها تجمّدت في مكانها , بعد ان رأت القطة و هي تقفز بسرعة خيالية من مكانٍ لآخر .. حتى وقفت على حافة الشرفة بمواجهة الفتاة , التي كاد ان يغمى عليها من هول الصدمة ..
لكن المفاجآت لم تنتهي هنا , فقد تكلّمت معها القطة و قالت :
-لا تخافي ... أنا جنّية , و جئت لأنفّذ طلباتك !!
الفتاة برعب :
-ليس لديّ اي طلبات .. رجاءً ارحلي !!
القطة :
-احقاً !! يعني الا تريدين الإنتقام مثلاً من خطيبك , الذي تركك لأجل فتاةٍ اخرى
وهنا تبدّل خوف الفتاة الى غضب , و سألتها :
-الهذا السبب تركني ؟!
القطة : نعم .. و القرار يعود اليك
و هنا انفجرت الفتاة غاضبة , و قالت دون تفكير ..
-اذاً اريده ان يختفي تماماً عن الوجود !!
و ما ان انهت جملتها , حتى اختفت القطة ! فسقطت الفتاة من الخوف .. و ركضت الى غرفتها , بعد ان اقفلت الباب عليها.. و لم تستطع النوم الاّ مع تباشير الصباح
و عندما استيقظت ظهراً.. وجدت امها تجلس على حافّة سريرها (بوجهٍ حزين).. فسألتها (بقلق)
-ماذا هناك امي ؟!
فأمسكت امها بيدها , و قالت (بحزن) :
-للأسف ابنتي .. وصلنا خبرٌ سيء قبل قليل .. (تتنهد).. لقد حصل لخطيبك حادث و هو في طريقه الى عمله
فسألتها ابنتها (برعب) :
-و كيف حاله الآن ؟َ!
امها بقهر :
-علينا طلب الرحمة و المغفرة له !
و هنا انهارت الفتاة تماماً من الصدمة ..
***
و بعد ايام من انتهاء العزاء ..
جلست الفتاة على شرفة منزلها , تتذكّر خطيبها و هي تبكي ..
و لكن فجأة !! تظهر لها نفس القطة السوداء , و هي تقف عند الحافة .. و هنا انفجرت الفتاة غاضبةً منها ..
-انا لم اطلب منك ان تقتليه !! فهو مازال حبي الوحيد ..
القطة : لا يهمني , فقد نفذت اوامرك .. و حان الوقت لكيّ تدفعي دينك لي !!
فاستفسرت الفتاة بقلق :
-ماذا تقصدين ؟!
القطة :
-انا سآتي اليك مساء الغد , و سأخبرك عن احدِ الأشخاص .. و عليك انتِ ان تدبري له طريقة لتؤذيه , امّا بذهابك لعند السحرة , او بطريقة اخرى.. لا يهم
الفتاة بإستهزاء :
-يا سلام ! و من قال لك بأني احب اذيّة الناس !
القطة : انا لا اطلب منك ..انا آمرك !! فهذا هو ثمن استخدام الجنّ
الفتاة بقلقٍ بالغ :
-و ان لم افعل ؟!
القطة بنبرة تهديد :
-اذاً لن يكون خطيبك هو الوحيد الذي ستخسرينه !!
ثم اختفت القطة فجأة !! تاركةً الفتاة غارقة بهمٍ كبير
يالها من مسكينا
ردحذف