تأليف : امل شانوحة
مكتب المحاماة
بعد اسبوع .. عاد المدير من مهمّته الخارجية الى شركة المحاماة التي يملكها ، ليلاحظ استهزاء موظفيه من محاميةٍ (خمسينيّة) معروفة بنجاح مرافعاتها طوال العشر سنوات التي عملتها في مكتبه ! بينما انتبه على بكائها المستمر ، وشتائمها وعصبيتها ضدّ أحد الموظفين كلما مرّ بجانب مكتبها ! كما سمعها تُدنّدن اغنيةً حزينة لوحدها في مكتبها في فترة الغداء ، بعد رفضها النزول لكافتيريا الموظفين ..
فسأل سكرتيرته عنها ، فأخبرته : أن الموظف (الستيني) سيء السمعة ، قام باستغلال عنوستها.. ومن بعدها طردها من منزله ، بعد شهور طويلة من علاقته المزيّفة بها.. ويبدو ان غدره بها ، أفقدها رشدها بعد أن عدّته أملها الأخير بالزواج!
فسأل المدير عن موقف بقيّة الموظفين منها ، فأجابت السكرتيرة :
- لم يهتموا لمصابها ، بل عدّوها رخيصة لقبول دعوته الى منزله
فتضايق المدير مما حصل ! وانتظر انتهاء الدوام ، لمناداة موظفيه لإجتماعٍ طارىء..
***
وفي مكتبه .. جلست الموظفة مُنزويّة عن زملائها ، وهي تستمع لمديرها يعاتبهم قائلاً :
- كيف سأثقّ باهتمامكم بقضايا الموكّلين ، طالما لم تكترثوا لمصيبة زميلتكم ؟! حتى لم تتنازلوا لسماع لشكواها او المطالبة بحقوقها ، رغم أخلاقها الحميدة وتفانيها بالعمل لسنوات .. بل الأسوء انكم ساهمتم بنشر الإشاعات المسيئة عنها ، مع علمكم بسوء طباع زميلكم المخادع ؟!
فتضايق ذلك الموظف من شتمه علناً ! بينما حاول احد الموظفين تبرير موقفه :
- سيدي هي ليست صغيرة ليُغرّر بها ، بل ذهبت طواعيةً الى منزله مساءً ! وكان عليها توقع ما حصل ..
فوقفت باكية : هو وعدني بالزواج مِراراً .. وطلب مني القدوم لرؤية منزلنا المستقبليّ .. لم أتوقع تخلّيه عني ، بعد خضوعي له !
المدير : ومالذي حصل تلك الليلة ؟
فمسحت دموعها ، بقهر :
- كنت سعيدة بأول تجربة عاطفيّة لي ، وصرت أغني له هذه الأغنية
وبدأت تُنشد اغنية اجنبية بصوتٍ عذبٍ وجميل .. بينما حاول الموظفون مسك انفسهم من الضحك ، لظنهم أنها فقدت عقلها تماماً .. لكنهم تفاجأوا بالمدير يُصفّق لها ، بعد انتهائها من الغناء ! مما أجبرهم على التصفيق لها ايضاً.. بينما اكتفى حبيبها المخادع بنظرات الإشمئزاز والتعالي!
المدير : احسنتِ !! صوتك جميلٌ للغاية
فقالت بابتسامةٍ حزينة : كنت المُغنية الأساسية في المدرسة والحفلات الجامعيّة
المدير : وكيف كانت ردّة فعله على غنائك ؟
فنظرت الى حبيبها بحنق : رمى عليّ الوسادة ، وشتمني لأني أزعجته .. وطلب مني مغادرة منزله ، وأخبرني بعدم رغبته رؤيتي مجدّداً .. مما صدمني للغاية ! لدرجة محاولتي الإصطدام بشاحنة ، بنيّة الإنتحار .. لولا تغير رأيّ باللحظة الأخيرة .. لكن مازالت فكرة الإنتحار تراودني حتى اليوم ، بعد ان فقدت تركيزي بالعمل الذي كنت بارعة فيه .. فاللعين أخسرني احترامي لنفسي ، ورغبتي للحياة
المدير معاتباً : ماذا عنكم ايها المحاميين ؟ ما رأيكم القانوني لوّ كانت زميلتكم هي موكّلتكم الجديدة ؟
احدهم : عليه دفع تعويض مادي لإضراره بعملها
محامي آخر : وتعويض معنوي على تشويه سمعتها بيننا
المدير : هذا صحيح .. وانا أضيف عقوبة الطرد من شركتي
فوقف المخادع دون اكتراث : لا يهم ، فخبرتي تؤهلني للعمل بأيّ مكتب محاماة بالبلد
المدير بحزم : على فكرة !! تعويض نهاية الخدمة سأحوّله على حسابها ، كتعويض عن الضرر الذي ألحقته بها
المخادع بلا مبالاة : لديّ ما يكفي من المال ، لا حاجة لرواتبك الزهيدة
وقبل خروجه من قاعة الإجتماع ، أوقفه المدير مُهدّداً :
- سأعيّن من يراقبك على الدوام.. وفي حال وصلتني شكوى بتحرّشك بأمرأةٍ اخرى .. احلف انني سأرافع ضدّك ، لزجّك بالسجن !! وانت تعرف براعتي جيداً ، وكيف تسبّبت باعتقال كبار الفاسدين .. لذا خُذّ إنذاري محمل الجدّ !!
فخرج مُتأفّفاً لحزم اغراضه ، والخروج مذلولاً من الشركة.. في الوقت الذي كان فيه المدير يتابع كلامه مع بقيّة موظفيه في القاعة :
- اما انتم !! إن عرفت بتحدّثكم سوءاً عن زميلتكم او التقليل من شأنها ، فسأخصم من رواتبكم .. والآن انتهى الدوام ، اراكم غداً
فخرجوا مصدومين من موقفه الجادّ ضدّهم !
^^^
وبعد ذهابهم .. ربت على كتفها ، لتهدئتها قائلاً :
- ما كان عليك التقليل من شأنك ، والذهاب لمنزل عديم الشرف
فقالت بقهر : إنخدعت بغزله اللطيف .. أعرف اني لست صغيرة بالسن ، لكنه عرف كيف يوقعني في شباكه !
المدير : ليكن درساً لك بالحياة
- بل هو أقسى الدروس
- سأمنحك اجازة شهر مدفوعة الأجر ، إستريحي قليلاً قبل عودتك الينا..
مقاطعة : شكراً سيدي على كل شيء ، لكني لا استطيع مواجهة زملائي بعد هذه الفضيحة ..لذا رجاءً إقبل استقالتي
ففكّر قليلاً ، قبل ان يقول :
- حسناً .. بعد إنهاء اجازتك ، ارسلك الى صديقي القاضي ..فهو يريد مساعدة ذكية له .. وسأرسل معك شهادة تقدير على جهدك بقضايا مكتبي طوال السنوات الماضية
- لا ادري كيف اشكرك !
المدير : هذا حقك ، فأنت نجحتي بجميع المهام التي أوكلتك بها سابقاً.. لكن رجاءً خذي حذرك من ذلك اللعين ، خوفاً من انتقامه منك
- سأعود لقريتي لبعض الوقت ، لإراحة اعصابي ..ثم انتقل للعمل عند صديقك .. وأعدك بأن تفخر بإنجازاتي لديه
وسلّمت عليه .. وخرجت من الشركة وهي تتنفّس الصعداء بعد استرداد حقها المغصوب طوال الأسبوع الماضي ، بسبب حكمة وفطنة مديرها العادل !
هذا ايضاً كان مناماً شاهدته البارحة .. حيث كنت داخل مكتب المدير وهو يعاتب الموظفين على الإستهزاء بالزميلة كبيرة السن ..
ردحذفاحلامي صارت غريبة فعلاً !
يعني هي احسنت الظن وليس ذنبها انه كان وغدا ..اما عن الاحلام فيقول العلماء انه لولاها لفقدنا عقولنا وانفجرنا ..لانها تنفيس عن جل النقاط السوداء والمخاوف والتوترات والقلق ..احيانا القهوه والكافيين عامۃ وادويۃ الضغط تزيد من الاحلام والكوابيس والجاثوم ..
ردحذفيمكنك تجربۃ باروكسيتين 12.5 ملجم ..لكن له اعراض انسحابيه ويجب وقفه تدريجيا ..
كنا نتعاطاه ونصفه للعاءدين من منتجع صيدنايا بالاس الاستجمامي ..
وبي مما رمتك به الليالي ...جراحات لها في القلب عمق ..
جود دريمز ..😌..
المشكلة انني لا اشرب القهوة ، كما لديّ مشكلة ببلع الأدوية .. فمثلاً اذا مرضت ، اشرب ادوية الأطفال او حقن ..
حذفكما انني لا اتضايق من الكوابيس ، بالعكس تعطيني افكار لقصص جديدة .. فالكوابيس صعب نسيانها ، لهذا يسهل تحويلها الى قصص تؤثّر بالقارئ كما اثرت بالحالم
شكراً اخ عاصم على اهتمامك ، وخفّف الله من آلام قلبك
الأخ عدنان .. صدّقني لا تهمّني تلك المواضيع ، ولا تشغل بالي .. ولا اكترث بكلام المجتمع .. انا اعيش كل يوم بيومه .. لكني فعلاً اتمنى ان لا يكون عمري طويل ، فالوحدة امرٌ صعب ..هذا كل شيء
ردحذف💔اتمنى ان لا يكون عمري طويل💔
حذفقلبي يتالم من اجلك
اللهم احفظها وارزقها ما يسعدها
إلأهي انت مقدر الامور فقد لها ما يسعدها
كم اسعدني كلامك ودعائك .. شكراً لذوقك ، سيد عدنان
حذفانا مثلك لا اهتم بكلام مجتمع متخلف يعير المرأة اذا لم تتزوج و كأن الزواج هو من يعطي المرأة قيمة لقد اصبحت بالسبعين من عمري و لم اعطي اذن صاغية لهؤلاء المتخلفين فأنا انسانة حرّة بحياتي و مصيري و لا يحق لأحد التحكم بي والزواج لن يجعلني مميزة لكن فعلا الوحدة صعبة لكن الزواج ليس كل شي تحياتي انسة امل
ردحذفلا تصدقي كم اسعدني معرفة عمرك .. لم اتوقع ابداً ان كبار السن يقرأون مدونتي التي ظننت انها تجذب المراهقين اكثر من غيرهم .. سعيدة جداً بوجودك معنا ، خالة ريتا .. واتمنى ان تشاركيني دائماً بآرائك حول قصصي المستقبلية بإذن الله .. تحياتي لك
حذف(مدونتي التي ظننت انها تجذب المراهقين اكثر من غيرهم)
ردحذف😳يعني نحن مراهقين😭😭
😇نحن اطفال انا عمري 9سنوات
اقصد انني تفاجأت بقارئة اكبر مني بالمدونة ، معظم الذين تحدثت معهم بالمدونة اصغر مني !
حذفالسلام عليك أختي أمل الله يحفظك من كل شر وكون في عونك ويرزقك من حيث لا تحتسبين يارب دعوة من القلب
حذفسلمت اخي ، وشكراً لدعائك الجميل
حذف(اكبر مني بالمدونة) 😳
ردحذفاسمع كلامك بالسنين واستغرب...
اشوف بريق قلبك وجمال روحك...
اقول ماشأءالله ملاك من ربي.....
يا زهرة الجبل أكان للزهور عمراً ينكتب...
فعن أي عمرأً تتخدثين!!
فانتي زهرة الجبل بروح وقلب الرييع...
سامحيني إن تجاوزت الحدود...
فقلبي بالصفاء والاخلاق عنوان...
اخجلتنيي بكلامك اللطيف ، اخ عدنان .. لا يهم العمر ، المهم ان يكون عقلنا كبير.. شكراً لك على تعليقك الجميل
حذفالرسائل الجديدة في المقهى لاتظهر ربما الصفحة امتلات
ردحذفالافضل مسح الرسائل القديمة
انا اتأخر بالنشر لأني اما نائمة او مشغولة بالمطبخ .. لكن ما ان اتفرّغ ، حتى انشر تعليقاتكم فوراً
حذفنعتذر على الازعاج
حذفعلى راحتك بالوقت المناسب لك
شكراً لتفهّمك ، اخ عدنان
حذفمنذ اربع سنوات اقرأ قصصك لكن لم اكن اعلق الآن جزبني الموضوع و عن تعليقك و كيفية نظر المجتمع بالمرأة الغير متزوجة و كأن الزواج كل شيء في الحياة طبعا سوف اعطيك رأي دائما في المواضيع و اتمنى منك كتابة مواضيع عن الأوضاع في لبنان من فساد و سياسيين اشعر ان هذا النوع من القصص الواقعية في بلدنا تبرعين به ايضا
ردحذفان شاء الله ، خالتي ريتا .. سعيدة بمتابعتك لمدونتي المتواضعة ، تحياتي لك
حذف