تأليف : امل شانوحة
جدران الزنزانة
بعيونٍ دامعة شاهد بالإنترنت اخاه الأكبر وهو يزحف خارج زنّزانته المُنفردة بعد إطلاق سراح المساجين ، عقب نجاح ثوّرة الشعب ..
وحاول الإتصال بعائلة اخيه لزيارته بعد ٢٠ سنة من إعتقاله في سجون التعذيب ، لكن الزوجة والإبن الكبير رفضا استقبال العم الذي كان السبب في سجنه ظلماً !
وتوقع العمّ ردة فعلهما العنيفة ، بسبب غلطته التي لا تُغتفر بحقّ اخيه الكبير ..وجلس يستذكر الماضي عندما أغضبته وصيّة والده الذي سجّل الأرض بإسم أخيه فقط ! فرفع قضيّة ضدّه ، بتهمة سرقة نصيبه من الميراث ..
لكن لسوء الحظّ ، إشتبه المحقّق بأنه احد اعضاء الثوّرة ! ورغم إصراره بعدم المشاركة بأيّةِ مظاهرة ، الا انهم نقلوه لمعتقل التعذيب..
وبسب ذلك ماتت امهما قهراً .. بينما حاول الأخ الصغير التكفير عن ذنبه بالعمل الجادّ بالأرض (التي أصبحت له بعد سجن اخيه الوحيد) للصرف على عائلته ، بسبب إحساسه بالذنب اتجاههم ..
لكن فور بلوغ ابن اخيه الكبير سن18 ، رفض اخذ المال من العم .. وصار يصرف على عائلته من عمله بورشة السيارات ، بعد ترك دراسته .. لهذا يكره عمّه الذي تسبّب بإعاقة والده بعد قيام النظام بقطع قدميه ، بالإضافة لفقدانه النطق من اثر التعذيب !
***
وفي تلك الليلة .. اعاد العم فيديو اقتحام المُعتقل مِراراً ، الى ان انتبه لكلامٍ كتبه أخوه على جدران زنزانته المُنفردة !
فقرّب الصورة .. ليجد اسماء ستة سجّانين ، والوسيلة التي استخدموها في تعذيبه !
فقال بقهر :
- أعدك بالإنتقام منهم قريباً ، يا اخي العزيز
***
بعد شهر على فوز الثوّرة بالحكم ..قدِمَ رجل الى منزل الأخ الكبير ومعه شريط فيديو ، مع ملاحظة تقول :
((رجاءً شاهد الفيديو لوحدك ، لأن فيه مناظر مرعبة))
لكن الإبن البكر أصرّ على مشاهدة الفيديو مع ابيه المشلول ..
وفي بداية الفيديو : ظهر العم وهو يذكر اسماء السجّانين !
فانتفض الأخ الكبير بعد سماع اسمائهم من جديد ..
فأمسك الإبن يده ، بقلق :
- ابي ان كنت لا تريد مشاهدة الفيديو ، أشاهده وحدي وأخبرك بمحتواه
فهزّ الأب رأسه رافضاً .. مع استغراب الإبن من معرفة العمّ لأسماء السجّانين الذين لم يعرفهم قادة الثوّار بعد !
وتابع عرض الشريط ، ليسمع عمه يقول :
- كنت رأيت اسماء الملاعين محفورة في زنزانتك ، ضمن مشاهد تحريرك ..وقرّرت معاقبتهم بنفس ادوات التعذيب التي استخدموها معك .. وتطلّب الأمر شهراً حتى وجدتهم ، بمساعدة صديقي (موظّف الجوازات) الذي امسك احدهم هارباً عبر الحدود.. ثم قمت بتخديرهم وإحضارهم تِباعاً الى قبوّ منزلي .. والآن سأدعك تشاهد تعذيب الملاعين ، لإراحة نفسك المتعبة .. فعلى حسب القائمة التي كتبتها في زنزانتك : قام السجّان الأول بقلع اظافرك.. وهذا ما سأفعله به الآن
وبصعوبةٍ بالغة شاهد الإبن تعذيب العم للسجّان البدين الذي كان يتلوّى فوق كرسيه الحديديّ المُقيّد فيه بالأصفاد ، بصرخاتٍ مكبوتة اسفل الشريط الّلاصق على فمه
وبعد الإنتهاء من قلع اظافر يديه وقدميه ، أطلق النار على رأسه من مسدسه .. وكان صعباً على الإبن رؤية ما مرّ به والده من تعذيب ، لكنه استمرّ بالمشاهدة لمساندة ابيه .. ليرى العم يقترب من الكاميرا ، بعد تلطّخ ملابسه بالدماء وهو يقول:
- اعرف انه لم يقتلك ، لكني انتقمت لجميع المساجين الذين عذّبهم دون رحمة .. والآن لننتقل للسجّان الآخر
وكان مُقيّداً بجانب القتيل الأول ، والذي لوّث ملابسه رعباً !
ثم قال العم : اخي .. انت ذكرت باللائحة انه صعقك كهربائيّاً خلال التحقيق الثاني معك .. وهذا ما سأفعله به. .
وبدأ بصعقه مِراراً ، قبل إطلاق النار عليه !
العم : والآن دوّر السجّان الثالث الذي اعتدى عليك اكثر من مرة .. لكني حتماً لن ألمس هذا القذر .. لهذا سأستخدم عصا البيسبول ..وسأكون رحيماً معه
وسكب الزيت على العصا ..
فلاحظ الإبن الإبتسامة الحزينة لوالده الأخرس !
وبعدها قام العم بقتل السجّان الضخم ، وهو يقول :
- حسناً ، دوّر الرابع الذي قطع رجلك اليمنى
وأخرج منشاراً من خزانته ، وبدأ ببتر رجل السجّان الذي كان ينتفض في مقعده المقيّد به .. ثم أطلق النار عليه .. وكذلك فعل بالسجّان الخامس الذي قطع رجل اخيه اليسرى ، بعد شهرين من فقدانه الرجل اليمنى !
العم : والآن يا اخي ، بقيّ السجّان الأخير .. لكنك لم تكتب ما فعله بك ! يبدو انك كنت متعباً لدرجة عدم تذكّرك جريمته .. لهذا سأعذّبه حتى الموت
وصار يضربه بعصا البيسبول على رأسه حتى قتله !
ثم اقترب العم من الكاميرا ، ووجهه وملابسه مُلطّخة بدماء السجّانين الستة:
- اعلم يا اخي انه مهما فعلت لن أعوّضك عن سجن ٢٠ سنة ظلماً ، بسبب طمعي بالأرض ! ولوّ علمت ما ستواجهه بسببي ، لأصبحت عبداً لك طوال حياتي .. (ثم مسح الدماء عن وجهه).. ستجد مُرفقاً مع الشريط ، اوراق تنازلي عن الأرض لإبنك البكر ..
ووضع رصاصة واحدة بمسدسه ، وهو يتابع كلامه بقهر :
- اما انا !! فلست قويّاً مثلك لأتحمّل تعذيب المُحقّقين الملاعين.. سامحني يا اخي ..وأتمنى ان تسامحني امي ايضاً.. سيأتي صديقي بعد قليل لتسلميك الفيديو ، بعد قيامه بدفني بعيداً عن قبور الأنجاس الستة.. الوداع يا اخي العزيز
ووضع المسدس في فمه ..
وهنا نطق الأخ المُعاق لأوّل مرّة منذ سنوات ، بفزعٍ شديد :
- لا تفعل !!
الا انه شاهد مع ابنه انتحار اخيه الصغير !
فحضنه الإبن بعد سماع صوت ابيه من جديد ، وهو يقول بحزنٍ شديد :
- اخي حبيبي .. انت عندي اغلى من كنوز الأرض ..
وانهار مع ابنه ببكاءٍ مرير !
يا الله..
ردحذفقصة محزنة ومؤثرة
اللهم أرنا في صاحب النظام الظالم عجائب قدرتك
آمين يارب العالمين
حذفأعتقد حتى لو فعلت هذا بيدي ماشفى غليلي
ردحذفللآن في بعض الدول هناك فتيات مراهقات معتقلين منذ 10 سنوات وأطفال ونساء فوق الخمسين والستين ورجال فوق السبعين والثمانين غير التعذيب والإغتصاب وقاءمه طويله من العذابات ثم يأتي جاهل ويترحم على المجرم
اعتقد ما يجب تطبيقه في سوريا الآن هو الآية ﴿ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
حذف[ الأنفال: 67]
اي ممنوع المسامحة ، يجب ان تعلّق المشانق لجميع المتورّطين بأعمال اجرامية دون رحمة ، حتى نرعب اعداء المسلمين في كل مكان
لماذا بكيت في هذه القصة.... يبدو أن قلبي لا يريد أن ينتحر هذا الشاب
ردحذفاظن جميع العرب بعد ما شاهدوه من تعذيب في السجون السورية يتمنون رؤية المشانق في الساحة لتهدأ اوجاعنا ، فكيف بقلوب المساجين المساكين ؟!
حذفالمعتقل السجين لايوجد شي يعوضه عن ماحدث له ففي اعماق نفسة ألم لاينتهي والامر يحتاج لرعاية نفسية طويلة الزمن للشفاء وليسا إلى انتقام.
ردحذفمقلاً فتاة بكر تم اعتقالها واصبح لديها خمسة اطفال من الاعتقال ، كيف ستكون الحالة النفسية للام والاطفال بعد الخروج من المعتقل؟ الاطفال بسن المراهقة لن يتقبلوا امهم وايضا انفسهم.
وبجاحة المجتمع ان يذهب لشيخ ويسالة مالحكم الشرعي لهذة الحالة!!
ماذا يريدون ان ينزلوا احكامهم على تلك الام والاطفال لتزيد المعاناه
هناك اب من حمص استقبل ابنته بالرصاص هي وابنها ، فهو لم يتحمّل ان تعود ومعها ابن المغتصب .. ثم سلّم نفسه للشرطة
حذفلابد من علاج الأهالي نفسياً ايضاً ، وليس فقط المساجين
حسبنا الله ونعم الوكيل
لاحوله ولاقوة إلا بالله
حذف