تأليف : امل شانوحة
مسابقة سلّم النجاح
تجمّع الشباب المُتحمسين (بأطقهم الرسميّة وعطورهم الفوّاحة) امام الحافلات الحمراء التي لا تظهر في ساحة المدينة سوى مرّة كل عشرين سنة ، لنقل الشباب الناجحين والموهوبين الى سلّم النجاح الذي ينزل من السماء ، بنفس توقيت ظهور الحافلات بأبواقها المميزة .. حيث يُسمح لأفراد مُعينين (مذكورين بلوائح محدّدة) بصعود الحافلات باتجاه السلّم الطويل الذي يصل نحو القمّة المُضيئة ، ممّن لديهم قواسم مشتركة : كالطموح والجهد المتواصل والأمل بالمستقبل والرغبة بمساعدة الآخرين..
وكان جيم احد المذكورين بالّلائحة مما اسعده كثيراً ، لأنه يطمح لهذه المسابقة منذ كتابة قصته الأولى التي نالت إعجاب المحيطين به !
^^^
وفي الطريق .. تناقش الشباب داخل الحافلات الثلاثة ، إنجازاتهم وخططهم المستقبليّة ..فيما عدا جيم الذي نظر من النافذة بحماس ، في انتظار رؤية السلّم الذي سمع عنه طوال حياته .. فالقلّة من المشاهير استطاعوا الوصول الى قمّته المُضيئة المليئة بالنعم والخيرات الإلهيّة !
^^^
وعندما وصلت الحافلات .. وقف الشباب مذهولين امام السلّم بدرجاته الملوّنة التي تصل للسماء .. فالنور الساطع فوق القمّة ، لا يُظهر نهاية السلّم الذي يحوي مئات الدرجات !
بينما وقف بجانب الدرجة الأولى ، حارسٌ ضخم بعضلاته المفتولة وهو يحمل لائحة بأسمائهم .. فاصطفّ الشباب في طابورٍ طويل بانتظار سماع اسمائهم..
وبالفعل بدأ كل شاب بصعود الأدراج فور مناداته..
لكن كلما وصل الدوّر لجيم ، أوقفه الحارس وهو يطلب منه العودة لآخر الطابور دون فهمه السبب !
^^^
ومرّ الوقت وهو ينظر لبقيّة الشباب الذين سبقوه بعشرات بل مئات الدرجات للأعلى ، وهو مازال في مكانه !
وبدأ حماسه يقلّ ، كلما أوقفه الحارس وأعاده للخلف دون ذكره الأسباب ! الى أن تفاجأ جيم بصعود زميليّه قبله ، رغم تفوّقه عليهما ! فكتاباتهما لم تتعدّى ٢٠ قصة ، مع إلتزامهما بنوعٍ محدّد من المواضيع .. بينما قصصه تجاوزت ٨٠٠ ، وبمواضيع متنوّعة !
***
ومع مرور الوقت .. شعر جيم باليأس وهو يتوهّم أن الإشتراك بالمسابقة متوقفاً على الواسطة والحظّ ، وأن بوّابة النجاح والشهرة غير مُقدّرتان له!
فرمى جاكيته بغضب ، مُتوجهاً نحو الحافلة وهو ينوي ترك موهبته التي جاهد فيها منذ مراهقته !
لكن قبل صعوده الحافلة والدموع في عينيّه (لعلمه بأنه سيخيّب امل والديّه الّلذين ينتظرا نبأ نجاحه ، كما وعدهما دائماً) شعر بشيءٍ قاسي يربت على كتفه !
فالتفتّ .. ليجد عصا الحارس الطويلة موجّهة نحوه ، وهو يطالبه بالإقتراب منه .. بعد صعود جميع الشباب قبله !
الحارس منادياً : هيا تعال !! جاء دوّرك
فردّ جيم بضيق : لم اعد اريد !! فأنت سمحت لمن هو أقل موهبةً مني بالصعود قبلي .. وحتى لوّ صعدت الآن ، لن أسبق التسعين متسابقاً .. فقد تجاوزوني بعشرات الدرجات
فقال الحارس جملةً غريبة :
- السهم لا ينطلق بقوّة إلاّ اذا شدّدت وتر القوس لأقصى نقطة للوراء
واقترب من جيم وهو يشير نحو القمّة ، قائلاً بابتسامة :
- هيا انطلق يا بطل !!
ثم دفعه من ظهره نحو الدرجة الأولى ، التي ما ان اضاءت تحت قدميّه حتى عاد حماسه من جديد !
فشمّر اكمام قميصه ، مُنطلقاً بأقصى سرعته الى فوق .. وهو يستذكر كل التعليقات الساخرة من أقرانه وأقاربه الذين وصفوه بالفاشل ، لتضيّع وقته بموهبته بدل إيجاده وظيفةً اداريّة.. وتذكّر سنوات جهده ليلاً نهارا ، لنشر أفضل القصص.. كما الصداع وآلام عينيه والأرق الدائم التي عانى منها خلال عصر دماغه كل يومين ، لإخراج فكرةٍ جديدة مُبتكرة !
وصار يُشجّع نفسه ، مُتجاهلاً آلام ركبتيّه اثناء صعوده الدرجات الكثيرة :
((انا استحقّ النجاح ، فقد عملت جاهداً لهذا اليوم .. ومن حقّ أهلي وأقاربي أن يفخروا بي .. وقريباً سيعلم العالم من اكون))
^^^
وفي طريقه الى فوق .. تفاجأ بأن معظم الشباب توقفوا عن الصعود ، بعد شعورهم بالتعب والإحباط من طول المسافة للقمّة .. حتى ان منهم غفى على جانب الدرج ! ومنهم من تسلّى بجوّاله .. بينما زميليّه يتسامران على درجتيّن متتاليتيّن ، ليتوقفا عن الحديث بعد رؤيتهما جيم يتجاوزهما بسرعة وهو مازال يملك النشاط لمتابعة الصعود للأعلى !
وبعد تعدّيه جميع الشباب الذين وقفوا مذهولين (كلاً فوق درجته التي وصل اليها) وهم ينظرون اليه ينطلق دون هوادة الى فوق ، ليصل الى مكانة لم يصل اليها احد منذ وقتٍ طويل ! بدأوا يهتفون له لمتابعة المسير ، ويصفّقون لتشجيعه وهم فخورين بإنجازه الفريد من نوعه !
مما اعطاه القوّة لتجاهل تعبه وإرهاقه ، وهو يفكّر بمستقبله وبتطوير مجتمعه.. الى ان وصل للدرجات الأخيرة من السلّم ، وهو يتأمّل ظهور الخيرات في حياته وبفخر والديّه ، وانتقامه من الحاقدين الذين حاولوا تدميره طوال السنوات الماضية ..
وجاهد نفسه لمتابعة الصعود ، الى ان وصل للقمّة اخيراً .. فوقف لاهثاً وهو يرفع يديّه نحو الشمس التي ركّزت شعاعها الذهبيّ عليه ، مع علوّ التصفيق والصفير من الشباب اسفل منه .. وصل صداها للمدينة ، مُتزامنة مع صوت المُفرقعات التي أشعلها حارس السلّم ، إعلاناً بوصول احد الشباب للقمّة ، والذي لم يصل اليها احد منذ سنواتٍ طويلة ! مما اسعد اهالي المدينة .. حيث تمنّت كل عائلة ان يُذاع اسم ابنها ، كالفائز بهذه المسابقة الشاقّة
^^^
وفي الوقت الذي كان جيم في قمّة فرحه .. نظر الحارس بلائحة الأسماء التي يحملها ، والمذكور فيها اسم جيم على رأس القائمة : كالشخص المُختار لهذا العام !
وتمّتم قائلاً :
((كلما زادت الصعوبات والإحباطات بحياتك ، كلما كنت الشخص المُختار))
ثم ابتسم لجيم (الذي يقفز فرحاً فوق القمّة) باعتزازٍ وفخر !
هذه قصة مسابقة لكن بشكل خيالي ، اتمنى ان تعجبكم
ردحذفجميلة
حذف(كلما زادت الصعوبات والإحباطات بحياتك ، كلما كنت انت بالمسار الصحيح فلا يولد شخص وبفمه ملعقة ذهب بل يكافح ليصنعها)
ردحذفلوّ كان طريق النجاح سهل ، لأصبحنا جميعاً مشاهير
حذففصة رائعة
ردحذفهذه العبارتان هي المغزى من القصة
ردحذف( السهم لا ينطلق بقوّة إلاّ اذا شدّدت وتر القوس لأقصى نقطة للوراء).
( كلما زادت الصعوبات والإحباطات بحياتك ، كلما كنت الشخص المختار).
القصة جميلة وأعجبتني كثيراً
شكراً أستاذة أمل على بث العزم والأمل
سعيدة انها اعجبتك ، استاذ محمد
حذفسأعدل عن الإنتحار هذه المره بعض الوقت ..تأجيلٱ فقط ..حقا لا أعلم الدواء الذي تتعاطينه 😭 كي تكونين بهذا الحزم والجلد وقوة النفس والصبر ..حقا ماشاء الله ..
ردحذفأنا توقفت عن الحلم بعد أول صدمه وظلم وجور في أول مسابقه كانت في الخليج وقد إختاروا ثله من اللادينيين المتطرفين لا يحسنون حتى أدنى درجه من الفصحى دون مراعاه لأبسط قواعد التحكيم بشهادة المتخصصين ..
كانت الجاءزه مليون دولار ..المضحك وقتها أنني إستغرقت شهورا طويله أحلم كيف ستكون حياتي بعد الفوز.. وسأشتري كيت وكيت وأسدد ديون وأقساط وأجري هذه الجراحه وأشتري دارا وربما شاليه على الشاطيء ووو ...
أمل من فضلك إعطني هذا الدواء ..
أتجرعه ولا أكاد أسيغه ..
آااااااااااه لشد ماهي قاسيه نكده ..
تحملين هم الكون بين أعطافك ..ولست وحدك ..قاتل الله تلك الفاعله ..لو كان الأمر بيدي لقتلتها تعزيرا ..ولكن لا تصدقين خبر الموت هذا ..
حذفبل ستعيشين بإذن الله لل 90 بكامل شبابك وأسنانك ..إذ نحن السناجل لا نهرم ولا نشيخ 😍 ..وإلا فمن لنا من بعدك نزعجه ..طيب الله قلبك بلسما ومرهما ..وقلوب كل الباءسين من أمثالنا ..ويتحقق منامك وتصلين بإذن الله ..ولنا عندكم وقتها وليمة عظيمه تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا ونكون من الشاكرين ..
إن شاء الله .. اتمنى النجاح لجميع الموهوبين بإذن الله
حذفعزيزتي الغالية تذكرين قصة اريك الذي سلم نفسة لكلام الذين كانوا جالسين حول الشموع ، هو ضعف لكلامهم واستسلم لافكارهم ، هم استطاعوا استغلال ضعفة وانهيار اعصابه لغرس افكارهم فيه لكي يأذي نفسه بنفسه ، فلا تسلمي نفسك لاوهام السحر فالتسليم لأوهام السحر اخطر من السحر نفسه.
حذفعزيزتي الغالية الموت بيد الله فقط ولايمكن لاحد ان يحدد ميعاد موت احد ، فالموت ساعة يكتبها الله لنا عند نفخ الروح فينا ونحن في بطون امهاتنا
والله لو اجتمع كل المشعوذين على ان يضروك بشي فانهم لن يستطيعوا طالما انتي مستعقدة بان امرك بيد الله فقط
بلييز انسي كلام تلك المشعوذة واعلمي انها لاتملك من الامر شي فلو كان بيدها شي لكانت اماتتك قبل ان تتوعدك ولكن هي استخدمت عقلها لتقودك لتقتل نفسك بنفسك بالموت البطي مثل اريك عندما اوهموه انه سيموت عندما تنطفي الشمعة رغم انهم ماتوا بادوات لكن هو لم يفكر بل سلم نفسة بانه عندما تنطفي الشمعة سيموت ، وانتي ياعزيزتي إذا صدقتي انه سوف تموتين بعمر 53 فانه فعلاً ستموتين وبهذا تكوني انتي من قتل نفسه بنفسه أي انتحار لانه انتي ضعفت وسلمت امرك.
ياأمل فكري ولاتتوهمي....
اثبتي ولاتنكسري.....
ياأمل ياوردة الياسمين...
افيحي بالوان الحياة الاملي....
وابدي عمر جديداً ياورد الاملي...
فانتي الحياة فلا تضعفي....
والله اني صادقً معك من قلبي...
شكراً جزيلاً اخ عدنان على هذا الكلام المشجّع النابع من قلبك السليم .. وشكراً ايضاً على الأبيات الجميلة .. سعيدة انك من قرّاء مدونتي .. تحياتي لك
حذفليسا كلام مشجع بل حقيقة
ردحذفسلمت اخي عدنان
حذفخسئت هذه المشعوذة الملعونة هي وأعوانها الجن
ردحذفقبحهم الله وأقحمهم في نار جهنم
لقد كذبوا ورب الكعبة
( وما تدري نفس ما تكسب غداً) سورة لقمان
فهل يعرفون كسب غيرهم ووقت موته..
لعنهم الله..
لا تلتفتي لكذبهم فهم لا يعلمون الغيب
سواء كلامها صحيح ام لا .. الشيء الإيجابي بالموضوع : انها جعلتني اضغط على نفسي لتأليف المزيد من القصص ، نظراً لضيق الوقت المتبقى لي (حسب كلامها) .. الحمد الله على كل شيء
حذف