تأليف : الأستاذ عاصم
تنسيق : امل شانوحة
مفتاح الحرّية
بعد إختفاء جاك وجاكلين بين السطور .. وفور انتهاء مراسم عرسهما .. إختفت الكنيسة والمعازيم دون سابق إنذار !
ليجدا انفسهما بثيابهما في المشهد الأول (بعد تبدّل فستان عرسها الأبيض وطقمه الرسميّ) وسط غابةٍ كثيفةٍ مطيرة في جزيرةٍ نائية !
جاك بقلق : هل انتي بخير ؟! هل انت مصابة ؟
جاكلين : لا ، الحمد لله ..مجرّد خدوش بسيطة
- إذاً دعينا نكتشف الجزيرة ، قبل اشتداد المطر .. لربما نجد مكاناً دافئاً يحمينا قبل إصابتك بالبرد ، بجسمك النحيل
- لا تقلق عليّ .. فأنا مررت بظروفٍ صعبة في حياتي ، جعلتني فتاةً قوية
جاك : طبيعي ان اخاف عليك ، فأنت زوجتي الآن .. ولا يوجد سوانا في هذه الرواية الغامضة !
وأخذا يبحثان في كل مكان .. الى أن وجدا فوق قمّة هضبة ، كوخاً مهجوراً ..
^^^
وهناك وامام مدفأته (بعد إشعال الحطب فيها) تناولا الفطر والثمار التي قطفاها من الغابة
جاك : واضح ان المنزل مهجور ، تماماً كالجزيرة الصغيرة !
جاكلين : لا يهم ، طالما فيه بابٌ يحمينا من الحيوانات المفترسة
جاك مبتسماً : بصراحة ، عليك ان تخافي من الحيوان الذي بجانبك .. فدائماً كنت شخصيّةً قذرة ، بجميع قصص كاتبتك المفضلّة
- يبدو انك نسيت عرسنا.. ومع ذلك لن يحصل شيء بيننا ، قبل إيجاد مكانٍ لائق يأوينا لبقيّة حياتنا
جاك : بما اننا متزوّجين ، فلنعتبر هذه الرحلة هي شهر عسلنا
وحاول تقبيلها ، لكنها صفعته..
جاك بدهشة : هل جننت ؟! لطالما كنت شخصيّةً ضعيفة بمعظم قصصك الماضية !
- إسأل امل شانوحة ، لربما ارادت تغيّر شخصيتي بهذه القصة
جاك : على اساس هربنا من حروفها المُعقّدة ، وتحرّرنا من عقلها المظلم وأصبحتي ملكي وحدي .. (ثم عدّل جلسته ، وهو يقول بغرور) .. مع انك لا تناسبي ذوقي ومعايري المُحدّدة ! بعكس حبيبتي السابقة بطة ، التي كانت بالفعل إسم على مسمّى..
جاكلين مقاطعة بعصبيّة : انت لا تفهم شيئاً من الرومنسيّة !! أمعقول ان تمدح حبيبتك امام عروستك ، ايها المتخلّف ؟!
جاك : أعتذر منك
وأمسك يدها بحنان ، قائلاً :
- ياه ! يدك باردة بالفعل
- الم تصفني قبل قليل بلوح الثلج ، وعديمة المشاعر ؟
جاك : كنت امزح معك
- حسناً لنتوقف عن الكلام .. ودعنا نفترش الأرض ، لننام .. ففي الصباح ، علينا البحث عن ينابيعٍ عذبة وأشجارٍ مثمرة بهذه الجزيرة
- كما تشائين
- وابعد يدك القذرة عني ، فهناك قرّاء مراهقين .. وإن ذكرت عشيقاتك السابقات امامي ، ستكون آخر ليلةٍ لك !!
جاك مبتسماً : أعشق غيرتك وجنونك ، يا بائعة القهوة
***
في الصباح الباكر .. إيقظته جاكلين ، وهي تقول :
- هيا يا جاك .. لا تطيل النوم ، فعلينا إكتشاف الجزيرة كلها
- لا ، ستبقين هنا .. وانا سأحاول إصطياد شيءٍ ، بالبندقية القديمة التي وجدتها بالكوخ
جاكلين : حسناً .. لكن توخّى الحذر ، فنحن لا نعرف انواع الحيوانات المفترسة المتواجدة هنا
- هل انت خائفة عليّ ، يا جاكي (اسم الدلع) ؟
- فقط لا اريد البقاء وحدي بهذه الجزيرة الموحشة
(وكانت جاكلين قلقه عليه بالفعل ، وتخشی إصابته بمكروه ..لكن تأبى الإفصاح عن ذلك ، فهي لم تعتدّ هذه المشاعر التي تُشعل قلبها للمرة الأولى !)
جاك : علی الأقل أعطني قبلة وداع ، في حال لم ترني مجدداً..
جاكلين : لا تضيّع الوقت ، فالشمس تغيب بسرعة هنا ! وانا سأبحث في الكوخ عن ايّ شيءٍ ينفعنا ، فنحن لا نعلم كم سنبقى بعيدين عن الناس والمجتمع
(وأغلقت الباب خلفه ..وهي تضع يدها علی قلبها المُرتجف ، وهي تدعو بعودته سالماً ..وأسندت ظهرها للباب وهي تتخيّل عودته مساءً .. واحتضانه شوقاً ، بينما يُمسّد شعرها بحنان..
وقبل انسيابها مع افكارها الرومنسيّة ، إهتزّت اركان الكوخ بقوّة !
فانتفض جسمها المُتعرّق ، وهي ترتجف كورقة خريف .. وقد أقلقها ما حصل ، فهي لا تعلم إن كان زلزالاً ضرب الجزيرة ، ام أن الكوخ المتهالك على وشك الإنهيار فوقها !
دون علمها بأن المؤلفة (امل شانوحة) مازالت تتحكّم بمجريّات القصة حتی الآن ! وهي من تسبّبت بالهزّة ، لمنع البطلة من الإستمتاع بخيالها الحالم..
فهي كاتبةٌ مُعقدة ، مُتخشّبة .. تحجّر قلبها ، فاستحال صخرۃً صلدة .. لذلك تحرم ابطال قصصها من لحظات السعادة المُفرطة ، ولوّ علی الورق ! رغم ان الله لا يعاقبنا على خيالنا الفاجر ، لكن لكتلة الجليد رأيٌ آخر !
^^^
وبعد هدوء الوضع ، أكملت جاكلين بحثها في الكوخ ..الى أن سمعت صرير الخشب تحت قدميها ! فأزالت السجادة القديمه المُهترئة .. لتجد تحتها بابٌ خشبيّ ، يمتد بسلالم نحو قبوٍ مظلم !
لكنها سارعت بإغلاق الباب ، فهي لا تريد المخاطرة .. وانتظرت رجوع جاك ، لاكتشاف القبوّ معاً
***
عاد جاك بعد قليل وهو يحمل ارنباً ، ويسألها :
- هل بإمكانك طبخه ، عزيزتي ؟
جاكلين : نعم ، لكن دعنا اولاً ننزل للأسفل
فأخذ جاك حطبةً مُشتعلة من المدفأة ، ونزلا معاً وهو يمسك يد عروسته الخائفة ..
لكن ما ان وصلا الى هناك ، حتى اختفت جاكلين فجأة !
فأخذ يبحث عنها في ارجاء القبوّ بجنون ، فهي رفيقته الوحيدة في هذا العالم الخياليّ!
وبعد اختفاء السلالم ايضاً ، لم يكن امامه إلاّ إكمال المسير في نفقٍ طويلٍ وجده محفوراً في زاوية القبوّ !
وظلّ يمشي وهو يحمل شعلة النار ، لحين عثوره على بابٍ ضخم !
فصار يدفعه بكتفه بقوة ، الى ان فتحه .. ليتفاجأ بوجوده داخل غرفة سيدة ، مُنشغلة بالطباعة على حاسوبها .. والتي ما ان رأته ، حتى شهقت باستغراب :
- جاك ! كيف وصلت الى بيتي ؟!
- من انت ؟!
- انا الكاتبة امل شانوحة .. كيف وصلت اليّ ؟! هذا خطر على شخصيّات ابطالي ، وربما تنسف بحماقتك جميع قصصي الأدبيّة !
جاك غاضباً : الم أتحرّر انا وزوجتي منك ، ومن أفكارك النكدة ؟!
امل بحزم : تأدّب يا جاك ، فأنا من أوجدتك من العدم !! وهذا بيتي الواقعي ، ولا يحقّ لك التواجد فيه !
جاك بعصبية : تتكلّمين وكأني أتيت بحثاً عنك .. فأنا لا يهمّني امرك .. اريد فقط إستعادة زوجتي!!
امل : طالما عبرت النفق ، فستختفي جاكلين عن الوجود الخياليّ مؤقتاً .. فهي ليست شخصيةً عابرة ، بل نسختي التي تتصرّف بالطريقة التي احلم بها .. فأنا مُقيّدة بإسلوبٍ مُعين ، فرضته عليّ الحياة .. لكن لا تقلق ، فزوجتك مازالت بالكوخ .. رجاءً عاملها بلطف في الأيام المتبقيّة من حياتها
جاك بقلق : ماذا تقصدين بجملتك الأخيرة ؟!
امل : آسفة يا جاك .. جاكلين تحتضر منذ بداية القصة ، لكنها لم تخبرك بذلك
جاك غاضباً : هل انت مُجرمة ؟!! لما تعذّبيننا هكذا ؟! والله لوّ حصل شيءٌ لها ، سأهدم الدنيا فوق رأسك !!
امل : لا تستطيع تهديدي يا جاك .. ثم انا مُقيّدة بما كتبته في بداية القصة .. اساساً انت أفسدت كل شيء ، عندما امتنعت عن إكمال علاجك .. وبذلك عقّدت الأمور عليك ، وعلى المسكينة زوجتك ! صدّقني لم أتصوّر ان تحبها بهذه السرعة ، فهي لا تشبه الفتيات التي عشقتهنّ من قبل .. واللآتي اخترتهنّ لك بعناية ، ان كنت تذكر قصصك القديمة .. لكن ماذا افعل ، جُفّت الأقلام كما يقولون .. ولا تظنني سعيدة بما كتبت .. فأنا اسمع حرقة قلوبكما من خلال السطور .. ويعذّبني ضميري لما فعلته بالعاشقيّن .. لكن للأسف ! الجزء الأول من قصتكما نُشر بالفعل ، ولا يمكنني تغيّره
جاك بعصبية : كل كلامك وندمك لن يُخفّف ألمنا !! وطالما مازلتي تكتبين الجزء الأخير من قصتنا ، فأريدك ان تتركي بائعة الكشك البسيطة بحال سبيلها .. إن كان احد سيموت ، فهو انا فقط !!
امل : آسفة جداً لعذابك يا جاك ، وسأحاول تحسين القصة بسطورها الأخيرة .. سأجعلكما تستمتعان بالوقت معاً ، قبل تفاقم مرضكما .. لكن من سيموت اولاً ، فهذا الموضوع ليس بيدي .. ولوّ كنت مكانك ، لرجعت للكوخ حالاً.. وعندما تستيقظ زوجتك من إغمائها (بعد حذف القبوّ السرّي من ذاكرتها) لا تخبرها عن السرداب الذي يصل لبيتي .. واستمتعا بكل لحظة بينكما .. والآن يمكنك الرحيل
وأشارت اليه بقلمها ، ليجد نفسه قرب جاكلين بالكوخ وهو يحاول إيقاظها
جاكلين بتعب : ماذا حصل ؟
- يبدو انك جائعة ، سأشوي لك الأرنب يا عزيزتي
قالها بعينين دامعتيّن ، وهو يُخفي عنها الحقيقة المؤلمة.. وقد أخذ قراراً بالعيش معها اجمل لحظات حياته ، قبل ان تقرّر الكاتبة المجنونة إنهاء حياة احدهما او كليهما ، حسب قلمها الذي لم يرحم احداً من شخصيّاتها الأسيرة في قصصها السوداويّة الكئيبة !
اتمنى ان يعجب تنسيقي الأستاذ عاصم ، ويعجب القرّاء
ردحذفوانا انشر القصة ، سمعنا قصفاً على بعد كيلو متر واحد منا .. لا ندري من المستهدف بعد .. لكن القصف يتزايد على العاصمة كل يوم ، فليسترنا الله !
حفظكم الله من كل شر وابعد عنكم كل الشرور استاذة أمل
حذفانا متابع قديم لك من ايام موقع كابوس لكن لم يسبق لي التعليق على اياً من قصصك من قبل واردت ان ادعوا الله ان يحفظكم ويكفيكم الحروب والفتن
آمين يارب العالمين .. وشكراً جزيلاً لإخلاصك للمدوّنة ، تحياتي لك
حذفشكرا جزيلا علی كل هذا التعب والمجهود استاذه امل
ردحذفوهذا ايضا ليس مجرد تنسيق بل يحسن جدا واحری به ان يكون اعداد واخراج
ونتمنی ان يكون هذا القصف بعيدا وينتهي هذا الامر علی خير
ونسال الله ان يحفظكم جميعا
سعيدة انها اعجبتك ، سيد عاصم
حذفالمشكلة ان المطلوبين يختبأون في مناطق مكتظّة بالسكّان ، كان الله في العون
تكمله غير متوقعه ابدا ولكن هل نرى جزء ثالث هذه طمع منا جاك جاكلين نحن معكو
ردحذفالاستاذه امل ليست نكديه او عصبيه بل هي عنوان الطيبه والرقه والنقاء وجمال شكلا وروحا ولكن الامر بيد الله عسى تنال الحب هي ايضا
رغم معانة الحرب التي كتبتها بقصصها هاهي تدق ابواب لبنان عسى الله خيرا
نعم الأستاذ عاصم ابدع بهذه القصة .. وشكراً لمدحك الجميل .. فقط إدعي لنا ان نتهي الحرب على خير .. تحياتي لك
حذفاستاذه امل هاي تكملة تعليق
حذفكانها جاكلين مما تظهرك وكيف وهي بطله
غير متوجه جاك فتى لاعب
ولكن هل وجد نفسه معها
انت هنا ابدعت مع استاذ عاصم
الحرب طويبع وراح تاخد منا يارب تعدي على خير
رغم انها طالت
قصه غير متةقعه يخاطبك ابطالك
ولكن نحن جمهور الوفي لك مهما يصير
انت ريحانة الكتابf
يقال ان الحرب سنتهي قبل نهاية هذا الشهر ، ليس امامنا سوى الدعاء .. وشكراً على مدحك اللطيف ، استاذ فؤاد
حذفيسعد صباحك استاذه عسى الله يخفف الحرب عنا وعنكم يارب وقت حكو راح تخلص بعد شهر وصار لها سنه الله يفرجها
ردحذفمبدعه دوما همسه صغيره انت سيدة الكاتبات
شكراً لمدحك اللطيف .. نتمنى ان لا تطول الحرب اكثر من ذلك ، فالوضع متوتّر بشكل لا يطاق .. حمى الله الجميع .. تحياتي لك
حذفاستاذه امل لااريد الاطاله عليك تذكري قصصك عن نهاية العالم وامور الحرب كنا قبل 10سنوات نقول هل نراها ولكن مع تقدم الاحداث كااننا فيها /اكتبي نهاية سعيده لجاكلين ولجاك انهم نجو من فخ الكاتبه امل بالحب والوفاء / بين الاقواس هذه المقطع خاص لك انا اراك فتاه كانها بعمر ال20 رغم اي معوق في عالم الروايات بامكان الكاتبه جعل بطله تشبها وتحقق احلامها ليس ذكاء اصطناعي ولكنه عالم الاحلام /
ردحذفعندما تكون القصة لكاتب آخر ، فأنا لا اتدخل بالأحداث .. قثط انسّق القصة له .. والسيد عاصم اراد نهايةً مفتوحة ..
حذفغريب ! مع اني ارى نفسي امرأة اربعينية بعقل ستينية ، بسبب الإلتزامات والظروف الصعبة التي مررت بها .. فمثلاً لي اسبوعين انشر لكم وانا اعاني من آلام سن العقل قبل الخلع وبعده .. كان الله في العون
شكراً لكلامك الجميل .. وكما قلت سابقاً : الأفكار هي من تختارني ، وليس انا من اختار فكرة القصة التالية .. واظن القصة التالية ستكون عن طبيب الأسنان كقصة فانتازيا من تأليف اختي اسمى .. تحياتي لك