تأليف : امل شانوحة
الحشرات القاتلة
اثناء تحليق مركبةٌ فضائيّة امريكيّة ، لاحظوا كوكيباً اسوداً بجانب القمر !
القائد بدهشة :
- هل كان موجوداً من قبل ؟!
فأجابت الرائدة التي بجانبه (وهي طبيبة مخبريّة) :
- لا ، كأنه ظهر من العدم !
الرائد التقني : لما لم تخبرنا الناسا عنه ؟!
القائد : سأتصل بهم ، للإستفسار عن الموضوع ..
..لكن الإتصال كان مشوّشاً !
الرائد التقني باستغراب : لم نعتدّ إنقطاع الإتصال بالناسا !
القائد : برأيّ نهبط عليه ، ونستكشفه .. مع إحضار عيّنات من تربته الى مختبرنا
الطبيبة : وانا سأقوم بفحصهم جيداً
^^^
وبالفعل هبطوا عليه بأمان .. واول ما لاحظوه هو جاذبيّته التي تشبه جاذبيّة الأرض ! وبعد مشيهم بضعة امتار ، تفاجأوا بوجود مكّوك روسي مهجور عليه !
القائد : هل اكتشفوا الكوكيب قبلنا ؟!
الرائد التقني : تبدو مركبةً قديمة الصنع ، كأنها من ستينات القرن الماضي؟!
الطبيبة : غريب ! لم نقرأ عن هذا الكوكيب في المجلّات العلميّة المحلّية والعالميّة ، فلما اخفوا اكتشافه عن العالم ؟!
القائد : دعونا نستكشف مركبتهم من الداخل
^^^
وكان المكّوك الروسي خاليّاً من الهياكل العظميّة للروّاد السابقين ! فظنوا ان مكّوكاً آخر نقلهم الى الأرض ، تاركين مركبتهم المُعطّلة فوق الكوكيب الغامض
واثناء بحثهم عن أدلّة في ارجاء المكّوك القديم .. إكتشفت الطبيبة تسجيلاً قديماً على شاشة الكمبيوتر (قديم الصنع) .. حيث ظهر قائد المركبة الروسي يقول بلغةٍ انكليزية رقيقة ، والخوف بادٍ على وجهه:
((إن وجدتم هذا التسجيل ، فهذا يعني موتي مع بقيّة زملائي الأربعة .. رجاءً أُخرجوا من الكوكيب الملعون فوراً !! ففي تربته حشرةً خضراء لامعة ، هي تجانس بين الجرادة وفرس النبي ! ظهرها قاسي كالحجر ، يصعب دهسه .. أذرعها حادة بشكل يمكنها إختراق الجلد ، لوضع بيوضها في اجسامنا .. وخلال ثواني يخرج اولادها بعد اكلهم اعضائنا الحيويّة .. وقد أُجبرتُ على قتل زملائي بعد إنتشار الحشرات في أجسامهم .. وأحرقت حبيبتي ايضاً ، لأريحها من عذابها .. وهآ انا أحدّثكم بعد حجزّ نفسي داخل غرفة المؤونة ، مع إحتمال موتي جوعاً بعد انتهاء الطعام .. ستتساءلون لما لم اعدّ للأرض ؟ لأن المركز الفضائي الروسي بعد إخباره بالحشرة القاتلة ، قطع اتصاله بنا ، خوفاً من إنتشار الوباء بالأرض ، لنصبح منبوذي الفضاء ! لهذا انصحكم بمغادرة الكوكيب الغريب ، وحرق مركبتنا.. وربما تظنون ان النار لا تشتعل بالفضاء ، لكنكم مخطئون .. فهذا الكويكب يتميّز عن بقيّة الكواكب بوجود الأكسجين في جوّه ، تماماً كالأرض ! ومع ذلك لن أُجازف بالخروج من المكّوك مهما حصل .. لأن الحشرة الملعونة خرجت من العيّنة التي اخذناها من تربته ، وهذا يعني ان هناك الملايين منها بالخارج ! لهذا من يصل منكم الينا ، فليعدّ مباشرةً الى مركبته و.. (ثم سكت فزعاً).. لحظة ! هل سمعتم هذا ؟ انه صوت الحشرات التي تضاعفت بالآلاف ، وهي تتجمّع خارج غرفة المؤؤنة ! لا ادري كم من الوقت يحتاجون لاقتحام الغرفة ، او أنني سأبقى في أمان لحين موتي جوعاً ! انا خائفٌ جداً.. ارجوكم ساعدوني ، لا اريد الموت بهذه الطريقة البشعة!!!))
وانهار باكياً ، قبل انقطاع الفيديو ..
فأسرعت الطبيبة لزميليّها لإخراجهما من المكّوك الموبوء .. لتجد القائد بجانب الخبير التقني الذي يتفحّص الهيكل العظمي للقائد الروسي الذي كان متكوّراً على نفسه في غرفة المؤؤنة (التي ظلّ فيها بعض الطعام المهروس المنتهي الصلاحيّة ، الخاصّ بروّاد الفضاء.. وهي الجثة الوحيدة التي وجداها بالمكّوك !)..
فصرخت فزعة :
- أُخرجا فوراً من هناك !!
وقبل ان يفهما سبب رعبها ، صرخ الرائد التقني بألم :
- آخ !!
القائد : ماذا هناك ؟
الرائد : شيءٌ حادّ دخل بذلتي الفضائيّة ، ويبدو انه يخترق جسمي !
فأسرعت الطبيبة بسحب قائدها الأمريكي لخارج غرفة المؤونة ، وإقفالها على الرائد التقني الذي طرق الباب بعصبية :
- لما تحبسينني هنا ؟!!
الطبيبة : لأنك لُدغت من الحشرة القاتلة
- ماذا !
وقبل استفساره عن قصدها ، صرخ بألم وهو يقول :
- هناك اشياء تتحرّك داخل بذلتي ! انها تقرصني من الداخل !!
وسرعان ما شاهدت الطبيبة والقائد من النافذة الزجاجيّة لغرفة المؤونة ، زميلهما وهو يُصارع الحشرات الخضراء التي ظهرت من اسفل بذلته البيضاء التي تحوّلت لبقع حمراء بعد اكلهم اعضائه الداخليّة بوقتٍ قياسيّ !
لينهار جثةً هادمة ، بعد أن أصبح وجبةً سهلة للحشرات المخيفة
القائد بفزع : ماذا يحصل ؟!
الطبيبة بقلق : شاهدت فيديو للرائد الروسي .. وتلك الحشرات القاتلة خرجت من تربة الكوكيب المخيف .. علينا الهرب فوراً من هنا !!
^^^
وأسرعا الى خارج المكّوك الروسي ، ودخلا مركبتهما الفضائيّة..
القائد : عليّ إخبار الناسا بما حصل
الطبيبة بقلق : لا تفعل !! سيرفضون عودتنا بالوباء المُعدي
- هو ليس مرضاً ، بل حشرة لعينة .. وربما تموت إن دخلنا غلافنا الأرضيّ
- يوجد اكسجين بهذا الكوكب ، وهذا يعني ان الحشرة يمكنها التكاثر على الأرض ايضاً
- لا اصدّق هذا !
الطبيبة : يمكنك التأكّد ، بالخروج دون بذلتك الفضائيّة
- لن اترك مركبتنا ثانيةً.. ضعي حزام الأمان ، سنعود للأرض .. لكن دعيني اولاً ، أُخبر الناسا بما حصل
ورغم اعتراض الطبيبة إلاّ انه اخبرهم بالحشرة ، ليقوموا بقطع الإتصال معهما !
الطبيبة : الم اخبرك انهم سيفعلون ذلك ، كما فعل مركز الفضاء مع روّادهم الروس قديماً
القائد بضيق : لا أحتاج الى توجيهاتهم ، يمكنني الهبوط دون إذنهم
وهنا شاهدا الحشرات تخرج من التربة باتجاه المكّوك الروسي ، كأنهم اشتمّوا جثة الرائد التقني الذي أعاد النشاط اليهم ثانيةً !
الطبيبة : علينا حرق المكّوك الموبوء
القائد الأمريكي : كيف ، ولا يوجد اكسجين ؟!
- أخبرتك انه يوجد ، حسب اقوال القائد الروسيّ
- مستحيل ان يكون هناك اكسجين خارج غلافنا الأرضيّ .. ثم مالفائدة من حرق المكوّك ؟!
الطبيبة : إحراقه ، سيُشغل الحشرات بالحريق.. وبذلك نُبقي مركبتنا نظيفة خلال إنطلاقنا الى الأرض
- ومن سيقوم بهذه المخاطرة ؟
- انا !! لكن عليك انتظاري
القائد : حسناً .. ستجدين علبة الوقود بالمخزن ، وولاّعة زميلنا بالدرج (أحضرها كتذكار من خطيبته) مع اني لا ارى فائدة من الحرق
- حسب اقوال الروسي بعد حرق حبيبته : بأن الحشرات تجمّعت حولها ، كأن النار تجذّبهم كما يجذّب النور البعوض ، دون علمهم بأنه يبيدهم ! وإن أحرقنا المكّوك ، يجتمعون حوله ، مُبتعدين عن مركبتنا .. فنحن لا نريد جلب الحشرات المميتة للأرض التي تتكاثر بشكلٍ مهول ، وبوقتٍ قصير !
- اذاً إنزلي واحرقيهم ، ايتها البطلة .. وسأنتظر عودتك الى هنا
^^^
وبالفعل راقبها من نافذة مركبته الفضائيّة الأماميّة وهي تحرق المكّوك دون لبس بذلتها ، لكيّ تؤكّد له وجود الأكسجين بالجوّ (مما يجعله كوكيباً مناسباً للعيش بدل الأرض ، لولا حشراته الوحشيّة المميتة !)
وما ان اشتعل المكوّك الروسيّ ، حتى قام القائد الأمريكي بإغلاق بوّابة مركبته التي طرقتها الطبيبة بعنف :
- ماذا تفعل ؟! إفتح الباب !!
القائد بلؤم وأنانيّة : لن اجازف بعودتك اليّ ، لربما هناك حشرة تنمو داخلك دون علمك
- لا يوجد شيء ! إفتح الباب ايها الجبان !!
لكنه رفض إدخالها..
وفجأة ، ودون سابق إنذار ! برد جوّ الكوكيب الذي تحوّلت تربته السوداء لبيضاء ، مُجمّدةً باطن أرضيّته الترابيّة .. مما أجبر الطبيبة على الإقتراب من نار المكّوك الذي اوشك على الإنطفاء بعد برودة الجوّ المفاجئة ، عقب شعورها بالصقيع المؤلم .. وإذّ بحشرةٍ مُحترقة تقفز الى جسم الطبيبة ! وسرعان ما تكاثرت داخل جلدها ..
حيث شاهدها القائد وهي تركض متألمّة حول المكوّك ، قبل سقوطها جثةً هامدة بعد تجمّع الحشرات فوقها .. والتي حوّلتها الى هيكلٍ عظميّ خلال دقائق معدودة !
فتنهّد القائد بارتياح : جيد انني لم افتح لها الباب
^^^
وانطلق بمركبته بعيداً عن كوكيب الذي اختفى في عتمة الفضاء ، تماماً كظهوره المُفاجئ ! فحمد القائد ربه على انتهاء الكابوس ، فهو يُعدّ مصيدة مميتة لروّاد الفضاء
^^^
وتمكّن باحترافيّة من إنزال المركبة وسط غابةٍ كثيفة بعيدة عن عاصمة بلاده ، حتى لا يلفت انظار الناسا اليه .. ثم رمى زيّه الفضائيّ جانباً ، ولبس ملابس عادية ..
وقبل نزوله من المكّوك ، شعر بوخزةٍ في قدمه .. وعندما رفع حذائه ، وجد حشرةً خضراء اسفلها .. يبدو انها تحتضر ، بعد رحلة الهبوط العنيفة بالنسبة لها !
فأسرع بدهسها ، رغم سماكة قشرتها الخارجيّة
- اللعنة ! هل قرصتني فعلاً ؟! لن اخبر احداً بذلك .. عليّ العودة لمنزلي ، والبقاء مع زوجتي واولادي .. قبل علم الناسا بعودتي ، واحتجازي لفحوصاتهم الطبيّبة المملّة
وحاول إخفاء المكّوك قدر الإمكان بأوراق الشجر والأغصان داخل الغابة الكثيفة .. ليكمل سيره ، لحين وصوله للطريق العام .. حيث وافق سائق الأجرة على إيصاله لمنزله ، مقابل ساعته الفخمة (فهو لم يأخذ مالاً معه للفضاء)
^^^
واستقبلته عائلته بسعادة ، دون علمهم بأن الحمّى التي يشعر بها هو بسبب بيوض الحشرة التي تتكاثر داخل جسمه ..والتي قريباً ستأكله اثناء نومه ، قبل انتقالها لعائلته التي ستنشر الوباء في العالم كلّه ..
وخلال شهرٍ واحد ، ستُفنى البشريّة الجمعاء .. لتصبح الأرض موطناً لحشرة الفضاء القاتلة ، تماماً كالكوكيب الأسود الذي سيبقى سرّاً علميّاً غامضاً للأبد !
يعني عسی ان يكون هذا قريبا ..مع هذا الكم والكيف اللامحتمل واللامنطقي او حتی مفهوما .. فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات . فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ..لتكونن نهايه الولايات الطاغيه بجدري القرود ..اقوی شيء عرفه العلم هو الفيروسات مع انها في الحقيقه ليست بكاءن حي ..حتی احتاروا في تصنيفها ..وما اكثر ما يتم حجبه من الحقاءق عن الايدز وسرطان الثدي والورم الحليمي البشري وابشتاين بار ..الخ وقاءمه طويله متشعبه وغايه في التعقيد بمسببات الامراض
ردحذفمن الافعال الجنسيه التي يصرون علی انكارها ..
احسنتم امل ..ولكن صار النشر بطيءا ..يعني تبقی لكم 3 ضروس عقل اخر ..حينها فقط سنعطيكي اجازه ..
فقط اعلمينا حينها 😂..
احياناً اكتب مسوّدة قصة ، لكني اتراجع عن نشرها ..وابدأ البحث عن فكرة جديدة ، لهذا اتأخر بالنشر ليوم او يومين اضافيين
حذفضرس العقل الثاني ايضاً يحتاج للقلع مع الأسف .. لكني أفكّر بالتخدير الكلّي حينها (برفقة اخي) لأني لا اظن سأتحمّل الم القلع من جديد !
اعتقد التخدير الكلي سيكون متعب ، فالافضل الانتظار لبعض الوقت حتى تنسي ألم القلع ، فالنفس البشرية تحتاج لوقت لكي تتجدد الروح لمواجهه الألم من جديد
ردحذفثلاث اسابيع حتى انتهى الم القلع ! لا اظنني سأتحمّل ذلك ثانية .. لا ادري ! سأتركها للزمن
حذفواخيرررراً قصه مذهله وفكره جديده😍
ردحذفهذه المره يمكنني ان اقول وبكل ثقه ابدعتييي
تستحق ان تكون من قصصك الفخوره بها لكثرة روعتها😍
عليك ان تشكري ملاكي الحارس .. فهي منام شاهدته قبل يومين ، حيث رأيت نفسي اجلس في مقعد السينما ، واشاهد فيلماً اجنبياً مترجماً .. حتى عنوان القصة ، شاهدته بنهاية الفيلم !
حذفيبدو ان ملاكي الحارس يملك خيالاً واسعاً ! الحمد الله على هذه النعمة
ما شاء الله .. شيء مثير للاهتمام ورائع حقاً ان تحلمي بقصصك ..
حذفيجب ان تكتبي قصه عن ملاكك الحارس!
لا تنسي ان سلميلي عليه ههه
لا ابالغ ان قلت ان ربع القصص في المدونة هي منامات حوّلتها الى قصص .. لذلك ربما يستحق ملاكي الحارس قصة خاصة به !
حذف