السبت، 8 نوفمبر 2025

حين غنّى القدر

تأليف : امل شانوحة 

 

مشهدٌ لم يصوّر !


كانت ليلى ممثلةً عربية مبتدئة .. جذبت أنوثتها الطاغية انظار المخرجين لترشيحها لبطولة مسلسلٍ تركيّ إلى جانب (مراد) النجم الشهير المعروف بوسامته الرجوليّة وخبرته التمثيليّة المُتقنة !


ومنذ المشهد الأول ، أحسّت بانجذابٍ قويّ نحو البطل .. رغم معرفتها أنه رجلٌ متزوج ، لكنها لم تستطع تجاهل شعورها الذي تزايد كل يوم ! 

حيث فضحتها نظرتها العاشقة وتصرّفاتها الطفولية معه بالكواليس .. بينما ظلّ مُتحفظاً ، خوفاً من زوجته المتسلّطة 

***


وفي آخر يومٍ تصويريّ .. إحتضنته ليلى مودّعة ، كأنها تودّع نصفها الآخر ! 

وهو شعر بكسرة قلبها ، الا انه مُجبر على تركها تمضي في طريقها ، وإن كانت سرقت جزءاً من روحه وقلبه !


إنسحبت من حياته بصمت ، خوفاً أن تتحوّل الشائعة إلى فضيحة ، وتكون السبب بانهيار زواجه 

***


مرّت الشهور .. وحصلت ليلى على بطولتها الثانية مع ممثلٍ أعزب .. لكن غروره وتصرّفاته الصبيانية ، جعلت مشاهدها معه باهتة ، كأنها تؤدي دوراً لا تؤمن به ! 

لذلك لم يحظى عملها الثاني بنفس نجاح مسلسلها السابق التي استمتعت فيه بكل مشهد ، مما انعكس إيجاباً على جمهورها التركي والعربي !

***


بعد عام .. طلب والدها العودة للوطن ، بعد تقدّم رجل من اثرياء البلد لخطبتها .. فلم يكن أمامها سوى إخبار مراد الذي اكتفى بإرسال وجهٍ باكي ، كأنما يقول : ((انا عاجز عن فعل شيء ، لكن قلبي يتألّم))  

***


وفي ليلة زفافها .. راقصت عريسها تحت أضواء الصالة الفاخرة ، وهي تحاول إخفاء دموعها تحت نظرتها الشاردة ! 

مُتجاهلةً تصفيق المعازيم وزغاريد النساء .. فعقلها يصرّ على إعادة مشهد رقصها مع مراد ، في مسلسلها الذي كان واقعياً بالنسبة لها ! 


وفجأة ! سمعت اغنية تركية بصوتٍ مألوف .. فالتفتت بسرعة لمسرح الصالة .. لتجد مراد يغني لها ! ونظرته مُركّزة عليها ، كأنها الوحيدة بقاعة العرس    


فرمت باقة الورد ، وركضت نحوه دون وعيّ .. واحتضنته بقوة ، وسط ذهول المعازيم ! وبدوره ضمّها بحنان ، دون اكتراثه لآراء الغير 


ليتفاجآ بالعريس يقترب منهما .. وينزع خاتمه ، ويضعه بيد مراد وهو يقول بنبل :

- ربما قوانين تركيا تمنع زواجك الثاني ، لكن في بلدنا مسموح .. الشيخ في طريقه الى هنا ، فلا تفوّتا الفرصة مرةً ثانية  

حاولت ليلى الإعتذار منه ، لكن العريس اجابها : 

- لا أريد جسداً دون روح ، وقلبك اختار من ينتمي اليه 

ثم انسحب من القاعة مع عائلته ، بينما اهلها واصدقائها يشعرون بالعار مما حصل! 


ورغم الفوضى التي حصلت بالقاعة التي ضجّت بالهمس والدهشة ! 

الا ان الحبيبين قرّرا متابعة مراسم العرس ، بعد شعورهما بألم الفراق لأكثر من عام  


ثم جلسا بهدوء امام الشيخ لتوقيع عقد زواجهما ، بعد ان أدركا ان الحب الصادق يستحق المخاطرة لأجله .. حتى لوّ كان الثمن طلاقه من زوجته ، ومقاطعة الأهل لها ، او فضيحتهما الإعلاميّة وخسارة جمهورهما .. 

من بعدها حملها لغرفة الفندق ، لإكمال مشهدٍ كُتب بسيناريو القدر !


هناك تعليقان (2):

  1. هالمرة هندي مش تركي يا أمل 🤣🤣 ذكرتني ب أفلام بوليوود ف اخر لحظة يغيرو العريس والكل يضحك ويرقص كأنه مش صاير شيء أهم شي يغيرو جو 🤣

    ردحذف
  2. هذه قصة تخيلتها عن محاسن مرابط (المغربية) وجينيك تورون ، ابطال المسلسل التركي الأسيرة.. كان الحب واضحاً بينهما بالكواليس ، رغم ان البطل متزوج .. فخطرت ببالي هذه القصة

    ردحذف

حين غنّى القدر

تأليف : امل شانوحة    مشهدٌ لم يصوّر ! كانت ليلى ممثلةً عربية مبتدئة .. جذبت أنوثتها الطاغية انظار المخرجين لترشيحها لبطولة مسلسلٍ تركيّ إلى...