تأليف : امل شانوحة
علاج الإدمان
إستيقظ سبعة مراهقين وهم مُقيّدين في مكانٍ مظلم ، كل شخصٍ في غرفةٍ على حدة ..وقبل فهمهم ما حصل ! دخل رجلٌ مقنّع الى كل فردٍ فيهم ، لإعطائه العقاب المناسب حسب إدمانه.. وتحت تهديد السلاح ، كنوع من المسابقة التأديبيّة !
قائلاً للمراهق الأول :
- علمت عن هوسك بالتدخين .. لهذا لن تخرج من هنا ، قبل إنهائك جميع العلب
وأشار لصندوقٍ كبير مليء بالسجائر ..
المراهق بقلق : من انت ؟! ولما تفعل ذلك ؟!
فرمى الرجل الولاّعة له ، وهو يقول بحزم :
- لا تجادلني ، وابدأ فوراً !!
***
وخرج الرجل المجهول ، ليدخل الى الغرفة المجاورة..
- وانت !!
المراهق بخوف : ماذا تريد ؟!
- أخبروني بأنك مُدمن كحول ، رغم عدم بلوغك السن القانونيّة ! .. أترى كل هذه القوارير ، عليك إنهائها قبل الصباح
- أتريد قتلي ؟!
الرجل بلؤم : بل تأديبك !! ابدأ فوراً ، وإلاّ لن ترى اهلك مجدّداً
***
ثم دخل الغرفة الثالثة..
الرجل : علمت بإدمانك للعلاقات العابرة ، رغم كونك في 16 من عمرك ! لذا سألزمك بعلاقةٍ من إختياري
وأدخل له فتاةً فاتنة..
المراهق بسعادة : ياله من عقابٍ رائع !!
الرجل : لا تفرح كثيراً ، فهي مصابة بالإيدز.. ولن تخرج من هنا ، حتى تُعديك ايها المنحرف
المراهق بخوف : لا ! لن أقترب منها
الرجل : سنرى إن كان بإمكانك المقاومة ، بعد عرضي الفيديوهات المثيرة على الشاشة ، فأنت مُدمن على مشاهدتها ايضاً .. ولك الخيار : إمّا ان تترك هذه الأمور لحين زواجك ، او تموت ببطء كهذه الفتاة
وأقفل الباب عليهما !
***
في الغرفة التالية..
الرجل : علمت بإدمانك على العاب كمبيوتر.. لذلك ستلعب لعبةً جديدة حتى الصباح
المراهق بابتسامة : جيد انك خطفتني ، فأنا لا احب الدراسة
- لا تفرح كثيراً ..لأنك كلما خسرت مرحلة ، ستُصعق كهربائيّاً.. وسيزيد الألم مع تقدّمك باللعبة
ثم قيّده بكرسي حديديّ ، بعد تشغيل لعبة صعبة للغاية .. مع توصيل الكرسي بالصاعق الكهربائي !
***
في الغرفة الأخرى..
الرجل : انت مُدمن جوّال ، اليس كذلك ؟
المراهق بلا مبالاة : الجميع مدمنٌ عليه في زمننا الحاليّ
- لا يبدو لي انك خائفٌ بعد
- وممن أخاف ايها العجوز
فرفع الرجل المسدس في وجهه ، مُهدّداً :
- ستجلس على الكرسي الدوّار الذي سيلفّ بك ، مع كل فيديو تشاهده
- جميل !! يعني ستهديني جوّال ، بالإضافة للعبة ملاهي
الرجل : لا أظنك ستضحك هكذا ، بعد سبع ساعات من الدوران المتكرّر
ثم قيّده بالكرسي الذي تزيد قوّة دورانه ، كل نصف ساعة !
***
الغرفة التي بعدها ..
الرجل : اشتكى جيرانك من الموسيقى العالية التي تضعها كل يوم.. لهذا ستبقى مُقيّد اليديّن حتى الصباح ، مع وضع السمّاعات على اذنيّك.. وستسمع الموسيقى الصاخبة طوال الوقت ، الى ان تملّ منها او تُصاب بالصمّم
***
الغرفة الأخيرة..
الرجل : علمت بإدمانك على حبوب المخدّر ..أترى ذلك الصندوق .. عليك انهائه كلّه !!
المراهق بخوف : سيتوقف قلبي وأموت !
- سيظلّ أفضل من عيشك بقيّة حياتك مُخدّراً ومشوّش الذهن .. هيا ابدأ ايها الفاشل !! لديك جالون ماء في الزاوية ، سيساعدك على بلعهم على التوالي
***
ثم ذهب الى غرفة التحكّم التي فيها سبع شاشات ، لمراقبة المراهقين وهم يتعذّبون طوال الليل (بعد إرسال الرجل الغامض عصراً على جوّالات الأهالي : بأن اولادهم في رحلةٍ مدرسيّة كشفيّة ، بعطلة نهاية الإسبوع)
ثم أخذ يراقبهم وهو يشرب قهوته : ليشاهد احدهم يُنهي خمسة قوارير خمر ، الى ان تتقيّأ بشدة وهو منهار بالبكاء..
اما مُدمن المخدّر : فلم يستطع إنهاء ثلاثة علب ، حتى سقط على الأرض بعد تزايد دقّات قلبه !
اما مُدمن العاب الكمبيوتر : فصرخ مُتألّماً مع كل صعقةٍ كهربائيّة ، بعد عجزّه عن انهاء اللعبة الصعبة
اما مُدمن التدخين : فظلّ يسعل طوال الوقت بعد انهائه ربع صندوق السجائر ، وقد امتلأت غرفته الصغيرة بالضباب الكثيف !
اما مُدمن الجوّال : فأغميّ عليه بعد دوران الكرسي لأكثر من ثلاث ساعاتٍ متواصلة
اما مهووس الموسيقى : ففقد اعصابه بعد تحرير يديه ، مُحطّماً السمّاعات .. ومُطالباً الرجل بإغلاق ستيريو المُعلّق بالسقف ، وهو يصرخ غاضباً :
- ان أكره الأغاني !! أكرهها !! إطفئها رجاءً ، أكاد أفقد سمعي من صوت الطبل المزعج !!
اما المراهق العالق مع الفتاة المريضة : فقد ادار ظهره للتلفاز كيّ لا يشاهد المقاطع القذرة .. مُستمعاً لمعاناة الفتاة التي أدمنت مثله على العلاقات العابرة ، وهي تخبره بأوجاع مرضها التي لا تُطاق .. الى أن وعدها باهتمامه بدراسته ، وترك هذه الأمور لحين زواجه بسن الرشد .. وقد أعلن توبته ، دون لمسها !
***
في الصباح الباكر .. أخرجهم الرجل من غرفهم ، بعد ان وعدوه بصلاحهم وتركهم إدماناتهم للأبد ، واهتمامهم بدراستهم وإطاعة اهاليهم ..
فأرغمهم على شمّ منوّمٍ طبيّ .. ليجدوا أنفسهم نائمين بحافلة مدرستهم الثانويّة ! مع ورقة بأيديهم : ((سأظلّ اراقبكم على الدوام .. وإن علمت من اهاليكم وأصدقائكم انكم عدّتم لعاداتكم السيئة ، سأقتلكم في المرّة القادمة.. فأنا لا احب اليافعين المُنحرفين))
فسارعوا بالنزول الى مدرستهم ، لمتابعة دراستهم بعد ابتعادهم عن إدماناتهم اخيراً
***
بعد شهر .. إكتشف احدهم الوحمة على ذراع مدرّس الرياضة ، التي تُشبه ما يملكها الرجل المقنّع.. فجمع اصدقائه (الذين عانوا من التأديبات المؤلمة) وذهبوا الى مكتبه وهم يهدّدون بسجنه لما فعله بهم!
- كدّت تقتلنا يا رجل !!
المعلّم : بل عالجتكم من عاداتكم السيئة التي سمعتها من شكاوي اهاليكم .. فأنتم كنتم تضيّعون عقولكم وصحّتكم ووقتكم
فقال أحدهم : وكيف عالجتني بعد إجباري على تدخين عشرات السجائر ؟!
الأستاذ : كانت سجائر طبيّة مليئة بالأعشاب النافعة
- ماذا عني ؟
الأستاذ : لم تكن خموراً ، بل خلّ وحامض وبعض العصائر المفيدة رغم مرورتها
- وانا كنت أُطرش من الصوت العالي !!
الأستاذ : كنت حريصاً على عدم رفع صوت السمّاعات بما يضرّ سمعك بشكلٍ دائم ..لكن إحتجازي لك ، جعلك تتوّهم بارتفاعها الصاخب
المراهق بقلق : وماذا عني ؟ لقد حبستني مع فتاةٍ مصابة بمرضٍ خطيرٍ ومعدي !
الأستاذ : لم تكن مصابة ، بل هي طالبة طبّ نفسي .. واستطاعت بمهارة إقناعك بخطورة العادة التي تدمنها ، من خلال إخبارك بقصص مرضى حقيقيين
- وانا كنت أُصاب بارتجاجٍ بالمخّ من دوران الكرسي ، مع كل فيديو شاهدته
الأستاذ : أوقفته فوراً بعد اغمائك..
- وماذا عني ؟ بلعت عشرات حبوب المخدّر التي حتماً أضرّت بدماغي وصحّتي
الأستاذ : كانت حبوب مقويّات وفيتامينات .. وأكثرها سكاكر ، لكنك لم تلاحظ ذلك لبلعها فوراً ..
- كيف سكاكر ! أحسست قلبي سينفجر..
الأستاذ مقاطعاً : مجرّد وهم من أثر الخوف
- ماذا عن تهديدنا بالسلاح ؟
الأستاذ : كان مسدساً لعبة ، لكن لشدّة خوفكم لم تلاحظوا ذلك .. والآن إسمعوني جيداً !! درجاتكم تحسّنت كثيراً بعد عقابي لكم .. وأتمنى ان لا تعودوا لإدمانكم المدمّر.. انتم مازلتم شباباً ، ومن واجبكم الحفاظ على صحتكم
فوافق معظمهم على مسامحته ، لأنهم لا يملكون دليلاً واضحاً على ما عانوه بسببه .. إلا ان المراهق الذي صُعق اثناء لعبه الكمبيوتر ، أصرّ على إبلاغ الشرطة عن ليلتهم العصيبة في قبوّ منزل الأستاذ (الذي قسّمه الى غرف صغيرة بصفائح الألمونيوم ، مع تلاعبه بالأنوار للتأثير على نفسيّتهم الهشّة)
وتهديد المراهق الجاد ، أجبر المعلم على ترك المنطقة والسفر لولايةٍ اخرى.. وتوظّفه في مدرسةٍ ثانويّة مختلطة هذه المرة ، تحت إسمٍ مغايّر .. ليجتمع لاحقاً مع الآباء الذين اشتكوا له ، إدمانات اولادهم!
فاستأجر صالةً رياضيّة لعطلة منتصف السنة لإجبار الفاسدين على التدرّب بقسوة ، كلاً على ماكينة مختلفة حسب إدمانه .. وذلك لإفهامهم أهميّة الصحة التي يهدرونها..
قائلاً في نفسه :
((هذا الجيل المُدلّل لا ينفع معه التربية الحديثة ، لابد من استخدام طرقٍ عنيفة لتأديبهم))
وبدأ بكتابة خطّة لتعذيبهم نفسيّاً وجسديّاّ ، خاصة للتلميذ البدين (مُدمن الطعام) وللطالبة الثريّة (مُدمنة التسوّق) وهو ينوي تأديبهم دون رحمة ، طوال شهر العطلة!
هذه من القصص الفخورة بها ، أتمنى ان تعجبكم
ردحذفyas يعني هذا راءع قصه تربويه حقا ولكن ماذا يحدث حين يتخرج هولاء النشء فلا يجدون شيءا من الاساس اي شيء nothing يعني سيدمنون ويلحدون وينحرفون وان حالفهم الحظ سينتحرون
ردحذفاحسنت امل القصه تعليميه حقا وسوء الواقع
لاذنب لك فيه
yas امل هل يمكنك افتتاح مقهی هنا اسفل قصه مثبته وتعليق الي ربما فلا تنشغلين بالمراجعه والفلتره وهل يمكن التعليق بالصور
ردحذفاظن تصميم المدوّنات يختلف عن تصميم المواقع التي بإمكانك إضافة اقسام لها .. ثم لا علم لي بالأمور التقنيّة
حذفقصة هادفة تفيد الجيل الناشىء
ردحذفالله يصلح ويهدي أبناء المسلمين جميعا
موفقة اختي أمل
سيدة النور 🕊🤍
سعيدة انها اعجبتك
حذف