الخميس، 5 سبتمبر 2024

أصون كرامتي فوق حبي الجزء الثاني والأخير

تأليف : امل شانوحة

 

الفارق الإجتماعي


وكما توقع وليد ، حصل بالضبط ! فقد ذهب والداه مُرغمان لبيت بسمة بعد ان هدّدهما بزواجه منها دون رضاهما ، وهذا يعتبر فضيحة ببيئتهم المخمليّة.. 

وهناك رفضا ضيافة اهلها ، وهما ينظران للعروس باشمئزاز بسبب منزلها المتواضع في منطقةٍ شعبيّة ، دون إكتراثهما بمديح والدها لشهاداتها العاليّة.


وفي طريق العودة ، ظلاّ صامتيّن دون لومه او عتابه ! رغم معرفة وليد بأن امه لن تهدأ قبل الضغط على ابيه لإفساد الموضوع بالكامل 

^^^


وهذا ما حصل في اليوم التالي .. عندما قرّر والده منعه العمل في شركته (كما يعدّه دائماً بعد التخرّج) في حال تزوّج بسمة .. لتكمل امه تهديدها بحرمانه من الميراث ان أصرّ على الفتاة البسيطة (حسب وصفها) !


فحاول في البداية إفهامهما بأن بسمة لها الفضل في إبعاده عن طريق الإنحراف .. وعن تميّزها عن بقيّة الفتيات التي عرفهنّ بحياته .. وأنها من اوائل الدفعة بإدارة الأعمال ، وستساعد والده بشركته التجاريّة بأفكارها المبتكرة


لكنهما أصرّا على الرفض ! فلم يكن امامه إلاّ تخيّرهما بين عيشه بالغربة طوال حياته او تزويجه حبيبته التي شعر بألم فراقها لعامٍ كامل ..وختم كلامه :

- الا يكفي خسارتي لأخي الكبير ، أتريدون تحطيم ما تبقى من قلبي المُرهق؟! 


فأثار كلاكه مشاعر امه التي اصبحت مُتسلّطة بعد موت ابنها المفضّل الذي يشبهها بالصفات ، اكثر من وليد الذي يُشابه اباه .. والتي فاجأت زوجها وابنها بقرارها الحازم :

- حسناً اوافق ، لكن بشروط !!

وليد بدهشة : أحقا امي ! ... سأنفّذ جميع شروطك

الأم : اولاً !! لن تحضر عائلتها عرسك

وليد بارتباك : امي ! هي ابنتهم البكر ، ولا يحقّ لنا حرمانهم من ..

الأم مقاطعة بلؤم : هذا شرطيّ الأول !!

وليد بقلق : وماذا ايضاً ؟

الأم : لن تُكمل تعليمها

وليد : هي الأولى على الدفعة ..كما انها حاصلة على منحةٍ دراسيّة ، يعني لن تُكلّفنا..

والده مقاطعاً : امك معها حق .. الم ترها كيف تحدّثت معنا بكل ثقة ؟ وانه باستطاعتها العمل بأيّة شركة ، حين لمّحت لها برفضي توظّفها في شركتي ! لهذا لن ندعها تكمل ، كيّ لا تتفاخرعليك .. فنحن نعلم جيداً انه ليس بمقدورك إكمال الماجستير والدكتوراه ، فأنت بالكاد تخرّجت من الجامعة !


فتنهّد وليد بضيق :

- حسناً امي ، ماهي شروطك الثانية ؟

الأم : لن تتزوجا فوراً

وليد بارتباك : ماذا يعني هذا ؟!

الأم : سنضع سريريّن مُتباعديّن في غرفتك .. ولن تتزوّجها ، لحين تحسّن سلوكها وتصبح لائقة لعائلتنا

- وكيف سيحدث ذلك ، امي ؟!

- سأوظّف من تعلّمها أتيكيت الطعام والمشي والكلام مع مجتمعنا الراقي .. وفي حال أثارت إعجابي ، نسمح بسفركما لشهر العسل .. لكن لا تتحمّس كثيراً ، لأني متأكدة من فشلها منذ الآن

- امي انا اعشقها بجنون ، فكيف سأبتعد عنها وهي معي بالغرفة؟!

- إن كنت ستفقد السيطرة على نفسك ، سأنقلها لأبعد غرفة في القصر ، حتى وإن كان بالعلّية او القبوّ

- امي ، ليس لهذه الدرجة !

الأم بحزم : إذاً إخبر بسمة بشروطنا .. وأن رفضت ، نجد لك عروساً لائقة بنا 

***


ما ان سمعت بسمة شروط اهله ، حتى اوشكت على إنهاء المكالمة والموضوع بأكمله ..لكنها فضّلت إستشارة والديها اولاً ، واللذين فاجآها بموافقتهما على شروطهم القاسية !


بسمة بصدمة : انا لن ارضى بعدم حضوركما عرسي !

الأب بحزن : ابنتي .. انت تعرفين سوء حالتنا المعيشيّة ..وطالما وليد وعدك بإعطائنا راتباً شهريّاً مجزيّاً دون علم اهله ، فهذا يكفينا

بسمة : ابي ! كنت سأتكفّل بالمصاريف فور حصولي على الدكتوراه ، لكنهم يمنعونني من إكمال تعليمي او العمل بأيّة شركةٍ تجاريّة !

الأم : لا بأس حبيبتي ، طالما ستعيشين في قصرهم ، وتتناولين ألذّ المأكولات وتلبسين..

بسمة مقاطعة بعصبية : انا لا تهمّني هذه الأمور !! سأتصل بوليد حالاً ، وأخبره بإلغاء الموضوع .. 

الأم مقاطعة بقلق : لا تفعلي يا ابنتي ، فهذه الفرصة لن تتكرّر ثانيةً

بسمة بدهشة : انا لا اصدّق ما اسمعه ! ابنتكما ستُهان في قصرهم ، لأني متأكدة أن حماتي ستعاملني باحتقار ، فلما اختار تلك الحياة الصعبة ؟!

الأب بقهر : لأن مالك الشقة هدّد بطردنا بالشارع آخر الشهر

بسمة بصدمة : لما لم تخبراني ؟!

الأم بحزن : لم نرد إشغالك عن دراستك .. ووالدك لم يعد باستطاعته العمل في الورشة ، كما فعل بشبابه.. فارحمي كبر سنّنا.. والراتب الذي حدّده وليد ، مناسبٌ جداً لنا

الأب : رجاءً يا ابنتي ، تحمّلي قساوة اهله لأجلنا

فواققت مُرغمة على إكمال مراسم الزواج ، دون تواجد اهلها معها !

^^^


وكان عرساً في القصر ، إقتصر على الأقارب .. مع تلميح الحماة بعدم عزيمة اصدقائهم ، لخجلها من العروس من الطبقة الكادحة (حسب وصفها) .. فتغاضت بسمة عن تعليقات حماتها المستفزّة ، لمساعدة اهلها ماديّاً

***


عندما وصلت بسمة لغرفتها بالقصر .. اشار وليد الى السرير الصغير ، البعيد عن سريره الفخم :

- ستنامين هناك ، الى ان ترضى امي عليك

- ولما اخترت لي السرير الصغير ؟!

- لأنك متعوّدة على الحياة القاسية 

بسمة معاتبة : ألهذا السبب سمحت بفرض شروطهم عليّ ، كيّ لا يحرموك اموالهم؟

- إسمعيني جيداً ..انا ابنهما الوحيد ، وعليّ تنفيذ اوامرهما

- لما انت ضعيف الشخصية يا وليد ؟ في الغربة ، سيّطر اصدقائك عليك .. والآن اهلك ! متى ستقرّر ما تشاء ، دون توجيهات من حولك ؟!

وليد بحزم : لا تتجاوزي حدودك !! والآن إذهبي لتغيّر ملابسك .. عليّ النوم باكراً ، فغداً اول يوم عملٍ في شركة والدي 

- طبعاً ، مكافأة من الماما والبابا على إذلال عروستك

- لن أجيبك

وذهب لتغيّر طقمه الفخم

^^^


بعد قليل ، وقبل اطفائه النور .. قالت له : 

- رجاءً ، إقفل باب الغرفة

وليد : نحن لا نقفل الأبواب ، كيّ يدخل الخدم متى طلبناهم .. وهم بالعادة ينظفون في الصباح ، ويحضرون الملابس المكويّة وغيرها من الأمور 

بسمة : إقفل الباب ، لأني اسير في منامي

باستغراب : ماذا !

- لم اخبرك بذلك .. لكن عندما تكون نفسيّتي متعبة ، اسير في منامي.. وانا صغيرة ، لحقني ابي قبل خروجي من المبنى ليلاً

- جميلٌ جداً .. هذا ما كان ينقصني ! هيا نامي ، ولا تكثري الكلام

وغفى سريعاً ، بعد رفضه إقفال باب الغرفة ! 

***


في اليوم التالي .. زارتها امها للإطمئنان عليها ، دون علمها بمنع إقتراب بسمة من زوجها لحين حصولها على رضا حماتها (فهي لم تخبر اهلها بهذا الشرط المشين) .. لتفاجأ برفض حماتها تواجدها في القصر ! فاضّطرت بسمة الحديث مع امها بالحديقة ، وهي مقهورة عليها ..


ام بسمة وهي تخفي حزنها : لا تبكي يا ابنتي

بسمة وهي تمسح دموعها : لا يحقّ لها طردك

- هو قصرها بالنهاية

- وانت حماة ابنها ، ومن حقك زيارتي 

الأم : حسناً اهدأي ، فالموضوع يحتاج لبعض الصبر.. حاولي كسب قلب زوجك.. وإن اصبح في صفّك ، لن يهمك أذيّة اهله ..صدّقيني


وكانت زيارةٌ سريعة ، لخوف امها التسبّب بمشاكل لها


وما حصل جعل بسمة غاضبة طوال اليوم ، لهذا لم تأكل معهم.. واكتفت بشطيرة اخذتها الى غرفتها

***


في المساء .. حاول وليد مراضاتها ، لكن بسمة رفضت التحدّث معه .. ونامت باكية 


في آخر الليل ، انتبه على جلوسها على طرف السرير دون حراك ، وعيناها شبه مفتوحة .. ثم رآها تخرج من الغرفة حافية القدميّن !

فعرف انها تمشي اثناء نومها ، ولحقها بهدوء ليعلم اين تذهب.. ليجدها تحاول فتح الباب الرئيسي للقصر ، والذي بالعادة يقفله كبيرالخدم بالمساء! 

فاقترب من بسمة ، رابتاً على كتفها بهدوء .. فإذّ بها تقع على الأرض ، وتكمل نومها وكأن شيئاً لم يكن ! 


فحملها الى غرفته .. ووضعها على سريرها ، وهي في سباتٍ عميق! 

وحمد ربه بأن لم يرها احد من الخدم ، وإخبار امه بعادتها المُقلقة ! 


ولم ينمّ تلك الليلة وهو يفكّر بزوجته : 

((ما ذنبها ان تتحمّل قساوة امي ؟ لقد أذيّتها بحبي.. فلولا زواجي بها ، لكانت الآن مشغولة بدراستها وهي تعيش مع عائلتها المُحبّة.. حتماً مشت في منامها لحزنها على إهانة امها ، وبسبب الضغوطات النفسيّة التي تواجهها بالقصر ..ماذا افعل ؟ هل أراضيها ، ام أرضي اهلي ؟! يارب ساعدني))

***


وفي اليوم التالي .. بدأت حصصها بتعلّم الأتيكيت من مدرّستها الجديدة التي قدمت الى القصر .. والتي ستقضي ثلاث ساعات معها يوميّاً ، لتعلّم سلوكيّات الأثرياء الصارمة !


وبعد انتهاء الدرس ، شعرت بسمة بالجوع .. ولأنه مازال هناك ساعة على موعد الغداء ، دخلت المطبخ لإعداد شطيرة.. واثناء تناولها الطعام .. دخلت حماتها ، لتراها تضحك مع الطبّاخة والخادمة .. فصرخت عليها :

- أتدرين كم سيكلّفني راتب أفضل معلمة اتيكيت بالبلد ، لأجدك هنا تتحدثين مع الخدم ؟!! لا اظنك ستنالين رضايّ يوماً ، والأفضل ان تطلبي الطلاق من ابني بأسرع وقتٍ ممكن


وظلّت تنتقدها وتهين اهلها ، الى ان صعدت بسمة الى غرفتها باكية .. بالوقت الذي كان وليد هناك ، يغيّر ملابسه للذهاب للنادي .. وعندما شكت همها ، أيّد رأيّ امه !

- بسمة ، لا يمكنك دخول المطبخ متى شئتِ .. انا نفسي لم أدخل هناك منذ سن المراهقة .. أيّ شيء تريدينه ، أطلبيه من الخدم .. انت ستكونين زوجة وليد بيك ، رجاءً تصرّفي على هذا الأساس

فلم تجادله ، بل دخلت الحمام لتكمل بكائها .. بينما خرج مُتذمّراً للنادي

***


في المساء .. تكرّر الشي ذاته ، بعد رؤيتها جالسة على طرف السرير دون حراك ! فعلم انها على وشك المشي اثناء نومها ، فأسرع بقفل باب غرفته .. ليراها تمشي بهدوء وهي حافية القدمين نحو الباب الذي لم يُفتح معها ! 


فتوجّهت نحو النافذة المفتوحة ..ولوّ لم يُسرع وليد بمسك ذراعها ، لقفزت من هناك:

- ماذا تفعلين يا مجنونة ؟!!

فنظرت اليه بنعاس : ماذا هناك ؟! لما تصرخ عليّ ؟!

فأخبرها بما حصل..

بسمة وهي تعود الى سريرها : بالعادة لا امشي دون وعيّ إلاّ اذا كنت مضغوطة نفسيّاً .. وإذا لم تضع حدوداً صحيّة بيني وبين أهلك ، سيأتي يوم وأقفز فعلاً  

وليد بلؤم : لن تموتي من الطابق الثاني 

- ربما لا .. لكن ستكون فضيحة عندما يصل الخبر للإعلام ، اليس كذلك ؟

فسكت بامتعاض ، بينما ادارت ظهرها لتنام وهي متضايقة من إهماله لها !

***


وذات ليلة ، قال لها :

- انا سأقفل الباب والنافذة كل مساء ، الى ان يعالجك طبيبٌ محترف من مشكلتك النفسيّة

بسمة : مشكلتي لا يحلّها سواك  

وليد : ماذا تقصدين ؟

- انت تعرفني جيداً .. لم احبك لأنك ثريّ ، ولا يهمّني المال والسلطة.. كل ما اريده هو الشعور بقيمتي


فسكت قليلاً ، قبل ان يقول :

- هناك عميل مهم للشركة يريدنا ان نقدّم له اقتراحات لتطوير صادراته للخارج.. وابي وكّلني بهذه المهمّة ، ولا اظنني سأنجح فيها ! ما رأيك لوّ تساعديني ؟ فأنت تفوّقتي على دفعتنا بهذه المواضيع 

بسمة : هل لديك اوراق العميل التي تبيّن طريقة إدارة مصنعه ؟

- نعم ، جميعها معي

- اذاً لنسهر معاً ، ونحن نناقش جميع التفاصيل

***


في الصباح ، تفاجأ الأب بقدوم كنّته الى الشركة ! مع إصرار وليد على تواجدها اثناء حديثهما مع العميل.. فاشترط الأب عدم تدخلها دون اذنه .. وبالفعل التزمت الصمت طوال الإجتماع.. وحين أخبرهم العميل بعدم إعجابه باقتراحاتهما .. تدخلت بسمة بحديثٍ مطوّل عن النجاح الذي سيحققه لوّ تعامل مع شركتهم .. شارحةً باحترافية إدارة عمها الناجحة وتدقيقه بالتفاصيل ، بطريقةٍ أذهلت زوجها ووالده وكذلك العميل الذي وافق بالنهاية على توقيع عقد عملٍ مشترك بينهم !


وبعد ذهاب العميل ، تفاجأت بسمة باحتضان حماها بالفخر :

- أحسنت يا ابنتي !! كنا سنخسر الكثير لوّ فقدنا هذا العميل المهم

بسمة بخجل : لم افعل سوى واجبي ، يا عمي

وليد بسعادة : اخبرتك ابي بأنها الأولى على دفعتنا ، لهذا اطلب منك توظيفها في قسمي ، فهي ستساعدني كثيراً بعملي

الأب : وانا لا امانع ذلك

بسمة بصدمة : أحقاً عمي !

- نعم يا ابنتي .. فعدا عن استفادتنا من افكارك النيّرة ، سيقلّل وجودك معنا طوال النهار التوتّر بينك وبين حماتك التي عليّ إقناعها بتوظيفك بالشركة

وليد : كان الله في عونك يا ابي

***


وبالفعل غضبت الأم من قرار التوظيف .. لكنها مع الوقت تقبّلت ذلك ، فهي لا ترغب بتواجد بسمة اثناء زيارة صديقاتها الثريّات الى القصر


بعد شهرين .. تحسّنت علاقة وليد وبسمة بعد عملهما معاً ، وكسبها العديد من المناقصات والعملاء الجدّد التي زوّدت من ثروة العائلة .. وفي المقابل سمح وليد بإرسال راتبها كاملاً لأهلها ، دون علم والديه

***


في إحدى الليالي ، سألته بدلال :

- هل سأبقى في سريري الصغير ، يا زوجيّ العزيز

وليد : امي لم تأذن بعد ، خاصة بعد توقفك عن دروس الأتيكيت

- أمعقول سيبقى زواجنا متوقفاً لحين رضاء امك بذلك ؟! 

- رجاءً بسمة ، لا اريد مشاكل معها

- حسناً كما تشاء

والتزمت الصمت ، الى أن غفى في سريره

^^^


في آخر الليل ، وبعد خروجه من الحمام .. وجدها تجلس على طرف سريرها

- لا ، ليس ثانيةً ! اين ستذهب هذه المرة ؟


واستلقى على سريره في انتظار تحرّكها الذي طال هذه المرة .. قبل مشيها حافية القدمين باتجاه سريره ! ثم استلقت بجانبه ، لتغفو في سباتٍ عميق

فقال في نفسه :

((هي أخبرتني انها تحقّق في السير اثناء نومها ، مالا تستطيع فعله في الواقع ! لهذا حاولت الخروج من القصر بعد طرد امها .. وحاولت الإنتحار بعد إهانتها بالمطبخ .. وطالما نامت بجانبي الآن ، فهذا يعني رغبتها بإتمام الزواج ! لهذا لن أخذلها))

وظلّ يراقب نومها ، وهو يستذكر حبه لها بالغربة 

***


باليوم التالي .. فاجأها بتذكرتيّ سفر لمدينةٍ سياحيّة ، لقضاء شهر العسل ! ولم يخبر اهله بذلك الا بعد ركوبهما الطائرة .. ورغم امتعاض الأم لعدم حصوله على إذنها.. لكن الأب أقنعها بتركهما وشأنهما بعد مرور ثلاثة اشهر على زفافهما !


وبالفعل عاشا اجمل ايامٍ بمفردهما .. وبعدها عادت بسمة مع زوجها للقصر وهي تتوقع مشاجرة عنيفة من حماتها التي استقبلتها ببرود ، قبل دخولها غرفتها دون التحدّث معها.. فتنفّست هي ووليد الصعداء لمرور العاصفة بسلام !

***


لم يمضى شهران ، حتى علم اهله بحملها ! مما اغاظ الحماة التي تمنّت تزويجه بأخرى ، بعد تطليقه من بسمة .. لكن الآن بات عليها الرضوخ للواقع

***


كل شيء بين بسمة وامه تغيّر بعد الولادة مباشرةً ، بعد تفاجأ الحماة بتشابه الطفل مع ابنها البكر الذي توفيّ بحادث سير في مراهقته.

فاستغلّت بسمة الموقف العاطفي ، لاقتراح تسميّة ابنها (لؤيّ) على إسم عمه المتوفي .. مما ابكى والدا وليد ، لفرحتهما بسماع الإسم يتردّد بالقصر من جديد !

***


وبعد تعلّق العم بالصغير ، سلّم الشركة لإبنه وكنّته لانشغاله هو وزوجته بملاعبة حفيدهما المدلّل الذي يزداد شبهاً لعمه كل عام ! ومعه تحسّنت علاقة الحماة ببسمة التي قوّمت سلوك ابنهما وليد اولاً ، وزوّدت ارباح الشركة بقراراتها الذكيّة .. عدا عن الحفيد الذي اعاد السعادة لعائلة زوجها .. كما وعدتهما بملأ القصر بالأحفاد الوسماء .

***


وفي إحدى الليالي ، أخبرت زوجها :

- وليد .. اريد أخبارك بسرٍّ مهم

- ماهو ؟

بسمة : انا لا امشي وانا نائمة ، بل قمت بتلك الحيلة للتقرّب منك

- مستحيل ! 

- أحلف لك 

وليد : وكيف خطّطتِ لذلك ؟

- كنت انتظر استيقاظك مساءً ، كيّ أجلس على سريري دون حراك .. ثم أُوهمك برغبتي الهرب من القصر او الإنتحار

وليد : والنوم بجانبي ايضاً 

- لوّ لم افعل ذلك ، لما أنجبنا لؤيّ الذي حسّن علاقتي بحماتي اخيراً .. رجاءً لا تخبرها

- هل انا مجنون لأفعل ؟ لم أصدّق متى تحسّنت نفسيّة امي التي تدمّرت تماماً بعد وفاة اخي

ثم قبّل رأسها ..

- يالك من داهية

يسمة : الفتاة تفعل المستحيل لكسب قلب حبيبها

- وانا ممتنّ لوجودك بحياتي التي تغيّرت للأفضل بسبب حنكتك وصبرك وأخلاقك العالية

وحضنها بحنان !


هناك 10 تعليقات:

  1. قصصك تزداد تعقيدا يوما بعد يوم ..لا اعلم اين كنت تخبءين كل هذا امل ..القصه رغم نهايتها السعيده ..ولكن حقا والدا وليد مستفزين لابعد حد ممكن ويستحقون القتل ..
    ووليد ايضا دوره سلبي ..لكن طبعا في الواقع
    هناك قصص اشنع من هذا ..ولكن الفتاه التي تتقبل كل هذا هي نادره حقا ..
    اعتقد بكل اسف ان الزوجات يتحملن كثيرا من الضغوط النفسيه التي يعجز الرجال عن تحملها
    ..ومع كثيرا من النباح الذي لا ينقطع عن حقوق المراه ..الخ ..فهم لو انصفوا ..لتحدثوا
    عن حقوق الام ..الام التي لا يعادل حقها احدا مهما فعل..خاصۃ امهاتنا البسطاء الفقراء رحمهم الله ..الذين حرموا من ابسط حقوق الحياه..ورغم هذا انجبوا وربوا وعلموا واخرجوا فطاحل في كل المجالات..
    كان احد الصحابه اتی من اليمن حاملا امه فوق كتفه وهي قعيده مشلوله وربما ارادت قضاء حاجتها فتلح علی ابنها كي ينزلها فيرفض ويقول لها افعلی ماشءتي ولن انزلك رحمۃ بها حتی اتی النبي عليه الصلاۃ والسلام وقال له اتراني وفيت حقها فقال له النبي عليه الصلاۃ والسلام لا ولا بزفرۃ واحده ..
    وفي روايه اخری ولا بطلقۃ واحده ..
    اي من طلقات الولاده ..
    اما جيل الامهات حاليا فشيءا اخر ..ربما هم امهات صيني او اندرويد ..
    لكنهن لا يشبهن باي حال من الاحوال امهاتنا اللاتي حملن الجبال فوق الجبال ..
    عذرا امل ..استطردت وخرجت عن الموضوع ..
    ولكن صبر بسمه دفعني ..
    تقييما وافرا
    🌹🌷💐🌹🌷💐🌹🌷💐🌹

    ردحذف
  2. واستدراكا لعموم الفاءده ان التابعي كان يقول اني لها بعيرها المذلل .. ان اذعرت ركابها لم اذعر .. وقد سال بن عمر ..

    ردحذف
  3. من القصص الفخورة بها أستاذة أمل أليس كذلك؟

    ردحذف
    الردود
    1. يعني حسب تقديري .. هي قصة متوسطة .. فالقصص الفخورة بها ، تكون فكرتها جديدة وشيّقة.. سعيدة ان القصة اعجبتك

      حذف
  4. سلمت يمناك ذ.أمل
    القصة راقت لي كثيرا خصوصا الجزء التاني نفسيتي كانت محتاجة تشوف نهاية سعيدة
    ومشكورة على هذه المدونة التي تؤنسنا وتفسح المجال لنا للمطالعة.
    سيدة الظل 🕊🤍

    ردحذف
    الردود
    1. وانا كنت محتاجة لكلامك الجميل ، يا سيدة النور

      حذف
  5. القصة جميلة
    نتمنى أن تكون بعض القصص في أكثر من جزء للتشويق.. والأمر يعود إليكِ أستاذة أمل

    ردحذف
  6. من ابداعات امل الجميله رغم انه لما الفتاه النقيه تقع مع شاب لعوب والطيب يقع مع فتاه عنيده هههه ابدعتي يا طيبه ولاتهتمي لتلك المستهسره اللي تعمل نفسها الفهمانه والعالمه

    ردحذف
    الردود
    1. اعتقد ان الله يوازن الكون بهذه الأمور .. يعني العصبي يتزوج باردة .. والذكي يتزوج غبية وهكذا .. تخيّل لو كل شرير تزوج شريرة مثله ، لنخرب الكون بأفكارهما المدمرّة

      حذف

مسابقة الفيلم الدموي

تأليف : امل شانوحة  الزومبي الكومبارس  فور دخول الشباب 12 الى المسرح (الذي سيقام فيه احداث الفيلم المرعب ، والذي بُنيّ على شكل قبّةٍ زجاجيّة...