السبت، 7 سبتمبر 2024

الزومبي المتحول

تأليف : امل شانوحة 

المجتمع المتوازن


من غير سابق إنذار ، إنتشر مرضٌ خطير بإحدى الجزرّ المُكتظة بالسكّان ، حوّل الناس الى زومبي متوحّش ! فاضّطرت الدولة الى تفجير الجسر الذي يربطها بالجزيرة التابعة لها.. ومن بعدها ألقت قنبلةً بالطائرة ، قضت على جميع الزومبي بالجزيرة ..مع قطع الإتصال بهم ، بعد إنتهاء المهمّة العسكريّة .. على امل ان لا ينتشر المرض الغريب في دولتهم ، ومنها للعالم أجمع .. كل ذلك حصل مع تعتيم إعلامي حذر ، كيّ لا تتضرّر السياحة في بلدتهم ! 

دون علم المسؤولين بنجاة ثلاثة علماء في الجزيرة ، بعد إختبائهم بقبوّ مختبرهم الطبّي اثناء القصف الجويّ .. والذين تمكّنوا من إصطياد زومبي (لسيدة ثلاثينيّة) حبسوها في غرفةٍ زجاجيّة ضدّ الكسر لإجراء التجارب عليها ، بنيّة إيجاد علاجٍ للمرض الغامض.. وربما تكريمهم لاحقاً لإيقافهم المرض قبل انتشاره بكل العالم


وعكف العلماء الثلاثة على إجراء التجارب الكيميائيّة على الزومبيّة الأخيرة ..الى ان اكتشفوا أن العلاج يستهدف الكروموسومات التي تحدّد جنس الزومبي ! 

والعلماء هم : زوج وزوجة (اطبّاء) بالإضافة لرجلٍ مُتحوّل اراد الظهور بصورة البطل ، فتطوّع بإعطاء إبرة العلاج (المُكتشفة) للزومبيّة التي فاجأته بهجومٍ مباغت ، وعضّته من رجله .. مما أجبر الطبيب على إطلاق النار عليها ، وقتلها .. ثم الإسراع بقفل الباب الزجاجيّ على زميله المتحوّل ، قبل أن يصبح زومبيّاً خلال دقيقتين على أبعد تقدير .. دون اكتراثه بطرقاته وتوسّلاته لإبعاده عن جثة الزومبيّة الملوّثة ، الى ان تحوّل لزومبي آخر ! 


فقالت زوجة الطبيب بقلق : علينا إعطائه العلاج فوراً

فتنّهد زوجها : لا اظن سينفعه

- ماذا تقصد ؟!

- انت تعلمين انه أخذ العديد من إبر الهرمونات لتحويله لأنثى 

زوجته : نعم ، ولم يكمل علاجه بعد انتشار المرض .. وبما اننا اكتشفنا علاجاً للزومبيّات..

مقاطعاً : هو تلاعب بهرموناته الذكوريّة .. لذا لا اظن العلاج سينفعه ، لأنه لم يتحوّل بعد لأنثى كاملة

- دعنا نحاول

الطبيب : سنهدر الدواء عليه .. دعينا نركّز على إيجاد علاجٍ لزومبي الذكور .

- وهل سينفع زميلنا ؟

- لا ايضاً ، فهو جنس ثالث بين الجنسيّن !

زوجته بقلق : اذاً ماذا نفعل به ؟!

بحزم : نقتله !!

مُعترضة : لطالما عارضتّ حقوق المتحوّلين والشواذّ..

مقاطعاً بجدّية : توقفي عن لومي ، فلا وقت لدينا لحقوق الإنسان والترّهات السخيفة .. فنحن نعلم جيداً ان الدواء يستهدف الكروموسومات : إمّا (إكس إكس) انثى ..او (إكس وايّ) ذكر .. وهو لا هذا ولا ذاك ، فلما نتعب نفسنا بعلاجه ؟ أنظري اليه او اليها .. لقد هدأ اخيراً بعد محاولاته المُستميتة لكسر الباب.. لهذا دعينا نستريح من صراخه وننام لبعض الوقت ، قبل إكمال عملنا بالمختبر


وصعد لفوق ليرتاح قليلاً .. فاستغلّت ذهابه ، لإعطاء المتحوّل العلاج .. والذي فأجأها بهجومٍ شرسٍ عليها ! 

وما ان سمع الزوج صراخها ، حتى نزل اليهما مُسرعاً .. مُطلقاً النار على زميله الزومبي.. 


وقبل خروج زوجته من الغرفة ، دفعها للداخل وأقفل الباب عليها ! فصارت تطرق الزجاج بهستيريّا وخوف :

- أخرجني من هنا !! لا اريد البقاء مع جثتيّ الزومبي

زوجها بحزن : ستتحوّلين مثلهما بعد قليل.. لكن لا تخافي ، سأحضّر الدواء بالحال وأعطيه لك .. جيد اننا اكتشفنا علاجا للزومبيّات اولاً.. إنتظريني !!

فقالت باكية : ارجوك لا تتأخّر عليّ .. انا خائفةٌ جداً

^^^


بعد قليل ..نزل اليها ، ليجدها تحوّلت لزومبي وهي تأكل الجثتيّن بنهم ! ورغم المنظر المقزّز إلاّ انه استجمع قواه لدخول الغرفة وحقنها .. لينصدم بهجومها عليه وعضّه من كتفه ، قبل إخراجه الإبرة من ذراعها.. 


وبالوقت الذي كانت تعوّد فيه الى طبيعتها ، كان هو يتحوّل ببطء الى زومبي ! فدفعها لخارج الغرفة ، وهو يطالبها بإقفال الباب بالحال..

فانهارت باكية : لا اريد تركك !!

زوجها بحزم : إقفليه بسرعة !! لم يعد هناك وقت .. سأتحوّل لزومبي بعد دقيقةٍ واحدة

فأقفلت الباب ، وهي تعتذر عن عضّه :

- حبيبي ، سأعطيك العلاج فوراً !!

زوجها بحزن : لن ينفع .. هو للنساء فقط

- وكيف أحوّله للذكور ؟

- إستهدفي الكروموسوم إكس وايّ

- وكيف أفعل ذلك ؟


وقبل ان يجيبها ، تحوّل لزومبي وهو يحاول كسر الباب الزجاجيّ بكل قوّته ! فصعدت باكية الى فوق ، في محاولة لإيجاد علاجٍ سريع لزوجها

^^^


لكن الأمر لم يكن سهلاً .. حيث قضت ثلاثة ايام في المختبر ، الى أن وجدت العلاج اخيراً.. واستغلّت نوم زوجها قرب بقايا الزومبيّن الذي تناولهما بالأيام الفائته ، وحقنته بالعلاج.. ثم أسرعت الى خارج الغرفة وهي تراقبه من الزجاج الفاصل ، الى ان عاد الى طبيعته .. فأخرجته من هناك وهي تحتضنه بشوّق

الزوج بفخر : كنت متأكّداً من إيجادك العلاج

- والآن ماذا نفعل ؟

- تعالي معي

^^^


وأخرج جهاز التلغراف (الذي يستخدمه للطوارئ) لإرسال شفرة مورس لمسؤولي المدينة : يخبرهم عن إيجاده علاجاً لمرض الزومبي 


فأرسلوا مروحيّة للطبيبيّن (بعد ظهور المرض عندهم ، وعجّزهم عن إيقاف انتشاره السريع بين السكّان المرتعبين) .. حيث أعلن الطبيب بكل وسائل التواصل الإجتماعي عن إيجاده هو وزوجته علاجاً ينفع كطعمٍ وقائيّ من التحوّل لزومبي ، للذكور والإناث دون غيرهم ! 


مما أجبر الشواذّ على عودتهم الى طبيعتهم للحصول على الطعم الواقي : وذلك بإطالة الذكور ذقونهم ، ولبس ملابس تليق بهم ، مع حلق شعورهم المصبوغة الطويلة ، ومسح المكياج المبالغ فيه عن وجوههم ، مع تضخيم اصواتهم وتحسين مشيهم وطريقة كلامهم.. وكذلك فعلت النساء المُسترجلات : بلبسهنّ الفساتين ، ووضع المكياج لأول مرّة في حياتهنّ ! 

اما المتحوّلون الذين أخذوا إبر هرمونات لتغيّر جنسهم ، فتم إعدامهم جماعيّاً لعدم وجود علاجٍ لهم ، وخوفاً من تحوّلهم لزومبي لاحقاً.. 

***


بنهاية السنة ، إختفى مرض الزومبي تماماً .. كما عاد التوازن للعالم بعد انقسام الناس لذكرٍ وأنثى (كما كانوا منذ بدء الخليقة) مع إختفاء آفة الشواذّ للأبد


هناك 14 تعليقًا:

  1. هذا قد يحدث بعد انتشار جدري القرود القصه ترسخ الفطره السليمه ولكن لو نشرت هذه القصه في اي مكان لاتهموكي بالارهاب احسنت

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح ، من الصعب نشر هكذا قصص في أيّ مكان

      حذف
  2. أحسنت أستاذة أمل
    القصة جميلة
    حتى في الحقيقة هناك أعشاب تزيد من الذكورة وأعشاب تزيد من الأنوثة ولا توجد أعشاب تزيد من الخنوثة حتى النباتات منها الذكر ومنها الأنثى
    ( ومن كل شيء خلقنا زوجين ) سورة الذاريات
    ( وأنه خلق الذكر والأنثى) سورة النجم
    هذه فطرة الله في المخلوقات
    ( فطرة الله التي فطر الناس عليها) سورة الروم

    ردحذف
    الردود
    1. الخوف ان يجبروا اولادنا في المدارس على هذه الأفكار الشاذة ، كما فعلوا بالغرب .. ليسترنا الله

      حذف
  3. اووووووه زمبي يجتاح العالم مخيف الامر
    ابدعت بالوصف والشرح نتظر جيدك مع دخول ايلول شهر خريف ومدارس لطلاب
    طمني عنك استاذه امل كيف مودك وامورك
    ////
    لدي فكرة قصه عن شاب يفقد اباه ثم طفله بحادث سير يحتاج لعلاج ويحاول يلمم جراحه ولكن هناك من يترصد له
    وتظهر فتاه له اذا عجبتك الفكره

    ردحذف
    الردود
    1. شكراً استاذ ياسر (على ما اعتقد).. اموري جيدة .. انا بالعادة احتفظ بالأفكار في ملف عندي ، لربما تتحوّل يوماً لقصص كاملة .. شكراً لك

      حذف
    2. استاذه امل انا Foad لايضير خطا بالاسم المهم بالفكره تصلك

      حذف
    3. اهلا استاذ فؤاد .. اعتذر عن الخطأ في الإسم

      حذف
  4. لا ياسر هو اناوتعليقي هو اول تعليق لا تنسي متابعينك وقراءك المخلصين استاذه امل
    وان غيروا الازياء رغما عنهم عندي فكرۃ قصه
    ساكتبها لاحقا هنا

    ردحذف
  5. أتمنى أن أكتب قصة فريدة من نوعها وتنشرينها هنا
    لكن زحمة الأفكار وزحمة أمور الحياة تحول بين ذلك..

    ردحذف
  6. فكرۃ القصه عن رجل يدخل في غيبوبه اختياريه باستخدام عقار ما يوءثر علی حالته العقليه مع الوقت وفي احدی المرات عندما يذهب لغيبوبته اليوميه تحدث مفاجءه غير متوقعه ربما يمكنك مشاهدۃ فيلم الرقص مع الشيطان كعامل مساعد وخاصۃ مشهد الكلب الاسود او لا اتذكر ربما كان قط اسود لان صاحب الغيبوبه يری كلبا اسودا في المقابر ليلا يوميا تقريبا كلما نام منذ سنوات ولا يعلم السبب هل يكون الدواء السبب ام الجن لايدري
    عامۃ فكري ربما تروينها حتی كقصه حقيقيه لانها واقع بالفعل ولكن لا تذكري اسم المعادل للدكتور واصل وربما لا تصلح القرار لك ولكن لو شاهدت الفيلم فليكن ليلا

    ردحذف
    الردود
    1. لا ادري ! احياناً الأفكار هي التي تختارني ، وليس انا من اختارها .. فمثلاً سأحاول اليوم نشر قصة قرأتها كتعليق بالتيك توك البارحة .. احياناً تعليقات أحد القرّاء تضيء الفكرة في رأسي فوراً .. لهذا لا ادري حقاً ما ستكون قصتي التالية .. لنتركها للزمن

      حذف
  7. حتى في الكثير من الدول الغربية لا يتقبلون هذه الامور

    ردحذف

طبيب الأسنان المشبوه

فكرة : اختي اسمى كتابة : امل شانوحة    جنّية الأسنان جلست سلمى على كرسي طبيب الأسنان وهي ترتجف رعباً ، فهي المرّة الأولى التي تخلع فيها سن ا...