كتابة : امل شانوحة
الموت المُفاجئ
في عام ٢٠٣٠ .. إنتشر جوّال صغير يُوضع بجيب القميص ، لميزة شحنه بنبضات القلب ! وعكس توقع الجميع ، كان سعره رخيصاً جداً يناسب أفقر المجتمعات ، حيث لم يتجاوز ثمن علبتيّ سجائر ! لذلك انتشر إنتشاراً كبيراً بين الناس للمميزاته الكثيرة ، بالإضافة لشحنه الدائم دون خطورة إحتراق البطاريّات القديمة او حاجته لكهرباء الشحن !
***
وفي احد الأيام .. تفاجأ جرّاح قلب بعد خروجه من المشفى بسقوط شخصٍ بالشارع المقابل ! فأسرع لنجدته.. وعندما لم يتجاوب المُصاب مع التنفّس الإصطناعي ، نادى موظفيّ طوارئ المستشفى للقدوم اليه..
واثناء قطعهما الشارع مع النقّالة ، وقعا ايضاً دون حراك ! وقبل استيعاب الطبيب ما حصل ، إذّ بالزوّار الخارجين من المشفى (بعد إنتهاء موعد الزيارة) يتساقطون تباعاً ، كأنه مقلبٌ تلفزيونيّ ما !
الى ان شعر الطبيب برغبة للمضيّ قدماً دون الإهتمام بموت الناس المفاجئ ، وهم يتساقطون كالحشرات المرشوشة بالمبيدات الجويّة !
وظلّ يمشي دون استخدام سيارته .. الى ان وجد حافلة متوقفة قرب النفق ، رغم خطورة المكان ! لكن السيارات بجانبها متوقفة ايضاً عن السير ، بعد موت اصحابها داخلها
فصعد الى الحافلة ، ليجد مقعد السائق فارغ .. بينما جميع المقاعد مليئة بالركّاب الذين جلسوا بهدوء ، دون التفاتهم للنوافذ لرؤية الفوضى الحاصلة بالخارج ! والأغرب انهم ينتظرون قدومه ، حيث أشاروا له بالجلوس في مقعد السائق
ورغم غرابة الحدث إلاّ ان الطبيب قاد الحافلة دون اعتراض ، ودون معرفة وجهته ! وظلّ يسير بالحافلة بركّابها الأربعين الذين حافظوا على جمودهم ، دون إنشغالهم بجوّالاتهم او الإلتفات للشارع ، كأنهم منوّمين مغناطيسياَّ !
^^^
وظلّ يقود الحافلة ، الى ان ركنها بموقف مبنى مهجور خارج المدينة !
بعدها نزل مع بقيّة الركّاب الى داخل المبنى .. حيث استقبلهم شاب بطقمه الرسميّ ، طالباً منهم الذهاب معه لقاعة تشبه المسرح..
فجلسوا في مقاعدهم لسماع شرحه على الشاشة الضخمة ، بعد استعادة وعيّهم !
الشاب : رجاءً اهدأوا !! سأخبركم بكل شيء ..
فسكت الجميع .. ليُكمل قائلاً :
الشاب : جميعكم يعلم بجوّال الجيب الذي انتشر بالآونة الأخيرة.. والذي بالحقيقة تسبّب هذا اليوم بإبادة ثلاثة ارباع العالم دفعةً واحدة
بصدمة : هل ماتوا جميعاً ؟!
الشاب : نعم ، بعد قيام الملاعين برفع تردّد الجوّالات الى (5G) مما ادّى لسكتاتٍ قلبيّة مفاجئة ، قتلت جميع الأعمار
- لحظة ! تتكلّم وكأن الجميع يملك جوّالهم اللعين .. ماذا عن العجائز والأطفال؟
الشاب : الذبذبات التي خرجت من الناس المحيطة بهم ، كافية بتفجير أدمغتهم الهشّة
- وماذا عنا ، لما لم نمتّ ؟!
الشاب : ستعرفون الجواب بعد إخراج جوّالاتكم
فرفعوها جميعاً ، ليتفاجأوا بأن لديهم نفس نوعيّة الجوال الذي نزل مؤخراً للسوق ، والذي لم يلقى رواجاً بسبب سعره الغالي مُقارنةً بجوال الجيب .. كما ان حجمه المعتاد لم يعد مُستحباً كالصغير (العملي) كما حاجته للشحن الكهربائي.. لهذا شعر الناس انه نسخة مُتخلّفة ، وليس مُستحدثاً كالجوّال الذي يملكونه
ثم أكمل الشاب الشرح بنبرةٍ حزينة :
- حاولت إنقاذ الجميع ، لكني فشلت
- ومن انت ؟
الشاب : كنت اعمل بشركة الإتصالات التي أصدرت الجوّال القاتل.. وعندما علمت بخطتهم الخبيثة ، إستقلت فوراً .. وعملت هنا بالسرّ الى ان انتجت الجوّال الجديد الذي وضعت فيه مضاداً لتردّداتهم القاتلة ، والذي كلّفني كلّ مدّخراتي.. وقمت بتسويقه عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، لكن للأسف لم يشتره الكثيرين.. لهذا لم استطع إنقاذهم من الموت المفاجئ!
- ومالعمل الآن ؟
الشاب : اولاً دعونا نتعرّف عليكم
- انا أفضل طبيب جرّاح بالبلد
- وانا تاجرٌ ثريّ
- وانا عالم فيزيائيّ شهير
وبدأ كل واحدٍ يعرّف عن نفسه ، ليظهر ان جميعهم من اهم شخصيّات البلد .. فرفع أكبرهم سناً يده بخجل :
- جميعكم مثقفون او اثرياء ، أما انا فمراقب مجاري.. صحيح انني الأفضل في عملي ، لكني لا اجد رابطاً بيني وبينكم سوى الجوّال الذي نملكه جميعاً !
الشاب : وهذا من حسن حظك
فعاد الرجل للسؤال : طيب عندي استفسار آخر .. انا اعزب ، ماذا عنكم ؟
ومن إجابات 39 شخصاً : كانوا جميعاً امّا عزّاب او مطلّقين او ارامل او منفصلين عن علاقتهم الأخيرة
الشاب : نحن اخترنا الأشخاص الذين ليس لديهم مسؤوليات عائليّة
- من انتم ؟ وماذا تقصد باختيارك لنا ؟!
الشاب : تعالوا معي لأعرّفكم على بقيّة الناجين في المناطق الأخرى
^^^
وأخذهم بذات الحافلة للمنطقة المجاورة .. ليتلقوا بشخصيّات مهمّة نجوا من الموت بسبب الجوّال الجديد ! وبعدها تجمّعوا في قاعة بها شاشة عملاقة ، ليتواصلوا مع الناجين حول العالم ، الذين تعدّى عددهم الملايين !
فسأل الطبيب ، الشاب باستغراب : ألم تقل انك انتجت الجوال الجديد بمدّخراتك البسيطة كموظف ، فكيف بعته لكل العالم ؟ الأمر غير منطقي!!
وهنا ظهر رجلٌ على الشاشة يُخفي وجهه بقناعٍ اسود ، قائلاً بصوتٍ أجشّ:
- يبدو انكم نسيتم كيف حصلتم على جوّالاتكم الجديدة ؟
فأجاب أحدهم : انا وصلني هديّة بالبريد
- وانا حصلت عليه كمكافئة في مسابقة علميّة
- وانا ترقيّة من عملي
فقال الرجل الغامض (بالشاشة) : هذا صحيح !! جميعكم حصل على جوّاله كهديّة مجانيّة ، لأني اخترتكم بنفسي
- ومن تكون ؟ إظهر وجهك !!
فردّ بثقة : سترونني لاحقاً .. كل ما عليكم معرفته انكم الأفضل في مجالكم : سواءً اطباء او مهندسين او بارعين في مهنكم الحرفيّة او اصحاب مواهب ، وصولاً لمسؤولي النظافة المخلصين .. الى ان وصل عدد الناجين الى مليار نسمة فقط
وهنا قال أحد العلماء بخوف :
- أتقصد المليار الذهبي ؟!
فضحك الرجل الغامض ضحكةً مجلّجلة ، أخافت الحضور بالمسرح:
- يعجبني العلماء ، لديهم عقلٌ متفتّح.. نعم !! هذه خطتي لإقصاء الغوغائيّن من العالم.. فأنتم ملزمون ببناء حياةٍ مثاليّة لصديقي العزيز
- ومن صديقك ؟!
وهنا اقترب شخصٌ آخر من الكاميرا ، أرعبهم جميعاً ! حيث ظهر بعينٍ واحدة ووجهٍ مشوّه ، قائلاً بفخر :
- انا الدجّال !!
وانطفأت الشاشة مع دخول مجموعة من الحرس الى المسرح ، لتقييد المتواجدين وأخذهم الى مستعمرة حديثة للعمل الإجباري ، كلاً حسب إختصاصه لبناء الدولة العالميّة الموحّدة !
***
في مكانٍ آخر ، وبعد اطفاء الكاميرا .. ازال الرجل الغامض قناعه ، وهو مازال يضحك مما حصل :
- خافوا كثيراً من منظرك ، كيف لوّ رأوني ؟
الدجّال : ابليس يا صديقي ، انت نفّذت وعدك بإخراجي من عزلتي الكئيبة
إبليس : ودوري انتهى .. الآن دورك لإبادة بقيّة البشر الملاعين
- ليس بعد ، فالمليار عددٌ كبير .. اريدك إيصالهم لنصف العدد
إبليس باستغراب : لكني اخترت أفضلهم !
- وأبقيت على عبّادك المخلصين والماسون ، وبرأيّ دورهم انتهى
- وماذا أفعل بهم ؟!
الدجّال : إجمعهم بمقرٍّ سرّي .. ثم دمّر الأرضيّة تحت اقدامهم ، ليقعوا جميعاً بحفرة من النيران المُلتهبة
- مساكين ! سيحترقون دنيا وآخرة
- ونحن كذلك ، لكن بعد إبادة البشر
إبليس بفرح : تحقيقاً لحلمي الأبدي
وأغرقا بالضحك !
قرأت البارحة بالتيك توك فكرة احدهم يقول : ((ماذا لو رأيت الناس يهربون فزعاً بالشارع ، ثم تحرّكت سيارتك دون ارادة منك ..الى ان ركنت في مكان فيه اشخاص آخرين .. الرباط بينك وبينهم انهم يقودون نفس نوعيّة السيارة .. فما السر وراء ذلك ؟))
ردحذففخطرت ببالي هذه الفكرة ، مع تغيّر السيارة الى جوال.. اتمنى ان تعجبكم
تصير قصصك مخيفه وقاتمه مع الوقت اين الربيع وكل ازهار السوسن والنرجس والياسمين والفل والبنفسج والاوركيد والليلك والزنبق راحوا في الوبا حسنا ولكن مليار كثير جدا يا امل دعينا نكتفي فقط برواد مدونتنا هذه وليهلك كل اولءك الاوغاد الذين في الخارج
ردحذفمنذ متى كانت قصصي مليئة بالورود والأزهار ؟!
حذفعلى كلٍ ، لا اتمنى البقاء لنهاية العالم .. من يتحمّل المجاعات وفتنة الدجّال ويأجوج ومأجوج .. وقبلهم الحرب العالمية الثالثة المدمرّة ، او ما يقال عنها (آرمجدون او هرمجدون) .. برأيّ نحن نعيش في اجمل عصرٍ بالتاريخ ، عصر التكتنولوجيا السهلة.. لكن يبدو انها لن تدوم طويلاً ! المهم ان نموت قبل انتهائها ، والعودة لعصر الإبادة والحروب !
توقعت أن الملثم هو إبليس وكان توقعي صحيحًا
ردحذفمازال إبليس يصول ويجول في المدونة
لكن كان الدجال أكثر شراً ودهاءً منه
سيقرأ إبليس هذه القصة وسيعمل على إحضار الدجال بأسرع وقت ممكن فأنتِ ملهمته في الإسراع بتدمير العالم
🤣🤣🤣🤣🤣🤣
المحزن ان كل هذه الحضارة التي نعيشها الآن ستنتهي يوماً ما ، ونعود للعصور المتخلّفة بسبب بضعة زعماء يرغبون بالحرب النوويّة .. وكان الأولى على شعوبهم ان يقصوهم ويرموهم بجزيرة يتحاربون فيها مع بعضهم بالخناجر حتى الموت .. لكن حسب علامات القيامة ، سينجحون بتدمير الحضارة بعقولهم الشيطانية ، مع الأسف !
حذفأستاذة أمل
ردحذفهناك فكرة لقصة
وهي أن عائلة تذهب من المدينة إلى بيت الجد في القرية والجد يلزم العائلة بالنوم مبكرا ولا يريد أن يرى أحداً مستيقظاً بعد التاسعة مساء
لكن أحد الأبناء يكتشف سراً لجده
وهو ان الجد في الليل يقوم بتدريس قبيلة من الجن القرآن الكريم والحديث والتفسير والفقه في سرداب البيت القديم للجد في القرية
بقية الأحداث من مخيلتك
هل توافقين على تأليف قصة ممتعة ومفيدة وفيها عبرة ورعب؟
ربما احاول يوماً ما .. شكراً لك
حذفوالله توقعت انو خلفها ابليسو وزوجته الصغيره هههه
ردحذفابدعتي استاذه امل لالانسى اول من تحدث عن مليار الذهبي هو انتي
ابليسو اللعين ان شاء الله يبعتد عنك
نتظر ابداعاتك دوما استاذه امل
اذا تلاحظي حجم الفساد والعري منتشر الايام هاي بكثر تعون ميديا وبرامج كلها خلفها ابليس لما تقول لاحد انه الفتن هذه خلفها ابليس بحكي عنك مجنون نسي البشر ان العدو الحقيقي هو ابليس والنفس
زوجة ابليس الصغيرة الغبية يجب ان اكتب قصة خاصة بها .. ربما لاحقاً
حذفنعم..
حذفزوجة إبليس الصغيرة الغبية التي دائماً تفسد خطط زوجها بغبائها
حقاً تستحق قصة خاصة
سأحاول ان شاء الله
حذفأحسنت النشر،
ردحذفقصة جعلتني أتوجس خيفة من القادم
اللهم ردنا إليك ردا جميلا وتوفنا وانت راض عنا يا الله .
سلامي إليك أمل
سيدة النور 🕊🤍
سعيدة انها اعجبتك ، سيدة النور
حذفالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته اساذه امل. انتي مبدعه متنوعه ملهمه لا يوجد اي حروف توصف ابداعك وموهبتك. هو انتي قريتي كتاب انتريخيسوس؟؟
ردحذفصدّق او لا تصدّق .. ربما اتا اقل كاتب قرأ لكتّاب آخرين ، او شاهد افلام ومسلسلات .. ربما لخوفي من نسخ طريقتهم ، دون وعيّ مني .. اريد ان تكون افكاري نابعة من خيالي فقط
حذفكنت اكتفيت بالإطلاع على اساليب الكتّاب المتواجدين بكابوس ، خلال عملي كمشرفة لثلاثة اشهر .. وفهمت اختلاف الطرق والنوعيّة .. ثم اكملت طريقي وحدي
هل الكتاب الذي ذكرته ، كانت فكرته مشابهة لهذه القصة ؟
تسلمي بجد استاذه علي كل افكارك. وبجد. انا بكون سعيده جدا. لما بلاقي قصه جديده. ربنا. ما يحرمنا من وجود انسانه. زيك. مش بتكتب لمجرد الكتابه. لا. دي عندها قدره علي. انك تخلي اي حد بيقرا. اي حاجه انه يفصل نفسه عن كل حاجه. ويقرا وبس. لانه هيكون متمتع. بوجود. حروفك الجميله. تسلمي. بجد.
ردحذفانا فقط احاول جهدي بأن لا تكون افكاري مستهلكة .. شكراً جزيلاً لكلامك الرائع الذي رفع كثيراً من معنوياتي .. سعيدة ان قصصي نالت إعجابك
حذفالكتاب اللي قولتلك عليه ده بيتكلم عن خفايا ونوايا كل اعداء العالم. وعما سيحدث فيما بعد والله تعالي اعلي واعلم.
ردحذففليخطّطوا كما يشاؤون ، بالنهاية كلّه مقدّر ومكتوب .. شكراً لك شهرزاد على ذكر الكتاب .. تحياتي لك
حذف