الثلاثاء، 24 سبتمبر 2024

المصير المحتوم

تأليف : امل شانوحة 

القدر المكتوب


في اكتوبر عام ١٩٥٢ ، في منطقةٍ ريفيّة روسيّة.. عادت سيدة (حامل بشهرها الأخير) خائفةً الى منزلها ! فسألها زوجها :

- لما ترتجفين هكذا ؟!

فردّت باكية : حاول مجنونٌ مُلثّم طعن بطني !

بصدمة : ولماذا ؟!

- لا ادري ! هربت منه بصعوبة 


فنظر زوجها من النافذة غاضباً ، دون ظهور شيءٍ وسط الثلوج المحيطة بالمنطقة الشعبيّة الفقيرة !

وفجأة ! صرخت زوجته مُتألّمة :

- نادي جارتنا !! فأنا على وشك الولادة

***


في اميركا ، وبنفس التاريخ :

عاد الإبن الأكبر الى المنزل ، وهو يحمل أخاه (6 سنوات) ..وكلاهما يرتجفان خوفاً.. فسألته امه عن السبب ؟

فردّ الأخ الكبير مُرتعباً : هناك معتوه مُقنّع حاول طعن اخي ، لولا أنّي سحبته من بين يديه باللحظة الأخيرة !

الأم بصدمة : ماذا ! سأتصل بالشرطة حالاً !! 

***


بعدها بأسبوع ، في روسيا .. حاول ذات الرجل المُقنّع إقتحام المنزل ، لطعن الطفل النائم (المولود حديثاً) دون علمه بعودة الأب باكراً ، والذي استطاع القفز عليه وتقيّديه.. بينما صرخ الرجل المجهول ، بلغته الروسيّة الرقيقة :

- دعني أقتل ابنك ، لإنقاذ ملايين البشر !! صدّقني ، انا أقوم بخدمة للأنسانيّة جمعاء !!

فلكمه الأب بقوّة ، أفقدته الوعيّ

***


في هذا الوقت بأميركا .. حاول المُلثّم من جديد ، خطف الصبي اثناء نزوله من حافلة المدرسة.. لكن السائق قفز عليه ، وأوسعه ضرباً .. فصرخ الرجل مُتألّماً :

- دعني أقتل هذا المجنون الصغير الذي سيدمّر الحضارة ، ويُعيدنا مئات السنوات للخلف !!

***


وتمّ إرسال كلا الرجليّن المجهوليّن للسجن ، أحدهما في اميركا والثاني بروسيا بتهمة محاولة قتلٍ فاشلة ! ورغم التحقيق المُطوّل معهما ، إلاّ انهما رفضا شرح ما قالاه سابقاً ، او الإفصاح عن رغبتهما المُلحّة بقتل الطفليّن ! لذلك أُصدر الحكم بإعدامهما.. فطلبا السماح لهما باتصالٍ أخير..


واتصل القاتل الأمريكي بالقاتل في روسيا ، الذي يبدو انهما صديقيّن اتفقا على قتل الطفليّن في كلا البلديّن !

- جيد اننا بعصرٍ لا يوجد فيه تجسّس على الهواتف ، لهذا يمكننا التحدّث على راحتنا

- هل أخبرتهم بشأن آلة الزمن التي أخفيناها بالغابة ؟

- لا طبعاً ، سيظنونني مجنوناً

- وما الفرق ؟ فكلانا سيُعدم الليلة !

- إيّاك ان تخبرهم بالآلة التي اخترعناها ، كيّ لا يستخدموها بطريقةٍ سيئة

- أعرف هذا .. اساساً حتى لوّ وجدوها بالغابة ، فلن يستطيعوا إدارتها دون المفتاحيّن الّلذين بحوزتنا..

- أتدري يا صديقي .. انا حزين ، لفشلنا بقتل الملعونيّن الصغيريّن !

- لوّ علمت الحكومتان بحسن نوايانا لتركونا نقتلهما ، لإراحة العالم من غبائهما وشرورهما

- يبدو اننا لا نستطيع تغيّر القدر ! فبوتين الروسي وترامب الأمريكي سيكبران ويشعلان حرباً عالمية ثالثة نوويّة ، تُدمّر الحضارة الإنسانيّة وتُعيدنا للقرون المُتخلّفة

- ترى عندما نُعدم ، هل سيكافئنا الربّ لمحاولتنا إنقاذ ملايين البشر من الموت في حربٍ عبثيّة ، ام سيعاقبنا لمحاولتنا تغيّر القدر المكتوب ؟ 


وقبل أن يُجيبه ، سمع الحارس الأمريكي ينادي :

- إنتهت المكالمة !! سنأخذك لغرفة الكرسي الكهربائي

فقال لصديقه بحزن : هل سمعت ؟ سأُصعق حتى الموت 

- وانا سأشنق بعد قليل.. اراك في الجحيم ، يا صديقي

وانقطع الإتصال !


هناك 7 تعليقات:

  1. التاريخ الذي وضعته في مقدمة القصة هو تاريخ ميلاد الرئيس الروسي بوتين ، وترامب يكبره بست سنوات .. لا ادري ان كان ترامب سيفوز بالإنتخابات الأمريكية القادمة .. لكني اشعر بأنه ان نجح ، سيتسبّب بحربٍ في المنطقة ..وربما العالم كلّه ، من يدري !

    ردحذف
  2. نتمنی ان يحدث هذا فهذا العالم الذي نحيا به بكل هذا الكم من الظلم والفساد لن يصلحه الا الغربله بالتمحيص والفرز والنخل والاوبءه والكوارث حتی تتحضر الارض وتتهياء للملحمه الكبيره الا لعنۃ الله عليهم اجمعين وعلی من حالفهم وايدهم واقرهم وبايعهم وناصرهم وارتضی

    ردحذف
    الردود
    1. فعلاً هناك شخصيّات مجنونة هي السبب بخراب العالم !

      حذف
  3. كثيرا ما يستهويني الخيال العلمي خاصة السفر عبر الزمن لدرجة كنت اتمنى واتخيل السفر الى الماضي في محاولة لتغيير الأحداث التاريخية لكنه يبقى خيال يحدث فقط في الافلام والقصص

    ردحذف
  4. آسفة على التأخر بالنشر بسبب عطل بالإنترنت .. سأحاول النشر هذه الليلة بإذن الله

    ردحذف
  5. سلام عليكم استاذه قلبونا معكو الله يعونكو ما ندري ما نقول f
    طمني عن الوضع

    ردحذف
    الردود
    1. القصف بعيد عنا والحمد الله .. لكن منطقتنا امتلأت نازحين .. فليسترنا الله

      حذف

طبيب الأسنان المشبوه

فكرة : اختي اسمى كتابة : امل شانوحة    جنّية الأسنان جلست سلمى على كرسي طبيب الأسنان وهي ترتجف رعباً ، فهي المرّة الأولى التي تخلع فيها سن ا...