الاثنين، 4 يوليو 2022

ابنة الزعيم

فكرة : أختي اسمى
كتابة : امل شانوحة 

فتاة الكوخ 


وصل الشباب الأربعة الى كوخ الغابة الذي دلّهم عليه صديقهم الجديد (روبيرتو) الذي اعتذر عن المجيء بسبب عارضٍ صحّي مفاجيء !


وبعد دخولهم ، تفاجأوا بصبيّةٍ نائمة في الغرفة الوحيدة بالكوخ !

فاجتمعوا في الصالة الصغيرة قرب المدفأة المشتعلة ، وهم يتهامسون بينهم:

- أتظنون إن روبيرتو أحضرها كهديةٍ إضافية لليلتنا المميزة ؟

- إن كان كذلك ، نتقاسمها بيننا 


وهنا سمعوها تسألهم :

- هل معكم طعام ؟ انا جائعةٌ جداً

الشاب : منذ متى وانت تنتظرينا هنا ؟

الفتاة : أنتظركم ! لم اكن اعرف بوجود احدٍ في الكوخ ، وتسلّلت من نافذته المفتوحة  

- اذاً روبيرتو لم يدفع ثمنك ؟

الفتاة بعصبية : ثمني !! من تظنني ايها السافل ؟

- لحظة يا شباب ، دعونا نفهم الموضوع .. من انتِ ؟ ولما اقتحمتِ كوخنا ؟


فتهالكت على الكنبة ، وهي تقول بحزن :

- لم أصدّق ما رأيته ! ومن بشاعة المنظر ، هربت من منزلي دون وجهةٍ محدّدة ، الى ان وصلت الى هنا

الشاب بقلق : وماذا رأيتِ ؟!

الفتاة : ابي يطعن رجلاً بالحديقة الخلفيّة لقصرنا ؟ لهذا لم أجد نفسي الا وانا اركض باتجاه البوّابة ، لأنصدم برؤية مساعد والدي يُشرف على إدخال صناديق المخدرات الى مخزننا ! ولوّ لم اسمعه من خلف الأشجار وهو يصرخ على العمّال للإسراع بإخفاء الممنوعات ، لما صدّقت ذلك ؟!

- قتل ومخدرات ! من هو والدك ؟


الفتاة بحزن : عندما كنت في الثانوية ، إنتشرت إشاعة بمدرستي بأن والدي هو رئيس المافيا

- رئيس المافيا ! أتقصدين (جيواكينو غامينو) الذي يهابه الجميع ؟

الفتاة : نعم 

- لحظة ! ما يدرينا انك تقولين الحقيقة ؟

الفتاة : هل يمكنني استعارة جوالك لأريك صورتي مع والدي على الفيسبوك ؟


وبعد أن ارتهم صورته ، قال الشاب مارسيلو :

- نعم هذا هو ! رأيت ابي يتابع اخباره على الإنترنت ، وأخبرني بعض المعلومات المخيفة عنه  

الشاب الآخر : وماذا عن والدكِ ؟ ما ردّة فعله حين اخبرته بإشاعة مدرستك ؟ 

الفتاة : سخر منهم ، وأنكر الموضوع تماماً .. وبعدها بإسبوع ، أرسلني لأميركا لإنهاء تعليمي .. وعدّتُ لإيطاليا منذ شهرين ، بعد تخرّجي من قسم التجارة .. ولوّ لم ارى جريمته الليلة ، لما صدّقت الإشاعة مُطلقاً .. اللعنة ! ماذا افعل الآن ؟ انا خائفة من العودة لقصر والدي المجرم 


مارسيلو بعصبية : الم تجدي غير كوخنا لتورّطينا مع عصابته ؟

صديقه : اهدأ يا مارسيلو ، فالصبية متعبة ومصدومة بما فيه الكفاية ..(ثم قال للفتاة) .. ستبقين الليلة هنا ، وتعودين في الصباح الباكر لمنزلك.. لا اظنه سيلاحظ غيابك ، طالما منشغل بشحنته الجديدة

الشاب الثالث : نعم رجاءً ، لا تورّطينا معه .. فوالدي يهابه جداً

- ووالدي ايضاً 

- لطالما نبّهنا آبائنا منه ، فهو ارعب مجرم في ايطاليا


الفتاة : عرفت هذا متأخراً .. وبسببه لن يتزوجني احد !

- بل اعتقد انك عروس مثالية لمن يريد التقرّب من والدك

الفتاة : مستحيل ان اتزوج مجرماً يعارض القانون 

مارسيلو : بظروفك هذه ، صعب أن يتقرّب منك أيّ شخص ملتزم بالأخلاق والقوانين

صديقه معاتباً : مارسيلو !!

مارسيلو : انا اقول الحقيقة 


فأراد صديقه تغير الموضوع ، فسألها بحنان : 

- لم تخبرينا بإسمكِ بعد ايتها الفاتنة ؟

الفتاة : ستيفانيا

- اذاً يا ستيفانيا يمكنك العودة للغرفة الداخلية ، وسأجهّز لك الشطيرة بعد قليل .. اما انا واصدقائي ، سنفرش أرضيّة الكوخ للنوم عليها  الليلة 

ستيفانيا : وماذا ستفعلون غداً ؟

- المفترض أن نذهب لصيد الطيور والأرانب

ستيفانيا بحماس : اذاً اذهب معكم !!

- الن تعودي للقصر ؟


ستيفانيا : لا !! اريده أن يشعر بغيابي

- اخاف أن يظنّنا خطفناكِ ، ويرسل رجاله لقتلنا

ستيفانيا بلؤم : بل هو سيخاف مني ، لأني اخططّ للإنتقام منه

- ولما تريدين الإنتقام من والدك ؟!

ستيفانيا  بقهر : طالما إشاعة تورّطه مع المجرمين حقيقية ، هذا يعني إن الإشاعة الثانية صحيحة ايضاً : وهو قتل امي بعد ولادتي ، بعد أن رفض والدها التنازل له عن رئاسة المافيا !

- يعني جدك كان رئيس المافيا السابق ؟!

ستيفانيا : يبدو ذلك ، لهذا سأنتقم لأمي مهما كلّفني الأمر  

- وماذا تنوين فعله ؟

ستيفانيا بمكر : ستعرفون قريباً ما أخططّ له

*** 


في عصر اليوم التالي .. عاد الشباب الأربعة مع ستيفانيا الى كوخهم بعد امضائهم ساعات طويلة بالغابة : قاموا فيها بشواء الأرنبين اللذين اصطادوهما ، وأكلوهما اثناء حديثهم عن اهاليهم وطفولتهم الصعبة.. 

***


أمضت ستيفانيا اسبوعاً مع الشباب الأربعة ، حيث أخفى كل واحدٍ منهم تعلّقه بها ، بعد أن فتنته بجمالها ورقتها وذكائها .. دون أن يجرأ احد على التقرّب منها ، خوفاً من غضب والدها 

***


وفي الليلة الثامنة بالكوخ ، أخبرتهم بقرارها النهائي بشأن والدها

مارسيلو : أحقاً ما تقولينه ؟!

ستيفانيا : نعم ، كنت حينها عائدة من الغربة .. وقرّرت تصوير غرف قصرنا لإرسالها لزميلتي الأوروبيّة.. وعندما دخلت مكتب والدي ، طردني لدخولي دون اذنه .. فتركت جوالي على مكتبه ، وخرجت غاضبة .. وبعد ذهابه ، عدّتُ لمكتبه لأخذ جوالي .. لأتفاجا بترك الفيديو مضاءً ، والذي صوّره وهو يفتح الخزنة الموجودة خلف اللوحة..

- وهل ظهر الرقم السرّي بالفيديو ؟


ستيفانيا : ظهر اول رقمين فقط ، وبقيّ ثلاثة .. حفظت نغمتهم ، وبدأت أجرّبهم بغيابه ، حتى عرفت الرقم السرّي كاملاً

- وماذا وجدّتِ بالخزنة ؟

ستيفانيا : رزم مكدّسة من المال

مارسيلو بحماس : أحقا ! كم قيمتها ؟!

ستيفانيا : الملايين .. 

فنظروا لبعضهم بدهشة وحماس ..


ستيفانيا : ما رأيكم أن تسرقوا الخزنة ، لتكون تكاليف رحلتنا حول العالم ؟ أظنه عقاب كافي لأبي ، لحرماني من امي 

- وكيف سندخل القصر ؟

ستيفانيا : غداً ذكرى وفاة جدتي .. وابي بالعادة يعطي الخدم إجازة يومين تكريماً لأمه الراحلة ، ويسافر للقرية للبقاء بجانب قبرها .. حينها أدخلكم القصر من بابه الخلفيّ ، وتسرقون الخزنة .. ثم نجتمع بالكوخ ، بعد إحضاري تذاكر السفر .. ومن بعدها نتوجه للمطار ، ونختفي تماماً عن الأنظار .. مارأيكم بالخطة ؟


ورغم قلق الشباب الأربعة من اقتحام قصر زعيم المافيا ، الا ان الملايين التي تحدثت عنهم ستيفانيا أشعلت حماسهم.. فوافقوها الرأيّ

***


في الموعد المحدّد .. أدخلت ستيفانيا الشباب الأربعة المقنّعين الى غرفة المكتب ، وانتظرتهم في الخارج ..

 

وما أن بدأوا بتكديس رزم المال في حقائبهم ، حتى أصيبوا بوابلٍ من رصاص حارسيّ الزعيم ، أردتهم قتلى !

***


لاحقاً .. إنحنى آباء الشباب الأربعة للزعيم (جيواكينو غامينو) وهم يعتذرون عن تجرّأ اولادهم (المقتولين) بسرقة خزنته .. بعد مشاهدتهم الدليل المصوّر بكاميرا المراقبة الخاصة بمكتبه ..

الزعيم : انتم تعرفون قوانين المافيا جيداً ، ومن يقتحم منزل احد الأعضاء دون اذنه ، له الحقّ بالدفاع عن نفسه 

- نعتذر منك سيدي الرئيس ، لم نعلم إن اولادنا يخطّطون لسرقتك 

الزعيم بغضب : أغربوا عن وجهي !! واحمدوا الله انني لم اقتلكم معهم 


فخرجوا من مكتبه وهم يكتمون دموعهم بصعوبة ، متوجهين الى المقبرة لدفن اولادهم المشوّهين من مئات الرصاص التي اخترقت اجسادهم !

***


بعد ذهابهم ، دخلت ستيفانيا الى مكتب والدها الذي حضنها بفخر

- أحسنتِ !!.. شفيتِ غليلي من شركائي الذين عيّروني دائماً لعدم إنجابي صبياً ، ولمّحوا كثيراً بأن ابنائهم أحقّ بقيادة المافيا من بعدي 

ستيفانيا : لم أصدّق ان اولادهم لم يعرفوا بأن آبائهم هم شركائك بالمافيا !

- كانوا ينوّون إخبارهم بذلك بعد موتي ، لهذا ارسلتكِ لإيقاعهم في الكمين 

ستيفانيا : وبسبب سرقتهم المصوّرة ، لم يجرأ شركائك على الإعتراض على قتلك ابنائهم البكر ، لكونهم لصوص مُقنّعين .. خطةٌ رائعة ابي

- وانت أتقنتي دور الهاربة جيداً ، ومكافئتك جاهزة

ابنته بحماس : رحلة الى باريس !! 

- طائرتك الخاصة تنتظرك بالمطار

- شكراً ابي .. اراك بعد شهرين

- رحلةٌ موفقة

وحضنته مودّعة ، لتسرع الى غرفتها لتحضير حقيبتها ..

***


بعد ذهابها ، دخل شاب الى مكتبه .. فأعطاه الزعيم ظرفاً من المال وهو يقول :

- أشكرك روبيرتو على إتمام المهمة جيداً

روبيرتو : أمضيت خمسة شهور بعزيمة الشباب المدلّلين الى المقاهي والمطاعم الفاخرة ، حتى وافقوا على صحبتي لهم ! ..كل هذا لغرض إرسالهم الى فخّ الكوخ .. مع اني كنت قلقاً أن يعتدوا الفاسدين على ابنتك الوحيدة ؟

- هي تعلّمت فنون القتال بالصين ، وتستطيع الدفاع عن نفسها.. كما تبرع بفنون الإغراء والإقناع ، لهذا استطاعت السيطرة على الشباب بسهولة 


الشاب : وهل حقاً ستسلّمها القيادة من بعدك ؟

- بعد عودتها من رحلتها ، سأبدأ بتعليمها اصول المهنة ، فهي لا تعلم بأن السرطان ينهش جسدي .. واريدك أن تصبح ذراعها الأيمن ، كما كان المرحوم والدك معي 

الشاب : نحن خدّامك المخلصين سيدي 

الزعيم : والدك احسن تربيتك بالفعل 

الشاب : وإكراماً لأبي سأعلّمها كل خططنا الماكرة ، حتى تصبح أخطر قائدة للمافيا يهابها الجميع

فابتسم الزعيم له بفخرٍ وخبث !


هناك 6 تعليقات:

  1. لا فرق بينك وبين اختك اسمى قصصكم جميلة وروعة تحياتي لكم استاذة أمل واستاذة اسمى

    ردحذف
  2. لافيكيا سنيورا

    ريت وانا كنت عندهم عشان احذرهم ..لما اغرتهم بشان الخزينه و وافقو هنا اشتغلت عندي الحاسه السادسه وشعرت انه سيصيبهم مكروه
    وبالفعل قتلو..

    وكالعاده بالقصه قصه رائعه من ثنائي رائع ..

    اخت امل لاداعي ان تجهدي نفسك لتأليف 17 قصه خلا شهرين ..المهم ان تكون قصصك رائعه دوما وليس الكثره فكما نقول نحن واحد بعقله ولا عشرة مجانين.. ان شاء الله ستتعدين بقصصك الرقم500 واكثر واكثر حتا تقولي القصه العاشره بعد الالف ..القصه المائه بعد التلاته الف وهكذا ..
    ايوه خذي الامر ببساطه وبراحتك بدون ان تظغطي ع نفسك عشان افكارك ماتصاب بالشيخوخه المبكره وبعدين ماراح اقتنع تكوني تنشري بالشهر قصتين .راح اقلك ولعتني واليوم تقولي اقنع ..يعني صرت مدمن ع قصصك والحين بدك اقتنع. لا لا مايصير هيك .
    اتمنا لك الخير والسعاده والتوفيق .
    واتمنا لك العمر الطويل مو عشانك عشان قصصك هههههههههه.امزح
    تحياتي


    لافيكيا سنيورا
    لافيكيا سنيور/ا/تين

    ردحذف
    الردود
    1. اعجبني إن سنيورا أصبحت سنيورتان .. انا استعجل بالقصص لأننا في لبنان لا نعرف ما سيحصل بالمستقبل ، فكل يوم اسوء من سابقه ، والتدهور في الكهرباء والإقتصاد مستمرّ .. وربما هناك حرب بنهاية الصيف ، الله يستر .. لهذا الأفضل ان لا اتأخر بالنشر .. وانا احاول جهدي ان لا تكون افكار قصصي مستهلكة قدر الإمكان ، فنوعيّة قصصي تهمّني ايضاً .. وحلمي فعلاً ان اصل لألف قصة .. ف500 قصة اخذت مني ست سنوات من العمل المتواصل ، فهل لدي القوة لأكمل ست سنوات اخرى ؟ الله اعلم .. كل ما اريده ان اكون من الكتّاب الجيدين في لبنان .. وبالنهاية أنا أؤمن بالمقولة التي تقول :(لكل مجتهد نصيب) .. لافيكيا سنيورا اخي ابن اليمن

      حذف
    2. لافيكيا سنيورا

      بالتوفيق اختي

      اعانك الله

      لافيكيا سنيورا

      حذف
    3. ابن اليمن ، اعتذر لعدم إجابتك سابقاً بسبب عطل في حاسوبي.. كما لم اردّ نشر تعليقك قبل سؤالك : إن كان للنشر ام لا ؟ فهي حياتك الخاصة .. لكني أجيبك : السحر موجود في كل مكان ، وعادة يكون من اقرب الناس اليك .. فلا تستغرب ان تحصل مشاكل عائلية بسببه .. اطلب من اختك ان تمسح منزلكم دائماً بالماء والملح .. وبخّروا منزلكم من وقت لآخر ، فالجن لا تحب رائحة البخور .. اما التخاطر فهي نعمة من الله وليست نقمة ، حاول افهام والدك ذلك .. وراهنه على امرٍ معين .. قل له : شاورني بالموضوع الفلاني وتصرّف كما اخبرك .. فإن نجح الأمر ، تؤمن بأن تخاطري من ملاكي الحارس .. وإن تعسّر الأمر ، فلا تشاورني ثانيةً .. اظنني كتبت مرة قصة عن التخاطر الروحي ، لأني اصدّق به .. كان الله في عونك اخي ابن اليمن ، وكل عام وانت بخير ، لافيكيا سنيورا

      حذف
    4. لافيكيا سنيورا

      هلا اختي بخير امل

      لاباس لاتنشريه المهم انك قرأتيه ..

      متاكد مليون بالمئه انه ليس سحر
      و ...و....و ....و ....و ....و ...و ...و

      ثقتي بالله كبيره ان لن يصيبني سحر مهما كان لاني ملتزم بقراءة القران وغيره وكلما اقرأ القران اشعر براحه وسكينه ..

      مشكوره اخت امل مشكوره
      فبعد ان ارسلت تعليقي تمنيت ان لا تنشريه وقلت بنفسي يكفي ان تقرأيه وهذا ماحصل

      علا فكره اختي عيشي ايام العيد مبسوطه بعيده عن اجواء المدونه
      اقصد غيري جو حتا ينتهي العيد

      تحيااااتي

      لافيكيا سنيورا





      حذف

التوأمتان المتعاكستان

تأليف : امل شانوحة  الطيّبة والشريرة دخلت السكرتيرة الى مكتب مديرها (جاك) لتجده يفكّر مهموماً :   - إن كنت ما تزال متعباً ، فعدّ الى قصرك ...