تأليف : امل شانوحة
قوم لوط
في قرية سدوم قرب البحر الميت ، ظهر ابليس لمجموعة من الحرس على هيئة صبيٍّ وسيم .. مُقترباً منهم بتمايلٍ ودلال ، في محاولة لإغوائهم .. حتى وقعوا بالخطأ المخالف لفطرتهم السليمة !
***
بعدها بأيام .. تلبّس ابليس جسد زعيم القرية اثناء سماعه شكوى السكّان عن قلّة ثمارهم ، فاقترح ابليس على لسانه :
أن يُعاقب عابريّ السبيل ممّن يقطفون ثمار بساتينهم ، بالإعتداء عليهم ! كيّ لا يجرأ احد على الإقتراب من قريتهم ..
وبذلك نجح ابليس بتشويه مفهوم السعادة الجسديّة في عقول رجال سدوم ، بعد نشره خطيئةً لم تعرفها البشريّة من قبل ! والتي تُعدّ اهم إنجازات أبليس لقضائه على نسل عدوّه آدم !
***
بغضون سنوات .. إنتشرت الفاحشة بين رجال القرية ، فاضّطرت نسائهم لفعل الشيء ذاته مع بنات جنسهنّ ، بعد اعتزال ازواجهم لهنّ !
ولم يبقى سوى القلّة من السكّان ممّن نبذوا المُنكر المُستحدث !
ومنهم (صالحة) المرأة المطلّقة التي أخفت حملها عن زوجها ، عقب إستبدالها بعشّاقه الذكور المراهقين !
واعتمدت على امها العجوز لجلب الرزق ، بعد ملازمتها المنزل طوال حملها ..
***
حين اتاها المخاض ، عضّت بقوة على قماشةٍ سميكة حتى لا يسمع الجيران صراخها ..
وبكت بكاءً عظيماً بعد رؤيتها ابنها الجميل الذي وُلد في بيئةٍ نجسة تقضي على براءة الطفولة !
واتفقت مع امها بوضع مهده في قبو الكوخ ، كيّ لا يسمع احد بكاءه
***
ببلوغ الصبي (طاهر) عامه الثاني ، ربطا قدمه بسلسلةٍ طويلة لمنعه من صعود ادراج القبو الذي لم يرى فيه سوى امه وجدّته الّلتان تطعمانه من وقتٍ لآخر
***
وفي سن العاشرة (بعد وفاة جدته) أخبرته امه بما يجري في قريتهم:
- إفهمني يا طاهر ، انا امنعك من الخروج خوفاً عليك .. فهناك وحوش بشريّة خارج منزلنا ..
- لكنك تخرجين على راحتك ؟
امه : هم لا يهتمون إلاّ بالأولاد بمثل عمرك
- لا افهم شيئاً !
امه : كل ما عليك معرفته إن الله ارسل نبيّاً اسمه لوط لإصلاح الفاسدين بقريتنا .. وفي حال لم يتوبوا ، سيدعوا ربه بهلاكهم بعد أن باتت حياتنا مُقزّزة للغاية .. فالتجاوزات الإخلاقيّة أصبحت علنيّة في الأسواق والحقول .. وكم يضيق صدري خوفاً عليك ، كلما رأيت رجالاً يتقاسمون اولاداً بينهم !
- هل يقتلونهم ؟!
امه بحزن : الموت أهون مما يفعلونه بهم .. لذا عدّني أن لا تصدر صوتاً بغيابي او تحاول فكّ سلسلة قدمك ، حتى ينزل قضاء الله فيهم .. فأنا أنجبتك صبيّاً ، وأتمنى رؤيتك رجلاً قويّاً .. لا أن تتمايل بمشيتك وتتحدّث كالنساء.. لهذا يجب إخفاؤك عن الأنظار قدر المستطاع ، عدّني بذلك
- سمعاً وطاعةً يا امي
***
ببلوغه سن 15 ، إزداد طوله ووسامته .. بينما تفاقم مرض امه التي اضّطرت لفكّ سلّسلة قدمه ..ليصعد معها للطابق الأرضيّ لكوخهم لأول مرة بحياته !
ولأن امه لم تسمح له بالخروج للشارع ، تلصّص من شقّ الباب الخارجيّ بعد سماعه طبولهم ومزاميرهم !
ليرى رجالاً يقودون اطفالاً عراة وهم يضحكون مخمورين ، والخوف بادي على وجوه الصغار !
ففهم طاهر سبب خوف امه من مخالطة الفسّاق ، خاصة بعد رؤيته وسامته لأول مرة من مرآة غرفة نوم امه التي تحتضر في فراشها
فأمسك يدها وهو يترجّاها أن لا تتركه وحده ، كيّ لا يموت من الجوع
فقالت بتعب : إسمعني جيداً يا طاهر .. إن مُتّ ، إدفني بالقبو
- امي رجاءً لا تتكلّمي هكذا
- طاهر !! أطعّ أمري ولا تعارض .. فكل همّي أن لا تخرج من المنزل
ابنها بقلق : وماذا عن الطعام ؟
- في المطبخ شوالاً من القمح والشعير ، وجرّةً من السمن ..وكنت علّمتك طريقة صنع الخبز والحساء
- نعم ، أذكر وصفتك جيداً
الأم : الكميّة تكفيك شهراً إن أكلت مرة في اليوم
- وماذا أفعل بعد انتهاء الطعام ؟
- رسمت لك هذه الخريطة .. إن تتبّعت السهم ، تصل الى منزل النبيّ لوط ..هو سيحميكم منهم ، برعايةً من الله .. إذهب اليه ظهراً ، فهو موعد نوم الفسّاق .. والبس عباءة جدتك ، وامشي كإمرأةً عجوز .. وإيّاك ان يرى احد وجهك الفاتن ، وإلاّ سأخسرك في الدنيا والآخرة..
ثم اخذت تسعل بقوة..
طاهر بخوف : امي حاولي التنفّس جيداً
- استودعت رجولتك يا بنيّ
وأسلمت الروح .. فكتم دموعه بصعوبة كيّ لا يسمعه احد ، بناءً على وصيّتها .. ثم حملها نحو القبو الرمليّ ، لدفنها بجانب قبر جدته ..
***
بعد انتهاء مخزون طعامه ، خرج من منزله لأول مرة.. ليجد الشوارع خالية من السكّان ظهراً ، بعد سهرهم الصاخب كل ليلة !
وأوصلته الخريطة لمنزل النبيّ الذي سارع بإخفائه بالزريبة الملاصقة لمنزله (فالأم صالحة أخبرته بشأنه).. وطلب منه عدم إصدار صوت ، كيّ لا تعلم زوجته وبناته بأمره ..وهو سيرعاه بنفسه ، لحين نزول عقاب الله على الفاسقين ..
***
وبإحدى الليالي الباردة ، سمع طاهر من الحائط الخلفيّ للزريبة (الملاصق لغرفة النبيّ لوط) رأيّ زوجته بذنوب القرية ، مُعلّلة قولها :
- دعهم وشأنهم ، هم احرار باختيار ميولهم .. لما تهتم للموضوع ؟
فأفهمها النبيّ انهم يغيّرون الهدف من خلق الله للجنسين وهو التكاثر ، وبسبب مفاهيمهم الخاطئة تحوّلوا لجنسٍ ثالث ونسائهم لجنسٍ رابع!
فردّت بلا مبالاة : طالما بناتنا بخير ، لا تهمّني تصرّفاتهم الشاذة
***
قبيل الفجر .. فتح النبي باب الزريبة لطاهر ، لّلحاق به .. بعد نزول امر الله بعقاب القرية الفاسقة !
***
ومن فوق الجبل .. وقف طاهر بجانب النبيّ لوط وبناته ، وهم يشاهدون القرية تُقلب رأساً على عقب ! ويُرمى اهلها بالحجارة من السماء ، ومن بينهم زوجة النبيّ لوط التي لم ترتكب ذنباً سوى عدم استنكارها لذنبهم العظيم !
***
لاحقاً .. ودّع طاهر لوط وبناته ، رغبةً بالتوجّه للبحر الذي لم يره بحياته
وبعد شهر من تنقّله وحده ، وصل للشاطىء .. فاعتراه الحماس للسباحة دون خبرته بذلك !
وما أن أبعدته الأمواج ، حتى شعر بغوصه للأعماق !
فحاول جاهداً العوم والحفاظ على انفاسه ، قبل فقدان وعيّه
***
إستيقظ طاهر وهو مُحاط بالمصطافين على الشاطىء ! وأحدهم يضغط بقوة على صدره ، الى أن بصق الماء الذي بلعه ..
فشعر بالإرتباك من مناظرهم الغريبة ! وابتعد متجهاً للشارع العام المليء بالسيارات المسرعة ..
وهنا تذكّر من يكون ؟ فهو شاب يعمل محرّراً في الصحافة الصفراء الخاصة بفضائح المشاهير !
فهل كانت حياته مع قوم لوط مجرد حلمٍ شاهده اثناء غرقه ؟ ام انتقل للمستقبل ؟!
فرجّح على كونها هلوسات من أثر الصدمة ، وعاد الى منزله لإكمال يومه
***
في اليوم التالي .. جلس امام حاسوبه وهو يقرأ فضائح صانع النجوم الشهير الذي انتحر (تجنّباً للمساءلة والفضيحة) بعد نشر محتوى حاسوبه المسروق الذي وصل لإدارة الصحافة الصفراء !
فهو الذي أجبر الفنانين في بداية مشوارهم الفنّي على الشذوذ ، وعلى دفع نصف ارباحهم بعد ابتزازهم بصورهم وفيديوهاتهم القذرة ..
وكانت مهمّة طاهر نشرها لعامة الناس ، والذي تمّتم باشمئزاز :
- أمازال هذا الذنب موجوداً في حاضرنا ؟! الم يختفي بعد أن أفنى الله مبتدعيها الملاعين ؟ .. (ثم تنهّد بضيق) .. بالطبع ستبقى طالما ابليس حيّاً ليوم القيامة ، فهو حتماً سيُفتن بها اقواماً آخرين .. ياله من مستنقعٍ قذر ، نهايته اما القتل او الإنتحار او فضيحة مجلّجلة .. لا غرابة إن الله جعلها من الكبائر ، وعقوبتها بالإسلام : قتل الفاعل والمفعول به !
ولقذارة الصور ، رفض طاهر نشرها رغم ضغط المدير عليه .. مما اضّطره للإستقالة ، لعدم رغبته بنشر الرذيلة
***
بعد لمّلمة اغراض مكتبه ، نزل للشارع .. ليتفاجأ بمسيرة للمتحوّلين بشعاراتهم الملوّنة بقوس القزح !
طاهر بضيق : اللعنة !! زوجة النبيّ عُوقبت معهم لعدم استنكارها ذنبهم ، وهاهي الناس تحيّ الشواذّ كأنهم يطالبون بحريّتهم الشخصية ! ..لا !! لن أقف ساكناً
واقتحم المسيرة ، وهو يكسّر اعلامهم غاضباً ويضربهم بقسّوة .. صارخاً على الناس من حوله :
- إن لم نوقف هؤلاء الحثالة ، سيعاقبنا الله معهم !!
لكن سرعان ما اوقفته الشرطة ، بتهمة تعرّضه للمتظاهرين المسالمين !
واثناء تقيّد يديه بالأصفاد ، شاهد تجمّع الغيوم السوداء بالسماء !
وقبل وضعه بسيارة الشرطة ، هبّت رياحٌ عاصفة فرّقت المتظاهرين والمشاهدين الذين حاولوا الإحتماء بالمباني والمحلاّت التجاريّة !
بينما ردّد طاهر بخوف :
- ربنا لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا !!
وأغمض عيناه وهو لا يدري إن كان الله سينقذه ، كما حصل في زمن النبيّ لوط .. ام سيُعاقب معهم ، بعد نزول غضب الله على مدينته بالكامل!
حصلت أكثر من مسيرة للمتحوّلين في البلاد العربية والأجنبية منذ وقتٍ قصير ، ولكيّ لا نُعاقب بذنبهم ، إستنكرت جرمهم بهذه القصة ..
ردحذفالغريب ان ما كتبته ببداية القصة صحيح ، فهو ما فعله ابليس لنشر هذه الرذيلة المُبتدعة.. يبدو إن ابليس ايضاً من جماعة الألوان ! راحت الهيبة ههههه
لا اظن لإبليس هيبة هههه
ردحذفقصة جميلة فيها عبرة...الأهم هو الإستنكار وأضعفه بالقلب اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا.
ردحذفلافيكيا سنيورا
ردحذفاستغفر الله العظيم
نعم هناك الكثير منهم
لدرجة ان منهم من يحقن جسده بهرمونات انثويه تجعل صدره مثل المرأه ...
لافيكيا سنيورا
ياولي
ردحذفعلى حظنا استاذه امل انو يجعي عصرنا
يكون لهم كل شيء
ممنوع نتقدهم
تبا لهم ولافعالهم
حتى كرة القدم دهلو فبها
حسبي الله ونعم الوكيل
نتنى لك التوفيق ولاختك اسمى
وعقبالك
ونتظر جديدك دوما نريد جاكلين من جديد
ليس ديانة كي تديني الناس و تحرضين على قتلهم بشكل غير مباشر
ردحذفبدايةً انا لا أكتب لأجل المال والشهرة ، بل لنشر الأخلاقيات التي تربّينا عليها..وانا سنّية وابنة شيخٍ جليل رحمه الله ..
حذفوفي الحديث الشريف : عن الترمذي وأبي داود وابن ماجه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به))
وهو حديث صحيح وصريح في عقوبة مرتكب هذه الجريمة.. ويشترط في المفعول به : أن يكون ارتكب معه الذنب وهو طائع وراضي بذلك !
وهذه هي احكام الإسلام ، اما ان كنت من غير ديانة فافعل ما تشاء ، فليس بعد الكفر ذنب ..
الله جل وعلا یرعانی ویرعاکی؛فنستمر اخوتي لله
حذفطيب ماذا افعل عندما يتهمني احد بالشذوذ ظلماً؟
ردحذفان كنت طاهراً من هذه المعصية ، فوكّل امرك لربك وهو يتكفّل بعقاب الظالمين .. لا تكترث لكلامهم ، وابقى بعيداً عنهم قدر الإمكان .. اكثر الدعاء فهو يرفع البلاء
حذف