الأحد، 26 يناير 2025

القنبلة البيولوجيّة

فكرة : ابن العراق
كتابة : امل شانوحة 

الجينات الوراثيّة


في ليلةٍ ربيعيّة .. إستيقظ رجلٌ في الغابة (اثناء تخيّمه هناك ، بهوايته الكشفيّة) على شعاعٍ اضاء السماء ! كأن صاروخاً انفجر قبل وصوله للفضاء .. حيث تناثرت اجزائه ، مع رذاذّ يُشبه الندى فوق بلدةٍ امريكيّة

فقال باستغراب :  يبدو انه إطلاقٌ فاشل لقمرٍ صناعيّ ! لأعود للنوم


وأغلق خيمته .. وما ان استلقى فوق فراشه البلاستيكيّ ، حتى غفى من شدّة تعبه .. بعد امضاء نهار عطلته بصيد السمك التي وضعها قرب النار ، لشوائها ببطء

***


في الصباح .. إستيقظ على انفاسٍ ثقيلة ، مع جسمٍ مُشعرّ قربه .. وبحذرٍ شديد ادار ظهره ، ليتفاجأ بدبٍ كبير ينام بجانبه في الخيمة !

وأوشك ان يصاب بسكتةٍ قلبيّة ! وخرج بهدوءٍ شديد ، كيّ لا يوقظ الحيوان الضخم 


واول ما لاحظه خارج الخيمة : هو اكتفاء الدب بأكل سمكةٍ واحدة ، من بين الأسماك العشرة القريبة من النار ! والتي كان ينوي أخذها مشويّة لعائلته .. لكنه فضّل ترك كل شيء ، والإسراع الى سيارته التي قادها الى منزله الريفيّ

^^^


وما ان وصل ، حتى صُدم برؤية خِرافه مقتولة امام زريبته ! فدخل غاضباً لمعاتبة عائلته لعدم حماية ماشيته ، فوجدهم يضمّدون جراحهم وهم يرتجفون رعباً !

فسألهم بقلق : مالذي حصل ؟!

فتنهّدت زوجته بارتياح : الحمد الله على عودتك سالماً 

ابنته : ابي !! الخراف هجمت علينا ، كأنها اسود او ذئابٍ متوحشة ! وبصعوبة نجونا منها !

زوجته : آسفة عزيزي ، إضّطررت لقتلها جميعاً .. بعد محاولتها إقتحام منزلنا ، بنطحها المُتكرّر على بابنا

الزوج بقلق : وماذا بشأن البقرة ؟

زوجته : الأفضل ان لا تبحث عنها ، فهي بقوّة فيلٍ هائج او دبٍّ ثائر!


وهنا سمعوا صوتاً قويّاً من الخارج !

ابنته بقلق : لا تخرج يا ابي !! فالحيوانات هائجة بشكلٍ مرعب

لينظر من النافذة ، ويرى البقرة تحاول كسر جدار الزريبة الخشبيّ من الخارج !

باستغراب : مالذي حصل لها ؟!

وأخذ بندقيته وخرج ، بعدما رأى الدب لحق به الى منزله !

الرجل بضيق : كان ينقصني ذاك اللعين !


لكنه تفاجأ بالدب يحتمي خلفه ، بعد خوفه من البقرة التي مازالت تُحطّم كل شيء في الحديقة ! لكن عندما حاولت الهجوم على الرجل ، إستجمع الدبّ قواه لحمايته ببسالة ، كأنه صاحبه ! مما جعل البقرة تفرّ بالبراري ، بعد مضاعفة سرعتها رغم وزنها الضخم !


فصرخت ابنته من داخل المنزل ، وهي تنظر من النافذة : 

- ابي !! الدب خلفك ، إقتله

لكن الدب اقترب من والدها وهو يمسح فرّوه بثيابه ، كأنه كلبٌ صغير !

الرجل بدهشة : يا الهي ! مالذي حصل لعالمنا ؟ هل هي علامات يوم القيامة ؟!

ليسمع ابنه الصغير يقول : 

- يبدو ان الحيوانات الأليفة تحوّلت لمتوحشة ، والعكس صحيح


وهنا تذكّر الأب الإنفجار الضوئي الذي حصل مساء الأمس !

- لابد ان الحكومة اللعينة ألقت قنبلة بيولوجيّة ، غيّرت جينات الحيوانات المتوارثة ! سأذهب للمدينة لتقديم شكوى بما حصل

***


وعندما وصل لمكتب بلديّة مدينته .. شاهد صفّاً طويلاً من اصحاب المراعي الذين تجمّعوا لتقديم الشكوى ذاتها ، بعد اضّطرارهم لقتل مواشيهم التي تحوّلت لوحوشٍ بريّة ! كما أُجبروا على إطلاق قططهم وكلابهم التي اصبحت مسعورة .. حتى البطّ والهامستر تحوّلت عضّتهم ، للدغة افعى او عقربٌ سام ! 


وسرعان ما وصل الخبر للصحافة ، بعد علمها بأن المزارعين استعانوا بالنمور والأسود لحمايتها من الهجمات المباغتة للماعز وعصافير الزينة التي تنقر عيونهم ! 


وتحت ضغط الناس والإعلام ، إعترف رئيس الحكومة بإطلاقهم صاروخٍ بيولوجيّ باتجاه كوريا الشماليّة .. لكنه انفجر بالخطأ فوق اراضيهم !

وعندما سأله الصحفيّ :

- وماذا عسانا نفعل بعد إبادة اصحاب المراعي لمواشيهم ، وحرماننا من الألبان والأجبان واللحوم ؟!

الحاكم : ليس امامنا سوى الإعتماد على الخضار والفواكه ، لحين حلّ المعضلة الصعبة

***


لم يمضي شهر على ازمة الغذاء ، حتى مات آلاف الأمريكان بعد تناولهم الخضار المسمومة ! جعلت منظّمة الصحّة العالميّة تُصدر حظراً دوليّاً على اميركا الموبوءة بمرضها الغريب ، بقرارٍ صارم بمنع السفر منها واليها .. مُعرّضةً حياة ملايين السكّان الأمريكيين لموتٍ مُحتّم ، بعد توقف التجارة الدوليّة

^^^


لاحقاً ، وصلت الأخبار لكوريا الشماليّة .. وفي قصر الزعيم الذي قال لقائد جيشه :

- أحسنت بإطلاق صاروخٍ سرّي نحوهم.. وبذلك تلاعبنا بتركيبة نباتاتهم ، وحوّلنا المُغذيّة منها لقاتلة

قائد الجيش : المهم ان لا يعرفوا بأن النباتات السامّة هي غذائهم الصحيّ

الحاكم : لن يعرف احد .. وبذلك انتقمنا من تجرّأهم على ارسال ذلك الصاروخ الفاشل ، الذي كان سيقتل شعبي جوعاً ..وقريباً سنحتفل بإفناء الشعب الأمريكي ، واختفاء دولتهم عن الخارطة الأرضيّة

وابتسم مع قائد جيشه ، خبثاً ومكرا !


هناك 25 تعليقًا:

  1. عدنان كردستان26 يناير 2025 في 11:36 م

    هل بشر اليوم حصل لها مثل ماحصل للماشية؟

    ردحذف
    الردود
    1. نعم .. نحن نعيش فعلاً بقانون الغاب ، والقوي يؤذي الضعيف .. لا شيء يخفّف على الطيبين الا وجود يوم القيامة الذي فيه يحكم الله بالعدل بين البشر .. فلله المستعان

      حذف
  2. ما بالقصه من تحول لا ارادي للحيوانات العجماء غير المكلفه اصلا ..لا يقارن بما يحدث في الشرق الاوسخ..لو احسن العلماء لصنعوا وباءا يستاصل الجنس البشري الحقير من جذوره ..
    احسنت بني بن العراق ..فكره مبتكره ..
    اللهم اخرج ياجوج وماجوج ..

    ردحذف
    الردود
    1. هناك قول ان يأجوج ومأجوج هم الصينيون .. حينها سيغمّسونك يا عاصم بالصويا صوص ، ويأكلوك نيئاً .. تستحق ذلك ، لأنك دعوت بخروجهم ، ايها المكتئب الغريب!

      حذف
    2. عدنان كردستان27 يناير 2025 في 11:20 ص

      😂😂😂 العزاء بالعم عاصم
      ☺️كنت طيب ياعم عاصم

      حذف
    3. سعيد أن القصه اعجبتك سيد عاصم.. حفظك الله

      حذف
    4. حفظت يابن اخي ..
      وياليت وسعديك يابوعدن ..لكن الست انت ماجد جني بلقيس او بن اليمن ام تشابه ازياء ...

      حذف
  3. ههههه ..ليكن بالكاتشاب طيب او بالطحينه ..
    لكن بعد ان التقي بزينب خاصتي ..كي لا اموت صاءما طاويا بعد كل هذا الحرمان والانتظار ..😭
    ربما تكتبين لنا قصه عن ياجوج وماجوج فيما بعد الفالانطاين ..

    ردحذف
    الردود
    1. كتبت قصة عن يأجوج ومأجوج قديماً ، ونُشرت بكابوس .. هذا رابطها
      https://www.lonlywriter.com/2019/06/blog-post_11.html

      حذف
    2. عدنان كردستان28 يناير 2025 في 9:25 ص

      ☺️حور العين بالجنة ستعوضك عن زينب 😂😂😂 لاتقلق

      حذف
    3. انا منتظرهن منذ نصف قرن 😍

      حذف
  4. ملحمه تخيليه مذهله ..والاهم انها بنيت علی قصتهم الحقيقيه الصحيحه..ينطبق عليكي وصف الكاتبه المجرمه ..بالتصور و الوصف ..
    امرنا لكم بمليون دولار .. هاكم ..
    💰💸💶💷💵💴💳 ..

    ردحذف
    الردود
    1. سُرّة من الدنانير الذهبيّة ! جزاكم الله خيراً ، حضرة الوالي المُبجّل

      حذف
  5. سعيد لانكِ نشرتي فكرتي.. سلمت يداك .

    ردحذف
    الردود
    1. في انتظار افكارك القادمة ، مبدعنا الصغير

      حذف
  6. دائما تبهرينا يا أمل بالقصص ما رأيك ان تكتبي قصة عن بيت او قصر مسكون هذا النوع من القصص ارواح معذبة او من هذا القبيل اشعر بأن هذا النوع من القصص سوف يكون مشوق بأسلوبك

    ردحذف
    الردود
    1. طالما يعجبك هذا النوع من القصص ، فأظن قصتي التالية ستعجبك ، انا اعمل عليها حالياً.. سأحاول جعلها من قصصي الفخورة بها بإذن الله تعالى

      حذف
  7. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أقدم التحية لكِ أختي وأستاذتي أمل
    ولقراء المدونة فرداً فرداً
    وأعتذر لكِ عن الانقطاع في التعليقات
    لدي فكرة عن قصة
    الكيس الأسود
    عبارة عن كيس أسود غامض تسكنه روح شريرة أو أن الكيس نفسه ملعون
    لكِ أن تتخيلي القصة بإفكارك المبدعة

    تحياتي..

    ردحذف
    الردود
    1. اهلاً بعودتك استاذ محمد .. لا ادري ! لم تخطر ببالي فكرة عن الموضوع الذي اقترحته .. لنتركها للزمن

      حذف
    2. يجد شخص كيسًا أسود منتفخًا كأن فيه أغراض
      يعتقد أن به شيئًا يمكن الانتفاع به
      لكن يكون الكيس الأسود وبالاً عليه أو على المحيطين به أو ربما العالم أجمع
      من يدري ؟! نترك ذلك لمخيلتك التي نتركها للزمن، وأرجو أن يكون قريباً.

      حذف
    3. ربما افعل يوماً ما ..من يدري !

      حذف
  8. حائكة الأحلام
    السلام عليك أمل قرأت قصتك أعجبني محتواها كثير لأنه هذا مانعيشه حقيقة القوي يأكل الضعيف وفي المقابل يسدد الفاتورة ذاك الشعب المغلوب على أمره نحن نقول عندنا واحد يعمل وواحد يتلقى شكرا جزيلا لك ننتظر جديدك آسفة لدي ملاحظة صغيرة فقط لاتنزعجي هناك خطأ أو خطآن في القصة أبحثي عنهم

    ردحذف
  9. حسنا أمل الخطأ الأول أنظري الخراف هجمت عليها هنا خطأ يعني يجب أن تكتبي الخراف هجمت علينا الخطأ الثاني بعد رؤيته الدب لحق به الى منزله أنظري هنا تعبير ركيك بعد الشيء يعني يمكن لو كتبتي بعدما رآه الدب لحق به إلى منزله

    ردحذف

الأدلة الجرمية

كتابة : امل شانوحة    مستودع الشرطة في مستودع مركز الشرطة بالعاصمة ، رُصّت صناديق بلاستيكيّة فيها ادوات استخدمت بجرائم قتل منذ بداية العام.....