الجمعة، 10 يناير 2025

غدر الأصدقاء

تأليف : امل شانوحة 

الغلطة المُدمّرة


إقترب احمد من الكوشة ، للسلام على زميله بالعمل (سعيد) :

- مبروك يا عريس .. (ثم تلفّت الى المعازيم) .. على فكرة ! لم اجد صديقك فؤاد ، الم تعزمه ؟!

فتغيّرت معالم وجه العريس ، الذي اجاب بصوتٍ منخفض :

- هو مسافر حالياً 

- غريب ! مع اني رأيته البارحة في المحل ..

فشدّ سعيد على يد زميله ، كأنه يطالب بسكوته .. قائلاً بحزم :

- عقبالك ، وشكراً على هديّة الزفاف  

فابتعد احمد عنه ، وهو يتساءل :

((أمعقول تشاجر مع صديق طفولته ، لهذا لم يعزمه على عرسه؟!))

***


قبل نهاية العرس ، واثناء تصوير العرسان مع الأهل والأصحاب قبل ذهابهما لغرفتهما بالفندق .. دخل فؤاد الى الصالة غاضباً .. فاستغرب احمد من وجوده بالبلد (عكس ما ادّعى العريس) .. وقبل الإقتراب منه ، للسلام عليه .. تفاجأ مع بقيّة المعازيم بلكمةٍ قويّة للعريس ، أطاحته ارضاً .. صارخاً فؤاد بقهر :

- هذه هديّة خيانتك لي ، يا صديق العمر !!

ثم نظر بحزن للعروس التي كانت مرتعبة مما حصل ! وهو يقول بحزن :

- للأسف ، إخترتِ الشخص الخطأ 

وخرج من القاعة ، تاركاً الجميع بصدمة .. خصوصاً العروس التي لم تفهم ما قصده !

^^^


بينما سارع احمد الى موقف سيارات الفندق .. وبصعوبة استطاع منع فؤاد من الذهاب :

- لن اسمح لك بقيادة سيارتك ، وانت غاضبٌ هكذا 

فؤاد بعصبية : أُتركني يا احمد قبل ان ارتكب جريمة !!

- اذاً انا أقود سيارتك ، وفي الطريق تُخبرني سبب غضبك من فؤاد لهذه الدرجة !

^^^


وفي الطريق .. انهمرت دموع فؤاد ، اثناء مسحه محادثاتٍ قديمة من جوّاله 

احمد : هل ستبقى صامتاً هكذا ؟ إخبرني بما حصل بينك وبين صديقك المُقرّب ؟

فؤاد بقهر : لم يعد صديقي ، بل اكبر مخادع بالدنيا !! 


ثم أخبره : بأنه تعرّف على فتاةٍ رائعة بالإنترنت .. ورغم انجذابه السريع منذ رؤية صورتها (المنشورة على صفحتها) إلاّ انه رفض إرسال صورته لها ، رغبةً بأن تحب روحه وشخصيّته اولاً ! على حسب نصيحة سعيد له (العريس) .. 

وبعد شهور طويلة من الحب القوي بينهما ، تغيّر فؤاد بمعاملته معها ! وصار يحادثها ببرود ، ويفتعل المشاكل ..ويثير غيرتها ، بادّعائه التعرّف على غيرها .. كما محادثته لها بقلّة إحترام ، والإستهانة بأفكارها واحلامها المستقبليّة .. وايضاً محاولة إبعادها عن عائلتها وأصدقائها .. وكل هذا كان تنفيذاً لمشورة سعيد ونصائحه المُدمّرة .. وبالنهاية ، نفذ صبر حبيبته التي ألغت متابعتها لصفحته .. وانقطعت العلاقة بينهما لأكثر من عام.. 


وهنا اخذ فؤاد نفساً طويلاً ، قبل ان يقول :

- والبارحة بالصدفة ، زرت سعيد في منزله .. الذي يبدو انه تضايق من زيارتي المفاجئة له .. وكنت لاحظت اهتمامه بشكله بالفترة الأخيرة ، دون ان يُخبرني باقتراب عرسه .. وعندما دخل المطبخ لإعداد الشايّ لي .. لمحت صفحة حبيبتي على حاسوبه ! فاستغلّيت غيابه ، لقراءة محادثته معها.. ظناً بمحاولته الإصلاح بيننا ، لأجد انه يحادثها على كونه انا ! فأنا لغبائي شاركته كل اسراري معها ، وهو استغلّ ذلك للتقرّب منها

- هل حبيبتك هي عروسته التي ..

فؤاد مقاطعاً بخيبة امل : للأسف ، نعم ! تأخّرت بمعرفة الصالة التي يقيم فيها عرسه ، لتنبيهها على خداعه .. لكن ليس بيدي دليل ضدّه ، فهي لم تسمع صوتي ولم ترى شكلي .. وحتى لوّ أخبرتها بقصصنا الخاصّة ، فلن يفيد .. لأنني..


احمد : شاركتها كلّها مع سعيد 

- نعم ، وهذه غلطتي الكبرى .. وسأندم عليها العمر كلّه

- يبدو ان مدحك لها ، جعله يتمنّاها لنفسه

فؤاد بغيظ : اللعين !! أعطاني النصائح للبعد عنها ، بحجّة ان النساء يعشقن الرجل صعب المنال .. ولم اكن اعرف انه يُخطّط للتقرّب منها ! 

- وماذا ستفعل لحلّ المشكلة ؟

- وماذا عليّ فعله بعد عقد قرانهما .. (ثم تنهّد بضيق) .. رجاءً أعدني الى بيتي .. وكان الله في عوني بأسوء ليلة في حياتي ، وانا أتخيّلهما معاً ..

احمد مقاطعاً : توقف يا فؤاد ، ستؤذي نفسك بالتفكير بهذه الطريقة

- كل املي ان يأتي يوم وتلاحظ الإختلاف بيننا ، وتكتشف الحقيقية 

- وهل يمكنك الزواج بطليقة صديقك ؟ 

فؤاد بقهر : للأسف لا 


ولم يستطع احمد فعل شيء ، سوى إجباره على المبيت الليلة في منزله ، خوفاً من انتحاره .. وهو يشاهد فؤاد منهاراً ببكاءٍ مرير على خسارة حبّ حياته ، بحيلةٍ غادرة من صديق طفولته !  


هناك 8 تعليقات:

  1. لا يوجد شيء من الاساس يسمی صداقه في زمننا هذا ..الجميع مختلون وحاقدون وعديمي التربيه والاصل ..لا وفاء ولا مبدا.. ولا حتی عقل .. خاصۃ تلك الاصدارات من الاجيال الحديثه ..
    اما الفتيات عامۃ فلا عقول مطلقا لديهن ..الا ماندر ..ويبحثن عن المتاعب داءما لذا يسهل خداعهن دوما باقل مجهود ..
    ولا يعرفن ان الصفات التي تجذبهن ..لا توجد الا عند المرضی والمعقدين نفسيا.. والمضطربين والشاعرين دوما بالنقص ..فيلجا للانثی الضعيفه ..كي ياخذ من شخصيتها ليكمل نفسه المزعزعه ثم لا تصلح لاحد بعده ..اذ اضحت فارغه خاويۃ علی عروشها تجتر العلقم ..ولا يكشفون الا عند الشده ..فتجد من هامت به مجرد طفل اناني حقير يفر بنفسه عند اقل خطر ..ولا يهمه مطلقا ماذا قد يحدث لها ...هذا ليس رجما بغيب ولكن مما يراه المرء فيمن حوله ..والعجيب ان هذه الحيله تنجح داءما ..فينال ذءب اللوءم كل اللحم ..وينام طاويا نبيل القوم والمجد ..
    الخلاصه..لا تتزوجون ولا تحبون ..وفي الحانات تمرغون ..فتتلذذذون عاجلون ..او بالصوامع والفلوات ترهبنون ..فتربحون اجلون..
    احسنتم امل..قصه اجتماعيه تحذيريه ممتازه ..

    ردحذف
    الردود
    1. العلاقات على الإنترنت تفشل دائماً .. لأن احد الأطراف بريءٌ جداً ، والآخر محترفٌ لعوب .. وعادةً الفتاة هي الضحيّة ، الا بحالات خاصة يكون العكس !
      يارب الطف بقلوب العذارى من الوحوش البشريّة

      حذف
  2. القصة رائعة غير انها مختصرة بزاف ولو تكون فيها جزء ثاني
    لانه بحس انها غير مكتملة

    ردحذف
    الردود
    1. هي مجرد حادثة حقيقية سمعت عنها ، واردت تدوينها ضمن قصة قصيرة

      حذف
  3. عدنان كردستان13 يناير 2025 في 11:26 م

    يحمد الله انها باعته وهم ليسا على البر
    لو كانت تحبه فعلاً فانها ستخبرة بتقرب صديقة لها

    ردحذف
    الردود
    1. هي تظن صديقه هو نفسه حبيبها ، لأنه اخبرها بكل الأسرار التي شاركتها مع حبيبها الذي لا تعرف شكله ولا صوته .. هي لم تبعه ، بل حبيبها اخطأ بمشاركة حياته الخاصة مع صديقه الغدّار

      حذف
  4. عدنان كردستان13 يناير 2025 في 11:33 م

    #بشر هذا الزمن

    المهندس احمد مصري سلف زميلة فلوس وبيوم كانت زوجة احمد ستولد واحمد محتاج فلوس فذهب لمقابلة زميلة لكي يعطية من الفلوس التي عنده تقابلوا على جسر النيل وهناك زميل احمد قتل احمد ورمى باحمد لتحت الجسر لكي ينهي موضوع الدين.

    هذا كان رد المعروف لشخص ساعد زميلة بفلوس بان قتلة وزوجتة تنتظر عودته لكي ياخذها للمستشفى للولادة

    ردحذف
    الردود
    1. رحم الله الشهيد ، وأعان زوجته على مصابها الكبير

      حذف

الرصاصة الطائشة

فكرة : الأستاذ احمد السيد كتابة : امل شانوحة  الطلقات المُميتة عُيّن رئيس بلديّة جديد (قادم من المدينة) في قريةٍ شعبيّة.. ولم يمضي شهر على ت...