الأربعاء، 8 يناير 2025

جزيرة الأمل

تأليف : امل شانوحة 

النقيضان


إستيقظ شابٌ (ثلاثينيّ) على صوت صبيّة (عشرينيّة) تهزّ كتفه :

- هل انت بخير ؟ رجاءً إفتح عينيك ، لا اريد البقاء وحدي على الجزيرة !!


وعندما عدّل جلسته ، وجد نفسه على الشاطئ ! ودخانٌ فوق سطح البحر ، بعد غرق حطام الطائرة مع بقيّة المسافرين .. 

فسألها بقلق : هل نحن الناجيّن الوحيديّن ؟!


وقبل ان تجيبه ، سمعا صراخ ولدٍ صغير ! فأسرعا نحوه ، ليجداه يحتضن اخته الطفلة (الغائبة عن الوعيّ) محاولاً السباحة بين الأمواج الهائجة  

فأسرع الشاب بإخراجهما من البحر ، وهو يُهدّئ الصبيّ (7 سنوات) الخائف على اخته الصغيرة (سنتيّن) التي فتحت عينيها اخيراً ، بعد قيام الصبيّة بالتنفّس الصناعي  


وبعد إبعادهما عن البحر ، سألها الشاب :

- هل تدرسين الطب ؟

الصبيّة : لا ، لكني تعلّمت الإسعافات الأوليّة بالمعهد.. وانت ؟

- تاجر ادوات طبّية

زينب باستغراب : تبدو صغيراً على كونك تاجر ! 

- انا أصغر تجّار السوق ، وأذكاهم

- أظنني لمحتك تجلس بالدرجة الأولى 

- هذا صحيح ، وإسمي خليل .. وانت ؟

- زينب .. 

- هل هما ولديّك ؟

زينب : لا ، كانا يجلسان خلفي مع اهلهما 

خليل : المساكين ! غرق والديهما مع بقيّة المسافرين .. 

مقاطعة : إخفض صوتك رجاءً ، لا تخيف الصبيّ على مصير اهله 

- ماذا سنفعل بشأنهما ؟ 

- سنكون المسؤوليّن عنهما ، لحين إعادتهما الى أقاربهما بعد خروجنا من هذه الأزمة


خليل بغرور : انت اهتمي بهما ، فلا قدرة لي على الأطفال.. ولوّ كنت متزوجاً ، لعيّنت أمهر المُربّيين لأولادي.. لكن لا نيّة لي بالزواج ، فجميع النساء خائنات و..

مقاطعة بعصبية : إسمعني جيداً !! لا يهمّني من تكون ، فأموالك لن تفيدنا هنا.. فأنا لاحظت تعاملك المُتعالي مع المضيفات ..ولا ادري ما مشكلتك مع النساء ! لكننا مُلزمان على التناوب الإهتمام بالطفليّن .. لذا عليك النضوج قليلاً ، وتحمّل المسؤوليّة.. فإما ان أقوم انا باستكشاف المكان ، للعثور على المزيد من الناجين حول الجزيرة ، مع البحث عن مياهٍ صالحة للشرب .. او اجلس مع الأولاد ، لتقوم انت بهاتيّن المهمّتيّن يا بطل 

- سأتغاضى عن نقدك المُستفزّ ، فأنت لا تعلمين الصعوبات التي مررّت بها في حياتي .. لذا إبقي معهما ، فأنا لا أطيق الصغار


ثم صعد الهضبة ، لاكتشاف الجزيرة من فوق .. بينما تمّتمت زينب بضيق:

- لا يطيق الأطفال ولا النساء .. يعني من بين كل المسافرين الطبيعيين ، علقت مع هذا المتغطرس ، المُعقّد نفسيّاً ! يارب صبّرني كي لا ارتكب جريمة على هذه الجزيرة ، وعجّل بالفرج القريب 

ثم نظرت للصغيريّن الخائفيّن :

- ماذا سأطعمهما ؟! ليت الحادث حصل بعد تناولنا طعام الطائرة


ثم تكلّمت مع الصبي :

- ما اسمك حبيبي ؟ 

- بلال ، وهذه اختي اوزايّ .. هل صحيح ما قاله الرجل : بأن والدايّ غرقا مع الطائرة ؟!

زينب : لا تبكي رجاءً ، هو ذهب للبحث عن ناجين آخرين .. فادعو له ان يجدهما بخير .. الى ذلك الحين ، عليك الإنتباه على اختك ، كيّ لا تمشي باتجاه البحر .. بينما اذهب للبحث عن شيءٍ نأكله ..

الولد مقاطعاً : ماذا بشأن حفّاظاتها ؟

فتنهّدت بضيق : سنحاول تنظيفها ، لأنه صعب إيجاد غيارتٍ لها 

- لن يكون الأمر سهلاً ، فهي مازالت صغيرة

زينب بضيق : اعلم هذا ، ولا خبرة لي بهذه الأمور .. لكن سنتعاون جميعاً لحلّ الأزمات التي ستواجهنا هنا ، تمام حبيبي

فهزّ رأسه موافقاً..

^^^


ثم ذهبت للبحث بين الأعشاب ، الى ان وجدت توتاً برّياً.. 

- سأتذوّقه اولاً ، عسى ان لا يكون ساماً .. آه جيد !! مذاقه رائع .. مع اني استغرب وجوده قرب الشاطئ ، فهو بالعادة ينمو بالجبال ! اتمنى ان لا يكون الولدان لديهما حساسيّة التوت

***


وبعد ساعتيّن ، عاد خليل .. ليرى الولد نائماً على كتف زينب ، بينما تنوّم الصغيرة على قدميّها وهي تغني لها .. 

فأخذ يستمع الى صوتها الحنون ، قبل ان تلاحظ وجوده .. فوضعت الطفلة النائمة بجوار اخيها ، واقتربت منه :

- رجاءً إخبرني انك وجدت شيئاً ينفعنا ؟

خليل : هناك شجرة ضخمة بالجهة الأخرى من الجزيرة ، مُجوّفة من الداخل .. يمكننا المبيت فيها ، للإحتماء من برد المساء  

زينب : وماذا عن الماء ؟

خليل : وجدت حفرة بأعلى الهضبة ، مملوءة بماء المطر .. تكفينا لأيام ، لحين هطول مطرٌ جديد

- جيد ، بقيّ توفير الطعام

- اعتدّتُ الصيد مع رفاقي على يختي بالعطل السنويّة ، لكن احتاج سنّارة..

مقاطعة : سنستبدلها برمح

- وماذا عن السكين لحدّ طرف الغصن ؟


فأخرجت من جيبها حجرةً مُسنّنة :

- وجدّتها بين الأعشاب ، وهي تصلح كسكين بالوقت الراهن

- ممتاز !! .. والآن ماذا عليّ فعله ؟ 

زينب : ستجلس قرب الطفليّن النائمين اثناء صنعك الرمح ، بينما أجمع اوراق الشجر لإشعالها .. فقد قاربت الشمس على المغيب ، والجوّ يزداد برودة 

- إذاً لننتقل الى جوف الشجرة ، ونُشعل بجانبها الأوراق بولّاعتي .. هكذا نتدفأ اكثر 

- سننتقل غداً ، لأن عليك إصطياد السمك قبل حلول الظلام  

^^^


وفي المساء .. تعاونت زينب وخليل على شواء السمكة (التي اصطادها بصعوبة برمحه الطويل).. وذلك بعد انتهائها من حفر كلمة : مساعدة (HELP) على الرمال لطائرات الإنقاذ


ثم انشغل خليل بتنظيف الّلقيمات للصغير من الشوك ، بينما هرست زينب جوز الهند للطفلة 

خليل : كنا محظوظيّن بإسقاط الثمرة بالحجارة 

زينب : أُجبرنا المحاولة أكثر من مرة ، خوفاً من إطعام السمك لطفلةٍ صغيرة  

- كان الله في عوننا ، ريثما تنتهي هذه الأزمة


وناموا تلك الليلة على الشاطئ ، حول شعلة النار

***


وفي الصباح الباكر ، جهّزا تجويف الشجرة للمبيت فيها .. 

وفي الوقت الذي أمضاه خليل في صيد اكبر عددٍ من الأسماك ، لنقلها معه للشجرة .. قضت زينب نهارها باللعب مع الطفليّن تحت المطر .. بينما راقبهم خليل من بعيد بابتسامةٍ حنونة ، بعد انبهاره بضحكات زينب الطفوليّة وبراءتها النادرة !

^^^


وفي المساء بعد توقف المطر ، انتقلوا جميعاً لجوف الشجرة .. وبعد إشعال خليل النار على مقربة من الشجرة (بعد تجفيفه الأوراق المُبتلّة) .. سألته زينب :

- هل نمت سيد خليل ؟

- نادني خليل ، لوّ سمحتِ .. ماذا هناك ؟

زينب : صحيح ان نومنا هنا ، ادفأ من الشاطئ .. لكني قلقة من وجود افاعي او عناكب سامة بين الأعشاب القريبة منا

- لا تقلقي ، انا نائم على مدخل الشجرة .. ومعي عصاتي المُسنّنة ، وسأحاول حمايتكم قدر المكان

- وانا لا اودّ ان يصيبك مكروه


فالتفت اليها بدهشة ! لتقول بارتباك :

- أقصد من الصعب بقائي وحدي برفقة الولديّن ، دون وجود رجلٍ معنا .. فأنا لا ادري ما تخبّئه الأيام القادمة 

خليل : لا تفكّري بالغد ، ولنعيش كل يومٍ بيومه.. هيا نامي ، فقد عملنا طوال النهار ..وكلانا مُتعبان ، وعلينا الإستيقاظ باكراً قبل الطفليّن 

- تصبح على خير .. خليل

(وكانت اول مرّة تناديه بإسمه فقط ! مما اسعده كثيراً)

***


وبمرور الأيام ، تعاونا فيها على الإهتمام بالصغيريّن اللّذين علّماهما : قضاء حاجتهما في مكانٍ محدّد من الشاطئ ، كيّ لا يُتعبا قريبهما بعد عودتهما لحياتهما الطبيعيّة (بعد نجاح زينب بتنظيف الصغيرة اخيراً) 


كما اهتمّا بالولد بعد إصابته بالحمّى ، وسهرا على تغيّر القماشة المبلولة على رأسه طوال الليل .. 

اما الطفلة ، فعلّماها نطق بعض الكلمات .. والتي بدوّرها أصرّت على مناداتهما : بماما وبابا .. دون منعها من ذلك ، كيّ لا يحرماها الكلمتيّن الثمينتيّن بعد وفاة عائلتها .. 


ومع مرور الوقت .. لاحظ خليل توافق زينب معه ، بطريقة تربيّته للصغيريّن على الأدب والإخلاق .. مما زاد احترامه لها 

***


وفي إحدى الليالي ، بعد نوم الولديّن .. سألها لأوّل مرة : 

- لما لست مخطوبة حتى الآن ، مع انك مُثققة وجميلة ؟

- بسبب زوج امي الذي كرّهني كل الرجال

- هل كان يعتدي..

مقاطعة : لا طبعاً !! كنت قتلته لوّ تجرّأ على ذلك .. كل ما هناك انه يُفرغ غضبه عليّ.. مما حرمني الإحساس بالأمان في منزله ، خاصّة مع نقده المدمّر الذي جعلني أهرب منه 

خليل : تقصدين السفر وحدك ؟ 

- كنت وجدت عملاً في المدينة الأخرى .. فاستغلّيت خروجهما من المنزل ، لتوجّه للمطار دون علمهما .. ثم أبلغت امي بانتقالي للمدينة المجاورة ، اثناء جلوسي بالطائرة قبل سقوطها  

- الم تحزن امك لغيابك المفاجئ ؟

زينب : هي ضعيفة امام زوجها .. وتُجبرني على تنفيذ اوامره ، كأني خادمته ! لذلك فكّرت بنفسي هذه المرة ، وهربت من جحيمه .. ماذا عنك ؟ لما تكره كل النساء ؟ هل يُعقل ان شاباً وسيماً وثريّاً مثلك ، لم يعشق في حياته ؟!


فتنهّد بضيق : أحببت مرّةً واحدة .. ابنة الجيران التي كبرت معها ، وتعلّقت بها جداً

- وماذا حصل ؟

خليل بقهر : زوّجها والدها لعجوزٍ ثريّ

- الم تدافع عن حبك امام عائلتها ؟!

- ظننت في البداية انها خائفة من والدها ..لكن بعد رؤيتها تضحك بسعادة في السوق ، عقب شراء خطيبها كل ما تتمنّاه ! علمت انها تركتني بإرداتها 

- لكنك ايضاً ثريّ ، حسب كلامك ! 

خليل : كنت مُتخرّجاً حديثاً من الجامعة .. وبسببها تركت الدراسات العليا ، وجازفت بميراث والدي بالتجارة .. وكنت محظوظاً بشراء شحنة مُطهّرات ، قبل إعلان الطوارئ بمرض الكورونا.. وبعتها جميعاً بضعف ثمنها .. ثم كنت السبّاق بشراء الكمّامات وأقنعة الأكسجين التي اشتروها مني اصحاب العيادات الطبّية .. وبعدها فتحت شركة أدوات طبّية ، خاصّة بالمعاقين .. وأصبحت الأول في تخصّصي بين التجّار ، رغم صغر سني .. لكن ما الفائدة بعد أن أصبحت حبيبتي أمّاً لطفل العجوز المُتصابي.. لذلك أكره النساء ، فجميعهن استغلاليّات وخائنات !! 

- اصابعك لا تشبه بعضها ، وكذلك النساء .. فليس جميعنا نُفضّل المال على الحب .. كما لسنا كلنا رخيصات ، كما وصفتنا !


خليل : لاحظت ذلك بك ! فأنت منعتني الإقتراب منك ، واحتفظتِ بمسافةٍ بيننا .. كما انك لم تكترثي بكلامي عن ثروّتي وفلّتي الفخمة !

زينب : لأن المال لا يعني السعادة ، بل الأهم هو راحة البال والأمان النفسيّ.. لا تصدّق كم ليلة تمنيّت الموت ، خوفاً من ان يحطّم زوج امي باب غرفتي لضربي بعنف ، كأني عدوّته الّلدود ! 

- اللعين ! جيد انك هربتي منه

- أُنظر حولك ، لم أنجح بالهرب منه .. فعندما ينقذوننا ، سيعيدونني اليه.. لأني حتماً خسرت الوظيفة ، بعد إسبوعين من وجودنا هنا 

خليل : اذاً ما رأيك لوّ تعملي في شركتي ؟

- وماذا اعمل ؟!

- الم تقولي انك درست المحاسبة في المعهد ، ولغتك الأجنبيّة جيدة ؟

- نعم

خليل : اذاً سأوظّفك في ادارة مبيعات شركتي ، وبراتبٍ جيد

- أتمنى ذلك ، لكن ماذا بشأن السكن ؟

- يمكنك البقاء بغرفة الضيوف بفلّتي

زينب بعصبية : هل جننت ؟! لا طبعاً !!

- لماذا ؟!

- انت غريبٌ عني .. أتريد الناس ان يسيئوا الظن بسمعتي ؟


خليل : أتدرين ان معظم الفتيات اللآتي حاولنّ جذب انتباهي منذ ثرائي ، كنّ يترجّين زيارتي ؟

زينب بقلق : وهل باتوا عندك ؟! .. (بعصبيّة).. لماذا تضحك ؟!

- ليتك رأيتي نظرتك الحادّة ، ايتها الغيورة 

- ليست غيرة ، بل خوفاً عليك من الحرام

خليل : لا تقلقي ..فقد أخبرتك سابقاً بأن حبيبتي كرّهتني صنف النساء.. لذلك منعتهنّ الإقتراب مني

فتنهّدت بارتياح : هذا جيد

فقال مُبتسماً : أتريدين إقناعي بأنها ليست تنهيدة فتاةٍ غيورة ؟

فردّت بعصبية : ومما أغار ؟! انا لا اعرفك

- نحن معاً منذ اسبوعين .. وربما اهتمامنا بالطفليّن ، جعلك تشعرين أننا عائلةً حقيقية


زينب مُعاتبة : تتكلّم وكأني خططتّ للقائك ! فالقدر جمعنا معاً : فتاةٌ تكره الرجال ، وصبيّ يكره النساء

- عمري ثلاثين ، وتصفينني بالصبيّ ؟!

- لديّ قدرة على التعامل مع الشخص الذي امامي ، حسب طفله الداخليّ.. فأنت بالنسبة لي صبيٌّ صغير ، يقفز فرحاً كلما اصطاد سمكة لنا

خليل : وانت بالنسبة لي ، طفلةً عنيدة

- انا تحمّلت المسؤليّة منذ صغري ، فكل اعباء منزل امي على ظهري

- حسناً لا تغضبي.. كنت اريد إفهامك : أن الصبيّ الذي امامك ، مُهتمّاً بالصبيّة الجميلة التي بجانبه

زينب بقلق : ماذا تقصد ؟!

- إن نجونا من هنا ، سأطلب يدك من زوج امك 

- لا !! انا اكره الزواج ، فمعظم ايامها شجارات ودموع .. 

مقاطعاً : لا تأخذي تجربة والدتك الصعبة ، مقياساً لكل العلاقات الزوجيّة .. فليست اصابعك متشابهة ، وكذلك الرجال .. اليس هذا كلامك ؟


زينب : يعني ستعاملني بلطف ، رغم كرهك للنساء ؟!

- برأيّ ان نعطي الحياة فرصةً ثانية لإسعادنا .. وإن كنت مُتردّدة ، سيكون لكلاً منّا غرفته .. الى ان تتعوّدي على فكرة زواجنا 

- طالما سنكون مُنفصليّن ، فلما اقترحت الزواج ؟ 

خليل بقلق : لخوفي من بقائك في منزل الوحش 

- معك حق .. أشعر انني سأقتله ، إن حاول ضربي مجدداً .. لكن إقتراحك صعب .. فهناك خدم ببيتك ، وسيخبرون الناس بأن زواجنا مُزيّف 

- وماذا تقترحين ؟

زينب بتردّد وخجل : البقاء بنفس الغرفة ، بشرط نومي على الكنبة

- لن اسمح بذلك !! انت على السرير ، وانا على الكنبة

- كما تشاء

فابتسم لها بحنان

***


إستيقظا بعد ايام على صراخ الولد ، وهو يخبرهما بوجود سفينة قريبة من الشاطئ .. فأسرعا الى هناك ، ليقوما بالصراخ والتلويح بالأوراق المشتعلة ..الى ان تمّ إنقاذهما من الجزيرة

^^^


ليستقبلهم الصحفيّون بالمطار بعد عودتهم سالمين الى وطنهما .. بينما سارع العم باحتضان الطفليّن .. بعد أن ودّعهما خليل وزينب بالدموع ، للتعلّق بهما كأنهما اولادهما ! وبدوّره شكرهما على الإهتمام بأولاد اخيه المتوفي 


ثم شاهد خليل إستقبال زوج ام زينب البارد ، كأنه مُتضايق من بقائها حيّة ! حتى انه سمعه يتحدث مع صاحبه بالهاتف : عن خيبة امله بخسارته تعويض المطار على وفاتها ! مما جعله يوقفه جانباً .. 

ليردّ زوج ام زينب بضيق : ماذا تريد ؟ 

خليل بحزم : سآتي بنهاية الأسبوع لخطبة زينب منك 

- يبدو انك كنت على علاقةٍ معها بالجزيرة 

خليل بعصبية : إحفظ لسانك !! فزينب فتاةٌ مُتحفّظة 

- وماذا إن رفضت طلبك ؟ 


فهمس بإذنه بمبلغ المهر الضخم ، جعل زوج الأم يوافق على طلبه .. لكن بشرط : أخذها الى فلّته بعد عقد القران ، دون حفلة زفاف ! 

وهذا ما حصل فعلاً .. 

^^^


وفي غرفتهما ، وبعد تجهيزه الكنبة للنوم عليها.. قال لها :

- اعدك بتعويض حفلة زفافك الذي حرمك منها اللعين ، كمحاولته الأخيرة لقهرك 

زينب : لا تهمّني تلك الأمور ، يكفي ان اكون بعيدة عنه .. وأعان الله امي على جنونه وبخله .. (ثم غطّت نفسها باللحاف ، وهي تتثاءب بنعاس ).. كان يوماً طويلاً ..تصبح على خير ، زوجيّ العزيز 

- تصبحين على خير ، حبيبتي

***


لم يمضي اسبوع .. حتى سمحت باستلقائه جانبها ، بعد ادّعائه آلام ظهره من نومه على الكنبة ..

وبعد احاديث طويلة ، نامت على صدره بعد إحساسها بالأمان الذي افتقدته عقب وفاة والدها وهي صغيرة !

***


وهاهي اليوم تتجوّل مع اطفالها الثلاثة بجزيرة الأمل (كما سمّتها) بعد رحلةٍ بحريّة على يخت زوجها الذي أخبرهم عن المغامرة الشيّقة التي عرّفته بأمهم التي وصفها : بحبّ حياته وتوأم روحه.. 

وانتهت الرحلة : بشكر الله الذي جمعهما معاً ، كتعويض عن حياتهما الصعبة السابقة .. وهما يعدان اطفالهما بحياةٍ مُتفاهمة ، مليئة بالمحبّة والسعادة الدائمة  


هناك 7 تعليقات:

  1. مابال اقوام يشدون ويغردون ..
    اتكتبين شعرا ..ام شعرا تنضحين ..
    اظن تلك الفتاه هي زينب اصلان اي جيمري اردا ..في تل الرياحين ..انتظرت تلك اللعينه سنوات طوال ..علی الشاطيء فلم تاتي ..حتی اذا جاءت ..
    جذبتي من الذری ورمت بي الی الثری..
    اخذت يقظتي ولم تعطني هداۃ الكری ..
    فاين زينب خاصتي ..اين اين ..


    ردحذف
    الردود
    1. نعم ، تخيّلت ابطال تلّ الرياح بفيلم سينمائي بعد انتهاء مسلّسلهما هذا الصيف

      حذف
    2. أضحكتني 🤣 رزقك الله الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك

      حذف
  2. كنت افكر في شخص أعرفه اسمه خليل دخلت لمدونتك فوجدت الاسم اول شيء رأيت 😂

    ردحذف
    الردود
    1. شاهدي مسلسل تل الرياح وستعشقين الإسم اكثر

      حذف
  3. عدنان كردستان9 يناير 2025 في 9:09 م

    مضمون القصة بان الطفولة لاتموت بل تظل بكل شخص مخفية بدرجات وعندما تستطيع ان تجعل الانسان يعاملك بالطفوله التي يحملها فانه تعود له البرأة والفطرة الانسانية.

    للاسف الناس صنفين:
    1- الطفولة لدية مدفونه بالاعماق ويحتاج لمعجزة لكي نجعلة يتعامل بطفولته. والناس يصفوه بانه ممتاز
    2-طبعه طفولي وروحه بريئة ولايستطيع اخفاء روح الطفولة لديه لكن للاسف يكون مجروح من المجتمع وشابع دنيا بهذا العالم ، والناس يصفوه بانه اهبل

    ردحذف
    الردود
    1. فعلاً جميع الأمراض النفسية هي بسبب الطفولة المجروحة

      حذف

الرصاصة الطائشة

فكرة : الأستاذ احمد السيد كتابة : امل شانوحة  الطلقات المُميتة عُيّن رئيس بلديّة جديد (قادم من المدينة) في قريةٍ شعبيّة.. ولم يمضي شهر على ت...