السبت، 31 أغسطس 2024

ذريّة قابيل

تأليف : امل شانوحة 

الجريمة الأولى


اثناء استراحة قابيل تحت الشجرة بعد دفنه اخيه ، إستيقظ على صوتٍ خافت .. ليرى هابيل يهرب نحو الجبل ، بعد محاولة دفنه حيّاً! 

فتمتّم قابيل بارتباك : 

- الم يمت بعد ؟! 

وخاف من عودته لوالدهما (آدم) وإخباره بما حصل ! ولأنه لم يستطع اللحاق به ، إنطلق قابيل هائماً على وجهه بالبراري.. 


بعدها بسنوات ، أنجب كلاهما ذريّةً ضخمة .. حيث قام اولاد وأحفاد قابيل بإفساد الأرض ونشرهم الفسوق والفجور .. بينما تعبّدت ذريّة هابيل الله في مدينةٍ هادئة خلف الجبل ، دون اختلاطهم بالذريّة الفاسدة.. 


وبنهاية العالم ، بعد ان ساد الدمار والفساد .. ظهرت ذريّة هابيل السرّية ، لتعلن الحرب ضدّ الظالمين وإعلاء كلمة الله من جديد

^^^


وهنا استيقظ قابيل من كابوسه ، وهو يقول فزعاً :

- مستحيل ان هابيل مازال حيّاً ، فقد اوشك على التحلّل فوق كتفي قبل ان يعلّمني الغراب الدفن ! 

وسارع للقبر ، لحفره بكلتا يديه .. الى أن وجد جثة أخيه قابعة هناك


فتنهّد بارتياح : جيد ، مازلت في مكانك ..

ثم نفخ صدره بغرور :

- ذريّتي وحدها ستحكم العالم ، فالشرّ لابد منه..

ليسمع تصفيقاً من بعيد ، من رجلٍ ضخم يلبس رداءً اسود !

فناداه قابيل بقلق : من انت ؟!!

- انا ابليس المعظّم !!

- أأنت من حرمت ابي الجنة ؟!

- وانا ايضاً وسّوست لك بقتل اخيك

فغضب قابيل ، ورمى حجرةً عليه :

- ايها اللعين !! أخسرتني أخي وصديقي الوحيد

فابتعد ابليس عن الحجرة ، وهو يقول :

- انا مخلّد يا عزيزي ، ام أعجبتك فكرة القتل ؟

- إبتعد عني !! لا اريد رؤيتك ثانيةً 


إبليس : إسمعني جيداً ايها الوغد .. إن لم تنفّذ كلامي بالحرف الواحد ، سأخبر والدك بما فعلت .. وربما يدعي ربه ، فيسخطك لحيوانٍ برّي  

قابيل بارتباك : ابي ! كيف لم أفكّر بأمره قبل ارتكابي الجريمة ؟!

- عليك الإبتعاد عنه نهائيّاً

- والى اين اذهب ؟

- إنطلق ، وسأعيّن وجهتك التالية .. هيا اركض !! ماذا تنتظر ؟

قابيل بحزن : وماذا عن امي واختي ؟

- أتظن ستستقبلانك بالأحضان بعد فعلتك الشنيعة ؟ هيا توغّل بالغابة ، ففي نهايته نهرٌ جاري ستعيش قربه.. ولا تقلق من الوحدة ، سأرسل لك النساء بطريقةٍ او بأخرى


فانطلق قابيل مهموماً بالغابة .. بينما اقترب ابليس من قبر هابيل وهو يبتسم:

- جيد انني تخلّصت من البذرة الصالحة

***


بعد قرون .. نزل ابليس من سفينة نوح دون ان يراه احد ، وهو ينفض الغبار عن ردائه الأسود :

- رحلةٌ طويلة بالبحر ، وانا عالقٌ بزريبة الحيوانات النتنة ! لكن لا بأس ، طالما لم أغرق مع الفاسدين


وابتعد عن السفينة ، وهو ينظر للمؤمنين القلّة مع النبي نوح..

إبليس بغيظ : صحيح معظمهم من ذريّة الإبن الثالث لآدم (شيث) مع بعض الصالحين من ذريّة قابيل الذين لم استطع السيطرة عليهم إلاّ انني أنوي تحريضهم على قتل اولاد عمهم ، فهم كجدهم (قابيل) لديهم ميول عنيفة وحبّ السيطرة.. لكن عليّ الإسراع قبل تكاثرهم كالأرانب ، وتعميرهم الأرض التي هي ملك للجن والشياطين.. ومن حسن حظي ان الطوّفان أغرق العديد منهم .. كما انّي فخور بمقتل هابيل قبل زواجه فهو ملاك كوالده ، وذريّته حتماً ستكون من الصالحين .. أما ذريّة إخوته ، فسهلٌ إفسادهم .. (ثم نظر ثانيةً للنبي نوح ومن آمن معه ، قائلاً بحنق) .. إنتظروني ، سأعود اليكم قريباً

وذهب للتخطيط لفساده التالي !

***


لكن يبدو انه فشل بإنهاء البشريّة الذين أصبح عددهم تسعة مليارات نسمة ! مما أفقد ابليس صوابه : فأعطى تعليماتٍ صارمة لكل الجمعيات السرّية في العالم على تلويث الأراضي الزراعيّة والمياه والجوّ ، بالإضافة لنشر الأفكار الشاذّة بين الناس بعد ان وعدهم بدعمه المُطلق للمليار الذهبي ، في سبيل تحرير صديقه الدّجّال (كما وعده) .. لكنه بالحقيقة لا يهمّه عبّاده وعملائه البشريين ، لأن حلمه الوحيد هو إفناء نسل عدوّه الّلدود آدم ، ولأبد الآبدين !!! 


هناك 9 تعليقات:

  1. قصه تعليميه وتربويه جيده شكرا استاذه امل علی هذه الدروس التوعويه الهادفه ولكن التركيز علی ابليس في كثير من قصصك ما سببه ياتری هل هي عداوه شخصيه هو بالطبع يستحق كل هذا البغض والتحذير منه ولكن هناك ملايين ربما اشد شرا وخطوره منه
    شكرا لكي استاذتنا الكريمه مره اخری

    ردحذف
  2. اموله مو كنتي قلتيلي انو اسألك عن موضوع الواتباد واقلك ...
    النشر بالواتباد مجاني ولكن يجيك دخل مادي من خلال الاعلانات
    والله كنصيحه انشري بالواتباد احسن لك وان شاء الله يكون هذا هو طريقك للشهره ..
    وابدأي انشري قصصك الي كانت بموقع كابوس .. او بشكل عام انشري كل اسبوع قصه من قصصك لكن مش من قصصك الفخوره بها لا قصص عاديه(مع انو كل قصصك حلوه ما شاء الله) ولما تزداد شهرتك انشري القصص الفخوره بها علشان محد يقدر يسرقها ..
    متشوقه اشوفك مشهوره🥹❤

    ردحذف
    الردود
    1. سأسأل اخي عن الموضوع ، انا لا علم لي بالأمور التقنية .. شكراً لك

      حذف
    2. اوكيي .. اسألي اخوكِ .. وقرري
      بس لا تنسي ترديلي خبر اوكي؟

      حذف
  3. نايا.

    ماذا حصل معك في كابوس
    لما المدير حذف تعليقك ؟

    ردحذف
    الردود
    1. انستازيا
      لا ماكو شي بس قلت انو الموقع كان احلى بكتير قبل وانو قل التفاعل جداً بعد اغلاق المقهى وما في فائده من استمراره وانه صاير ممل وما فيه شي مثير للاهتمام وبس
      وبعدين يقولون عندنا حرية رأي😒
      هو لان يدري كلامي صحيح حذف التعليق لانو ما عنده جواب
      ولو كان عنده جواب ما كان حذفه للتعليق ..
      عموماً رديت عليه بتعليق ثاني واستنسخته عشان لو انحذف يكون عندي ، هذا التعليق :
      حسناً لا بأس🙂
      لكنني اود توضيح سوء فهم : انا لم اقل ان الموقع لا يعجبني موقع كابوس (سابقاً) كان افضل موقع على الاطلاق ، لكنني فقط عبرت عن حزني لتغيره واختفاء المقهى بعد الاغلاق الاخير .
      كنتم ولا زلتم لا تحترمون اي اراء تعترض ارائكم وهذه ايضاً من بين الامور الاخرى التي جعلتني انفر من هذا الموقع!
      لا احترام ولا حرية التعبير عن الراي ولا مقالات مثيره للاهتمام ولا خلفيه جذابه ولا اي شيء .. ثم تريدون التفاعل!!!
      ولا استبعد ايضاً حذفكم لهذا التعليق ، لانكم تعلمون في قرارة انفسكم ان كل ما قلته حقيقي 100% والا لما حذفتموه!
      انتهى النقاش .

      حذف
  4. بارك الله فيك اختنا الفاضلة

    ردحذف
  5. كلامك لا يحتمل تأويلًا، الحقيقة أن الموقع فقد
    بريقه، وفقد معه الكثير من المزايا التي جعلته
    مميزًا في السابق. إغلاق المقهى لم يكـن مجرد
    قرار إداري عابر؛ كان بمثابة سحب الـروح مـن
    جسد المكان، وبالتأكيد هذا القرار ساهم في
    تقليص التفاعل وجعل الأمور أقل إثارة.

    أما بخصوص حذف تعليقك، فهذا ليس إلا تأكيدًا
    على صحة كلامك. من السهل حذف الكلمات، لكن
    من المستحيل إخفاء الحقيقة. إنهم يعلمون جيدًا
    أن كل كلمة قلتها كانت صادقة، ولهذا السبب لم
    يجدوا ردًا منطقيًا سوى الحذف.

    احترام الرأي الآخر هو أساس أي نقاش ناضج،
    وإذا كانوا غير قادرين على تحمل الانتقادات،
    فهذا يعكس ضعفهم، وليس قوتك.

    ردحذف
  6. تفضلي يا نايا ..

    ردحذف

العرش اللاصق

تأليف : امل شانوحة  يوم الحساب إتصل بيدٍ مرتجفة بعد سماعه تكبيرات الثوّار في محيط قصره : ((الو سيدي .. لقد انتهى امري .. جنودي الجبناء هربوا...