تأليف : امل شانوحة
عدالة الأشباح
عادت جاكلين متضايقة من مناسبةٍ عائليّة ، بعد ان سألتها قريبتها :
- ماذا تنوين فعله بعد التخرّج ؟ فأنت لم تتوظفين حتى الآن ، وغير مرتبطة بأحد
ولم تستطع الردّ عليها ، لشعورها بتوقف حياتها منذ زمن !
وظلّت تتساءل طوال الطريق :
((ترى مالهدف الذي خُلقت لأجله ؟ وماذا عليّ فعله لتحسين العالم؟))
^^^
وعندما دخلت مبناها وقبل استخدامها المصعد ، ناداها عجوز من خلف باب العمارة الحديديّ :
- إفتحي لي يا ابنتي !!
وفجأة ! شعرت جاكلين ببرودةٍ مفاجئة وقشعريرة تسري في جسمها ، فمنظر العجوز بعينيه الحادّتيّن أشعرها بضيقٍ مزعج ..
فقالت له بارتباك :
- إضغط على الإنترفون ، وسيفتحون لك
العجوز : ضغطّت أكثر من مرّة ، لكنهم لا يستجيبون !
- اذاً تعال في وقتٍ آخر
فأخرج ورقة من جيبه ، وهو يقول :
- اريد فقط تسليم صديقي هذه الفاتورة
فسحبتها بسرعة من يده ، من بين القضبان الحديديّة للباب الرئيسيّ
جاكلين : حسناً ، إخبرني أيّ طابق ؟
فانصدم من فعلها !
العجوز : الطابق الخامس
جاكلين : آه ! هذا جاري ، سأوصلها له .. بالسلامة يا عم
وأدارت ظهرها وهي تضغط مراراً على زرّ المصعد للنزول اليها ، بينما يراقبها بحنق من خلف الباب !
وقبل وصول المصعد .. دخل جارٌ آخر المبنى ، ومعه العجوز ! وقبل صعود الثلاثة بالمصعد .. نادى البوّاب الجار ، فخرج من المبنى للحديث معه .. بينما صعد العجوز مع جاكلين التي كانت ترتجف من نظراته المرعبة .. والذي سحب الورقة منها بعنف ، وهو يقول بلؤم :
- أكان صعباً عليك فتح الباب ، يا امرأة !!
فلم تجد نفسها إلاّ وهي توقف المصعد ! ثم تهمس له :
- اعرف انه في شبابك ، قتلت رئيس عملك .. ومن يومها وانت تشاهد ذات الكابوس : روحه الغاضبة تقف فوق الشجرة ، وهو يرمي صخرةً كبيرة ، تحطّ بقوّة على صدرك .. اليس كذلك ؟
فسقطت الورقة من يده وهو يرتجف بشدة ! واضعاً يده الأخرى على صدره
- كيف عرفتي ؟!
جاكلين بثقة : أعرف كل شيء.. وأعرف انك صاعدٌ الآن لقتل جاري ، كونه الشاهد الوحيد على جريمتك بعد أن رآك في مراهقته وانت تدفن الجثة .. والبارحة حتى عرفت عنوانه ، وتريد القضاء عليه بالسكين الذي في جيبك
فحاول العجوز إخراج السكين لقتلها ، لكنها دفعته بقوة .. فسقط على أرضيّة المصعد وهو ينهج بصعوبة .. فأكملت قائلة :
- لم تعد قويّاً كالسابق ، ايها العجوز الخرف ..وما تشعر به الآن ، هي ذبحةٌ قلبيّة.. فخذّ انفاسك الأخيرة.. القاك لاحقاً في الجحيم !!
وخرجت من المصعد نحو شقتها ، تاركةً العجوز جثةً هامدة في المصعد !
^^^
وما ان دخلت منزلها ، حتى شعرت بخروجٍ شيءٍ بارد من جسمها ! ولم تفهم ما حصل ، وكيف عرفت كل هذه المعلومات عن الرجل المجهول ؟!
وحبست نفسها طوال النهار في غرفتها ، لحين قيام الشرطة بنقل الجثة الى المشرحة
***
بعد اسبوع ، واثناء عودتها من عرس قريبتها مساءً .. شعرت ببرودةٍ مفاجئة تشبه ما حصل معها قبل ايام ! جعلها تنحرف بسيارتها نحو الغابة ، وكأن احدهم يوجّهها للطريق.. ثم تابعت سيرها مشيّاً على الأقدام .. الى ان وصلت لشجرةٍ ضخمة.. بعدها نزعت وشاحها الأحمر ، وربطته حول الشجرة .. وعادت الى سيارتها !
وبالطريق ، اتصلت بالشرطة :
- هناك جثة مدفونة تحت شجرة وسط الغابة ، قمت بوضع وشاحٍ احمر لدلّكم على مكانها ..
وأعطتهم العنوان..
وبعد إغلاقها المكالمة ، شعرت بخروج هواءٍ بارد من جسمها الذي ارتجف بقوة ، لعدم فهمها ما يحصل معها ! وعادت سريعاً الى شقتها
***
بعدها بيومين .. حلمت مناماً غريباً : وهي روح الجثة المدفونة بالغابة تشكرها على دلّها الشرطة على مكانها ، وهي تقول بوجهٍ شاحب :
- لي سنوات مدفونةٌ هناك .. وأهلي يظنون انني هربت مع عشيقي ! لكنهم عرفوا الآن انهم ظلموني بشكوكهم السيئة ، ودفنوني بمقبرة العائلة.. اما قاتلي ، فقُبض عليه الشهر الفائت بجريمة قتل امرأةٍ اخرى .. لكن اللعين لم يخبر الشرطة عني ، كيّ لا تزيد محكوميّته ! فشكراً لإراحتك روحي.. بالنهاية هذه مهمّتك بالحياة
جاكلين : لم افهم !
الجثة : كنت تساءلتِ يوماً عن ذلك.. ولأنك روحانيّة ، فقد أوكلنا اليك مهمّة الإنتقام من قاتلينا ، وإرشاد الشرطة الى جثثنا
جاكلين بقلق : تتكلّمين بصيغة الجمع ! الم ينتهي دوري بالعثور على جثتك؟!
- لا ، مازال لديك الكثير من المهام
وأشارت الجثة الى شيءٍ خلفها .. فأدارت جاكلين ظهرها .. لترى عشرات الأشباح المقتولة تتوجّه نحوها ، وكأنها أملهم الوحيد لتحقيق العدالة !
قائلاً كبيرهم : لا تقلقي .. ارواحنا ستتجسّد جسمك ، وستشعرين ببرودتنا اثناء توجيهك لفعل الصواب
^^^
فاستيقظت جاكلين وهي تتنهّد بفزع :
- يا الهي ! ماهذه الوظيفة الصعبة ؟!
لتشعر بعدها ببرودةٍ مفاجئة ، جعلها تنهض من السرير في آخر الليل ، للقيام بالمهمّة التالية !
هذا كان مناماً شاهدته البارحة : حيث كنت خائفة من ركوب عجوز معي بالمصعد ! فأردّت تحويلها الى قصةٍ مخيفة .. اتمنى ان اكون توفّقت في ذلك
ردحذفالقصه جميله جدا وفكرتها جديده ايضا وفعلا مخيفه لانه يوجد اشخاص كثيرين يموتون ولا يعلم احد شي عنهم ولا عن ظلمهم وعوده جاكلين تجعلها افضل
ردحذفقصه كتيير حلوه وفكرتها جديده وحلوه ... احس لو صارت فيلم حتكون كتير حلوه وكمان تصلح يكون الها عدة اجزاء
ردحذفعودة ميمونة لجاكلين
ردحذفقصة رائعة وفكرتها أروع
من رأيي لو عملتيها أجزاء ستكون أفضل ولما لا تصبح سلسلة بوليسية
مثلا يفضح سر جاكلين عند المحققين واستعانتهم بها لحل القضايا الغير المحلولة
سيدة النور 🤍🕊
ربما افعل يوماً ما ، من يدري ! سعيدة انها اعجبتك
حذفقصه لطيفه على اليوم لو انها حقيقه لكان انتقمت لنا جاكلين من القتله ابدعتي استاذه
ردحذف