الأربعاء، 14 أغسطس 2024

النِضال المُتهوّر

فكرة : محمد آل غلّاب
كتابة : امل شانوحة 

الخطّة الخفيّة


إحتلّت دولةٌ عظمى إحدى البلدات المسالمة ، مُجبرةً مواطنيها على تنفيذ قوانينها الصارمة.. مما أشعر السكّان بالإستعباد بعد منعهم من الإستفادة من محصولهم الزراعيّ عقب إلزامهم بإرساله الى مصنعٍ تابعٍ للدولة المحتلّة التي أعطتهم نسبةً ضئيلة من الأرباح ، لإدّعائها ملكيّة اراضيهم منذ قرون ! 


وبقيّ هذا الإحتلال لسنوات ، الى ان ثار احدهم مُطالباً بالإستقلال .. وبسبب قوّة خطاباته ، جمع حشداً من المناصرين الذين ساندوه لمقاومة العدوان الغاصب.. والذين تمكّنوا من تنفيذ هجماتٍ إنتحاريّة ، أدّت لأضرارٍ كبيرة بمعسكرات العدوّ الذين شنّوا حرباً مُضادة طوال شهرين ، قضت على آلاف شباب الدولة المحتلّة ، عدا عن سجنها البقيّة تحت التعذيب ! كما اعتدوا جنودهم على النساء والأطفال العُزّل .. وامتلأت المستشفيات بالمصابين والمعاقين ، مع ندرة الأدوية والعلاجات ! 


فجنّ جنون الأهالي ضدّ قائد الثورة الذي أعلن الحرب دون إستعداده عسكريّاً وطبيّاً او توفيره مؤونة وملاجئ آمنة للسكّان .. وما أغاظهم أكثر هو بقائه مُختبئاً بنفقٍ اسفل المدينة ، لينجو مع مساعديه دون اكتراثه بموت الكثير من انصاره ! 

فحصل إنقلابٌ عليه ، بعد هجوم النّسوة والعجائز والمراهقين على بيته لمحاكمته على نضاله المتهوّر !


وقبل تمكّنهم من إمساكه ، تفاجأوا بدخانٍ كثيف يُحاصرهم ! 

بعدها ظهر ابليس وهو يربت على كتف القائد بفخر :

- يكفي هذا القدر .. لقد انقصت عدد شبابهم الثائرين ، وانتهى دورك.. لنعدّ الى مملكتي


وإذّ بقائد المُناضلين يتحوّل الى شيطانٍ شاب ، وهو يسأل ابليس بألم (بعد إصابته من اقتحام منزله) :

- هل انت فخورٌ بي ؟

إبليس : جداً بنيّ.. هيا بنا

واختفيّا تحت الأرض !

^^^


بعد دقائق من الذهول التامّ ، صرخ احد المراهقين غضباً :

- بسبب ذلك اللعين ، قُتل كل افراد عائلتي ! لهذا لن اسكت !! سأقتل الخونة من أعوان الشيطان ، بعدها أُحارب الدولة المحتلّة .. فمن معي ؟!!

فهتفت النساء والعجائز خلفه ، مُساندين مقاومته الجديدة

***


في باطن الارض ، سأل الشيطان المُصاب والده :

- هل تظن اخي الصغير سيُكمل مهمّتي بنجاح ؟

ابليس : نعم .. فبعد تجسّده المراهق اليتيم ، سيقضي على بقيّة الثائرين ..وبذلك نحتلّ الأرض كلّها

وابتسما بخبث !


*****
ملاحظة :
هذه القصة غير مقصود فيها ما حصل بفلسطين .. لأنها قصة تتكرّر في كل زمانٍ ومكان .. الجهاد يجب ان يكون خالصاً لله ، وهذا نادر في ايامنا !

هناك 7 تعليقات:

  1. كتب لي الأستاذ محمد آلا غلّاب فكرته بتعليقٍ سابق : ((وبعد المعركة الحاسمة التي كانت آخر المعارك التي استمرت لقرون، استسلم ابليس اللعين لهزيمته من المؤمنين قائلاً لمجموعة من قادتهم الشجعان وهم يقفون في طرف ساحة المعركة: إني أستسلم وسأرضخ لطلبكم بالمغادرة إلى أرض ليس بها بشر لكن بشرط، سآخذ معي ابني الوحيد الذي تبقى بعد هلاك جميع أبنائي..
    وأخذ إبليس ابنه الرضيع وقد ولاهم ظهره حاملاً ابنه الذي كان وجهه جهة قادة المؤمنين ناظراً إليهم وقد ظهرت أنيابه الصغيرة وهو يبتسم بخبث))

    وقد استوحيّت من فكرته هذه القصة .. اتمنى ان تعجبه ، وتعجبكم

    ردحذف
  2. يعني حتى المراهق ايضا شيطان ..اتيتي على ما بقي من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم ..
    في الحقيقه لما قرأت منام الاخ محمد منذ ايام في الحال اتى على خاطري اثنين من ابناء ابليس فعلا مالم تفعله الماسونيه في 1000 سنه احدهم ملك وثانيهم رءيص بالصاد حقا ..
    والاثنان يحكمان منذ 10 سنوات ..في قارة امريكا الشرقيه او ربما الغربيه .

    ردحذف
    الردود
    1. انا محظوظة ان مدوّنتي جمعت كتّاب موهوبين ، لديهم افكار جيدة

      حذف
  3. القصة جميلة أستاذة أمل
    أتمنى أن تعجب أخوتي الأستاذ عاصم والأستاذ ساهر
    سئمنا ومللنا من إبليس وأبنائه وأعوانه
    لا نراهم إلا في الكوابيس وفي هذه المدونة
    🤣🤣🤣🤣🤣

    ردحذف
    الردود
    1. المدوّنة للتذكير بأن اعوان ابليس من البشر هم الأخطر دائماً ..
      سعيدة ان القصة اعجبتك

      حذف
  4. اجبت على تعليقك في قصة : سفاح المنشار

    ردحذف
  5. ابلبس اللعين وراء كل شيء هو واتباعه ذرية ادم وذريته
    المشكله انهاا تكرر بكل عص ابدعتي كانها واقع

    ردحذف

الأمنيّة الأخيرة

تأليف : امل شانوحة    الأسرار الدفينة دخل الممرّضان (الشاب والصبيّة ، الموظّفان الجدّد) الى غرفة الطبيب النفسي (الخمسيني) بعد طلب رؤيتهما في...