الأرض المسطّحة

تأليف : امل شانوحة 

 

التجربة السرّية

مع بدء إختراع الطائرات العسكريّة دون طيّار بحجمها الصغير ، والمزوّدة بالكاميرات .. إقترح جورج (العالم الأمريكيّ) إستخدامها لاختراق الجدار الثلجيّ المُلقّب ب(أنتاركتيكا) لمعرفة نهاية المساحة الواسعة من الجليد الصلب .. وأصرّ على تحكّمه وحده بمسار الطائرة ، وإخبار الناسا لاحقاً بنتيجة تجربته السرّية

***

في ليلة رأس السنة ، واثناء انشغال العالم بالعطلة الرسميّة .. كان جورج مُتحمّساً لإطلاق طائرته السريعة من محطّةٍ سرّية بالقارة القطبيّة الجنوبيّة لاكتشاف المجهول

 

وبعد ساعات من تحليقها فوق جليدٍ لا نهاية له ! وقبل غفوّ جورج من شدّة المللّ .. تفاجأ بتحطّم طائرته ، بعد ارتطامها بجانب القبّة الزجاجيّة التي قرأ عنها بكتابٍ عربيّ قديم مُترجم من العهد الأندلسيّ : بأن الأرض محميّة بغطاءٍ شفّاف ، تبدو كقبّة نصف دائرة !

جورج بصدمة : هل يُعقل هذا ‍؟! هل وصلت لنهاية الأرض ؟ .. هذا يعني إن ما قاله العلماء القدامى صحيح ، وأن الأرض مسطّحة بالفعل ! .. لا ، لست مقتنعاً بذلك .. سأتأكّد بعد تنفيذ خطّتي التالية

وكان قائد الجيش الذي أهداه الطائرة السريعة لإجراء تجربته ، لا يعلم بتعاقده مع مهندسٍ مطرود من نقابة العلماء لهوسه بالقنابل النوويّة ، والذي باعه قنبلة صغيرة ، وضعها جورج داخل طائرته العسكريّة.. والتي رغم تحطّمها امام الجدار ، إلاّ ان قنبلتها مازالت سليمة .. وكذلك طائرة درون الصغيرة التي بداخلها ، التي أطلقها بعيداً ، قبل وضع يده على زر التفجير..

جورج بمكر : لنرى المادة المصنوعة منها القبّة الخياليّة

ورغم انها قنبلة نوويّة مُصغّرة ، لكن نتائجها كانت كارثيّة ، صدمت العالم أجمع !

حيث أحدثت فجوّة بطرف القبّة .. أدّت خلال اسبوعٍ واحد الى تناقصٍ كبير في مستوى المحيطات والبحار والأنهر في الكرة الأرضيّة بأكملها !

ولم يعلم احد السبب ، سوى العالم جورج الذي حصل على صور تسرّب كمياتٍ هائلة من المياه الى خارج الكرة المسطّحة نحو الفضاء !

وفي نفس الوقت لم تستطعّ طائرته درون الخروج من شقّ الجدار الجليديّ باتجاه الفضاء ، لوجود هواءٍ ساخن خلف القبّة المشقوقة ، باستطاعتها إذابة الطائرة البلاستيكيّة في ثوانيٍ.. 

ويبدو أن هدف القبّة الزجاجيّة : هي حماية الأرض من أشعّة الشمس الحارقة .. لأن إحداث الثقب فيها ، أدّى لارتفاعٍ غير مسبوق بدرجات حرارة الجوّ في بعض المناطق ، تسبّب بنزوح آلاف المواطنين بعد استحالة العيش في بلدانهم وقراهم !

كما أدّت لجفاف الآبار واحتراق المزروعات ، مما أدّى لمجاعةٍ لا إنسانيّة مع انتشار الجرائم للحصول على الطعام والماء بالقوّة والعنف .. 

ومع موت الملايين ، بدأت اكبر هجرة بتاريخ البشريّة باتجاه مكة ، لمعرفتهم بالكتب السماويّة : ان ماء زمزم لم يتوقف جريانه او يجفّ من زمن الرسول ابراهيم عليه السلام ، ليكون مصدر المياه الأخير للبشريّة !

ولم تنتهي السنة السادسة للمصيبة العالميّة ، حتى اكتظّت مكة بالأجانب من كل انحاء العالم.. مما أجبر المسؤولون بالبلد على تحويل بئر زمزم الى نهرٍ يتدفّق الى جميع المنازل والمزارع الحديثة .. لتتحوّل مكة لأكبر مشتلٍ في العالم ! 

واستغلّ علماء دين هذه التجمّعات الغير مسبوقة للأجانب المبهورين بالحرم المكّي لنشر الدين بينهم ، مما أسلم الملايين منهم

^^^

وهنا استيقظ العالم الجورج من منامه ، على صوت مفرقعات بداية العام الجديد !

وآلة التحكّم بالطائرة العسكريّة مازالت بيده ، والتي لم يطلقها بعد من مقرّها في القطب الجنوبي (بواسطة حاسوبه) باتجاه الجدار الجليديّ !

فقال بقلق : 

- ان كانت تجربتي ستنشر الإسلام في العالم ، فلا اريد تلك المخاطرة

وكسّر آلة التحكّم بعصبيّةٍ وقهر !

ثم اتصل بالقيادة الحربيّة : مُختلقاً كذبة تحطّم طائرته ، بعد نفاذ وقودها فوق الطريق الّلا نهائي للجليد .. وأن عليهم تأجيل التجربة لحين اختراع طائرة تطير دون وقود .. فأشعّة الشمس ضعيفة هناك ، لتحريكها بواسطة الطاقة الشمسيّة

مدير الناسا : اذاً ماذا سنخبر الناس ؟

جورج : أكّدوا نظريتنا السابقة بأن الكرة كرويّة ، ولا تغيّروا مناهج العلوم في المدارس والجامعات

- لكن هناك تيّار من العلماء يشكّكون بهذه المعلومة

جورج : الناس لن تتحمّل فكرة نهاية الأرض.. وإن علموا بشأن القبّة الشفّافة ، فهذا سيؤكّد وجود خالقٍ للكون .. ونحن نفضّل الإتجاه العلمانيّ

- اذاً ماذا نفعل بشأن المعلومات التي نشرناها منذ وقتٍ قريب ؟

- أحذفوها من الإنترنت .. ودعوا الناس على جهلهم ، فهذا أفضل للجميع

وبذلك أُجّلت التجربة السرّية لأجلٍ غير مسمّى !

*****

ملاحظة :

انا لا أصدّق موضوع الكرة الأرضيّة المسطّحة .. لكني متأكّدة ان هناك معلومات مهمّة عن الأرض والفضاء تُخفيها الناسا عن الإعلام وعامّة الناس .. 

شاهدوا بعض أفكارهم من خلال مقاطعٍ سينمائيّة :  

الرابط :

https://www.youtube.com/watch?v=npQIjgbi43M