الثلاثاء، 2 مايو 2023

سجينٌ في بيتي

فكرة : أختي اسمى
كتابة : امل شانوحة 

 

كوخ الغابة


أضاع شابٌ طريقه اثناء تجّواله في غابةٍ موحشة ، وشعر بالإحباط بعد دروانه في نفس المكان ! وقبل أن يُدبّ اليأس في قلبه ، سمع صبيّة تناديه من الخلف :

- هل تريد ان تأكل ؟!!


فتفاجأ بكوخها الصغير الجميل ، والزهور الملوّنة تحيط حديقتها التي توسّطتها طاولة سفرة امتلأت بالطعام الشهيّ !

فقال في نفسه ، بدهشة :

((كيف لم ألاحظ منزلها رغم مروري من هذا الطريق من قبل ؟!))

***


بعد انتهائه من الطعام ، سألها باهتمام :

- لما تعيشين وحدك في هذا المكان المنعزل ؟!

- انا زوجة الحطّاب الذي مات قبل سنتين ، بعد وقوع شجرةٍ ضخمة على رأسه ..وبقيّت مع حماتي ، الى ان توفيّت قبل شهرين

الشاب : ولما لا تعودين لأهلك ؟!

- انا يتيمة .. فأمه البخيلة ، خطبتني من دار الأيتام


ثم ارتشفت قليلاً من الشايّ ، قبل قولها :

- رأيتك تمرّ اكثر من مرة بجانب منزلي ، فهل تبحث عن شيءٍ معيّن؟!

الشاب : اريد العودة للشارع العام الذي أضعته منذ الصباح !


فدلّته على الطريق.. وبدوره شكرها على الطعام ، وأكمل سيره.. 

ليتفاجأ بعد ساعة ، بعودته الى كوخها الذي وجده مهجوراً ومظلماً ! .. وأكثر ما أخافه هو الهيكل العظميّ فوق الكرسي الهزّاز ، بوسط حديقة الكوخ اليابسة !


وقبل فراره ، سمع الصبيّة تسأله باستغراب :

- لما عُدّت الى هنا ؟!


وعندما التفت خلفه ، وجد كل شيءٍ عاد جميلاً كما كان ! والصبيّة تسأله :

- الم تكن تريد العودة للشارع العام ؟!

الشاب بدهشة : كيف تغيّر كل شيءٍ بثواني ؟!

- ماذا تقصد ؟! 


فاقترب منها غاضباً :

- لما دللّتني خطأً على الطريق ؟!! هل تعمّدتي عودتي اليك ؟!

- إهدأ قليلاً ، فأنا لم أخرج من منزلي منذ وقتٍ طويل


ثم أشارت الى طريقٍ مُغايّر.. 

- هذه المرة ، حاول من ذلك الطريق 

فأسرع مُبتعداً عنها .. 

لكنه عاد الى كوخها قبل مغيب الشمس ، فطرق بابها غاضباً ..


وما أن فتحت ، حتى لمحها كأمرأةٍ عجوز ! وكاد قلبه يقف من الخوف 

لكن بثوانيٍ ، عادت جميلة كما كانت ! وهي تقول :

- يبدو جميع الطرق تعيدك إليّ ! من الأفضل أن تنام هنا ، وغداً أُرافقك الى الطريق العام.. هيا لا تتردّد ، فالظلام موحشٌ بالغابة .. تعال وتدفّأ في الصالة ، وسأعدّ لك كوب شايّ ساخن


فلم يكن امامه سوى قبول عزيمتها ، خوفاً من الكلاب الضالّة التي زاد نباحها مع حلول الظلام !

***


في الداخل .. تظاهر بالنوم بعد شربه الشايّ .. فغطّته بالّلحاف ، وتركته نائماً على الكنبة ، امام المدفأة .. ودخلت غرفتها


وبعد سماعه شخيرها .. نزل لاكتشاف قبو الكوخ ، لشعوره بالريبة من تلك السيدة الغامضة .. 

ليصعق برؤية هياكل عظميّة لعشرة جثثٍ مُعلّقة من قدميها بحبلٍ مربوطٍ بالسقف ! وقبل استيعابه ما رآه ! أُضيء نور بأعلى درج القبو .. لتظهر السيدة بهيئتها الحقيقية ، كعجوزٍ شمطاء بيدها حبلٍ وسكينٍ حادّ !


فحاول إيجاد مخرجٍ بفزعٍ شديد ، لكن نافذتيّ القبو مُقفلة بالقضبان الحديديّة!


العجوز بخبث : لا تحاول الهرب ، فجميع الضحايا حاولوا دون فائدة

الشاب صارخاً : من انت يا امرأة ؟!! هل انت جنيّة ؟!

- يا ليتني كنت من الجنّ ، لرحلت الى عالمي .. بدل بقائي مسجونة لمئة عام بهذا الكوخ العفن !

- اذاً من تكونين ؟!

العجوز : انا اليتيمة التي أخبرتك عنها.. وتلك الجثة التي خلفك ، هي زوجي الحطّاب

بصدمة : أقتلت زوجكِ ؟!

- بل امه فعلت ذلك ، مع ٦ الآخرين ! .. اما انا ، ف ٣ فقط ..وانت الرابع

الشاب : ولما تفعلان ذلك ؟!


فتنهّدت العجوز بضيق : بعد اختفاء زوجي بطريقةٍ غامضة ، لاحظت زيادة قوة حماتي وشبابها ! ولم أكتشف سرها إلاّ بعد سرقتي مفتاح القبو اثناء نومها ، فهي منعتني من النزول الى هنا.. وجنّ جنوني حينما رأيت جثة زوجي التي لم تتحلّل بالكامل.. لتعترف لاحقاً بأنها تشرب دماء الضحايا ، ليزداد عمرها ! وأن زوجي هو حفيد حفيدها ، وأنها تبلغ ٣٠٠ سنة.. فتشاجرت معها ، ورميّتها من اعلى درج القبو .. فدقّ عنقها ! وقبل موت اللعينة ، بصقت الدماء في وجهي ، لتنتقل لعنة اجدادها إليّ ! ومن يومها تضاعف عندي رهاب الموت ، وأصبحت لديّ رغبة شديدة بتجديد شبابي ! وعندما قتلت اول تائهٍ ، شعرت بنشاطٍ كبير وازداد كوخي جمالاً ! وكان شعوراً رائعاً أدمنت عليه.. والآن كبرت من جديد ، وأصبح عمري ٧٠ عاماً .. ولا اريد الموت .. لهذا لا تتعبني ودعني أعلّقك من قدميك ، لأجرح رقبتك ، ويتصفّى دمك داخل السطل الحديديّ.


الشاب بقلق : وإن لم أفعل ؟!

- سأحبسك في هذا القبو ببابه الحديديّ السميك الى ان تموت جوعاً ، كما حصل مع الجثة الثانية .. فلا ترهقني معك ، واستسلم لقدرك


ففاجأها بالقول  : 

- أتدرين يا خالة أني قدمت الى الغابة للبحث عن شجرةٍ طويلة ، لشنق نفسي

العجوز بدهشة : أحقاً !

- نعم ، فحياتي سيئة للغاية ولا أُمانع الموت .. هيا إرمي الحبل لأربط قدمي

- لا !! سأقيّدك بنفسي ، فأنا احب عملي 

الشاب : اذاً اقتربي مني


وما أن فعلت ، حتى عاجلها بضربةٍ قوية ، أسقطتها ارضاً.. ثم سحب منها السكين ، ونحر رقبتها .. لتتطاير قطرة من دمائها الى فمه .. فتقول بارتياح :

- أخيراً نقلت لعنة حماتي اليك !!

ثم سلّمت الروح..


فأسرع الى خارج القبو ، وهو يمسح وجهه بخوف..

ليُصعق بعجزه عن تجاوز سور حديقة الكوخ ، مهما حاول ! وكأن هناك زجاجٌ عازلٌ شفّاف يمنعه من الخروج ، كلعنةٍ سحريّة ! .. حينها فهم لما علقت الصبيّة في كوخها طوال حياتها !


وعاد حزيناً للداخل ، بعد اشتداد البرد .. ليتفاجأ بطاولة الصالة وقد مُلأت بأشهى الطعام الذي ظهر من العدم ! والتي ستبقيه حيّاً لسنواتٍ عديدة

***


بعد خمسين عاماً .. إستيقظ العجوز على صوت شابٍ ينادي خارج الكوخ :

- هل يوجد احدٌ هنا ؟!!

وبصعوبةٍ بالغة وصل لباب منزله ، بسبب آلام قدميه وظهره ، وضُعف نظره بعد بلوغه ٨٠ عاماً !


فسأله الشاب التائه :

- يا عم !! كيف أخرج من هذه الغابة ؟ فأنا ادور في حلقةٍ مُفرغة منذ الصباح !

العجوز : يبدو عليك التعب .. تعال للداخل لتناول الفطور معي ، وسأدلّك على الطريق لاحقاً


فدخل الشاب ، ليجد أشهى الأطباق على الطاولة  قرب المدفاة !

وعلى الفور !! تناول الطعام من شدّة جوعه.. بينما ابتسم العجوز بخبث وهو يُخفي فرحته ، لعودته شاباً بعد دقائق قليلة !


هناك 3 تعليقات:

  1. محمد بيومي آل غلاب2 مايو 2023 في 10:54 م

    جميلة القصة
    تصلح فيلم رعب وفانتازيا

    ردحذف
  2. لافيكيا سنيورا

    مرحبا اخت امل منذُ يوم العيد وانا اشعر ان شيئ ينقصني حتى ذكرت اليوم مدونك وعرفت لما كنت اشعر ان شيئ ينقصني

    كل عام وانتي واهلك والامه الاسلاميه بألف مليون دولاااار خييير ههههه

    قصه رائعه مخيفه

    مارأيك ان تطبقي الفكرة على الكُتّاب لكي لاتصاب افكارك بالشيخوخه ههههههه اخت امل صحيح الفكره مقزّزة ولكنها رائعة بنفس الوقت.

    تحيااتي

    لافيكيا سنيورا

    ردحذف
  3. سيناريو راءع وفكره جديده

    ردحذف

مسابقة الفيلم الدموي

تأليف : امل شانوحة  الزومبي الكومبارس  فور دخول الشباب 12 الى المسرح (الذي سيقام فيه احداث الفيلم المرعب ، والذي بُنيّ على شكل قبّةٍ زجاجيّة...