كتابة : امل شانوحة
مشاكل الدراسة
شعر جيمي (١٥ عام) بجسمه يطفو بخفّة بين رفاق مدرسته المتوسطة التي ضجّت بالصراخ والبكاء بعد حادثةٍ حصلت قبل وقتٍ قصير !
عدا عن الأهالي المُجتمعة خارج سور المدرسة ، وهم يصرخون بغضبٍ شديد ! حيث انهار بعضهم ، فور دخول المسعفين الى السّاحة .
لم يفهم جيمي ما حصل ! فالوقت مازال مُبكّراً على موعد الإنصراف من المدرسة.. ومع ذلك منعت الشرطة الأهالي من رؤية اولادها ، لحين التحقيق معهم عن حادثةٍ غامضة فاتته لسببٍ ما : فهل نام بإحدى الحصصّ ، أم كان في دورة المياه ؟!
^^^
وسط المعّمعة ، رأى صديقه جاك .. فاقترب ليسأله عمّا حصل ، ليُفاجأ بصراخه غاضباً :
- أُغرب عن وجهي ، ايها اللعين !!
وابتعد جاك ، مُطلقاً ألقاباً بذيئة لم يعتدّ سماعها من قبل !
والأغرب من ردّة فعله العنيفة ، هي حركته السريعة التي تُشابه طفوّ جيمي الخفيف ! فكلاهما لا تلمس أقدامهما الأرض ، بعكس بقيّة الطلاّب بوجوههم الشاحبة المُنصدمة
ثم رأى جيمي سبعة من زملاء فصله ، بالإضافة لأستاذه .. جميعهم نظروا اليه من بعيد ، بغيظٍ واشمئزاز ! وهم يطفون بخفّة بين اهاليهم المنهارة بالخارج.
ولشدّة رغبة جيمي بمعرفة ما حصل ، إقترب من الشرطة المُجتمعة خلف الشريط الأصفر ، وهم يتهامسون عن مجريات الحادثة .. وبيدهم ورقة ، مكتوباً فيها بعض الأسماء ! مُستغرباً عدم منعهِ التنصّت عليهم ، رغم إبعادهم الجميع عن منطقة تحرّكاتهم !
وأكثر ما أخافه : هي الرسالة التي يحملونا ، التي تبدو مكتوبة بخطّ يده ! .. والأسماء المدوّنة : هي لرفاقه الغاضبين منه !
لكن صدمته الأكبر كانت بعد سماعه المحقّق يتحدّث بجواله مع مدير الشرطة ، عمّا حصل بالمدرسة :
((نعم سيدي .. مُطلق النار انتحر بعد قتله ثمانية من زملاء صفّه ، بالإضافة الى معلّمه .. كما وجدنا في جيبه مخطّط الجريمة ، وورقة بأسماء المستهدفين .. وحسب كاميرات المدرسة : فقد تعرّض للتنمّر منذ بدء السنة الدراسيّة ، لكونه طالباً جديداً.. ويبدو أن المدير والأساتذة تجاهلوا شكواه ! .. كما اعترف والداه برفضهما نقله لمدرسةٍ اخرى ، مُبرّران تصرّفه الهمجيّ : بتعرّضه لضغطٍ نفسيٍّ كبير ! .. وأحضرا معهما شهادات تفوّقه بالمدرسة الإبتدائيّة ، وفيديو يُظهر إبداعه بالعزف في سنٍ صغيرة.. وأن التنمّر هو ما دمّر حياته ، وحمّلا موظفي المدرسة مسؤوليّة إنهياره العصبيّ ! وقد أبدى ابوه ندمه على شرائه مسدساً لحماية منزله ، والذي استخدمه ابنه في تنفيذه جريمة المدرسة.. ونحن الآن نقف امام جثته ، فما هي اوامرك سيدي ؟))
فطفى جيمي مرتعباً باتجاه الجثة الملقاة على الأرض .. ليجد نفسه ميتاً بعد تشوّه وجهه الوسيم ، بطلقةٍ في الفم !
ثم توجّه نحو فصله : ليجد روح قتلاه تحوم حول الخبراء الجنائيين الذين قدموا لإزالة الأدلّة والرصاصات الفارغة التي تناثرت في كل مكان ، عدا التي اخترقت جثث المغدورين !
فتمّتم نادماً : يا الهي ! ماذا فعلت ؟!
وهنا سمع صديقه جاك يعاتبه :
- أنا أتفهّم قتلك لهم ، فهم تنمّروا عليك كثيراً .. لكني دافعت عنك ، وواسيتك طوال السنة .. فلما قتلتني ؟!
(فتذكّر جيمي احداث الجريمة : فبعد إطلاقه النار على اعدائه .. تبقّى معه بضعة رصاصات .. أطلقها عشوائيّاً ، فأصاب بعض التلاميذ من الصفوف الأخرى .. وقتل استاذه الذي حاول تهريب الطلاّب الى خارج الفصل ، بالإضافة لصديقه الوحيد بالمدرسة !)
جيمي مُبرّراً : قتلك بالغلط يا صديقي هو ما جعلني أنتحر ، لعدم تحمّلي وفاتك
جاك غاضباً : كاذب !! انت خطّطت لقتلي بعد مصاحبتي ديانا التي فضّلتني عليك ، والدليل إن اسمي موجود ضمن لائحتك السوداء .. لهذا لن أغفر لك ابداً !!
^^^
وإذّ بجيمي يهرب بعيداً من ارواح زملائه الغاضبين (الذين وقفوا بجانب جثثهم) باتجاه ساحة المدرسة ، ومنها الى خارج الأسوار .. ليجد والديه يُرميان بالحجارة من الأهالي المقهورين :
- اللعنة عليكما !! لما لم تربّيا ابنكما جيداً ؟ لما لم تعالجانه نفسيّاً؟!!
فشعر جيمي بخذلانه والديه الّلذين فرّا من المكان ، قبل تسلّمهما جثته ..وهما منهاريّن بالبكاء ، بعد فشل توسّلاتهما لغفران ذنب ابنهما الوحيد !
***
في المساء ، وبعد هدوء الوضع في المدرسة .. طفى جيمي باتجاه المقبرة التي امتلأت بالشموع والورود ! حيث تجمهّر اهالي المنطقة بجانب قبور الموتى المراهقين ..وهم يحملون صورهم ، التي ذكّرت جيمي بتنمّرهم عليه لمدةٍ طويلة ..
بينما دُفنت جثته في مكانٍ مجهول ، خوفاً من غضب الأهالي !
فتمّتم بضيق : وماذا الآن ؟!
ليرى روح رفاقه تقترب منه ، قائلاً كبيرهم بنبرة تهديد :
- الآن ينتظرك عقاب الآخرة !!
وفجأة ! ظهر ملاكٌ جميل ، وهو يقول لهم :
- تعالوا معي !!
أحد القتلى : أذاهبون للجنة ؟
الملاك : نعم ، فأنتم شهداء
وانفتح بابٌ في السماء ، خرج منه نوراً ساطعاً .. وانتشرت معه رائحةٌ عطرة في ارجاء المقبرة .. وسرعان ما حلّقت ارواح المراهقين الى السماء بسعادةٍ غامرة ..
وعندما حاول جيمي الّلحاق بهم ، أوقفه الملاك :
- لا !! انت ستذهب معه
فالتفت خلفه ، ليجد شيطاناً مخيفاً امام فتحةٍ بالأرض تخرج منها النار
- ايها المشاغب !! ستأتي معي للجحيم
جيمي برعب : لكني بلغت ١٥ عاماً منذ شهرٍ فقط .. وتعرّضي للتنمّر هو ما أفقدني صوابي
- انت شخصٌ بالغ ، وستُعاقب عن ذنوبك ..عدا عن السمعة السيئة والعار الذي جلبته لأهلك .. اما مشكلة التنمّر ، فكان الأجدر حلّها : بإصرارك على عدم الذهاب ، لحين تغيّر اهلك المدرسة .. او تصوير تنمّر اصدقائك ، ونشرها بوسائل التواصل ، لاستعطاف الناس وجبر المدرسة على إيقافهم عند حدّهم .. كان لديك العديد من الحلول بزمن التطوّر التكنولوجي ، لكنك فضّلت قتلهم جميعاً
جيمي : أعرف إن ذنبي كبير ، لكني مراهقٌ صغير .. أمعقول ان أتعذّب دنيا وآخرة؟!
- ورفاقك صغار السن ايضاً .. صحيح انهم اخطأوا معك ، لكنهم لا يستحقون الموت .. فالمشكلة الحقيقية هي شخصيّتك الضعيفة التي منعتك من الدفاع عن نفسك ، فاخترت الحلّ الأسهل .. أما هم ، فتعاقبوا بخسرانهم حياتهم باكراً .. والآن تعال معي للجحيم!!
وقيّده بسلسلةٍ طويلة ، سحبه بها الى باطن الأرض .. لنيل عقابٍ قد يطول مدّته ، لحين حصوله على الغفران الإلهيّ !
******
ملاحظة :
هذه القصة مستوحاة من الطالب الصربيّ (كوستا) الذي قتل رفاقه بسبب التنمّر ..
الرابط
وبرأيّ حل التنمّر : هو تعيّن ناظر قويّ الشخصيّة ، لديه الصلاحيّة لضرب المتنمّرين بعصاه الطويلة ، اثناء مراقبته الممرّات والساحة البعيدة عن صفوف الدراسة .. فلابد من خوف المراهقين من العقاب ، لوقف هذه الظاهرة المرعبة !
بهذه القصة أكون وصلت للقصّة رقم (600) ولله الحمد
ردحذفنهايه غريبه جدا
ردحذفيعني كان ضحيه في الدنيا ثم يدخل الجحيم في الاخره
ارى ان تصرفه طبيعي جدا وعادل
هؤلاء المتنمرين كما يطلق عليهم تلطيفا هم المفسدون في الارض ولكنهم مازالوا أطفالا وغدا سيصيرون اوغادا كبارا وحكاما فسده وظلمه وخونه ويكونون لعنه على البشريه
واصلاحهم مستحيل
واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا