تأليف : امل شانوحة
الشاهد الوحيد
في جزيرةٍ أندونيسيّة .. واثناء دراسة الشاب في غرفته ، وقف ببغاءٌ كبير على حافّة نافذته ، وهو يصرخ بصوت امرأة فزعة :
- ساعدوني !! دادويج يقتلني !!
وكان واضحاً من الصوت (الذي يقلّده الببغاء) إنه لسيدة تتعرّض لعنفٍ شديد !
وظلّ الببغاء يردّد الجملة ، إلى أن تمكّن الشاب الإمساك به .. والغريب إن الببغاء لم يحاول الهرب ، بل كان هادئاً للغاية !
ولأن عم الشاب يعمل في الشرطة ، أخذ الببغاء الى مكتبه في المركز .. وبعد أن سمع الشرطي صراخ المرأة ، قال لإبن أخيه :
- جيد انك أحضرته الى هنا
الشاب : علينا إنقاذ المرأة في الحال
- هذا إن لم يقتلها المدعو دادويج
- إسمه ليس منتشراً في جزيرتنا ، على حدّ علمي !
الشرطي : لا هو اسمٌ قديم ، لم يعد أحد يسمي ابناءه به
- اذاً إبحث عن كل الذين إسمهم دادويج في جزيرتنا الصغيرة ، لعلّ زوجته مازالت تتعرّض للعنف حتى الآن !
***
فطلب الشرطي من زميله أن يبحث في ملفّات البلديّة عن جميع البالغين بإسم دادويج ..
واستغرق الوقت ساعتين ، حتى حصل على عناوين 6 رجال في الجزيرة يحملون الإسم القديم..
وأُرسلت الدوريات الى منازلهم ، وتمّ التحقيق مع نسائهم وبناتهم اللآتي نفينّ تعرضهنّ للتعذيب او الضرب !
وطلب مدير المركز من الشرطي إغلاق القضية ، بفرضيّة أن الببغاء حفظ الجملة من تلفاز أحد المنازل
***
في اليوم التالي .. زار الشاب عمه لسؤاله عن مجريات القضية ، فأخبره بما حصل
- لا عمي ! صراخ المرأة يبدو حقيقياً ، وليس تمثيلاً
الشرطي : فعلنا كل ما بوسعنا بهذه القضيّة الغريبة
- أجريت بحثاً بالإنترنت ..والببغاوات المعروفة لدينا هو الببغاء أحمر الصدر ، وهو صغير الحجم .. أمّا الببغاء الضخم الذي معي ، فلا يتواجد إلاّ في الغابات
الشرطي : الأشجار المرتفعة في جزيرتنا لا توجد إلاّ بجانب كهف الجبل
- اذاً لابد أن الضحيّة مُسجونة هناك
الشرطي : لا اظن مديري سيقبل إرسال دوريّة لتلك المنطقة الوعرة
- اذاً نذهب سوياً برفقة الببغاء ، وهو سيدلّنا على المكان الذي سجّل فيه صراخ المرأة
- تبدو مهمّةً صعبة !
الشاب بإصرار : هيا عمي !! فالله أرسل الطائر الينا ، لإنقاذها
ففكّر العم قليلاً ، قبل أن يقول :
- بما أن اليوم عطلتي ، فلا ارى مشكلة باستكشاف الجبل .. هيا بنا!!
***
وصعدا معاً باتجاه الغابة الصغيرة .. وكان الببغاء (الذي يحمله الشاب) مُتحمّساً لرؤية فصيلته النادرة فوق الأشجار ..
وقبل دخولهما الكهف ، ناداهما رجلٌ من الغابة وهو يحمل فأساً حادّاً :
- من سمح لكما بدخول منزلي ؟!!
الشرطي باستغراب : هل تسكن في الكهف ؟!
الرجل بلؤم : نعم !! هل لديك مانع ؟
الشاب : عمي يعمل شرطياً ، فتأدّب بحديثك معه
فارتبك الرجل ! وحاول التحجّج بعمله للهرب من الموقف ، قائلاً :
- مازال عليّ قطع شجرتين ، إستعداداً لفصل الشتاء
الشرطي : ما اسمك ؟
فسكت الرجل بذهول ! فأراد الشاب إرباكه ، قائلاً بثقة :
- نعلم ما فعلته يا دادويج
الرجل بخوف : كيف عرفتم اسمي ؟!
فعلم الشرطي انه الشخص المطلوب ، فسأله بحزم :
- اين زوجتك ؟
- لست متزوجاً !
الشاب : إذاً اين حبيبتك ؟ هل هي بالكهف ؟
الرجل بارتباك : لا !! انا أعيش وحدي .. آسف ، عليّ الذهاب لعملي
وما أن ادار ظهره ، حتى نطق الببغاء بصوت المرأة :
- ساعدوني !! دادويج يقتلني !!
وعلى الفور !! إلتفت دادويج للوادي برعب !
فعلم الشرطي انه ألقى السيدة هناك .. وقام بالقبض عليه ، لينهار باكياً :
- أحببتها بصدق ، لكنها رفضت الزواج دون موافقة اهلها .. فضربتها لتكفّ عن الصراخ ، وفقدّتُ أعصابي !
***
بعد أخذه لمركز الشرطة ، قامت الدوريّة بتمشيط الوادي .. ليجدوا اشلاء المرأة التي يبدو انها ضُربت حتى الموت !
ويبدو أن الببغاء الذي كان متواجداً هناك ، هو الشاهد الوحيد على الجريمة!
وكانت المرة الأولى التي تقبل القضاء شهادة طائرٍ في المحكمة ، بعد تسجيله الكلمات الأخيرة للضحيّة المظلومة !
لاحظت انني للآن لم أكتب قصة بطلها طائر او حيوان ، فخطرت ببالي هذه القصة ، أتمنى أن تعجبكم
ردحذفهذا ليس عدلا عندما يكون بطل قصتك انسان لا بد أن تقتليه لماذا لم تقتلي الببغاء 😔
حذفامل عزيزتي انتي رائعة.. انا لا احب قصصك فقط بل اعشقها فعلا انتي موهبة رائعة دمتي متألقة و كم اتمنى قصة كل يوم ❤
ردحذفأسعدّت يومي بتعليقك الجميل ، شكراً لذوقك
حذفقمة الروعة
ردحذف