كتابة : امل شانوحة
خطف الأطفال
في حديقةٍ عامة بالسويد .. جلست إنغريد تنتظر إنتهاء ابنها من اللعب
وبعد إغلاق مكالمتها مع المدير ، لم تجد ابنها مع الأطفال !
فبحثت عنه بقلق ، لتجده يُطعم الحمام مع رجلٍ غريب ..
فأسرعت لإبعاده عنه ، وهي تصرخ على الرجل :
- ماذا تريد من ابني ايها المنحرف ؟!! أتريدني أن أتصل بالشرطة ؟
فنظر اليها والدموع في عينيه :
- إشتقت للعب مع ابني ، فهو بعمر صغيرك ..
فهدأ روعها بعد شعورها بحزنه العميق ، وطلبت من ابنها إكمال لعبه في الحديقة .. وجلست بجانب الرجل وهي تقول :
- لا تبدو مواطناً سويديّاً !
- انا مهاجر سوري
إنغريد : وانا لديّ أصول عربية ، لكني لم ارى والدي في حياتي .. أظن امي لم تخبره بحملها ، بعد حصوله على الجنسيّة ... ولأجله تعلّمت العربية من الإنترنت ، لربما التقيه يوماً .. آه آسفة ! تكلّمت عن نفسي ونسيت أن اسألك .. (وقالت باللغة الفصحة الركيكة) .. مالذي يحزنك ؟ واين ابنك الآن ؟
وما أن سألته بالعربية ، حتى انفجر بالبكاء كأنه يكتم دموعه منذ فترةٍ طويلة !
- دائرة رعاية الطفل خطفوه مني !!
إنغريد : السوسيال السويدي والبرنفال النرويجي ويوغندأمت الإلماني ومنظمة كافكاس البريطانية ، جميعهم يهتمون بحماية الطفل من العنف الأسري
- لم أكن عنيفاً معه !
- وماذا عن زوجتك ؟ فهم عادةً يأخذون الطفل بسبب النزاعات العائلية المتكرّرة ، حمايةً لنفسيّته
الرجل : مجرّد شجاراتٍ عادية ، تحصل بين أيّ زوجين
- انت الآن في اوروبا ، لا يمكنك التعامل مع زوجتك وأطفالك بحرّية كما في بلادك
الرجل بحنق : كلّه بسبب الجيران !! أبلغوا السلطات بعد ضربي له ، بسبب رميه الحجارة على ابنهم ..وبدل أن يشكروني ، حرموني من ولدي الوحيد
- وكم عمره ؟
- كان 5 سنوات حين أخذوه من المدرسة ، قبل سنتين
إنغريد : وخلال السنتين لم تره مُطلقاً ؟
- ساعة كل اسبوع ، تحت إشراف الأخصّائية الإجتماعية .. (ثم أغلق وجهه بيديه) .. رجاءً لا تكثري الأسئلة ، فهمّي يكفيني
- انا محامية في الشؤون الإجتماعية
الرجل باهتمام : وهل لك علاقة بجمعية السوسيال ؟
- احياناً أرافع عن الأهالي السويديين الذين لم يراعوا اطفالهم جيداً.. لكن عليّ إخبارك منذ الآن : أن 80% من القضايا تفوز بها دائرة رعاية الطفل
الرجل بيأس : أرجوك !! اريد معرفة مكانه .. فهم نقلوه اولاً الى الكنيسة ، ثم الى منزلٍ لم يخبروني عنوانه .. أكاد أجنّ !! فزوجتي عادت لبلدنا ، بعد لومي على خسارة إبننا .. وانا حاولت الإنتحار مرتين
إنغريد : نصيحة لا تخبر احداً ، فهذا يدلّ على اضّطرابك النفسيّ .. وإن عرفت السلطات بذلك ، لن ترى ابنك في حياتك
الرجل بحزن : اريد فقط رؤيته ، اشتقت لاحتضانه وتقبيله ..
- الم تقل انك تراه مرة كل..
الرجل مقاطعاً : لا !! لم يعودوا يسمحون برؤيته منذ ثلاثة اشهر
- لماذا ؟!
- لأني اختطفته من الكنيسة ، خوفاً أن ينصّروه او يعتدوا عليه .. لهذا نقلوه لبيتٍ آخر .. والبارحة التقيت به صدفة في المول .. فركضت اليه لاحتضانه ، فضربني المرافق بالعصا ! وطلب من حارس المول رميّ للخارج.. كنت اريد ضمّه فقط .. ارجوك ساعديني !!
إنغريد : حسناً أعطني رقم جوالك ، وسأحاول رفع شكواك للقضاء
فقال بابتسامةٍ حزينة : انت مازلتي تحتفظين بالدم العربي الأصيل ، شكراً لك
***
في خلال اسبوعين ..راجعت إنغريد ملفّات اطفال المهاجرين الذين أُخذوا من اهاليهم في الأعوام الماضية بحجّة العنف الأسري ، والذي فاق عددهم 20 ألف طفل سنوياً ، يُعاد توزيعهم على أسرٍ أخرى ! ويبدو انهم اختلقوا حالات غير حقيقية لسحب حضانة الطفل من أبويه ، بُغية الحصول على تمويلٍ إضافيّ من الدولة التي تعطيها للأسر الحاضنة !
وبعد بحثٍ دقيق ..وصلت أخيراً لملف إبن أحمد (حسب الصورة التي أعطاها لها) بعد تغير اسمه لعائلته المتبناة الجديدة ..
***
وحين أبلغت والده إنه أُرسل لعائلة شواذ ، جنّ جنونه خوفاً أن يكونا اعتديا عليه او شاهدهما بوضعٍ مُخلّ يدمّر فطرته السليمة ..
وطلب منها إعطائه العنوان ، لأخذه بالقوة .. لكنها رفضت ، وأخبرته إنه سيُطرد لخارج السويد إن فعل ذلك ..
لكن أحمد لم يعد يكترث ببقائه في اوروبا ، فكل ما يشغل تفكيره هو استعادة ابنه..
فطلبت منه إنغريد التريّث ليوم المحاكمة ، بعد رفعها شكواه للسلطات .. ووعدته بالمرافعة عنه بكل قوتها ..ونصحته بحسن سلوكه في الفترة القادمة ، لربما استعاد ابنه قانونيّاً ..
فوعدها أحمد بذلك ، بشرط إسراعها بالإجراءات القضائية قبل فساد أخلاق الصبي
***
وفي الوقت المحدّد من قبل الحكومة ، رافعت إنغريد عن الوالد السوري احمد .. وفي البداية أخبرتهم عن فروقات الحياة بين البلاد العربية والأوروبية .. واختلافهما بأساليب التربية ، حيث يُعدّ الضرب الخفيف اساسي لتعليم الأولاد حدودهم ، ومنعهم من السلوك السيء .. وأخبرتهم إن بقاء الأبناء مع اهاليهم أفضل لهم نفسيّاً ، فهو يشعرهم بالإنتماء والأمان .. ثم عرضت وثيقة تُثبت إعتماد الشرطة بأخذهم الولد على شهادة الجيران فقط ، والذي أدّى لاحقاً لانفصال الوالدين والإنهيار العصبي للأب .. كما عرضت مستندات عن إرسالهم الصبي للكنيسة ثم لعائلةٍ شاذة ، رغم معرفتهم بأن هذا يعارض ديانة وأخلاقيات عائلة الصبي .. وطالبت بإعادته لأبيه ، حمايةً له من السلوك الإنحرافي او الإلحاد .. وبأنه إذا كان والده قاسياً في الماضي ، لن يكون بعد حرمانه منه لسنتين
فطلب القاضي شهادة الأب أحمد ، الذي أخبرهم برغبته العودة لبلاده رغم الحرب الجارية هناك ..وأنه على استعداد لتخلّيه عن اللجوء السياسيّ ، بعد استعادته ابنه ..
وكلامه هذا إستفزّ الخصوم ، ورافع محامي جمعية حقوق الطفل السوسيال قائلاً:
- إن تغير البيئة على الصبي سيدمّره نفسيّاً ، بعد تعوّده على عائلته ومدرسته الجديدتين .. كما هناك إجراءات تسبق سحب وصاية الطفل من ابويه .. فالأمر لا يكون فجائياً : إذّ يتم التأكّد من المدرسة والطفل عن خلفيات المشكلة .. ثم نعرض الصبي على دكتور نفسي ، لتأكّد إنه تعرّض للعنف والضرب ، ورؤيته لخصامات أهله العنيفة ..ثم نتحدّث مع الأبوين عن شكوى الجيران ، وإنذارهما برفعها للمحكمة إن تكرّر الأمر .. فما يهمّنا هو عدم تعرّض الأطفال للخطر الجسدي واللفظي ، او حتى الإهمال من ناحية التغذية والصحة والترفيه .. وهذا ينطبق على كل الأطفال دون سن 18
فردّت إنغريد :
- أنتم لم تراعوا قلّة خبرة المهاجرين ومعرفتهم بثقافة وقوانين البلد الذي يقيمون فيه .. ثم رجاءً لا تنكر الغرض الأساسي للتبنّي ، حيث تقوم المنظمات بالمتاجرة بهم للحصول عن كل طفل ، مبلغاً يصل ل20000 يورو ! تأخذ منها الأسرة المتبنية 600 يورو فقط .. ولا ننسى أثر ذلك على الأهل الحقيقين الذين يصل بهم اليأس لإدمانهم المخدرات ، أو الإنتحار أحياناً ..
المحامي : هذه مشكلتهم ، فهم يهاجرون الى بلادنا للزواج من سويديات للحصول على الجنسية .. ولخوفهم لاحقاً من اندماج اطفالهم بثقافتنا المتحرّرة ، يحاولون إعادتهم بالقوة الى بلادهم ، فتستغيث الأمهات بنا لاستعادتهم .. فالطفل بالنسبة لنا هو ابن الدولة
إنغريد : وماذا عن قضايا الإستغلال الجسدي لأطفال المهاجرين ، وبيعهم لعصابات الأعضاء ؟ عدا عن تنصيرهم ، بعد دعوة البابا فرنسيس : ((بأن على كل أسقفية ودير إيواء عائلة من المهاجرين))
المحامي : التحوّل للدين المسيحي أصبح نافذة للاجئين السوريين ، ولديّ إثباتات قوية على ذلك .. ولا تنسي إن أطفالهم معرّضين للمخاطر ، حتى قبل وصولهم الى بلادنا : من خلال تهريبهم عن طريق السواحل إلى أوروبا في رحلاتٍ أقرب إلى مغامرات الموت.. عدا عن تجنيدهم في جيش داعش الإرهابي في بلادهم التي تعاني من طغيان النظام السوري
فطرق القاضي بمطرقته :
- ايها المحاميان !! لقد ابتعدتما كثيراً عن الموضوع الأساسي
المحامية : آسفة سيدي .. انا أطالب بحضور الصبي الى المحكمة لمعرفة رأيه بعودته لأبيه ، فهو بلغ السابعة الآن ويدرك حقيقة ما حصل
فأجّلت المحكمة لموعدٍ آخر ، لحين إحضار الصبي العربي
***
بعد شهر ، وفي الجلسة التالية .. تجمّع آلاف المهاجرين العرب خارج المحكمة ، وهم يطالبون بعودة اولادهم .. حيث تفاجأت المحامية إنغريد فور وصولها ، بالتفاف الأمهات حولها وهن يعطينها صور اولادهنّ بعد سنواتٍ من الفرقة !
فلم يكن امامها إلاّ وضع رسائلهنّ وصور ابنائهن في حقيبتها ، وهي تعدهنّ القيام بواجبها نحوهنّ ..لكن عليها اولاً الإهتمام بقضية احمد وابنه
***
وفي الجلسة .. دخل الصبي الى القاعة وهو يلبس قميصاً زهريّاً ، وشعره مصبوغاً بالأصفر .. وهو يتمايل في مشيه ، تقليداً لوالديه الجددّ ..
فشعر والده أحمد بالإرتباك ، وخشيّ أن يكونا تلاعبا بجسده ..
لكن ما قهره هو عدم تذكّر ابنه له ، لصغر سنه يوم إبعاده عنه !
بل الأسوء هو ثورة غضبه بعد إخباره : أنه ربما يترك والديه الحاليين ، اللذين يبكيان في المقاعد الخلفيّة للمحكمة !
وكل هذا أفقد أحمد أعصابه ، فأسرع نحو ابنه لاختطافه ..
فهجم شرطيان عليه لتهدأته ، أثناء تلاوة القاضي الحكم : ببقاء الصبي مع عائلته الحالية ، وترحيل أحمد إلى خارج البلاد !
ولم تستطع إنغريد الإعتراض على الحكم ، وراقبت أحمد بحزن وهو يُرمى بعنف الى خارج المحكمة !
***
وفي اليوم التالي .. زارته في بيته ، لتجده يلمّلم أغراضه مُنكسراً بعد خسارة عائلته ..فحاولت مواساته ، فأخذ يترجّاها :
- أستحلفك بالله !! ألا توجد طريقة لاستعادة ابني ؟
إنغريد : طائرتك غداً ، وأنا عاجزة عن مخالفة القوانين
أحمد بيأس : انت من اصول عربية ، وتعلمين أن بقاء ابني مع عائلةٍ شاذة ستدمّر مستقبله .. رجاءً أعيديه إليّ ، وإلاّ سأشنق نفسي قبل خروجي من السويد
فسكتتّ مطوّلاً ، قبل أن تقول :
- حسناً ، إنتظر مكالمة مني..
وخرجت من منزله ، دون إفهامه ما تقصد !
***
في عصر اليوم التالي .. وقبل خروج إنغريد من مكتبها ، تفاجأت بشرطي يأمرها بمرافقته الى مركز الشرطة ..
وهناك أخبروها أن أحمد رحّل من السويد بعد خطفه إبنه !
فقالت متفاجئة :
- ولما لم تمسكوه بالمطار ؟!
- نعتقد انه هرب الى بولندا عن طريق البحر ، فهل لديك علم بذلك ؟
إنغريد بدهشة : لا ابداً !
الشرطي : وكيف برأيك وصل الى منزل عائلة الصبي ؟
إنغريد : هو ترجّاني كثيراً لمعرفة عنوانهم ، لكني لن أخسر عملي لأجل موكّلي
- علمنا إنك كنت البارحة في منزله
- لتوديعه فقط ، أحلف لك
الشرطي باشمئزاز : يبدو أن أصولك العربية ساهمت في إفساد القضية
إنغريد بعصبية : انا ولدّت وتعلّمت وتوظّفت في السويد ، ولا اعرف شيئاً عن العرب .. أحمد كان موكّلي ، وخسرت قضيته ..وهذا كل شيء !!
- سنراقبك الفترة القادمة للتأكّد من كلامك
إنغريد بعصبية : راقبوني كما تشاؤون ، فأنا سويديّة أكثر منك !!
وخرجت من مكتبه غاضبة
***
بعد ثلاثة اشهر .. تفاجأت الشرطة السويديّة باختفاء عددٍ كبير من اطفال الرعاية الإجتماعية المختصّة بأولاد المهاجرين !
وبمراقبة كاميرات الطرق .. وجدوا حافلة متوقفة خارج المؤسسة آخر الليل ، والتي نقلت الأطفال الى حيّ (الغيتو) الخاص بالمهاجرين العرب !
وقُبض لاحقاً على سائق الحافلة الذي اعترف : أن شخصاً مقنّعاً دفع له مبلغاً كبيراً للقيام بالمهمّة
وحين أجروا المزيد من التحقيقات ، عرفوا إن حارس المؤسسة والممرّضة متواطئين بالجريمة ، بعد حصولهما على رشوةٍ ضخمة من شخصٍ مجهول !
ورغم إرسال دوريات الشرطة الى حيّ المهاجرين ، لكنهم لم يستطيعوا اقتحامه بعد تعرّضهم للرشق بالحجارة من قبل الأهالي الذين قيّدوا أنفسهم بأولادهم بالسلاسل ، لرفضهم إعادتهم لجمعية رعاية الطفل !
ونقل الإعلام الحادثة على الهواء مباشرةً ، ليتضامن معهم الشعب السويديّ الذي رأى أنه لا حقّ لدولتهم بحرمان العرب من أطفالهم
وبعد موافقة أشهر الأطباء النفسيّين لموقف المهاجرين ، لم تستطع الحكومة سحب الأولاد ثانيةً .. خاصة بعد أن كشف الإعلام إستغلال بعضهم جسديّاً ، وتورّط عصابة بيع الأعضاء بالقضيّة ..
وحتى لا تكبر الفضيحة وتصل لأسماء شخصيات سياسية متورّطة في الموضوع ، تخلّت الحكومة عن فكرة إعادة الأطفال الى المؤسسة .. مما أسعد الأهالي الذين رغبوا فقط بالعيش بسلام في السويد ، بعيداً عن الحرب الدائرة في بلادهم
مما أغضب الرهبان الذين خطّطوا منذ البداية لتنصيرهم ، فطلبوا من مركز الشرطة معرفة المتورّط باختطافهم من الميتم
فتتبّع موظفوا إدراة الشرطة جميع الإتصالات والتحويلات النقديّة ، إلى أن عرفوا بأن إنغريد متورّطة بالموضوع ..
ولأن السلطات لا ترغب بضجّةٍ أخرى بعد هدوء العاصفة ، فقد أمروا رجالهم باختطاف ابن إنغريد الصغير من مدرسته !
لتُسرع المحامية الى مركز الشرطة للإبلاغ عن اختطافه ، فيفاجئها المدير بمقطعٍ مصوّرٍ لها وهي تعطي سائق الحافلة ظرفاً مليئاً بالنقود ، مما يؤكّد تورّطها بالقضيّة
وقال لها الشرطي بعصبية :
- أصرفتي كل مدّخراتك لأجل مهاجرين غير شرعيين ؟ بعد إعادتك الصبي لوالده أحمد الذي سافر الى البلد المجاور بقاربٍ مطاطيّ ، وربما غرق مع ابنه في عرض البحر بسبب تصرّفك الغير مسؤول !!
- انا قمت بواجبي
- اذاً لا تنكرين جريمتك ؟!
إنغريد : طالما انا هنا ، فأكيد تتبّعتم جميع تحرّكاتي
- يبدو اصولك العربية أثّرت على تفكيرك ، وجعلتك تعرّضين وظيفتك للخطر !
- انا قمت بفعلٍ إنسانيّ
الشرطي : طالما مُصرّة على رأيك ، فلن ترين ابنك ثانيةً
إنغريد بغضب : لا يمكنك حرماني منه ، فهو سويديّ مئة في المئة!!
- إسمعي يا إنغريد ، لديك خيارين : إمّا أن تجدي طريقة لاستعادتنا اولاد العرب ، أو تخسرين ابنك نهائياً !!
إنغريد : هناك حلٌ ثالث : أن آخذ ابني وأنتقل لمدينةٍ أخرى
- الأمر ليس بهذه السهولة .. عليك التخلّي عن وظيفة المحاماة ، وعن جنسيتك ايضاً
- انا ولدتُ هنا !
الشرطي بلؤم : وساندّت المهاجرين القذرين ضدّ بلادك .. لهذا لن تحصلي على ابنك ، إلاّ إذا غادرت السويد بلا رجعة !!
***
وفي الوقت الذي تابع فيه تدفّق المهاجرين العرب الى السويد ، وهم يحلمون بالحرّية والسعادة لأبنائهم (دون معرفة ما ينتظرهم) .. كانت إنغريد وابنها في طريق عودتهما الى وطنٍ لم يرياه من قبل ، ومع ذلك شعرت براحة ضميرها بعد قيامها بدورها الإنسانيّ في هذه القضية الشائكة ..
***
ومع الأيام .. أحسّت بحرّيتها كأم في بلدها العربي ، وشكرت ربها على الصدفة التي جمعتها بأحمد الذي أعادها الى وطنٍ قرّرت فيه تربية ابنها على الدين والأخلاق الحميدة ، دون خوفها من قرارات دولتها الظالمة.. فربّ ضارةٍ نافعة !
*****
المصادر :
أرسل أحد القرّاء تعليقاُ في قصتي السابقة (الطباخ المغترب) يطلب مني كتابة هذا الموضوع ، أتمنى أن تعجبه القصة وتعجبكم .. كما أشكر أختي اسمى التي أعطتني فكرة المقدّمة ..
ردحذفشكرا ..... حينما كنت مراهق كنت احلم ان اعيش بهذه الدول المتقدمه ....ولكن حينما علمت بشأن قراراتها الظالمه بين الاب وابنائه ....كرهتهم من اعماق قلبي ....اما بقرار منظمة رعاية الاطفال اقول اعميتها يا مداويها ...الحمدلله علانعمه الاسلام فمهما اغترينا بثقافاتهم وتطورهم وانظمتهم نجد اشياء فيهم نحمدالله اننا عرب ...
ردحذفاستاذة أمل كنت ارسلت لك على بريدك الالكتروني ولم تردي عليي
ردحذفلم يصلني شيء ! لوّ سمحت ، حاول من جديد
حذفاشكرك من أعماق قلبي على كتابت هذه القصة لم اعتقد سوف تكتبيها تأثرت جدا بالقصة وتخيلت أحداثها وكأني عشت بأحداث القصة وعندما قرأت عند دخول ابن أحمد المحكمة وهو ناسي اباه وبملابس ورديه وبشعر مصبوغ لم اتمالك نفسي ونفجرت بالبكاء لا أدري لعله حدثت بعض هذه الأمور والأحداث بالواقع فعلا قصة تحاكي المجتمع و حياة العائلات المسلمة والعربية والمهاجرة وبالنسبة لي كانت المفاجاة في القصة هي المحامية من أصول عربية وكانت أصولها لها تأثير عليها بسبب كذب امها وعدم معرفة والدها وكيف ان العائلة الشاذة حاولوا إظهار أنفسهم طيبون ويبكون على الطفل وهذا تمثيل فقط أمام المحكمة حتي يتعاطف القاضي معهم وكيف ان الرهبان اغضبهم عدم انتزاع السلطات الأطفال من العوائل المسلمة بسبب مخططاتهم واجمل شي ان النهاية مفتوحة هل رجع احمد مع ابنه إلى موطنه واستقبلتهم زوجته اما غرق في البحر ومات مع ابنه ام وصل إلى بلد جديد وحياة جديدة والمفاجاة رجوع انغريد إلى وطن أباها الذي لاتعرف عنه شيء اشكرك واشكر اختك اسماء من أعماق قلبي لم اتوقف من البكاء وانا اقرا القصة اسأل الله ان يرجع جميع أطفال المسلمين إلى عائلاتهم ويهلك جميع الظالمين والفسقة احيانا افكر بخطورة الأمر في المستقبل هل هؤلاء الأطفال الذين تم انتزاعهم وتم تربيتهم عند هذه العوائل وتعليمهم الإلحاد والشذوذ سوف يتم تجنيدهم وإرسالهم إلى بلادنا لحتى يحاربونا ام لا يريدون إنشاء جيل مسلم في بلدانهم حتى لاتتغير معالم الدولة ويمسك فئة الشباب أماكن حساسة في المجتمع ويخدم دينه ويغير القوانين لأن بسبب قلة المواليد في هذه البلدان وزيادة نسبة الشيخوخة كل هذه الأسئلة تجول في خاطري لكن الشي الوحيد الذي اعرفه ومتيقن به أن الله سوف يحبط جميع خططهم ان شاء الله ولن ينجحوا بأذن الله
ردحذفاتمنى ان تخبرني اسمك لأكتبه في بداية القصة ، لأنها فكرتك من الأساس ..وسعيدة انها اعجبتك
حذف