تأليف : امل شانوحة
الأولاد المشاغبون
في الساعة السادسة ، أيقظت الأم ابنها للذهاب الى المدرسة..
فردّ بنبرةٍ ناعسة : أمي ، دعيني أنام قليلاً
- هيا إريك ، ستتأخّر على المدرسة .. قمّ الآن ، وإلاّ سحبتك بالقوة من فِراشك !!
فأزال بطانيّته ، وهو يتأفّف بضيق : لوّ كنتِ أماً حنوناً ، لتركتني مُتدفئاً بسريري بدل ذهابي للمدرسة بهذا البرد القارص
- كفّ عن التكاسل ، فحافلة المدرسة على وشك الوصول .. هيا إسرع بتجهيز نفسك
فدخل الحمام وهو يقول في نفسه : ((ليت لي أماً ثانية لا تحرمني من النوم))
***
في منزلٍ آخر .. تناول جاك شطيرته دون النظر الى امه التي سألته:
- هل ستذهب الى المدرسة بهذا الوجه المُتجهّم ؟!
جاك غاضباً : أتلوميني على عصبيّتي بعد ضربي البارحة ؟!
- لأنك لم تتوقف عن اللعب رغم تأخّر الوقت ، وهآ أنت ضيّعت ساعتين من نومك
- لما لا تدعيني على راحتي ؟
الأم : ممنوع اللعب إلاً في ايام العطل
- يعني لن تعطيني حاسوبي بعد عودتي من المدرسة !
الأم بحزم : هل عليّ إعادة كلامي مرتين ؟!!
جاك بضيق : ماهذه الحياة المملّة ؟
- هاهو بوق الحافلة ، إسرع اليه !!.. واغلق سحّاب معطفك ، فالجوّ باردٌ في الخارج
فخرج مُتأفّفاً ، وهو يتمنّى لوّ خلت حياته من قوانين امه الصارمة
***
في منزل جاكلين ، أمسكتها امها بالقوة وهي تحشر اللقمة الخامسة في فمها
- امي كفى !! لا اريد تناول فطوري
الأم بعصبية : لأنك أفسدّته بتناول الشوكولا..كم مرة أخبرتك : ممنوع الحلويات قبل الطعام !!
- سآكل ما اشاء ، لا يحقّ لك إجباري على الطعام الصحيّ المقرف
الأم : جميع أصدقائك أطول منك ، بسبب تفضيلك الحلويات على الطعام المفيد .. وعقاباً لك ، لا مصروف هذا اليوم
جاكلين : هذا ظلم !
- وضعت لك شطيرتين وعلبة عصير ، هذا يكفيك
فخرجت جاكلين من منزلها وهي تتمنّى لوّ تنتقل لعالمٍ مليء بالحلويات ، دون حرص الأمهات المبالغ فيه
***
في منزل جيم .. جفّفت امه شعره ، بعد لبسه ثياب المدرسة النظيفة
فقال باكياً : انا أكره الإستحمام صباحاً
الأم : إذاً لا تكثر شرب السوائل قبل النوم
- هذا ليس ذنبي ، كان عليك إيقاظي في المساء
- لا بأس بنيّ ، الأطفال يلوّثون فراشهم من وقتٍ لآخر .. المهم جفّفتك تماماً حتى لا تمرض بهذا الجوّ البارد .. هيا إسرع لمدرستك ، فقد تأخّر الوقت
فخرج من بيته ، وهو يتمنّى توقف أمه عن الإهتمام بالنظافة لهذه الدرجة
***
إجتمع الأصدقاء الأربعة في ساحة المدرسة ، وشكى كل واحداً منهم قساوة والدته ..
فقال إريك بضيق : انا أحب النوم لساعاتٍ طويلة .. وأمي تصرّ على إيقاظي قبل ساعة من قدوم الحافلة ، وهذا يضايقني جداً
جاك بقهر : وأنا أحب السهر أثناء تسليتي بالألعاب الإلكترونيّة .. وهي تريد أن أدرس طوال اليوم ، وأنام باكراً !
جاكلين : اما انا !! فأحب الحلويات ، وأكره الطعام بأنواعه .. وامي ترغمني على أكل الخضار واللحوم التي تثير غثياني
جيم : وانا أكره الإستحمام ، وهي تحممّني كل يومين !
إريك باستغراب : أمازالت تحمّمك ، وأنت في الثامنة ؟!
جيم : هي لا تثقّ بنظافتي ، ألديكم الحلّ للتهرّب منها ؟
جاك : الأمهات يضيّقون الخناق علينا ، لما لا يدعوننا على راحتنا؟
إريك : ليتنا نعيش في عالمٍ خالي من الأمهات
جاكلين : نعم عالم خاص بالأطفال ، فيه كل ما نتمنّاه : ألعاب وحلويات وسهر دون قوانين الكبار المملّة
وهنا ارتفع صوت الجرس ، ليذهبوا مُرغمين الى صفوف الدراسة
***
في المساء ..نام الأولاد الأربعة ، وهم يفكّرون بأمنيتهم المستحيلة ..
***
في الصباح ، إستيقظ إريك للمرة الأولى وحده !
فذهب الى المطبخ ، ليرى امه تعدّ الطعام..
إريك : امي ! ماذا تفعلين ؟
- أعدّ الغداء ..
إريك بقلق : الغداء ! كم الساعة الآن ؟
الأم : أصبحنا في وقت الظهيرة
إريك بصدمة : الظهر ! لما لم توقظيني للمدرسة ؟!!
- تركتك على راحتك
- أنت تعلمين إن لديّ إمتحان رياضيات !
الأم : أحزنني سهرك طوال الليل وانت منشغل بالدراسة ، فتركتك ترتاح
إريك بعصبية : سهرت لدراسة الإمتحان ، والآن سأرسب فيه !!
- لا يهمّني في الحياة سوى راحتك ، فهل نمت جيداً ؟
- امي ! مابك اليوم ؟
الأم : هيا إجلس لتناول غدائك
وأخذت تسكب له الطعام ، دون اكتراثها بتفويته يوماً دراسيّاً على غير عادتها !
***
في منزل جاك .. إستيقظ من نومه ، ليجد امه تلعب بالصالة بألعابه الإلكترونيّة الموصولة بالتلفاز الكبير
جاك بدهشة : امي ! لما لم توقظيني للمدرسة ؟
الأم بحماس : دعك من الدراسة ، وتعال إلعب معي !!
جاك باستغراب : منذ متى تحبين العاب الكمبيوتر ؟!
- منذ البارحة
جاك بصدمة : أمازلت تلعبين منذ البارحة ؟!
- الحقّ معك ، السهر ممتعٌ للغاية .. هيا تعال وشاركني اللعبة!!
- سآتي بعد تناول طعامي
الأم : لم اطبخ اليوم
- لماذا !
- لأني العب ، الا ترى ؟
جاك بقلق : وماذا سنأكل ؟
- سنطلب أيّ شيء من الخارج
- انت تعلمين إن معدتي لا يناسبها الطعام الجاهز
الأم : اذاً كلّ ما تجده في الثلاجة ، ولا تقاطعني ثانيةً .. فأنا مشغولة بإنهاء هذه المرحلة الصعبة من اللعبة
فذهب الى المطبخ ، وهو مندهش من تصرّفات امه الغير ناضجة !
***
اما جاكلين فاستيقظت ، لتجد امها بالمطبخ تأكل جميع الشوكولاتات التي اشترتها لها سابقاً ..
- امي ماذا تفعلين ؟ هذه حلوياتي !!
الأم : هي لي !! انا دفعت ثمنها
- ولما تأكلينها ؟ هكذا ستفسدين حميّتك الغذائية !
- لم أعدّ أطيق الخضروات والطعام المشويّ .. اريد تناول الحلويات ، فطعمها لذيذٌ جداً
جاكلين : امي ! أتركي لي شيئاً
- لا أدري إن بقيّ شيء في خزانة المطبخ ، إبحثي بنفسك
- يعني لن نتغدّى اليوم ؟!
الأم : ولما أتعب نفسي بالطبخ ، طالما ترفضين تذوّقه .. لذا قرّرت أن نأكل الحلويات طوال حياتنا !!
- هكذا نُفسد اسناننا ونُصبح بدناء ، اليس هذا كلامك ؟!
الأم بحماس : دعك من هذا ، وابحثي في الخزانة عن الحلوى .. وإن انتهت ، نذهب معاً لشراء المزيد !!
فأعطتها شوكولا أخرى من درج المطبخ ، وهي قلقة على صحّة امها !
***
اما جيم فاستيقظ ، ليجد امه تلعب بالطين في حديقة منزلهم !
وما أن خرج اليها ، حتى بلّلته بخرطوم الماء وهي تقول :
- هيا جيم !! تعال لنلعب معاً
جيم بقلق : امي ماذا تفعلين ؟ ستمرضين بهذا الجوّ البارد
الأم بحماس : لا يهم !! دعنا نلعب بالطين طوال اليوم
- امي رجاءً ، أدخلي قبل أن يروك الجيران .. واستحمّي ، فثيابك وسخة للغاية !
الأم : لا مزيد من الإستحمام !! سننام بملابسنا الوسخة ، ونأكل بأيدينا ..ولن ننظّف اسناننا بعد اليوم ، أو نمشّط شعرنا .. سنكون على طبيعتنا!!
جيم بضيق : هذا ليس جيداً يا امي ، فالناس ستشمئزّ من رائحتنا القذرة
- لا يهمّني رأيهم ، المهم أن نكون سعداء .. هيا لنلعب معاً !!
وشدّت ذراعه ، ليقع معها في الوحل .. ثم أخذ يراقبها بقلق ، وهي تقفز بسذاجة في الطين !
***
إستمرّت الأوضاع الغريبة في منازل الأولاد الأربعة طوال الإسبوع ! لم يذهب فيه إريك الى المدرسة ، لرفض امه إزعاجه صباحاً !
فخاف على ضياع مستقبله ، وطرده من المدرسة بسبب غيابه المتكرّر
اما جاك ..فاشترت امه جميع الألعاب الإلكترونيّة من المتجر ، بعد إهمالها منزلها وابنها .. وصارت مُدمنة على اللعب طوال الوقت ، ممّا ضايقه جداً
اما جاكلين ..فشعرت بتوعكٍ معويّ من كثرة الحلويات التي أجبرتها امها على مشاركتها معها ! .. وخافت على صحّة امها التي تغيّرت ملامحها الرياضيّة ، بعد زيادة وزنها في الأيام الفائتة
اما جيم ، فتحوّل منزله الى زريبةٍ مليئة بالأوساخ في كل مكان ! وأصبحت رائحة امه لا تطاق ، لرغبتها اللعب فقط دون الإستحمام .. وحين حاول ترتيب منزله ، أعادت بعثرة كل شيء ..وأمرته بالعيش على طبيعته!
مما جعله يفكّر بإيجاد حلٍ لهذه المشكلة ، واتصل برفاقه للإجتماع معهم في الحديقة العامة القريبة من منازلهم
***
وهناك أخبروا بعضهم بالمشاكل التي طرأت على امهاتهم الإسبوع الماضي ، وكيف أصبحت طباعهم طفوليّة وغير مسؤولة !
إريك : أكاد أجنّ يا رفاق !! حتى عندما أضّبط مُنبّهي للإستيقاظ للمدرسة ، تُطفئه امي لأبقى نائماً .. وانا لا اريد إهدار سنتي الدراسيّة بالنوم !
جاك بقلق : وانا كرهت جميع الألعاب بعد هوس امي بالكمبيوتر ، وإنهائها جميع المراحل التي كنت مُتشوقاً لتجربتها .. كما ترفض الذهاب لعملها ! وأخاف أن تُطرد بعد غيابها إسبوع عن الشركة .. حينها لن نجد ما نأكله ، وربما نصبح مُشرّدين لعدم دفعها الإيجار
جاكلين : وانا كرهت الحلويات بأنواعها ، بعد أن أجبرتني امي على أكل صناديق منها .. كما اشتقت لطعامها الصحيّ .. وأخاف حقاً أن تؤذي نفسها ، ونضّطر لأخذها الى المستشفى !
جيم : وانا حاولت مرة تنظيف غرفتي ، فقامت ببعثرة كيس النفايات في كل مكان! حتى عندما استحمّمت لأول مرة وحدي ، لطّخت ثيابي النظيفة بيديها المليئة بالكريمة .. لا افهم ما حصل لها ، فأنا لم ارى منزلنا بهذه الوساخة من قبل !
إريك : ماذا حصل لأمهاتنا يا ترى ؟!
جاكلين بقلق : أتظنوا أمنيتنا السابقة (بتغيّر أمهاتنا) تحقّقت بالفعل؟!
جاك بحزن : ليتنا لم نطلب تلك الأمنيّة .. فقد كنّ مثاليّات ، ولم ندرك ذلك إلاّ متأخراً
جيم : صحيح ..فحين يتصرّف الراشدون كالأطفال ، يصبحون مزعجون للغاية !
جاكلين : اذاً دعونا نمسك أيدينا ، ونتمنّى مجدّداً أن يُعدنّ كما كنّ في الماضي
وبعد إغماض أعينهم ، قالوا بصوتٍ واحد :
- يارب !! أعدّ الينا أمهاتنا ، ونعدك بعدم مخالفة أوامرهنّ بعد اليوم
***
في الصباح التالي .. إستيقظ إريك باكراً ، ليجد امه تحضّر شطيرته للمدرسة وهي تقول بدهشة :
- إريك ، جهّزت نفسك بهذه السرعة ! كنت ذاهبة لإيقاظك
- هل كنت ستوقظيني فعلاً للمدرسة ؟
الأم : طبعاً ، لا اريدك أن تفوّت الحافلة .. هيا تعال لتناول فطورك قبل وصولها
فتنفّس الصعداء لعودة امه الى طبيعتها المُهتمّة ..
***
في منزل جاك .. إستيقظ باكراً لتحضير حقيبته ، فدخلت امه غرفته وهي تقول :
- آه جيد ! إستيقظت باكراً
جاك : لأني نمت البارحة في الساعة الثامنة
الأم بفخر : أحسنت بنيّ !! فحين تنام باكراً ، تستيقظ نشطاً
- وماذا عنك ؟ هل سهرت ثانيةً على الألعاب الإلكترونيّة ؟
الأم باستغراب : ومنذ متى أحب اللعب بتلك الأشياء ! هيا إسرع بالنزول لتناول فطورك ، سأوصلك للمدرسة ثم أذهب لعملي .. هيا عزيزي
فابتسم بارتياح لعودتها كما كانت
***
في منزل جاكلين ، قالت امها :
- وضعت لك شوكولا مع شطيرتك المدرسيّة ..وهذا مصروفك
فأزالت جاكلين الشوكولا من حقيبتها وهي تقول :
- لا امي ، الشطيرة تكفيني
امها بدهشة : أحقاً لا تريدين الحلوى ؟!
- لا ، أفضّل طعامك الصحيّ
الأم بدهشة : أتريدين أن أطبخ البروكلي على الغداء ؟!
- نعم امي ، احبه كثيراً
- سعيدة لأنك بدأتِ تحبين الخضراوات .. ما رأيك أن أشوي بجانبه اللحم ؟
جاكلين بابتسامة : اللحم لذيذٌ ايضاً ، شكراً لك
وخرجت الى المدرسة ، وهي متشوّقة لتناول طعام امها الصحيّ من جديد
***
اما جيم ، وبعد خروجه من الإستحمام ..قالت امه :
- الم تكن تكره الإستحمام الصباحيّ ؟! أم إنك لوّثت سريرك ..
جيم مقاطعاً : لا امي ، كبرت على تصرّفاتي الطائشة .. ثم الإستحمام صباحاً يعطيني النشاط لإكمال يومي الدراسيّ
- أحسنت بنيّ !! جفّف نفسك كيّ لا تمرض .. (ثم اقتربت منه ، وهي تشمّه).. رائحتك جميلة بالفعل !
جيم باستغراب : هل فعلاً تُعجبك رائحة النظافة ؟
- وهل يوجد أجمل منها ؟ هيا الى المطبخ لتناول فطورك
وعند نزوله للطابق السفليّ ، لاحظ نظافة المكان .. فسأل امه :
- هل نظّفتي البيت أثناء نومي ؟!
الأم : منزلي دائماً نظيفاً ومرتّباً يا جيم
- هذا صحيح امي
وحضنها بحنان..
***
واجتمع الأصدقاء الأربعة في ساحة المدرسة ، وهم سعيدون باستجابة الله لدعائهم بعودة امهاتهم كما كنّ في السابق ..وتعاهدوا أن يتخلّوا عن تصرّفاتهم الطفوليّة الغير مسؤولة ، والإستماع أكثر لنصائح والداتهم
***
في عصر ذلك اليوم .. إجتمعت الأمهات الأربعة في منزل مديرة المدرسة الإبتدائية ، ليخبروها بما حصل ..
المديرة : ممتاز !! والمعلمات ايضاً لاحظنّ نشاطهم في الدراسة ، بعد غيابهم لأسبوع
ام جاك بقلق : جيد انك نصحتني بأخذ إجازة إسبوع من عملي ، للقيام بالمهمّة الصعبة ، فمازالت عينايّ تؤلماني من السهر على الألعاب الإلكترونيّة السخيفة .. المهم سيدتي : أنت وعدّتنا أن لا يُكتب غيابهم في سجلّات المدرسة
المديرة : لا تقلقي بهذا الشأن ، كما اتفقت مع معلماتهم على إعادة الإمتحانات التي فاتتهم
ام جاكلين : لا أصدّق انك طلبتي منّا تنفيذ أمنياتهم ، فقط لتحسين سلوكهم!
ام إريك : نعم ، أشعر انك تخفين السبب الحقيقي عنا
فتنهّدت المديرة تنهيدةً حزينة ، قبل أن تقول :
- مالا تعرفونه عني ، إن ابني الوحيد انتحر بعمر العاشرة
الأمهات بصدمة : إنتحر !
المديرة بحزن : شنق نفسه في غرفته .. وبعد العزاء ، وجدّتُ دفتر مذكّراته الذي اشتكى فيه من قساوتي : لأني أشدّد عليه بالدراسة والنوم باكراً ، وعدم إضاعة وقته باللعب مع الأصدقاء ، واهتمامي الزائد بطعامه الصحيّ .. هو لم يفهم انني فعلت ذلك خوفاً عليه ، وحرصاً على مستقبله وصحّته .. وآخر ما كتبه في دفتره : ((ليت لي أماً أخرى)) .. لهذا حين كنت أراقب ساحة المدرسة ، وسمعت ابنائكم يتمنّون الشيء ذاته ! شعرت برغبةٍ جامحة لإفهامهم خطأهم .. لهذا طلبت منكنّ إعطائهم الحريّة طوال الإسبوع بشكلٍ مُبالغ فيه ، ليشعروا أن هذا ليس في صالحهم ..
الأم : وقد نجحت خطتك ، فإبني جاك لم يعدّ مهووساً بالألعاب الإكترونيّة
- وابني جيم ، صار يهتمّ بنظافته وترتيب غرفته
- وابني إريك ، صار يستيقظ وحده دون مُنبّه !
- وابنتي جاكلين بدأ يعجبها أكلي الصحيّ ، فشكراً لك
أم جيم : نعم ، مجهودك لم يضع سدى
المديرة بابتسامة : وانا سعيدة بذلك
***
بعد شهر في عيد الأم ، وبعد انتهاء المسرحيّة .. تقدّم الأولاد الأربعة على خشبة المسرح ، ليقولوا للأهالي بصوتٍ جهوريّ :
جيم : أنتم تعرفون مصلحتنا أكثر منّا
جاك : قوانينكم الصارمة ، هي لصالح مستقبلنا
إريك : رجاءً لا تتغيّروا لأجلنا
جاكلين : نحن نحبكم كما انتم !!
فصفّق الأهالي بحرارة ، ومن بينهم الأمهات الأربعة الفخورات بتغيّر ابنائهم الإيجابي في الأسابيع الماضية ..
بينما مسحت المديرة دمعتها ، وهي تقول في نفسها :
((هذه لإراحة روحك ، يا صغيري المشاغب))
ذكرتيني بايامنا بالدراسه ودراسة الاولاد هذه الايام ...
ردحذففرق كبير جدا في زمني كنت بدات ادرس وعمري خمس سنوات كنت اشعر اني كنت بروح معسكر مو مدرسه وكانت المسافه بعيده واحمل حقيبتي علا ظهري وهي ثقيله بالدفاتر والكتب ولانعرف حاجه اسمها حافلة المدرسه ولا اعرف ان ابي زارني للمدرسه يوم واحد بل ماكان يعرف في اي صف ادرس اول او ثاني اوسادس او تاسع وكمان لم اعرف زياره امي لي للمدرسه بل كان في زمني عيب تزور الام ابنها للمدرسه ولاكان فيه حدا بمنزلنا يفهني دروسي ويتابعني رغم دخولي المدرسه سن مبكر ومع ذالك درست ونجحت ودخلت جامعه وتخرجت بدرجات حلوه وكمان لم اطلب من ابي بلايستيشن العاب الكترونيه اتسلا بالاجازات كانت ثقافة ابائنا ان هذه الالعاب لايطلبها إلا اوولاد السوق اللي مو محترمين ...اما جيل هذه الايام تبكر الام من الصباح تعمله صبوح دافي وكمان حافله توصله للمدرسه وكمان يروح الاب والام يزورونه بين الفينه والفينه ويعملون حفلات مدرسيه وكمان مدارس اهليه بالسنه مئتان دولار ومتابعة مستوا الطالب بين المدرسه واهله وكمان اجهزة ايباد وحواسيب اقصد دلع او مدللين وبالاخير يطلع الطالب فاشل بدراسته بسبب الدلال الزايد من صغره وكمان لسا بدأ العام الدراسي وتسمع الاولاد يقولون متا راح تأتي عطلة او اجازة نهاية العام الدراسي .....وا اسفاه علا هذا الجيل الصاعد اللي افسده كثر الدلال الزايد...عشرون سنه لم ارى مدرسه اهليه وفي هذه الخمس السنوات انتشرت المدارس الاهليه في كل حاره نجد مدرسه ....تخيلي اختي اني لا اعرف كيف اشغل حاسوب او لابتوب قسم بالله ما اعرف كيف استخدم الحاسوب ..اسف طولت الكلام ....رغم اني لم اتكلم بكل شي ..
نحن جيل الطيبين ، عشنا بالفعل أجمل طفولة ، فرحنا بالأشياء البسيطة .. وتشاركنا احداث الأفلام والمسلسلات قبل وجود الدش وتعدد المحطات التلفازية .. رسومنا المتحركة كانت قصصاً اخلاقية وهادفة ، عكس هذه الايام .. عاصرنا تطور الكمبيوتر بالعابه البسيطة حتى ظهور الاتاري قبل البلاي ستيشن .. وتقاسمنا الهاتف الارضي قبل وجود الجوالات .. رمضان كان فعلا يجمعنا .. وقوانين مدارسنا صارمة ، لكنها تربوية .. كنا نخاف من غضب الاساتذة ، اما الان فالادارة تخاف ان تغضب الاهالي كي لا تسحب ابنائها من المدرسة ويخسرون الاقساط ..برأي يجب ان تكون جميع المدارس حكومية .. المدارس الخاصة هي التي اظهرت الجيل المدلل اللا اخلاقي .. جيل الثمانينات والتسعينات هي الاجمل عربياً ، كنا يدٍ واحدة بحق ، انظر كيف تشتتنا اليوم .. ايامنا اجمل بكثير مما نعيشه حالياً
حذفنعم بالتاكيد ...ولاحظت المدارس الاهليه صارت توضف بنات مدرسات لا يحملن شهاده جامعيه في مجال التدريس لانهن يرضين برواتب قليله جدا جدا ...قسم بالله انهن لايفهمن الطلاب سوا نسخ لصق
حذفالى ابن اليمن العزيز تعليقك اضحكني كثيرا
حذفيا عزيز الروح ذكرتني بالزمن الجميل ايام التسعينات الايام الحلوة رغم قلة الموارد وشح الامكانيات لكنها كانت اروع واجمل ايام صحيح اننا لم نجد الاهتمام الكافي لكنا بنينا أنفسنا بأنفسنا بعيدا عن البذخ والتدليل كما هو الحال اليوم احمد ربك أنك مازلت على الفطرة
تحياتي لك