الخميس، 16 ديسمبر 2021

احلام العصر

فكرة : أختي اسمى
كتابة : امل شانوحة

إنتقام الأزواج 


إستيقظت سارة عصراً بعد رؤيتها مناماً أربكها : عن طليقها وهو يُعاملها بحنانٍ ورفق ، ويساعدها بأعمال المنزل على غير عادته ، ويلاعب ابنه بلطف .. حيث ابتسم لها طوال الحلم ، كأنه يذكّرها بأيامهما السعيدة !


والغريب إن هذه الأحلام اللطيفة تكرّرت على مدى إسبوعين .. فقرّرت إخبار أهلها بقرارها الصادم : بالعودة مع إبنها الى منزل طليقها !

ممّا ضايق عائلتها الذين حاولوا تذكيرها بطرقه النفسيّة الملتويّة التي كادت تدمّر صحّتها .. كما معاملته السيئة لها ، وإهماله واجباته اتجاه ابنه ، وخيانته المتكرّرة لها .. 

لكنها أصرّت على الإتصال به لمعرفة رأيه بالموضوع ، مُعتبرةً الأحلام رسائل ربانيّة لإعادتها الى حياتها الزوجيّة 


وكما توقعت ، رحّب طليقها بقرار عودتها ..وحدّد موعداً لزيارة عائلتها لإرجاعها منزله ، قبل انتهاء عدّة طلاقها  

*** 


وبالفعل عادت سارة الى زوجها سمير ، رغم اعتراض اهلها .. ليستقبلها باحتفالٍ لطيف في منزله ..


واستمرّت معاملته الجيدة طوال شهرين ، الى أن عاد لطبعه القديم وصار يُهمل عائلته ، ويسهر لساعاتٍ طويلة مع اصدقائه.. ويثور غاضباً إن لم تطبخ بنفسها (فهو بخيل رغم ثرائه ، ويرفض إحضار خادمة لها)..

وعندما عاد لضرب ابنه الصغير ، ندمت لعدم سماعها نصيحة اهلها .. وشعرت بالحرج للعودة اليهم مُطلّقة للمرة الثانية 

***


وقبل نهاية الشهر .. وصلها إتصالٌ على الهاتف الأرضيّ من رجلٍ يُخبرها أن زوجها لم يدفع بقيّة مستحقّاته ..

سارة : وبكم يدين لك سمير ؟

الرجل : ب200 دولار .. فرغم ثرائه ، يرفض دفعها بعد رجوعك منزله 

سارة باستغراب : وما دخلي أنا بالموضوع ؟!

- هو طلب أن أسحرك ، لتعودي اليه من خلال منامات العصر .. فهو يرفض دفع المؤخّر الكبير لك

 

وجاء الخبر صادماً لها ! فقالت للمشعوذ :

- سأدفع ضعف المبلغ ، إن سحرته بأحلام تبيّن رغبتي بقتله 

الساحر : أقبل بشرط !! أن تدفعي مُقدّماً على حسابي البنكيّ

- حسناً ، إرسل المعلومات على هذا الإيميل


وأنهت المكالمة وهي تحاول بصعوبة كتم غضبها امام زوجها ، لرغبتها برؤيته مسحوراً وضعيفاً !

***


في الأيام التالية .. تركت سارة زوجها ينام على راحته وقت العصر ، لتلاحظ إستيقاظه مرتعباً كل مرة .. حتى نظراته بدت خائفة ، وصار يرفض تناول طعامها ، وينام في غرفةٍ أخرى بعد الإقفال على نفسه.. ويحاول إرضائها بشتّى الطرق ، كأنه مرتعباً منها ! 

ممّا أسعدها ، لعودته حملاً وديعاً كما كان قبل الطلاق

***


بعد اسابيع .. شكّ سمير بكوابيسه المتكرّرة ، وتغيّر طباعه بشكلٍ لا إراديّ ! 


فذهب الى ذات المشعوذ (بعد دفعه مستحقّاته السابقة) والذي أطلعه على اتفاقه المُسبق مع زوجته .. 

وحين علم سمير بسحرها ! طلب من المشعوذ أن يجعلها تحلم : أنها تسلّمه ابنه وتطلب الخلع..  

فوافق المشعوذ بعد حصوله على المبلغ المطلوب

***


في الأسابيع التالية .. بادر زوجها الإهتمام بإبنه ، لتنام سارة على راحتها عصراً .. حيث راودتها احلاماً غريبة باستغنائها عن ابنها ، وعودتها لأهلها لإكمال تعليمها ! 


وبعد تكرّر المنامات .. بدأت تفكّر جدّياً بتنفيذ رسالة حلمها ، فهي اشتاقت لدراستها الجامعية التي تركتها بعد عرسها .. ولم تعد تكترث لإبنها الذي نام عند جدته اكثر من مرة .. 


ولم تنتبه للموضوع إلاّ بعد زيارة اختها التي لاحظت إهمالها لنفسها ومنزلها ، فحاولت نصحها :  

- يا سارة .. كل مرة ازورك ، تخبريني إن زوجك وابنك ينامان عند حماتك ! فماذا يحصل معك ؟! 


فأخبرتها سارة عن الرسائل السماويّة التي تأمرها بالعودة لدراستها.. 

فقالت اختها مُستنكرة : الرؤى الصالحة تأتي فجراً وليس عصراً .. ثم ألم تكن منامتك سبب عودتك لزوجك الذي تشتكين منه ثانيةً ؟ 

- ماذا تقصدين ؟!

- أقصد انها أضغاث احلام ، ولا اظن والدي سيقبل عودتك مُطلّقة من جديد .. فانسي موضوع الدراسة ، واهتمي بإبنك قبل تعلّقه الشديد بعائلة والده  


وهنا تذكّرت سارة موضوع المشعوذ ! لكنها لم تخبر اختها عنه ، لأنها متورّطة بالأمر .. ووعدتها التفكير بالموضوع

***


بعد ذهابها ..إتصلت سارة بالمشعوذ الذي كان صريحاً معها ، وأخبرها عمّا حصل .. فوافقت على الدفع له ، مقابل أن يسحر زوجها بمناماتٍ كئيبة تُشعره برغبة الإنتحار عن طريق رميّ نفسه فوق الجبل الشاهق الموجود خلف مدينتهم  

فوافق الساحر ، بعد تحويلها المال اليه من حاسوبها

***


لم تمضي اسابيع .. حتى تدهورت صحّة سمير بعد إصابته باكتئابٍ مفاجىء ، جعله يُهمل عمله وطعامه.. وصار يسهر لساعاتٍ طويلة بشرب القهوة والسجائر.. 


إلى أن جاءت ليلة فاتحها برغبته التخلّص من عذابه.. فردّت بلؤم :

- اذاً أكتب رسالة الإنتحار بخطّك ، كيّ لا تتهمني الشرطة بقتلك

 فحزن لعدم اهتمامها بانهاء حياته ! 

***


قبيل الفجر .. كتب رسالة الإنتحار اثناء نومها ، ووضعها فوق وسادته ..

واستيقظت سارة على صوت إغلاقه الباب الخارجيّ ! 

وشعرت بتأنيب الضمير بعد قراءتها رسالته الحزينة ، فأسرعت للّحاق به 

***


وقبل لحظات من قفزه فوق الجبل ، أمسكت ذراعه بقوة وهي تبكي: 

- سامحني يا سمير .. غضبت كثيراً بعد علمي بسحرك ، فأردّت الإنتقام منك بمساعدة المشعوذ .. لكني لا اريد حرمان ابني من ابيه 


فحصل شجارٌ عنيف بينهما ، كل واحد يتهم الآخر بافساد العلاقة .. 

الى أن هدّدها قائلاً : 

- سأطلّقك يا سارة !! وسأحرمك من ابنك طوال عمرك ، وسأشوّه سمعتك ايتها الساحرة امام عائلتك وزميلاتك .. ولن تحصلي على دولار واحد من ميراثي


وقبل إكمال تهديداته ، دفعته سارة للخلف من شدّة يأسها .. لتتعثّر قدمه ويسقط من الجبل ، وتتبعثر اشلائه في الوادي !

 

فهربت بسرعة الى منزلها قبل أن يراها احد ، فرسالة الإنتحار تُثبت براءتها من الجريمة 


في الجانب الآخر من الجبل ، أقفل المشعوذ كاميرا جواله وهو يقول:

- بهذا الدليل المصوّر ، سأحصل على نصف ميراثها  

وابتسم بخبث !


هناك تعليق واحد:

  1. اهلا وسهلا بالاخت اسما...نعم كلما ذكرتك اختي اسما تمر يومان فتأتي قصه من بنات افكارك ..فطالما يأتيني هذا الشعور المفاجئ نحو اي شخص فاسمع عنه خبر او التقي فيه او يتصل بي واحيان اشعر بانه سيأتيني اتصال مهم ولكني لا استطيع تحديد من المتصل قبل ان يتصلي بي فيأتي الاتصال اصبحت هذه الاشياء روتين يومي عندي منذ ان عرفت نفسي...
    لو ان ساره لجأت الى ربها بعد علمها بالساحر واتخذت الاجراءات كان لم توصل الامور الى ما ءالت اليه ولكنها عالجت الخطا بالخطأ ....وما اكثر السحره بايامنها هذه وكم رأيت قنوات لمعالجين روحانيين وهذا دليل على ان بعض الناس تلجئ اليهم رغم اننا اصبحنا بهذا العصر المتعلم اكثر من اي وقت مضا.. نسأل الله السلامه ....تحياتي لك امل واسما

    ردحذف

مسابقة الجدارة

تأليف : امل شانوحة منصبٌ رفيع إستوفى خمسة شباب شروط الوظيفة في شركةٍ مرموقة .. واجتمعوا في مكتب المدير العام (أغنى تجّار البلد) الذي قال لهم...