تأليف : امل شانوحة
المؤتمر اللغوي
في مؤتمرٍ لغويّ.. إعترض حرف (غ) على تقسيم الكلمات التي تبدأ بحروفهم !
- انا افضل من ابن عمي (ع) بنقطة فوق رأسي ، كالتاج.. ومع ذلك حصل هو على الكلمات الجميلة ، بعكسي !
فسألته المديرة (الهمزة) : مثل ماذا ؟!
فردّ غ :
- مثل : عالم ، عرس ، عطاء ، عسل ، عفوّ ، عُمر ، عمل ، علوم ، عيد..
الهمزة : وانا أعطيتك ايضاً مجموعة من الكلمات بحرفك ..
غ مقاطعاً : نعم !! مثل : غائم ، غاشم ، غافل ، غبار ، ، غصّ ، غضب ، غلّ ، غلطة ، غمّ ، غموض ، غوى .. وغيرها من الكلمات البغيضة ! انا لم أعد أحتمل هذه التفرقة.. لهذا استقيل !!
فضجّت قاعة الحروف بقراره المفاجئ !
الهمزة : لا يمكنك ترك المجموعة ! فمعروف ان عدد الهجاء العربي : ٢٨ حرفاً
غ : اذاً خذي مكاني ، واستقلّي عن الألف.. اساساً يوجد الكثير من الكلمات تبدأ او تنتهي بك.. دون الحاجة لزوجك الألف ، الطويل المتغطرس
الألف مصدوماً : أهذا الكلام يُقال لأول الحروف العربية ؟!
غ بلا مبالاة : لا يهمّني آرائكم !! سأخرج نهائياً من معجمكم ، لعدم احترامكم مكانتي وكبر سني
فقال حرف ض : كأنك الوحيد الذي يعاني بيننا .. أنظر الى حالتي ، الكثير من اللهجات العربية تلفظني (د) رغم ان اللغة العربية معروفة بلغة (ض).. ومع ذلك مازلت متمسكاً بجمعية الحروف العربية
فاعترض حرف (ظ) : تتكلّم وكأنك ضحيّة .. فأنا لديّ القليل من الكلمات .. ومع ذلك اللهجات العربية حوّلتني ل (ض) بدل حرفي ! لهذا لا تُظهر نفسك ، كبطلٍ امامنا !!
الهمزة : هدوء رجاءً !! لما كل هذا الإعتراض ؟! ثم انت ايها (غ) هناك كلمات جميلة بحرفك ، مثل : غيمة ، غرّد ، غنج ، غناء ، غزالة..
وقبل إكمال كلامها ، غنّى صغار الحروف : ((الغزالة رايقة))
وهم يطرقون على طاولاتهم ، لتحويل الشجار لحفلٍ موسيقي .. حتى ان بعضهم رقص على الأغنية ..
لكن حرف غ أصرّ على موقفه ! رامياً ورقة الإستقالة للمديرة همزة.. ثم خرج من قاعة الإجتماعات ، وسط دهشة بقيّة الحروف !
***
بعد شهر ، علموا بسفره الى فرنسا .. وطرده حرف (R) من قاموسهم ، لاحتلال مكانه ! ليصبح (غ) هو الحرف الرائج بلغةٍ اجنبية مهمّة كالفرنسية.. حيث شعر بأهميّته بالغربة التي نطقت صوته باحترام .. بينما في وطنه العربي ، أُهمَل وشوَّه في العديد من لهجاتها الدراجة !
مما أشعر بقيّة الحروف بالقلق :
- إن لم نحافظ على أصواتنا ، قد نخسر بعضنا للأبد !
فتعاهدوا على تعليم الأطفال طريقة نطقهم الصحيحة ، مع تذكيرهم بأهميّة كل حرف .. وأن لغتنا العربية لا تزدهر إلا باحترام جميع حروفها ، بلا تمييزٍ او اهمال !

قبل وفاة والدي ، طلب مني كتابة قصة للأطفال : تبيّن اهميّة الأحرف الأبجديّة ..
ردحذفالبارحة حتى تذكّرت كلامه ، واليوم نشرتها .. اتمنى ان تعجبكم
حلوة
ردحذفسعيدة انها اعجبتك
حذف