الثلاثاء، 2 ديسمبر 2025

قلب يكفي الجميع

تأليف : امل شانوحة 

زوجة الأب الحنونة


منذ لحظة خِطبتها ، أدركت سارة (الثلاثينية) إن حياتها مع رجلٍ (خمسيني) أرمل ليس أمراً سهلاً ، فهو لديه أربعة أولاد : أكبرهم ريم (17 سنة) فتاةٌ حسّاسة وعصبية ، ترفض وجود امرأة مكان والدتها !

أما إخوانها الثلاثة (مراهق بعمر 14 ، وولديّن توأميّن بعمر 8) فقد إنساقوا لأختهم التي أخافتهم من زوجة ابيهم التي تريد إحتلال منزلهم (حسب كلامها) 

ومع ذلك تزوّجت سارة ، ودخلت بيتاً مليئاً بذكريات غيرها ! 

^^^


وبعد عودة زوجها الى عمله ، اضّطرت سارة للتعامل مع ابنائه بعطلتهم الصيفية 

وبدأت معركتها الأولى ، حين حاولت تحسين مظهر المنزل .. 

فاعترضت ريم بمساندة اخوانها ، لمنع ايّ تغيير بديكور امها الراحلة .. حتى انها منعتهم من مساعدتها بالتنظيف ! 


وازداد التوتّر بعد رفض ريم تذوّق طعام سارة ، مُفضّلةً الأندومي وشطائر الشارع .. بينما التهم إخوتها الصغار أطباق سارة بشهيّةٍ كبيرة !


لم تغضب سارة ، بل بدأت باستمالة الصغيريّن اولاً : بعد إعدادهما الحلويات معها .. ومشاهدة التلفاز سوياً .. ومشاركتهما ألعاب الكمبيوتر .. حتى انها لم تغضب من تلوين وجههما بمكياجها .. وإن كانت نصحت زوجها بإدخالهما نادي رياضيّ ، لتقوية شخصيّاتهما الرقيقة 


أما المراهق : فكان مسالماً بطبيعته ، يمضي وقته في غرفته..

وحين اكتشفت سارة مشاهدته لمقاطع غير لائقة ليلاً ، لم تعاتبه او تفضحه عند ابيه.. بل اجابت اسئلته حول البلوغ ، موضحةً الحلال والحرام 

ثم اتصلت بشركة الإنترنت لضبط القنوات ، حمايةً له ولإخوانه 


ومع الوقت ، تحسّنت علاقته بها .. بعد أن أشعرته برجولته اثناء مرافقتها إلى السوبرماركت ، بدل أبيه (المشغول بعمله) .. 

وازداد تعلّقه بها ، بعد أن علّمته قيادة سيارتها 


ولم يبقى امامها سوى ريم الصلبة التي ترفض التحدّث معها !

حتى عندما مرضت ، لم تقبل شرب حسائها .. بل رفضت ايضاً تناول الكيك الذي أعدّته في عيد ميلادها ..

^^^


لكن كل شيء تغيّر ، بعد ان سمعتها تتحدّث مع شابٍ بجوالها !

حبيبٌ مجهول اعطاها موعداً في ساعةٍ متأخرة .. 

فرفضت سارة ، مُقفلةً باب الفيلا (بسفر زوجها) وهي تأمر ريم العودة للنوم..


وقبل ان تغفو سارة ، سمعت صوت نافذة ريم !

فركضت لغرفتها .. لتعلم بنزولها على الشجرة ، للهروب خارج الفيلا ..


فلحقتها بالسيارة وهي تبحث بكل شارع ، بفزعٍ شديد .. الى ان رأت ثلاثة شبّان يحاولون جرّ ريم بالقوة إلى سيارتهم ! 

ودون تردّد ، وجهّت مسدس زوجها (الضابط) مُهدّدةً بقتلهم إن لم يتركوها بالحال .. 


فهربوا مذعورين ، بعد ركض ريم الى سيارتها وهي بصدمةٍ شديدة! 

بينما حمدت سارة ربها على إنقاذها الصبيّة بآخر لحظة 

^^^


فور وصولهما إلى الفيلا ، طلبت جوالها .. فاعترضت ريم لانتهاكها خصوصيّتها .. 

لتردّ سارة بحزم : 

- كنتُ سأصبح قاتلة بسببك ، وكان والدك سيدفع الثمن (لأنه مسدس عمله) .. أعطيني الجوال الآن ، وإلا سأخبره بكل ما حصل!! 


فسلّمتها هاتفها مُجبرة ، وأسرعت الى غرفتها باكية بعد انهيار جدار عنادها اخيراً 

***


في اليوم التالي .. وصلت رسالة اعتذار من الحبيب المخادع على جوال الصبيّة .. فردّت سارة ، برسالة تهديد : 

((إن لم تُغيّر رقمك بالحال !! سأرسله لمركز الشرطة ، لمعرفة عنوانك .. وإن عُدّت للإتصال بريم بأيّةِ طريقة ، سأترك والدها يُعذّبك حتى الموت)) 

فاختفى من حياة الصبيّة للأبد !


ولأنها لم تُبلّغ زوجها بالحادثة (بعد عودته من السفر) تغيّرت معاملة ريم معها .. بعد دخول غرفتها لإعطائها مال حصّالتها ، كتعويض عن المبلغ الذي أهدرته سابقاً..

فابتسمت سارة .. وأعطتها فوق مالها ، مبلغاً آخر لشراء الحلوى لإخوتها..


ثم اخبرت الصغار بأن ريم اشترت لهم الحلوى من مصروفها .. مما جعل الصبية تبتسم لأول مرة ، كعربون شكرٍ لها 

***


وذات يوم .. جلست سارة مع الأولاد ، لتعليمهم لعبة المونوبولي .. فسألتها ريم بتردّد : 

- هل تسمحين لعبي معكم ؟ 

فقرّبت سارة علبة المال المزيّف منها ، وهي تقول :

- ستكونين المسؤولة عن مال البنك .. اختاري حجرك ، ثم ارمي النرد 


وكانت ليلتهم الأولى كعائلةٍ مُحبّة ، بعد طلب سارة من ريم إختيار فيلم السهرة على ذوّقها ! 

***


ومع مرور الوقت ، لجأت ريم لسارة في أمورٍ كثيرة.

لكن الأمور تعقّدت من جديد ، بعد علمها بحمل سارة ! خوفاً من منافسة الطفلة على محبة والدها ، بعد اشتعال الغيرة في قلبها  


ثم جاء عرس أحد الأقارب ، فاهتمّت سارة بجمال الصبية .. مما لفت انتباه إحدى الأمهات التي عرضت خطيباً مناسباً لريم..

^^^


وفي المنزل ، رفضت ريم الموضوع تماماً .. 

فذهبت سارة الى غرفتها ، للتحدّث على انفراد : 

- هل ما زلت تتواصلين مع ذلك الأحمق ؟

ريم : كيف افعل ، وأنت تراقبين هاتفي ؟ 

- اذاً لماذا ترفضين رؤية العريس ؟ فهو وافق على إكمال تعليمك بالخارج ، وزيارة عائلتك كل صيف ! 


وبعد التحدّث معها لساعة ، أقنعت الصبيّة بالإجتماع العائلي ..

ومع الزيارة الأولى ، أُعجبت ريم بالشاب الخلوق الذي أتمّ الزواج بوقتٍ قصير ، للعودة لعمله بالبلد الأوربيّ 

***


وبعد سفر ريم مع عريسها .. إطمأنت سارة عليها ، بعد ابتعادها عن الحبيب المُتلاعب  


بعد شهور ، فرح الجميع بخبر حمل ريم ! 

***


وفي العطلة الصيفيّة التالية ، عادت ريم بشهرها الأخير.. 

وقبل دخولها غرفة الولادة ، أمسكت يد سارة : 

- انت بمقام أمي .. أرجوك ابقي معي ، فأنا خائفةٌ جداً 

سارة بحنان : 

- لا تخافي يا ابنتي ، كنتُ مكانك قبل ثلاثة اشهر .. ولن اتركك ، الى ان تحملي طفلك بين ذراعيّك.


ثم عادت ريم إلى منزل والدها بفترة النفاس ، التي استغلّتها سارة لتعليمها كل الأمور المتعلّقة بطفلها .. ليتعاملا معاً كأم وابنتها ، مُنهيان عاماً من العناد والعصبية 

***


بعد سفر ريم مع زوجها وطفلها للخارج .. 

بقيّت سارة مع إخوان ريم الثلاثة ، وابنتها الصغيرة .. في منزلٍ امتلأ بالطعام اللذيذ وضحك الأطفال والتفاهم الدافئ .. بعد فوز سارة أخيراً بمحبة أولاد زوجها بفضل صبرها وحنانها اللذيّن عوّضاهم عن غياب أمهم الراحلة ، مما أشعرها أن جهودها لم تذهب سدى !


قلب يكفي الجميع

تأليف : امل شانوحة  زوجة الأب الحنونة منذ لحظة خِطبتها ، أدركت سارة (الثلاثينية) إن حياتها مع رجلٍ (خمسيني) أرمل ليس أمراً سهلاً ، فهو لديه ...