تأليف : امل شانوحة
المريض النفسي
تمّتم بغيظ ، وهو يراقب حسابها الإلكتروني من بعيد :
- اللعنة ! تبدو سعيدة ، وكأنها تخطّتني بالفعل.. وزاد عدد اصدقائها الذين تُكلّمهم بأريحيّة .. كأنها تناست غيرتي الخانقة ، وتعليماتي الصارمة.. لا !! الموضوع زاد عن حدّه.. حتى انها تبتسم بصورها الجديدة ! وتعمّدت قصّ شعرها ، رغم معرفتها بحبي للشعر الطويل.. اذاً عليّ إيقاف صمتي العقابي بعد تعدّيه الخمس سنوات .. وحان موعد عودتي ، لامتصاص طاقتها الإيجابيّة من جديد.. فأنا لم اجد احداً لطيفاً وحنوناً.. او بالأصح ، لم أعثر على ساذجة تحبني بصدق مثلها !
وأرسل تعليقاً على صورتها الأخيرة التي نشرتها بالفيسبوك :
- هل اشتقتي اليّ ؟
وحين قرأت ندى تعليقه ، شعرت بالإرتباك ! فقد عاد بعد طول غياب.. صحيح هو حبها الأول.. لكنها بسنوات الفراق ، تذكّرت انه لم يقدّم شيئاً مفيداً لها .. فهو اكتفى بالغزل الشحيح من وقتٍ لآخر ، لمراضاتها بعد غضبها من تأخّره للقدوم الى بلادها ، رغم علمه بحلمها الكبير بالأمومة.. والأسوء انه عاد بعد تقدّم رجلٍ آخر لخطبتها.. فهل ترفض صاحب النيّة الصافيّة ، لأجل شخصٍ نرجسيّ تلاعب بمشاعرها لسنواتٍ دون رحمة ؟ والذي حرص على نقد اهلها وأصدقائها ، واستهان بأحلامها المستقبليّة ..لجعلها فريسةً سهلة ، بعد إبعادها عن حماية القطيع !
ليس هذا فحسب .. فهي تذكّرت شعورها المرير كلما خاصمها بنقدٍ لاذع وهو يهدّدها بأنه املها الأخير لإنقاذها من العنوسة ، او العريس الوحيد على هذا الكوكب!
^^^
مرّت ساعة على تعليقه الغامض .. والذي جعلها في صراعٍ بين عقلها الرافض لعودته ، وبين قلبها الذي يتوق لمحادثته !
بالنهاية ربح قلبها .. وأرسلت رسالة على صفحته ، بعد فكّه الحظر عنها اخيراً :
- اكيد اشتقت اليك .. ماهي اخبارك بالسنوات الخمس الماضية ؟
ولم تمرّ دقائق ، حتى راسلها قائلاً :
- كنت أستعدّ ماديّاً ، لأصبح جاهزاً لخطبتك
فردّت بسعادة : أحقاً ما تقول ؟!
- بالتأكيد حبيبتي !! وسآتي الى بلادك خلال ايام .. فتجهزّي يا عروستي الجميلة
وكادت ندى تطير فرحاً بهذا الخبر.. لكنها فضّلت عدم إخبار اهلها ، قبل التأكّد من وصوله الى بلادها .. فهو أخلّ بوعوده السابقة ، خلال العشر السنوات الماضية (التي عرفته فيها) لهذا لم تعدّ تثقّ به كالسابق
***
وبعد ايام .. ارسل صورته امام فندقٍ شهير في منطقتها ، وهو يقول:
- هآ انا وصلت
ندى بسعادة : الحمد الله على سلامتك ، سأعطيك عنوان منزل اهلي
- ليس بهذه السرعة .. فأنا تعرّفت عليك بالإنترنت منذ مدةٍ طويلة ، وأكيد تغيّر شكلك.. اريد مقابلتك بالفندق.. ورجاءً لا تخبري احداً بموعدنا .. ففي حال اتفقنا على جميع التفاصيل ، أوصلك بنفسي الى بيتك.. وسأصعد معك ، للحديث معهم عن موعد الزواج.. وربما نشتري الخواتم قبل ذهابنا لأهلك..
ندى بدهشة : أبهذه السرعة ؟!
- ألا تكفي العشر سنوات التي ضيّعناها من حياتنا ؟
ندى بحماس : حسناً موافقة !! لكني سأجتمع معك في صالة الفندق
- بالتأكيد حبيبتي .. لا تدرين كم اشتقتُ اليك
ندى بخجل : وانا ايضاً
***
في الفندق .. وجدته ينتظرها على إحدى الطاولات ، وأمامه كأسان من العصير !
وما ان اقتربت منه بكامل زينتها ، حتى سألته باستغراب :
- هل كان معك احد ؟!
وقبل ان يجيبها ، فاجأها بحضنٍ دافىء وهو يقول :
- ذاك الكأس لك .. فقديماً أخبرتني عن حبك لعصير الأناناس
ندى بدهشة : أمازلت تذكُر ؟!
- لم أنسى تفصيلة صغيرة من محادثاتنا السابقة
وجلست تحدّثه عن شوقها له ، بعد غيابه المفاجئ .. فعاتبها :
- ولما لم تتصلي بي ثانيةً ؟
ندى : كيف أفعل بعد ان حظرتني ؟!
- آه آسف ! هذه غلطتي .. ظننت بإمكاني نسيانك ، لكني فشلت بذلك
- وانا ايضاً.. جيد انك قدمت بالوقت مناسب .. فأهلي يضغطون عليّ ، للموافقة على العريس الجديد !
فقال بحزم : لا احد سيلمسك غيري !!
فابتسمت بخجل : اعرف غيرتك جيداً
- هيا إشربي العصير .. فأنت تبدين مُنفعلة من ضغط اهلك عليك
وقبل إنهائها العصير ، شعرت بدوّارٍ شديد ! وتشوّشت رؤيتها ، وهي تسمع صوت النادل يسأله :
- هل زوجتك بخير ؟!
فأجابه : هي تشعر بدوّار الحمل .. سآخذها لغرفننا
وكان هذا آخر ما سمعته ، قبل ان تغطّ بنومٍ عميق !
^^^
لتسيقظ مساءً في سرير غرفته بالفندق ، وهي شبه عارية !
فسارعت بفتح جوالها بيدٍ مرتجفة ، لتجد رسالته الصوتيّة :
((هل ظننتِ ستنجين مني بسهولة ؟ لم تُخلق فتاةٌ حتى الآن ، لم تعطني غايتي بإرادتها او غصباً عنها .. على كلٍ ، بالتوفيق مع عريسك القادم .. هذا إن وافق على الزواج منك ، بعد حصولي على مرادي.. لا تتصلي بي ثانيةً .. لأنك عندما تستيقظين من المخدّر الذي وضعته في شرابك ، سأكون وصلت بلادي..
وملاحظة أخيرة : كل المعلومات التي تعرفينها عني ، خاطئة .. حتى إسمي مزيّف.. وهذا ذنبك ، لتجاهلك مخاوف اهلك .. فهم مُحقّين حين نصحوك : أن النرجسي لا علاج له))
وختم رسالته بضحكةٍ مُستفزّة ، قبل إلغاء رقم جواله ..
لتنهار ندى باكية ، بعد تدميره حياتها للأبد !
aقصه واقعيه ونهايه عادله فلنصفق للمجرم ونشمت ونجلد في الضحيه هذا ما تستحقه.كان السؤال الاهم والوحيد هو لماذا ؟
ردحذفوكيف سامحت وغفرت؟ ولم تعرف اي جرم اقترفت ليدمرها !
بعتقد من يحب قد يقسو احيانا بنسبة ما اما الهجر بهذا الشكل لا يكون الهدف منه الا الكسر والاذلال وان يحولها لمسخ مشوه .
غاية النرجسي وهدفه هو تدمير اللعبه فلا تصلح لأحد بعده
قصة مؤلمه استاذه امل ولكن احسنت بالخاتمه على الاقل لتحذير الساذجات او المغفلات من الفتيات
تحياتي امل💐
لن اقول عنهن ساذجات .. بل طيبات القلب في زمنٍ امتلأ بالوحوش !
حذف