الخميس، 15 مايو 2025

صبّار المحبة

تأليف : امل شانوحة 

الصفير القروي


بعد إفلاسه وموته بأزمةٍ قلبيّة ، إضّطرت ابنته الوحيدة (رؤى) لبيع قصره بالمزاد العلني.. وبعد اسبوع من شرائه من شابٍ ثريّ (عادل) عادت ابنة المرحوم للقصر لتجد ان موظفيهم القدامى مازالوا يعملون هناك ، بناءً على طلب المالك الجديد !  


فأدخلها الحارس بعد طلبها التحدّث مع خادمتها القديمة ، التي سألتها عن أصّيص الصبّار الذي ورثوه عن جدها ؟ 

فأجابت الخادمة :

- جميع المزروعات مازالت في شرفة غرفتك .. فنحن عدنا البارحة الى العمل ، ولم اهتم بهم بعد 

رؤى : جدتي تصرّ على إحضار زرّعة زوجها المرحوم .. فهي ترمز لقوّة التحمّل والإستمراريّة ، كما تعلمين

^^^


وذهبت رؤى الى شرفتها القديمة ، لتجد ان معظم الزهور ذبلت خلال الإسبوع الذي خلا فيه القصر من العمّال ! بينما زرعة الصبّار كما هي.. 

فأحزنها موت الزهور التي اهتمّت بهم لسنوات ، وصارت تحاول تنظيف الأصصّ من الأعشاب الضارّة (فهي مهندسة زراعيّة) 


بهذه الأثناء ، في غرفة نومها القديمة .. إنتهى المالك من إستحمامه ، ليسمع حركة في شرفته ! 

فخرج الى هناك ، ليرى رؤى مُنشغلة بريّ الزهور التي تمكّنت من إنقاذها 


فسألها عادل من بعيد : ماذا تفعلين في بيتي ؟!

فالتفتت اليه ، لتجده بروب الحمام ! 

فأدارت وجهها ، وهي تقول بارتباك : 

- آسفة يا سيد .. اتيت لأخذ صبّار جدتي ، فهو رمز عائلتنا

عادل : أظنك ابنة المالك القديم ! فأنا من اشتريت القصر قبل ايام ، من المزاد العلني..

مقاطعة : اعرف هذا .. رجاءً عُدّ لغرفتك ، قبل ان تمرض .. فالجوّ بارد


فاستغرب خوفها عليّ ! قائلاً : 

- حسناً سألبس على عجل ، لتتمكّني الخروج من غرفتي

رؤى بإصرار وقلق : لن أتحرّك من هنا ، حتى اراك في حديقة القصر

- وما اسمك ، كيّ اناديك من الأسفل ؟

- لا يهم اسمي ، يكفي ان تُصفّر لي 

فردّ باستغراب : كما تشائين !

^^^ 


وبعد قليل ، سمعت صافرته من الأسفل .. فحملت أصّيص الصبّار الثقيل ، وعادت لغرفتها ، ومنها الى السلالم


في هذه الأثناء ، سأل عادل الحارس عنها .. فأجابه :

- اسمها رؤى .. وهي طيبة القلب ، وجميع اهالي القرية يحبونها.. 

عادل : فتاةٌ جميلةٌ كهذه ، لما لم تتزوّج حتى الآن ؟!

- كانت منشغلة بدراستها ، وتخرّجت حديثاً.. يمكنك الإستفادة من شهادتها ، لحلّ مشاكل أرضك الزراعيّة

- ربما افعل.. سأذهب الآن للإشراف على اعمال المزارعين 

^^^


وقبل تشغيل سيارته ، رأى رؤى تتحدّث مع الحارس عند باب القصر ، رافضةً مساعدته بحمل الصبّار الثقيل ! 

فقال عادل في نفسه : ((يبدو انها عنيدةً للغاية !))


ثم رآها تتوقف بعد خطوات من بوّابة القصر ، لالتقاط انفاسها .. فاقترب منها بسيارته الجمس :

- آنسة رؤى !! تعالي أوصلك الى منزلك

فسألته بدهشة : أمازلت هنا ؟!

- هيا لا تعاندي ، فالزرّعة ثقيلةً عليك 

- لا داعي لذلك ، فمنزلي في الشارع المجاور  

عادل : هل انت خائفة مني ؟!

- لا أحب التحدّث مع الغرباء 

- ومن قال انني غريب ! فأنا ولدّت هنا   

رؤى : مستحيل !! أنا اعرف جميع سكّان القرية.. 

- اذاً إركبي ، لنتحدّث قليلاً 

- قلت لك !! لا اثق بالغرباء

عادل : يا الهي ، كم انت عنيدة ! على الأقل دعيني أُوصل الصبّار الى بيتك 


ففكّرت قليلاً ، قبل ان تشير امامها : 

- حسناً .. ستجد بعد تلك الأشجار ، كوخاً صغيراً بمدخنةٍ حمراء .. ضعّ الزرّعة عند بابه

عادل : اذاً أعطني رقم جوالك ، لأخبرك بانجازي المهمّة

- لا داعي لذلك ، فقط صفّر من بعيد

- الصفير العادي ، ام صفير قريتنا المميز ؟

رؤى بدهشة : مستحيل ان يتعلّم احد لغة العصافير التي اشتهرنا بها؟!


فصفّر بفمه ، بمعنى : ((أخبرتك انني من اهالي القرية القدامى))

فردّت بالصفير :

((أحقاً انت من هنا ؟!))


فقال عادل : هل سنتابع حديثنا بالصفير ؟! .. كل ما هنالك ، انني بسن المراهقة انتقلت مع عائلتي الى المدينة .. امّا لغة العصافير ، فتعلّمتها بطفولتي في القرية.. هل اقتنعتي الآن ؟ هيا إركبي..

رؤى مقاطعة : يكفي ان توصل الزرّعة الى بيتي ، وشكراً لك مقدّماً   

ووضعت الصبّار اسفل المقعد الأمامي ، وأغلقت الباب..


وقبل إكمال سيرها ، ناداها من سيارته :

- يعني تأمّنيني على رمز عائلتكم ، ولا تثقين الجلوس معي ؟!

فردّت عليه بالصفير :

((ضعها امام بيتي ، واذهب الى عملك))

فرد عليها بالصفير :

((يالك من عنيدة))

ثم راقبها من مرآة سيارته ، وهي تتابع السير وحدها !

^^^


بعد قليل ، سمعت صافرته من بعيد .. بمعنى إنجازه المهمّة 

لكن قبل توجّهه الى مزرعته ، تذكّر ملفاً مهمّاً نسيّه في غرفته ! 


وفي طريق عودته للقصر .. شاهد رؤى تتعارك مع لصّ مُلثّم ، يحاول سرقة حقيبتها اليدويّة ! فأطلق عادل بوق سيارته ، غاضباً .. مما ارعب اللصّ الذي شدّ الحقيبة بقوة ، قبل هربه بدرّاجته الناريّة  


وكان بإمكان عادل ملاحقته .. لكنه نزل من سيارته ، بعد سماعه صرخات رؤى وهي تضغط على قدمها ! 

- هل انت بخير ؟! 

رؤى وهي تتألّم بشدّة : رماني اللعين بقوّة على الأرض ، وأظنني كسرت قدمي 


وعندنا رأى تورّم قدمها ، حملها الى سيارته.. وهي لم تعترض ، بسبب اوجاعها الشديدة ..

وقبل تشغيل سيارته ، قالت وهي تبكي الماً :

- هل يمكنك إرجاع الكرسي للوراء ؟ اريد مدّ قدمي المُصابة


ودون تفكير ، إنحنى فوقها لإرجاع الكرسي.. ورغم وجعها ، الا انها صمتت من الموقف المُحرج ! وهو لاحظ خديّها المحمرّتيّن ، فعاد الى كرسيه وهو يدير المحرّك :

- سأوصلك للمشفى حالاً

^^^


بالطريق .. حاولت كتم صراخها ، رغم دموعها التي تسيل على وجهها وهي تمسك قدمها المتورّمة.. فسألها بقلق :

- هل كانت هناك اشياء مهمّة في الحقيبة ؟

وهي تأنّ من الألم : فقط جوّالي وبعض المال

- ماذا عن هويّتك ؟

- مازالت في جيبي ، لظني بتوظيفك حارسٍ جديد للقصر .. فأحضرتها معي لأقنعه بأنني ابنة المالك القديم ، للسماح لي بأخذ زرّعة جدتي

عادل : لا تقلقي ، سأبلّغ الشرطة عن السارق بعد خروجنا من المشفى

- لا داعي لذلك ، فلديّ جوالي القديم

- لابد ان يتعاقب ، كيّ لا يؤذي غيرك .. 

فعادت للتأوّه ثانيةً !

عادل : اعرف انك تتألمين ، إستحملي قليلاً

^^^


في المشفى ، وبعد إجراء الأشعة .. كان هناك كسراً في قدمها ، وعلى الطبيب تقويمه قبل تجبيره

رؤى بخوف : اذاً أعطني مخدّراً !

الطبيب : لا يمكنني ذلك.. ثم لن يستغرق الأمر بضعة ثواني

عادل : رجاءً آنسة رؤى ، تحمّلي قليلاً

فقالت لعادل بخوف : هو يريد شدّ قدمي الملتويّة ، لإعادتها مكانها .. وهذا اكثر من قدرتي على التحمّل !  

فقال الطبيب :

- لديّ عملية جراحيّة بعد قليل ، لهذا سأنهي الموضوع سريعاً.. لوّ سمحت يا سيد ، إجلس على هذا الكرسي


وفور جلوسه.. فاجأ الطبيب كلاهما ، بإجلاس رؤى في حضنه وهو يقول:

- إمسك زوجتك جيداً.. يجب ان لا تتحرّك اثناء تقويمي العظام ، كيّ لا تلتئم القدم بشكلٍ خاطئ 

فلم يجد عادل نفسه الا وهو يُثبّت ذراعيّها بقوة ، اثناء رفع الطبيب قدمها ..


وقبل إستيعاب رؤى ما يحصل ! صرخت بعلوّ صوتها ، اثناء شدّه القدم للإسفل والأعلى ! قبل دخول الممرّض ، لمساعدته في تجبيرها..


بهذه اللحظات ، أُغميّ عليها من شدّة الألم..

الممرّض : يبدو ان المريضة فقدت وعيها ! سأحضر النشادر لإيقاظها

عادل : لا داعي لذلك .. إكملا التجبير ، وانا اوقظ زوجتي بنفسي


وبعد انتهائهما ، قال الطبيب :

- تحتاج شهراً لفكّ الجبيرة


وبعد خروجهما من الغرفة .. تأمّل عادل جمالها وهي بين ذراعيّه :

- لما اشعر وكأنك زوجتي بالفعل ؟!


وما ان فتحت عيناها ، حتى حاولت النهوض بارتباك .. لكنه أصرّ على حملها للسيارة ، لحين شرائه العكّاز من الصيدليّة 

***


في السيارة..

عادل : هل خفّ وجعك ؟ 

رؤى : يعني ..اصبح الألم محمولاً 

- اكيد جدتك قلقة عليك الآن .. هل تعيشين وحدك معها ؟

فتنهّدت بحزن : ماتت امي اثناء ولادتي ، وهي من تكفّلت بتربيّتي.. وقبل شهر توفيّ والدي ، واضّطرنا لبيع املاكه..

- واشتريتما المنزل الجديد ؟

- هو كوخ صغير مع ارضٍ زراعية .. وانا سأهتم بالخضراوات ، للصرف على جدتي

عادل : خذي جوالي ، وطمّأنيها عليك


وعندما فتحت جواله ، رأت صورته مع زوجته وابنته الصغيرة

- آه ! لم اكن اعرف انك متزوّج

فردّ بحزن : توفيّت زوجتي وابنتي بحادث سير السنة الماضية ، لهذا تركت المدينة وعدّت الى قريتي

رؤى : آسفة ، لم اكن اعرف

- أرأيتي ، لكلاً منّا احزانه

ثم اتصلت على جدتها ، لتخبرها بقدومها بعد قليل

^^^


عندما اوقف سيارته امام الصيدليّة ، سألها :

- هل تريدين شيئاً آخر غير العكّاز ؟ أقصد دواء لجدتك ؟

- كانت تريد دواء القلب ، لكن مالي سُرق مع الحقيبة.. اعدك بدفعهم قريباً 

معاتباً : لا اريد سماع هذا الكلام ثانيةً


ودخل الصيدليّة .. ليخرج بعد قليل مع العكّاز وكيساً فيه دواء جدتها ، بالإضافة لشيءٍ بلاستيكيّ ..

رؤى : ما هذا ؟!

عادل : هذا لتغطية الجبيرة اثناء استحمامك

- جيد انك فكّرت بالموضوع

فسألها بمكر : وهل يمكن لجدتك مساعدتك بالإستحمام ؟

فردّت بحزم : لا تتجاوز حدودك ، يا سيد !!

- آسف ، كنت أفكّر بأنه سيكون اسهل لوّ كنت متزوجة من شابٍ قويّ ، ورياضي مثلي

معاتبة : لا داعي لهذا المزاح

- انا لا امزح.. وفي حال وافقتي على خطبتي ، ستعودان فوراً الى القصر..اظن جدتك مشتاقة لمنزل زوجها المرحوم

فتنهّدت رؤى بحزن : نعم كثيراً .. فمنذ إفلاس والدي ، وهي تبكي على خسارة المنزل الذي تزوّجت فيه ، فهو قصر العائلة


فردّ بابتسامة : أفهم من كلامك ، انك موافقة على اقتراحي

فأجابت بإحراج : بجميع الأحوال لن يكون سهلاً نسيان ما حصل بالمشفى ، ايها الإنتهازي  

- انا !

رؤى : نعم ، استغلّيت عدم قدرتي على التحرّك

- عليك لوم الطبيب ، فهو من وضعك في حضني

- كان بإمكانك إخباره انني لست زوجتك

عادل بمكر : ربما ظنّ اننا متزوجيّن ، عندما شعر بخوفي عليك .. ثم من الغبي الذي سيرفض إحتضان ملاكٍ مثلك ؟!

فسكتت بخجل..

عادل : رجاءً إخبريني بموافقتك ، كيّ نذهب فوراً لشراء الخواتم 


فسكتت قليلاً ، قبل ان تشير بيدها للأمام ..

- مالك ذلك محل هو صديق والدي ، وسيخصم لك السعر

فابتسم ، لفهمه بموافقتها..

^^^


ونزلت من السيارة ، وهي تتكئ على عكّازها..

وفي محل الذهب .. إتفقت معه على اختيار كلٍ منهما ، ثلاثة خواتم تعجبه.. ليقوم الآخر باختيار واحدٍ منها ، ليكون خاتم الزواج


وبعد شرائه الخواتم .. اوصلها الى بيتها 

عادل : دعيني اساعدك 

رؤى : عليّ التعوّد على العكّاز .. فقط إحمل زرّعة الصبّار للداخل ، اذا سمحت

- بل سأعيدها الى قصري ، وأزرعها قرب نافورة الحديقة .. فبالنهاية ستصبح رمز عائلتنا ايضاً 

فالتزمت الصمت بخجل .. 


ثم دخل منزلها .. لإخبار جدتها بالخطوبة ، ونيّته إعادتها الى قصر زوجها

ففرحت الجدة ، لإطمئنانها على مستقبل حفيدتها التي سيتم عرسها بنهاية الإسبوع

فقالت رؤى بارتباك : يعني بعد ثلاثة ايام ! على الأقل إنتظر شهراً ، لفكّ الجبيرة

فاقترب عادل منها ، هامساً : لا تقلقي ، سأحملك خلال رقصتنا الأولى بالعرس


وخلال تلك الأيام .. تحدّث عادل معها طوال الليل (بجوالها الجديد الذي اهداه لها) للتعرّف عليها

***


وبنهاية الإسبوع ، أُقيم عرسهما بحديقة القصر .. 

وبعد انتهاء العرس وذهاب المعازيم .. وضع عكّازها بجانب السرير ، وحملها الى شرفة غرفتهما التي زرعها بالزهور :

- هذه بدل التي ذبلت ، لتذكّرني بالغزالة التي ارسلها القدر لي.. رغم انني لم اكن انوي الزواج بعد زوجتي المرحومة .. لكن بما انك رأيتني ذلك اليوم بروب الحمام ، فمن الأفضل إكمال الحكاية للنهاية

رؤى بارتباك : هذا ليس ذنبي ، فالخادمة لم تخبرني انك أخذت غرفتي

- وهاهي أصبحت غرفتنا الآن

- لما تصرّ على إحراجي ؟! 

عادل : مازالت الليلة في بدايتها ، يا عروستي الجميلة

وأعادها الى الغرفة المضاءة بالشموع ..

***


وكانت هذه بداية علاقة قوية بينهما .. حيث عُرفا بالزوجيّن المُحبين اللذين تعاونا على الإهتمام بمشاكل المزارعين الذين رشّحوا عادل ليكون رئيس بلديّتهم ، بمشاركة زوجته المهندسة المسؤولة عن إيجاد الحلول لمشاكل اراضيهم الزراعيّة ، ليُشكلا اقوى ثنائي بالقرية الريفيّة .. واللذان اعتادا الإحتفال مع اولادهم بعيد زواجهما في حديقة القصر ، بجانب رمز العائلة المتوارث الذي أسمياه : صبّار المحبّة!


هناك 7 تعليقات:

  1. لست معتادة على كتابة هذا النوع من القصص (الرومنسيّة المُفرِطة) لكن بداية القصة (لقائهما على الشرفة) وما حصل بالمشفى : كان مقطعيّن شاهدتهما بمنام الأمس ! بالعادة ملاكي الحارس يجعلني اشاهد احلاماً تصلح كقصص مخيفة او دراميّة .. لكن يبدو انه توجّه نحو القصص الرومنسية ، كأني شاهدت فيلماً تركياً .. او ربما جني مُتشيطن احتلّ وظيفة ملاكي ، ليسترنا الله من افكاره القادمة !

    ردحذف
  2. قصه رقيقه شكرا لك مع ان هناك من البشر ممن يرتدون ثياب الملاءكه وهم اشد شيطنه من ابليس الرجيم

    ردحذف
    الردود
    1. سعيدة انك اعتبرتها قصة رقيقة .. لا اريد لمتابعي مدونتي ان يظنوا انني انحرفت بالكتابة ، انا فقط ادوّن ما اشاهده في مناماتي .. ارجو المعذرة ان كانت القصة (بنظر البعض) غير لائقة !

      حذف
  3. اراها عاديه جدا ومحترمه ربما انت فقط تبالغين بالتحفظ شكرا امل على كل قصصك الجميله

    ردحذف
  4. رائعة احببتها اسعدتني 😊

    ردحذف

الحب العقيم

تأليف : امل شانوحة    المريض النفسي تمّتم بغيظ ، وهو يراقب حسابها الإلكتروني من بعيد : - اللعنة ! تبدو سعيدة ، وكأنها تخطّتني بالفعل.. وزا...