تأليف : امل شانوحة
المُجنّد المشهور
بعد انتهاء مسلّسله الذي دام تصويره سنتيّن ، والحائز على العديد من الجوائز بعد نجاحه الباهر.. إلتحق البطل التركي بالعسكريّة مُجبراً (بمدّةٍ تدوم شهراً) بعد توديعه البطلة (التي مثّلت معه دوّرها الأول في حياتها المهنيّة) والتي اصبحت حبيبته قبل انتهاء المسلّسل.. وبدوّره وعدها بالزواج ، فور إنتهاء خدمته العسكريّة
^^^
وبعد توديع اهله وتسليمهم جوّاله ، ركب الحافلة العامة التي ستوصله بطريقها الى مكان التجنيد..
وفي الطريق ، جلس البطل امام سائحةٍ عربيّة.. وهي الوحيدة التي عرفته بين الركّاب .. رغم حلق شاربه ولحيّته ، وإخفاء وجهه بالقبعة والنظّارة السوداء !
قائلةً له :
- سمعت في مقابلتك الأخيرة : عن رغبتك التمثيل مجدداً مع البطلة في فيلمٍ رومنسي ، بشرط أن يتمّ تصويره بإحدى الجزر
البطل : هذا صحيح !
- انا كاتبة عربيّة .. وكتبت القصة التي اردّتها ، وترجمتها للتركيّة.. وطالما ذاهبٌ للتجنيد ، فجوّالك ليس معك .. لذا يمكنك قراءة ملخّص الفيلم الذي لا يتجاوز العشر صفحات من جوالي ، قبل وصولك للعسكريّة
فأخذ يقرأ القصة ، لشعوره بالملّل دون جوال
^^^
وبعد قليل ، اعاد جوّالها ..وهو يقول باستغراب :
- كتبتِ احداث الفيلم وحبكته ، تماماً كما تخيّلته !
الكاتبة : اذاً أعطني بريدك الإلكرتونيّ ، لأرسله لك
- سأخبرك به ، لكن رجاءً..
مقاطعة : لا تقلق ، لن اعطيه لأحد.. اساساً سأعود الى بلادي قريباً
وبعد إرسالها القصة على ايميله ، أوقفت السائق للنزول لإحدى المطاعم الشهيرة في تركيا ، بعد توديعها البطل وهي تقول بصوتٍ منخفض (كيّ لا يسمعها بقيّة الركّاب):
- أتمنى ان تُنهي خدمتك العسكريّة بسهولةٍ ويُسر
فراقبها من نافذة الحافلة ، وهي تقطع الشارع المواجه للمطعم .. ليتفاجأ باصطدامها من سيارةٍ مسرعة !
فنزل اليها ..موقفاً سيارة اجرة ، لأخذها (وهي فاقدة الوعيّ) الى المستشفى..
^^^
ورغم تجبير قدمها ، إلاّ انها لم تستردّ وعيها ! فاتصل بوالده من هاتف المشفى ، والذي سأله بفزع :
- اين انت يا بنيّ ؟!! إتصل الضابط قبل ساعة ، وأخبرني بعدم التحاقك الجيش .. كنت سأصاب انا وامك بنوبةٍ قلبيّة !!
فأخبره بما حصل .. ثم ردّ مُعترضاً :
- لا يا ابي ! لا استطيع تركها.. فهي غريبة عن بلدنا ، وليس لديها احداً هنا
الأب : اذاً سآتي الى المشفى ، بعد اتصالي بالسفير لأخذ المعلومات عن اهلها .. المهم ان تذهب فوراً للعسكريّة ، وإلاّ سيعاقبونك !!
البطل بإصرار : لن اخرج من المشفى ، قبل قدومك يا ابي
^^^
وبالفعل عُوقب بالحبس الإنفرادي بمبنى الجيش لمدّة إسبوع ، بسبب تأخّره عن الإلتحاق ببقيّة الجنود !
بعدها سمحوا له الإتصال بوالده الذي طمّأنه بسفر الكاتبة ، وعودتها الى عائلتها مع جبيرة بقدمها .. وإنها اعطته رقم جوالها ، في حال اراد ابنه الإتصال بها بشأن الفيلم!
فحاول البطل إفهام والده الموضوع :
- هو فيلم كتبته خصيصاً لي ولزميلتي.. سأخبرك به بعد إنتهاء العسكريّة
***
وبعد شهر .. إستقبلته عائلته بالأحضان ، بعد تضخّم عضلاته وزيادة لياقته البدنيّة من كثرة التمارين الصارمة للجيش .. وكان مُتحمّساً لرؤية حبيبته التي اعتذرت عن استقباله ، بعد توقيعها عقد مسلّسلها الجديد مع البطل الشهير !
ورغم محاولته ملاقاتها اكثر من مرة ، لكنها تحجّجت بانشغالها بعملها الجديد ! حتى انها رفضت العمل معه بفيلم الجزيرة ، الذي تمكّن من إيجاد منتجٍ له !
ليعلم لاحقاً بعلاقتها العاطفيّة مع البطل الجديد ..مما كسر قلبه ، فهي حبه الأول !
فواساه والده :
- هي كانت ممثلة مبتدئة ، لهذا تعلّقت بك .. فلديك خبرة اكثر منها بمجال التمثيل .. وبعد شهرتها ، سعت خلف البطل المشهور ..والذي حتماً سيتركها بعد انتهاء المسلّسل ، فهو لعوبٌ مثلها .. بينما انت مخلص ، ذوّ قلبٍ حنون.. ولن تجد لك مثيلاً .. لذا لا تأسف على الرخيص ، يا بنيّ
***
وبعد ايام .. إتصل به المنتج ، ليسأله عن اسم البطلة التي يتمنى مشاركته التمثيل في فيلم الجزيرة ؟
فطلب مهلة ، لإيجادها..
ثم تحدّث مع الكاتبة العربية التي أخبرته بفكّ جبيرتها ، وعودتها القريبة الى تركيا
***
وبعد يوم من عودتها ، فاجأها بقدومه الى الفندق التي تنزل فيه ! مُقترحاً عليها تمثيل بطولة الفيلم معه ؟
الكاتبة بارتباك : صحيح انني احفظ السيناريو عن ظهر قلب ..وجعلت البطلة تُشبهني بالطباع والشخصيّة.. لكني لم أمثّل بحياتي !
البطل : اذاً دعينا نختار أصعب مشهدٍ بالفيلم .. وإن نجحتي به (حسب رأيّ المخرج) تُكملين بقيّة الفيلم معي.. وإن وجدّت صعوبة بتمثيل المشهد ، نبحث عن غيرك .. ما رأيك ؟
الكاتبة : اساساً فيلمي يعتمد على العفويّة ، فهو عن يوميات شخصيّن عالقيّن بجزيرةٍ نائيّة بعد تحطّم طائراتهما .. لهذا لم اشترط بالعقد : حفظك الحرفي للنصّ ، يكفي شعورك بمضمون الأحداث
- اذاً اتفقنا .. سآتي غداً صباحاً ، لأخذك لمكان التصوير
***
وبالفعل ذهبت معه الى منطقةٍ ساحليّة تركيّة (لإيهام الجمهور انهما بجزيرةٍ مُنعزلة)
حيث تضمّن المشهد لبس البطل (القاسي الطباع منذ بداية الفيلم) فستاناً وجده على الشاطىء (بعد خروجه من احدى حقائب المسافرين الغارقة) ولبسه مضّطراً بعد غسل ملابسه !
فطلبت الكاتبة من المخرج بعدم رؤيتها الممثل بالفستان إلاّ لحظة تصوير المشهد ، لكيّ تكون ردّة فعلها طبيعيّة..
وبالفعل بدأ المشهد : وهي تنحت غصن شجرة بحجرةٍ مُسنّنة ، لتحويله لرمح صيد السمك.. والبطل يناديها من الخلف ، وهو يقول :
- إيّاك أن تضحكي عليّ !!
وما ان التفتتّ ، ورأته بفستان النوم الأزرق .. حتى ضحكت الكاتبة ملء شدقيّها ، بلقطةٍ عفويّةٍ رائعة .. جعلت المخرج يصرّ على تمثيلها كل الفيلم
***
وبعد عرض الفيلم بصالات السينما .. حصل على جائزة افضل فيلم رومنسي طريف ، اعجب النقّاد والمشاهدين .. خصوصاً شخصيّة البطليّن المتقاربة.. رغم قلق الكاتبة من نقد الجمهور الذين تمنّوا زواجه الحقيقي من بطلة مسلّسله القديم ، والتي حضرت حفل التكريم وهي تكتم غيظها بعد نجاح الفيلم الذي رفضته ..بعكس مسلّسلها الذي حصل على إنذار بوقف تصويره ، لقلّة مشاهديه !
***
وبعد عودة الكاتبة الى بلادها.. تفاجأت باتصال من البطل (بعد شهرين على غيابها) ليخبرها باشتياقه لرؤيتها ! وسؤالها عن موعد عودتها لتركيا؟!
فردّت الكاتبة بإحراج : احتاج سبباً مهمّاً للعودة
- ما رأيك بزواجنا ؟
فسكتت قليلاً بخجل ، قبل ان تقول :
- اذاً تعال انت واهلك الى بلادي ، للحصول على سياحةٍ رائعة .. وبعد تعرّف العائلتيّن ، نتناقش إن كان زواجنا ممكناً او لا
***
وبالفعل قضت عائلة البطل اجمل اسبوعيّن في البلد العربي.. وبعدها تمّ الزواج بسهولةٍ ويسر .. وتعود الكاتبة معه ، كعروس الى تركيا..
وقد ضجّ خبر زواجه ، الصحافة ووسائل التواصل الإجتماعي .. الى ان وصل لمسامع البطلة السابقة التي تعاني من جفاء البطل الجديد معها بالكواليس ! والتي باركت زواجهما وهي تكتم غيظها على تفويتها الفرصة ، بعد ان كان هائماً بحبها
وعندما تكلّمت مع العروس لتبارك لها ، ردّت الكاتبة :
- كنت كتبت الفيلم خصيصاً لكما ، لأنني كما الجمهور التركي والعربي اردّت زواجكما بعد مسلّسلكما الناجح.. لكن يبدو للقدر رأياً أخراً!
البطلة السابقة : انت استحقيّته اكثر مني.. رجاءً إنتبهي عليه ، فهو جدير بكل خيرٍ وسعادة
ثم أغلقت المكالمة وهي تشعر بالندم على خسارتها لحبه الصادق .. الذي من الصعب إيجاد مثيلاً له ، في مهنتها الفنيّة المليئة بالنفاق والفسوق !
aقصه رقراقه بسيطه عفويه ودوده يا أبلجي كما نقولها عندنا بتوركيش.بنتمنىا تزورنا الكاتبه يوما.أحسنت💐
ردحذفأتقصد زيارة مصر ؟ الله اعلم !
حذفسعيدة ان القصة اعجبتك ، استاذ احمد
مرحبا أملانو
ردحذفحتا انا واشباحي حصل على اعجابنا وشاهدناه مرتين ثم مرّه ورابعه
يُخيّل إليّ بأن القلب بدأ ينبض بالحب ومشتقاته!
هل ظني في محله أم خاب ظني ومابقا في العمر شيئ واحتريته "
عجباً لملاكك الحارس يبدو أنه ملّ من قصص الاجرام والرعب وقال يجرب يقلب جو ويعيش قصص الحب بضم الـ ح وكسر الـ ع وعلامة جره المشاعر الضاهرة على جبهته"
استاذة أملااانو تلك الفتاة بالقصه والتي هي من بلاد عربية. أظن انني رأيتها ذات مره من قبل في إحدى قصصك وسألتك من اي دولتا هي ولم تجيبي على سؤالي الأحمق'
في المرة القادمة لما تنامي خذي معك حبل ولما يأتيك ملاكك الحارس بالحلم امسكيه واربطيه بالحبل ههههه دعابه دعااابه
استاذة املانو يا أينشتاينة الأدب شكرا جزيلا لكي
ختاما إستاذة أمل : هل تذكرين لما كنا انا وانتي في ايام الجاهلية حينما ذهبنا لنشاهد إحدى مباريات القدم بإيطاليا وكنا نصرخ في المدرجات ونهتف:
لافيكيا سنيورا
لافيكيا سنيورا
اهلاً بعودتك ابن اليمن .. لما كل هذا الغياب ؟! ظننتك مشغولاً بمشاكل العالم السفليّ .. كيف حال جن سليمان ، ومليكتنا بلقيس ؟
حذففعلاً لا ادري لما ملاكي الحارس مصرّ هذا الشهر على القصص الرومنسيّة ! حتى انا اشتقت لقصص الإجرام والجن والعفاريت ..
ربما تساعدني انت ، من خلال القصص المشهورة بعالمك المخيف ..
اهلاً بعودتك من جديد .. لافيكا سنيورا ، ابن اليمن
اتخيل ماذا لو كانت الكاتبة نفسها في القصة هي امل شانوحة 😊😊
ردحذفليس لهذه الدرجة ههههه
حذفأحببت كل البساطة والرومانسية شكرا لكي 💗
ردحذفسعيدة انها اعجبتك
حذف