الأحد، 24 نوفمبر 2024

العاشق المجنون

تأليف : امل شانوحة 

العرس المشؤوم


اثناء جلوس العروس على الكوشة وهي تراقب زوجها بفرح وهو يرقص مع اصحابه وسط القاعة ، إقترب منها صبي (ابن احد المعازيم) وبيده قصاصة ورق وهو يقول :

- طلب من رجل إعطاءها لك 

فقرأتها ، لتجدها تهديداً من خطيبها القديم : 

((انتظرك قرب دورة المياه .. إن تأخّرتي ، سأعاقب جميع المعازيم)) 


فانسحبت بهدوء لخارج القاعة (الموجودة بقبو أحد الفنادق) لعلمها بهوسه وجنونه !

وعندما وصلت اليه ، وجدته يضع قناع الأكسجين (كالذي يستخدمه رجال الأطفاء) وبيده قناعاً ثانياً أعطاها لها ، وهو يقول :

- إلبسيه حالاً ، ولا تسأليني عن السبب


فلم تعترض ، لخوفها منها ! وبعد ان لبسته ، سحبها من ذراعها بعنف باتجاه القاعة .. لتجد جميع المعازيم واقعين على الأرض دون حراك !

فصرخت في وجهه ، فزعة :

- هل قتلتهم يا مجنون ؟!!

فأجابها من خلف قناعه :

- لا ، هذا غاز منوّم سريع المفعول .. 

ثم دفعها لداخل القاعة :

- انت ستقرّرين من سيعيش منهم او يموت !! 


ثم رمى ولّاعته فوق اكواب الكحول (الموضوعة على الطاولة القريبة من باب القاعة) التي سرعان ما اشتعلت !

وهو يقول بلؤم :

- اراك في الجحيم يا حبيبتي !!

ثم أقفل باب القاعة من الخارج !


فحاولت جاهدة إبعاد المعازيم النائمين عن النار التي وصلت للستائر الحريريّة وأغطية الطاولات ! وهي تصرخ بعلوّ صوتها ، طلباً للنجدة .. 


لكن يبدو ان خطيبها المهووس دفع مالاً لموظفي الفندق ، حتى لا يقتربوا من القاعة السفليّة لأجل الخصوصيّة (كما أوهمهم) .. 

لهذا لم يسمع صراخها احد ، خاصة بعد تحكّمه بموسيقى القاعة التي رفعها لأعلى مستوى ، حتى كادت تُصمّ وهي تحاول انقاذ اهلها وعائلة عريسها .. كما اضطّرت لتمزيق ذيل فستانها وخلع حذائها ، لتتمكّن من جرّهم بعيداً عن النار .. 


لكنها لم تستطع سحب المعازيم البدناء والحوامل .. لذا حاولت إنقاذ الأطفال النائمين وعريسها ، بالإضافة لأمها التي كانت تسعل بقوة اثناء اغمائها بسبب مرض الربو ، مما اجبر ابنتها (العروس) على وضع قناع الأكسجين لها .. وهذا أفقدها الوعيّ بسبب دخان الحريق الذي امتلأت به القاعة الصغيرة !

***


لتستيقظ في منتصف الليل داخل شاليه خشبيّ على البحر ، وهي تنام فوق سريرٍ كبير ! وبصعوبة نهضت وهي تشعر بالدوّار .. لتجد خطيبها المجنون يخرج من الحمام وهو يلبس الشورت القصير .. مُخرجاً من الدرج ، فستاناً احمراً شفّاف وضعه امامها وهو يقول بدلال :

- هيا إلبسيه يا عروستي الجميلة 

فسألته برعب : مالذي حصل في قاعة العرس ؟!


فأضاء التلفاز على الأخبار التي تنقل مباشرةً ، محاولة اطفاء الحريق الذي شبّ في الطابق السفليّ للفندق بأكمله ! 

- اهلك واهل عريسك واصحابكما تفحّموا جميعاً 

العروس بصدمة : ماذا فعلت يا مجنون ؟!!

وانهارت ببكاءٍ مرير ..


فسألها بتهكّم : ولما انت حزينة ؟! على الأقل تمكّنت من انقاذك من الباب الخلفيّ للفندق .. ولن يعرف احد هويّتي بعد وضعي قناعاً صوفيّاً على وجهي ، وإزالتي للوحة سيارتي .. اما اذا كنت تسألين مكاننا الآن ؟ فنحن على شاطئٍ مُغلق على المصطافين ، بسبب امواجه الهائجة وتيّاراته العنيفة .. ومع ذلك استطعت إرشاء الحارس لوضع الشالية المُتنقّل هنا .. (ثم بدأ بسكب الخمر في كاسيّن) ..ولوّ فرضنا انك حاولتي الهرب ، فلن تتمكّني الخروج من الشاطئ المُغلق بالأسلاك الشائكة من كلا الطرفيّن .. ومهما صرختي ، لن يسمعك احد لعدم وجود طريقٍ مُسفلّت للسيارت قريباً من هنا .. 


العروس برعب : لما تفعل هذا بي ؟!

الخطيب : لأني احببتك بجنون 

- أهذا تصرّف انسانٌ عاقل ؟!

- لوّ عشتي طفولتي ، لأصبحتي شيطاني التوأم .. فأبي سكّيرٌ مقامر ، وامي خائنةٌ فاسقة .. بالتأكيد لن اصبح راهباً رزيناً ! 

- الحقّ عليّ !! كان عليّ سماع نصيحة زملائنا بالإبتعاد عنك ، لأنك غريب الأطوار

- وانا اخبرتك يوم فسخِك خطوبتنا : بأن من تدخل قلبي ، مستحيل ان تخرج منه إلاّ على قبرها !!


ثم أخرج سوطاً جلديّاً من الخزانة..

فسألته بخوف : ماذا ستفعل بي ؟!

فأخذ الفستان الأحمر ورماه في وجهها بلؤم : 

- إن لم تطيعيني ، سأظلّ أجلدك حتى أشوّهك تماماً .. هيا ، البسيه فوراً يا عروس


فحملت الفستان بيدٍ مُرتجفة ، ودخلت الحمام وهي تتمنى إيجاد طريقة للهرب من ذاك المهووس ..

ولأنها لاعبة باليه ، تمكّنت من حشر نفسها من نافذة الحمام الصغيرة للخروج للشاطئ المظلم 


وبدوره اقتحم الحمام ، لعدم ردّها على طرقاته بعد تأخّرها بالداخل !

وحين علم بهروبها .. أسرع للخزانة لإخراج كشّاف ضوء وسكين ، وهو يقول :

- يبدو لن تتعلّمي الأدب إلاّ بالعنف !!


وخرج بحثاً عنها على طول الشاطئ المهجور ، البعيد عشرات الكيلومترات عن اقرب منطقةٍ سكنيّة .. فهل ستتمكّن من الهرب ، ام ستلاقي مصير المعازيم المغدورين ؟!  


هناك 13 تعليقًا:

  1. عدنان كردستان24 نوفمبر 2024 في 10:57 م

    طالما انها استطاعت لن تحشر نفسها من طاقة الحمام فانها سوف تستطيع السباحه والهروب

    ردحذف
  2. عدنان كردستان24 نوفمبر 2024 في 11:03 م

    (لوّ عشتي طفولتي ، لأصبحتي شيطاني التوأم)
    الطفولة تحدد العالم النفسي للانسان.
    معظم الامراض النفسية سببها عقدة او سلوك نفسي ترسب ايام الطفولة ثم جاءت مؤثرات بالحياة اثارات الترسبات النفسية من ايام الطفولة ليتكون المرض النفسي

    ردحذف
  3. جل الرجال او الذكور فيما يبدو لا يتحملون الرفض ..مع ان ان للفتاه الحق المطلق في اختيار شريك حياتها ..وكم جراٸم حدثت بسبب هذا ..برايي ان كل فتاه يجب عليها اختبار حبيبها من بداية العلاقه باخباره انها ستتركه وترى ردة فعله ..هل سيتحول لمترصد مجنون مجرم ..ام يصون كرامته ويتمنى لها الخير والسعاده كما يحب ان يتمناه لاخته ..
    الجميل في القصه ان الاهل والاقارب والاصدقاء المزيفين كلهم قد هلكوا ..لانهم سبب اغلب المشاكل ..🔥👀
    احسنتم امل ..نهايه مفتوحه ..والنتيجه عل كل لن تختلف كثيرا ..فان هي نجت من المجرم المريض ..لاقت الطعنات من اخوة يوسف ..

    ردحذف
    الردود
    1. برأيّ المحادثة الأولى تحدّد كل شيء بين الخطيبيّن ، المهم التفكير بالعقل بمرحلة الخطوبة لا العاطفة ..مع اشراف الأهل على العريس ، والسؤال عنه جيداً .. تحياتي لك ، استاذ عاصم

      حذف
  4. عدنان كردستان24 نوفمبر 2024 في 11:14 م

    يفضل بفترة الخطوبة بان تكون مقابلة الخاطب لمخطوبتة في بيت اهلها بوجود اهلها بطريقة رسمية ولاتخرج معه.

    هذا ليسا تشدد بل الحرص واجب ففي فترة الخطوبة مرحلة دراسه لبعض فإذا لاقدر الله طلع اخاطب مو زين او سيئ فانه يتم فسخ الخطوبة بسلام والفتاة بامان وهو ليسا بيدة شي يبتزها او يهددها.

    يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإن ابتغينا غيرة أذلنا الله.
    مفهوم قول عمر رضوان الله عليه عندما تنخذ عادات وتقاليد بعيدة عن تعليمات الاسلام فان هذا سوف يجلب لنا الذل بين الناس.
    ويقول الحسين رضي الله عنه هيهات منا الذله.

    ردحذف
    الردود
    1. كلام صحيح وجوهريّ .. ليت جميع الفتيات يسمعن نصيحتك ، لكننا بزمن التعارف على الإنترنت والإبتزاز بالمحادثات والصور .. اعاننا الله على الذئاب البشريّة التي لا ترحم ولا تخاف الله !

      حذف
  5. إذًا سننتظر الجزء الثاني
    أرجو أن تتمكن من الانتقام لأهلها وعريسها

    ردحذف
    الردود
    1. لا ادري ان كان لها جزء ثاني ، لنتركها للزمن !

      حذف
    2. عدنان كردستان25 نوفمبر 2024 في 7:46 ص

      ناطرين الجزء الثاني

      حذف
  6. تخيلتها بحركاتها في الباليه استطاعت سحب السكين منه وطعنه في قلبه وتركته يطفو على سطح الماء جوار الشاطئ المهجور

    ردحذف
    الردود
    1. كنت اتخيّل دائماً هكذا نهايات .. لكن بعد قراءتي لقصة حقيقية حصلت في اميركا : عن عجوز سفّاح بعمر السبعين استطاع خطف صبيّة بالعشرينات من جيش المارينز ، علمت وقتها ان اضعف رجل اقوى من اقوى امرأة ! لهذا نسبة فرار بطلة القصة من مهووس مجرم ضعيفة جداً في حياتنا الواقعية .. لكن بالقصص الخيالية ، كل شيء ممكن !

      حذف
  7. عدنان كردستان25 نوفمبر 2024 في 3:18 م

    الخطاء الذي وقعت فية الفتاة هو استمرار تواصلها او استجابتها لخطبيها السابق وهي مخطوبة من اخر ، والتواصل هذا سببه خوفها منه ، والخوف يجعل العبيط يصدق نقسه ويتمادى

    من المفترض لاتنظر الفتاة لماضي وهي بطريق المستقبل

    ردحذف
    الردود
    1. هذا صحيح ، فعدم اغلاق الدفاتر القديمة يؤدي لنتائج وخيمة بالمستقبل

      حذف

العرش اللاصق

تأليف : امل شانوحة  يوم الحساب إتصل بيدٍ مرتجفة بعد سماعه تكبيرات الثوّار في محيط قصره : ((الو سيدي .. لقد انتهى امري .. جنودي الجبناء هربوا...