تأليف : امل شانوحة
القدرات الخارقة
عاد الشباب الخمسة من رحلتهم الفضائيّة بعد تطوّعهم لاكتشاف المرّيخ ، عقب نجاحهم في مسابقة الناسا التي عرضتها على الطلّاب الجامعيين المُتفوّقين بالعلوم الفلكيّة
وفور هبوطّ مكّوكهم ، أخبروا الناسا بامتصاصّ الثقب الأسود لمركبتهم لبضعة دقائق ، قبل عودتهم للأرض !
لكن العلماء رفضوا تدوين ذلك بالتقرير ، واكتفوا بوجود تشويش بالإتصالات قبل لحظات من الهبوط .. كما منعوهم من ذكر ما حصل بالإعلام او للمحيطين بهم !
***
ويبدو ان دخولهم الثقب الأسود اعطاهم قدراتٍ خارقة !
وأول من لاحظ ذلك ، هو الشاب الأول الذي رأى في منامه : صبيّة تحترق في الفرن ! فظن انه كابوس
وفي الصباح ، ذهب الى المتجر .. واثناء تبضّعه ، سمع صراخ فتاةٍ من الغرفة الداخليّة ، يبدو انها تتألّم بشدّة ! بينما تجمّد المتسوّقون وعمّال المتجر ، لعجزهم عن فهم ما حصل ..
مما أجبر الشاب على اقتحام المخزن (الخاصّ بالعمّال) لإخراج الصبيّة التي كانت تحترق داخل الفرن الكهربائي الذي انغلق عليها اثناء تنظيفه !
ثم قام بسكب جالونات الماء (الموجودة بالمخزن) فوقها ، لتخفيف آلام حرقها .. وهو ينادي بعلوّ صوته ، طلباً للمساعدة !!
وسرعان ما قدم العمّال الذين انصدموا برؤيّة الموظفة الجديدة مُحترقة من الدرجة الثانية ! في الوقت الذي كان فيه الشاب يتواصل مع الإسعاف..
وما ان وصل الفريق الطبّي ، حتى خرج من المتجر وهو مازال مُنصدماً من تحققّ كابوسه ! لكنه أقنع نفسه أنها صدفة لن تتكرّر ثانيةً
***
اما الشاب الثاني : فشاهد في منامه ارقاماً ظلّ يُكرّرها حتى بعد استيقاظه ، كأنها علقت في ذاكرته !
وفي طريقه الى الجامعة ، شاهد رجلاً في الشارع يبيع اوراق اليانصيب .. فخطر بباله اختيار ذات الأرقام التي شاهدها في الحلم
ولم يعلم بفوزه بالجائزة الكبرى إلاّ في اليوم التالي ، بعد رؤية ارقامه تُعرض على شاشة القناة الوطنيّة !
فسارع الى مكان الحفل ، لنيل الجائزة
***
اما الشاب الثالث : فكان مُحبّاً للرياضة .. واثناء مشاهدته لمباراة فريقه ، تساءل باستغراب :
- الم اشاهد هذه المباراة من قبل ؟!
ثم نظر للتاريخ :
- انها تُعرض الآن ، على الهواء مباشرةً .. لكني متأكّد ان فريقي سيخسر بهدفين مقابل واحد !
وبالفعل انتهت المباراة بذات النتيجة ، دون استيعابه ما حصل !
***
اما الشاب الرابع : فكان ينتظر القطار في المحطّة.. وعندما دخل ، وجد رجلاً يقف عند الباب ، رغم الكراسي الفارغة !
وعندما دخلت سيدة وهي تحمل حقيبةً ضخمة .. شعر الشاب بأن الرجل ينوي سرقة الحقيبة ، والهرب من باب القطار قبل ثواني من انغلاقه .. وكأنه شاهد الجريمة من قبل !
وبالفعل إختطف الرجل الحقيبة .. لكن الشاب تمكّن من سحبها منه ، ودفعه بقدمه للخارج .. ليسقط السارق من القطار بعد انغلاق الباب .. ثم اعاد الحقيبة للسيدة ، وسط تصفيق الركّاب على شجاعته !
***
اما الشاب الخامس والأخير : واثناء عودته الى منزله ، رأى اعلاناً لطفلةٍ مفقودة مُعلّقة على شجرة .. فأخذ يتمعّن بصورة الطفلة (الشبه واضحة) وهو يتساءل باستغراب :
- عندما مرّرت قرب الحديقة العامة ، رأيت طفلة تشبهها هناك ! سأعود لأرى ان كانت ما زالت تلعب مع الصغار ..
وصوّر الإعلان ، للإتصال بأهل الطفلة في حال وجدها
^^^
عندما وصل للحديقة ، وجدها فارغة ! فجلس على الكرسي المواجه لألعاب الأطفال ، وهو ينظر لصورة الطفلة التي التقطها بجواله :
- احلف انني رأيتها من قبل !
وإذّ بها تلوّح له من فوق الزحليقة !
- يا الهي ! الم تكن الحديقة خالية قبل دقائق ؟ من اين ظهرت فجأة ؟!
وقبل توجّهه نحوها.. شاهد رجلاً عجوزاً يناديها لأخذ الحلوى !
فتجمّد الشاب وهو يراقب ما يحصل من بعيد ..
وما ان اكلت الصغيرة الحلوى ، حتى سقطت مغشيّاً عليها .. فسارع العجوز بحملها .. وقطع الشارع ، مُتوجهاً للغابة القريبة .. فلحقه الشاب ، ليراه يفتح باباً سرّياً في ارضيّة الغابة ، وينزل بالطفلة النائمة الى هناك !
فحاول الشاب الإتصال بالشرطة ، لكنه لم يجد ارسالاً في المنطقة .. فأخرج خنجراً صغيراً من جيبه ، واستجمع قواه للنزول الى مخبأ العجوز السرّي ..
وعندما نزل .. صُدم برؤية هيكلٍ عظميّ لطفلة ، بأسمال فستانها الممزّق التي كانت تلبسه في الحديقة !
- مستحيل ان تكون تحلّلت بهذه السرعة ، وكأن الجريمة حصلت منذ اعوام !
وهنا تذكّر قِدَم الإعلان ، حتى انه بالكاد استطاع رؤية صورة البنت بوضوح .. ففتح جوّاله لقراءة تاريخ الإختطاف ، فإذّ هو قبل اربع سنوات!
فلم يفهم كيف رأى تفاصيل جريمة حصلت في الماضي !
وابتعد عن الحديقة لإلتقاط الإرسال لجوّاله .. ثم اتصل بالشرطة لإخبارهم بمواصفات الخاطف العجوز ومكان الجثة ..
وعندما تجمّعوا هناك .. راقبهم الشاب من بعيد ، وهو حزين على والدايّ الطفلة اللذين انهارا بعد رؤية جثة ابنتهما الضائعة !
ولم يقترب من الشرطة خوفاً من التحقيق معه ، بكونه المتهم !
ثم عاد الشاب الى منزله وهو مُشتّت التفكير ، لعدم وجود تفسير منطقي لما حصل !
***
الوحيد الذي انتبه على غرابة تلك الأحداث : هو الشاب الذي يرى الحوادث قبل وقوعها ، بعد إنقاذه ولداً فور وقوعه من الشرفة .. كما ازال جوالاً من جيب مراهق قبل ثواني من انفجاره .. وأنقذ امرأة من ملاحقة النحل لها ، بإدخالها سيارته قبل وصولهم اليها .. وقد تمكّن زوجها (الذي يعمل في شرطة المرور) من كشف ارقام سيارة البطل .. واتصل به لشكره على إنقاذها من الموت ، لأن لديها حساسيّة النحل
لكن الزوجة لم تكتفي بشكره لفظيّاً ، بل تواصلت مع مذيعةٍ مشهورة لطلب حضوره الى برنامجها ، وشكره امام الجمهور !
^^^
وعندما عُرضت الحلقة مباشرةً على القناة المحلّية ، تواصل عدّة اشخاص مع المذيعة لشكر البطل الذي انقذهم ايضاً !
مما جعل المذيعة تسأله باستغراب :
- كيف تمكّنت من انقاذهم جميعاً ؟! فكاميرا المول صوّرتك وانت تنقذ الطفلة قبل ان تعلق رجلها تماماً بالسلّم الكهربائي .. وكاميرا الشارع صوّرتك وانت تُبعد الولد عن السيارة المسرعة.. عدا عن الفتاة التي احترقت بالفرن ، وغيرها كثيرون .. فهل حدسك قويّ لهذه الدرجة ؟!
فأخبرها بشكوكه عن اكتسابه قدراتٍ خارقة بعد رحلته الى الفضاء ، دون ذكر الثقب الأسود بسبب تحذيرات الناسا الصارمة له ورفاقه من وصول الخبر للإعلام
^^^
وما عُرض في الحلقة ، جعلت صحفيّاً فضوليّاً يتقصّى الحقائق عن بقيّة الشباب (روّاد الرحلة الفضائيّة الغامضة) ليكتشف ان الشاب الثاني : ربح اليانصيب في عدّة ولاياتٍ امريكيّة ، مما جعله ثريّاً بوقتٍ قصير ! والثالث : ساعد الشرطة في القبض على مجموعة من المجرمين والمشبوهين ، مُدّعياً رؤية جرائمهم قبل حصولها في مناماته ! عدا عن اكتشاف الشاب الرابع لمصير العديد من المفقودين .. اما الأخير : فنجح برهاناته على الكثير من المباريات ، خصوصاً سباق الخيل ..
ولا يمكن ان تكون جميع مواهبهم الغريبة مجرّد مصادفاتٍ فرديّة ! ومع ذلك أصرّ الشباب على كتمان ما حصل في رحلتهم الفضائيّة ..
***
بعد تخلّصهم من ملاحقات الصحفي البغيض .. إجتمعوا في منزل احدهم ، لمناقشة ما حصل لهم في الشهرين الماضيين :
- كنت اظن انني الوحيد الذي امتلك قدراتٍ خارقة ؟!
- يبدو ان الثقب الأسود جعلنا نطّلع على احداثٍ مستقبليّة ، كأنه غيّر التوقيت داخل عقولنا !
- صحيح ، فأنا ارى الأرقام الرابحة باليانصيب بكل وضوح !
- وانا اعرف الفريق الرابح بجميع المباريات
- وانا ارى الحوادث قبل وقوعها
- وانا اشاهد الجرائم قبل حدوثها
- وانا اكتشفت العديد من اماكن المفقودين ، واتصلت بالشرطة لإعطائهم المعلومات ، دون ذكر اسمي .. ولوّ عرفوني ، لاتهموني باختطافهم جميعاً !
- هل علينا إخبار الناسا بما حصل ؟
- اخاف ان يجعلونا فئران تجارب
- برأيّ علينا الهرب من الإعلام قدر المستطاع
- وكيف نفعل ، بعد نشرهم صوّرنا في جميع وسائل التواصل الإجتماعي ؟
- كلّه بسببك !! ما كان عليك ذكر الرحلة الفضائيّة للمذيعة المشهورة
- ظلّت تضغط عليّ لمعرفة قدرتي بانقاذ الضحايا قبل وقوع حوادثهم ، ولم تصدّق رؤيتي لهم بالمنام او حدسي القويّ ! فلم اجد نفسي إلاّ وانا اذكر الرحلة الملعونة !!
- وما العمل الآن ؟
- انا لم يعد يهمّني ما سيحصل ، بعد أن منعوني الإشتراك باليانصيب طوال حياتي !
- وانا ايضاً مُنعت من المراهنة على الفرق الرياضيّة .. ومع ذلك كسبت الكثير من المال ، ويمكنني مساعدتكم بمنع الجرائم ووقف الحوادث المميتة
- أتعني أن علينا تكوين فرقة لإحقاق العدالة ؟
- ربما الثقب الأسود اعطانا هذه المهمّة
- تقصد العدالة السماويّة ؟
- الله اعلم .. هآ ما رأيكم ؟
- حسناً لننقذ الضحايا ونحن نضع القناع على وجوهنا ، كيّ لا تصوّرنا كاميرات المراقبة
- إتفقنا اذاً !!
***
ورغم تنكّرهم المُتقن ، إلاّ أن ذلك لم ينفعهم كثيراً ! بعد مشاهدة زعيم عصابة لحلقتهم المميزة في تلفاز السجن ، عقب قيام احدهم بكشف مخزنه السرّي للمخدرات ، وإبلاغ الشرطة عنه .. وللإنتقام منهم ، إتصل بقاتلٍ محترف لحلّ المشكلة قبل كشفهم جميع الألغاز البوليسيّة ، وسجن المزيد من رفاقه المجرمين !
***
ولم تمضي اسابيع ، حتى فُجع المجتمع بموت الأبطال الخمسة رمياً بالرصاص بظروفٍ غامضة بعد انقاذهم العديد من الأبرياء !
مما احزن الناسا التي كانت تلاحقهم ، لإجراء المزيد من التجارب عليهم ..ولهذا السبب عرضت مسابقة جديدة على الطلّاب المتفوقين لاكتشاف الفضاء ، مُخفيةً عليهم نيّتها بتوجيه مكّوكهم مباشرةً نحو الثقب الأسود .. على امل دراسة قدراتهم الخارقة بعد عودتهم للأرض .. دون إدراك العلماء بأن المغامرين العشرة سيعودون بقدراتٍ معاكسة شريرة ، ستساهم بإفناء البشريّة بأسوء الطرق الوحشيّة التي حصلت بالتاريخ !
هذه قصۃ فيلم راءع ..والخاتمه احكم واعدل ..
ردحذفتكتبين تفصيلات ودقاءق كانها وقعت فعلا ..
الانسان كهف غامض ..كان لنا زميله بالجامعه تری حالات الوفاه قبلها بايام مثل فيلم فاينال ديستينيشن ..اخبرتني مره بموت شخص قريب جدا لنا بالتفاصيل وهي تبكي ..ولكني علمت منها فيما بعد ان هذه القدرات عذابا وعبء وبالمقابل يدفع صاحبها ثمنا عزيزا امامها ..
والعجيب ان المرء يمضي اغلب حياته وهو لا يعلم بهذا الهم ..
احسنتم امل ..
سعيدة انها اعجبتك استاذ عاصم .. لكن لما اخترت هذا اللقب الحزين ؟! الا تعلم ان اقدارنا تؤخذ من افواهنا ؟!
حذفلان هذا هو الحال للاسف ..ربما بسبب كثرۃ الاحباطات والنكبات وطول الانتظار ..دون نتيجه ..سوی مزيدا من الصبار والعلقم ..
ردحذفكما قال الشاعر لعديمي الشعور والحس :
البين جرعني نقيع الحنظل ..والبين اثكلني وان لم اثكل ..ماحسرتي ان كدت اقضي انما ..حسرات نفسي انني لم افعل ..
نتمنى من الله ان يفرجها على الجميع في السنة القادمة
حذففيلم خيال علمي رائع
ردحذفمع تغيير بسيط في السيناريو بإضافة بعض القوى الجسدية الخارقة أيضا وتحصلين على الأوسكار أستاذة أمل
أعجبتني القصة كثيراً
كل القصص أعجبتني بلا استثناء لكني مقصر في التعليق
انت صديق المدونة المخلص ، ولم تقصّر يوماً .. شكراً لك
حذفأختفاء طائرات بالثقب الزمني ثم تعود بعد سنوات للمطار وجميع الركاب هياكل عظمية
ردحذففمن يدري ربما ايضا هناك ثقب اسود من دخله فانه يرى بدقايق ماسيحدث معه خلال سنوات ، فليسا على الله ببعيد ان يحدث هذا بان يجعل للانسان ذاكرة متقدم عن زمنه بسنوات مثل الذي يرى شريط حياته المستقبلية خلال دقايق.
الله قادر على كل شي
الثقب الأسود هو لغز علمي كبير ، الله وحده يعلم ما يخبئ داخله من اسرار !
حذفعند التفكير بوجود ياجوج وماجوج وانهم سيخرجون أي انهم سيخرجون كما كانوا أي انه حدث لهم توقف زمني من يوم اختفائهم الى يوم عودتهم للارض ومش معقول يخرجون بافكارهم السابقة اعتقد سيكون لديهم افكار عن ماحدث بسنوات غيابهم
حذفربما ياتون من ثقب الاسود او ماشابه
عقلي لايستطيع تصور الامر
يأجوج ومأجوج والدجّال وسيدنا خضر و آصف بن برخيّا (الذي احضر عرش بلقيس لسيدنا سليمان) جميعهم الغاز دينيّة ، لا يعلم بها سوى الله .. نحن علينا التصديق بما قاله الرسول عنهم ، دون الإسهاب بالماورائيات .. والله اعلم
حذف